لا تطارد المال
كسب المال أمر في علم الغيب لذا من الأفضل بكثير ألا نركز على النواحي المالية
لا تفكر في المال لبضعة أيام، وسيزداد تحفيزك وسعادتك كثيرًا فذلك هو مصدر القوة اليوم.
ألا ترى أن أسعد الناس في فترات الكساد هم من لا يفكرون بالمال، ولا يعنى هذا أن لديهم وفرة من المال، بل يعنى أن عقولهم مشغولة بما هو أهم من ذلك ولا تسيطر عليهم مشاعر الخوف أو هاجس الجشع الذي يجعلهم في حالة من الهوس للحصول على المال.
قد تندهش لأمثال هؤلاء ولكنهم حقًا قد يربحون أموالًا أكثر مما يربحها هؤلاء الذين يجعلون المال في بؤرة تركيزهم، ألا تتذكر وأنت في العاشرة من عمرك حيث توسلك الشديد لأبويك من أجل الحصول على مصروفك الشخصى فيأتى ردهم في الغالب: “يا بنى إن راحة البال هي أفضل ما في الحياة” أو “المال لا يجلب سعادة”، نعم فقد صدق أبواك.
فى حديث أدلى به في مؤتمر بلندن في العاشر من أكتوبر لعام 2001، صرح “جاك ويلش” أحد أنجح الرؤساء التنفيذيين في العالم والمتقاعد حاليًا، قائلًا: “ليس الربح هو غاية المنتهى في حد ذاته، ولكنه يأتى نتاج فريق عمل رائع يقوم بأداء مهمة جليلة، خلاصة الأمر أن الفرد هو السيد، وتلك كانت منهجيتى أثناء عملى في شركة جنرال إليكتريك”.
قد تسمع فحوى هذه الرسالة من عدد آخر من المدراء التنفيذيين الناجحين، ففى واقع الأمر استمعت هذا المساء لـ “بيل فورد”(رئيس شركة “فورد”للسيارات) وهو يكرر نفس معنى هذه المقولة، الفرد لا المال هو محور العمل، ففى عصرنا الحديث يتحقق الربح من خلال وجود منظمة تتكون من عدد من الأفراد الموهوبين والمتحفزين، واعلم أن خبراء المال الذين يلهثون وراء تحقيق المال قد يحققون منه الكثير بالفعل على المدى القصير، ولكنهم على المدى الطويل قد يلقون نفس مصير خبراء وول ستريت، الإفلاس.
لذا إذا ما أردت أن تقنع أي فرد بكفاءتك لشغل أي وظيفة، فلا تتحدث معه عن المال، فنغمة الحديث عن المال في عالم الأعمال المتكامل هي نغمة دونية وتحط من قدر هذا العالم، فالحديث في هذا العالم يدور حول مسائل تتعلق بالأجواء المحيطة وبرضاء العميل وبالمجتمع الذي تعمل بداخله، وبالإدارة الملهمة والموظفين السعداء، ونرى أن معظم الأشخاص يقضون في بيوتهم مدة ساعتين أسبوعيًا يفحصون حساباتهم البنكية ويدفعون فواتيرهم، وباقى الوقت يقومون فيه بأداء ما هو أهم من ذلك كاللعب مع أطفالهم وتناولهم الوجبات في رحاب أسرتهم، وبنفس المنطق يجب أن يكون تعاملك في شغلك بمعنى أنه عليك ألا تقضى أكثر من 5% فقط في العمل في الأشياء الإدارية، أما باقى وقتك فيجب أن تكرسه لزملائك وعملائك ومن يعمل معك في البيئة المحيطة.
