اسع لتصبح “متميزًا”
لكى تصبح متميزًا، يجب أن تجرب “تعايش” تميُّز الآخرين
حدد لنفسك هدفًا شخصيًا بتخصيص يومين على الأقل في العام لكى تتعايش مع المتميزين في مجالك. ثم استذكر الدروس التي تعلمتها منهم وطبقها لكى تصبح أنت نفسك متميزًا.
عندما تستمع إلى أي محاضرة يلقيها أهل الصفوة من أصحاب المهن فإن شيئًا ما يمس قلبك ثم تحدث عملية التعلم الداخلية المفعمة بالحيوية. وتستحق التجربة “الحية” الاستثمار تمامًا. وينطبق نفس الأمر على الخبرة المكتسبة نتيجة حضور حفلة غنائية “حية” لفرقة غنائية شهيرة (أو فرقة روك) على العكس من مجرد الاستماع إلى تسجيلاتهم.
ويعتبر السر الرئيسي في أن تصبح متميزًا (ومن ثم تصبح مطلوبًا بشكل أكبر لدى المؤسسات) هو فقط أن تحضر الحلقات النقاشية التي يعقدها المتميزون، فهذا هو السبب، في رأيى .. قصور التدريب الداخلى، خاصة في المهارات الأساسية في القيادة، التحفيز، الخدمة. فإن المدربين الداخليين لا يقدمون تعليمًا مستقلًا؛ حيث إنهم لابد أن يكونوا متحيزين لمبادئ الشركة التي يعملون بها. وهكذا فإنهم يكافحون لكى يكونوا الأفضل. والأكثر من ذلك أنهم في الغالب يعملون من خلال كتيبات التدريب التي تم إعدادها عن طريق شخص آخر. وهكذا فإنه يمكنك بصعوبة أن تكون متميزًا عندما لا تكون المادة العلمية من إعدادك.
يقدم المحاضرون المتميزون المادة العلمية الأصلية التي هي من إعدادهم. ولا يعرضون مصدرًا قيمًا للخبرة والمهارة فقط، بل مصدرًا للحكمة والإلهام. وسوف يساعدك تميزهم هذا في أن تصبح أنت أيضًا متميزًا. كما أن الفوائد التي يقدمونها لك ستبقى معك دائمًا وسيتم استخدامها في العديد من المناسبات غير المتوقعة.
لقد قمت بحضور محاضرتين لـ “ألكسندر ماكول سميث” طوال السنوات الماضية، وهو ليس فقط مؤلف الكتب الأكثر مبيعًا، ولكنه أيضًا متحدث بارع. وفى المرتين خرجت من محاضراته شخصًا أفضل بكثير بسبب رؤاه الثاقبة والدروس التي يلقيها عن الكتابة وتقديم العروض. لقد جعل عقلى يتدفق بعد كل مناسبة، ويعد “ألكسندر ماكول سميث” شخصًا متميزًا.
كما قابلت العديد من الأشخاص الآخرين وكنت محظوظًا في عصرى بأن أحضر أحد العروض التقديمية التي يقدمها “بيل جيتس”(مؤسس شركة مايكروسوفت)، “ميشيل ديل” (مؤسس شركة ديل لأجهزة الحاسب)، “جاك ويلش”(المدير التنفيذى السابق لشركة جنرال إليكتريك) والسير “ريتشارد برانسون”(مؤسس مجموعة فيرجين). وكان ذلك أيضًا ملهمًا وهناك العديد من الدروس التي تعلمتها من هؤلاء الصفوة ظلت معى إلى يومنا هذا. وهناك أيضًا “بينجامين تساندر”، قائد الأوركسترا الموسيقية والزعيم القيادى، والذى سافرت من أجله لكى أستمع إليه في خمس مناسبات، مرتين منها في سنغافورة وثلاث في لندن، وهؤلاء الأشخاص هم المؤثرون الرئيسيون في حياتى الذين ساعدونى، وأتمنى أن أصبح أكثر تميزًا منهم في العمل الذي أستمر فيه.
