التصنيفات
الصحة العامة

نصائح طبية في الصحة والمرض

اصنع تعريفك الخاص للصحة

ماذا تعني الصحة بالنسبة لك؟ أن تجري مسافة ميل في أقل من ست دقائق؟ أن تكون رشيقاً بما يكفي لتصْلُح لتزيين غلاف مجلة؟ أن تتحكَّم بمرض السكري المصاب به؟ أن تتجنب أمراض والديك وتعيش حتى المائة؟ كل شخص يملك تعريفاً خاصاً به. اكتشفْ تعريفك الشخصي لماهية الصحة، ثم طوِّر قانون الصحة الخاص بك -القواعد التي ستلتزم بها كي تطابق هذا التعريف.

سيستلزم هذا الأمر وضع مجموعتك الخاصة من البيانات أو القواعد أو المعايير التي تخبرك بشيء ما عن صحتك. فقد يكون وزنك، على سبيل المثال، معياراً شخصياً. وكذلك الأمر بالنسبة لحاجتك لتناول العشاء في السابعة مساء والنوم في التاسعة والنصف تماماً كي تشعر بنشاط وحيوية في اليوم التالي. من منظور أوسع، يمكنك النظر إلى المعايير كمجموعة من العادات التي تعزز أو تُضعف صحتك.

لقد أعطيتك الكثير من المعايير المحتملة لقياس صحتك بها في هذا الجزء من الكتاب. والآن دعنا نتحوَّل إلى الأشياء التي ينبغي عليك تجنُّبها.

استفدْ من الجانب الوسواسي القهري فيك

إن القليل من اضطراب الوسواس القهري يمكن أن يساعد كثيراً على الحفاظ عليك معافى. لست بحاجة لترتيب خزانة أدويتك حسب التسلسل الأبجدي، ولا لجمع الأشياء المستعملة والقديمة، ولا لارتداء قفاز أبيض عندما تقود سيارتك، ولكن إذا فكَّرت فيما يمنحه لك الاضطراب الوسواسي القهري -عادات روتينية راسخة- فسيصبح بإمكانك رؤية إمكانية ارتباطه بالحفاظ على صحتك. مع القليل من الوسواس القهري، ستتذكر أن تغسل يديك بانتظام، وخاصة بعد التعرُّض لأشياء مليئة بالجراثيم مثل الحمّامات والدجاج النيء. وستلتزم بجدول عملك اليومي بصرامة. وستحافظ على نظافة وترتيب منزلك ما سيساعدك في الحفاظ على صحتك وراحة بالك.

افهمْ المفردات البيولوجية الأساسية

هل يمكنك تعريف “الالتهاب” بجملة أو اثنتين؟ هل تعرف ماذا يعني السرطان حقاً؟ وماذا بشأن “مرض القلب” وعلامات النوبة القلبية؟ هل تعرف الفرق بين “الفيتامين” و”العلاج”؟ أو في هذا الخصوص، “الدواء” و”المكمِّل الغذائي”؟

هذه مصطلحات أساسية ينبغي على الجميع أن يفهموها؛ فهي تُتداول يومياً في وسائل الإعلام الشعبية. اقرأ حولها كي تفهم -إذا صادفت عناوين صحية في الأخبار- ما تقوله المقالة وكيف يمكن أن تنطبق عليك البحوث الجديدة. فكِّر في الأمر على هذا النحو: عندما تريد شراء سيارة، فأنت على دراية بالمصطلحات الهامة مثل ماذا يعني “صفر إلى ستين”، أو كيف يختلف ال MPG (عدد الأميال المقطوعة لكل جالون من الوقود) على الطرق السريعة عن ال MPG في المدينة. إن معرفة تعريفات معينة في صناعة السيارات تتيح لك اتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بنوعية السيارة التي تريد شراءها. والأمر ذاته ينطبق على صناعة الصحة، فعندما تكون على دراية بالمصطلحات الأساسية، سوف يكون بإمكانك اتخاذ قرارات أفضل حول صحتك.

اسمعْ، أُنظرْ، أُشعرْ (سجِّل علائم جسدك)

في هذه الأيام، أصبحت معرفة ضغط دمك ومعدل نبضات قلبك أسهل من إيجاد هاتف يعمل بالقطع النقدية. إذا كنتُ مضطراً لوضع إحدى القواعد على رأس جميع القواعد الأخرى، فسأضع هذه القاعدة: اعرفْ نفسك. لهذا السبب أشرع الآن بهذه القائمة من الأشياء التي يمكنك فعلها مع توجيهٍ بتدوين جميع علائم جسدك وخصائصه وإشاراته الحيوية، ومحدِّدات صحية أخرى يسهل نسبياً الحصول عليها. لنوضِّح أولاً فكرة اسمعْ، انظرْ، واشعرْ. ضعْ نصب عينيك القياسات التي يمكنك أخذها بواسطة أدوات في متناول يديك أو موجودة في صيدلية محلية، أو تلك التي لا تتطلَّب أجهزة على الإطلاق، وإنما مجرد أفكارك وأحاسيسك الداخلية. أدرجْ مع القياسات ملاحظات من قبيل، كيف تشعر بصورة عامة، كيف تنام، هل تشعر بأي آلام أو أوجاع، وما نوع الأنشطة أو الأطعمة التي تبدو بأنها تهيِّج جسدك. كم عدد الناس الذين لا يتوقفون أبداً ليسألوا أنفسهم: هل أشعر بأنني في صحة جيدة؟ هل يشقُّ عليَّ النهوض من الفراش في الصباح؟ هل هناك نموذج معين للأوقات التي أشعر فيها بأنني في حالة سيئة، وبالمقابل، في حالة ممتازة؟ سوف تُصاب بالذهول لشدة سهولة فك شيفرة الألغاز المتعلقة بتقلُّبات جسدك وإيقاعاته بمجرد الانتباه!

إذا أردتَ أن تكون أكثر دقةً، فما عليك إلا أن تجمَع الدلائل إلى إشارات جسدك من خلال تسجيل المعلومات التالية يومياً على مدار ثلاثة أشهر: الوقت من اليوم، ضغط دمك، نبضك، وماذا يجري في ذلك الحين (على سبيل المثال، لقد انتهيت لتوِّك من تناول الفطور، أو تشعر بالقلق بعد الاستيقاظ، أو أنت مسترخٍ أمام التلفاز، أو تلقيت خبراً سيئاً بواسطة البريد). اخترْ أوقاتاً مختلفة من اليوم للقيام بفحصك الذاتي، لأن ذلك سيُريك الأوقات التي يكون فيها ضغط دمك، على سبيل المثال، مرتفعاً أو مزاجك عكراً. عندئذ سترغب في تكرار هذا التمرين خلال العام، ويُفضَّل أن يكون مرة كل بضع أشهر، من أجل ملاحظة التغييرات. لا تنتظر إلى أن تأتي إلى عيادة الطبيب فتلك مناسبة نادرة بالنسبة لمعظمنا. ولكن، احرصْ على أن تجلب معك مفكرتك الصحية الشخصية في موعدك التالي. يمكنك شراء جهاز قياس ضغط الدم من معظم الصيدليات، أو قياس ضغط دمك في نفس الصيدليات، بل يمكنك تنزيل بعض الأدوات كتطبيقات على هاتفك الذكي.