إن الهوس بالمال هو عبارة عن ضرب من الجنون التجارى، الذي لا يجب أن تسمح له بأن يدمر لك عقلك، بل سخر 95% من طاقاتك في العمل للأمور غير المالية، فلقد تحدث إلىّ أحد الرؤساء التنفيذيين قائلًا: “لقد شعرت بالملل من كافة الأمور المالية لذا أتركها لأهل التخصص يتعاملون معها، وهم يعرفون تمامًا متى يلجأون للبت في الأمر باتخاذ قرار، فكل ما أفعله هو الاتفاق على الأهداف المالية وتحديد الميزانية للعام المالي، كل قسم على حدة، وبعد ذلك أترك كل فرد يتولى مسئوليته، وأكتفى بالحصول فقط على التقارير المالية شهريًا، هذا يكفينى، فأنا أعلم متى أتخذ القرار، حيث ألقى النصيحة السديدة من الخبراء”.
حقيقة الحياة المُرة هي أن أي هوس بالمال ينتج عنه خيبة أمل، فالمال عَرَض زائل وعامل رئيسى للتشتيت على طريق السعادة.
أفكار عملية مفيدة
● كرس 95% من ساعات عملك للأمور غير المالية.
● استغنِ عن بعض المال يوميًا وانظر كيف تشعر.
● إن لم تشعر أنك بحالة جيدة فاستغنِ عن المزيد في اليوم المقبل، داوم على الاستغناء عن المزيد والمزيد حتى تشعر حقًّا أنك بحالة جيدة. (يمكنك أن تستغنى عن كمية معقولة مما تمتلكه من أموال زائدة على حاجتك).
جرب اللامنطقية
التفكير اللامنطقى هو أساس معظم النجاح
جرب اللامنطقية عند معالجة المشكلات التي تبدو غير قابلة للحل. فالعمل شكل من أشكال الفن ويتطلب الذهاب لما هو أبعد من حدود العقل لتحقيق التقدم
يحظى كلٌّ من البيت الأبيض، و”وول ستريت” بالقوة المالية التي تمكنهم من استقطاب أفضل العقول الموجودة في العالم، بيد أنه لم تحُلْ قدرة هذه العقول وتفكيرها المنطقي الفائق دون وقوع الكساد في العام المالى 2008/2009، وبدا حل “الحزم التحفيزية” منذ سنتين حلًا أخرق لا يتسم بالعقلانية.
إذا ما تحدثنا عن إيجاد توجه للمستقبل فسنجد أن مسألة العقلانية مسألة محدودة شأنها شأن خطوط السكك الحديدية، يذكر السير “جيمس ديسون” في كتابه 1Against the Odds أن “هناك خمسة ملايين فرد أشبه بالقطار في طريقة تفكيرهم حيث السير على منوال واحد، فهم يفكرون بنفس الطريقة التي تعلموا أن يفكروا بها، فلا تكن منطقى التفكير، وإلا سترى الناس يضحكون عليك نصف وقت حديثهم معك، والنصف الآخر ستحاول أن تبدأ في سرد شىء آخر أكثر تشويقا” ولقد رأينا قلة الدعم التي تلقاها السير “جيمس ديسون” (خاصة من البنوك الرئيسية)عندما حاول اختراع مكنسة كهربية ذات شفط هوائى ثنائى دون حقيبة للمخلفات وذلك نظرا لما اعتقدوه بأنه اقتراح لا يتسم بالعقلانية، وهو نفس ما حدث مع “هيرب كيلير”، رائد الخطوط الجوية الجنوب غربية، أحد أقل الخطوط الجوية تكلفة، فلقد اعتقد الجميع أول الأمر أنه مجنون Nuts2 ( وذاك عنوان كتاب يتحدث عنه) ولقد حقق نجاحًا كبيرًا.
إن عوائق العقلانية تضرب بجذورها في التاريخ، على سبيل المثال المقولة التي أطلقتها الملكة “إليزابيث” واشتهرت بها منذ 500 عام قائلة: “إننى أستحم مرة شهريًا حتى إن لم أكن في حاجة للاستحمام” انظر كيف هي رؤيتها (أعلى شخصية في إنجلترا) للصحة الشخصية، وفى عام 1874 كشف “جراهام بيل” عن اختراعه للتليفون للملكة “فيكتوريا” فعلقت قائلة: “لا يمكننى أن أتخيل سببًا يجبر أيًّا منا على استخدام هذه الأداة الغريبة” فلقد نظرت له من منطلق العقلانية: فلقد رأت أنه لا حاجة لها لاستخدام هذا التليفون.
