هل عليّ حقًا أن أقلل الكافيين؟ أكثر الناس يبدءون يومهم بكوب من الشاي أو القهوة. ونظرًا لحياتنا شديدة التطلب، والتزامات جداولنا الزمنية، لا وقت للتراخي. علينا أن نتحرك دومًا. أكثرنا مستعد ليفدي كوب قهوة الصباح بهاتفه الذكي!
الشاي والقهوة يعنيان أشياء كثيرة لأناس كثيرين. لكن بادئ ذي بدء هما حاملا دواء، وسيلة لإدخال محفز كيميائي معروف باسم الكافيين. لا يغير الكافيين شيئًا في طعم الشاي أو القهوة، ولا في رائحتهما، لكن بعدما نشربه يدخل مخنا سريعًا ويحجب المستقبلات المسئولة عن خفض نشاط المخ. فإذا منع خفض نشاط المخ، شعرنا بنشاط وقوة ونشوة لطيفة. هذا الإحساس مشهور بدفقة القهوة، لكنه قد يحدث من كوب الشاي الذي يحوي من الكافيين ما في كوب من القهوة سريعة التحضير.
الكافيين هو مصدر الطاقة في مشروبات الطاقة كذلك، التي تُنعشنا من خمولنا وتمنحنا الطاقة والحيوية لإنجاز ما علينا. أحيانًا يقال بأنه لا عمل ممكن من غير ذلك الكوب في أول الصباح. ولقد كان الكافيين دائمًا ملهمًا عبقريًا، ومصدرًا لا ينضب من الإبداع. كان كل من بيتهوفن وباخ ومالر وبلزاك وسارتر من عشاق القهوة المشهورين. ليس لأن الكافيين يجعلنا مبدعين أكثر، بل لأنه يقلل شعورنا بالإرهاق، وهو ما قد يكون بنفس القيمة.
بعض الناس لا يجدون في كوب قهوتهم أو شايهم تلك النشوة، لكن على نحو بديل يعيشون تجربة استرخاء عميقة تمنحهم شعورًا بالسكينة والراحة والانتباه، وتزيل المشتتات التي في عقولهم، وترفع حالتهم المزاجية، وتحسن شعورهم بالتفاؤل بأن كل شيء سيكون على ما يرام. آه!
من هذا المنظور، يكون تناول الكافيين أشبه بالتأمل، فيه ممارسات شبه طقوسية تُكون عادات، وفيه بلوغ حال من الانتباه والوعي بالذات. لكن هذان خاليان من الإبداع تمامًا. نحن نكتشف الجديد بإطلاق العنان لعقولنا لتجول حر. كم فكرة جيدة جاءتنا ونحن نمشي أو في الحمام (وجدتها!)؟ كم من هذه الأفكار نُسيت بعد ذلك عندما ننتبه مرة أخرى؟ الكافيين، والتأمل، والعمل الشاق (مثل إصلاح ثقب يسرب مياه المطر إلى البيت) كلها ترفع انتباهنا إلى المهمة التي بين أيدينا، وتكف عقولنا عن انطلاقها الحر (حيثما ستذهب). قد يساعدنا هذا على زيادة إنتاجنا، لكنه ليس إبداعيًا.
أفضل تشبيه للكافين هو أنه أقرب ما نملك إلى آلة الزمن. فهو يغير إدراكنا للزمن على الأقل. عندما نحزن أو نتوتر أو نُرهق، تبطؤ ساعتنا الداخلية ويبدو الزمن كأنه يزحف. على النقيض، يُسرع تحفيز الكافيين ساعتنا، فيبدو الوقت كأنه يطير عندما نشرب القهوة، كما يحدث عندما نقضي وقتًا طيبًا.
تبدأ آثار الكافيين في عقولنا بُعَيد أول كوب بقليل. يستغرق الكافيين الذي يدخل أمعاءنا 15-20 دقيقة ليصل إلى مخنا. يبدو أن بعض الناس يحسون بدفقة الكافيين أسرع من هذا كثيرًا، أحيانًا بعد ثوانٍ من أول رشفة من قهوة صباحهم، أو بعد شم رائحة القهوة الطيبة. ليس هذا شعور الرضا بالمكافأة ولا خيالنا الجميل. إذا تذوقنا القهوة أو شممنا رائحتها المرة، صارت عقولنا أكثر انتباهًا فعلًا. وكذلك، إذا حركنا القهوة في فمنا فقط، بلا بلع، فقد يكون هذا كافيًا لإحداث الأثر.
أساسًا، الكافيين دواء تحسين أداء. كثير منا يتناوله حرفيًا لتحسين أدائه الذهني كما يريد، من حيث التركيز واليقظة والذاكرة. مثلًا، تحسن جرعة صغيرة من القهوة قبل المحاضرة تذكرنا لما قيل فيها، وتُبقينا يقظين مدتها. ولنفس الأسباب، تستطيع جرعات صغيرة من الكافيين تحسين قيادتنا للسيارات وسلامتنا على الطريق.
