ما هو الكوليسترول؟ كيف يصنع؟
الكوليسترول عبارة عن مادة دهنية تسمى ستيرول، وهي مادة شمعية متصلبة، تذوب في درجة حرارة 149 مئوية، ويرجع أصل كلمة كوليسترول، cholesterol ، في الإنجليزية إلى الكلمتين اليونانيتين chole (أي الصفراء) و stereos (أي الصلب)، حيث اكتشفت للمرة الأولى في شكل صلب في الحصوات الصفراوية. فأجسامنا تُصنِّع نحو جرام واحد من الكوليسترول يوميًّا، ويحدث ذلك بالدرجة الأولى في الكبد، ويحدث هذا أيضًا في الأمعاء، والغدد الكظرية، والمبيض، والخصيتين، بل إن كل خلية في أجسامنا في الحقيقة لديها القدرة على تصنيع الكوليسترول عند الحاجة، كما أننا نحصل على الكوليسترول كذلك من نظامنا الغذائي، وذلك من خلال تناول الأطعمة الحيوانية، مثل البيض، واللحوم، ومنتجات الألبان.
وتصنع أجسامنا الكوليسترول من جزيء يُسمى أسيتيل مرافق الإنزيم أ، وهو يشتق من تكسير السكريات والدهون والبروتين. وبصفة أساسية، يمكن لأية سعرات حرارية زائدة على احتياجات الجسم أن تتحول إلى كوليسترول.
الكوليسترول في الأطعمة
إن نحو 80% من الكوليسترول الموجود في أجسامنا يُصنَّع في الكبد، أما الجزء المتبقي فنحصل عليه من خلال نظامنا الغذائي. والأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول هي فقط الأطعمة المشتقة من الحيوانات، أما الأطعمة النباتية مثل الخضراوات، والفواكه، والمكسرات، والأفوكادو، والزيوت النباتية، فلا تحتوي على الكوليسترول؛ فالنباتات ليست لديها كبد، ومن ثم، من المستحيل أن تحتوي على الكوليسترول.
والجسم يصنع نسبة كبيرة من الكوليسترول من الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة في الأطعمة التي نتناولها. والدهون المشبعة موجودة في أطعمة مثل البيض، واللحوم الحمراء، وجوز الهند، ولكنها تُصنَّع في أجسامنا من خلال تكسير السكريات. ومن هنا، فإننا عندما نُكثر من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات والكربوهيدرات، فإن أجسامنا سوف تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة التي يمكن استخدامها في تصنيع الكوليسترول. فتناول الأحماض الدهنية غير المشبعة يرفع من مستويات الكوليسترول الضار، ويخفض من مستويات الكوليسترول المفيد. وتوجد هذه الأحماض الدهنية غير المشبعة في معظم الزيوت النباتية ما لم تكن معصورة على البارد، أو زيوتًا بكرًا ممتازة، كما توجد في معظم أنواع السمن النباتي كذلك.
تذكَّر عزيزي القارئ أن نقص نسبة الكوليسترول في طعام ما لا يعني أنه طعام صحي، بل الأمر على العكس من ذلك، فهناك أطعمة كثيرة، كالبيض مثلًا، نجد أنها مفيدة لنا للغاية على الرغم من احتوائها على نسبة عالية من الكوليسترول، وهذه الأطعمة يمكن إدراجها في نظامنا الغذائي بصفة منتظمة. فالكوليسترول الذي نتناوله له تأثير ضئيل للغاية على مستوى الكوليسترول في الدم.
وظائف الكوليسترول
هناك العديد من الوظائف الحيوية التي يؤديها الكوليسترول في أجسامنا، ومنها:
• تقوية أغشية الخلايا. يشكل الكوليسترول جزءًا من غشاء جميع خلايا أجسامنا، إذ إنه يمدها بالصلابة والثبات؛ لأنه مادة دهنية صلبة.
• تكوين الهرمونات الستيرويدية. حيث تتكون الهرمونات الجنسية من الكوليسترول، وهي الإستروجين، والبروجسترون، وديهيدرو إيبي آندروستيرون، والتستوستيرون، وهو الأمر الذي يجعل الملايين من الأشخاص الذين توصف لهم العقاقير التي تقلل من مستوى الكوليسترول يخشون تعاطيها.