لدي ثقة راسخة بما يُدعى الطب الشخصي، الذي يعني تكييف رعايتك الصحية بما يتناسب واحتياجاتك المحددة استناداً إلى فيزيولوجيتك وجيناتك ونظام قيَمك وظروفك الفردية. لقد وصل الطب إلى مكان أصبحنا فيه نملك التكنولوجيا لتعديل العلاج والطرق الوقائية وفقاً لكل فرد، كما يعدِّل الخيَّاط ثوباً ليناسب جسداً معيناً. لكن كل هذا يبدأ بك، إذ لن تكون قادراً على التمتُّع بفوائد الطب الشخصي إلى أن تلقي نظرة قريبة على جسدك الفريد.

في الأسفل قائمة من الأسئلة العامة لتطرحها على نفسها خلال فحصك الشخصي كل بضع أشهر بعد إكمالك المفكرة البدئية المكثفة التي تدوم ثلاثة أشهر:

● كيف تصنِّف مستويات طاقتك الإجمالية؟

● هل هناك أي شيء غير طبيعي يجب ذكره (جلد، شعر، أحاسيس، تنفس، شهية، هضم)؟

● هل تعاني من أي حالة مزمنة؟

● ما درجة سوء مستواك الإجهادي على مقياس من 1 إلى 10.

● هل أنت سعيد؟

● ماذا تريد تغييره في حياتك؟

● ما هو وزنك؟ (احرصْ على قياس وزنك مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين).

بالطبع، ينبغي طرح هذه الأسئلة في اليوم الأول أيضاً. وكنْ صادقاً.

قسْ نفسك

كل يوم اقرأ حول أداة جديدة أو تطبيق جديد في السوق يمكنه مساعدتي على مراقبة صحتي وسعادتي. (في الإحصاء الأخير، كان هناك أكثر من سبعة آلاف برنامج لمراقبة الذات للهواتف الذكية وحدها، وسوق أدوات مراقبة الذات تنمو بشكل كبير).

كم عدد الخطوات التي مشيتَها اليوم؟ كم بقيتَ في نوم حركة العين السريعة (REM) الحالم في الليلة الماضية؟ كم كانت سرعة تناولك للعشاء؟ ما هو نبض دمك؟ كم عدد السعرات الحرارية التي تحرقها؟ ما هو مستوى الأوكسجين في دمك؟ ما هو نشاط دماغك الكهربائي في الليل؟ ما مدى توترك؟ ما هي الأحاسيس التي تشعر بها؟ يمكنك الإجابة عن هذه الأسئلة إن كنت تملك الأداة المناسبة (مع أنني آمل أن تكون قادراً على تخمين درجة توترك وحالتك العاطفية بشكل جيد من دون قارئ رقمي).

فكِّر في قياس نفسك بشكل رسمي بمساعدة أدوات عصرية. في العام 2007، توقع محرران ذكيان في مجلة وايَرد باليوم الذي سنكون قادرين فيه على مراقبة أنفسنا رقمياً كما فعل الطبيب الإيطالي سانكتوريوس يدوياً عندما زان كل ما دخل إلى، وخرج من، جسده على مدار ثلاثين عاماً في القرنين السادس عشر والسابع عشر. ابتكر محررا وايَرد مصطلح “الذات المُقاسة”، وسرعان ما تحوَّل هذا النوع من الجهد إلى حركة. على أي حال، حتى إن لم تكن تؤيد فكرة ارتداء قطعة شبيهة بمعدات فيلم ستار تريك، فإن معظمنا نتتبع ذهنياً أشياء معينة في حياتنا مثل الوزن ونوعية النوم ومستوى النشاط -ولو لمجرد التأكد من أننا نقع ضمن المعايير المناسبة التي نود اتباعها.

لكنك قد ترغب، جدِّياً، في إضافة برنامج أو أداة تتبُّع من نوع ما إلى حياتك. لا يمكنني حتى البدء بذكرها كلها هنا، فعندما ستنتهي من قراءة هذا الكتاب سيكون جيل جديد كامل من البرامج والأدوات المفيدة قد أصبح حتماً في الأسواق. بوسعك تتبُّع وحساب وتخطيط ودراسة تقريباً أي شيء يتعلق بالصحة في هذه الأيام وإضفاء طابع شخصي على هذه المعلومات. ويمكن برمجة بعض التطبيقات حسب مكان تواجدك بحيث تُعلمك، على سبيل المثال، بالمنتجات الغذائية المتوافرة في منطقتك الجغرافية وتزوِّدك بمعلومات حول أسواق المزارعين المحليين. ولن يمضي وقت طويل حتى نكون قادرين على ارتداء أدوات صغيرة يمكن أن تمنحنا معلومات حول ديناميات أجسادنا طوال اليوم. هذا لا يعني بأننا قد نرغب جميعاً في ارتداء مثل هذه الأدوات طوال الوقت، لكنها قد تكون أدوات فعالة على نحو مذهل بالنسبة إلى تكوين، والحفاظ على، أرقام قياسية مرجعية، وفي بعض الحالات لتدريب أنفسنا على معرفة الأوقات التي يمكننا فيها الاستفادة من بعض التغييرات السلوكية. صحيح أنه يصعب عليك إرجاع نفسك من حالة هيجان شديدة إلى حالة من الهدوء والاسترخاء، ولكن إذا كانت هناك أداة أو تطبيق يمكنهما تنبيهك إلى أنك تدخل منطقة خطرة، فقد يحثك ذلك على القيام بتغييرات فعّالة لتخفيض توترك.

تلعب الأدوات دوراً جوهرياً في نجاحنا في الكثير من جوانب الحياة، فالبريد الإلكتروني والهواتف الخلوية يتيحان لنا التواصل، والإنترنت يتيح لنا البحث، فيما تساعدنا السيارات في الوصول إلى الأماكن التي نقصدها. فلماذا نعتقد بأننا لسنا بحاجة لمثل هذه المساعدة فيما يتعلق بصحتنا؟ والأدوات موجودة في متناول أيدينا مسبقاً. وليس الهدف منها أن ننشغل كلياً بذواتنا، وإنما مساعدتنا على الاهتمام بأنفسنا بصورة أفضل. إنها تخلق الدوافع التي نحتاج إليها. ضعْ نصب عينيك دراسة نفسك بشكل منتظم واحفظ البيانات. اصغِ إلى جسدك، وتذكَّر أنك أفضل من يعرف جسدك.

نَقِّلْ بياناتك الطبية

هل تملك نسخاً عن وثائقك الطبية، وهل يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت؟ لم لا؟ ماذا لو وصلتَ إلى غرفة الطوارئ ولم يكن باستطاعتك التكلُّم وتعاني من حساسية يُحتمَل أن تكون قاتلة للبنسلين، الدواء الذي يوشك أحد الأطباء على حقنك به؟