للكافيين أيضًا آثار واضحة في أدائنا البدني، إذ تزيد قوة ضربات القلب وتؤخر الشعور بالإرهاق. ليس أثره في هذا عظيمًا. لكن الفرق بين الفوز والخسارة في الكثير من الرياضات المتقدمة ليس عظيمًا كذلك. لهذا يُستعمل الكافيين دواءً محسِّنًا للأداء في العديد من الرياضات المختلفة.
س: هل القهوة والشاي ضاران بي؟
ج: ليس بالقدر الذي تستهلكه عادة.
س: هل القهوة والشاي نافعان لي؟
ج: حسب الوقت.
س: هل من الوارد أن أفرط في شرب القهوة أو الشاي؟
ج: نعم.
س: هل يسبب الكافيين الإدمان؟
ج: بلا شك. لكنه ليس إدمانًا حقًا، ما لم يسبب ضررًا.
س: هل سيساعدني تقليله؟
ج: إن كانت قهوتك لا توافق حافظة نقودك!
س: هل عليّ أن أشربها بلا حليب ولا سكر؟
ج: إن كان هذا يناسب مذاقك، فقط.
مأساة فتى الكابتشينو
لطالما اشتهر الكافيين بقدرته على تحسين الأداء الرياضي. إلى حد أن لجنة الألعاب الأولمبية، منذ ستينيات القرن الماضي، عدت وجود تركيز كافيين مرتفع في البول محاولة متعمدة لتناول منشطات. وُحدد حدُّ الكافيين الأقصى فوق الحد المتوقع حدوثه باستهلاك الشاي والقهوة استهلاكًا طبيعيًا، ليبين أن من خرقه كان يتناول مكملات غذائية مركزة رغبة في تحسين أدائه.
في أولمبياد سول 1988، بلغت الضجة التي أحاطت بأدوية تحسين الأداء حدًا محمومًا، عندما أُخرج العداء بن جونسون وأُعيد إلى بلده مكللًا بالعار بعد استعمال ستانازول. لكنه لم يكن وحده. سقط الرياضي الأسترالي ألكس واتسون الذي كان ينافس في رياضة الخماسي الحديث، في أيدي مسئولي أولمبياد كوريا. في حالته، مُنع من اللعب لوجود تركيز كافيين مرتفع في بوله. ولقبته وسائل الإعلام “فتى الكابتشينو”.
كان ألكس يشرب كوب قهوة كل ساعة تقريبًا طوال مسابقة مبارزة السيف التي استمرت 12 ساعة محطمة للأعصاب. نظريًا، لم يكن لهذا القدر من القهوة أن يخرق الحد. بل إن المتسابقين الآخرين في نفس المسابقة قد شربوا مثله أو أكثر منه، لكن لم يتخطوا الحد. كانت المشكلة أن اختبار البول الذي اضطر لأخذه لم يكن مقياسًا دقيقًا لما تناوله، وعرضة للتفاوت بين الناس بدرجة غير قليلة. لاحقًا، في 2004، برأت لجنة الألعاب الأولمبية ساحته ورفعت كل القيود التي كانت مفروضة على تناول الرياضيين الكافيين. اليوم، يستطيع الرياضيون تناول ما شاءوا منه، مع علمهم بأنهم لا يحتاجون إلى جرعات كبيرة لتحسين أدائهم. يكفي كوبان عادة لإحداث الأثر المرغوب. بل إذا زاد الحد عن هذا، فقد ينخفض الأداء.
تظهر آثار الكافيين أكثر ما تظهر عند أولئك الذين لا يشربون القهوة ولا الشاي شربًا منتظمًا. يستطيع هؤلاء استعمال الكافيين دواءً محسنًا للأداء كما شاءوا. أكثر الناس يشربون كوبًا أو اثنين على الأقل كل يوم منتظمين. يدفع هذا الجسم إلى التأقلم مع الوضع وتكسير الكافيين أسرع. لذا، فشاربو القهوة المنتظمون ينال مخهم نصف قدر الكافيين الذي يناله غير المنتظمين من نفس قدر القهوة. يسري نفس الأمر على المدخنين، الذين يصل إليهم قدر أقل من الكافيين في كل كوب لأن دخان السجائر يرفع معدل معالجة الكافيين في الجسم. قد يكون هذا أحد أسباب اجتماع الكافيين والنيكوتين دائمًا.
يبدو أن آثار الكافيين المنبهة تعمل أفضل عندما تنشغل مستقبلات الخمول في مخنا تمامًا، كما يحدث عندما نحس بتعب شديد أو رغبة قوية في النوم، أثناء مهمة طويلة تستنزف جهدنا، أو في أول الصباح بعد استيقاظنا.
