إن ما تسكبه في طبقك كل يوم له تأثير كبير على الهضم السليم والصحة. غير أنّ الأمر لا يتوقف على ما تتناوله من أطعمة. فثمة دور أساسي لكمية الطعام والطريقة التي تتناوله بها، أي باسترخاء أو بسرعة.
والواقع أنه من غير الممكن تجنب جميع المشاكل الهضمية أو علاجها بتغيير نمط الحياة بكل بساطة. فبعض الاضطرابات الهضمية وراثية أو مجهولة السبب، ويحتاج علاجها إلى عناية أكثر تطوراً. بيد أنّ العادات المعيشية السليمة من شأنها أن تقطع شوطاً بعيداً باتجاه الحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي. وفيما يلي مستلزمات الهضم السليم:
أكثر من الألياف
تستقبل المعدة كل ما يدخل فيها تقريباً. غير أنّ بعض الأطعمة تميل لأن تعبر القناة الهضمية بسهولة وسرعة وتساعدها لتأدية وظيفتها بشكل سليم. وتشكل هذه الأطعمة أساس الغذاء الصحي.
فالأطعمة النباتية، بما فيها الفاكهة والخضروات والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، تحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية ومركبات مفيدة من شأنها أن تحمي الجسد من الأمراض السرطانية (الكيميائيات النباتية). كما
تعتبر الأطعمة النباتية مصادراً ممتازة للألياف، وهي مغذيات هامة للعملية الهضمية.
وتتواجد الألياف بنوعين، قابل وغير قابل للذوبان. تمتص الألياف القابلة للذوبان ما يعادل 15 مرة وزنها من الماء أثناء انتقالها عبر القناة الهضمية، وتنتج برازاً ليناً. وهي متواجدة بكثرة في الشعير والبقول والفاكهة. أما الألياف غير القابلة للذوبان، والموجودة في الخضروات والحبوب الكاملة، فتعطي برازاً متماسكاً. وتليين البراز وتماسكه يساهمان في منع الإمساك وبعض أنواع الإسهال وعوارض مرض تهيّج الأمعاء. كما يخففان الضغط في القناة الهضمية مما يؤدي إلى تقليص خطر الإصابة بالبواسير وبالداء الرتجي، وهي حالة تتكون فيها جيوب على الجدران المعوية.
وللألياف فوائد أخرى. فمن المؤكد أنّ الألياف القابلة للذوبان من شأنها أن تخفض مستوى الكولسترول عبر زيادة كمية حمض الصفراء الذي يتم إفرازه في البراز. فمن أجل إفراز مزيد من حمض الصفراء، يزيل الكبد كمية أكبر من الكولسترول من الدم. ومن شأن الألياف أيضاً أن تساعد على ضبط مستوى السكري بابطاء تحرير السكر في مجرى الدم. بيد أنه من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الفائدة ناجمة عن الألياف نفسها أو عن كون النظم الغذائية الغنية بالألياف تحتوي على نسب منخفضة من الدهون وعلى مغذيات أخرى من شأنها التأثير على مستوى السكر في الدم. أما بالنسبة إلى السرطان فتبقى فوائد الألياف غير واضحة. فاستناداً إلى بعض الدراسات، للأنظمة الغذائية الغنية بالألياف دور في الحماية من سرطان القولون والثدي، بينما تنفي دراسات أخرى وجود هذه العلاقة. وقد تتمثل العوامل الواقية الحقيقية بمكونات أخرى للأطعمة الغنية بالألياف، كالكيميائيات النباتية.
من سوء الحظ أن كثيراً من الأشخاص لا يتناولون حصصاً كافية من الألياف. إذ يستهلك الأميركيون عموماً ما يتراوح بين 10 إلى 15 غراماً من الألياف يومياً. بينما توصي القواعد الغذائية بضعف هذه الكمية. إليك الأنواع والكميات من الأطعمة الموصى بتناولها يومياً لمضاعفة استهلاكك من الألياف وتحسين صحتك عامةً. وبالتركيز على هذه الأطعمة فأنت تحدّ في الوقت نفسه من استهلاك الدهون. فمن شأن فائض الدهون أن يبطّئ العملية الهضمية وأن يسبب الحرقة والانتفاخ والإمساك، إضافة إلى مضاعفة خطر الإصابة باعتلال القلب والداء السكري وربما حتى سرطان القولون.