لقد منحونى نسبة مئوية إضافية للتعلم ثبتت فائدتها في العديد من المواقف، ولهذا فلكى تصبح متميزًا يجب عليك أن تكون انتقائيًا إلى حد بعيد للدورات التدريبية التي تحضرها في محاولتك لتطوير نفسك. ويحب معظم الخبراء أن يقوموا بالقليل من التدريس من وقت لآخر. ولذلك اذهب وابحث عن محاضراتهم وإذا لزم الأمر أقنع شركتك بالاستثمار في حضورك. وإذا لم تفعل، فاستثمر أنت بنفسك.
لقد التقيت مصادفة بشاب يعمل في أحد المصارف والذى كان متميزًا على مستوى المصارف المحلية من حيث بيع العديد من المنتجات المصرفية . ولكى يصبح شخصًا متميزًا (فى بيع الخدمات المصرفية) كان يمثل جزءًا من استراتيجيته الشخصية استثمار نقوده في حضور محاضرات للمتحدثين المشهورين عالميًا أمثال “أنتونى روبينز”،وذلك لأن المصرف كان غير مستعد لدعم تعلمه، كان هو الذي يدعم نفسه. ولا غرو في أنه أصبح الأول في مجاله وبالتالى أصبح مطلوبًا للعمل في أي مكان (من قبل الرؤساء والعملاء على حد سواء).
أفكار عملية مفيدة
● لا تضيع وقتك في حضور الحلقات النقاشية المملة حيث يكون كل ما تفعله فيها هو النظر إلى ساعتك.
● بدلًا من ذلك ركز على ما تحتاج إلى تعلمه وبعد ذلك اخرج وابحث عن الخبراء في هذا المجال.
● كن مستعدًا للسفر إلى جميع أنحاء العالم على نفقتك الخاصة لكى تستفيد من “الصفوة” والتعلم من خبراتهم. فسوف تجنى الكثير من الفوائد من استثمارك هذا
أنصت إلى ما ينصت الناس إليه
يزودك الإنصات والتأثير من “المستوى الثانى” بفهم أعمق للأماكن التي “يأتى منها” الناس وما “يتحمسون بشأنه”
لكى تصبح منصتًا ناجحًا؛ فإنه يجب عليك فهم المعانى الضمنية التي يقولها الناس. لذا عليك أن تنطلق وتدرس ما ينصتون إليه وأن تكتشف ما يؤثر عليهم.
بدأ “دان ستوربر”، المؤسس والمدير التنفيذى للعلامة التجارية Putumayo World Music، عزف الموسيقى العالمية في محلاته التي تبيع الملابس والأعمال اليدوية الأصلية. فقد أنصت بعناية إلى الموسيقى التي تجعل آذان الزبائن تسترخى أثناء التسوق. وأثر فيه هذا الأمر. لذلك بدأ في عام 1993 في تأسيس علامة تجارية متخصصة في تأليف هذا النوع من الموسيقى. لقد أصبحت شركة Putumayo ناجحة بطريقة استثنائية، وفى الوقت الحالى يقوم “ستوربر” بعقد جلسات استماع لموظفيه قبل تحديد نوعية الموسيقى التي سيتم وضعها في الأسطوانة الجديدة، وبذلك يسمح بأن يكون لموظفيه رأى في القرار الذي سيتخذه في هذا الشأن.
وليس كافيًا فقط أن تستمع إلى ما يقوله الآخرون. فلكى تحصل على فهم أعمق، يجب أن تنقب في المستوى التالى وتنصت إلى ما ينصت إليه هؤلاء الأفراد وتكتشف ما يؤثر عليهم. ومن ثم فإذا كنت تعرف أن رئيسك في العمل ينصت كل صباح على الراديو إلى برنامج 4’s Today فإنك سوف تعرف ما يؤثر على تفكيره عندما يتحدث عن الشئون الحالية. إذن لماذا لا تستمع إلى “نفس البرنامج” للحصول على فهم أعمق لما يدور بخلد رئيسك في العمل؟ فهذا بالتأكيد سوف يقوى علاقتك به.
فهذا “المستوى الثانى” من الاستماع واستكشاف التأثير سوف يخدمانك دائمًا جيدًا. وهذا لا يعنى أنه يجب عليك أن تحب ما تسمعه في هذا المستوى الثانى، فليس لمجرد أن رئيسك في العمل معجب بـ “واجنر” أن تصبح أيضًا أحد معجبيه. فإن رئيسك في العمل لن يرغب في مقابلة الكثير جدًا من معجبى “واجنر” في العمل، ولكن عندما يكتشف أنك على الأقل مهتم وسمعت بعضًا من موسيقاه الرائعة فسوف يحسن هذا من علاقتك معه لا محالة.