لكن عندما نريد هذه المستقبلات أن تعمل حقًا وتُهدئ عقولنا، مثلما يكون عند وقت النوم في الليل، قد يتداخل الكافيين مع العملية. لهذا يُستعمل الكافيين للتخلص من الخمول وإبقائنا يقظين منتبهين عندما يُتوقع أن ننام (خاصة عند العمل أو قيادة السيارات في الليل المتأخر). لكن هذا أيضًا هو سبب عجز بعض الناس عن النوم ليلًا بعد شربهم قهوة بعد الظهر (أو في المساء خاصة). بل إن بضعة أكواب قهوة زائدة في الصباح قد تكفي لإحداث الأرق عند بعض الناس. لكن أكثر الشاربين المنتظمين ذوو مناعة تجاه آثار القهوة والشاي على نومهم، وقد يشربون كوب إسبرسو بعد العشاء ولا يمنعهم هذا النوم.
أين نستطيع الحصول على الكافيين؟
تنوع حبوب القهوة اللامحدود وتنوع طرائق معالجتها لتصير قهوة، يعني تنوعًا ملحوظًا في قدر الكافيين الذي نناله عند شرب كوب قهوة. عامة، لا يتفاوت قدر الكافيين في الكميات الصغيرة من الإسبرسو ذي الجرعة الواحدة، وكوب اللاتيه المقطر أو كوب القهوة سريعة الذوبان. لكن قد يتفاوت هذا بقدر الضعف (زيادة أو نقصًا) اعتمادًا على عوامل أخرى، مثل طرائق التحميص أو الطحن، والتكوين (القوة)، وزمن الطبخ، ونوع حبة القهوة.
عادة يكون في التحميص الفاتح كافيين أكثر من التحميص الغامق، لأن الكافيين يتكسر أكثر كلما زاد وقت التحميص. لذا فالتحميص الغامق ينتج قهوة أنعم طعمًا وأحلى (أو أقل مرارة).
يوجد نوعان أساسيان من القهوة يُستعملان في شركات القهوة التجارية في يومنا هذا. هذان هما قهوة أرابيكا وقهوة روبستا. أكثر من ثلاثة أرباع القهوة التي تُباع في العالم اليوم من نوع أرابيكا، وهذه بدورها لها أنواع عدة مثل جافا وموكا والقهوة الكولومبية وقهوة بلو ماونتين وقهوة بوربون. جُلُّ البقية من الروبستا. قليل جدًا من القهوة من نوع ليبيريكا التي تُعرف في الفلبين باسم باراكو، وهي الكلمة المحلية للرجولة أو الجرأة.
لون حبوب قهوة روبستا أقل دُكْنة ويحوي نحو ضعف الكافيين وأكثر قليلًا من مضادات الأكسدة من حبوب أرابيكا الأدكن. غالبًا توصف القهوة المصنوعة كاملة من حبوب روبستا بأنها أرضية أو أكثر مرارة أو لها طعم قهوة محترقة أكثر حدة، بينما توصف القهوة المصنوعة كاملة من حبوب أرابيكا بأنها تميل أكثر إلى الطعم البندقي أو النعومة أو الغنى أو الحلاوة أو قلة المرارة. كثير من أنواع القهوة خليط دقيق من النوعين.
أسطورة كرز القهوة
تُصنع القهوة من بذور نبات القهوة الخضراء. عادة ما تُسمَّى هذه حبوب القهوة لشبهها بالحبوب. لكنها ليست بقوليات ولا علاقة لها بالبقوليات من قريب أو بعيد.
يحدث شكل حبوب البازلاء لأن في توت القهوة (أو كرز القهوة، وهو أحمر فاقع) عادة بذرتين. تتنافس البذرتان التوأمان على المساحة وتدفع إحداهما الأخرى، مما يترك سطحيهما المتلاصقين مستويين، وسطحيهما البعيدين الحُرين مستديرين. لكن تربية التوائم أمر صعب، وأحيانًا لا تعيش إحدى البذرتين. تدع هذا المجال متاحًا للأخرى لتنمو وتملأ الفراغ كله، فتصير حبة مستديرة خلاف المعتاد. تعرف هذه باسم “كرز القهوة”.
نحو 5% من حبوب القهوة، في المتوسط، تكون “كرز القهوة”. قد يتضاعف هذا العدد في بعض السلالات، وقد ينتصف في أخرى. عادة ما يقل العدد في المحصول الجيد، ويزيد في المحصول السيئ، إذ تزيد الظروف السيئة احتمالات نجاة بذرة واحدة فقط. وهذا من حسن حظ زارعي القهوة، إذ إن جني المزيد من قهوة كرز القهوة الأغلى ثمنًا والتي لم تزرع عمدًا يساعدهم على تحمل الأيام الصعبة.