الأطعمة الأغنى بالألياف
اهدف إلى استهلاك 25 إلى 30 غراماً من الألياف يومياً تستمدها من مصادر متنوعة من الأطعمة. ولتجنب الانزعاج الهضمي والغازات التي تنتج عن تناول كمية كبيرة من الألياف بسرعة، اعمد إلى مضاعفة استهلاكك تدريجياً على امتداد أسبوعين.
حبوب: من 6 إلى 11 حصة. الحبوب، من قمح وخبز وأرز ومعكرونة، غنية بالكربوهيدرات المركبة المليئة بالطاقة كما أنها تختزن مغذيات هامة بما في ذلك الألياف.
يجب أن تكوّن الحبوب بالتالي، إضافة إلى الخضروات والفاكهة، أساس غذائك اليومي. واختر الحبوب الكاملة قدر الإمكان لاحتوائها على كمية أكبر من الألياف.
الخضروات: 3 حصص على الأقلّ. تحتوي الخضروات بالطبع على عدد منخفض من السعرات الحرارية وتخلو تقريباً من الدهون. وهي تزود الجسد بالألياف والفيتامينات والمعادن والكيميائيات النباتية.
الفاكهة: حصتان على الأقل. تحتوي الفاكهة عموماً على عدد قليل من السعرات الحرارية وتخلو تقريباً من الدهون، كما تشتمل على ألياف وفيتامينات ومعادن وكيميائيات نباتية مفيدة. وتعتبر الفاكهة الطازجة عامةً أغنى بالألياف من الفاكهة المعلبة. إن الفاكهة المجففة غنية بالألياف غير أنها بالمقابل غنية أيضاً بالسعرات الحرارية.
مشتقات الألبان: حصتان إلى ثلاث. يعتبر الحليب والروب والجبن مصادر هامة للكالسيوم والفيتامين D الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم. كما أنها تحتوي على البروتين الضروري لتكوين أنسجة الجسد والحفاظ عليها. ولكن من شأن منتجات الألبان أن تكون غنية بالدهون والكولسترول، بالتالي، يستحسن اختيار المنتجات التي تحتوي على نسب منخفضة من الدهن أو الخالية منه.
الدجاج، الأطعمة البحرية واللحوم: ثلاث حصص على الأكثر. تشكل هذه الأطعمة مصادر غنية بالبروتين إضافة إلى الفيتامين B والحديد والزنك. ولكن، نظراً لاحتوائها على الدهون والكولسترول، حتى الأنواع الحمراء منها، أبقِ حصتك ضمن 6 أونصات أو أقل.
البقول: تكراراً، كبديل للأطعمة الحيوانية. تعتبر البقول، من فاصوليا وحمص مجفف وعدس، التي تنخفض فيها نسب الدهون وتخلو من الكولسترول، المصدر الأفضل للبروتين النباتي. كما أنها غنية بالألياف.
الدهون والحلويات: باقتصاد. تحتوي الدهون والسكريات على كثير من السعرات الحرارية وتخلو من العناصر الغذائية. لتخفيف استهلاكك من الدهون، خفّض كمية الزبدة والمارغرين والزيوت التي تستعملها في الطبخ وقلل أيضاً من تناول الأطعمة المحتوية على السكر كالسكاكر والحلويات والعصير المحلّى.
أكثِر من السوائل
تساعد السوائل على الهضم الصحي بجعلها بقية الطعام زلقة بحيث تمر بسهولة في القناة الهضمية. كما أنها تعمل على تليين البراز مما يساهم في منع الإصابة بالإمساك. علاوة على ذلك، للسوائل دور في تذويب الفيتامينات والمعادن وغيرها من المغذيات، مما يسهّل على الأنسجة عملية امتصاصها.
ما هي الكمية الكافية؟
لتحديد كمية السوائل التي يحتاجها جسدك، قسّم وزنك (بالباوندات) إلى النصف. ويعادل الحاصل الكمية التقريبية من السوائل (بالأونصات) التي عليك تناولها يومياً. وبالنسبة إلى كثير من الناس، يتراوح الحاصل بين 8 إلى 10 أكواب سعة 8 أونصات.