إننا نستخدم هواتفنا الخلوية وحواسيبنا اليوم في كل شيء تقريباً، باستثناء شيء واحد، وهو تخزين سجلاتنا الطبية وتحديث معلومات صحتنا باستمرار. احفظْ جميع سجلاتك في هاتفك الخلوي كي يمكنك الوصول إليها دائماً. أعطِ كلمات السر الخاصة بك لفرد مؤتمن من أفراد عائلتك (زوج، زوجة، أب، أم، أخ، أخت، ابن بالغ) أو لصديق مقرَّب كي يتمكن من الوصول إلى الملفات إذا ما دعت الضرورة. كلنا بحاجة لشريك في الرعاية الصحية. اخترْ شخصاً ما وامنحه قدرة كاملة للوصول إلى جميع الأمكنة التي تحتفظ فيها ببياناتك الطبية. وإذا لم تكن تملك نسخاً عن سجلاتك الطبية منظمةً في ملفات رقمية، فاطلبْ نسخاً عنها من أطبائك ثم انفق بعض الوقت في إحدى عطل نهايات الأسبوع على إنشاء نسخ رقمية عنها باستخدام ماسحة ضوئية. يمكنك أيضاً حفظها في بطاقة ذاكرة محمولة (USB) معلَّقة بسلسلة مفاتيحك بحيث يمكنك أخذها معك إلى أي مكان. قد تبدو هذه المهمة شاقة لكنها لا تتطلب سوى بضع ساعات من العمل ويمكن أن تسفيد منها فيما بقي من حياتك. من غير العادي أن يُصاب مرضاي بحالة طبية طارئة بين الساعة التاسعة صباحاً والخامسة عصراً، حين تكون العيادة مفتوحة ويكون باستطاعتنا الوصول إلى ملفاتهم. ولكن، يبدو أن المشاكل تحدث دائماً في منتصف الليل، في عطلة نهاية الأسبوع، أو عندما يكون شخص ما مسافراً! كل واحد منا يملك ملفّات طبية مختلفة وهذه الاختلافات يمكن أن تشكل تحدياً للأطباء الذين أُوكل إليهم مهمة معالجتنا دون أن يعرفوا أي شيء عنَّا. إن حفظ سجلاتك الطبية الكاملة في ملف يمكن الوصول إليه قد ينقذ حياتك.

احصل على لقاحك السنوي ضد الإنفلونزا

إذا كان باستطاعتك تناول قرص دواء غالي الثمن مرةً في العام يساعد على منع كل أنواع السرطان ولا يملك أي تأثيرات جانبية، فعلى الأرجح إنك ستفكر في ذلك. في الحقيقة، هذا ما يمكنه فعله لقاح الإنفلونزا. إنه لقاح سنوي بسيط يحميك من الوقوع في مرض شديد لعدة أيام، إن لم يكن لأسابيع، يمنعك خلال هذه المدة من العمل، والتركيز، وإنجاز واجباتك المنزلية، وقضاء أوقات مسلية مع أفراد العائلة والأصدقاء، والاستمتاع بالحياة كالمعتاد. مع ذلك، فإن تحصين نفسك من الإنفلونزا لا يتعلق فقط بمكافحة الإنفلونزا. إن مجرد قضاء أسبوع أو أسبوعين تحت وطأة عاصفة التهابية هوجاء -هذا ما سيحدث في جسدك إن التقطتَ الإنفلونزا- يمكن أن يؤذيك بطرق تزيد من خطر تعرُّضك، مع مرور السنين، للبدانة والكثير من الأمراض، منها النوبة القلبية والجلطة الدماغية والسرطان.

منذ سنوات توصي رابطة القلب الأميركية والجامعة الأميركية لطب القلب بأخذ لقاح الإنفلونزا لكل شخص يعاني من مرض القلب لأنه يمنع حدوث نوبات قلبية وجلطات دماغية قاتلة، بل ويقلل خطر الموت من أي مرض أيضاً. في 2012، نُشرت دراسة تُظهر أن النساء الحوامل اللواتي يصبن بالإنفلونزا خلال حملهن يملكن خطراً زائداً بدرجة ملحوظة لامتلاك طفل مصاب بالتوحُّد. فتخيَّل ما الذي يمكن أن يفعله اللقاح لشخص معافى يأمل بتجنب كل هذه الأمراض. (فكرة: بما أننا نعرف أن لقاح الإنفلونزا يمكن أن يخفض خطر البدانة، لربما ينبغي علينا ترويجها بالقول إنها ستُبقي أجسادكم نحيلة! كم عدد الناس الذين سيأتون إلى عيادة التلقيح؟) للأسف، ما يزال الناس متشبثين بأفكار خاطئة من قبيل، هناك آثار جانبية للقاح الإنفلونزا، أو إنه لا يفيد، أو إنه يسبِّب الإنفلونزا، أو يحوي مواداً سامة. كلام فارغ. وأكثر ما يزعج في ذلك هو أن الأشخاص الذين يعتقدون بهذه الأفكار اللامنطقية غالباً ما يكونون متعلمِّين ومثقفين. أن تقول “أنا لا أحقن نفسي بلقاح الإنفلونزا ولم أُصَب بالإنفلونزا أبداً” يشبه قولك، “أنا أتناول التشيزبرغر والبطاطا المقلية كل يوم، ولا أمارس الرياضة، ولم أعاني أبداً من البدانة أو أُصَب بنوبة قلبية”.

ليس من البطولة في شيء مقاومة لقاح الإنفلونزا ومن ثم مقاومة الإنفلونزا نفسها عندما تلتقطها. تقتل الإنفلونزا نحو خمس وأربعين ألف أميركي في العام، واللقاح يقلل الوفيات والأمراض واستخدام المضادات الحيوية وعدد الزيارات للمستشفى. إن أخذ اللقاح لا يتعلق بك وحدك، فهو يقلل الأعباء على نظام رعايتنا الصحية، ويمكنه حماية الأضعف بيننا -الرضَّع وكبار السن والأشخاص الذين يملكون أجهزة مناعية ضعيفة. أن نسمع أن أقل من 40 بالمائة منا يأخذون لقاح الإنفلونزا سنوياً أمر يثير الغضب. من يريد أن يتحمل مسؤولية دعم وباء ما وقتل أطفالك؟

اسأل أمك أو أبيك عن سبب وفاة جدك وعمتك

هل توفي جدَّاك بسبب “كبَر السن”؟ في آخر مرة اضطررت فيها لملء استمارة أسئلة تتعلق بتاريخك الصحي في عيادة طبيب وصادفت أسئلة تستفسر عما إذا عانى أي فرد من أقاربك من مرض القلب أو الخرَف أو السرطان، هل وجدت نفسك تحك رأسك؟ صحيح أن سؤال الأبوين أو أفراد آخرين من العائلة حول الأمراض في سلالة العائلة ليس أمراً سهلاً، لكنه قد يكون أكثر فعالية في مساعدتنا على منع المرض من أي اختبار تقني يُنجَز في مختبر. في الحقيقة، يُعتبر تاريخ العائلة واحداً من أكثر الأدوات فعاليةً وأقلها استخداماً لفهم صحتك. وهي أضمن الطرق لتحاشي الاختبارات الداخلية. لذا، استجمع شجاعتك واطرح أصعب الأسئلة. لن يكلِّفك ذلك إلا القليل من الوقت في استجواب أقاربك. أقل من ثلث العائلات تحتفظ بشجرة صحية جيدة محدَّثة باستمرار، رغم أن معهد البحوث الطبية “كليفلاند كلينيك” أثبت أن معرفة شجرة عائلتك الصحية تُعتبر من أفضل الأدوات الجينية للتوقع بمخاطر السرطان.

فكِّرْ في فحص حمضك الوراثي

إذن لقد مات جدك جراء نوبة قلبية في خمسينياته وشُخِّصت إصابة أمك بسرطان القولون في أربعينياتها. كيف يجب عليك أن تتعامل مع هذه المعلومات؟ سيتوجب عليك اختبار قلبك وقولونك باستخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية عند احتفالك بعيد ميلادك الأربعين، إن لم يكن في وقت أبكر من ذلك. تقدِّم الحكومة باستمرار نصائح حول الأوقات التي ينبغي علينا فيها فحص أنفسنا من أجل هذا المرض أو ذاك، ولكن ثمة طريقة أفضل لمعرفة متى وأي اختبارات ينبغي عليك إجراءها، وهي أخذ فكرة عن مخاطرك الفردية من تاريخ عائلتك. أما إذا كنت ترغب في أعلى درجة ممكنة من الدقة، فبوسعك إغناء مكتبة معرفتك هذه من خلال البصق في أنبوب اختبار وفحص حمضك الوراثي.

