بعض الناس يعانون مقاومة فقدان الوزن بشكل كبير على الرغم من أنهم قد يقضون حياتهم في اتباع حميات غذائية، وعادة ما يجرب هؤلاء الأشخاص جميع الحميات الممكنة بما في ذلك الحميات قليلة الدهون والسعرات الحرارية (مثل حمية هرمون الحمل)، التي لا تتعدى كمية السعرات الحرارية اليومية فيها ٥٠٠ سعر حراري، وينتهي المطاف ببعض هؤلاء الأشخاص بالاستسلام واليأس بعد قضاء حياتهم ينتقلون بين حمية وأخرى.
وبعض هؤلاء الذين يعانون مقاومة عملية الأيض يتخوفون بشكل كبير من الكميات “الطبيعية” والمقبولة من الكربوهيدرات، فهم يجدون صعوبة في إنقاص أوزانهم إلا إذا اتبعوا حمية كيتونية، أي تهدف إلى حرق الدهون المتراكمة؛ حيث لا تتعدى كمية الكربوهيدرات المستهلكة يوميًّا ٢٠ جرامًا.
كيفية تحفيز الأيض شديد البطء
حتى يصبح إنقاص الوزن ممكنًا، لا بد من تحفيز الأيض لدى الحالات الصعبة لمقاومة الأيض. وهذا يعني اتباع حمية قليلة الكربوهيدرات على غرار الحميات الكيتونية، وهناك حميات مشهورة عالية البروتين والدهون تسمح باستهلاك من ٦ إلى ١٨٪ فقط من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات، ولا شك في أن تلك الإستراتيجية تنجح مع المصابين الذين لديهم مقاومة شديدة للأيض، فتقليل استهلاك الكربوهيدرات الغذائية في البداية إلى مثل هذه المستويات المتدنية فعال جدًّا، وسوف يسمح ببدء إنقاص الوزن.
الكيتوزية (فرط كيتون الجسم)
بالنسبة إلى من يصومون، أو يتبعون حمية منخفضة جدًّا في الكربوهيدرات (أقل من ٤٠ جرامًا في اليوم)، قد تحدث حالة الكيتوزية الأيضية في أجسامهم، لكنَّ بعض الأشخاص يحتاجون إلى خفض استهلاكهم للكربوهيدرات إلى أقل من ٢٠ جرامًا يوميًّا حتى تبدأ المرحلة الكيتوزية، في حالة الكيتوزية هذه، وسوف يحرق جسمك الدهون المخزنة به للحصول على الطاقة بدلًا من الكربوهيدرات، لكن يجب ألا تشعر بالجوع في هذه الحالة خلافًا لمن يتبعون حميات قليلة الدهون وكثيرة الكربوهيدرات.
يمكن الكشف عن حالة الكيتوزية؛ لأن هناك مستويات قابلة للقياس من الأجسام الكيتونية في الدم والبول والبراز والتنفس، ومن الممكن استعمال شرائط اختبار تحليل البول “الكيتوستيكس”، التي تختبر وجود الأجسام الكيتونية في البول، وتعطيك نتائج الكيتوستيكس إشارة إلى كمية الأجسام الكيتونية التي تفرزها من جسمك، ومن ثم توضح معدل حرق الدهون (تحلل الدهون)، وإذا كانت هناك أجسام كيتونية في البول، فإن شريط الاختبار يتحول من اللون الوردي إلى اللون الأرجواني، بحسب كمية الأجسام الكيتونية، وكلما زادت الأجسام الكيتونية في البول، أصبح اللون الأرجواني داكنًا.
قم بإجراء اختبار تحليل البول مرتين يوميًّا، وتوضع نهاية كل شريط اختبار في كوب به عينة مأخوذة من منتصف عملية جريان البول، وإذا كنت تتبع حمية ضئيلة الكربوهيدرات (أقل من ٢٠ جرامًا في اليوم)، فسوف تظهر الأجسام الكيتونية في البول، ما يشير إلى أن جسمك يحرق الدهون، وبشكلٍ عام، سوف يكون لديك ما يكفي من الكربوهيدرات المخزنة في شكل جليكوجين في جسمك لمدة ٤٨ ساعة، وبعد أن تستهلكها بالكامل، سوف تدخل في حالة الكيتوزية.
إذا لم يكن لون شرائح الاختبار يتراوح بين اللون الوردي واللون الأرجواني خلال اتباعك حمية قليلة الكربوهيدرات، فليس هناك ما تقلق بشأنه، فما دمت تفقد وزنًا، وتشعر بأنك أفضل، فهذا يعني أن البرنامج الخاص بهذا الكتاب يعمل جيدًا، وقد يعني هذا أنك لا تزال تحرق الدهون وتفرز الأجسام الكيتونية، لكنَّ كميتها قليلة بحيث لا تكفي لتغيير لون شرائح الاختبار.
