ارتقِ بنفسك
لا يمكنك أن تنجح في عملك أو حياتك المهنية دون أن يكون لديك مقياس للنجاح
إذا أردت أن تُحدث تقدمًا أو تحسينًا (سواء على مستوى الكم أو الكيف) فعندئذ ينبغى أن يكون وجود معيار لك أحد العناصر الرئيسية لطريقتك.
من مواصفات العصر في الإدارة الحديثة أن يكون هناك مقاييس لكل شىء. وغالبًا ما ينتج عن هذا وجود الكثير جدًا من المقاييس لمجرد وجودها لا أكثر، وتكون العاقبة أن ينتج عن المقاييس ما هو أكثر من اللازم، والتى غالبًا ما تكون بلا فائدة وترتبط بقدر قليل بالنتائج التي يرغب فيها كل من العملاء وحملة الأسهم على حد سواء.
ولكن هذا لا يعنى أن تتفاوض بشأن أهمية المقاييس. فأنى لعداء الماراثون أن يحسن من أدائه إذا لم يكن لديه مقياس للوقت بجانب وجود مستهدف للتحسين؟
فلكى تحقق تحسينات، من الضرورى أن يكون لك مقياس لذلك التحسين. فإذا كنت موظف مبيعات بتقرير أداء في الماضى يظهر أنك إذا ما حولت مكالمة واحدة مع العملاء من بين كل عشر مكالمات إلى صفقة بيع تستحق علامة “X” فإنه يفيدك أن تعرف أنك إن حولت مكالمتين من بين كل عشر مكالمات إلى صفقة بيع تستحق علامة “2X”.
وعندئذ يصبح المقياس النوعى للنجاح أداة قيمة للبيانات عندما يؤخذ في الاعتبار بالنسبة لمعظم الوظائف المرغوبة. وعلى نفس القدر من الأهمية ينبغى أن تتضمن المقاييس النوعية درجة من الحكم الموضوعى. فلا يمكنك أن تقيس أداء أحد موظفى الاستقبال من خلال عدد مرات الابتسامات التي يصدرها أو عدد إطراء الزوار عليه. ولكن حتمًا ستكون هناك درجة من “القياس” الموضوعى التي يتم تحديدها من خلال التوجهات والسلوكيات التي يتم القيام بها وفوق كل هذا طريقة التعامل مع العمل.
وتعد المعايير الرئيسية لأى عملية لوضع المعايير بالنسبة للأفراد هى:
- يجب أن تكون المعايير بسيطة (يسهل فهمها وقياسها).
- يجب أن تكون المقاييس مهمة وذات مغزى (أن تكون مرتبطة بالنتيجة المرغوبة للوظيفة).
- يجب أن تكون المقاييس منخفضة العدد (والعدد المثالى لها يتراوح بين ثلاثة وستة).
عندما تفى مقاييسك بهذه المعايير، فإنها تصبح سهلة التذكر ومن الممكن أن تؤثر على سلوكياتك اليومية في عمل التحسينات. وأحد أمثلة مثل هذه التحسينات السلوكية ربما يرتبط بطريقة تعاملك مع العملاء، فبدلًا من أن “تدفع المنتج” نحوهم، يمكنك أن تتحسن من خلال “بناء علاقة معهم وفهم احتياجاتهم”، وعندئذ يمكنك أن تقيس نجاحك من خلال المبيعات الناتجة.
وأخيرًا، يجب ألا تنتظر اعتمادًا على مؤسستك لفرض المعايير. فإذا كانت مفروضة عليك، فعليك حينئذ أن تتقبلها وتعمل طبقًا لها. ولكن من الأفضل كثيرًا أن تبادر أنت بوضع معايير لنجاحك الشخصى وأن تعمل على تحقيق تلك المعايير. وبهذه الطريقة يمكنك أن تضمن أن تكون تلك المعايير مهمة ومفيدة وفعالة بشكل جذرى للتأثير على هؤلاء الذين ترغب في التأثير عليهم في المستقبل.
فكرة عملية مفيدة
● ركز على معيار واحد في كل مرة واستمر في تركيزك على هذا طوال اليوم أو الأسبوع. وبعد ذلك قد تركز على الاستجابة السريعة للعملاء. فهذا أمر قابل للقياس ومفيد وجوهرى
تخلَّ عن الروتين
ينتج 95% من التعليم خارج الفصل الدراسى ولا يمكن الحصول عليه في الكتب أو في المحاضرات التي يلقيها معظم أساتذة الجامعة المرموقين
ابتكر خطة الدراسة الشخصية الخاصة بك لتحسين أدائك الوظيفى الحالى وتعزيز حياتك المهنية، وعلم نفسك من وحدات دراسية يومية.
