إن الجسم مصمم بحيث يؤدي وظائفه بدرجة حرارة تتراوح بين 36 و37.5 مئوية (96.8 و99.5 فهرنهايت). ويتم عادة المحافظة باستمرار على درجة حرارة الجوف ضمن هذه الحدود بواسطة آلية لتنظيم الحرارة موجودة في الدماغ.
وأحياناً، يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم أو تهبط إلى مستوى تعجز معه هذه الآلية عن القيام بوظيفتها بفعالية، مما يؤدي إلى الحالات التالية:
هبوط الحرارة Hypothermia
يحدث هبوط الحرارة عندما تهبط حرارة جوف الجسم إلى أقل من 35 مئوية (95 فهرنهايت). وعندما يحدث هذا، فإن الارتجاف يتوقف عند المريض ويبدو وسناً وخاملاً. وإذا واصلت الحرارة هبوطها، يمكن أن يصبح المريض أكثر ارتباكاً وقد يشعر بالسخونة فيحاول خلع ملابسه. وعندما تهبط الحرارة إلى أقل من 30 مئوية (86 فهرنهايت)، تتصلب العضلات، وأخيراً، يغيب المصاب عن الوعي. ويتوقف القلب إذا هبطت الحرارة إلى أقل من 27 مئوية (80 فهرنهايت). يتعرض المسنون والرُّضَّع، بشكل خاص، لهبوط الحرارة، ولكن الشباب الأصحاء يمكن أيضاً أن يكونوا في خطر إذا تعرضوا لفترة طويلة إلى درجات حرارة منخفضة جداً.
معالجة هبوط الحرارة
1- نحمل المريض إلى داخل البيت ونجرده من ملابسه المبللة.
2- وفي داخل البيت، إذا كان المصاب قادراً على الحركة دون مساعدة، فإننا نملأ حوض الحمام بماء حار (40 مئوية/104 فهرنهايت) ونشجعه على غمر نفسه فيه. أما إذا كان المصاب ضعيفاً أو مسناً، فإننا نحمله إلى السرير وندثره جيداً لكي يحصل على الدفء المطلوب بصورة تدريجية. وعلينا أن نتجنب استخدام بطانيات كهربائية أو زجاجات الماء الحار.
3- نقدم للمريض شراباً حاراً وحلواً.
4- نستدعي الطبيب. وإذا غاب المصاب عن الوعي، فإنه يجب طلب سيارة الإسعاف والاستعداد إلى مباشرة عملية الإنعاش.
انهاك الحرارة Heat Exhaustion
يحدث النهك الحراري عادة بصورة تدريجية ويشيع، بشكل خاص، بين من يعملون أو يتمرنون بنشاط في درجة حرارة غير مألوفة. وكثيراً ما تكون الأعراض مشابهة لأعراض الصدمة، نتيجة للخسارة المفرطة للسوائل عن طريق التعرق. يمكن أن تكون حرارة المصاب طبيعية أو مرتفعة قليلاً، ويكون الجلد بارداً ودبقاً، والنبض سريعاً وضعيفاً. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب خسارة الملح بسبب شدة التعرق تشنجات عضلية مؤلمة. وقد يكون المريض أيضاً مفرط التهوية.
معالجة الانهاك الحراري
1- نبعد المريض عن أشعة الشمس والحرارة إلى مكان بارد ومظلل.
2- نحمل المريض على الاستلقاء ونسند ساقيه في وضع مرفوع.
3- نشجع المصاب على شرب كمية وافرة من ماء مالح ضعيف (تكفي ملعقة صغيرة من الملح في ليتر من الماء).
4- يجب تشجيع المصاب على مراجعة الطبيب حتى إذا استعاد عافيته بسرعة.
5- إذا غاب المريض عن الوعي، فإنه يجب وضعه في وضع الإفاقة وطلب سيارة الإسعاف. وفي غضون ذلك، نقوم بمراقبة نبضه وتنفسه.
ضربة الحر Heat Stroke
تحدث ضربة الحر(ضربة الشمس) عادة بسرعة، مما يؤدي إلى فقدان الوعي خلال بضع دقائق، على الرغم من وجود فترة إنذار أحياناً، فقد يتشكى المريض من شيء من التوعك والشذوذ. ويحدث هذا عندما يفشل (منظم الحرارة) في الدماغ نتيجة للتعرض الطويل لحرارة عالية في المحيط أو الاعتلال بحمى شديدة.
أعراض ضربة الحر
1- دوار، وصداع، وانزعاج، واضطراب وارتباك.
2- جلد حار وجاف ومتورد.
3- نبض سريع وقوي.
4- قد ينهار المريض ويفقد وعيه.
معالجة ضربة الحر
1- ننقل المصاب بسرعة إلى مكان بارد ونخلع ملابسه الخارجية. ونطلب المساعدة الطبية فوراً.
2- ندثر المصاب بملاءة مبللة ونحافظ على رطوبتها حتى تهبط درجة حرارة الفم عند المريض إلى 38 مئوية (100.4 فهرنهايت).
3- عندما تعود درجة الحرارة إلى مستوى آمن، نستبدل الملاءة المبللة بأخرى جافة. ونواصل عن كثب مراقبة المريض، والاستعداد لتكرار الخطوة 2 إذا عادت الحرارة إلى الارتفاع.
4- إذا غاب المصاب عن الوعي، عندئذٍ، يجب أن نضعه في وضع الإفاقة ونستعد لعملية الإنعاش. ونطلب سيارة الإسعاف فوراً.