في الوقت الحالي، يمكننا إلقاء نظرة إلى بيانات تُظهر مخاطرنا الجينية فيما يتعلق بأربعين حالة صحية تقريباً، من الورم الكيسي الوعائي إلى التصلُّب إلى سرطان المعدة. وأنا أملك إيماناً راسخاً بهذه التكنولوجيا، التي ستزداد فائدتها مع إضافتنا المزيد من الحالات الطبية للقائمة الحالية وعلمنا بعلاقات جديدة بين متغيرات الحمض الوراثي وبين أمراض معينة. لن يخبرك الفحص بما يقوله حمضك الوراثي عن مخاطرك فحسب، بل يمكنه أيضاً إعطاءك معلومات حول الكيفية التي يؤيِّض فيها جسدك الأدوية ومواد مثل الكافيين.

تكلِّف هذه الاختبارات فعلاً عدة مئات من الدولارات، لكنك حالما تدفعها ستمتلك القدرة على الوصول من خلال الإنترنت إلى معلومات مستمرة متعلقة بك ومرتكزة إلى أبحاث جديدة (الكثير من الشركات التي تجري الفحص الآن تسمح لك بامتلاك حساب على الإنترنت يمكنك فيه تتبُّع البحوث الحديثة المرتبطة بتركيبتك الوراثية الفريدة). وستتعلَّم أيضاً كيف يمكنك تغيير سلوكك الحالي لتخفيض خطر إصابتك بالأمراض التي قد تكون عرضة لها وتحديد الأشياء الهامة التي يجب إطلاع طبيبك عليها. في بعض الحالات، يمكن أن تشير شيفرتك الوراثية إلى إمكانية تعرُّضك لآثار جانبية حادة من أحد الأدوية، أو تبيِّن إذا كان الدواء سيكون فعَّالاً أم لا، أو تساعد في تحديد الجرعة المناسبة من الدواء لك. من خلال معرفة طريقة استجابتك المرجَّحة لبعض الأدوية، يمكنك وطبيبك العمل معاً لاتخاذ الخيارات الصحيحة.

ومن الأدوات الفعالة التي يقدمها فحص الحمض الوراثي، الدافع القوي. بإمكاني إخبارك بأن احتمال تعرُّضك للبدانة يبلغ 30 بالمائة استناداً إلى معدل البدانة في عدد السكان العام، وهو ما قد يبدو أشبه بضوضاء بيضاء بالنسبة إليك، ولكن، إذا أخبرَكَ حمضُك الوراثي بأن خطر تعرُّضك للبدانة في حياتك يبلغ 60 إلى 80 بالمائة، استناداً إلى جيناتك، فهذا سيعني لك شيئاً ما على الأرجح، أليس كذلك؟ قد يكون ذلك كافياً لحثك على إيلاء اهتمام أكبر بالعادات التي تؤثر على وزنك. لننظر إلى الأمر من زاوية أخرى: إذا علمتَ أن نسبة خطر إصابتك شخصياً بنوبة قلبية في حياتك تساوي 90 بالمائة، فإنك على الأرجح ستفعل كل مابوسعك لمعاملة قلبك بطريقة حسنة.

إن معلومات حمضك الوراثي والتاريخ الذي تجمعه من أفراد العائلة يمكن أن يجيبا في نهاية المطاف على الكثير من الأسئلة بالنسبة إليك: هل ينبغي عليكِ أخذ صورة شعاعية لثديك قبل بلوغك سن الأربعين؟ هل يمكنك الانتظار حتى سن الخمسين لإجراء أول تنظير لقولونك؟ هل إجراء اختبار جهد لقلبك فكرة جيدة الآن؟ متى يتوجب عليك تناول قرص ستاتين وأسبرين أطفال baby aspirin؟ هل ينبغي عليك أن تكون حذراً من مرض السكري؟ هل الانتقال من المشاركة في عدة سباقات ماراثون في العام إلى بضع سباقات نصف ماراثونية فكرة جيدة نظراً لسنِّك وخطر تعرُّضك لمشاكل في المفاصل؟

بما أنه ليس هناك قياس واحد للجميع في الطب، من المفيد أن تكون قادراً على الإجابة على أسئلة كهذه.

استفسرْ حول الستاتينات إذا كنت قد تقدَّمت في السن

ما يزال مرضُ القلب القاتلَ الأولَ للأميركيين، يليه مباشرةً السرطان ثم الجلطة الدماغية. صحيح أن معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية انخفضت من 60 إلى 70 بالمائة منذ العام 1950 بفضل التطور الكبير في التكنولوجيا (بما في ذلك استخدام الستاتينات) وتطور المعرفة المتعلقة بالنظام الغذائي والتمرين ومخاطر التدخين، لكن الغالبية الساحقة منا ما زالوا يموتون -وسيموتون- من مرض القلب أو الجلطة الدماغية أو السرطان، إما في سن متقدمة أو في مرحلة أبكر إن لم نأخذ إجراءات وقائية. لقد اعتقدنا لمدة طويلة أن الستاتينات كانت تستهدف الكولسترول فقط، وأنها عبر تخفيض إنتاج كولسترول الجسم كانت مسؤولة عن تقليص خطر الإصابة بمرض القلب. ولكن، تبيَّن أن لها تأثير عميق على الجسد بأكمله، فالستاتينات تملك القدرة على تغيير البيئة برمتها من خلال تقليل الالتهاب -عملية بيولوجية يمكن أن تخرج عن السيطرة وتسبب كل أنواع الاختلالات الوظيفية والأمراض.

كي نكون واضحين، إن الستاتينات مركبات تعيق إنزيماً في الكبد يلعب دوراً جوهرياً في إنتاج الكولسترول. إنها من بين أكثر الأدوية الموصوفة شيوعاً في الطب من أجل تحسين مستويات كولسترول الدم عند الأشخاص الذين لا يستطيعون التحكم بكولسترولهم بالحمية وحدها، وهي تتضمن ماركات مثل ليبيتور وكريستور. يمكن إنتاج مركبات الستاتين صناعياً أو عزلها من مأكولات طبيعية مثل أرز الخميرة الأحمر (red yeast rice) وفطر المحار (oyster mushroom). ولكن، كما ذكرت سابقاً، لا تؤثر الستاتينات على الكولسترول فقط.

عندما يحوي الجسم مستويات عالية من مؤشرات الالتهاب، فهذا يعني أنه يجابه محفِّزات ضارة، وقد تكون أي عدد من الأشياء، من الجراثيم إلى الخلايا المتضررة إلى المواد المهيِّجة. ولكي يحمي نفسه، يثير الجسم التهاباً، وهو رد فعل معقد يرتبط بالنظام الوعائي والنظام المناعي وخلايا متنوعة ضمن النسيج المتضرر. يكتشف الباحثون اليوم جسوراً بين أنواع معينة من الالتهاب وبين معظم أمراضنا الموهنة الخبيثة، بما فيها الزهايمر والسرطان وأمراض المناعة الذاتية والسكري وتسارع عملية الهرم بصورة عامة. في الواقع، لقد رُبطت الغالبية الساحقة من الحالات المزمنة بالالتهابات المزمنة.