إن هؤلاء الذين يحصرون أنفسهم في التعلم من خلال الفصل الدراسى، والدراسة من خلال الكتب والطريق السهل للحصول على شهادة دراسية، سوف يقيدون حياتهم المهنية. وفى جامعة الحياة ليس هناك حد للمنهج الدراسى. وفى سبيل سعيك لتحقيق ما تريده (وهو أن تصبح مطلوبًا لدى المؤسسات) يجب أن تضع منهجك الدراسى الخاص. ومن ثم سينصب تركيزك على “الحصول على منهج الحياة” والطريقة التي يمكنك اتباعها للحصول على ما تريد.
فمعظم الطلاب يجلسون في فصولهم الدراسية ويحصلون على درجاتهم العلمية. وهذا هو الأكثر سهولة وشيوعًا. ولكن لكى تتفوق في حياتك المهنية، فإنه يجب عليك الحصول على دراسات إضافية سواء كانت رسمية أم غير رسمية. وهذا الأمر يمتد طوال حياتك المهنية. فينبغى دائمًا أن تتعلم بطريقة شبه نظامية وواعية.
وهذا يعنى دراسة الكتب وقراءة الدوريات المتخصصة وحضور الحلقات النقاشية للخبراء في شتى المجالات وملازمة الأشخاص الحكماء. كما يعنى أن تخط طريقك التعليمى الخاص وتواصل السير فيه – ربما لتتعلم المزيد عن الصيانة الوقائية (إن كنت تخطط للحصول على وظيفة في الخدمات السكنية أو الإدارة العقارية) أو الرعاية الصحية الوقائية (إن كنت تخطط للحصول على وظيفة في الطب المهنى).
وإن كنت تبحث عن وظيفة كسائق حافلة، فإنك على الأرجح ستكون مطلوبًا إن خرجت على روتينك وتعلمت شيئًا عن أمان الطرق، والمناطق المحلية محل اهتمام الركاب وخدمة العملاء. فالمهمة البسيطة التي تتمثل في قيادة الحافلة لا تكفى. وقادة الحافلات الممتازون مطلوبون بسبب أنشطتهم غير الروتينية والمنهجية في وظائفهم.
فليس هناك أحد يستطيع أن يخط لك مسار حياتك، ناهيك عن الدراسات اللازمة لتحقيق طموحاتك. وعندما تتخرج في المدرسة أو الكلية أو الجامعة، فإن الشىء المهم الوحيد الذي يجب أن تعرفه هو أن أمامك الكثير الذي يجب أن تتعلمه. فبعد التخرج تبدأ التحديات التعليمية الحقيقية. وهؤلاء الذين ينهضون لمواجهة هذه التحديات هم الذين يواصلون العمل في الأنشطة غير المنهجية في كل مرحلة من مراحل حياتهم. على سبيل المثال: إذا كانوا يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات فإنهم سيتعلمون حماية البيانات حتى قبل أن تضعهم المؤسسة في التعليم المؤسسى. فإنهم فقط لا يعتمدون على الشركة في تدريبهم، ولكنهم يدربون أنفسهم بأنفسهم. فالأشخاص الناجحون لا يستغلون ميزة التدريب الذي تقدمه لهم شركاتهم فقط ولكنهم يبحثون بأنفسهم ويفيدون أنفسهم من خلال أي مصدر متاح للتعلم. وبهذه الطريقة فإنهم يطورون خبرتهم ويصبحون مطلوبين لدى المؤسسات.
أفكار عملية مفيدة
● إذا كنت تطمح لأن تكون قائدًا لفريق عمل، فادرس علم النفس.
● وإن كنت تطمح لأن تكون مديرًا، فادرس التاريخ.
● وإن كنت تطمح لأن تكون في مجلس الإدارة، فادرس الأنثروبولوجى.
● اقضِ على الأقل ساعتين كل أسبوع في قراءة ودراسة الدوريات المتخصصة.
18- كُن على دراية بما يجرى حولك
كُن أول من يكتشف الأمور ولا تكن آخر من يعلم
يأتى كل يوم بالجديد من الأخبار. فتأكد أن تكون “على دراية بما يدور حولك”. اقرأ آخر الأخبار عن الشركة التي تريد أن تتقدم في حياتك المهنية فيها. بل حرى بك أن تطلع على أحدث المعلومات حول آخر التطورات في تخصصك. وابحث في الإنترنت عن كل ما هو جديد. وكوِّن علاقات مع الأشخاص الذين يعرفون ما يحدث في هذه الشركة.