إننى “كشخص مهتم بالشئون الدولية”، فإننى مهتم بالدرجة التي تؤثر بها الولايات المتحدة على العالم. وعند هذا الحد فقد عملت عن كثب على متابعة الانتخابات وتنصيب الرئيس “باراك أوباما”. لقد استمعت إلى خطبه، وشاهدته بدقة على شاشات التلفاز وحاولت أن أتوغل أعمق قليلًا في عقله. على سبيل المثال: فالرئيس “أوباما” متأثر بالرئيس “إبراهام لينكولن.
وينطبق نفس مبدأ الإنصات من “المستوى الثانى” والتأثير على هؤلاء الذين ترغب في أن تقيم معهم علاقة طويلة المدى (بدلًا من تكوين مجرد علاقة سطحية). ولو كان أعضاء من فريقك مشجعين ومتحمسين لفريق الأرسنال فعليك حينئذ أن تمتلك فهمًا أفضل لتأثيرات “آرسين فينجر” عن طريق الاستماع إلى ما يقوله في التلفاز، على فرض أنه ما زال يتولى القيادة الفنية للفريق حتى وقت قراءتك لهذا الكتاب. (مع الاعتذار لهؤلاء الذين لا يشجعون فريق الأرسنال – ولكنى أردت أن أطرح مثالًا واقعيًا لتوضيح هذه النقطة).
وتعتبر النتيجة العامة للإنصات والتأثير من “المستوى الثانى” هي أنك سوف تحكم على أي شخص غائر الأعماق – ولذلك سوف تصبح أكثر قيمة ومطلوبًا بشكل أكبر لدى المؤسسات.
فى مقابلة تليفزيونية في العاشر من ديسمبر 2008، شرح “بيل كلينتون”، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية قائلًا:”إننى متأثر بالعديد من أنواع الناس في العديد من الظروف. لقد نشأت لأكون بهذه الطريقة. فقد نشأت في عصر ما قبل التلفاز. كنت في العاشرة من عمرى قبل أن تحصل أسرتى على تلفاز. وكان أهلى في ظروف متواضعة؛ فعلى سبيل المثال لم نحصل مطلقًا على إجازة. لذلك تربيت على أن أعتبر مقابلة أشخاص مختلفين والاستماع إلى قصصهم وسيلة للتسلية. وظل هذا الأمر مؤثرًا علىّ حتى الآن في عملى الحالى”. لقد تعلم أن يستمع إلى ما يستمع إليه الآخرون ولذلك اكتشف ما يؤثر فيهم.
عندما تذهب في مقابلة شخصية ويسألك رئيسك المستقبلى: “هل لديك لى أي أسئلة”، فإنى أقترح عليك الإجابة التالية: “إننى مهتم بمعرفة الأشخاص المؤثرين عليك في حياتك”. ولو أنه وجه السؤال إليك فإنه من المهم أن تكون إجابتك جاهزة. وربما يكون ذكرك لـ “إبراهام لينكولن” نقطة بداية جيدة.
أفكار عملية مفيدة
● ضع لنفسك تحديًا يوميًا لاكتساب فهم أعمق لما يفكر فيه الناس ويقولونه.
● افعل ذلك من خلال محاولة الاستماع إلى ما يستمعون إليه واكتشاف ما يؤثر فيهم.
● اكتشف من أين تأتى حقائقهم وآراؤهم، وبعد ذلك، إن أمكن، اذهب إلى المصدر الأصلى واكتشفه لنفسك. (لو كان هناك زوج ينصت فقط إلى زوجته، فأرجو منه ألا يأخذ بهذه النصيحة).
● راجع أيضًا المؤثرات الأساسية في حياتك، فقد يجدر بك النظر إلى مثلك العليا أو هؤلاء الذين تتمنى أن تكون مثلهم.
● وعمومًا، افحص وادرس “التأثير”..