خرجت أول دراسة تبيِّن أهمية الستاتينات في تقليل الالتهاب من هارفارد في 2008. وقد أظهرت الدراسة أن تناول هذه الأدوية يمكن أن يخفض بدرجة كبيرة خطر الإصابة بنوبات قلبية وجلطات دماغية للمرة الأولى، ومشاكل شريانية أخرى عند رجال أصحاء فوق سن الخمسين ونساء فوق الستين لا يملكون كولسترولاً عالياً وإنما مستويات عالية من مؤشرات الالتهاب -إشارة إلى وجود خطب ما وإلى أن الجسد يختبر الكثير من الالتهابات المنتشرة.

نحن نعلم الآن أن السبب الأساسي الحقيقي للمشاكل القلبية الوعائية قد لا تكون كلها تتعلق بالكولسترول، وأن الالتهاب المزمن ربما يكون هو السبب. ونعلم أيضاً أن الستاتينات قد لا تتعلق فقط بمنع حدوث مشكلة قلبية. منذ 2008، أظهرت دراسات عديدة أخرى -منظَّمة على نحو مثير للإعجاب- حول أعداد كبيرة من الناس بأن الستاتينات قادرة بدرجة هامة على تخفيض خطر موتنا من أي مرض -بما في ذلك السرطان. على سبيل المثال، نشرت مجلة “نيو إنجلند جورنال أوف ميديسين” دراسةً في 2012، تتعلق ب 300,000 إنساناً، تُظهر انخفاضاً كبيراً في خطر الوفاة من السرطان بين أولئك الذين كانوا يتناولون الستاتينات.

هل يمكن إعطاء الستاتين للجميع؟ ربما لا. لكن الأمر يستحق مناقشته مع طبيبك إذا تجاوز عمرك الأربعين. اطرح السؤال كما يلي: “دكتور، لم لا تناول الستاتين بشكل منتظم؟”

خذ قرص أسبرين أطفال

إنه أحد أقدم العلاجات المعروفة بالنسبة للإنسان. لقد استخدم أبوقراط، أبو الطب الحديث، المكوِّن الفعّال في الأسبرين، حمض الساليسيليك، الذي كان يستخلصه من لحاء وأوراق شجرة الصفصاف، للمساعدة على تخفيف الألم والحمى. وفي 1897، طوَّر الكيميائي الألماني فيليكس هوفمان أول أسبرين متوفر تجارياً لصالح شركة باير، ومنذ ذلك الحين، أثبت هذا الدواء العجيب قيمته كمسكِّن فعّال وموثوق.

نحن نعلم اليوم أن للأس برين تأثيرات عميقة على الجسد ككل تتجاوز تخفيف صداعنا وألم ظهرنا. لقد أثبتت دراسات كثيرة عالية النوعية أن استخدام الأسبرين لا يخفض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية بدرجة كبيرة وحسب، وإنما يمكنه أيضاً تفادي خليط من الأمراض من خلال قواه المضادة للالتهاب. بل إن تناول جرعة يومية ضئيلة من الأسبرين (75 ملغ؛ مشابهة للجرعة المتوافرة الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة، 81 ملغ) يخفض، كما أثبتت الدراسات، خطر تطوير سرطانات شائعة في الرئتين والقولون والبروستات بنسبة مذهلة تصل إلى 46 بالمائة. فإذا كنت تستمتع بروعة منتصف العمر، فقد تكون هذه القاعدة جديرة بالمناقشة مع طبيبك (بسبب وجود آثار جانبية حقيقية للأسبرين، مثل النزف). إنه ينبوع الشباب الأرخض الموجود ولا يتطلب وصفة طبية.

التزم بتوصيات الفحوص الطبية واللقاحات الداعمة

عندما يولَد أطفالنا، نأخذهم إلى طبيب الأطفال بشكل منتظم لإجراء فحوصاتهم، ونصرُّ (والحكومة أيضاً) على تلقيحهم ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وشلل الأطفال. لماذا؟ لأننا نعرف أن هذه الاستراتيجيات الوقائية تنقذ الأرواح. لكننا كراشدين نميل لأن نصبح كسولين ومستخفِّين بمتابعة فحوصاتنا الطبية وأخذ لقاحات داعمة. وهذه القاعدة تتيح لك الاستفادة من قدرة الطب الوقائي.

إذا تأملتَ في السرطانات القاتلة الأساسية عند الرجال، فإن الثلاثة الأوائل هي سرطان البروستات والرئة والقولون. وهي تمثل معاً نحو 60 بالمائة من الوفيات الناجمة عن السرطان. إذا كنتَ رجلاً، فإن إجراء اختبارات المستضد الخاص بالبروستات يمكنه تحديد سرطان البروستات مبكراً من خلال عينة دم بسيطة. فإذا كشَفَ فحصُ عينةٍ من بروستاتك لاحقاً وجودَ خطر مرتفع لإصابتك بسرطان البروستات، فقد تستفيد حينئذ من العلاج، سواء أكان جراحياً أم شعاعياً. وفي حالة سرطان الرئة، إن الإقلاع عن التدخين وتقليل تعرُّضك للتدخين الثانوي إلى أقصى حد ممكن يمكن أن ينقصا حتماً من خطر إصابتك بهذا النوع من السرطان، كم تساعد الفحوص الشعاعية للصدر على تقليل احتمال موتك بسبب هذا المرض. وبطريقة مشابهة، يمكن تجنب سرطان القولون عبر إجراء تنظير للقولون قادر على تحديد وإزالة الزوائد قبل أن تصبح سرطانية. وإذا كنتِ امرأة، فإن السرطانات القاتلة الأولى هي سرطان الثدي والرئة والقولون. مرة أخرى، بوسعك المساعدة في منع ومعالجة كل هذه الأنواع بواسطة أدوات فحص متوفرة، الأمر الذي يقلل إلى حد كبير احتمال موتك من هذه الأمراض.

وسواء أكنت رجلاً أم امرأة، فإن منع أو تأخير مرض القلب والجلطة الدماغية هو أيضاً أمر سهل وممكن. نحن نعلم الآن أن اتباع قواعد غذائية معينة واستخدام الستاتينات والأسبرين، حيث يكون ذلك مناسباً، يمكن أن يكون مؤثراً. ويمكنك أيضاً الخضوع لاختبار جهد لقلبك، من بين اختبارات متوفرة أخرى، إذا كان خطر إصابتك بمرض القلب مرتفعاً.

ولا تنسَ لقاحات البالغين الداعمة. لقد طوَّر العلم مجموعة واسعة من اللقاحات الجديدة لم تكن متوفرة لآبائنا، وهي قادرة على مساعدتنا على تجنب حالات صحية مثل السعال الديكي والقوباء وأنواع معينة من ذات الرئة والتهاب الكبد (ب). بالطبع، إن عمرك وعوامل الخطر لديك يحددان إن كنت بحاجة إليها وفي أي وقت. ولكن، اسألْ! وإذا كنت أباً لمراهق أو مراهقة، فاستفسر عن لقاح ضد فيروس البابيلوما البشري (HPV). إن تحصين ولدك المراهق من هذا الفيروس واسع الانتشار سيساعد بدرجة كبيرة على تقليل خطر إصابته أو إصابتها بسرطانات متنوعة طوال حياتهما.

