هو أحد اضطرابات التغذية، ويمكن تصنيف نقص التغذية Undernutrition إلى نوعين، مبدئي وثانوي
– الأول: مبدئي ناتج عن نقص في تناول الغذاء كما في المجاعات أو حالات الفقر الشديد، حيث لا يتوفر الغذاء الكافي لسد الرمق، ويحدث كذلك في الاضطرابات العصبية والنفسية الشديدة، حيث لا يستطيع الطفل فيها المضغ أو البلع أو تنعدم الشهية للطعام.
– الثاني: ثانوي ناتج عن نقص امتصاص الغذاء من الجهاز الهضمي كما في حالات الإسهال المرضي الذي يستغرق أسابيعاً أو أشهراً، أو ناتج عن فقد كبير للمغذيات Nutrient (المواد المغذية الموجودة داخل الجسم) في الجسم كما في حالات النزيف.
يتطور نقص التغذية عند الأطفال على مراحل:
● تغيّر في تركيز المغذيات في الدم والأنسجة.
● تغيّر في التركيب وفي التفاعلات الكيميائية على مستوى الخلية.
● ظهور الأعراض والإشارات الدالة على نقص التغذية، مثل نقص النمو ونقص الوزن وغيرها.
هذه التغيّرات تأخد وقتاً ليس بالقصير، لأن الجسم يحاول تعويض هذا النقص الخارجي باستخدام آليات داخلية.
يمكن أن يأخذ نقص التغذية أشكالاً مختلفة، أهمها الدنف Marasmus وهو بشكل عام نقص التغذية وبشكل خاص نقص في تناول المواد المولدة للطاقة، أي نقص في تناول الحريرات الكافية لقيام الجسم بوظائفه الحيوية، بسبب نقص في تناول الحريرات، فإن الجسم يستهلك مدخراته من الأنسجة الدهنية ليبدأ بعد ذلك باستهلاك الأنسجة الأخرى المكونة لكتلة الجسم.
في المراحل المتقدمة من هذا المرض يبدو الأطفال المصابون به في غاية النحافة مع فقدان الأنسجة الدهنية والعضلية.
يترافق الدنف مع إيقاف الرضاعة الطبيعية المبكرة، أو رضاعة صناعية غير كافية، إضافة إلى فقدان الوزن يعاني الأطفال المصابين من إنتانات متكررة ولا سيما في الجهاز الهضمي مما يزيد حالتهم سوءاً كذلك من تأخر في النمو، وانخفاض في درجة الحرارة وفي ضغط الدم.
الشكل الآخر من سوء التغذية هو كواشيركور Kwashiorkor ويصيب الأطفال في المرحلة الزمنية المتأخرة من الرضاعة الطبيعية وفي فترة الفطام أو بعد ذلك، يتطور هذا الاضطراب عادة بين عمر السنة والأربع سنوات، يعود السبب إلى نقص في تناول المواد البروتينية وبالتالي نقص في صنع البروتين في الأمعاء ونقص مستواه في الدم، وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور الوذمات، الوذمة هي تجمع السوائل تحت الجلد مما يؤدي إلى انتفاخ المنطقة المصابة، تناول المواد السكرية عند هؤلاء الأطفال طبيعي ولا يوجد نقص سوى في كمية البروتين.
يتظاهر المرض بضياع الكتلة العضلية لكن ذلك لا يكون واضحاً على الطفل بالنظر إليه، لأن الوذمات تنتشر في مختلف أعضاء الجسم، يتغير لون الجلد وتظهر مناطق داكنة اللون، يفقد الشعر لونه الأصلي ويميل إلى اللون الأحمر، ينتفخ البطن ويبدو كبير الحجم.
تتراوح الأعراض العصبية النفسية من كثرة البكاء وعدم الاستقرار وشدة الاستثارة في المرحلة الأولى، إلى الخمول وقلة الحركة وكثرة النوم في المراحل الأخيرة من المرض والتي تدل على خطورة الحالة وتقدّمها، إضافة إلى ما سبق ينخفض ضغط الدم ودرجة الحرارة، وتتناقص معدلات النمو عند الطفل المصاب.