التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

اكتشاف أفضل وقت لنوم طفلك | نصائح في مشاكل النوم لدى الأطفال من عمر أربعة أشهر إلى سنتين – ج1

إن عواطفنا الخاصة تعيق إحداثنا أي تغييرات في عادات نوم أطفالنا. أنت بالذات قد تكونين العقبة التي تمنعك من تغيير روتين يعطل حياتك – في هذه الحالة عادات نوم طفلك. إذاً دعينا نتبين إذا كان هناك أي شيء يقف في طريقك.

أدرسي حاجاتك الخاصة وأهدافك

وجهي إلى نفسك بعض الأسئلة واتخذي قراراً.
في قرارة نفسك، هل بالفعل تزعجك طرق استيقاظ طفلك وخططك للتعامل معها بنجاح؟ أو هل تكمن المشكلة في مفهوم هؤلاء الذين يحيطون بك؟
إن عادات نوم طفلك هي فقط مسببة للمشكلة إذا كنت أنت تشعرين ذلك.
يقودنا المجتمع اليوم للاعتقاد بأن “الأطفال الطبيعيون” ينامون خلال الليل بدءاً من عمر شهرين تقريباً وما فوق؛ لكن الأبحاث تدل على أن هذا شاذ أكثر من كونه قاعدة. لقد اكتشف أنه حتى عمر الثلاث سنوات، تستيقظ نسبة مئوية كبيرة من الأطفال أثناء الليل بدافع الحاجة إلى اهتمام أحد الوالدين.

بالتأكيد إذا كان صغيرك يوقظك كل ساعة أو ساعتين، ليس عليك أن تفكري طويلاً في السؤال، “هل هذا يسبب الفوضى لي؟” بكل وضوح نعم.
مهما يكن من أمر إذا كان طفلك يستيقظ مرة فقط أو مرتين ليلاً، فإنه من الهام لك أن تقرري تماماً إلى أي درجة يسبب هذا النمط الفوضى لك وتقرري بأن يكون هدفك واقعياً. إذا كنت ترغبين بإثنتي عشرة ساعة من النوم التام – من 7 مساءً إلى 7 صباحاً – لن يكون هدفك عقلانياً. ومع ذلك فإن الاستيقاظ مرة أو مرتين في الليلة هو أمر طبيعي خلال أول سنتين من حياة الطفل، بالرغم من أن كثيراً من الكتب والمقالات ترسم صورة مختلفة.

إذاً، كوني واقعية في تحديد هدفك وصادقة في تقييم تأثير الحالة على حياتك.
يستطيع بعض الناس تدبير الاستيقاظ ليلتين بسهولة، بينما يجد آخرون أن تأثير استيقاظ حتى ليلة واحدة من الصعب كثيراً معالجته. يكمن الحل في معرفة هل أن جدول نوم طفلك هو مشكلة في نظرك أم في نظر من حولك ممن لا يملكون معرفة مثلك بأنماط النوم الطبيعة.

معارضة لترك تلك اللحظات ليلاً

قد تفاجئك حقيقة نظرة ملية، ومطولة، وصادقة إلى داخلك. ربما تجدين أنك تتلذذين فعلياً بتلك الاستيقاظات الليلية الهادئة عندما لا يكون أحد آخر حولك.

قد تحتاجين لإلقاء نظرة على مشاعرك الذاتية. وإذا وجدت أنك جاهزة حقيقة لإجراء تغيير، ستحتاجين لإعطاء نفسك إذناً لترك هذه المرحلة من حياة طفلك والانتقال إلى مرحلة مختلفة في علاقتك. سيكون هناك متسع من الوقت لعناق واحتضان وحب صغيرك، لكن إذا كان لهذا أن ينجح، يجب أن تشعري حقيقة بأنك جاهزة لنقل تلك اللحظات خارج وقت نومك إلى ضوء النهار

ليكن همك سلامة طفلك

نحن الوالدات نقلق على أطفالنا، ويجب علينا ذلك! مع كل استيقاظ ليلي، لدى اهتمامنا بحاجات طفلنا الليلية، نطمئن ثانية أن طفلنا بحالة جيدة – كل ساعة أو ساعتين طوال الليل. نعتاد على هذه الفحوصات، أنها تعطينا التأكيد المتواصل لسلامة الطفل.

