هل أنت فريسة سهلة لفيروس البرد؟ هل تظل تسعل وتعطس طوال اليوم، ويظل أنفك يرشح حتى تستهلك كميات كبيرة من ورق التواليت كلما جاء فصل الشتاء؟
إذا كان الأمر كذلك، فقد آن الأوان لكي تقوي دفاعات جسمك وتجعل نفسك في مأمن من هجمات الفيروسات، وتخلص نفسك منها إن غزت جسدك. وهناك نوعان رئيسيان من وسائل الدفاع: الأول هو أن تمنع العدوى في المقام الأول، والثاني هو أن تقلل تأثير العدوى بمجرد حدوثها.
إن الفيروسات ليست في واقع الأمر -أي من الناحية العلمية- كائنات حية، إذ إنها لا تستطيع التكاثر من تلقاء نفسها. بل يمكنها فقط أن تزيد أعدادها إذا دخلت إلى خلايا جسدك واستغلتها في صنع المزيد من الدقائق الفيروسية. ولكي تحفظ جسدك وتحميه من غائلة الفيروسات، يجب مراعاة أن يحتوي هذا الجسد على ما يكفي من فيتامين أ، وما يلزم من الكالسيوم والمغنسيوم لتبقى الأغشية الخلوية فيه قوية بدرجة تجعلها تقاوم الفيروسات.
وعند بدء الشتاء تنخفض درجة حرارة الجو ويشتد البرد، مما يجعل الجسد أقل قدرة على استخدام إمداداته من فيتامين أ. وبهذا تبدأ حلقة مفرغة، إذ تزداد الحاجة إلى المزيد من فيتامين أ شيئاً فشيئاً. وربما كان هذا أحد الأسباب التي جعلت عنصر الزنك مفيداً ومهماً كلما برد الجو، أو إذا أصبت بنزلة برد؛ إذ إنه يتيح الفرصة لفيتامين أ المختزن في الكبد لكي يستخدم.
إن سر الانتصار في أي معركة هو أن تستعد لها. فابدأ الآن بالحرص على الحصول على المغذيات اللازمة والكافية لجعل جهازك المناعي على أهبة الاستعداد. ويجب أن يتضمن مكملك متعدد الفيتامينات ما لا يقل عن 7500 و.د من فيتامين أ وما لا يقل عن 1000 مجم من فيتامين ج، بالإضافة إلى كمية كافية متنوعة من فيتامين ب المركب (بحيث يحتوي على البيريدوكسين والبانتوثينات وحمض الفوليك). ويجب أن يحتوي مكملك متعدد المعادن على الزنك (ولكن ليس النحاس) وكمية من المغنسيوم لا تقل عن نصف كمية الكالسيوم. وإذا كنت تعاني كثيراً من حالات العدوى، فقد يلزمك أن تجرب تناول جرعة استمرارية تصل إلى 20 ألف و.د. من البيتا-كاروتين (الذي يعتبر صورة غير سامة من فيتامين أ) وجرعة إضافية قدرها 3 جم من فيتامين ج.
هل جهاز الإنذار المبكر لديك في حالة تأهب؟
هل تعلم أن أحد الفيروسات قد اقتحم جسدك إذا حدث هذا؟ إن أول سبب يدعو للتفكير في هذا الاحتمال هو تعرضك لشخص مريض بالبرد. وتبدأ الأعراض عادة بعد التعرض للعدوى بيومين أو ثلاثة أيام. كما أن لديك “جهازاً للإنذار المبكر” يخبرك بأن لديك ضيوفاً غير مرغوب فيهم. ويكون في صورة شعور غير مريح في الحلق أو الأنف عند الاستيقاظ من النوم؛ والشعور بثقل في الرأس أو ببداية صداع، مع ثقل في العضلات، والشعور بالتعب الطفيف حتى قبل النهوض من الفراش؛ أو الشعور ببعض السخونة أو البرودة أو الرعشة في الجسد. فإذا شعرت بأي من هذه الأعراض المبكرة فلا تتردد في اللجوء إلى تناول فيتامين ج. فحتى لو تبين أنه إنذار كاذب، فلن يضرك الفيتامين بل يفيدك.