وبسبب هذه الندرة، وصعوبات حصد هذه الصغار، اكتسبت حبوب “كرز القهوة” منزلة أسطورية بين عشاق القهوة. يدعي الخبراء أن طعمها مختلف. هي تُحمَّص على نحو مختلف، بسبب حجمها على الأقل. وهي أغلى سعرًا كذلك، فهذا فرق آخر. وإن المرء ليكاد يذوق طعم خصوصيتها وتفردها.
من الممكن نزع الكافيين من حبوب القهوة الخضراء قبل تحميصها. يكون هذا بإزالة 95% من الكافيين والإبقاء على أكثر الكيميائيات ذات الطعم، لذا يحوي كوب القهوة منزوعة الكافيين 5% من الكافيين الذي في كوب قهوة عادية. يظل هذا كافيًا لغير شاربي القهوة لإيصالهم إلى تجربة تغيير المزاج.
عادة يُنزع الكافيين بنقع الحبوب الخضراء في ماء ساخن. تُدعى هذه الطريقة طريقة الماء السويسري، على الرغم من أنها لا تختلف في كثير عن إلقاء أول منقوع للشاي الأخضر. من الممكن نزع الكافيين كذلك بمزج الحبوب بزيوت من أثر طحن حبوب قهوة، أو بثاني أكسيد الكربون، أو بمذيب كيميائي. تُسمَّى هذه الطريقة الأخيرة، خطأً، نزع الكافيين “الطبيعي”، إذ يُستعمل فيها أسيتات الإيثيلين، وهو مذيب كيميائي موجود بشكل طبيعي في التفاح. لكن التفاح لا يُستعمل في هذه العملية.
يتفاوت محتوى الكافيين بين أكواب الشاي كذلك حسب عدة عوامل مختلفة. في المتوسط، يحتوي كوب الشاي الأسود على نحو ثلثي كافيين الإسبرسو. وخلاف القهوة، كلما زادت دُكنة الشاي زاد تركيز الكافيين فيه. في معالجة الشاي، قليل جدًا من الكافيين يتكسر، لذا فالشاي الأخضر المعالج معالجة طفيفة يحوي عادة نفس قدر الكافيين الذي في الإسبرسو، اعتمادًا على مدة نقعه في الماء وما إذا كان أول منقوع قد رُمي ولم يُشرب، وهي عادة معروفة للتخلص من محتوى الكافيين والمرارة غير المحببة التي تكون في المنقوع الأول.
حليب وملعقتان من السكر
يضيف بعض الناس الحليب إلى الشاي أو القهوة. البعض لا يفعلون هذا. لا سبب جيد لأي من الخيارين. يرجع الأمر إلى تفضيلك وارتياح العادة والتقاليد: “لطالما شربناه هكذا”.
سبب شروع الناس أولًا في إضافة الحليب إلى شايهم غير واضح. إضافة الحليب البارد تعني أنه لا يكون الشاي حارقًا، فيمكن شربه أسرع. وضع الحليب يمنع تشقق أكواب الخزف من الماء المغلي كذلك.
ومن المثير أن دهن الحليب يساعد على بقاء أي منقوع دافئًا مدة أطول بتقليل التبريد بالتبخير. بهذه الطريقة، كان كوب قهوة العمال يظل ساخنًا طوال استراحة القهوة. هذا العزل الدهني لا ينجح في حال الحليب منزوع الدسم. لكن لحسن حظنا أننا في عصرنا هذا اخترعنا أكواب البوليستيرين ذات الغطاء، فحتى الماء الساخن يظل ساخنًا.
قد تقل مرارة بعض أنواع الشاي والقهوة القوية قليلًا بوضع اللبن. بعض خلطات الشاي (مثل شاي الفطور الإنجليزي) جُعلت قوية عمدًا تحسُّبًا لإضافة اللبن. لا يتداخل الحليب مع مضادات الأكسدة القليلة في الشاي والقهوة، لذا فلا يجعلهما أكثر صحة ولا أقل.
عادة يُضاف السكر إلى الشاي والقهوة ليسمح لمن لا يطيقون الطعم المر المشاركة في شربهما. لكن لأن المخ يعمل بالجلوكوز، خاصة في الظروف الصعبة، يقدم السكر دفعة إلى المخ كذلك. لذا فمزج مشروبنا بملعقة سكر أو بطعام حلو (مثل شريحة توست أو كعكة مافن أو قطعة بسكويت) يعطي إحساسًا أكبر بالطاقة من شرب المشروب وحده.
تبدو فكرة وضع ملعقتي سكر أبيض صغيرتين في كل كوب للمعتنين بالصحة مرعبة. لكن في الحقيقة لا تمثل 15 سعرًا حراريًا في كل ملعقة صغيرة شيئًا في 2000 سعر حراري ننالها من مصادر أخرى في غذائنا كل يوم. لذا إن كنا نستمتع بالقهوة بملعقتي سكر، فليس علينا ترك هذا لأسباب صحية. كعكة المافن التي تأتي بمئات السعرات أخطر كثيرًا من ملعقة السكر التي تساعد على ابتلاع دواء القهوة.