حالما تقررين مساعدة طفلك لينام فترات زمنية أطول، ربما تنتقلي إلى استجابة الأم القلقة المفرطة في العناية. عندما تمر ثلاث أو أربع ساعات أو أكثر قد تصبحين قلقة. هل طفلتي تتنفس؟ هل هي ساخنة؟ هل هي باردة؟ هل هي مبللة؟ هل علقت بشرشفها؟ هل هي نائمة على بطنها؟

تلك هموم عادية جداً، مؤصلة في غرائزك الطبيعية لتحمي طفلك. إذاً لتسمحي لطفلك بالنوم فترات أطول، ستحتاجين لإيجاد طرق لتشعري بالثقة بأن طفلك بأمان – طوال الليل.

قد تريدين إبقاء أبواب غرفة نومك مفتوحة، أو إبقاء منبه الطفلة بوضع التشغيل لكي تعرفي أنك ستسمعينها خلال الليل إذا احتاجت إليك.

لا تعفى الوالدات اللواتي ينمن بجانب أطفالهن من هذه المخاوف. حتى إذا كنت تنامين تماماً إلى جانب طفلتك ستجدين أنك أصبحت معتادة للتحقق من وضعها بشكل متكرر خلال الليل. حتى عندما تنام طفلتك لفترات طويلة، لن تكوني أنت نائمة لأنك ما زلت تقومين بواجب الحماية. عندما تتأكدين من أن طفلتك بأمان بينما أنت نائمة، تكونين قد اتخذت تلك الخطوة الأولى نحو مساعدتها لتنام طوال الليل.

اقتنعي أن الأشياء ستتغير من تلقاء ذاتها

قد تأملين وترغبين أن يبدأ طفلك وبإحدى الليالي السحرية الجميلة النوم خلال الليل. لعلك ترسمي إشارة الأمل بالنجاح بأصابعك بأن طفلك سيتخطى هذه المرحلة، وليس عليك القيام بشيء مختلف إطلاقاً. إنه طفل نادر الاستيقاظ ليلاً وسيقرر فجأة النوم طوال الليل من تلقاء نفسه. إذا سلمنا، أن ذلك سيحصل لك – لكن يكون طفلك في السنة الثانية أو الثالثة أو الرابعة من عمره عندما يحصل ذلك! قرري الآن إذا كان لديك الصبر لتنتظري طوال تلك المدة، أو إذا كنت مستعدة للبدء بتفعيل الطريقة والانطلاق قدماً.

تعبة جداً للعمل نحو التغيير

يتطلب التغيير جهداً، والجهد يتطلب طاقة. عندما نكون في حالة من الإرهاق، قد نجد أنه من السهل الإبقاء على الأشياء كما هي، بدل أن نجرب شيئاً ما مختلف. بكلمات أخرى، عندما يستيقظ الطفل للمرة الخامسة هذه الليلة، وأنا بحاجة ماسة للنوم، من الأسهل كثيراً اللجوء إلى الطريقة الأسهل لأجعله يعود للنوم (هزّه، أو إرضاعه، أو إعادة المصاصة) من تجربة شيء آخر.