وفى كتابه Predictably Irrational3 يضرب لنا “دان إريلى” العديد من الأمثلة لسلوك أشخاص لا يتسمون بالعقلانية، وذلك على سبيل المثال عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالشراء، يؤكد خبراء آخرون أننا نميل للاعقلانية أكثر من ميلنا للعقلانية، بل وعلاوة على ذلك نجدهم يؤكدون أن اللاعقلانية تحث العملية الإبداعية وتؤدى إلى التقدم.
العقلانية والتعقل مفهومان غريبان، ننسبهما لأنفسنا وننتقد الآخرين لفقدهم إياهما، وذلك للاعتقاد بأن ما نفعله يتسم بالعقلانية أو التعقل وأن ما يفعله الآخرون (خاصة السياسيين و المدراء التنفيذيين الكبار) يتسم باللاعقلانية أو عدم التعقل، وهذا في حد ذاته أمر غير عقلانى، فما ترى فيه أنه عقلانى غالبًا ما يراه الآخرون يفتقد للعقلانية.
ما من شىء هناك يضاهى التعقل أو العقلانية التامة، وإذا كان هناك من شىء فيمكننا أن نسميه “المنطق”، فالمنطق عملية تعززها الصلاحية العلمية التي تقود إلى نهاية يمكن إثبات صحتها، فهى قائمة على الحجة الواضحة وشتان بين الإبداع والمنطق، والتعقل والعقلانية، ومن ثم إذا ما أردت تحقيق إنجاز في أي مجال من مجالات الحياة فعليك باللاعقلانية. من الضرورى أن تخوض تجربة اللاعقلانية. وهناك مثال رائع على هذا يتمثل في اختراع ملصقات 3M من ماركة Post-it، فلم تكن نتاجًا للتفكير العقلانى بل لسلسلة غير عقلانية من تجربة عملية ثبت خطؤها.
ومن ثم فإنه من العقلانية ألا يتسم تفكيرك بالعقلانية وأن تجرب عمليات التفكير المختلفة، فحرية التفكير بطرق مختلفة على صعيد الديمقراطية (والتعبير عن نفسك وفقًا لذلك) تعد كنزًا.
وهناك الكثير من الأدلة التاريخية التي تدل على أن اللاعقلانية ( أو حتى عدم التعقل) تؤدى بدورها إلى الإبداع الشديد، ففى أثناء كتابتى لهذه السطور أستمع لحفلة موسيقية لـ”تشيكوفوسكى” رقم 1، في عام 1874 سأل “تشيكوفوسكى” معلمه “نيكولاى ربنستين” عن رأيه في مسودة اللحن الموسيقى فرد عليه عازف البيانو المشهور ابن مدينة موسكو: “إن لحنك لا قيمة له ولا يمكن عزفه فهو مجرد لحن مبتذل وأخرق ولا يمكن تعديله فهو تافه وسوقى” كان “ربنستين” يعتقد أنه لا يعقل أن يقوم شخص بعزف مثل هذا اللحن، إلا أن “تشيكوفوسكى” ذهب لرفاقه مخبرًا إياهم بأنه عاقد العزم على ألا يغير شيئًا في اللحن، وأقنع عازف بيانو آخر يدعى “هانز فون بلو” بأن يجرب عزف هذا اللحن، واعترف “ربنستن” لاحقًا بأن قراره الذي صدر من منطلق العقل لم يكن صائبًا وصار لاحقًا من مؤيدى هذا العمل، واليوم أصبحت هذه الفرقة الموسيقية من أشهر الفرق الموسيقية.