• تكوين هرمون الأدرينالين. يعمل هرمون الألدوستيرون على تنظيم التوازن بين الماء والصوديوم في أجسامنا، ويُصنَّع من الكوليسترول. ويعمل هرمون الكورتيزول على تنظيم عملية الأيض ومقاومة الالتهاب، وينتج كرد فعل عند التعرض للإجهاد؛ فعندما نتعرض لإجهاد شديد تُصنِّع أجسامنا المزيد والمزيد من الكوليسترول.
• إنتاج العصارة الصفراوية. تستخدم الكبد 80% من الكوليسترول الموجود في أجسامنا لإنتاج العصارة الصفراوية. وتُختزن العصارة الصفراوية في المرارة، وتستخدم في المساعدة على الهضم وامتصاص الدهون الغذائية، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهذا هو المسار الطبيعي لخروج الكوليسترول من أجسامنا. وتنساب العصارة الصفراوية في أمعائنا لتغادر الجسد في أثناء حركة الأمعاء.
• تصنيع فيتامين د. عندما تصل أشعة الشمس إلى جلدنا تحوِّل الكوليسترول إلى فيتامين د، وهو ضروري للحفاظ على قوة العظام، وفيتامين د لديه وظائف مهمة أخرى في أجسامنا؛ فهو يعزز المناعة، ويساعد على إبقاء ضغط الدم في المعدل الطبيعي له. وتعريض بشرتك لأشعة الشمس وقتًا قليلًا في معظم أيام الأسبوع قد يساعدك على تقليل نسبة الكوليسترول لديك، من خلال تحويله إلى فيتامين د بسهولة.
• حماية الجلد. يُحفظ الكوليسترول في الجلد، حيث يحميه من الجفاف، والتمزق، والعناصر التي تسبب الجفاف. وهو يساعد على إعطاء الجلد سُمكًا، ويحفظه من التجاعيد، وللكوليسترول أيضًا دور علاجي، حيث وجدت كميات كبيرة منه في أنسجة الندوب.
• يساعد على تنظيم هرمون السيروتونين. إن الكوليسترول ضروري لقيام مستقبلات السيروتونين العصبية الموجودة في المخ بوظيفتها، والسيروتونين هو مادة كيميائية تسبب اعتدال المزاج، وتساعدنا على حماية أنفسنا من الاكتئاب، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن انخفاض مستويات الكوليسترول مرتبط بالاكتئاب والسلوك العنيف.
• تكوين الغمد المياليني. يُعد الكوليسترول العنصر الدهني الرئيسي الموجود في الغمد المياليني، وهو يُغلِّف الخلايا العصبية، ويُمكِّن النبضات الكهربائية من التحرك في المخ والحبل الشوكي؛ فوجود الغمد المياليني في حالة جيدة أمر ضروري للتركيز والذاكرة.
• مقاومة الأكسدة. يساعد الكوليسترول على نقل مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون إلى جميع أنحاء الجسم، مثل فيتامين هـ، وفيتامين أ، والعديد من الإنزيمات المضادة للأكسدة.
الكوليسترول وغيره من الدهون الرئيسية في الدورة الدموية
لا يذوب الكوليسترول في الماء، ومن ثم، فلا بد من نقله في مجرى الدم عبر جزيئات النقل المختلفة، وهناك بروتينات معينة تسمى صميم البروتين الدهني يمكنها أن تُغلِّف الكوليسترول، وغيره من دهون الدم الأخرى ( الليبيدات) لتكوين ما يُسمى بالبروتينات الدهنية، وهو خليط يتكون بشكل رئيسي من البروتين والدهون.
وفيما يلي شرح للدهون الرئيسية الموجودة في مجرى الدم:
• الكيلومكرونات
وهذه هي أكبر البروتينات الدهنية، وتنقل الدهون بشكل رئيسي من الأمعاء إلى الكبد، وتحمل الدهون الثلاثية والكوليسترول الذي نحصل عليه من نظامنا الغذائي، وكذلك الذي يُصنع في الكبد.
• البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جدًّا
وهي البروتينات الدهنية الأقل كثافةً؛ لأنها تحتوي على أعلى نسبة من الدهون. (كلما زادت كثافة البروتين الدهني، زادت كمية البروتين التي يحتوي عليها)، وهذا النوع من البروتينات يصنع في الكبد، وينقل الدهون الثلاثية إلى العديد من الأنسجة، ولا سيما أنسجة العضلات (لإنتاج الطاقة) ودهون الجسم (لتخزينها).
البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة ويطلق عليها ” الكوليسترول الضار”، وهي الناقل الرئيسي للكوليسترول والدهون الثلاثية، حيث ينقلها من الكبد إلى باقي أجزاء الجسم، ومن ثم يمكن استخدامها في وظائف مختلفة. وعليك أن تجعل هذا النوع من البروتينات في أقل مستوى ممكن.
• البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة الصغيرة
وهذا النوع من البروتينات الدهنية يلتصق غالبًا بالبطانة الداخلية للشرايين، ويساعد على الإصابة بتصلب الشرايين.
• البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة المؤكسدة
تنشأ تلك البروتينات عندما تتسبب الجذور الحرة في تدمير جزيئات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة؛ ما يساعد على تدمير البطانة الداخلية للشرايين، وتطور مرض تصلب الشرايين.
• البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة
وتعرف أيضًا ب” الكوليسترول المفيد”، وهي غنية بالبروتين؛ ما يزيد من كثافتها، ويقلل من احتوائها على الكوليسترول. وتقوم هذه البروتينات الدهنية بنقل الكوليسترول من الأجزاء المختلفة من الجسم إلى الكبد، حيث يُفرز في العصارة الصفراوية. ويحمل هذا البروتين الإنزيمات والفيتامينات المضادة للأكسدة لمنع تأكسد الكوليسترول الموجود في البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، ويحتاج الإنسان إلى جعل البروتينات عالية الكثافة في أعلى مستوى لها بقدر الإمكان.
• الدهون الثلاثية
هي شكل من أشكال تخزين الدهون، وتتكون من ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بجزيء الجليسرول. وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم يجعله كثيفًا ولزجًا، وهو أحد عوامل الخطورة الرئيسية لأمراض القلب؛ فالكربوهيدرات والدهون الزائدة على الحد، التي نحصل عليها من نظامنا الغذائي، تتحول إلى دهون ثلاثية في الكبد.
• البروتين الدهني (أ)
وهو جسم صغير يشبه البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، ولكنه يحمل بروتينًا لزجًا يُستخدم في عملية الشفاء، ويسمى صميم البروتين الدهني (أ)، ويُستخدم في علاج الأنسجة، وهو أحد عوامل الخطورة الرئيسية المسببة لأمراض القلب؛ لأنه يزيد من سُمك جدران الشرايين.
مخاطر انخفاض مستوى الكوليسترول
يعتقد الكثيرون أن صحتهم ستتحسن، وأنهم سيعيشون حياة مديدة، إذا تمكنوا من خفض نسبة الكوليسترول إلى أدنى مستوى ممكن, فشركات الأدوية قد جعلتنا نعتقد أن الأفضل لنا أن نعمل على خفض نسبة الكوليسترول لدينا بقدر ما نستطيع. وهذا الأمر ليس حقيقيًّا، فهو ليس إلا حيلة لبيع المزيد من الأدوية الخافضة للكوليسترول. هناك الكثير من الوظائف المهمة التي يقوم بها الكوليسترول في أجسامنا، ومن ثم، فإنك قد تظهر لديك الكثير من المشكلات الصحية إذا كان لديك نقص فيه، سواء أكان هذا النقص بسبب الأدوية، أم النظام الغذائي القاسي، أم كانت مستويات الكوليسترول لديك منخفضة بطبيعتها.
إن جميع الحالات الصحية التالية مرتبطة بالانخفاض الشديد في مستويات الكوليسترول:
• السلوك العدواني والاكتئاب والانتحار
إن الكوليسترول ضروري لعمل مستقبلات السيروتونين الموجودة في المخ. والسيروتونين مادة كيميائية موجودة في المخ، وهي مسئولة عن “تحسين المزاج”، وتساعد على استقرار الحالة المزاجية والشعور بالسعادة. وتُسمى الأدوية المشهورة المضادة للاكتئاب، مثل بروزاك، وزولوفت سيبراميل بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية؛ لأنها تعمل على إبقاء مستويات السيروتونين مرتفعة في المخ. وهناك دراسات وبائية ربطت بين انخفاض مستويات الكوليسترول وزيادة معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار والعنف والحوادث50.