الأخبار ملتهبة. فلا تجلس في فتور بعدم معرفتك لما يدور في العالم من حولك، فالأخبار هي التي تحفز العالم وبدونها لكانت حياتنا اليومية مملة للغاية. كما أنك أيضًا تبدو مملًا إذا لم تكن “على دراية” بما يدور من حولك.
ولكى تعزز من نفسك، فإنك بحاجة إلى أن تكون على دراية دائمة بما يحدث داخل وخارج مؤسستك. كما يجب عليك أن تعرف ما يحدث في تخصصك. وهذا يتطلب أن تستمر في تفتيح أذنيك وأن تلتقط جميع إشارات التغيير التي تؤثر على فريقك وشركتك وخبرتك والمجال الذي تعمل فيه.
ومن ثم فإنه سيتوجب عليك أن تكون على دراية بأسعار البترول وقيمة الدولار ومدى تأثير هذه الأمور على مكان عملك (أو المكان الذي تريد أن تعمل فيه)، كما سيتوجب عليك أن تكون على دراية بما يفعله المنافسون ومدى تأثير التوجهات الاقتصادية على السوق التي تعرض فيها منتجات أو خدمات شركتك.
علاوة على ذلك، فسوف يتوجب عليك أن تكون على دراية بالتغييرات التي تحدث داخل مؤسستك الخاصة، كإعادة تخصيص المشاريع والاستثمار في أجهزة جديدة، وكذلك التغيير في التسلسل الوظيفى. وإذا عينت الشركة مديرًا تنفيذيًا جديدًا، فمن المهم أن تكون على دراية بخلفيته أو خلفيتها. فربما تلتقى به مصادفة في المصعد.
وأفضل طريقة لأن تكون على دراية بما يدور حولك هي بناء العلاقات مع الآخرين الذين هم على دراية أيضًا – وعندئذ ستكون أول من يعرف، فالأخبار المثيرة تنتقل في العادة بشكل أسرع من خلال قنوات العلاقات أكثر من انتقالها من خلال القنوات الرسمية.
ومن خلال معرفة ما يدور حولك، فإنك تضع نفسك في موضع ممتاز في مقابلات العمل وأى “اختبارات مهنية” أخرى للرد على الأسئلة التي من قبيل: “ما هو شعورك حيال الإعلان الذي صدر بالأمس بشأن إعادة تخصيص الإنتاج في مصنعنا بمنطقة ميدلاندس إلى منطقة جوانجتسو في الصين؟”، فأى إشارة بالجهل سوف توضح ببساطة عدم اكتراثك لما يحدث في شركتك. وهكذا لن تكون شخصًا “مطلوبًا”. وكبداية فإنه يجدر بك أن تعرف أين تقع مدينة جوانجتسو في الصين (بل وتعرف كيفية نطق الاسم بشكل صحيح).
فكونك على دراية يشير إلى تحليك بدرجة عالية من الاهتمام بالشركة ومن ثم تصبح على الأرجح “مطلوبًا”.
وتصر معظم المؤسسات المهنية على أنه يجب على أعضائها تخصيص أيام معينة سنويًا “لمعرفة التطورات المهنية المستمرة” ومن ثم يظلون على دراية دائمة. ومن المهم أن تمتثل لمثل هذه المتطلبات. ولكن الأشخاص المطلوبين بشدة يذهبون لما هو أبعد من هذه المتطلبات. فإنهم متحمسون للغاية بشأن تخصصهم لدرجة أنهم يسعون بانتظام لتحديث معلوماتهم في هذا التخصص. فهم يبحثون عن أي أخبار أو تقارير أو أوراق تعليمية تدعم من مهارتهم في نصح عملائهم أو رؤسائهم في العمل. ويعتبر موقع جوجل أداة قيمة لهذا. كما أنهم يبحثون ويدرسون أحدث المجلدات التي قام بتأليفها رواد التخصص وكذلك يحضرون الحلقات النقاشية والاجتماعات التي يعقدها مثل هؤلاء الخبراء.