ويمثّل الماء عموماً المشروب الأفضل. ويحتوي الحليب والعصير وغيرهما من المرطبات على 90 بالمئة من الماء، وبإمكانها بالتالي أن تساعد أيضاً على سد حاجات الجسد اليومية من السوائل (أنظر فقرة “ما هي الكمية الكافية؟”). ولا تدخل المشروبات المحتوية على الكافيين والكحول ضمن هذه المجموعة. فهي تعمل كمدر للبول وتضاعف فقدان الجسد للسوائل.
وفي الصباح، يستحسن تناول مشروب دافئ عوضاً عن المرطبات الباردة، خاصةً إن كنت تعاني من الإمساك. وبعد 30 دقيقة من شربه ستشعر بحاجة طبيعية إلى التبرّز.
تحديد حجم الحصة قد يبدو عدد الحصص الموصى بها لكل مجموعة من الأطعمة كبيراً، غير أنّ حجم الحصص قد يكون أصغر مما تعتقد. إليك بعض الأمثلة عما يمكن اعتباره حصة واحدة:
حبوب
شريحة واحدة من خبز القمح الكامل
نصف فطيرة إنكليزية (مافن)
نصف كوب مطبوخ (3 أونصات / 90 غراماً) من الحبوب أو الأرز أو المعكرونة
نصف كوب (أونصة / 30 غرام) من الحبوب الجاهزة للأكل
فاكهة وخضروات
4/3 الكوب (6 أونصات / 180 مليليتر) 100٪ عصير فاكهة
حبة واحد متوسطة الحجم من التفاح أو الموز
كوب واحد (أونصتين / 60 غراماً) من الخضروات الورقية النيئة
نصف كوب (3 أونصات / 90 غراماً) من الخضروات المطبوخة
حبة واحد متوسطة الحجم من البطاطا
منتجات الألبان
كوب واحد (8 أونصات سائلة / 250 مليليتر) من الحليب المنخفض الدهون أو الخالي من الدهون
كوب واحد (8 أونصات / 250 غراماً) من اللبن المنخفض الدهون أو الخالي من الدهون
أونصة ونصف (45 غراماً) من الجبن المنخفض الدهون أو الخالي من الدهون
كوبان (16 أونصة / 500 غرام) من جبن الحلوم المنخفض الدهون أو الخالية من الدهون
الدجاج، الأطعمة البحرية، اللحوم
2-3 أنوصات (60-90 غراماً) من الدجاج أو الأطعمة البحرية أو اللحم الأحمر المطبوخ والخالي من الجلود
الخضروات
نصف كوب مطبوخ (3 أونصات ونصف / 105 غرام) من الفاصوليا أو الحمص الجاف أو العدس
إعتمد عادات غذائية سليمة
إن الطريقة التي نتناول فيها طعامنا لا تقلّ أهمية عن مكونات وجباتنا. فالمشاكل الهضمية قد تنجم بكل بساطة عن عادات سيئة.
كُل بكميات معتدلة
إنّ إحدى أعظم الإساءات الغذائية التي يرتكبها الأميركيون تتمثل بالإفراط في الأكل. فالجسد قادر على إفراز كمية محدودة من العصارات الهضمية. والوجبات الكبيرة تضع الجهاز الهضمي تحت ضغط إضافي. بينما يزيد فرط الأكل كمية بقية الطعام في القناة الهضمية ويضاعف من الانزعاج، يتم هضم الكميات المعتدلة من الغذاء بسهولة وراحة أكبر. ومن شأن الإفراط في استهلاك الطعام أن يسبب البدانة أيضاً.
كُل وفقاً لمواعيد منتظمة
تعمل الأعضاء الهضمية بشكل أفضل عندما نتبع جدولاً غذائياً منتظماً مؤلفاً من وجبات ثلاث: فطور، غداء وعشاء. فتفويت إحدى الوجبات قد يؤدي إلى فرط الشعور بالجوع وغالباً ما ينتهي بالإفراط في الأكل. أما الأشخاص الذين يأكلون كلما شعروا بالجوع أو وجدوا الوقت لذلك فيميلون إلى استهلاك كمية أقل من الأطعمة المغذية مقارنة بمن يتناول ثلاث وجبات يومية. علاوة على ذلك، يسمح الجدول الغذائي المنتظم للجهاز الهضمي بالاستراحة بين الوجبات.