إذا كنت تريدين مساعدة طفلك لينام طوال الليل، عليك أن تجبري نفسك على اتباع خطتك، ولو كان الوقت منتصف الليل، ولو كانت المرة العاشرة التي يستنجد بها طفلك. إن أفضل دفاع هنا هو إخبار نفسك، “في غضون شهر أو شهرين سيمضي طفلي الليل كله نائماً. أستطيع القيام بهذا لبعض الأسابيع القليلة “وباستطاعتك ذلك (خاصة عندما تعتبرين أن البديل: التعاطي مع الاستيقاظ ليلاً لسنة أخرى أو أكثر). بالتالي، وبعد قراءة هذا القسم، إذا كنت متأكدة وأنت وطفلك مستعدين، فقد حان الوقت لتقطعي عهداً بالتغيير الآن، هذه الليلة. إنه الوقت المناسب.

إجعلي طفلك مستعداً

قبل أن تحاولي إجراء أي تغيير في روتين نوم طفلتك تأكدي من أنها مرتاحة، وبصحة جيدة، ورضعت بما يكفي. إن الطفلة الجائعة أو التي تشعر بالبرد أو المصابة بالتهاب في الأذن أو لديها تحسس أو أي مشكلة صحية أخرى قد توقظها ليلاً بسبب الألم وعدم الراحة. عالجي تلك الأمور قبل المباشرة بخطتك لنوم أفضل.

إملئي معدة طفلك نهاراً

تأكدي من أن طفلك يحصل على كفايته من الطعام أثناء النهار خاصة إذا كان يرضع من صدرك حصراً أو يتناول غذاءً مُركباً. يقع بعض الأطفال في عادة الرضاعة أو الرضاعة من القنينة طول الليل. آخذين نسبة مئوية مبالغ فيها من متطلباتهم الحرارية اليومية. لينام هؤلاء الأطفال ليلاً أطول عليهم أن يرجحوا كفة الميزان ليتناولوا الطعام في النهار.

أما بالنسبة لهؤلاء الصغار الذين يتناولون طعاماً صلباً تأكدي أن معظم الأطعمة المختارة هي أطعمة صحية. بالتأكيد تحب طفلتك المتدرجة الجبن وهو الشيء الوحيد الذي تأكله ولكن القواعد لتغذية جيدة تقول إنها يجب أن تأكل طعاماً أكثر تنوعاً.
التغذية الجيدة مهمة للصحة عامة، بما في ذلك النوم الجيد.

ألقي نظرة على ما يتناوله طفلك في ساعات ما قبل النوم. هل يمضغ الأطعمة التي تسبب له نوماً جيداً؟ بعض الأطعمة أكثر سهولة للهضم من غيرها وأقل ميلاً لإيقاع الفوضى في برنامج النوم. فكري بمركب “الطعام المريح”، نشويات للصحة وبروتينات للتغذية الخيارات لا حصر لها: كامل حبوب النجيليات، وجبة حبوب الشوفان، أرز أسمر، لبن، جبن، ما تبقى من اللحوم الفاكهة والبازلاء المجلدة (للأطفال الأكبر سناً الذين لا يغصون بها) تسدّ الحاجة إلى الحلويات.

على عكس ذلك، كثير من الأطعمة تفضي إلى زيادة في نشاط الجسم. إبحثي عن وجود الكافيين الخفي والمواد المهيجة الأخرى. بينما يقول التفكير العلمي أن السكر لا يسبب زيادة في نشاط التصرفات عند الأطفال، لا زلت أشك بوجود بعض التأثير له على المقدرة والرغبة في الهدوء والنوم. بكل بساطة ليس الكعك المحلى والكعك المحشو بالشوكولا خيارات جيدة لتناولها في وقت متأخر من النهار.

إذا كان طفلك المتدرج، كمعظم الآخرين، نهماً وتحصل له النشوة من الإفراط بالطعام، امسكي قلبك. تذكري أن أطباء الأطفال يقيّمون طعام الطفل بما يتناوله في الأسبوع وليس بما يتناوله في اليوم. بكلمات أخرى، عندما تقيّمين صحة طعام طفلك فكري بنسب فئات الطعام الرئيسية المستهلكة على مدى أسبوع كامل.