لماذا تحتاج إلى تناول ما يكفي من فيتامين ج؟
أظهر كثير من الأبحاث أن تناول فيتامين ج بكميات كبيرة يقلل معدل حدوث نزلات البرد ويخفف أعراضها ويقصر فترة استمرارها. وقد أظهر فحص حديث ومراجعة لـ 16 من هذه الدراسات أن من يتناولون مكملات فيتامين ج يقل لديهم عدد أيام المرض بنسبة 34% في المتوسط. فلماذا إذن يزعم كثير من الأطباء أن فيتامين ج لا يحقق الوقاية المرجوة من نزلات البرد؛ حتى إنهم أطلقوا عدداً مساوياً من الدراسات التي تدعي عدم فعاليته؟!
وجدير بالذكر أنه قد ألقيت نظرة فاحصة للأبحاث التي أجراها أولئك الأطباء وأظهرت وجود خطأين رئيسيين مشتركين. ففي بعض الأبحاث تم رش أنف الشخص “المسكين” الذي تجرى له التجربة بفيروسات تم إنتاجها بالمعمل. وهذه الفيروسات تكون بالغة القوة والضراوة لدرجة لا تجعلنا نعجب إن لم يحدث معها فيتامين ج التأثير المطلوب منه. فهذا يشبه، إلى حد ما، أن تختبر واقي فم الملاكم في الحلبة بأن تضربه على وجهه بمطرقة أو “مرزبة” تستخدم لطرق الحديد! والخطأ الفاضح الأكثر شيوعاً في تلك الأبحاث المذكورة هو عدم مراعاتها لإعطاء ما يكفي من جرعات فيتامين ج. مع العلم بأن أفضل النتائج يمكن الحصول عليها باستخدام ما بين 400 مجم و 1000 مجم في الساعة. وتبعاً لما قاله دكتور لينوس بولينج فإن “مقدار الوقاية من نزلات البرد يزيد بزيادة كمية ما يتم تناوله من فيتامين ج وتكون الوقاية كاملة تقريباً باستخدام جرعة تتراوح من 10 جم إلى 40 جم في اليوم على أن تعطى بمجرد بدء ظهور نزلة البرد”. وفي الواقع أن الكمية المطلوبة تعتمد إلى حد كبير على الشخص الذي تجرى له التجربة. وبعض الأشخاص يحدث لهم إسهال معوي أو ليونة عند تناول جرعات عالية من هذا الفيتامين، وهذا كل ما في الأمر: فلا ضرر إطلاقاً من تناول كميات كبيرة من فيتامين ج لبضعة أيام.
أما على المدى البعيد، فإن إعطاء مكمل من فيتامين ج بجرعة تتراوح من 1 جم إلى 3 جم كل يوم يساعد على أن يجعل جهازك المناعي قوياً. وهناك واحد من هذه المكملات ويسمى إميوناد Immunade يوفر فيتامين أ وفيتامين هـ والزنك والسلينيوم والكالسيوم والمغنسيوم والموليبدينوم بالإضافة إلى جرام واحد من فيتامين ج. وقد تم اختباره في تجربة مزدوجة التعمية في معهد ION في لندن، وشملت التجربة 37 شخصاً. وبعد 12 أسبوعاً، أفاد 81% من الأشخاص الذين تناولوا المكمل بأنهم صاروا أقل تعرضاً لنزلات البرد، وذلك مقارنة بنسبة 44% فقط من الأشخاص الذين تناولوا أقراصاً من مادة خاملة للتمويه. هذا وقد حدث انخفاض كبير في معدل حدوث أعراض البرد ومدة استمرار تلك الأعراض في المجموعة التي تناولت مكمل “إميوناد”.
سبع طرق للقضاء على نزلة البرد من زوايا مختلفة
1. تناول 3 جم من فيتامين ج فوراً ثم 2 جم كل 3 ساعات (أو ثلاث مرات يومياً) إلى أن تنحسر الأعراض. وكبديل لهذا، اخلط 6 جم من مسحوق فيتامين ج بعصير الفاكهة المخفف بالماء واشربه على مدار اليوم. ويفضل بعض الناس استخدام أسكوربات الكالسيوم باعتباره صورة أقل حمضية من فيتامين ج.