التصرف اللاعقلانى ينجم عنه جدال كبير بل يتمخض عنه قرارات أفضل، فهو ببساطة يتطلب منك أن تفكر بطريقة تتعارض مع الفكر العقلانى الحالى، يعنى أنه عليك أن تتحدى تصوراتك وتفسيراتك وعواطفك ومعتقداتك- لا سيما التقليدية منها، ذلك التحدى لا يعنى تحديًا لك أنت فقط بل للآخرين أيضًا.
إن أفضل المؤسسات إذن هي التي تشجع الانقسام في الرأى ولكن ليس هدفها إلحاق الضرر بالآخرين، إنه ” السبب” الذي يجب أن يتم تحديه، وليس الشخص ذاته، وكما أوضحنا سالفًا أن كلًّا من الرئيس “إبراهام لنكولن” ومن بعده الرئيس “باراك أوباما” قد وصفا هذا الشىء بـ “إيجاد فريق من المتنافسين”.
“التقليد” هو تجسيد للعقلانية التي يقرها الأغلبية بينما “عدم التقليد” هو أمر يتخطى حدود التعقل العادى، والأمثلة على ذلك من الكثرة بمكان، فها نحن نرى أن الحواسب من ماركة أبل لم تقم باختراعها شركة أي بى إم المعروف عنها العقلانية الفائقة، وكبرى شركات الحاسوب في ذلك الوقت، وجوجل ليس من منتجات شركة مايكروسوفت التي تعد ظاهرة ناجحة في مجال تطوير برامج الحاسوب، موقع أمازون لم تنشئه سلسلة مكتبات كبيرة “كبوردرز واو برانز اند نوبل” مثلًا، فالشركات الكبيرة تحاول انتهاج الاستراتيجيات العقلانية بشكل كبير ولكن يأتى هذا على حساب الإبداع والابتكارات لهؤلاء الذين يفكرون بأسلوب لا عقلانى.
إذا ما كنت تنتهج نهجًا عقلانيًا تامًا فاعلم أن خطواتك القادمة سيسهل التنبؤ بها، ولن تصير شخصًا يسعى الجميع لاستقطابه، التقدم يأتى نتيجة عدم استطاعة الآخرين التنبؤ بخطواتك القادمة وبعدم تمسكك بالعقلانية.
أفكار عملية مفيدة
● تحدًّ نفسك واسألها: “هل يوجد هنا مجموعة مختلفة من الأمور اللاعقلانية التي يمكن أن أطبقها؟”.
● جرب أن تكون لاعقلانيًّا عند إيجاد الحلول.
● تحدّ أسباب المشاكل وأوجد مجموعة بديلة من الأسباب لإيجاد حل.
مارس التمارين الرياضية الذهنية
عزز حياتك المهنية بتعزيز عقلك
تحدَّ خلايـــا مخك يوميًّا، وليكن لديك تمرين ذهني واحد تداوم على القيام به كل صباح، على سبيل المثال احسب في رأسك حاصل ناتج ضرب 59 فى591.
منذ عقود قليلة مضت، أكد لى أحد أساتذتى أن المخ ما هو إلا عضلة في حاجة لأن تمرنها وتقويها بشكل دورى، وإلا وهنت وخارت قواها، فقد شجعنى على ممارسة المسائل الحسابية وكان يقترح علىَّ قائلًا:”عندما تخرج من المدرسة مارس على سبيل المثال لعبة مكعبات الذكاء، أو أوجد في رأسك ناتج حاصل ضرب 23 في 23، وأكد أنه بهذه الطريقة تزيد قوة عقولنا، كما اقترح أيضًا قراءة الأدب الكلاسيكى والكتب الأخرى التي يرى فيها الآخرون صعوبة عند قراءتها، ذكر منها على سبيل المثال: “يوليسيس” لـ”جيمس جويس” وقال عنها إنه من المجدى أن تعرف من قراءة هذه القصة عن “ليوبولد بلووم” و”ستيفن ديدالوس”، لترد إذا سألك أحد عن ذلك.