إن كونك على دراية بما يحدث حولك يرتبط أيضًا بعملائك الداخليين أو الخارجيين. ففى ظل هذا العالم المحتدم بالمنافسة المتزايدة يطلب الكثير من العملاء الأفضل. فإنهم لا يريدون طبيبًا درجة ثانية أو فنى كمبيوتر من الدرجة الثالثة. ولذا فإن معظم المرضى يفضلون الطبيب الذي يكون على دراية بأحدث العقاقير ومزاياها وآثارها الجانبية. علاوة على ذلك، عند شراء جهاز كمبيوتر محمول، فإن معظم العملاء يريدون مندوب مبيعات على دراية بالمواصفات التنافسية لموديلات أجهزة الحاسب الجديدة للمنافسين والتى ظهرت في السوق بالأمس فقط.
أفكار عملية مفيدة
اختبر نفسك من خلال محاولة الإجابة عن أسئلة على غرار الآتى:
● “هل تعرف مدى التغيير الذي أصاب هيكل المؤسسة مؤخرًا؟”
● “هل تعرف تاريخ الشركة – وكذلك خططها المستقبلية؟”
● “هل تعرف تفصيلًا أحدث التطورات في مجال تخصصك؟”
تعلَّم شيئًا شيقًا كل يوم
يعد كل شخص في هذا العالم شخصًا مثيرًا مع استثناءات نادرة للغاية
تعامل مع جميع لقاءاتك الاجتماعية على أنها معين مستمر لا ينضب من فرص التعلم، فاهتم بالناس وتعلم منهم.
باستثناء الكوارث الطبيعية، تعد جميع المشاكل الأخرى في هذا العالم بسبب الناس. وهذا يشمل الحروب والنزاعات الإقليمية والإرهاب والجريمة والحوادث وحالات الطلاق والنزاعات الأسرية والصراعات الصناعية والهجمات والإضرابات والمظالم الشخصية من المدراء المهتاجين، فالناس لا يتسمون بالسهولة، فهم معقدون على المستويين الفردى والجماعى، ولذا فإنها حقيقة بديهية أن نؤكد ضرورة فهمهم بشكل أفضل – وهو الأمر الذي لا يزال به ندرة في هذا العالم. وعلى النقيض من الأشخاص البلداء كالسيارات والطائرات وأجهزة الحاسب، فإنه يسهل فهمهم. وعلى الرغم من كل شىء، فإن الناس هم الذين صمموا هذه الأشياء وقاموا بتجميعها.
ويمكن التعامل مع مبدأ فهم الناس بشكل أفضل من وجهة النظر القائلة إن كل شخص في هذا العالم يمثل قيمة، ومن الممكن أن يقدم رؤى ووجهات نظر رائعة حول السلوك والتوجه، وهذا الأمر يتطلب التخلى عن الانحياز والمهانة. وفى المحادثة، يتطلب هذا الأمر إشارة تقول: “لدىّ الكثير جدًا لأتعلمه منك”. وربما تكون الرئيس، ولكن حتى في هذه الحالة سوف تتعلم الكثير جدًا من أقل الموظفين راتبًا في المؤسسة.
والتطبيق العملى لكل هذا هو أن تهتم بالأشخاص الذين تلتقيهم كل يوم سواء كنت تعرفهم أو لا تعرفهم. وبمجرد أن تهتم بالآخرين، فإنك تثبت لهم أنك تقدرهم كأفراد، وهذا الأمر يظهر أنك تحترم – ومن ثم فليس هناك انحيازـ وجهة نظرهم للعالم، ونظرتهم لمكان العمل وإعمال قلوبهم وعقولهم. وهذا يوحى بحرصك على التعلم منهم. وسوف يجعلك إظهار مثل هذا الاحترام لهم تحظى باحترامهم وسيعمل على اكتساب الفهم المتبادل – وهو أساس الانسجام. وكما ورد آنفًا، فهذا التفاهم والانسجام هما الشىء الناقص في هذا العالم.
فالعديد من الأفراد يهتمون بأنفسهم أكثر من اهتمامهم بالآخرين. ومثل هذا الاهتمام بالذات مزمن في العديد من الميادين ويسهم في الصراعات التي نتعرض لها يوميًا. وبمجرد أن ترسل بإشارة، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، مفادها: “أنا أهم منك – ومن ثم ينبغى أن تسود مصالحى”، فإنك تخاطر بدرجة عالية من العزلة.
والاهتمام بالآخرين يوميًا هو أمر سهل. فبدلًا من أن تخبرهم برحلتك العملية في صباح يوم الاثنين، ينبغى أن تستفسر بشأن أمورهم الخاصة. فينبغى أن تستكشف الأمور المتعلقة برحلاتهم وتجاربهم ومصائبهم في الحياة.