الحمية المولدة للأجسام الكيتونية
تُزوِّدك الحمية المولدة للأجسام الكيتونية بكميات ضئيلة جدًّا من الكربوهيدرات (أقل من ٢٠ جرامًا يوميًّا) ما يجبر الجسم على الدخول في حالة الكيتوزية وحرق الدهون بسرعة، فالحمية المولدة للأجسام الكيتونية فعالة جدًّا عند بدء فقدان الوزن بالنسبة إلى من يعانون مقاومة الأيض.
ومن الأفضل اتباع هذه الحميات المنخفضة جدًّا في الكربوهيدرات تحت إشراف متخصص رعاية صحية، ولا يمكن اتباعها كأسلوب حياة لفترات طويلة، كما أوضحنا في الجداول السابقة، من الضروري عند تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير أن تزيد كمية الدهون والبروتين في الحمية بشكل كبير أيضًا، لتحقيق الحد المطلوب من السعرات الحرارية. فإذا تم استهلاك كميات كبيرة جدًّا من البروتين أو الدهون أو كليهما لمدة طويلة، فسوف تحتاج إلى إشراف متخصص رعاية صحية؛ حيث قد تصاب بمشكلات في الأيض، مثل ارتفاع مستويات حمض اليوريك والإمساك، وإذا كنت تتبع حمية منخفضة جدًّا في الكربوهيدرات، فسوف تحتاج إلى تناول كميات كبيرة من الخضراوات الورقية الخضراء والسلطة الخضراء، لدعم الكلى ووظائف الكبد، ومن أجل تجنب زيادة منسوب الحمضية والإمساك.
الكيتوستيكس
يمكن لشرائط اختبار الكيتوستيكس لتحليل البول أن تساعدك عند محاولة تحديد الحد الأقصى للكربوهيدرات التي يمكنك تناولها في اليوم الواحد، قبل أن تخرج من منطقة حرق الدهون.
وسوف تحتاج إلى اكتشاف كمية الكربوهيدرات اليومية التي ستبقي شريط اختبار الكيتوستيكس في نطاق اللون الأرجواني، الذي يشير إلى أنك في منطقة حرق الدهون. وعند وجودك في منطقة حرق الدهون، سوف تفرز كمية كافية من الأجسام الكيتونية في البول لتحويل شريط الكيتوستيكس إلى اللون الأرجواني. أما إذا تناولت كمية كبيرة من الكربوهيدرات، فسوف يتحول الأيض لديك من منطقة حرق الدهون إلى منطقة حرق الكربوهيدرات، وسوف يقل إفراز الأجسام الكيتونية في البول إلى مستويات غير كافية لتحويل شرائح اختبار الكيتوستيكس إلى اللون الأرجواني، وهذا يعني أنه حتى ينقص وزنك بسرعة، لا بد من أن تظل شرائط اختبار الكيتوستيكس أرجوانية اللون.
إن كل شخص له معدل أيض متفرد، لكنه بشكلٍ عام، يكفي تناول ٢٠ جرامًا من الكربوهيدرات يوميًّا، لتبقى بصحة جيدة وتدخل في منطقة حرق الدهون وإفراز الأجسام الكيتونية. وهناك من يستطيعون تناول أكثر من ٢٠ جرامًا من الكربوهيدرات يوميًّا، ويظلون في منطقة حرق الدهون وتظل شرائط الكيتوستيكس أرجوانية. الأمر يتطلب بعض التجربة والخطأ، لكنك ستكتشف في النهاية الحد الأقصى لاستهلاك الكربوهيدرات الذي سيسمح لك بالبقاء في منطقة حرق الدهون الكيتوزية وإبقاء شرائط الكيتوستيكس أرجوانية اللون، ويمكنك استخدام عداد الكربوهيدرات في صفحة ٣٥٤ لمساعدتك على اكتشاف ذلك.
استخدام شرائط اختبار الكيتوستيكس لتحليل البول
هناك رموز للألوان على علبة شرائط الكيتوستيكس تقارن بها شرائط الاختبار الخاصة بك لتحديد كمية الأجسام الكيتونية في البول، ولا بد من اتباع الإرشادات الموجودة على العلبة بدقة، حتى تحصل على قياس دقيق. ويمكن الحصول على شرائط اختبار الكيتوستيكس من أية صيدلية محلية.