استرخِ أثناء تناول الطعام
توازي هذه القاعدة بأهميتها القاعدة السابقة. فحين يكون الإنسان مسترخياً نجده ميالاً إلى مضغ الطعام بصورة أفضل، بينما تتدفق عصاراته المعدية والمعوية بحرية أكبر وتتقلص عضلاته الهضمية وتسترخي بشكل طبيعي. أما عندما يأكل بسرعة، فهو لا يمضغ الطعام جيداً، وغالباً ما يبتلع معه الهواء، مما يسبب الحرقة أو الانتفاخ والغازات. فتناول الطعام أثناء الشعور بالتوتر يؤثر على عمل الأمعاء الطبيعي وقد يؤدي إلى انزعاج المعدة أو يسبب الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال.
حافظ على وزن صحي
إن ظهور المشاكل الهضمية غير مرتبط بالوزن. غير أنّ الحرقة والانتفاخ والإمساك تبدو أكثر شيوعاً لدى أصحاب الوزن الزائد. بالتالي، فإن الحفاظ على وزن صحي من شأنه أن يساعد غالباً على منع هذه العوارض أو تخفيفها.
التاريخ الشخصي والعائلي: إنّ إجراء تقييم للتاريخ الطبي والعائلي له أهميته أيضاً في تحديد ما إذا كان الوزن صحياً:
● هل تعاني من مشكلة صحية، كمرض الارتداد المَعِدي المريئي، يساعد تخفيف الوزن على علاجها؟
● هل لديك تاريخ عائلي بمرض ناجم عن الوزن الزائد كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم؟
● هل ارتفع وزنك بشكل كبير منذ كنت في المرحلة الثانوية؟ فارتفاع الوزن في سنّ الرشد مقترن بزيادة المخاطر الصحية.
● هل تدخن السجائر أو تعيش تحت ضغط كبير؟ إن اقتران الوزن الزائد بالحالات المذكورة، من شأنه أن يسبب مضاعفات صحية أكثر خطورة.
النتائج: إن أظهر مؤشر كتلة جسدك أنك لا تعاني من وزن زائد وأن الجزء الأكبر من وزنك لا يتركز في وسطك، فأنت لن تجني على الأرجح أية فائدة صحية من تخفيف الوزن، بل تتمتع بوزن صحي.
أما إن تراوح مؤشر كتلة جسدك بين 25 و 29 أو تجاوز مقاس خصرك الشروط الصحية أو أجبت بنعم على واحد على الأقل من الأسئلة الشخصية أو العائلية، فإنك قد تستفيد من فقدان بضعة باوندات من وزنك. ناقش إذاً هذه المسألة مع طبيبك في المعاينة المقبلة.
وفي حال بلغ مؤشر كتلة جسدك 30 وما فوق، فإن تخفيف الوزن سيساهم في تحسين صحتك العامة وسيزيد من مستوى طاقتك، هذا بالإضافة إلى تقليص خطر الإصابة بأمراض ناجمة عن الوزن في المستقبل.
هل أنت بحاجة إلى إنقاص وزنك؟
إنّ أفضل طريقة لتخفيف الوزن بأمان والحفاظ عليه تتمثل بتغيير أنماط الحياة. إذ يعد كثير من المستحضرات والبرامج الغذائية بالمساعدة على إنقاص الوزن، غير أنها ليست دوماً آمنة أو فعالة. كما أنّ كثيراً من الناس يسترجعون لاحقاً ما فقدوه.
إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على النجاح:
قم بالتزام: يجب أن تشعر بحافز لتخفيف وزنك نابع من رغبتك أنت وليس من رغبة شخص آخر. فوحدك القادر على دعم نفسك في هذه العملية. غير أنّ ذلك لا يعني أنه عليك العمل وحدك. فالطبيب أو خبير التغذية المسجّل أو المختص بالعناية بالصحة يمكنهما التعاون معك على وضع خطة لتخفيف الوزن.