ليكن معظم الرضاعة من الثدي نهاراً

إذا كانت طفلتك معتادة على الرضاعة مراراً في الليل، فإنها تأخذ نسبة جيدة من التغذية خلال تلك الجلسات الطويلة الهادئة من الرضاعة. قد يتطلب الأمر منك أن ترضعي طفلتك أغلب الأحيان خلال النهار ولفترة قصيرة لتعوضي لها عن الرضاعات الليلية التي ستتخلى عنها.

لعل طفلتك تظل متعلقة بالاستيقاظات الليلية طلباً للراحة والعلاقة العاطفية بقدر طلبها للحليب – خاصة إذا كنت منهمكة بالعمل أو بالاعتناء بالأطفال الآخرين خلال النهار إذا كنت تتحسسين لهذا، بإمكانك إعطاء صغيرتك احتضاناً إضافياً ورضاعة أخرى أثناء النهار لتساعدينها على التكيف لترك تلك الجلسات للرضاعة الليلية.

إنتبهي إلى أنواع الأطعمة التي تأكلينها، لأن بإمكانها التأثير على حليبك.

راقبي ردة فعل طفلتك عندما تشربين القهوة أو الشاي أو الكولا أو عندما تتناولين مشتقات الحليب أو المكسرات أو الأطعمة المسببة للغازات كالبروكولي والفاصولياء والقرنبيط.

كما هي الحالة لدى الصغيرة أوستين، قد تكون طفلتك المتدرجة المنشغلة والمحبة للاطلاع مفعمة بالنشاط مما يجعلها لا تهدأ أثناء النهار لكي تأكل أو حتى ترضع. حاولي في هذه الحالة أن تزودي طفلتك النشطة “بطعام جاهز دائماً” تستطيع حمله معها. خيار آخر هو إعطاؤها الطعام وهي تلعب. الهدف هو مساعدتها على أن تأخذ كامل متطلباتها الحرارية اليومية أثناء النهار وخارج وقت الليل.

تحققي عن راحة الطفل أثناء الليل

تأكدي أن سرير الطفل مريح جداً (ليس ناعماً جداً ولا ليناً)
ألبسيه حسب درجة حرارة الغرفة بحيث لا يكون دافئاً جداً ولا بارداً جداً.
إذا كان بيتك بارداً ليلاً اشتري بيجاما سميكة أو كيس نوم خاص للأطفال وألبسيه إياه فوق قميص داخلي (النوع الذي يغطي كامل الجسم ينفتح وينغلق بزمام منزلق).
إذا كان الطقس حاراً، برّدي الغرفة بفتح النافذة أو بتشغيل المروحة، لكن اتبعي قواعد السلامة لدى قيامك بأي من الأمرين.

كوّني طريقة محددة لوقت النوم

تصبح لطفلك طريقة محددة لوقت النوم إشارة أنه قد حان وقت النوم. تحدث استجابة مكيفة من الطفل ليقول: “آه! إنه وقت النوم! يجب أن أكون نعساً “يعتبر اتباع طريقة محددة قبل ساعة من النوم أساسياً للتلميح لطفلك وتحضيره للنوم.

يمكن أن تتضمن طريقتك أي من الأمور التالية التي تستمتعين وتساعد في تلطيف وتهدئة طفلك:

■ إعطاء الطفل حماماً دافئاً وهادئاً
■ تدليكه
■ قراءة الكتب له.
■ الغناء له.
■ إسماعه أصوات هادئة.
■ أخذه في جولة قصيرة.
■ أرجحته
■ إرضاعه من ثديك.
■ إرضاعه من قنينة.

يجب أن تكون ساعة ما قبل النوم هادئة. يجب إنجاز طريقتك المحددة في غرف ذات إنارة خافتة. يجب أن تنتهي خطوتك الأخيرة في غرفة النوم المظلمة والهادئة مع قليل من الكلام وتقنيتك المعتادة لذهابه للنوم سجلي طريقتك المحددة ولتكن معينة وواضحة تماماً.