تعاملْ مع مرضك بذكاء

كلنا نفعل ذلك: نتكوَّر في السرير في غرفة مسدلة الستائر عندما نكون مصابين بزكام شديد أو فيروس مَعِدي. لكن جزءاً من فن التعامل مع المرض يعني الاستمرار في نمط حياتنا الروتيني قدر الإمكان. قد لا يكون الاستلقاء في السرير في الظلام طوال اليوم هو الأفضل بالنسبة إلينا إذا كنا نريد الشفاء بسرعة. يلعب نظامنا اللمفاوي دوراً كبيراً في محاربة الأمراض المُعدية لكنه لن يرسل قواته المحاربة للجراثيم مالم يكن الجسم متحركاً. فلتتحرك إذن عندما تشعر بأنك لست على ما يرام. حافظ على دقة ساعة جسدك الداخلية عبر تعريضه لضوء النهار. تجنَّب خلْق جو ليلي عندما تكون الشمس مشرقة وإلا فإنك ستفسد إيقاع جسدك اليومي وتفرض عليه تحدياً آخر للتغلب عليه بالإضافة إلى المرض.

عندما تشعر بقرب الزكام (مثلاً، بداية الشعور بحرقة في البلعوم)، ابدأ بمصِّ أقراص الزنك (وبالتحديد أسيتات الزنك، أكثر أنواع المعدن فعالية في محاربة الزكام). إن الزنك -وليس العلاج المستخرج من زهرة الذرة (echinacea) أو فيتامين C- هو المادة الوحيدة المثبتة قدرتها على تقليل مدة الزكام. دع القرص يذوب في فمك، لأنها ستكون عديمة الفائدة إن مضغته وبلعته. يجب امتصاص الزنك بواسطة الأوعية الدموية الفموية. خذ 75 ميليغراماً في اليوم -أي قرص واحد كل بضع ساعات تقريباً. واشرب سوائل ساخنة مثل الشاي العشبي أو الماء مع العسل والليمون الحامض، فالحلاوة والحموضة ستحفِّزا اللعاب على تنظيف بلعومك وجيوبك. والمشروبات الساخنة تهدئ الأغشية المخاطية في أنفك وفمك وحلقك، فتقلِّل الإزعاج.

إذا كنت تشعر بأنك على وشك الإصابة بالإنفلونزا، فاتصل بطبيبك على الفور واسأله عن علاجات مضادة للفيروسات تساعدك على السيطرة على المرض عاجلاً وليس آجلاً.

سيطر على حالاتك الصحية المزمنة

هذا أمر هام. لا ينبغي عليك الانتظار إلى أن يسوء الوضع. من الأسهل بما لا يقاس منع الحالات المزمنة في البداية، لأن الكثير منها غير قابل للإرجاع. ولكن، لا يمكنك المبادرة إلى الاهتمام بجسدك مالم تخضع لاختبارات دم وفحوص مناسبة لسنِّك وتاريخك الصحي. لدينا أيضاً لقاحات تساعد على منع مجموعة متنوعة من الأمراض، بما فيها أمراض شائعة في السنوات المتقدمة من العمر مثل القوباء.

إذا اضطررت في نهاية المطاف -لا سمح الله- إلى التعامل مع مرض ما -سواء لفترة مؤقتة أم لبقية حياتك- فلا تتأخر. ابقَ مسيطراً عليه. يحدث هذا عندما تُملي عليك ربما شدة الحالة المزمنة درجة احترامك لمتطلباتها. على سبيل المثال، إذا كنت مريض سكري من النوع الأول وتعتمد يومياً على الأنسولين فقط كي تبقى على قيد الحياة، فستعرف حتماً أنك مضطر للسيطرة على مرضك بشكل كامل. أما إذا كنت مصاباً بالنوع الثاني من السكري، الذي تكون أعراضه صامتة نسبياً، فقد لا تكون على ذلك القدر من الحرص، بما أنك لم تدخل المنطقة الحمراء بعد. لكن عواقب الاستخفاف بأي مرض متطور يمكن أن يكون مدمراً، ومكلفاً.

ينبغي علي أن أضيف أنه لمجرد أننا نملك الآن أطناناً من الأدوية والعلاجات لمعالجة الكثير من الأمراض لا يعني أنه من الأفضل لك أن تعتمد عليها في نهاية المطاف فقط كي تبقى على قيد الحياة. إن اعتماد المريض على الدواء غالباً ما يكون ناجماً عن الإهمال. تعلَّمْ كيف تدير أمراضك كي تساعد على منع أو إبطاء تطورها. وفي بعض الحالات، قد تكون قادراً حتى على إرجاع تقدمها أو شفائها كلياً. تفاءل بحقيقة أن مجرد وجود مرض معين يمكن أن يكون تذكرة رائعة للانخراط في عيش صحي في جميع جوانب حياتك، بما فيها تلك التي لا علاقة لها بمرضك.

كن شريكاً لطبيبك

إن الوقاية -وليس العلاج بعد ظهور المرض- جوهرية بالنسبة للصحة المثالية وطول العمر. فإذا لم تزر طبيبك أبداً بغية فحص نفسك (الزيارة السريعة لعلاج زكام عابر أو جرثومة مَعِدية ليست محسوبة)، فخذ موعداً واخضع لفحص شامل يتضمن كل الاختبارات واللقاحات والفحوص اللازمة استناداً إلى سنِّك وتاريخك الصحي.

إن المعرفة التي تجلبها معك لطبيبك أكثر أهمية من المعرفة التي يملكها طبيبك. لسوء الحظ، إن علم اقتصاد طب القرن الواحد والعشرين يعني قضاء عدد متزايد من الأطباء وقتاً آخذاً بالتناقص مع المرضى. وتمديد هذا الوقت إلى أقصى حد ممكن مرهون بك. لا تفترض أن طبيبك سيسألك كل الأسئلة المحتملة ليصل إلى الحلول الممكنة لما يقلقك الآن وفي المستقبل. إن الكثير من الإشارات والأعراض التي تختبرها يمكنك ملاحظتها قبل وصولك إلى عيادة الطبيب. يولي بعض الناس اهتماماً دقيقاً بكل تفصيل يتعلق بمجموعة أسهمهم واستثماراتهم على نحو يومي لكنهم لا يولون مثل هذا الاهتمام إلى أنفسهم. لماذا؟ نريد حلولاً سريعة، أعلم. نشعر بأننا مرهقين من كثرة الالتزامات والواجبات لدرجة أننا نرغب بأن نعهد لشخص آخر مسؤولية اتخاذ قراراتنا الصحية، مثل طبيبنا. لكنني هنا لأقول لك إن هذا لن يبقيك على الطريق الأفضل نحو الصحة.

وأنصحك أيضاً بأن تأخذ معك صديقاً أو فرداً من العائلة عندما تزور الطبيب لأن ذلك يزيد من الشعور بالمسؤولية، فضلاً عن امتلاكك أذنين أخريين. الكثير منا لا يكونون في حالة ذهنية مثالية عندما يكونون في عيادة الطبيب، وبخاصة عندما تكون هناك مشكلة ما، ولهذا السبب فإن وجود شخص آخر سيجعل الزيارة أكثر قابلية للاحتمال -وستتذكر تفاصيل قد تنساها إن كنت لوحدك. أو يمكنك أن تجلب معك أداةً ما يمكنها تسجيل ما تسمعه. الكثير من الهواتف الذكية الآن تملك ميزة تسجيل، أو بوسعك تنزيل تطبيق يحوِّل جهازك إلى مسجِّل صوت.

