المرارة عضو صغير يشبه الكيس يبلغ طوله 8 سنتيمترات، وعرضه 4 سنتيمترات تقريبا، وهي تقع خلف الكبد، في الجزء العلوي الأيمن من بطنك، تقريبا عند مستوى ضلعك الأيمن السفلي.
وتتكون جدران المرارة من عضلة ملساء تسمح للمرارة بالتقلص بقوة؛ لكي تفرز العصارة الصفراوية في القناة الصفراوية المشتركة، ثم في أمعائك الدقيقة في أثناء تناول الوجبات، وتعمل مرارتك في الحقيقة كمسدس رش المياه.
ومرارتك لها وظيفتان أساسيتان: تخزين العصارة الصفراوية وتركيزها، بحيث تصبح أكثر فاعلية عند الحاجة إليها. وبشكل عام، تكون العصارة الصفراوية مكثفة بشكل أكبر بمقدار خمس مرات في أثناء تخزينها في المرارة، وكما ترى، فالمرارة هي مجرد كيس لتخزين وإخراج العصارة الصفراوية؛ ومن ثم، فهي غير مسئولة عن تكون حصوات المرارة والتهاب المرارة.
صحة كبدك هي المقياس الأكبر الذي يحدد إذا ما كنت ستصاب باعتلال المرارة أم لا؛ لأن الكبد تحدد مدى صحة العصارة الصفراوية المفرزة، وإذا ما كانت ستؤدي إلى تكون الحصوات أم لا
العصارة الصفراوية
العصارة الصفراو ية هي سائل أخضر مائل إلى اللون البني، ولها ثلاث وظائف مهمة في الجسم:
1 – تحتوي العصارة الصفراوية على أحماض صفراوية تعمل كمستحلب أو منظف ضروري لعملية الهضم وامتصاص الدهون والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون في الأمعاء الدقيقة. وتكسر العصارة الصفراوية، بشكل أساسي، جزيئات الدهون إلى كريات أصغر؛ حتى يتسنى للإنزيمات الهاضمة (الليباز) أن تفتتها فتجعلها مهيأة للامتصاص، كما تعرف الأحماض الصفراوية أيضا باسم الأملاح الصفراوية.
2 – العصارة الصفراوية مخرج للكثير من الفضلات والسموم التي يحتاج الجسم إلى التخلص منها، حيث تدخل تلك الفضلات الأمعاء الدقيقة في العصارة الصفراوية، ومن ثم يتم التخلص منها في البراز، والبيليروبين هو نتاج تكسير كريات الدم الحمراء، وهو يشكل عنصرا أساسيا من العصارة الصفراوية، ويتخلص جسمك من الدهون الزائدة والسموم القابلة للذوبان في الدهون، بالإضافة إلى بقايا الهرمونات من خلال العصارة الصفراوية.
3 – تزيل العصارة الصفراوية الرائحة الكريهة من البراز، وتمنحه اللون البني، ولها تأثير ملين لطيف، والأشخاص الذين يعانون رائحة براز كريهة غالبا لا تفرز أجسامهم عصارة صفراوية كافية، والأشخاص الذين يعانون الإمساك لا تفرز أجسامهم عصارة صفراوية كافية أيضا، وفي الحقيقة، في أغلب الحالات، يكون خمول الأمعاء بسبب خمول الكبد التي لا تفرز عصارة صفراوية كافية وسليمة.
وتفرز كبد الشخص العادي ما بين 400 و800 مليمتر من العصارة الصفراوية يوميا، وتفرز خلايا الكبد عصارة صفراوية وترشحها في أنابيب صغيرة داخل الكبد تسمى قنيوات، ومن هنا، تنتقل العصارة الصفراوية إلى القنوات المرارية داخل الكبد، وفي هذه المرحلة، تحتوي العصارة الصفراوية على كميات كبيرة من الأحماض الصفراوية والكوليسترول.
بينما تنتقل العصارة الصفراوية خلال القنوات المرارية للكبد يتم إدخال تغييرات عليها من خلال إضافة محلول مائي غني بالبيكربونات تفرزه خلايا الكبد التي تبطن القنوات المرارية، ومن ثم، تنتقل العصارة الصفراوية إلى المرارة، حيث يتم تخزينها وتركيزها، وتكون مستعدة لأن تفرز في الأمعاء خلال تناول الوجبات.
وعندما تتم زيادة تركيز العصارة الصفراوية، فإن 90% من الماء بداخلها يتم امتصاصه، وذلك يجعل فقط نحو بضع ملاعق كبيرة من العصارة الصفراوية عالية التركيز جاهزة للإفراز عند الحاجة، وتعتمد كمية العصارة الصفراوية التي تفرزها مرارتك في أثناء تناول الوجبات على عوامل عديدة، بما في ذلك مدى كثافة العصارة الصفراوية ( العصارة الصفراوية الكثيفة لا تتدفق إلى الخارج بسهولة)، ومدى قدرة جدران مرارتك على التقلص
دور العصارة الصفراوية في عملية الهضم الصحية
ستساعدك معرفة كيفية عمل المرارة على أن تميز الأطعمة المفيدة لصحة المرارة، وكذلك الأطعمة التي يفضل تجنبها، وإذا كنت تعاني مشكلات في المرارة منذ وقت طويل؛ فستتعلم كيفية تقليل خطر نوبة المرارة الشديدة إلى أقصى درجة ممكنة.
العصارة الصفراوية هي عبارة عن سائل قلوي تتراوح درجة قلويته ما بين 7.6 و8.6. والأحماض الصفراوية هي مكون أساسي من العصارة الصفراوية، وهي مصنوعة بالفعل من الكوليسترول.