دعونا نُصغها بعبارة أخرى: العقل الكسول يؤدى إلى حياة فاترة، بينما العقل النشط يقود إلى حياة مهنية مفعمة بالحيوية، إن تنشيط عقلك من خلال تعريضه لمزيد من التحديات الصعبة سيعزز بلا شك من قوته ويجعلك أهلًا للرد على تلك الأسئلة الخرقاء التي تتعرض لها في المقابلات الشخصية في تدرجك في حياتك المهنية وهى أسئلة من قبيل: “من أفضل الشخصيات التي تحبها في الأدب الكلاسيكى؟” أو ماذا ستفعل لو حصلت على مليون جنيه إضافية في وظيفتك الحالية؟”.
بعض الأشخاص يعتمدون حقًّا على الكلمات المتقاطعة أو على لعبة السودوكو لتعزيز قوة عقولهم، وعلى الرغم من هذا فإن تلك الأشياء لا تركز فقط إلا على اليسير من حجم الذكاء الواسع لدى الفرد، فمثلًا معرفة سرعات تحميل الإنترنت في البلدان المختلفة قد يكون أمرًا مجديًا- لا سيما عندما يكون رئيس عملك مستاء من سرعة الإنترنت الغاية في البطء والمملة التي تبلغ 256 كيلو بايت والتى جربها في آخر رحلاته لأحد “البلدان الناشئة”.
لا شك أن مشاهدة التمثيليات الإذاعية المسلسلة أو قراءة الصحف القومية أمور من الأهمية بمكان متابعتها لمن يريد أن يفهم طبيعة الجماهير العريضة للشعب، ولكن من المحتمل أن يكون ذكرها دون جدوى في مقابلة شخصية، بينما متابعتك للرياضة قد تجدى نفعًا لا سيما إذا كنت تشجع نفس الفريق الذي يشجعه من يحاورك (قليل من أعمال التقصى هنا دليل على أن لديك عقلًا باحثًا دائمًا وستجدى بالتأكيد نفعًا).
فى إحدى جامعات لندن كان هناك أحد أفراد الحرس الجامعي وقد تعلم أن يقول “صباح الخير” ومساء الخير “للطلاب بعشرين لغة مختلفة، ومن ثم استطاع أن ينطق بقليل من الكلمات باللغات المحلية لقطاع كبير من الطلاب الأجانب الذين يأتون لتلك الجامعة، وفى أحد المنتجعات بـ”مورشيوس” يوجد حمال مولع بكرة القدم يفحص الإنترنت ليلة السبت من كل أسبوع ويحفظ كل نتائج مباريات كرة القدم في دورى إنجلترا للدرجة الأولى (بالإضافة لحفظه لنتائج الدوريات الكبرى بأوروبا) ليخبر في صبيحة يـوم الأحـد رواد المنتجع بتلك النتائج بعد قضائهم لليلة طويلة يقوم فيها كلًّ منهم بتشجيع فريقه الذي يحب، بل كان يحفظ أحيانًا أسماء من أحرزوا الأهداف ويسأل:”ما الفريق الذي تشجعه؟” فيأتى الرد ” مانشستر يونايتد” فيجيب لقد فاز بهدف نظيف أحرزه “رونى” تخيل يا لها من بداية طيبة لإجازتك.
باختصار لا يمكنك أن تحصى عدد الطرق التي من خلالها تزيد من حدة عقلك، وما يبعث على الأسى أن العديد من الأشخاص لا يستخدمون حتى طريقة واحدة، والمحصلة بالتالى تكون صفرًا.
أفكار عملية مفيدة
● قم بدراسة الصفحات المالية الواردة في المجلات الهامة ووطن نفسك على متابعة الاتجاهات الاقتصادية، على سبيل المثال اقتصاديات البلدان الرئيسية في آسيا.
● تابع معدلات الصرف يوميًّا لتعرف كيف تحول الدولار إلى عملة الصين (الرينمينبى) والجنيه إلى يورو.
● تعلم بعض مفردات اللغة الصينية لتحيى بها مموليك الصينيين.
● تذكر أسماء كل من تقابلهم عندما تزور أي شركة جديدة.