بخلاف القهوة والشاي، يوجد الكافيين أيضًا بشكل طبيعي في بذور وأوراق وثمار أكثر من خمسين نباتًا، بما في ذلك جورانا ويربا ماتي. غالبًا ما تضاف مستخلصات من هذه النباتات الغريبة إلى مشروبات الطاقة لزيادة محتوى الكافيين، بالإضافة إلى تعزيز إيماننا بتأثيراتها الفريدة على عقولنا. بعض المشروبات الغازية (الصودا) ومشروبات الطاقة مزودة بالكافيين فحسب. على سبيل المثال، تحتوي علبة دايت كوك على نفس كمية الكافيين الموجودة في كوب من الشاي الأسود. عادة ما يتم تحضير علبة صغيرة من مشروب الطاقة لتوفير نفس كمية الكافيين الموجودة في فنجان قهوة اعتيادي.
ميزة القهوة
نظرًا لآثار الكافيين الحادة على مخنا، ما من عجب أن يعد الشاي والقهوة بين كثير من الناس مقويين حيويين. لكن آثار الكافيين بعيدة الأمد في الصحة تبدو كذلك إيجابية بما يدعو إلى الدهشة.
تُظهر أكثر دراسات الملاحظة أن من يشربون كوبًا من القهوة أو الشاي كل يوم تنخفض احتمالات وفاتهم في أي مدة 10% عمن لا يفعلون. قد لا يبدو هذا أثرًا بالغًا، لكن احتمال الوفاة يقل بنفس النسبة في المدخنين الذين يُقلعون عن التدخين.
تشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن من يشربون الشاي والقهوة يُظهرون مخاطر أمراض قاتلة أقل، ويشمل هذا الأمراض القاتلة الشهيرة مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكري، وبعض أنواع السرطان، والخرف. لا تقل الاحتمالات كثيرًا، لكنه شيء خير من لا شيء.
أما كيف تحدث هذه الارتباطات فلا يدري أحد. ربما لا يكون الكافيين حتى هو السبب. يبدو أن من يشربون القهوة منزوعة الكافيين تظهر عليهم نفس الفوائد الصحية عند مقارنتهم، كوبًا بكوب، بشاربي الإسبرسو.
الشامبو والبلسم
إن لم نكن نثق بعد بفوائد جرعتنا اليومية العديدة من الكافيين، فقد اتضح أنه يمنع سقوط الشعر كذلك! وليس السبب أن جرعة الكافيين تمنعك أن تشد شعرك إحباطًا أو ضجرًا. بل إن وضعت الكافيين على فروة رأسك مباشرة فيبدو أنه يحجب بعض آثار الهرمون الذكري التستوستيرون، وهو مساهم مشترك في فقدان الشعر في الرجال والنساء كليهما. وعليه، فالكافيين الآن موجود في منتجات البلسم الشهيرة.
لكن على الرغم من أن صب كوب قهوة أو شاي على رأسك كل يوم قد يساعد على منع سقوط الشعر، فهذا إهدار شنيع وقد يلوث شعرك أكثر مما ينقذه من التساقط. الأفضل شراء بلسم.
ومع الأسف، لا تبلغ نفس النتيجة على الشعر بشرب الكثير من القهوة. يجب أن يصل الكافيين إلى بصيلات الشعر ليؤتي أثره. فإذا أردت نفس جرعة الكافيين التي في بلسم الشعر من خلال الشرب، فلا بد من شرب أكثر من خمسين كوب قهوة في اليوم. لعل هذا يفسر شعر بيتهوفن.
كيمياء القهوة
في القهوة أكثر كثيرًا من مجرد الكافيين. مع تخمر حبوب القهوة وتحميصها وطبخها وترشيحها، تتحرر نحو ألف مادة كيميائية، منها الكافيين. بعض المواد قد تكون نافعة، نظريًا، لصحة الإنسان ومنها مضادات الأكسدة واللجنانات والكوينيدات والمعادن (في الجرعات الكبيرة التي استُعمِلت في الدراسات التجريبية، على الأقل). لكن لا يفسر أي من هذه المواد الارتباط بين تناول الشاي والقهوة والمنافع الصحية بعيدة الأمد.
الشاي أيضًا مزيج مركب من المواد الكيميائية. أوسع أنواع الشاي انتشارًا في الغرب هو الشاي الأسود، الذي يُعد من أوراق الشاي المخمرة المؤكسدة. على النقيض، شاي أولونج يؤكسد جزئيًا والشاي الأخضر يعالج معالجة طفيفة قبل التجفيف. تخلق هذه المعالجة طائفة من الطعوم المختلفة والمواد القابضة والكافيين.