نموذج لحمية مولدة للأجسام الكيتونية
الإفطار
بيضتان كبيرتان كاملتان
١٥ جرامًا من اللحم المقدد بالدهون
ملعقتان كبيرتان من الزبد
٢٨ جرامًا من السبانخ
١٥ جرامًا من الطماطم
السعرات الحرارية: ٥٢١ – الكربوهيدرات: ٤ إلى ٥ جرامات
الغداء
٨٥ جرامًا من شرائح صدور الدجاج بالجلد
ملعقتان كبيرتان من زيت الزيتون
ثمرة ليمون حامض أو حلو
عودا كرفس
كوبان ونصف الكوب من الخضراوات الخضراء المتنوعة
السعرات الحرارية: ٨٠٠ – الكربوهيدرات: ٩ جرامات
العشاء
١١٥ جرامًا من شرائح لحم الردف المشوي
كوب من الفطر المقطع
ملعقتان كبيرتان من الكريمة
كوب من الفاصوليا الخضراء أو زهيرات البروكلي
ملعقتان كبيرتان من الزبد
السعرات الحرارية: ٦٥٠ – الكربوهيدرات: ٨ جرامات
تحذيرات لمتبعي الحمية المولدة للأجسام الكيتونية
إذا قررت اتباع حمية منخفضة جدًّا في الكربوهيدرات (أقل من ٤٠ جرامًا من الكربوهيدرات يوميًّا)، ف”لا بد” من أن تخضع لإشراف طبيبك الخاص أو المعالج بالمواد الطبيعية، وهذا ينطبق على الجميع، خاصةً من يعانون السمنة (ويتخطى مؤشر كتلة الجسم لديهم ٣٠)، وكذلك من يعانون مشكلات صحية، مثل أمراض القلب والكلى، أو أية مشكلة طبية مزمنة، وسوف تحتاج إلى شرب ٢.٥ لتر من الماء يوميًّا عند دخولك حالة الكيتوزية.
عندما يدخل جسمك في الحالة الكيتوزية لأول مرة، قد تنتابك بعض الأعراض المزعجة بسبب عملية إزالة السموم والحُماض الاستقلابي الخفيف، وتشمل هذه الأعراض الصداع والغثيان والإنهاك والدوار. وبالنسبة إلى من يعانون النقرس، قد تزيد الحمية المولدة للأجسام الكيتونية من خطر الإصابة بالتهاب المفصل النقرسي الحاد، والسبب في ذلك هو أن مستويات حمض اليوريك في الدم تزيد؛ فحمض اليوريك يزاحم الأجسام الكيتونية للمرور إلى البول، ويزيد ارتفاع مستويات حمض اليوريك مشكلات الكلى؛ لذلك لا ينبغي لمن يعانون اضطراب وظائف الكلى اتباع الحمية المولدة للأجسام الكيتونية، إلا إذا كانت بناءً على تعليمات الطبيب وتحت إشرافه.
إن شرب كميات كبيرة من الماء وتناول بودرة محفزة للكبد مثل بودرة ليفاتون من شأنهما تقليل أعراض إزالة السموم المرتبطة بالحمية المولدة للأجسام الكيتونية.
ولا يسمح لمرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين باتباع الحمية المولدة للأجسام الكيتونية (الحمية الضئيلة جدًّا في الكربوهيدرات)، إلا إذا أوصى بها أطباؤهم. والسبب في ذلك أنها قد تؤدي إلى مشكلات في عملية التمثيل الغذائي؛ الشيء الذي قد يخل باستقرار جلوكوز الدم، ويؤدي إلى مشكلات خطيرة في عملية الأيض.
نصائح إضافية لإنقاص الوزن
تذكر أيضًا أن الأمر لا يتعلق فقط بالكمية التي تأكلها، بل بأنواع الطعام ذاتها، وهذا ما سوف يسبب الاختلالات الكيميائية والهرمونية التي تؤدي إلى زيادة الوزن، وتعتبر الكربوهيدرات المكررة هي العدو الحقيقي، خاصةً السكر الذي يرفع مستويات الأنسولين بشكل مبالغ فيه، وأذكر جيدًا أن أحد المعالجين بالطبيعة المشهورين في أديلايد بجنوب أستراليا كان يخبر مرضاه بأنه يجب أن نطلق على السكر الأبيض “الموت الأبيض”.
فإذا كنت جائعًا، فرجاءً تناول ما يكفي لإشباع جوعك الطبيعي، فسوف تختلف شهيتك بحسب معدل ممارستك الرياضة، وكذلك بحسب وزنك، فإذا كنت تحتاج إلى تناول الطعام، فتناول طعامًا صحيًّا من قائمة الطعام الخاصة بمتلازمة إكس التي قمنا بشرحها.
وتعتبر الوجبات التي تحتوي بشكل كبير على مأكولات بحرية، أو لحوم، أو دواجن، أو بيض، أو جبن أعلى في البروتين وأقل في الكربوهيدرات من الوجبات التي تتكون من الخضراوات والبقوليات