سافر حول العالم
سافر إلى واجادوجو ( عاصمة دولة… … التي كانت تسمى سابقًا بـ … …) وسع آفــــاق عقلك
ليكن لك هدف شخصى يتمثل في القيام على الأقل برحلتى عمل على الأقل خارج البلاد سنويًا، إن لم تكن مؤسستك تهتم بهذا فلا تقيد نفسك بها، ولتبحث عن موظف ذى اتجاه تقدمى وله عقل متفتح ويشجع السفر، لكى توسع علاقات العمل وإقامة علاقات مع هؤلاء الطامحين المشتركين في العمل معك.
كان أحد طموحاتى الأولى هو السفر حول العالم على نفقة صاحب العمل، وقد كان لى هذا، ولو أن هذا الطموح يراودك أنت الآخر فذلك الفصل الذي تقرؤه هو سلاحك الذي تشهره في وجه صاحب عملك (على افتراض أنه ليس موجودًا في مهمة بـ”واجادوجا”).
إن أولئك الذين لم يخرجوا أبدًا خارج حدود قريتهم خلال حياتهم يشكلون ما أسميه ” عقلية القرية” فآفاقهم المستقبلية محدودة ولا يرون الأشياء إلا بمنطلق ما يجرى حولهم في القرية، نفس الأمر ينطبق على الموظفين والمدراء الذين يقضون حياتهم العملية يعملون في نفس ذات المكان لنفس الشركة، وتعرف “عقلية القرية” الآن في عالم المال بـ”المؤسساتية”.
وعلى النقيض نرى أن هؤلاء الذين يسافرون حول العالم لديهم الفرصة ليكتسبوا جوانب عالمية وفهمًا صحيحًا للثقافات المختلفة، ويدعمهم ذلك جيدًا في حياتهم العملية للوصول للوظائف ذات المدى الواسع التي تحتوى على تعقيدات يفرزها صاحب العقل الإبداعى، إن السفر خارج الحدود يضفى بريقًا على المرء، ويضيف له بعدًا ثالثًا من الخبرة الكبيرة والحية التي لا يعرف عنها من لم يذق طعم السفر إلا خيطًا يسيرًا.
السفر يعطيك حافزًا قويًا ويكسبك شهرة بين زملائك ووسط أصدقائك وأسرتك “آسف فابنتى لن تكون معنا هذا المساء لقد سافرت في رحلة مكوكية لـ”سان فرانسيسكو” بالأمس، لحضور اجتماع عمل هام، ويتعين أن تعود في الغد”.
السفر حول العالم يكسبك خبرات لم تحلم بها من قبل، خبرات يمكن أن تستغلها استغلالًا صحيحًا لبث الحياة في مكتبك مجددًا. إن المسألة عبارة عن أكلشيه يقول بأننا نحيا في عالم عالمى، وأى فرد محترف يجب أن يكون قادرًا على تحقيق إنجازات في أجزاء مختلفة من العالم ويذكرها في سيرته أو سيرتها الذاتية.
لذا إذا لم تكن قد جربت السفر سالفًا، فهذا وقت “ركوب دراجتك” مثلما تقول العبارة المشهورة لـ “نورمان تابيت”، انطلق بها إلى المطار وحلق بالطائرة في الهواء مقبلًا على أكبر التحديات الموجودة في قسمك بالعمل وهى السفر خارج الحدود، احجز لنفسك مكانًا في أحد المؤتمرات الهامة التي تعقد هناك في الجزء الآخر من العالم، لا تبالِ بأولئك التعساء الذين يقولون عنها إنها مجرد نزهة أو فسحة، بل ستشعر بالمتعة، وحجم المعرفة التي تكتسبها، وتنجز الكثير، وما هي إلا بضعة أيام تقضيها لتعود شخصًا أفضل من ذى قبل، ما الذي تبتغيه أكثر من هذا؟ وهأنذا أكتب لكم هذا الحديث من “الفلبين”، إذا كيف لى أن أنصحكم بالسفر إذا لم أكن أطبق على نفسى ما أقوله لكم؟ لقد عدت لتوى من زيارة أربع مدن صينية مختلفة وكنت قبلها في “موريتانيا”، والشهر المقبل سأقوم بإحدى زياراتى الدورية لـ”سنغافورة” وبعدها جولة قصيرة أخرى لـ”الـصين”، وفى نهاية هذا العام سيكون الموعد مجددًا مع “جنوب أفريقيا” التي تتكرر زياراتى لها، السفر يوسع آفاق عقلك لتدرك ما لم تكن تدركه من ذى قبل، كما يكسبك الثقة أيضًا.