وقد أظهرت الدراسات أن من لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول، تكون لديهم مستويات أقل من السيروتونين. وقد قام عدد من الباحثين الألمان بقياس مستويات الكوليسترول لدى 30000 رجل، ثم قارنوا حدوث حالات الاكتئاب، والغضب، والاندفاع، والعدائية، لديهم ولدى غيرهم من الرجال الذين يتمتعون بمستويات طبيعية من الكوليسترول، واكتشفوا أن من لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول، أصيبوا بمعدلات أكبر من حالات الاكتئاب والأعراض المرتبطة به، وقد عانى بعض المرضى التهيج المفرط، وسرعة الانفعال في أثناء تناولهم دواءً خافضًا للكوليسترول، وقد زالت تلك الأعراض بعد توقفهم عن تناول ذلك الدواء.
وقد توصلت إحدى الدراسات إلى أن احتمالية الفصل النهائي أو المؤقت للأطفال الذين هم في سن المدرسة – ممن لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول, تقل عن 142.8 ملليجرام للتر – كانت أكبر ثلاثة أضعاف مقارنةً بالأطفال ذوي المستويات الأعلى من الكوليسترول.
• تباطؤ وظائف المخ
يعد الكوليسترول مكونًا رئيسيًّا للمخ، وتُغلِّف خلايا الأعصاب مادة دهنية تسمى الميالين، ولعلك سمعت من قبل بالميالين، فهي المادة التي يؤدي تدميرها إلى الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ويتكون 70% من الميالين من الدهون التي يشكل الكوليسترول 28% منها، وتوافر كمية كبيرة من الكوليسترول يتيح للميالين أن يُغلف الخلايا العصبية؛ ما يعمل على نقل الرسائل في المخ بسرعة. وقد يكون هذا هو السبب في أن النقص الشديد في مستوى الكوليسترول يعمل على إبطاء عمل المخ.
وفي دراسة أجراها الأستاذ الجامعي “مايكل مولدون”، كجزء من الاستقصاء الوطني الثالث لفحص الصحة والتغذية، تم اختبار العلاقة بين نسبة الكوليسترول في الدم والأداء المعرفي على ما يزيد على أربعة آلاف فرد، وقد تبين أن انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم لدى الذكور كان مرتبطًا ببطء رد الفعل البصري الحركي، وهو مقياس مدى سرعة رد فعلك في الحالات الطارئة.
• ضعف الجهاز المناعي
إن انخفاض مستوى الكوليسترول لديك يجعلك أكثر عرضة للعدوى، وبخاصة بعد العمليات الجراحية. فاحتمالات الوفاة للمرضى المحجوزين في المستشفيات ممن لديهم مستوى منخفض من الكوليسترول تفوق احتمالات الوفاة في المرضى ذوي المستويات المرتفعة أو الطبيعية من الكوليسترول. إن البروتينات الدهنية التي تحمل الكوليسترول في الدورة الدموية تساعد على حمايتنا من الآثار المدمرة للسموم الداخلية البكتيرية، وتُفرز تلك البروتينات عند الإصابة بعدوى بكتيرية، وبما أن الكوليسترول عبارة عن دهون, فهو يساعد على حمل الفيتامينات المضادة للأكسدة، والقابلة للذوبان في الدهون، مثل فيتامين هـ، وفيتامين أ، إلى أجزاء الجسم المختلفة.
إن الجهاز المناعي لدى من يملكون مستويات مرتفعة من الكوليسترول يكون أقوى من الجهاز المناعي لدى من يملكون مستوى منخفض منه، إذ يكون لديهم أعداد أكبر من الخلايا المناعية المتنوعة، فلا شك في أنك محتاج إلى الكوليسترول في جسمك، حتى يظل جهاز المناعة لديك قويًّا.
• نقص الهرمونات
إن الهرمونات الجنسية – وهي الإستروجين، والبروجسترون، والتستوستيرون، والديهيدرو إيبي آندروستيرون، بالإضافة إلى هرمونات الغدة الكظرية الألدوستيرون والكورتيزول – يشار إليها بالهرمونات الستيرويدية. وجميع هذه الهرمونات تُصنع داخل الجسم من الكوليسترول، فإذا كان جسمك يعاني نقصًا في الكوليسترول، فلن يكون بمقدوره أن يصنع أيًّا من هذه الهرمونات.