أخيراً، يبتعد الطب الحديث عن الأسلوب الأبوي التقليدي -“الطبيب يعرف كل شيء”- في صنع القرارات، وفيه يتخذ مقدِّمو الرعاية الصحية قرارات أساسية نيابة عن مرضاهم. هذا النوع من صنع القرار يتنحّى ببطء مفسحاً المجال أمام ما ندعوه “الخيار المطلِّع” أو “المشاركة في صنع القرار”، حيث يتخذ المريض القرار النهائي استناداً إلى أهدافه الخاصة ونظام قيمه ودرجة تحمُّله للمجازفة.

الكثير من القرارات المتخذة في الطب الآن ترتكز إلى نظام القيم الشخصية، لذا تأكَّدْ من أن آراءك وقناعاتك محترمة. نادراً ما يوجد قرار “صحيح” وحيد لمعالجة مرحلة معينة في مرض ما. إن القرار الصحيح بالنسبة لك سيكون القرار الذي تصل إليه أنت وطبيبك معاً، سواء أكان يستلزم مراقبة أم أدوية أم جراحة أم توليفة من كل ذلك. فإذا كنت غير قادر على التحدث بصراحة وارتياح مع طبيبك، ابحث عن طبيب آخر.

احمِ عينيك وأذنيك

معظما لا نقدِّر قيمة حواسنا ما دامت تؤدي وظائفها بشكل حسن، ولا ندرك درجة اعتماد نوعية حياتنا على هذه الحواس، أي أن نكون قادرين على السمع واللمس والتذوق والشم والرؤية. والكثير منا يحصلون على متعة/أو فائدة كبيرة من حاسة أو حاستين على الأقل من حواسهم. فكِّر في الجرَّاح الذي يحتاج إلى بصره وحاسة لمسه من أجل القيام بعمله. أو في الطباخة التي تعتمد على حاستيْ تذوقها وشمها في إعداد وجبات تمنحها الجوائز. والمؤلِّف الموسيقي الذي يعتمد على أذنيه في سماع الألحان ويديه في الإحساس بالأداة التي يعزف عليها. إن فقدان حواسك ليس حتمياً بالضرورة إن حميتها مع الزمن وراقبت أي تغييرات تطرأ عليها وناقشتها مع طبيبك. وهذا ينطبق بصورة خاصة على عينيك وأذنيك، الحاستان اللتان يمكن أن تتأثرا مباشرةً بنمط العيش الذي تختاره.

رغم أننا لا نستطيع فعل شيء حيال حفلات الروك الصاخبة التي حضرناها في شبابنا أو الأيام التي لم نرتدِ فيها نظارة شمسية أثناء وجودنا تحت الشمس، فبوسعنا فعل ما هو أفضل من الآن فصاعداً. هل تنتبه إلى شدة صوت سمّاعاتك الرأسية أثناء استماعك للموسيقا؟ هل تحمي عينيك عند استمتاعك بالشمس؟ كلما طالت مدة حفاظك على وضوح الرؤية في عينيك وحساسية أذنيك، كلما طالت مدة استمتاعك بالبصر والسمع بدون تدخُّل طبي.

لا تنسَ أسنانك وقدميك

منذ سنوات عديدة، ادَّعى بعض الباحثين بأن مرض اللثة يمكن أن يؤدي إلى مرض القلب. في الحقيقة، رغم أن الاثنين قد لا يبدوان مترابطين، إلا أن العلماء يعتقدون بأن القلب يمكن أن يضعف بواسطة عوامل في الدم تستجيب للالتهاب، ومرض اللثة المزمن ينتج التهاباً مستمراً. ولهذا السبب، فإن تنظيف الأسنان بالخيط مرة واحدة في اليوم على الأقل فكرة جيدة. ليس لأن ذلك سيلعب دوراً كبيراً في حماية أسنانك ولثتك (ويخفض الالتهاب الإجمالي في جسدك)، وإنما أيضاً لأنه فعْلُ نظافة قديم، بسيط، وجيد.

ليست هناك أدلة علمية جدية تثبت أن إهمال المسنِّين الاعتناء بأسنانهم وقدميهم في شبابهم يُعتبَر واحداً من أشد أفعالهم مدعاةً للندم. لكن الكثير من الاستطلاعات والقصص الشخصية من أناس يمضون الكثير من الوقت مع المسنِّين تخبرنا بصحة ذلك. سوف تسبِّب الأسنان والقدمين بؤساً لأصحابهما إن سمحوا بتدهور حالهما. إن عدم الاعتناء بالنظافة الفموية يمكن أن يؤدي إلى تسوُّس مريع للأسنان، أو إلى فقدان الأسنان كلياً، وعدم الاعتناء بالقدمين يمكن أن يفضي إلى دُحاس، ومسامير متقرِّنة، وثآليل، ومشاكل معذِّبة أخرى يمكن أن تجعل المشي صعباً، إن لم يكن مستحيلاً. وعلاوة على ذلك، تحوي القدمين آلاف المستقبلات العصبية التي تساعدك على التوازن. إن الكثير من هذه المستقبلات تساهم في توازننا وقدرتنا على المشي. ربع عدد العظام في جسدك موجود في قدميك، ما يثبت مدى تعقيدهما. ودعنا لا ننسَ أن أسناننا وقدمينا من الروابط أساسية التي تربطنا بالعالم حولنا، فنحن نستخدم أسناننا للحصول على الغذاء وقدمينا لاجتياز دروبنا في الحياة.

لا تنساهما إذن. اذهب إلى طبيب الأسنان مرة في العام على الأقل، ومرتين إن كنت تملك فماً ميَّالاً للإصابة بالمشاكل (سيخبرك طبيبك بذلك -إنه شريك آخر لك في نظام رعايتك الصحية). اسأله حول الطريقة المناسبة لتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، وحول معجون الأسنان والفرشاة الأفضل (ولا تنسَ الاهتمام بصحة ونظافة لسانك -العضلة الوحيدة في جسدنا المتصلة من طرف واحد فقط). قد تستحق الفراشي الإلكترونية الحديثة النقود الإضافية إذا كانت ستعفيك من الجلوس لفترات طويلة ومكلفة على كرسي طبيب الأسنان. وأما بالنسبة لقدميك، فدلِّلْ نفسك بالحصول على مسّاج للقدمين مرةً في كل حين، إذا كنت تحب فعل ذلك. انتبه إلى أي نمو مؤلم أو غريب الشكل أو أي تصبُّغات وافعل شيئاً حيالها. اشترِ حذاءً جيداً ومريحاً! ثقْ بي، ستشكرانك أسنانك وقدميك في وقت لاحق.

خذ الجانب الإيجابي من الإصابة بمرض

لا ترمِ قواعد الوقاية حالما تُشخَّص إصابتك بمرض أو حالة طبية ما. اعتبرْ هذا التشخيص دعوة للاستيقاظ والتنبُّه. استغل الفرصة للتركيز على نفسك وطوِّر استراتيجيات صحية أبعد مدىً. إن الإصابة بمرض القلب، على سبيل المثال، لا يمنحك الإذن بأكل اللحم الأحمر خمسة أيام في الأسبوع وتجاوز التمرين الرياضي. ولا يعني أيضاً أنك بذلك تكتسب جواز مرور يخوِّلك تفادي الأشياء التي يمكنك القيام بها للوقاية من حالات صحية أخرى يُحتمَل أنها تتشكل تحت السطح. إن أطباء السرطان مثلي يعلمون أن معظم المرضى الذين ينجون من السرطان لا يموتون من السرطان في نهاية الأمر، بل يموتون لسبب آخر، عادةً نتيجة إهمالهم ذلك الجانب من حياتهم جراء تركيزهم الشديد على سرطانهم. على سبيل المثال، إن النساء اللواتي تنجين من سرطان الثدي يزداد احتمال موتهن من مرض القلب أكثر من السرطان. فلا تنسَ إذن القواعد العامة للوقاية أثناء إدارتك لحالة طبية أو محاربتك لمرض معين.