فكّر بطريقة إيجابية. لا تتحسر على ما تخليت عنه لكي تفقد من وزنك. بل قم عوضاً عن ذلك بالتركيز على ما تكسبه. فبدلاً من القول “اشتقت كثيراً لأكل كعكة محلاة عند الفطور”، قل لنفسك “أشعر بكثير من التحسن عندما أتناول توست من القمح الكامل وحبوب في الصباح.”
أنجز أولوياتك أولاً: التوقيت هو عنصر حيوي. فلا تحاول تخفيف وزنك حين تكون منشغلاً بمسائل أخرى. ذلك أنّ تغيير العادات يستلزم طاقة ذهنية وجسدية كبيرة. بالتالي، إن كنت تواجه مشاكل عائلية أو مالية، أو كان أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك مريضاً، قد لا يكون هذا هو الوقت الأنسب لتخفيف الوزن.
ضع هدفاً واقعياً: لا تهدف إلى تحقيق وزن خيالي يتناسب مع معايير النحافة في المجتمع. بل حاول التوصل إلى وزن مريح كنت تتمتع به في شبابك. وفي حال كنت دوماً من ذوي الوزن الزائد، اهدف إلى تحقيق وزن يخفف العوارض الهضمية التي تشعر بها ويضاعف مستوى طاقتك. والواقع أنه حتى الفقدان المتواضع للوزن – حوالى 10 بالمئة منه – من شأنه أن يخلف فوائد صحية هامة.
تقبّل إذاً حقيقة كون الفقدان الصحي للوزن هو عملية بطيئة وثابتة. فالخطة الجيدة لتخفيف الوزن تشتمل على فقدان ما لا يتجاوز باوند واحد إلى باوندين (الباوند = 453 غ) أسبوعياً. ضع بالتالي أهدافاً أسبوعية أو شهرية يمكنك النجاح في بلوغها.
تعرّف على عاداتك: اسأل نفسك إن كنت تميل إلى الأكل عند الشعور بالضجر أو الغضب أو التعب أو حين تكون قلقاً أو مجهداً أو تحت ضغط اجتماعي. وفي هذه الحال، جرّب هذه الحلول:
● قبل تناول أي شيء، اسأل نفسك إنّ كنت تريد الأكل فعلاً.
● افعل شيئاً لإلهاء نفسك عن الرغبة بالأكل، كالاتصال بصديق أو القيام بمهمة عليك إنجازها.
● إن كنت تشعر بالتوتر أو الغضب، استغل هذه الطاقة في أمر بنّاء. فعوضاً عن الأكل، قم بنزهة سيراً على الأقدام.
لا تجوّع نفسك: فالوجبات السائلة وأقراص الحمية ومركبات الأطعمة الخاصة لا تشكل وسائل للحفاظ على الوزن وتحسين الصحة على المدى الطويل. والواقع أنّ أفضل طريقة لتخفيف الوزن هي بتناول كمية أكبر من الأطعمة المغذية، كالحبوب والفاكهة والخضروات، والتقليل من المأكولات المحتوية على الدهون.
من جهة ثانية، يحاول كثير من الناس تخفيف وزنهم بتناول ما يتراوح بين 1000 و 1500 سعرة حرارية في اليوم. والحقيقة أنّ إنقاص عدد السعرات الحرارية إلى ما دون 1200 سعرة لدى النساء أو 1400 سعرة لدى الرجال لا يؤمن كمية مشبعة من الطعام، فتشعر بالجوع قبل الوجبة التالية. إضافة إلى أنّ استهلاك أقل من 1200 سعرة حرارية في اليوم يجعل من الصعب الحصول على الكميات الضرورية لبعض المغذيات. كما يساهم هذا النوع من الحمية في الفقدان المؤقت للسوائل وفي فقدان العضلات الصحية، عوضاً عن الفقدان الدائم للدهون.
حافظ على التزامك: لا تسمح للعقبات العرضية التي ستواجهك بثنيك عن الحفاظ على التزامك. فإن وجدت نفسك تقع من جديد في عادة قديمة سيئة، الجأ إلى نفس الاستراتيجيات التي ساعدتك على التخلص من هذه العادة في المرة الأولى. فتناول الأطعمة المغذية والتمرّن لبضعة أسابيع أو حتى شهور ليس كافياً، بل عليك تحويل هذه العادات الجديدة إلى جزء من حياتك اليومية.