نفِّذ كل شىء مرتين
كل الأشياء تُنفذ مرتين. هناك تنفيذ أول أو ذهنى وتنفيذ ثان أو مادى.
قبل أن تؤدى أي شىء في يومك (أيًا كان تعريفك للأداء) تخيل نفسك أولًا وأنت تقوم به.
لكى تؤدى بفعالية، يجب عليك أن تكرر هذا الأداء، على الأقل في عقلك. وهذا يتوافق عن كثب مع قيمة الإعداد، على الرغم من أننا هنا نتحدث عن الإعداد الذهنى. ويعتبر أحد جوانب هذا الإعداد ما يطلق عليه غالبًا الرياضيون الأوليمبيون “التصور الذهنى”؛ حيث إنهم يتخيلون أنفسهم وهم يجرون في السباق ويفوزون به. كما أنهم يتخيلون أنفسهم وهم يتسلمون الميدالية الذهبية في الأوليمبياد التالية.
يجب أن يتم تطبيق التصور الذهنى، والتدريب والممارسة على كل من الأهداف الطويلة والقصيرة المدى خاصة ما سيحدث اليوم أو حتى في الساعة التالية. فكيف لك أن تستطيع أن تؤدى بكفاءة (وهذا يحقق طموحك الوظيفى) إذا لم تقم بخلق صورة ذهنية للخطوات التي يجب أن تقوم بها يوميًا؟
وحينما يصبح جدول الأعمال مكتظًا فأنت تخاطر بالاندفاع من مقابلة إلى الأخرى بدون أي أفكار مسبقة عما ستنجزه بعد ذلك. ويصبح بعد ذلك اليوم محكومًا بردود الأفعال المتسرعة على عكس التفكير بعناية في المبادرات الاحترازية. ويعد الإعداد والتدريب من العوامل الأساسية في الاختلاف بين هؤلاء الأفراد المتفاعلين المطلوبين للعمل في المؤسسات وهؤلاء الذين يعتبرون مجرد مؤدين. ويتضمن هذا الأمر التفكير في كل نشاط تكون على وشك القيام به.
فعلى سبيل المثال، قبل قيامى بكتابة هذا الموضوع قمت بالبحث في عقلى عن النقاط الأساسية التي أريد العمل عليها والطريقة التي أريده أن يظهر بها. وحتما عندما حان وقت النشاط الفعلى، كانت هناك درجة معينة من التحسن؛ حيث نبعت أفكار جديدة في عقلى – ولكن باشرت بصفة عامة تدريبًا ذهنيًا لما أردت أن أكتبه.
وينبغى أن ينطبق نفس الأمر على أي عرض تقديمى تقوم بأدائه أمام رئيس الفريق أو أي بيان تدلى به في مقابلة شخصية مرتبطة بوجهتك الوظيفية التالية. حينما كنت في منتصف حياتى المهنية، كنت أفضل التدريب غالبًا بصوت عال على العروض التقديمية التي سأقدمها إلى الإدارة أو التحدث بصوت عالٍ في المنزل أثناء التدريب على المقابلات الشخصية التي سأجريها. وكان بعض أفراد الأسرة يعتقدون أننى مجنون، ولكن عزز مثل هذا التدريب من احتمالية تحقيق ما كنت أريده.
وفى حين أن هناك مزايا واضحة للعفوية والأداء غير المخطط له مثل الارتجال والاستجابات الارتجالية فإنها تعد أمورًا محدودة كقوى فعالة لتشكيل المستقبل. ويعد التدريب والإعداد ملائمين لتأكيد التقدم في حياتك المهنية. وسوف تبدو شخصًا واثقًا ومتحكمًا في حديثك مما سيؤكد لصانعى القرار أنك تفكر جيدًا فيما تريد أن تقوله. وستصبح نتيجة لذلك مطلوبًا بشكل أكبر.
أفكار عملية مفيدة
● احتفظ في عقلك بصور لأهدافك العامة، يومًا بيوم وشهرًا بشهر، ثم بعد ذلك ارسم صورًا ذهنية للخطوات التي سوف تأخذها لتحقيق كل هدف.
● ألق نظرة على جدولك للأسبوع القادم، ثم قم باختيار اللقاءات الأكثر أهمية وتدرب في ذهنك على أسلوبك فيها.