في كل حال من الثلاث، تُنقع أوراق الشاي المجففة في ماء ساخن أو مغلي لتحرير الخليط المركب من البوليفينولات التي فيه، ومنها الفلافانويدات مضادات الأكسدة المعروفة (مثل إبيجالوكاتيشين جاليت). بعض مضادات الأكسدة تُفقَد أو تتحول أثناء عملية التجفيف والأكسدة الطويلة اللازمة لصنع الشاي الأسود. لكن يظل فيه ما يكفي ليصير مصدر الفلافانولات الغذائية الأكبر لمن لا يأكلون الكثير من الفاكهة عادة.
أعلى تركيز لمضادات الأكسدة يكون في الشاي قليل المعالجة (مثل الشاي الأخضر). جعلت هذه الحقيقة العديد من المهتمين بالصحة يتحولون إلى شرب الشاي الأخضر ليكون أساسًا محتملًا للشباب الدائم. ومما دعم هذه النظرية المعلومة الشهيرة أن أهل أوكيناوا المعمرين عادة (لهم متوسط عمر يفوق متوسط عمر الأمريكيين بعشر سنوات) يفضلون شرب الشاي الأخضر. لكن قد لا يكون لهذا علاقة بمضادات الأكسدة. قد يجعل شربهم هذا القدر الكبير من الكافيين في اليوم حياتهم لا تبدو بهذا الطول.
شاي الأعشاب هو مجموعة من الأعشاب أو الأزهار أو البذور أو الفاكهة التي تخلو من أوراق الشاي. هذا لا يحتوي أي كافيين، لكنه يحتوي الكثير من الفلافونويدات وغيرها من مضادات الأكسدة. غالبًا ما يستعمل منقوع شاي الأعشاب طلبًا لآثار محددة لكيميائياته النباتية على مخنا، مثل تحفيزه أو إرخائه. وتظل المنافع بعيدة الأمد لشاي الأعشاب على صحتنا غير مؤكدة وتتغير حسب خلطة المنقوع، لكن -نظرًا إلى تاريخها الطويل وانتشارها الواسع- يُعد أكثرها آمنًا، مع بعض الاستثناءات. مثلًا، يحوي الكمفري سمومًا تدمر الكبد بالاستعمال المزمن. وكذلك قد يسبب الكاموميل ردود فعل حساسية شديدة عند من يتحسسون من حبوب اللقاح.
الهروب الكبير
لكوب الشاي أو القهوة اليومي أثر حقيقي متوقع على شعورنا يتعدى الكافيين ومضادات الأكسدة والفلافانولات. فإن كانت الصحة تبدأ من العقل، فهي تبدأ من القهوة والشاي.
قد تكون المنافع الصحية المزعومة لكوب الشاي أو القهوة المعتاد منبتة العلاقة بالشراب نفسه تمامًا. قد يكون أخذ الراحة لتناول كوب أو اثنين في اليوم هو ما يجعلنا نحس بالسعادة والمكافأة والاسترخاء، أو على الأقل أكثر تركيزًا لمدة وجيزة.
لا شك في أن السعادة وسيلة مهمة للصحة. ومعرفتنا بأننا نستطيع إحضار كوب قهوة أو الجلوس لتناوله تعني أننا نعرف أن شيئًا ما في يومنا سيغير إحساسنا، وأننا سنذهب إلى مكان مختلف. قفوا هذا العالم وأنزلوني! الحق أن الاكتئاب والانتحار أقل بين من يلجئون إلى القهوة أو الشاي.
عادة ما يُتناول الشاي والقهوة في استراحات العمل (في استراحة الشاي أو القهوة الصباحية). وكما ناقشنا في الكتاب من قبل، النهوض من مقاعدنا مفيد صحيًا من طرق عديدة. لذا فإحدى فوائد القهوة والشاي هي انتزاعنا من مكاتبنا وهمومنا كذلك.
شرب القهوة والشاي طقس اجتماعي أيضًا، يرتبط بالتواصل المبهج مع الآخرين، ويكون المشروب هو الرابط والمساعد. ليست هذه ظاهرة حديثة. فلمئات السنين كانت دور القهوة (اختصارًا يقال المقاهي) ودور الشاي مراكز اجتماعية، ولا تزال إلى الآن. صدق هوارد شولتز حين أشار إلى: “القدرة العجيبة للتمتع بكوب قهوة عادي على ربط الناس وخلق المجتمعات”. يساعد هذا التفاعل الاجتماعي مزاجنا ويخفف توترنا، فيحسن صحتنا. لذا فقد لا يكون للكيمياء دور، بل الأمر كله في التفاعل.