ضاعف مستوى نشاطك: إنّ اتباع الحمية وحدها يساعدك على تخفيف وزنك. غير أنّ إدراج التمارين الرياضية ضمن روتينك اليومي يمكنك من مضاعفة ما تفقده من وزن. فالتمرين هو العامل الأكثر أهمية لتخفيف الوزن على المدى الطويل.
مارس الرياضة بانتظام
تعتبر التمارين الهوائية (الأيروبك)، التي تزيد التنفس وضربات القلب، الرياضة الأفضل للهضم الصحي. فإضافة إلى تحسين صحية القلب والرئتين، تعمل هذه التمارين على تحفيز نشاط العضلات المعوية، مما يساعد على انتقال بقية الطعام في الأمعاء بسرعة أكبر. كما تساهم التمارين الهوائية في تخفيف الوزن وزيادة القدرة على الاحتمال وتقوية الجهاز المناعي. حاول بالتالي القيام بتمارين هوائية لثلاثين دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع إن لم يكن يومياً. ويعتبر المشي من أكثر التمارين الهوائية شيوعاً لكونه سهلاً ومريحاً وغير مكلف. وكل ما تحتاجه لذلك هو زوج مريح من أحذية المشي. أما باقي التمارين الهوائية فتشتمل على:
● ركوب الدراجة
● الغولف “سيراً وليس ركوباً”
● الكرة الطائرة
● التجوال سيراً
● التزلج
● كرة المضرب
● كرة السلة
● الرقص
● الرقص الهوائي
● الهرولة
● العدو
● السباحة
برنامج لياقة كامل
لا تشكل التمارين الهوائية سوى عنصرٍ واحدٍ من برنامج كامل للياقة البدنية. إذ لتمارين الشد والتقوية دورها أيضاً في تحسين الصحة. فشد العضلات قبل التمارين الهوائية وبعدها يضاعف المجال الذي تستطيع ضمنه ثني وشد المفاصل والعضلات والأربطة. كما أنّ تمارين الشد تساعد على منع ألم المفاصل وإصابتها.
وتعمل تمارين التقوية على تقوية العضلات لتحسين الوضعية والتوازن والتنسيق. كما أنها تحسن من صحة العظام وتزيد معدّل الأيض مما قد يساعد على الحفاظ على الوزن.
قبل مباشرة برنامج رياضي
من المستحسن غالباً استشارة الطبيب قبل مباشرة برنامج رياضي. فإن كنت تعاني من مشكلة صحية أو كنت عرضة للإصابة باعتلال قلبي، قد تضطر إلى أخذ بعض الاحتياطات أثناء التمرّن.
من الضروري رؤية الطبيب إن:
● كنت غير أكيد من وضعك الصحي.
● عانيت سابقاً من انزعاج في الصدر أو قصر في النفس أو دوار أثناء التمرين أو النشاط المضني.
● كنت رجلاً بسن الأربعين وما فوق أو امرأة بسن الخمسين وما فوق ولم تخضع مؤخراً لفحص جسدي.
● كان ضغط دمك 90/140 ملم من الزئبق أو أعلى.
● كنت مصاباً بالسكري أو بمرض رئوي أو كلوي.
● كان لديك تاريخ عائلي بمشاكل مرتبطة بالقلب قبل سن الخامسة والخمسين.
سيطر على التوتر
من شأن الاضطرابات الهضمية أن تطرأ لأسباب تتعدى مجرد الغذاء غير السليم أو قلة التمارين الرياضية. فالقناة الهضمية طويلة ومعقدة وبإمكان أمور حياتية أخرى أن تؤثر على طريقة عملها.
فجميع الناس يمرون بأوقات من الضغط. والمهم هو أن تدرك بأنك تشعر بالتوتر وأن تتخذ خطوات للتخلص من هذه الحالة عبر التمارين أو تقنيات الاسترخاء. أما في حال عدم علاج التوتر، فمن شأنه أن يؤثر سلبياً على العملية الهضمية.