عينة لطريقة محددة تبدو كالتالي:
•    7:00 مساءً – حمام.
•    تدليك بزيت مرطب لبشرة الأطفال.
•    إلباسه البيجاما.
•    قراءة ثلاثة كتب.
•    إطفاء الأنوار.
•    الغناء له لينام.
•    إرضاعه من الثدي أو القنينة.
•    فرك ظهره.
•    ينام

إتبعي طريقتك المحددة تماماً كل ليلة (عندما تكونا أنتِ وطفلك مرتاحين بالطريقة المحددة التي وضعتيها، لن تعودي بحاجة إلى قائمتك المكتوبة. فهي وضعت لمساعدتك على تأسيس طريقتك المحددة).
تجنبي الذهاب خارج البيت في وقت نوم الطفل أثناء الفترة التي يتكيف فيها، حتى لو كان عليك تقليص الخطوات – مثلاً، قراءة كتاب واحد عوضاً عن ثلاثة.

الطريقة المحددة تساعد على ضبط ساعة الطفل البيولوجية

ستحقق الطريقة الواردة فيما سبق نجاحاً خلال فترة أقصر، إذا كان باستطاعتك وضع طفلك كل يوم ليغفو في النهار وينام في الليل في ذات الوقت تقريباً لأن الثبات على ذلك يساعد على ضبط ساعة طفلك الداخلية.

ستحصلين على مكافأة إضافية من هذه الفكرة، وهي أن الطريقة المحددة الخاصة ستنظم حياتك، مقلّلة من كآبتك وتوترك.

الطريقة المحددة المرنة هي الأفضل

لا أعني طريقة محددة قاسية مدونة على الحجر! تذكري أني أنا أم أيضاً، وأعرف أن المرونة ضرورية عندما يتعلق الأمر بـ – آه سأعود إليكِ لقد استيقظ  ابني لتوه من غفوة وعليّ الذهاب لأرضعه وأبدل له حفاضه، وألاعبه لعبة “الغميضة والفتيحة” -! لقد عدت، وكما كنت أقول… ماذا كنت أقول آه، نعم.

المرونة ضرورية عندما يكون لديك طفل في حياتك! حاولي المحافظة على طريقتك المحددة المتعلقة ببرنامج النوم في أغلب الأوقات، لكن راقبي طفلك أيضاً. إذا كان صغيرك ينق ويتثاءب فإنه ليس الوقت الذي تعطينه فيه حماماً أو تقرأي له قصة ما قبل النوم! إنه الوقت لتحذفي بعض الخطوات وتأخذيه للنوم في أسرع وقت ممكن قد يتوجب عليك إلغاء طريقتك المحددة بكاملها في بعض الليالي.

الطريقة المحددة للنوم ضرورية خلال فترة الطفولة

لا تعتبري أن طريقتك المحددة لوقت النوم هي عبء عليك، لا أهمية لها، أو ليست ضرورية. إن طريقة محددة ومحببة لوقت النوم هي دائماً ذات أهمية للأطفال.
ينمو الطفل بقوة عند تمضيته وقتاً خاصاً هادئاً قبل النوم مع أحد الوالدين حتى سن العاشرة أو نحو ذلك من عمره. تعتبر قراءة الكتب، والتحدث مع الطفل، أو حك ظهره وحتى مجرد التواجد معه بهدوء جميعها طقوس هامة قبل نوم الطفل.
إن معظم الوالدات اللواتي ليس لديهن طريقة محددة رسمية لوقت النوم يمضين على نحو نموذجي الساعة الأخيرة ما قبل النوم هن في معركة مع أطفالهن لجعلهم يذهبون للنوم – مما يسبب إزعاجاً لا ضرورة له.

في سن معينة لا يعود الطفل بحاجة إلى طقوس ما قبل النوم هذه وتندب معظم الأمهات تلك الخسارة.
إن الحياة في تغيير مستمر، وكذلك هو حال الطرق المحددة لما قبل النوم.

