ما رأيك في جسمك وفي مظهرك؟ إن نظرتك السيئة إلى جسمك هي وسيلة أكيدة لتدمير حميتك، لذا ساعد نفسك بتحسين هذه النظرة وبمزيد من قبول الذات.
أعرف شخصاً مصاباً بزيادة الوزن، ولديه شعر بني اللون كوميدي المظهر، ويرتدي نظارات سميكة بعض الشيء، ومع هذا فهو يرى نفسه جذاباً للغاية.
إنه يحسن معاملة الناس حقاً لأنه رجل رائع. فهو طيب القلب، ومرح، وبارع. بيت القصيد أنه لا يعاني من أية مشاكل فيما يتعلق بنظرته إلى جسمه. وعلى العكس من هذا النموذج، ففي خلال عملي الطويل، رأيت الكثير من نساء العالم والغريب أنهن أبدين مشاعر سلبية تجاه أجسامهن؛ فكن يشتكين من بطونهن، وتوزيع الدهون في أجسامهن، ويشعرن بالحمق، والقبح، وغير ذلك من “العيوب”. وليس هذا أمر قاصر على النساء فحسب؛ إذ إن هناك رجالاً ينتابهم القلق بشأن بطونهم المترهلة “وبروز صدورهم”. لا يوجد أحد معصوم من الوقوع في هذا الفخ، فخ كراهية الجسم أو بعض أجزائه، ولكن بعض الناس يبدو أنهم يتغلبون على هذه المشكلة أسهل من غيرهم.
إن التغلب على هذه المشكلة ليس بالأمر اليسير في مجتمع يقدس النحافة ويصدر أحكاماً سلبية على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. وهذا تحيز يمتد إلى مكان العمل والعلاقات مدمراً احترامك لذاتك تدريجياً. ويتدهور الأمر إذا تحولت كراهيتك لمظهرك إلى وجهة نظر سلبية تجاه شخصيتك. ومن أمثلة هذا النوع من الإيحاء الذاتي الخطير عبارات مثل “إنني سمين وأحمق”، أو “لا قيمة لي على الإطلاق، فلا أحد يحبني”.
إذا لم تكن تحب نفسك، فسيصعب عليك حقاً إجراء التعديلات المنشودة في أسلوب حياتك التي من شأنها أن تساعدك على إنقاص وزنك. في العادة، يقترن هذا الأسلوب من التفكير بعادة أخرى، وهي مقارنة نفسك بالآخرين، وبشكل خاص بالمشاهير وعارضي الأزياء. والواقع أن حياة هؤلاء الناس تعتمد بشكل أساسي على مظهرهم، كما أن لديهم الوقت والمال الكافي لينفقوه على منتجات، وخدمات، وأشخاص من شأنهم مساعدتهم على الحفاظ على هذا المظهر. وخلاف ذلك، فإن الصور التي تراها لهؤلاء عادة ما تكون “محسنة”؛ على سبيل المثال، فصور عارضي الأزياء تضاف إليها رتوش لإزالة “العيوب” التي تشوبها. وبالنسبة لأغلبنا، فإن مقارنة أنفسنا بالنحفاء والمشاهير ما هي إلا وصفة سريعة للبؤس والشقاء. هذه هي القاعدة الأولى: لا تقارن نفسك بهؤلاء.
إنك في حاجة إلى تبني تصور أكثر واقعية فيما يتعلق بالمظهر الذي تريده؛ كأن تبدو كما أنت ولكن بشكل أفضل. وما أن تتبنى هذا التصور، يمكنك تجربة بعض الحيل لتحسين تقديرك لذاتك. جرب أن تكتب كل ما تحبه في شخصيتك، ثم حولها إلى تصريحات إيجابية، ورددها لنفسك يومياً. إذا بدت لك هذه المهمة شاقة جداً، فاطلب من أصدقائك وأفراد عائلتك كتابة الخصال التي يحبونها فيك. لا يمكنك الجزم بما يمكن أن تتمخض عنه هذه التجربة، فقد تنتهي إلى اكتشاف خصال لم تكن حتى تحلم بها يطرب لها قلبك.
إذا أثنى عليك أحدهم، فتقبل المجاملة دون أن تثبط من معنوياتك، وتجنب حوارات من قبيل:
صديق: “إنك تبدو رائعاً حقاً”.
