لعلك سمعت الكثير من الأشياء المربكة حول إذا ما كان عليك تناول الأسماك أم لا. بعض الأسماك تحتوي على الزئبق، وإذا كنت تأكلين كثيرا من هذه الأسماك، حتى قبل الحمل، فإن الزئبق قد تكون له آثار سلبية على طفلك؛ ولكن الأسماك هي مصدر مهم للبروتين خالي الدهون، كما أنها أفضل مصدر لأحماض أوميجا 3 الدهنية؛ المهمة لنمو دماغ الطفل. وقد وجدت الدراسات أن الأسماك أفضل للخصوبة من الدواجن واللحوم الحمراء.
هل يجب أن تأكلي الأسماك؟
الجواب السريع: نعم، ولكن بعض أنواعه فقط. فأنواع محددة من الأسماك تحتوي على نسب عالية من الزئبق، وأنواع محددة أخرى تحتوي على نسب عالية من أحماض أوميجا 3. لحسن الحظ، هناك نوع شائع من الأسماك يجمع بين الأمرين: قليل من الزئبق وكثير من الأوميجا 3: وهذا يصل بنا إلى النوع الثالث من أطعمة نظامنا الغذائي وهو السلمون. فالسلمون المرقط، والشار القطبي، ،الرنجة، والأسماك البيضاء، والمحار جميعها تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق، ونسبة عالية من أحماض الأوميجا 3. ولكن في كثير من الأحيان من الأسهل العثور على السلمون.
هناك كثير من المعلومات المتضاربة حول تلوث السلمون بثنائي الفينيل متعدد الكلور: فبعض الدراسات وجدت مستويات أعلى منه في سلمون المزارع والسلمون البري، ومعظمها تشير إلى أن أسماك السلمون المتوافرة في الولايات المتحدة منخفضة نسبيا في ثنائي الفينيل متعدد الكلور. وقد بحثت إحدى الدراسات تحديدا في مستويات ثنائي الفينيل متعدد الكلور في دماء النساء ولم تجد أي صلة تربطها بالخصوبة؛ لذا لا أستطيع أن أعطيك إجابة محددة حول مدى قلقك بشأن ثنائي الفينيل متعدد الكلور، على الرغم من أنه يمكنني القول إن الأدلة التي تربط بين تناول الأسماك وارتفاع نسبة ذكاء الأطفال تفوق الأدلة السلبية المتعلقة بثنائي الفينيل متعدد الكلور في أسماك السلمون. يمكنك أن تبحثي أيضا عن مكان مناسب لشراء السلمون، ولا تتناوليه أكثر من مرتين في الأسبوع، لكي تحصلي على القدر الكافي من الأوميجا 3؛ ولكن لا تسرفي في تناوله تحسبا لتلوثه.
الأسماك الأخرى التي تحتوي على كميات متوسطة من الأوميجا 3 تشمل الهلبوت، والبلوق، والقاروس، وسمك موسى. وحتى المأكولات البحرية التي تحتوي نسبة أقل من أوميجا 3 – مثل ماهي ماهي، والجمبري، والإسقالوب، والقد – هي مصادر غنية بالبروتينات الخالية من الدهون. تجنبي الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية جدا من الزئبق؛ مثل سمك القرش وسمك أبو سيف، والماكريل الملكي، والتلفيش.
ابحثي عن موقع على شبكة الإنترنت يسرد متوسط محتوى الزئبق لكل نوع من الأسماك. إذا رأيت سمكة وكنت ترغبين في تناولها (مثلا، في مطعم) فاسألي عن حجمها؛ فالأسماك الكبيرة عادة ما تحتوي على نسبة أكبر من الزئبق مقارنة بالأسماك الصغيرة. ومن بين الأسماك التي تحتوي على نسب متوسطة من الزئبق الهلبوت، وماهي ماهي، وأسماك التونة؛ حتى المعلب منها. لا تتناولي أكثر من ثلاث مرات من الأسماك معتدلة الزئبق شهريا، لا سيما قبل البدء في محاولة الحمل، وفي الثلث الأول منه. طبقي هذه القواعد قبل ثلاثة أشهر على الأقل من محاولة الحمل؛ لأن الزئبق يأخذ أشهرا حتى يغادر جسمك، والجنين يكون أكثر عرضة لخطر التلوث به في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. بعض المأكولات البحرية لا تحتوي على الزئبق مطلقا؛ لذلك يمكنك أن تأكلي منها بقدر ما ترغبين، وهذا يشمل أسماك السلمون، والبلطي، والأسماك المفلطحة، والمحار، والرنجة، والبلوق، والجمبري، والإسقالوب، والقراميط.
ويحدد البيان الرسمي الصادر عن هيئة الغذاء والدواء الخاص بالزئبق تناول الأسماك بحد أقصى 340 جراما أسبوعيا، ولكنه لا يحدد أي نوع من الأسماك المقصود (باستثناء عدم تناول سمك القرش، سمك أبو سيف، والماكريل الملكي والتلفيش). هذا سخيف حقا، لأنه يمكنك التهام 680 جراما من سمك السلمون أسبوعيا وتتعرضين لنسبة قليلة جدا من الزئبق. ولكن إذا تناولت 340 جراما من التونة – وحتى المعلب منها أسبوعيا – فإن هذا أكثر من اللازم. فوجبتان إلى ثلاث وجبات من التونة أو أربع وجبات من سمك الهلبوت يحتوي على القدر ذاته من الزئبق كالموجود في وجبة واحدة من سمك أبو سيف؛ وهو واحد من الأسماك الممنوع تناولها. هذا لا يعني أنك لا ينبغي أبدا أن تتناولي التونة أو سمك الهلبوت؛ وإنما ينبغي الحد من تناولها. وعليك أن تحسني استخدام الرياضيات لمعرفة كمية الزئبق التي تتعرضين لها.
ماذا لو كنت تكرهين الأسماك؟
فكري في تجربتها مرة أخرى. نعم، أعلم أنني أبدو كأنني أم تحاول أن تجعل طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، يتناول طعامه. فلسنوات ظننت أنني أكره أسماك السلمون لأنني تناولتها مرة واحدة في الكلية، وكان جافة ومغطاة بصلصة غامضة. وعندما جربتها مرة أخرى بعد سنوات، أحببتها حقا. وقد وضعتها على الشواية لبضع دقائق، وعند إضافة صوص الصويا أو صلصة ترياكي، يكون أفضل. هناك أنواع كثيرة ومختلفة من الأسماك؛ ما يجعل جميع الناس تقريبا يحبون واحدا منها على الأقل. الأسماك أيضا من السهل طبخها فعلا، وخصوصا إذا كان زوجك يحب الشواء أو جربي تناول السمك للمرة الأولى في أحد المطاعم المتخصصة فيه، وسوف تدركين بسرعة كم أن مذاقه جيد، وعندئذ سوف تكونين أكثر استعدادا لتجربته مرة أخرى.