● تذكر الحكمة القديمة القائلة: “التدريب يحقق الكمال”. قم بالتدريب على أي شىء في ذهنك أولًا. فهذا هو “التدريب الذهنى”.
● امنح نفسك دائمًا دقائق قليلة قبل أي مقابلة أو اجتماع أساسى للتفكير في “تدريبك” السابق وما تريد تحقيقه.
تحدث إلى الغرباء
يعتبر أسهل شىء في هذا العالم هو أن تتحدث مع أشخاص تعرفهم. والأكثر صعوبة هو أن تتحدث مع أشخاص لا تعرفهم
تحدَّ نفسك يوميًا بأن تقابل على الأقل شخصًا واحدًا لم تقابله مطلقًا وأن تبدأ معه أو معها في علاقة عمل.
إنك لن تستطيع مطلقًا أن تتقدم في حياتك المهنية وأنت جالس في منطقة الراحة الخاصة بك – ويعتبر أحد أكثر الأشياء المريحة التي تستطيع أن تفعلها أن تتحدث فقط مع أشخاص تشعر بالارتياح معهم. وسوف يلاحظ ذلك أي شخص مراقب للطبيعة البشرية طوال الوقت – جماعة الأصدقاء الذين يجلسون غالبًا معًا في فترات الراحة، جماعات الأشخاص من نفس الشركة الذين يتجمعون دائمًا على نفس الطاولة أثناء البرامج التدريبية. ونتيجة لذلك تتكون الجماعات ويتم إرسال الإشارات للغرباء تلقائيًا بأنهم غير مرحب بهم. ويعتبر التواصل مع الغرباء عملًا صعبًا.
يخترق الأشخاص الناجحون تلك الحواجز ويتمتعون بالمهارة في التعامل مع هؤلاء الذين لم يروهم قط من قبل. وهذه مهارة يصعب اكتسابها ولكنها أساسية عند التقدم لوظيفة في شركة أخرى حيث يعتبر كل من تقابله، بدءًا من موظف الأمن مرورًا بموظف الاستقبال وخبير الموارد البشرية إلى كبار التنفيذيين أشخاصًا لم تقع عينك عليهم قط من قبل.
ومن خلال اكتساب مهارة التحدث إلى الغرباء، فإنك تعزز نجاحك الذي يتمثل في أن تصبح الشخص الذي تريده أي مؤسسة. ويوضح هذا أنك تمتلك الثقة وأنك لا تأخذ الطريق السهل وتقتصر في تفاعلاتك الاجتماعية على أصحابك المقربين. ويظهر هذا الأمر أنك قادر بشكل جيد على المناقشة مع العملاء والممولين على حد سواء – خاصة هؤلاء الأشخاص ذوى المزاج المتقلب والسلوكيات الغريبة. وهناك من الغرباء من يصعب التعامل معهم، ومنهم من يفضل العديد تجنب التعامل معهم. ولو أنك استطعت التحدث بحساسية مع هؤلاء الأفراد، فسوف تكون قادرًا على التحدث مع أي فرد.
ومن الأفضل في اجتماعات العمل مع الغرباء أن تخلط الرسمى بغير الرسمى. فهذا سوف يضفى على العلاقة الطابع الإنسانى. على سبيل المثال: “إننى سعيد جدًا بوجودك هنا على الرغم من الطقس السيئ الذي واجهته في طريقك…” ومما لا شك فيه أنه سيجب تنويع أسلوبك تبعًا للظروف. ويعتبر الجزء الأصعب هو إضفاء الطابع الإنسانى على أي علاقة جديدة.
وهناك أسلوب آخر مفيد وهو أن تبدى الاهتمام لأى شخص تقابله أثناء ساعات العمل. فعن طريق إظهار الاهتمام، فأنت توضح أنك تقدر الشخص الآخر، حتى لو لم تكن قد قابلته من قبل.
