يعتبر فقر الدم الناجم عن نقص الحديد الكافي لاصطناع الخضاب أشيع آفة دموية عند
الرضع والأطفال. يعود حدوثها لاعتبارات خاصة بالتغذية واستقلاب الحديد. فعادة يحتوي
جسم الوليد حديث الولادة قرابة نصف جرام من الحديد في حين يصل محتوى جسم البالغ 5
جرامات ولتحقيق ذلك يجب امتصاص حوالي 8,0 ملجم من الحديد يومياً خلال ال 51 سنة
الاولى من الحياة. واضافة إلى الاحتياجات الضرورية للنمو، هنالك كمية قليلة أخرى
ضرورية لتعويض الخسارة الطبيعية من الحديد بموت الخلايا وطرحها. بناءً على ذلك
وللحفاظ على توازن ايجابي للحديد خلال الطفولة لابد من امتصاص 1 ملجم من الحديد
يومياً.
يمتص الحديد في الجزء القريب من الامعاء الدقيقة متواسطاً لدرجة ما بالبروتينات
العفجية. ولأن امتصاص الحديد المعوي مقتصر على 10٪ فقط من الوارد للامعاء لذا فإن
من الضروري وجود حمية تحوي 8 – 10 ملجم حديد يومياً.
وللمعلومية أن حليب الأم أكثر فائدة من الحليب الاصطناعي حيث يمكن أن يمتص الحديد
بفاعلية أكثر ب 2 – 3 مرات من حليب الأم بالمقارنة بالحليب الآخر، ويعود ذلك بسبب
اختلاف المحتوى من الكلس. لذلك قد تكون حاجة الأطفال ذوي الارضاع الطبيعي إلى كميات
أقل من الحديد من الاغذية الاخرى وخلال السنوات الاولى من العمر وبسبب قلة تناول
الأغذية الغنية بالحديد يكون من الصعب غالباً الحصول على وارد كاف لذلك يجب أن تضاف
الاغذية الغنية بالحديد كالحبوب أو المستحضرات المدعمة بالحديد. وكلاهما مفيد جداً
في الوقاية من نقص الحديد.
الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم يجب أن يعطوا وارداً اضافياً من الحديد بدءاً من
الشهر الرابع للعمر. وفي أحسن الظروف يبقى الطفل معرضاً لنقص الحديد وسرعان ما يظهر
فقر الدم إذا كان هناك نقص في الوارد للطفل من غذائه أو هناك خسارة في الدم لاي سبب
كان وسوف نبيّن ذلك بعد قليل.
يعتبر المراهقون والمراهقات معرضين لنقص الحديد نظراً للاحتياجات العالية خلال فترة
النمو والبلوغ. والنقص الغذائي للحديد وخسارة الدم في الدورة الطمثية بالنسبة
للمراهقات. يعتبر أن حوالي 9٪ من الأطفال بعمر 1 – 2 سنة لديهم نقص حديد وهناك فقر
دم عند حوالي 3٪ هذا بالنسبة للغرب، أما لدينا لا توجد احصائية دقيقة. أما الفتيات
المراهقات فيوجد 9٪ منهن لديهن نقص حديد ويشاهد فقر الدم لدى 2٪ عند الصبيان يحدث
نقص 50٪ من مخزون الحديد خلال تطور حدثية البلوغ.
آثار واعراض نقص الحديد
في دراسة في أمريكا عن آثار نقص الحديد عند الأطفال وانه يسبب آثار دائمة فقد زعم
باحثون أن نقص الحديد يؤثر على نمو الطفل حتى وان تم اعطاؤه مكملات غذائية تحتوي
على الحديد. وتوصل العلماء في جامعة متشيجان إلى أن الأطفال الذين تقل عندهم معدلات
الحديد يتأخرون في النمو عن نظائرهم على الرغم من محاولات علاجهم. واكد الباحثون في
اجتماع لجمعيات طب الأطفال الاكاديمية الامريكية أن هذه الدراسة تلقي الضوء على
أهمية الحيلولة دون اصابة الطفل بنقص الحديد.
وكما ذكرنا أن ربع أطفال العالم مصابون بنقص الحديد ويعاني ثلثا الأطفال من نقص
الحديد دون الاصابة بالانيميا.
وتتضمن اعراض نقص الحديد:
1 – التعب الدائم حيث يلاحظ على الطفل الكسل والشعور بالتعب المزمن.
2 – فقدان الشهية والذي يزيد ويفاقم نقص الحديد.
3 – تأخر النمو العقلي للطفل بالمقارنة بالأطفال الطبيعيين.
4 – زيادة خطر الاصابة بالامراض.
وفي كوستاريكا راقب الباحثون بعض الاطفال لديهم ممن يعانون من نقص الحديد وقاموا
بمعالجتهم بمكملات غذائية تحتوي على حديد عندما بلغوا سن عام أو عامين. كما درس
الباحثون 91 طفلا ينتمون إلى الأسر متوسطة الدخل، واعطوا الأطفال الذين يعانون من
نقص الحديد مكملات غذائية تحتوي على الحديد، ثم قام الباحثون بتقييم مهاراتهم
وقدراتهم على التعليم والفهم عند سن الخامسة ومابين الحادية عشر والخامسة عشرة
ومابين سن الخامسة عشرة والسابعة عشرة، غير أن العلماء لم يتوصلوا إلى دليل على أن
معالجة هؤلاء الأطفال تساعدهم في التخلص من نقص الحديد، بل أنهم اكتشفوا بدلاً من
ذلك أن الفجوة تبدأ في الاتساع بمرور الوقت. كما توصل الباحثون إلى أن الأطفال
الذين يعانون من نقص الحديد كانوا أقل بنحو ست نقاط في الاختبارات الذهنية عن غيرهم
في عمر عام أو عامين وأقل بنحو 11 نقطة عند سن 15 و18 عاماً.
وأوضح الباحثون أن الفجوة تتسع بين الأطفال في العائلات الفقيرة أو ممن تقل معدلات
الذكاء عند أمهاتهم، ويبدو أن العائلة لا تؤثر بشكل كبير على الأطفال الذين لا
يعانون من نقص في معدلات الحديد.
وقالت الدكتورة بتسي لوزوف خبيرة نقص الحديد والتي قادت فريق البحث في الدراسة:
يبدو أن وجود الحديد بمعدل جيد عند الطفل يساعدهم على مقاومة الظروف العائلية
السيئة ولكن النقص الحاد والمزمن في الحديد بالإضافة إلى الظروف العائلية الفقيرة
يضر بأداء الطفل.
وأضافت أن هذه النتائج توضح ضرورة الحيلولة دون اصابة الطفل بنقص الحديد. وقالت
اخرى من رابطة الحمية الغذائية البريطانية إننا بحاجة إلى أن نتذكر دائماً أن هناك
عوامل كثيرة تؤثر على الوظائف الفكرية من ضمنها الظروف الاجتماعية ومعدلات الذكاء،
واضافت غير أن نقص الحديد يوثر بالفعل على الوظائف الفكرية للاطفال وتوضح هذه
النظرية أن ذلك قد لا يمكن علاجه مطلقاً، كما اشارت إلى ضرورة اجراء مزيد من
الأبحاث للتأكد من نتائج الدراسة ولا سيما فيما يتعلق بتأثير بنقص الحديد على
الأطفال في بريطانيا، فهل تتم دراسة آثار نقص الحديد لدى أطفالنا؟!