أفكار عملية مفيدة
● تصفح جريدة خاصة بالسفر دائمًا.
● دون ملاحظاتك منها.
● اكتب باختصار عن أهم المواضيع بها وابحث عن أفضل ما يوجد في المدينة المقبل على زيارتها – حتى لو كانت هي المدينة الأسوأ على مستوى العالم (وليس هناك غيرها).
● تعلّم أن تقول: “مرحبًا، كيف حالك؟” و”شكرًا لك” بلغة أهل البلدة التي تزورها.
● لتكن على دراية ببعض الحقائق الثابتة عن البلد الذي ستزوره (تاريخه الحديث واسم رئيسه إلخ).
لا تكن مخلصًا إلا لنفسك
لن تجنى من وراء ولائك للشركة إلا أقل القليل
لا تكن مخلصًا إلا لنفسك ولأسرتك ولأصدقائك – وليس لشركتك، فعندما تتعرض شركتك لانتكاسة مالية فلن يبدى صاحب العمل ولاء لك إلا نادرًا.
إليكم بريدًا إلكترونيًّا قرأته مبكرًا هذا الصباح: “عزيزى ديفيد، إنما أرسل ذلك البريد لك لأحيطك علمًا بقرب انتهاء وقتى الوظيفى في شركة “س ص ع”، حيث تمت إقالتى من منصبى جراء الانتكاسة المالية التي تعرضت لها الشركة” ذلك البريد واحد من مجموعة رسائل إلكترونية مشابهة تلقيتها على مدار الأسابيع الأخيرة.
لقد بلغت من الكبر مبلغًا يدل على أننى قد تعرضت لعدد من حالات الكساد المالى أثناء عملى الوظيفى، أستشهد هنا بحالة عاد فيها رئيس مجلس إدارة شركتى من المكتب الرئيسي لمجموعة شركاتنا متعددة الجنسيات ليخبرنا بأن رئيس المجموعة قرر خفض الوظائف بنسبة 20% نظرًا للضائقة المالية الشديدة التي تتعرض لها الشركة، كان ذلك كناية عن الطرد الصريح لعدد من الموظفين، فلم يكن هناك من استثناءات.
كنت نائب رئيس قسم الموارد البشرية وقتها حيث أرفع التقارير مباشرة لرئيس مجلس الإدارة، وقد شرعت سريعًا في تنفيذ برنامج للطوارئ متفق عليه سلفًا للنهوض بحال موظفى الخطوط الأمامية والمشرفين و المدراء من الدرجة الثانية، وقد كان لذلك أثر طيب، كانت المشكلة مع العشرة مدراء التنفيذيين لأفضل فريق بالشركة وقد كنت واحدًا منها، أصر رئيس مجلس الإدارة على تطبيق مبدأ العدل على كافة العاملين بالشركة، فكان الاستغناء عن اثنين منا، لم يتطوع سوى واحد منا فقط بالحصول على متعلقاته المالية وترك الشركة، وبقى لزامًا على رئيس مجلس الإدارة أن يقوم هو باختيار الآخر من بيننا نحن التسعة، ولحسن الحظ لم يقع اختياره علىّ، وبما أننى كنت نائب رئيس الموارد البشرية فقد انتبهت إلى أن رئيس مجلس الإدارة سيستدعى الضحية إلى مكتبه ويُسمعه خبر الاستغناء عنه ليقع عليه وقع الرصاص، ثم بعد ذلك يوجه هذا المكلوم إلى مكتبى لألملم شتاته وبلطف الحديث أخفف عنه وهى أشياء يحترفها بشكل واضح أهل الموارد البشرية.