أطعْ الطلبيب والتزم بالأدوية الموصوفة

إن القدرة على تفادي وإدارة ومعالجة أي حالة أو مرض بشكل ناجح يعتمد على القدرة على الالتزام بالأدوية الموصوفة، بما فيها ذلك الجرعة المقدَّرة (الكمية التي يجب أخذها) والوقت (الوقت الأمثل لتناول الدواء). يُعتبَر عدم الامتثال واحداً من أكبر مشاكل الرعاية الصحية في هذه الأيام: بحسب تقرير مركز هاريس التفاعلي (Harris Interactive) الصادر في 2005، ما يقرب من نصف وصفات الأدوية التي يجب أن تُؤخَذ بشكل مستمر إما لا تُستكمَل أو لا تُصرَف أساساً. والأدوية التي يُرجَّح عدم الالتزام بها هي تلك التي تعالج أمراضاً لا تملك أعراضاً واضحة، مثل ضغط الدم المرتفع والكولسترول العالي. وعليه فالدرْس هو التالي: حتى لو كنت تشعر بأنك في حالة ممتازة، التزمْ بإرشادات علاجك كما لو أن حياتك معتمدة عليه، وإذا لم تفعل ذلك، فصارحْ طبيبك بالأمر.

تعلَّمْ طريقة الإنعاش القلبي الرئوي

لن أعلِّم هذه المهارة المنقذة للحياة هنا، لكنني أطلب منك تعلُّمها. تقيم رابطة القلب الأميركية والكثير من المراكز المجتمعية دورات تعليمية خلال العام. سجِّلْ نفسك فيها واحصل على شهادة. لا تعرف متى يمكن أن تحتاج لاستخدامها. والأهم من ذلك هو أن معظم الدورات في هذه الأيام ستعلِّمك كيفية استخدام جهاز الصدم الكهرباء، وكيفية التعامل مع حالة صدمة، وكيفية إنعاش رضيع توقف عن التنفس -كل المهارات الرائعة التي لا تحتاج إلى دراسة مستفيضة أو تدريب شاق، أو حتى إلى امتحان! (ولن تأخذ من وقتك إلا نصف صباح يوم سبت، إن كان ذلك مهماً بالنسبة إليك).

جهِّز حقيبة ضروريات نقاَّلة للحالات الطارئة

يمكن أن تقع الكوارث في أية لحظة، وفي أي مكان. من حالات مناخية هائجة تسبِّب زوابع وأعاصير وعواصف ثلجية، إلى زلازل وموجات تسونامية وغبار نووي، وأيام سوداء مثل الحادي عشر من أيلول، من الممكن التخفيف من وطأة الكوارث غير المتوقعة عبر الاستعداد لها. كما أن الجهوزية ستساعدك على النجاة من كارثة ما واستعادة عافيتك بسرعة. ضعْ خطة مع أفراد عائلتك تتضمن تحديد مكان تلتقون فيه في حال وقعت كارثة وكيفية التواصل مع بعضكم البعض (تذكَّرْ أن هاتفك الخلوي قد لا يعمل، وإذا لم تكن تستطيع شحنه بطريقة ما فإنه قد لا يدوم طويلاً).

ثمة مواقع مثل Ready.gov يمكن أن تعطيك الكثير من المعلومات حول كيفية الاستعداد، بما في ذلك تجهيز حقيبة كوارث. ستجد أدناه بعض الأشياء الجوهرية التي ستحتاج إليها، وهي مقترحة من وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية*):

● جالون من الماء لكل شخص لكل يوم لما لا يقل عن ثلاثة أيام، من أجل الشرب والتنظيف.

● مخزون كافٍ لثلاثة أيام من الطعام غير القابل للتلف.

● جهاز لاسلكي يعمل بالبطارية أو بشاحن يدوي ، ومستقبِل حالة الطقس التابع للإدارة الوطنية للأجواء والمحيطات (NOAA) مع إنذاز طنيني، وبطاريات إضافية.

● مصباح كاشف وبطاريات إضافية.

● حقيبة إسعافات أولية.

● صفارة من أجل طلب المساعدة.

● قناع غبار لتنقية الهواء الملوث وأغطية بلاستيكة وشريط لاصق للحماية في مكان تواجدك.

● مناديل رطبة (لتنظيف الوجه واليدين)، وأكياس قمامة، وربطات بلاستيكية للنظافة الشخصية.

● مفاتيح إنكليزية أو كمّاشات (زَرَديات) من أجل إغلاق الصنابير أو منافذ الغاز أو سوى ذلك من الخدمات العامة.

● فتَّاحة علب طعام يدوية.

● خارطات محلية.

● هاتف خلوي مع شاحن أو محوِّل كهربائي أو شاحن شمسي.

أشياء إضافية لتأخذها بعين الاعتبار استناداً إلى ظروفك:

● أدوية موصوفة (مخزون يكفي أسبوعاً كاملاً) ونظارات وعدسات لاصقة.

● حليب أطفال وحفّاضات.

● طعام للحيوانات المنزلية وماء إضافي لحيواناتك.

● نقود أو شيكات مسافر ونقود معدنية.

● وثائق عائلية هامة مثل نسخ عن صكوك التأمين وبطاقات تعريف بالهويات وسجلات الحسابات المصرفية في حقيبة نقَّالة عازلة للماء.

● كيس نوم أو بطانية سميكة لكل شخص. ادرسْ وضع أغطية إضافية إذا كنت تعيش في منطقة باردة.

● بَدَل ثياب كامل، تتضمن قميصاً طويل الكمَّين، وسروالاً طويلاً وحذاء متيناً. ادرسْ وضع ثياب إضافية إذا كنت تعيش في مناخ بارد.

● مبيِّض كلوري منزلي وقطَّارة أدوية. عند تمديد المبيِّض بالماء بنسبة تسعة أجزاء من الماء إلى جزء واحد من المبيِّض، يمكن استخدام المحلول الممدد كمادة معقمة. أو في الحالات الطارئة، يمكنك استخدامه لمعالجة ماء الشرب بإضافة ست عشرة قطرة من المبيِّض السائل المنزلي العادي لكل جالون واحد من الماء. لا تستخدم المبيِّضات المعطَّرة أو مزيلات البقع، أو المبيّضات التي تحوي منظِّفات إضافية، لمعالجة ماء الشرب.

● مطفأة حريق.

● أعواد ثقاب في علبة عازلة للماء.

● عدة طبخ معدنية وأكواب وأطباق ورقية، ومناديل ورقية، وأدوات مطبخ بلاستيكية.

● أوراق وأقلام رصاص أو أقلام حبر جاف.

● كتب، ألعاب، أحاجي، أو أنشطة أخرى للأطفال.

وبينما تقوم بفعل ذلك، أضف نسخة من كتاب “دليل البقاء في أسوأ الظروف” لمؤلفه جوشوا بيفين. سيجيب هذا الكتاب على أي سؤال يمكن أن يخطر في بالك عندما وقوع كارثة ما. احفظ جميع تجهيزات الطورائ في حاويات عازلة للماء وسهلة الفتح.