وكلما تعلمت الكثير عن الناس، وعملياتهم الإدراكية وأمنياتهم، زادت جودة العلاقات التي سوف تبنيها مع الكثير منهم. وسوف تكون مطلوبًا لسبب بسيط وهو أنك تفهم.
وكلما بحثت عن الأشياء الشيقة لتتعلمها (خاصة عن الناس)، وجدت أنك أصبحت شخصًا مثيرًا يرغب فيه أي شخص في مؤسسته.
أفكار عملية مفيدة
● فى كل مساء، لدى عودتك إلى المنزل، تحدّ نفسك من خلال تحديدك على الأقل شيئًا شيقًا تعلمته اليوم (ويفضل أن يكون عن طريق شخص آخر).
● عندما تحضر مقابلة عمل أو اجتماعًا مهمًا، أبدِ اهتمامك بالحضور.
أبدِع بحثك
لا تعتمد على الآخرين في أن يعطوك الحلول، قم أنت بنفسك بالبحث في مجال خبرتك.
تعلم من خلال البحث الأصلى “وأيضًا من خلال بحث الآخرين”. بادر من اليوم بالبحث فيما يحقق لك الأفضل في مهنتك التي قمت باختيارها ثم قم بعد ذلك ببناء صورة في ذهنك لمدى اختلاف ذلك عن التالى له في الأفضلية ( أو الأسوأ). بعد ذلك قم بنفسك بسد الفجوة عن طريق السعى لتكون الأفضل.
يمكنك أن تتعلم كثيرًا من خلال التحرى في أبحاث الآخرين والتعلم منها، ولكن لكى تكون مطلوبًا للعمل في أي مؤسسة فأنت تحتاج إلى إبداع بحثك الخاص بك.
هناك قيمة محدودة في الاندفاع وراء التقارير والبيانات والحسابات المنشورة التي يتم إعدادها لإخبار الموظفين المتخصصين الأقوياء بما يعرفونه بالفعل، وربما تتم إعادة طمأنتهم لكى يتأكدوا أنهم على دراية به، ومع ذلك فلكى تؤثر في أشخاص مهمين، ومن بينهم الصفوة، فإنه يجب عليك المغامرة في المجهول وإلقاء ضوء جديد على بعض الأمور الغامضة التي تثير انتباههم، فمن خلال استخدام بحثك الشخصى وتزويد دراستك الشخصية ببعض القضايا الرئيسية التي تواجه أي مؤسسة، فإنه سيكون بمقدورك إقناع صناع القرار بإسهاماتك الممكنة.
والمبادرة بإبداع مثل هذا البحث ليست بالأمر الصعب، حيث يمكن أن تبدأ باستكشاف الاختلاف بين الأفضل والذى يليه في الأفضلية في مجالك الذي قمت باختياره وجمع حقائق وبراهين جديدة لشرح الاختلافات، وربما يكون المجال المختار هو المحفز مثلًا. وفى هذه الحالة سوف يوضح بحثك السبب في أن إحدى الفرق متحفزة بشكل أكبر من الفرق الأخرى. وربما يكون هناك مجال آخر مرتبط بخدمة العملاء في مجال تخصصك. وباستخدام براهينك المدعمة، سوف تزيد من معرفتك للقيام بالمزيد من التحسينات. وربما ترتبط بعض المجالات الأخرى بالأمان أو الفعالية أو التداخل بين أنواع محددة من الاستثمار والربحية على المدى الطويل.
وليس بالضرورة أن تكون عالمًا يعمل في معمله لكى تباشر عملية البحث، أو كان بحثك يتطلب برنامجًا رسميًا للبحث والتحليل. وربما يكون من الأفضل أن تنظر إليه على أنه خبرة غير رسمية على شاكلة إكمال لعبة البازل التي تقوم فيها بالبحث عن القطع الناقصة.
ويعد البحث أمرًا محفزًا لأنه يأتى بالإجابات التي ليست لدى الآخرين. فنحن نعيش في عالم ليس به سوى القليل جدًا من الأشياء المعروفة وتستمر فيه اللامنطقية في السيطرة على الأشياء المنطقية.
أفكار عملية مفيدة
● تعهد باستمرار بتنفيذ بحث عن العملاء مع تبنى وجهة نظر لإجراء التحسينات.
● أجرِ بحثًا عن المؤسسات التي تطمح في الانضمام إليها.
● تولَّ البحث فيما يحفز الناس في مؤسستك/مجتمعك.