أسسي وقتاً مبكراً للنوم

يضع الكثير من الناس أطفالهم للنوم بوقت متأخر جداً، آملين في الغالب أنه إذا كان الطفل تعباً حقاً فإنه سينام بشكل أفضل. لكن تأتي نتيجة ذلك عكسية لأن الطفل يصبح مرهقاً ومحروماً من النوم باستمرار.
باستطاعة تأثيرات تأخير وقت النوم ولو بنصف ساعة أن تكون ماكرة ومهلكة بالنسبة للأطفال والأولاد الصغار.

إن ساعة الطفل البيولوجية مسبقة الضبط للذهاب للنوم في وقت مبكر. عندما يلتزم الوالدان بذلك الوقت، ينام الطفل بشكل أسهل ويبقى نائماً بشكل أكثر أماناً. معظم الأطفال مُعدين للذهاب للنوم ليلاً في وقت مبكر ما بين الساعة 6:30 أو 7:00 مساءً. إنه من المفيد، إن استطعت، تأسيس وقت نوم لطفلك والعمل على هذه الطريقة قبل ساعة من الذهاب للنوم.

هل النوم باكراً يعني النهوض باكراً؟

بالنسبة للأطفال، النوم باكراً لا يعني أنهم سينهضون باكراً.
ينام معظم الأطفال بشكل أفضل ومدة أطول عندما يذهبون للنوم باكراً.
يخاف كثير من الأهل من وضع طفلهم للنوم باكراً جداً، لاعتقادهم أن نتيجة ذلك سيكون نداء يوقظهم في الخامسة صباحاً. أو أنهم يعودوا لبيتهم من العمل متأخرين ويريدون إبقاء طفلهم مستيقظاً ليلعبوا معه.
إن إبقاء الطفل الصغير مستيقظاً لوقت متأخر جداً له نتيجة عكسية، فهو يصبح مرهقاً، ومكروباً ومهتاجاً جداً لا يهدأ، وفي أغلب الأحيان، الليلة التي ينام فيها الطفل متأخراً هي التي يليها استيقاظ مبكر في الصباح.

كثيرات كن حقاً مندهشات ليكتشفن أن النوم الباكر ساعد حقيقة أطفالهن على النوم بشكل أسهل وأسرع وساعد على نوم أفضل وعلى الاستيقاظ في وقت متأخر أكثر.

ماذا عن الأمهات اللواتي يعملن؟

إذا كنت أماً تعمل، ويبدأ مساؤك مع صغيرك عند الساعة 6:30 أو 7:00، قد تجدين نفسك في حيرة بين إبقاء طفلك مستيقظاً للعب وبين أخذه مباشرة للنوم. أعلم أنك تودين أن ينام طفلك بشكل أفضل. هذه فكرة أساسية، وبالتالي قد يكون مجدياً تجربتها ومراقبة النتائج التي ستحصلين عليها.

تجد بعض الأمهات اللواتي يعملن أنه عندما يذهب طفلهن للنوم باكراً، وينام بشكل أفضل، يستيقظ ثائر المزاج، شغوفاً ليلعب. ولأنك قد أخذت قسطاً جيداً من النوم ليلاً، بوسعك التفكير بالنهوض باكراً في الصباح وتوفير بعض الوقت قبل ذهابك للعمل لتلاعبي طفلك، كبديل لدورة اللعب في آخر المساء. سيستمتع كلاكما بذلك الوقت المميز في الصباح. عندما ينام طفلك لاحقاً بشكل مستمر طوال الليل، كل ليلة، بوسعك عندئذٍ تأخير وقت نوم طفلك قليلاً وتحكمي إذا كان لذلك الفرق تأثير على نوم طفلك.

اكتشاف أفضل وقت لنوم طفلك

يتطلب اكتشاف أفضل وقت لنوم طفلك بعضاً من التجارب.