أنت: “نعم، ولكنني في حاجة إلى إنقاص وزني حقاً لأن ملابسي كلها لم تعد تناسبني”.
وبدلاً من هذا الحوار، جرب هذا الرد:
“أشكرك، إنني أشعر بالحيوية أيضاً. كيف حالك أنت؟”.
إن ممارسة التمارين الرياضية ستعود بالفائدة على تصورك لذاتك. فلن يقتصر الأمر على النتائج البدنية، ولكنك ستشعر بفوائد عظيمة بداية من الرضا بأداء شيء إيجابي لنفسك وانتهاءً بشعور عظيم بالراحة والاسترخاء. ولقد أثبتت الدراسات أن التمارين الرياضية تحول دون الإصابة بالاكتئاب.
وأخيراً، فبدلاً من النظر إلى جسمك على أنه مجموعة من الأجزاء التي تعتقد أنها بغيضة أو في حاجة إلى التحسين، ركز عليه ككل، وفكر في الأشياء الرائعة التي قمت بها بالاستعانة بجسمك أو تلك التي من المزمع أن تسخره للقيام بها. عانق أحدهم، أو شارك في سباق ماراثون، أو اعزمي على الإنجاب، أو تسلق أشجاراً، أو ابنِ شيئاً ما، أو مد يد المساعدة للعجائز في الشارع… إنها قائمتك، فأكملها بما تحب.
فكرة: في العادة، يرتدي الأشخاص الذين يتبعون حمية اللون الأسود لأنه يظهرهم بمظهر أكثر نحافة، ولكن إضافة لمسات من الألوان المختلفة من شأنه التحسين من مزاجك حقاً.
ارتدِ الأحمر لزيادة جرعة نشاطك، والأزرق للتواصل، والأخضر للقاءات العاطفية، والأصفر للذكاء الفكري، والأرجواني عندما تود الظهور بمظهر هادئ.
إنني حساس جداً تجاه وزني، وأخشى مقابلة الناس. ما الذي يمكنني أن أفعله؟
إن لقاء أشخاص جدد أمر مخيف بالنسبة لأغلبنا. فالدراسات أكدت أننا جميعاً نعتقد أن مظهرنا أسوأ من الحقيقة! والحل يكمن في توظيف لغة الجسد التي توحي للآخرين بأنك شخص واثق بذاتك ومثير. وبدلاً من أن تتجنب التقاء الأعين وتشيح بوجهك جانباً، احرص على الوقوف منتصباً، وصافحهم وانظر إلى أعينهم مباشرة. وإذا كنت جالساً إلى طاولة، فحاول أن تميل تجاه الآخر؛ فهذا كفيل بأن يوحي إليهم بأنك مهتم حقاً بما يقولونه.
إن تصوري المتدني لذاتي له أثر قاتل على جوانب أخرى من حياتي. فأحياناً ما أشعر بالإحباط حيال كل شيء. كيف يمكنني التغير؟
جرب تمرين عجلة الحياة، وهو أحد أساليب فن الحياة المفضلة لدي. ارسم دائرة وقم بتقسيمها إلى 8 أقسام. وأطلق على كل قسم من هذه الأقسام اسماً يمثل جانباً من حياتك مثل المظهر/الوزن، والصحة، والمال، والعمل، والحب، وما إلى ذلك. اعتبر مركز الدائرة هو الرقم 0، والذي يمثل الرضا، واعتبر حدود الدائرة هي الرقم 10، والذي يمثل عدم الرضا بالمرة. ارسم علامة زائد في كل قسم من هذه الأقسام لتصنيف مشاعرك حيال كل جانب من جوانب حياتك. عندما تنتهي، قم بالتوصيل بين العلامات. إن أدنى ثلاث درجات هي الجوانب التي تحتاج للتركيز عليها حقاً. إذا كانت مشاعر الإحباط تطغى على مشاعر التفاؤل لديك حقاً، فقم بزيارة طبيبك التماساً لمساعدته. فهناك الكثير من الاقتراحات التي يمكن لطبيبك أن يتقدم بها إليك، لذا لا تستسلم لمعاناتك فحسب، بل ابذل جهداً لإيجاد حل لها.