ويحتاج التحدث مع الغرباء إلى التدريب. تحدث فقط مع أي شخص تقع عليه عيناك (“ولا تنظر بعيدًا أبدًا حينما يتحدث إليك”. وتستطيع البدء بالأسئلة السهلة مثل:”كيف كانت رحلتك هذا الصباح؟”. سيتجاهلك العديد، ولكن البعض سوف يعرفون، عنك بعض الأمور. سوف تكتسب عن طريق ممارسة تلك الطريقة الثقة وسوف تكون مهيأ إلى تلك اللحظة الكبيرة عندما يأتى رئيسك الجديد الغريب إلى حياتك. وسوف يريدك في فريقه لسبب بسيط، وهو أنه لم يسأله أي أحد من المتقدمين الجدد عن رحلته إلى العمل هذا الصباح.
فى 20 يناير 2009، تزاحم حوالى 2 مليون شخص داخل المجمع التجارى الوطنى وفى طريق “بنسلفانيا “فى “واشنطن” لكى يشهدوا مراسم تنصيب الرئيس “أوباما”. وكان التعليق الدائم للجميع أثناء المقابلات التليفزيونية هو: “كل شخص هنا لطيف ومتعاون للغاية، فالناس جميعًا يتحدثون إلى بعضهم البعض”.
هذا ما يجب أن يكون عليه العالم. وهذا ما يجب أن تكون عليه المؤسسة التي تعمل لديها. وهذا ما يجب أن تكون أنت عليه. قم بإزالة الحواجز التي تحمى منطقة راحتك واخرج إلى عالم الأعمال وتحدث إلى الناس!
أفكار عملية مفيدة
● بادر بالتواصل البصرى مع الناس.
● تحدث إلى أول شخص غريب تواجهه اليوم والذى يستقبل تواصلك البصرى. (على سبيل المثال عندما تخطو إلى اليسار وترى وجهًا لا تعرفه قل: “صباح الخير؟ كيف حالك اليوم؟”) والمخاطرة هي أنه من الممكن أن يصدك، ولكن ربما تجد شخصًا مثيرًا.
● اجلس بجانب شخص لا تعرفه في فريق عمل المطعم ثم ابدأ محادثة معه.
● تجول في منطقة غير معروفة في مبانى شركتك ومر من خلال أول باب مفتوح يواجهك. قدم نفسك ثم اسأل: “ما الذي يحدث هنا؟”.
● عندما تحضر مؤتمرًا، اجلس دائمًا بجوار أشخاص لا تعرفهم ثم بادر بالدخول في محادثات معهم.
عبِّر عن الآراء
عندما لا يكون لك آراء، فسوف تكون بلا أهمية
تحدّ آراءك. وكن مستعدًا لأن تكون على خطأ. عبر فقط عن الآراء حينما تكون قد اختبرتها في عقلك داخليًا وخارجيًا. حوِّل الآراء إلى مقترحات. ولا تتوقع أبدًا أن يتفق معك كل الناس.
من الممكن أن تكون الآراء خطيرة ولكنها أساسية. ويمكن للآراء، أن تضعك في مشكلة ولكن على قدم المساواة يمكن لغيابها أن يضعك في ضرر قاس، وأن يطرحك جانبًا بين المهمشين عندما يصبح من الواجب القيام بالاختيارات الرئيسية.
ويعتبر الاختيار المريح عند أي مناقشة حامية هو عدم التعبير عن الآراء، في حين أن الشىء الأصعب هو المخاطرة بعرض رأى لا يتوافق مع آراء كل الحاضرين. ويلقى كتاب “مارك جرشتاين” الضوء على الكيفية التي حدثت بها الكوارث عندما فشل الناس في المغامرة بعرض آرائهم القاصرة التي كانوا يظنون أنها قد تؤدى إلى عقابهم. حيث كان صعبًا بالنسبة لهم أن يرفعوا أصواتهم ويتحدوا آراء رؤسائهم الذين يسبقونهم بالعديد من الدرجات في الهرم الوظيفى.
ولا تعد المهارة “فيما تقوله” فقط (يعد هذا صعبًا بعض الشىء) ولكن أيضًا في “الطريقة التي تقوله بها” (وهذا أصعب). ويعتبر الأفراد المطلوبون في أي مؤسسة هم هؤلاء الذين قد تعلموا أن يعبروا عن آرائهم دون الابتعاد عن الأفراد الذين حولهم.