الجانب المظلم للكافيين
في الوقت نفسه، لا شك أن الكافيين سم قاتل. لحسن الحظ، للبشر مناعة مثيرة ضده. هذا بسبب امتلاكنا إنزيمات في الكبد تُبطل الكافيين وتكسره إلى جزيئات أيضية صغيرة. لو أراد أحد قتل نفسه بالقهوة لاحتاج إلى أكل نصف كيلوجرام من القهوة سريعة التحضير أو شرب نحو خمسين جرعة مزدوجة من الإسبرسو في جلسة واحدة.
هذه الإنزيمات الواقية أقل نشاطًا في النساء، مما يعني أن النساء ينالهن نصيب أكبر من الكافيين لكل كوب قهوة أو شاي من الرجال. هذا الفرق بين الجنسين أبرز في حال الحمل، إذ يسبب كوب قهوة واحد مستويات أعلى وأكثر ثباتًا من الكافيين. في المقابل، ليس عند القطط والكلاب والطيور هذه الإنزيمات الواقية. هذا يعني أن أقل كمية كافيين قادرة على قتلها.
وعلى الرغم من إنزيماتنا الواقية القوية، فقد تقتلنا القهوة. أشهر قصة في هذا الشأن كانت وفاة الكاتب المسرحي الفرنسي أونوريه دي بلزاك. كان بلزاك مشهورًا بعادات عمله، يعمل عملًا شاقًا في نصوصه في الليل بإلهام قهوته السوداء التي لا تنفد، فقيل إنه كان يبلغ خمسين كوب إسبرسو في اليوم وإنه كان يأكل حبوب القهوة المطحونة. لم يكن هذا القدر من استهلاك القهوة غريبًا. فقد رُوي عن باخ وبيتهوفن وفولتير قصص مشابهة.
كانت القهوة آنذاك، كما هي اليوم، تُرى مصدر إلهام. بل زعم السير جيمس ماكنتوش “أن قدرة الإنسان العقلية تتناسب مباشرة مع قدر القهوة الذي يشربه”. لكن بلزاك الواقعي دومًا سارع ببيان أنه “كما يعرف الجميع، تجعل القهوة المملين أكثر إملالًا”.
يُقال إن القهوة هي التي أهلكت بلزاك في النهاية. لم يُذكر شيء في التاريخ الذي كُتب بعد وفاته عن أرقه المزمن وإدمانه الشراب وسوء التغذية وحال غرفة كتابته المفتقرة إلى النظافة. في نهاية الأمر، قد يرى البعض أن العيش متقدًا خير من الموت منزويًا!
لوحظ في بعض الدراسات أن من يفرطون في شرب القهوة (أكثر من خمسة أكواب إلى ثمانية في اليوم) يخسرون المنافع التي ينالها المعتدلون، بل وفوق هذا يرتفع احتمال إصابتهم ببعض الأمراض. تأويل هذه الدراسات يغلفه شيء من عدم الوضوح للأسباب التي يفرط من أجلها بعض الناس في شرب القهوة أكثر من سواهم (مثل التوتر الزائد الذي يتعرضون له). لكن إن كان في القهوة والشاي قدر ضئيل من السموم (وهذا حاصل حقًا، ففيهما اثنان: أكري ألميد وديتربين)، فقد يُدخل شرب قدر كبير منها جرعة كبيرة من تلك السموم تكفي لإضرارك.
أما من لا يشربون الكافيين بانتظام، فشرب كوب واحد له نفس الآثار غير المحببة. قد يجعل الكافيين من لم يعتادوه يشعرون بالتوتر والعصبية والحدة. شرب كوب من القهوة يزيد إدرار البول عندهم. يرجع هذا جزئيًا إلى رفع الكافيين إنتاج البول في الكليتين. كما يجعل الكافيين المثانة أشد انقباضًا عندما توشك على الامتلاء، فيزيد الرغبة في دخول الحمام أو يبكر الحاجة إليه عن المعتاد.
مرة أخرى، هذه ظاهرة غالبًا في غير المنتظمين في شرب القهوة. أما أكثر الناس الذين اعتادوا شرب كوب أو اثنين يوميًا على الأقل، فلا يؤثر الكافيين في مثانتهم إلا بحجم السائل الذي يضيفه إليها. وعليه، فلا حاجة إلى شرب كوب ماء مع قهوتك لتقليل الجفاف. لكن جرت العادة في إيطاليا على شرب كوب ماء مع القهوة. لكن عندما تكون في إيطاليا، فعليك أن تشرب كوب الماء قبل القهوة لا بعدها، وإلا كان معنى هذا أن طعم القهوة مريع وأنك تحاول إذهاب طعمها من فمك بالماء!
يزيد الكافيين ضغط الدم قليلًا أيضًا. نكرر هنا أن هذا بارز غالبًا بل ومحدود بغير شاربي القهوة بانتظام، ولا يكون كذلك إلا بعد كوب القهوة الذي يشربونه عرضًا. من المهم معرفة أن شرب القهوة يوميًا بالقدر المعتاد (كوبين إلى ثلاثة) لا يرتبط بزيادة مخاطر ضغط الدم المرتفع على الأمد البعيد.