والكوليسترول مادة مهمة جدا، ولها تأثيرات مفيدة عديدة في جسمك؛ وإليك أحد هذه التأثيرات، أنت تحتاج إلى الكوليسترول لكي تتمكن من هضم الدهون جيدا، ومعظم الكوليسترول في جسدك يتكون في كبدك، وعند إفراز العصارة الصفراوية، يتحول الكوليسترول إلى الأحماض الصفراوية، أحماض الكوليك، والكينوديوكسيكوليك التي تتحد بعد ذلك مع الأحماض الأمينية كالجلايسين أو التورين.
وبعد حدوث هذا، يفترض أن تتحد الأحماض الصفراوية بعضها مع بعض، وتستعد لأن تستخدم؛ ولذلك، فإن الجلايسين والتورين مهمان جدا لإفراز عصارة صفراوية سليمة لدى الأشخاص المصابين بحصوات المرارة، أو تكاثف العصارة الصفراوية والركود الصفراوي.
إن إفراز العصارة الصفراوية هو في الواقع، الطريق الأساسي الذي يساعد جسمك على التخلص من الكوليسترول الزائد الذي لم يعد يحتاج إليه، وتحول كبدك معدل 500 مليجرام من الكوليسترول إلى أحماض صفراوية يوميا، وتدخل العصارة الصفراوية في النهاية أمعاءك، ويتخلص جسمك من بعضها خلال عمليات الإخراج، ولكنك إذا كنت تعاني الإمساك؛ فلن تتخلص من الكوليسترول بكفاءة، وسيعاد امتصاص الكمية الزائدة من الكوليسترول في مجرى دمك، ثم تعود تلك الكمية إلى كبدك.
لذلك فوجود عادات إخراج منتظمة وفعالة يعد طريقة مهمة للحفاظ على مستوى كوليسترول صحي
إفراز العصارة الصفراوية في عملية هضم الدهون
العصارة الصفراوية ضرورية لهضم الدهون؛ ولذلك، إذا لم تأكل لبعض الوقت، تميل العصارة الصفراوية إلى البقاء في مرارتك حيث تتركز، وتخرج كمية صغيرة من العصارة الصفراوية على طول القناة الصفراوية المشتركة في طريقها إلى أمعائك الدقيقة، وقبل التفريغ في أمعائك الدقيقة تمر القناة المرارية بالبنكرياس، ومن المهم أن تتذكر هذا؛ لأنه من الممكن للحصوة أن تصبح عالقة في القناة داخل البنكرياس، فتتسبب في التهاب حاد في البنكرياس، وهذه حالة تستدعي التدخل الطبي العاجل.
لمنع العصارة الصفراوية من التدفق باستمرار في أمعائك الدقيقة، يوجد صمام في نهاية القناة الصفراوية المشتركة، ويظل مغلقا بين الوجبات؛ فيمنع العصارة الصفراوية من دخول أمعائك الدقيقة، ويسمى هذا الصمام مصرة أودي، أو المصرة الكبدية البنكرياسية، وهو يمنع العصارة الصفراوية والإنزيمات الهاضمة البنكرياسية من دخول الأمعاء الدقيقة بين الوجبات عندما لا تكون هناك حاجة إليها.
عندما يدخل الطعام الذي يحتوي على بعض الدهون الجزء الأول من أمعائك الدقيقة (الاثنا عشر)، أسفل معدتك مباشرة، فإن الخلايا التي تبطن أمعاءك الدقيقة تفرز هرمونا يسمى الكوليسيستوكينين cholecystokinin في مجرى دمك، وهذا المصطلح مشتق من اللغة اليونانية، حيث تعني كلمة chole العصارة الصفراوية، و cysto تعني كيس، و kinin تعني حرك. ومن ثم، فالمصطلح يعني: “حرك كيس العصارة الصفراوية”.
هذا الهرمون يدفع مرارتك إلى الانقباض، ويجعل الصمام المسمى مصرة أودي ينفتح؛ ما يسمح بدخول العصارة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة، ويدفع هذا الهرمون البنكرياس أيضا إلى إفراز إنزيماته الهاضمة في الأمعاء الدقيقة.
وعندما تدخل العصارة الصفراوية أمعاءك الدقيقة، تعمل كمادة منظفة، تساعد على تكسير كريات الدهون إلى جزيئات أصغر؛ حتى يتسنى هضمها بشكل كامل بواسطة الإنزيمات. وتسمى الإنزيمات الهاضمة للدهون الليباز، ومعظم الدهون التي تهضم في أمعائك الدقيقة لا تمتص في مجرى دمك كالعناصر الغذائية الأخرى والفيتامينات والمعادن التي قد استهلكتها، فمعظم الدهون تمتص مباشرة في جهازك الليمفاوي، ومن هناك، تحمل في الأوعية الليمفاوية إلى قلبك، وهذا الأمر يبدو معقولا؛ لأن الدهون مصدر غني بالطاقة، وهي بالفعل مصدر الطاقة المفضل لعضلة قلبك التي تعمل بنشاط.
ويجب أولا أن تقوم العصارة الصفراوية باستحلاب الأحماض الدهنية ذات السلسلة الطويلة التي تستهلكها في حميتك الغذائية، ثم تهضم بواسطة الليباز، ثم تمتص في جهازك الليمفاوي، ولكن، لا تحتاج الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة، وبعض الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة، إلى عصارة صفراوية لهضمها؛ فهي تمتص مباشرة في مجرى الدم، وتحمل مباشرة إلى الكبد، ويتكون زيت جوز الهند في معظمه من حمض اللوريك، وهو حمض دهني ذو سلسلة متوسطة، وهو لا يحتاج إلى عصارة صفراوية للهضم؛ ولذلك لا يرهق مرارة الأشخاص الذين يعانون اعتلال وظيفة المرارة.