2. أضف مكملات من مغذيات أخرى منشطة للمناعة، وخاصة فيتامين أ وفيتامين هـ والسلينيوم والزنك.
3. اجعل طعامك خفيفاً، ويفضل أن تعتمد أساساً على الفواكه أو الخضراوات، بما فيها الأطعمة الغنية بفيتاميني أ، ج مثل الجزر والبنجر والفلفل الأخضر والفواكه الحمضية (الموالح). تجنب الأطعمة الدهنية والمسببة لتكون المخاط في الأمعاء؛ مثل اللحم والبيض ومنتجات الألبان. فهذه الأطعمة تجعل الليمف يبطؤ سريانه، مع العلم بأن السائل الليمفاوي هو وسيلة النقل الرئيسية للخلايا المناعية التي تحمل معها الفيروسات الغازية إلى العقد الليمفية لكي تنال فيها المزيد من العقاب والهلاك!
4. تجنب جميع أنواع الخمور والسجائر والشاي والقهوة. واشرب كميات وافرة من الماء والعصائر الطبيعية وأنواع الشاي العشبي.
5. نشط مناعتك بالأعشاب. اشرب كوبين من شاي عشب مخلب القط يومياً، وتناول 15 قطرة من خلاصة الردبكية مرتين يومياً، وإذا كنت تعاني حالة أنفلونزا أو نزلة برد شديدة، فتناول أيضاً ملعقة حلو من مستحضر السامبوكول (خلاصة ثمر البلسان) أربع مرات يومياً.
6. خذ أمور حياتك ببساطة. وافعل كل شيء ببطء، وتجنب التوتر. احصل على بعض الراحة وخذ قسطاً وافراً من النوم.
7. إذا شعرت بأنك كسبت المعركة، فانتظر 24 ساعة على الأقل قبل أن تقلل جرعة الفيتامينات إلى 1 جم من فيتامين ج ثلاث مرات يومياً، وتتناول مكملاً واحداً من الفيتامينات والمعادن المنشطة للمناعة في الصباح. فإذا استمر شعورك بالتحسن على مدى ثلاثة أيام، فعد إلى برنامجك اليومي المعتاد من تناول المكملات.
العلاج المنزلي للبرد
معظم العقاقير الطبية التي تصرف بدون استشارة الطبيب تكون العلاج نزلات البرد التقليدية أكثر من أي مرض آخر، وقد جمعت وجربت العديد من أنواع العلاج المنزلي للبرد. إليك ملخصا عن بحثي:
● للوقاية من نزلات البرد، تناول فيتامين ج – C بانتظام بجرعة تصل إلى 2000 ملجم ثلاث مرات يوميا.
● مع ظهور أولى علامات للبرد ؛ تناول فصين من الثوم النيئ.
● تناول عشب الإكيناسيا. إن هذا العشب مثل معظم أنواع العلاج الخاصة بنزلات البرد سوف يحدث مفعوله إن استعمل مع ظهور أولى إشارات المرض.
● الصيام قصير المدى والغرغرة، ونضح الأنف تعتبر جميعها من الوسائل المجدية.
● لعلاج احتقان الصدر والرأس والتوعك والقشعريرة ؛ جرب هذا المشروب العشبي القوى. قم ببشر قطعة بحجم بوصة واحدة من جذور الزنجبيل المقشرة ؛ ضعها في إناء مع كوبين من الماء البارد واغلها، ثم قلل السخونة، واترك الوعاء على نار هادئة حتى خمس دقائق. أضف نصف ملعقة صغيرة من الفلفل الأحمر، واترك المزيج لدقيقة أخرى. ثم ارفع الإناء. أضف ملعقتين كبيرتين من عصير الليمون الطازج والعسل؛ لإضفاء المذاق، وفصا أو اثنين من الثوم المهروس. دع المزيج يبرد قليلا، وقم بتصفيته إن رغبت في ذلك، ثم تناول الشراب دافئا بعد ذلك بقدر ما يحلو لك.
● إن أصبت بأكثر من نزلتي برد في العام الواحد ؛ فقد يكون هذا بمثابة إشارة إلى ضعف المناعة. تناول عشب الإكيناسيا والأستراجالوس بالإضافة إلى فيتامين (ج – C) يوميا.