إذا كنت تعلم أن رأيك سوف يغضب الشخص الذي تسعى لإقناعه فلا تعرضه. وبدلًا من ذلك، عبر فقط عن آرائك لهؤلاء الأفراد المستعدين للاستماع إلى أفكار بديلة. وعندئذ يمكنك الدخول في مناقشة جيدة تؤدى إلى أفضل قرار.
حينما تكون الكارثة وشيكة الحدوث فأنت لا تمتلك أي اختيار سوى أن تتحدث بصوت عالٍ وتخاطر بالانعزال عن الآخرين عن طريق عرض الآراء القاصرة. وبالتالى سوف يكون ضميرك مرتاحًا.
ويكون اتخاذ القرار سهلًا إذا كان هناك يقين. فليس هناك قرار مطلوب. فالحقائق ثابتة، والجميع يتفق في الرأى. وتظهر الآراء على المسرح حينما يكون هناك عدم يقين. ويمكننا القول بأنه كلما كانت المناقشة أفضل، زادت احتمالية اتخاذ قرار أفضل. وحينما تكون عندك شكوك في آراء زملائك، فهناك معياران أساسيان يجب أن تضعهما في الاعتبار قبل الوصول إلى استنتاجاتك الخاصة:
اجعل عقلك منفتحًا لإمكانية أن يكون رأى الشخص المتحدث أكثر صحة من رأيك.
لو أن شخصًا عبر عن رأى يتعارض مع رأيك، فلا تأخذ ذلك على محمل شخصى مطلقًا.
ويعتبر الأشخاص الماهرون فعلًا في بناء العلاقات مع الآخرين هم هؤلاء الذين يستمعون بعناية ويعملون بجد لمعرفة آراء الآخرين، ويتركون تكوين آرائهم الشخصية إلى أن يقيموا آراء الآخرين. وحينما يكون هناك إفراط في الآراء، فإنهم يحاولون أن يجمعوا الأشياء المشتركة مع طرح نقاط الاختلاف جانبًا. وبهذه الطريقة يمكن للآراء أن تتغير بسهولة ويتحقق التقارب.
يتطلب التعبير عن الآراء القدرة الهائلة لمعرفة الوقت الذي يجب أن تغير فيه رأيك والوقت الذي يجب فيه أن تستمر في الجدال بشأن قضيتك. ويزداد الخطر حينما يصنفك الآخرون (ويعترضون عليك في النهاية) كشخص مفرط في النزاع بشأن قضايا خاسرة حينما يتضح أن آراء الآخرين هي الأفضل.
والأشخاص المطلوبون في كل المؤسسات جيدة الإدارة هم هؤلاء الذين يذكرون آراء مقنعة للغاية بشأن القرارات التي يجب اتخاذها في مواقف العمل. فقد يبدون آراء بشأن الزى الجديد المقترح، ومحتوى البرنامج التدريبى الذي على وشك الانطلاق، طلاء المكتب أو التغيرات في جدول الخدمة أو الطريقة الأفضل لتقليل التكاليف وزيادة إيرادات المبيعات.
وفى الديمقراطية السياسية، فإن رأى الأغلبية هو الذي يعتد به. ولكن لا تطبق أي مؤسسة من المؤسسات التي أعرفها، تجارية كانت أو غير تجارية، مبدأ الديمقراطية. فالرؤساء غير المنتخبين في الخطوط الإدارية العليا والدنيا هم من يصنعون القرارات. وأفضل هؤلاء هم الذين يستمعون إلى آراء ومقترحات أعضاء الفريق ويفكرون فيها ويحترمونها. ويجب أن تكون أحد هؤلاء وأن تعبر عن آرائك في صورة توصيات.
أفكار عملية مفيدة
● قبل أن تكوِّن أي رأى، ضع الحقائق في موضعها الصحيح، ثم قم بدراستها.
● قبل أن تكوِّن أي رأى، التمس آراء زملائك المشتركين في اتخاذ القرار.
● لا تأخذ الآراء على محمل شخصى مطلقًا على أساس اهتماماتك الأنانية.
● أظهر الاحترام بغض النظر عن درجة عدم اتفاقك مع الشخص الآخر.
● حاول أن تحول آراءك إلى مقترحات.
● ابحث دائمًا عن الفرص (خاصة في الاجتماعات المهمة) التي تمكنك من إبداء الاقتراحات معتمدًا على آرائك..