قد تتأثر قوة عظامنا بالقهوة والشاي اللذين نشربهما. من الطبيعي أن تزداد عظامنا نحافة مع تقدم السن. في وقت ما، قد يصير فقدان العظام بسبب السن ظاهرًا إلى حد التأثير في سلامة هيكلنا، مما يجعل العظام سهلة الانكسار. يُسمَّى هذا هشاشة العظام. نحو نصف النساء اللاتي يبلغن الخمسين أو أكثر، سيتعرضن لكسر في المناطق النحيفة من عظامهن، مرة في حياتهن على الأقل.
أظهرت بعض الدراسات أن من يشربون القهوة أو الشاي بانتظام أنحف عظامًا قليلًا. يرتبط هذا عادة بفقدان الكالسيوم -المعدن الأساسي في عظامنا وسبب قوتها الرئيسي- في البول الذي يدر أكثر مع شرب الكافيين. لكن لا يظهر دليل واضح على أن القهوة أو الشاي يؤدي إلى كسور أكثر أو يسبب مشكلات. وأمامنا أشياء عديدة أكثر أهمية لإبقاء عظامنا قوية من الإقلاع عن كوبنا اليومي.
بقع القهوة
تترك القهوة والشاي علامات لا تُمحى في حياتنا، وليس على سجادنا وملابسنا وأثاثنا فقط. انظر داخل كوب قهوتك المفضل لترى بقعة لا تُغسل. يحدث نفس الأمر في أسناننا. قد تبدو قوية صلبة من الخارج، لكنها ككوب الخزف مسامية قليلًا، بما يكفي لإدخال البقع وحبسها فيها. فإذا علمنا بأن نحو نصف الناس يشربون القهوة بانتظام، لوجدنا أن القهوة سبب عظيم لاصفرار الأسنان. لكن يقال إن الشاي الأسود أشد تلويثًا من القهوة، كوبًا بكوب، بسبب فلافانويداته الأدكن.
ليس لبقع القهوة حل سهل. من يملك وقتًا لغسل أسنانه بعد كل كوب قهوة أو شاي؟ لكن القهوة تلون جير الأسنان أكثر من الأسنان نفسها، لذا فالحفاظ على أسنانك بلا جير يقلل احتمال تلونها ببقع القهوة أو حاجتها إلى التبييض.
تفويت الجرعة
العيب الآخر لشرب القهوة انتظامًا هو ما نشعر به عندما لا نشربها، أو على الأقل عندما لا نتناول القدر الذي اعتدناه. تفويت مشروبنا المختار قد يسبب لنا صداعًا (وهو أشهر الأعراض) والإرهاق وضعف الانتباه والتهيج العصبي والاكتئاب. يُدعى هذا بالانسحاب.
يتعرض نحو نصف معتادي القهوة والشاي إلى شيء من أعراض الانسحاب عادة إذا انقطع مددهم المعتاد تمامًا. كلما زاد ما نشرب وانتظامنا في شربه، زاد احتمال تعرضنا لأعراض الانسحاب إن توقفنا في أي وقت. وما ارتياحنا إلى جرعة الصباح إلا تأكيدًا لإدماننا.
عادة تحدث أعراض الانسحاب لمعتادي القهوة بعد يوم أو يومين من قطع كل الكافيين من قائمة طعامهم. تستمر الأعراض يومًا أو يومين عادة، لكن قد تمتد إلى أسبوع قبل أن تضمحل. لا يحدث انسحاب الكافيين بعد آخر كوب ببضع ساعات، على الرغم من اعتراض معتادي القهوة. ما يشكون منه عادة هو الهبوط من الارتفاع المركز الذي صعدوا إليه عندما بلغت مستويات الكافيين قمتها (تبعد نحو ساعتين عن الكوب السابق).
الخلاصة
قد تبدو القهوة والشاي من ترف الحياة، لكن هذا لا يعني وجوب تركها في سعي زاهد إلى الصحة الطيبة والعمر الطويل. شربها بمعدل منتظم آمن تمامًا. يحسن الكافيين مزاجنا ويساعدنا على الانتباه عندما يضعف تركيزنا. وهو كذلك مهرب تأملي لإرخاء أعصابنا وإعادة تركيز انتباهنا في عالم كثير المشتتات، أو في تلك الصباحات قليلة الإنتاج التي لا يبدو أن شيئًا يعمل فيها كما خططنا له. أضعف الإيمان أننا نستطيع التوقف وتناول كوب. لا نعلم يقينًا إن كان هذا نافعًا لنا حقًا أم يبدو كذلك فقط. على أفضل تقدير، ليس أثر القهوة في صحتنا بداعٍ إلى شربها إن لم نكن نحبها. لكن إن كنا نحبها، فلنستمتع بها ونتشاركها. سآخذ لاتيه، من فضلك.