إذا كنت تضعين صغيرك للنوم في وقت متأخر في المساء، بوسعك المباشرة بتعديل ذلك بإحدى هاتين الطريقتين المختلفتين:
■ قرّبي وقت نوم طفلك خمس عشرة دقيقة إلى ثلاثين دقيقة كل ليلتين أو ثلاثة ليال.
إنتبهي إلى السهولة التي ينام فيها طفلك ووقت استيقاظه أيضاً ومزاجه لتقدّري فعالية التعديلات إلى أن تستقري على أفضل وقت لنومه.
أو
■ بدءاً من حوالي الساعة 6:30 مساء راقبي طفلك عن كثب. حالما يظهر عليه أي من علامات التعب، ضعيه فوراً لينام، حتى ولو كان وقت نومه السابق 11:00 مساء، لدى قيامك بذلك، راعي على أن يكون بيتك هادئاً وغرفة نوم الطفل مظلمة لتكون شبيهة ببيئته العادية في منتصف الليل.
إذا كان وقت النوم هذا فعلياً أبكر من المعتاد، قد يعتقد طفلك أنه ذاهب ليأخذ غفوة ويصحو بعدها. إذا اعتقد ذلك، تداركي الأمر بسرعة كي لا يصحو تماماً. إتبعي طريقتك المعتادة لمساعدته على العودة للنوم فوراً بهزّه أو إرضاعه.
أبقي الغرفة مظلمة وهادئة كما تفعلين في منتصف الليل قد يستغرق التعديل أسبوعاً أو أكثر ليستقر في وقت نوم جديد.

إتبعي طريقة محددة مرنة وقابلة للتوقع لنوم الطفل في النهار

تبدأ ساعة الطفل البيولوجية بالنضج ببطء خلال السنة الأولى من حياته.
كلما مرت الأسابيع، يبدأ الطفل بالنوم لمدة أطول كما يبقى صاحياً لمدة أطول. يعود سبب ذلك إلى اندماج فترات نومه. بعد ذلك، حوالي الأسبوع الأربعين، يبدأ الطفل بالاستيقاظ والذهاب للنوم تقريباً في ذات الوقت كل يوم. تصبح ساعته البيولوجية في حالة انسجام وتتوافق مع اليوم المؤلف من أربع وعشرين ساعة.

نعم، الأسبوع الأربعين! يعني ذلك عشرة أشهر من العمر! بكلمات أخرى، لا يمكننا إجبار طفل أن يعمل وفق رغبة والدته ليوم هنيء، غفوة طويلة، ونوم ليلي طويل دون انقطاع.
إننا نحتاج إلى أن نجعل عالم الطفل مفضٍ للنوم في كل طريقة نستطيعها.
يجب علينا إزالة أي عوائق للحصول على نوم هانئ في الليل، والانتظار بصبر لتفعل الطبيعة ما هو أفضل.
نعم، يقوم بعض الأطفال بدمج نومهم قبل عمر الأربعين أسبوعاً (تكوني ذات حظ إذا كان لديك طفل مثل هؤلاء!) ويتطلب البعض الآخر مدة أطول.

حتى إن سلمنا بوجود الارتباك الناجم عن اتباع جدول دمج النوم الطبيعي لطفلك، بوسعك السير قدماً بهذه الطريقة بالتأكد من أنه عندما يستيقظ صباحاً يتم تعريضه لضوء ساطع (يفضل ضوء النهار الطبيعي) وأن تكون فترة ما قبل نومه بساعة في الليل مظلمة وهادئة. قد يساعدك الاستيقاظ في ذات الوقت كل صباح على ضبط ساعة الطفل البيولوجية أيضاً. نعم يعني ذلك أن عليك النهوض في ذات الوقت كل صباح، سيساعدك هذا أيضاً على ضبط ساعتك البيولوجية كما سيساعد ساعة طفلك البيولوجية على حدٍّ سواء.

تأليف: إليزابيث بانتلي