فحين تكون متوتراً، يتفاعل جسدك وكأنك في خطر. فيعمد إلى ضخ كمية إضافية من الدم إلى العضلات، بحيث تحصل على مزيد من الطاقة لمجابهة الهجوم أو للهرب. وهذا ما يترك كمية أقل من الدم لدعم العملية الهضمية. فتبذل العضلات الهضمية مجهوداً أقل بينما يتم إفراز الأنزيمات الهضمية بكميات أصغر وتتباطأ حركة بقية الطعام في القناة. ومن شأن ذلك أن يسبب عوارض كالحرقة والانتفاخ والإمساك.
وفي بعض الأحيان، يؤدي التوتر عكس ذلك. إذ يسرّع مرور الطعام في الأمعاء مسبباً ألماً في البطن أو إسهالاً. وقد يزيد أيضاً عوارض بعض الحالات المرضية سوءاً كالقرحة ومرض تهيج الأمعاء والتهاب القولون التقرحي.
تَجَنب تدخين التبغ
إنّ تعاطي التبغ عبر المضغ أو التدخين يجعل الإنسان أكثر عرضة للحرقة. فالنيكوتين الموجود فيه من شأنه أن يزيد إفراز حمض المعدة وأن يخفض بالمقابل إنتاج بيكربونات الصوديوم، وهو سائل يبطل مفعول الحمض. ويسبب الهواء الذي يبتلعه المدخّن التجشؤ والانتفاخ نتيجة للغازات. علاوة على ذلك، فإن التدخين يزيد خطر الإصابة بالقروح الهضمية وبسرطان المريء.
استعمل العقاقير الطبية بحذر
تؤثر جميع العقاقير تقريباً على الهضم بطريقة أو بأخرى. وغالباً ما يكون المفعول خفيفاً وغير ملحوظ، بينما يسبب بعضها عوارض ملحوظة، خاصةً إن كنت تتعاطاها بانتظام. فمثلاً، من شأن المخدّرات التي تؤخذ لتخفيف الألم أن تسبب الإمساك، بينما قد تسبب أدوية ارتفاع ضغط الدم الإسهال أو الإمساك، وتؤدي المضاداتُ الحيوية التي توصف لمحاربة الإنتان إلى الغثيان أو الإسهال.
غير أنّ أكثر الأدوية خطراً على الجهاز الهضمي هي العقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد. وهي تشتمل على هذه الأدوية غير الموصوفة: أسبيرين aspirin (باير، بافيرين)، إبوبروفين ibuprofen (أدفيل، موترين، نابرين)، نابروكسين naproxen (أليف Aleve) وكيتوبروفين keto profen (أوروديس). فحين تؤخذ هذه الأدوية من حين لآخر وحسب وصفة الطبيب، تعتبر آمنة عموماً. غير أنّ تعاطيها بانتظام أو خلافاً للجرعات الموصى بها، فمن شأنه أن يسبب غثياناً أو ألماً في المعدة أو نزفاً أو قروحاً. ذلك أنّ العقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد تمنع إنتاج أنزيم يدعى سيكلوكسيجيناز. وينتج هذا الأنزيم مواد شبيهة بالهرمون تسمى بروستاغلندين تحفز الالتهاب والشعور بالألم. بيد أنه لهذه المواد أثرا ًمفيداً، إذ أنها تساعد على حماية بطانة المعدة من الحمض المؤذي.
فإن كنت تتعاطى أحد هذه العقاقير بانتظام، ناقش طبيبك بخصوص الطرق الممكن اتباعها للحد من آثار الدواء، بما في ذلك تناوله مع الطعام.
ويبدو أنّ الأشكال الجديدة لهذه المضادات، وتدعى مثبطات السيكلوكسيجيناز COX-2 inhibitors، هي أقل إيذاء للجهاز الهضمي. وتشتمل هذه المثبطات على الأدوية التالية: سيليكوكسيب (سيليبريكس) وروفيكوكسيب (فيوكس). فخلافاً للعقاقير التقليدية المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد، يتوقف تدخل هذه الأدوية على إيقاف إنتاج البروستاغلندين المقترن بالالتهاب والألم، من دون التأثير على الأنواع المستعملة في الهضم. وقد أظهرت الدراسات القصيرة الأمد أنّ مثبطات السيكلوكسيجيناز تخفف ألم المفاصل مع مقدار أقل من الآثار الجانبية مقارنةً بالمضادات التقليدية. بيد أنّ التأثيرات الطويلة الأمد لهذه المثبطات غير معروفة حتى الآن.