كان الضحية في حالة من الصدمة يرثى لها، كان ينتحب من البكاء ويرتعد، أما مشاعره فقد هوت إلى الحضيض قائلًا: “أعمل بالشركة منذ كان عمرى ستة عشر عامًا” خرجت منه هذه العبارات بالكاد، وهو في حالة تشنج من البكاء مضيفًا: “حياتى كلها أعطيتها للشركة على مدار 38 عامًا، لم أبخل بمزيد من ساعات العمل الإضافى، وبذل قصارى جهدى مع كافة المدراء التنفيذيين أيًا كانوا، لم يشتك من عملى أحد يومًا ولا مما قمت بإنجازه، لقد تزوجت مرة أخرى منذ أربعة أعوام مضت ولدى توأم في الثالثة من عمرهما يتعين علىَّ تربيتهما… يستغنون عنى الآن … أنا فقط أريد أن أفهم لماذا”.
أنا فقهت السبب، وهو أنه لا مجال للحديث عن الرحمة في مجال العمل إذا كان الأمر متعلقًا بأزمة مالية، لا أولوية للولاء، فمصطلح “ولاء الشركة” اسم على غير مسمى، لا يمكنك أن تكون مخلصًا لمفهوم قانونى يسمى “شركة” إنما تكون مخلصًا لمن يتعامل معك من أشخاص وكذلك مخلصا لمن يخلص لك- كأفراد عائلتك مثلًا، فعندما تبدأ الشركة في التعرض لخسائر مالية فلا ولاء من الشركة لموظفيها.
اعلم أن إخلاصك الشديد لشركتك لسنوات عديدة ليس بالميزة القوية لك إذا ما خضت سباقًا للحصول على ترقية أو قدمت لشغل وظيفة جيدة، فإنك إذا ما أردت أن تغادر شركتك القديمة وأكدت ما بدر منك من ولاء للشركة لصاحب العمل الجديد فسيرى ذلك أمرًا غريبًا، وبالمثل لن تتمسك بك شركتك الحالية أبد الدهر حتى لو عرفت عن نواياك بعدم ترك الشركة مطلقًا، ومن هذا المنطلق فعدم وجودك لا يمثل خطرًا على مستقبل الشركة، فقلما كان ولاؤك للشركة ذا قيمة عالية.
ومن ناحية أخرى، نرى أن هؤلاء الطموحين من الموظفين ممن هم على استطاعة بترك الشركة والذهاب للعمل لصالح الشركة المنافسة(ومن ثم يكون هذا عدم ولاء منهم) هم أكثر احتمالية لاسترضاء أصحاب العمل لهم من أولئك الضعفاء من المخلصين الذين لا يمثلون أي تهديد للشركة.
الولاء الشديد لا يجب أن تبديه إلا لأسرتك ومن الضرورى أن يحتلوا أولوية اهتماماتك، هذا يعنى أن عليك ألا تكون مخلصًا لصاحب العمل وأن تترك عملك إذا ما سنحت هناك فرصة عمل أفضل.
أفكار عملية مفيدة
● لا تسمح بأن تلقب في العمل بالرجل (أو المرأة) المخلص لشركته، فهى ميزة لا قيمة لها.
● تذكر أنك تحيا في عالم تنافسى شرس يجرم فيه المرء على ما لا يقترف.
● تذكر أنك إذا ما أردت أن تنتصر في هذا العالم الشرس فإن عليك أن تنظر لمصلحتك في المقام الأول.
● تذكر أنه عندما تكون من المرغوبين فيهم فلن تكون أنت من تجاهد فقط للحصول على وظيفة بل ستجد من أصحاب العمل من يتنافس للحصول عليك.