التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

هل كتل العنق عند الاطفال تؤدي إلى الإصابة بـ الاورام الخبيثة؟

يتعرض الطفل إلى مشاكل عديدة منها ما يمكن ملاحظته وأخرى لا يمكن ذلك. ولكن الطبيب قد يكتشف من خلال الأعراض أو العلامات المشاهدة والخفية أحياناً للأسف بعض الأطباء يتهاون في الشرح الوافي للأهل أو المريض عن طبيعة مرض أو حالة ما وأنه يحتاج إلى مراقبة مستمرة ومتابعة من قبل الأهل والطبيب معاً.
سنتحدث عن الأورام أو الكتل في العنق أو الرقبة ذلك العضو الهام الذي هو مليء بعدة أنواع من الأنسجة والأعضاء الحيوية.

إن معظم كتل العنق عند الأطفال عبارة عن عقد لمفاوية سليمة متضخمة لكن يجب ألا يغيب عن بالنا احتمال أن تكون تلك الأورام خبيثة. وعموماً يمكن تقسم كتل العنق ضمن أربع مجموعات هي العقد اللمفاوية، الكتل الخلقية، الأورام السليمة، الأورام الخبيثة.

فأي ورمة أياً كان موقعها يجب التأكد منها وفحصها وربما يحتاج الأمر إلى فحوصات مخبرية وإشعاعية وربما أخذ عينة منها لاستبعاد الأورام الخبيثة وسنوضح بعض أنواع هذه الكتل لكي يتضح للجميع أهمية عدم إهمال أي كتلة في الرقبة خاصة والجسم عموماً.

أولاً: الكتل الخلقية (Congenital Masses)

1 – اللكية الغلصمية «Branchial Cleft Cyst»: وهذه غالباً تشخص في مراحل الطفولة المتأخرة أو مرحلة البلوغ الباكرة (بعمر 13 سنة) عندما تصاب هذه بالالتهابات الجرثومية، حيث تظهر بعد الإصابة على شكل كتلة متميزة محمرة محضة متموجة على جانب العنق (أمام العضلة القترائية). أحياناً تسبب ناسوراً أمام العضلة، وتتحرك منسحبة مع البلع. وإذا عولج الالتهاب بالمضادات الحيوية المناسبة تنكمش الكيسة ولكنها قد تعود لتتمدد وتتضخم خلال اخماج السبيل التنفسي العلوي اللاحق.

2 – الكيسة الدرقية اللسانية: وتتظاهر هذه الكيسة على شكل كتل لا أعراضية على الخط المتوسط تحت مستوى العظم اللامي. 50٪ من الحالات تظهر قبل 10 سنوات. تصاب هذه الأكياس بالالتهابات الجرثومية والتي تحتاج إلى مضادات حيوية والتي تستجيب بعد أخذها، ولكنها تعود لتتضخم خلال الالتهابات التهابات التنفسية العلوية.

3 – الصعر العضلي الخلقي: وهذا عبارة عن كتلة عضلية قاسية تظهر بعمر 1 – 2 أسبوع وتنشأ ضمن جسم العضلة القترائية الحشائية مما يؤدي إلى اتجاه الوجه إلى الجانب غير المألوف. والرُضّع المصابون بهذا يحدقون بعيداً عن موضع الآفة. لذلك نجد الأهل يعانون ويذكرون أن طفلهم ينظر باتجاه واحد فقط دائماً.

ثانياً: الأورام الحميدة

1 – الكيسة المأوومية Cystu Hygroma: وهذه الكيسة تظهر على شكل كتلة رقبية جانبية غير منتظمة وطرية وغير مؤلمة وقابلة للضغط وشفافة، قد يزداد قدها خلال التكبيس. تشاهد 50٪ عند الولادة و90٪ خلال أول سنتين من العمر. ويمكن أن تسبب انسداداً للمجاري التنفسية نتيجة لضخامتها أحياناً وموقعها.

2 – الوعاؤوم الدموي «Hemangioma»: وهذه الكتل تشاهد عند الولادة ويمكن أن يزداد حجمها كلما تقدم العمر وتكشف كل الحالات تقريباً خلال السنة الأولى من العمر.

وتوجد أمام الأذن عند الغدة النكفية ويمكن لهذه الكتل أن تنزف أو يسبب ضخامة حادة من الكتل الدموية والتي تزرق عندما يبكي الرضيع أو يكبس.

3 -الكيسة الجلدانية: تظهر هذه الكتل على شكل كتل كيسية لا اعراضية توجد تحت الذقن على الخط المتوسط. وهذه الورمات قد تختلط مع أورام مسخية والتي من العجيب أنها تحتوي على معظم أنواع الأنسجة من أسنان وتكلسات وغيرها.

ثالثاً: الأورام الخبيثة

وللمعلومة أن ربع الأورام الخبيثة التي تحدث في الأطفال تقع في العنق ومن أهم هذه الأورام:

1 – داء هود جكن: الذي تظهر 80٪ من الحالات على شكل عقدة وحيدة في العنق العلوي وغير مؤلمة وقاسية وثابتة تكبر ببط، معظم الأطفال المصابين أكبر من 5 سنوات. وتترافق هذه الحالة بنقص الوزن وضخامة الطحال والكبد. وهي بطيئة النمو ولكن يجب عدم إهمالها أو التهاون بها.

2 – الغرن العضلي: والذي ينشأ في البلعوم الأنفي أو في الأذن ويتظاهر هذا الغرن البلعومي بضخامة الناميات المزمنة والشخير والتنفس الفموي، والتهاب الأذن المصلي والافرازات الأنفية المصلية الدموية.

3 – الغرن الليفي: والذي يُعد من جثاثات العنق النادرة ويحدث بشكل اشيع ضمن الفك السفلي.

4 – سرطان الغدة الدرقية: وهذا نادر.

5 – ورم الأورمة العصبية «Neuroblastoma»:

وهذا أيضاً نادر ولكن لو حدث يسبب أحياناً متلازمة هورنر، أو نقائلي في الحجاج أو البلعوم الأنفي.

وهناك أورام أخرى. وذكرنا الشائع منها وكل من تلك الأورام يحتاج كما ذكرنا إلى إجراءات فحص سريري كامل وفحوصات ومتابعة وبعد التأكد من التشخيص يمكن البدء في العلاج والذي يساعد في الشفاء أو التخفيف من المضاعفات نتيجة للمرض