يُسمى الجزيء الأولي, الذي تُصنَّع منه الهرمونات الستيرويدية, البريجنينولون، وهو هرمون مهم يساعد على منع حالات الالتهاب، مثل التهاب المفاصل، والإكزيما، والألم العضلي التليفي، وأمراض المناعة الذاتية. والكورتيزول هرمون مضاد للالتهابات، تُنتجه الغدة الكظرية، ويدخل في عملية الأيض الخاصة بالكربوهيدرات والبروتين. والألدوستيرون هو هرمون آخر من الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية، ويتحكم في توازن الماء والصوديوم في الكليتين.
إن الكثير ممن يتعاطون الأدوية الخافضة للكوليسترول تقل لديهم الرغبة الجنسية؛ لأن أجسامهم تكون أقل قدرة على إنتاج الهرمونات الجنسية. وقد يسهم نقص مستويات الهرمونات الجنسية في التسبب في ضعف الانتصاب، وتفاقم أعراض الالتهاب العضلي التليفي، مثل ضعف العضلات وآلامها.
• التعجيل بالوفاة
إن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول يموتون في سن مبكرة، مقارنة بذوي المستويات الطبيعية أو المرتفعة، كما أن معدلات الإصابة بالسرطان تكون أعلى بينهم. وهناك دراسة تحت عنوان Low serum total cholesterol is associated with marked increase in mortality In advanced heart failure ، وتعني: “ارتباط انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم بزيادة ملحوظة في عدد الوفيات بسبب فشل القلب” نشرتها مجلة قصور القلب ، حيث خضع لها 1134 مريضًا، فكان انخفاض مستوى الكوليسترول مرتبطًا بالنتائج السيئة، وعدم القدرة على إنقاذ المرضى الذين يعانون فشل القلب، أما المرضى الذين كانت لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول، فقد حققوا معدلات أعلى في النجاة من الموت؛ بسبب فشل القلب. وقد لاحظ الباحثون في هذه الدراسة أن ارتفاع مستوى الكوليسترول لدى أولئك المرضى لم يكن مرتبطًا بارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكر، أو مرض القلب التاجي.
وقد نشرت مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الشيخوخة دراسة ل4521 رجلًا وامرأة من حاملي الجنسية الإيطالية، تتراوح أعمارهم بين 65 و84 عامًا، وقد توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يقل إجمالي مستوى الكوليسترول لديهم عن 185 ملليجرامًا/للتر أكثر عرضة للوفاة، مع أخذ بقية العوامل في الحسبان كذلك؛ إذ يبدو أن انخفاض مستويات الكوليسترول مرتبط بالحالة الصحية المتردية، أو بتدهور الحالة الصحية.
• تزايد خطر الإصابة بالسرطان
لقد تبين على مدى فترات طويلة أن ذوي المستويات المنخفضة من الكوليسترول أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، مقارنةً بمن لديهم مستويات طبيعية أو مرتفعة.
وهذا الأمر موجود لدى مختلف الفئات العمرية؛ حيث تتبع الباحثون النمساويون ما يزيد على 149000 حالة من الذكور والإناث (تتراوح أعمارهم بين 20 و95 عامًا) طيلة 15 عامًا، وكان هذا الإجراء جزءًا من البرنامج الأوروبي لدعم ومراقبة الصحة. وتبين أن انخفاض مستوى الكوليسترول يمثل عامل خطورة كبيرًا في التسبب في الوفاة لدى الرجال في مختلف الفئات العمرية التي خضعت للدراسة، وكذلك لدى النساء من سن الخمسين فأكبر, فذوو المستوى المنخفض من الكوليسترول قد تعرضوا للوفاة بسبب السرطان وأمراض الكبد والاضطرابات النفسية.
ما الحدود التي لا يشكل فيها انخفاض الكوليسترول ضرراً؟
اعمل على أن يكون مستوى الكوليسترول لديك بين 181 ملليجرامًا/للتر، و 212.3 ملليجرام/للتر؛ فانخفاض مستويات الكوليسترول إلى ما دون 177.6 ملليجرام/للتر قد يكون غير صحي؛ فقد كان معدل الوفيات لجميع الحالات أعلى لدى من تقل مستويات الكوليسترول لديهم عن 177.6 ملليجرام/للتر.