يحصد الغرق أرواح ألف طفل تحت الرابعة عشرة تقريبا كل عام مما يجعله ثاني مسبب للإصابات التي تنجم عنها وفاة الأطفال في هذه الفئة العمرية، وفي مقابل كل طفل يموت غرقا يدخل أربعة إلى المستشفى بعد أن كادوا يغرقون بالفعل، ويصاب الكثير منهم بتلف مستديم في خلايا المخ، وتزداد خطورة غرق الأطفال دون الرابعة بمرتين أو ثلاث عن خطورة تعرض الأطفال من الفئات العمرية الأخرى للغرق.
من الأرجح أن يتعرض الأطفال في عمر ما قبل المدرسة للغرق في أحواض الاستحمام، فمن المعروف أن الطفل يحبو نحو الأحواض الفارغة ثم يدخل إليها ويفتح صنبور المياه ويغرق فيها. أو من الممكن أن يسقط الأطفال في المرحاض أو في دلو ممتلئ بالماء برءوسهم أولا ويغرقوا في عمق يصل طوله لسنتيمترات قليلة من الماء. يجب ألا نبقي أي دلو سعته خمسة جالونات خارج المنزل؛ لأن مياه الأمطار يمكن أن تملأه، ومن الممكن أن يغرق الطفل إذا سقط فيه. يجب أن نبقي أغطية المرحاض فوق القاعدة، ويمكننا أيضا أن نستخدم الأقفال البلاستيكية؛ فهي تساعد في إبقاء أيدي ورءوس الأطفال الفضوليين بعيدا عن فتحة المرحاض.
السلامة المائية
وقاية الطفل من الغرق تتطلب وعيا ورقابة مستمرين من قبل الآباء والأمهات، ويجب أيضا أن نؤكد أهمية تلك النقاط لأي جليسة أطفال ستتعهد أطفالنا بالرعاية:
• لا تترك أبدا أي طفل في الخامسة -أو دونها- بمفرده في حوض الاستحمام حتى ولو للحظة، فالطفل من الممكن أن يغرق ولو في إنش واحد (2.5 سم) من الماء. ويجب ألا تعهد لطفل دون الثانية عشرة بعناية الطفل في حوض الاستحمام. وإذا كان يجب عليك -بشكل ضروري- أن ترد على الهاتف أو على جرس الباب فيمكنك أن تلف الطفل بمنشفة وتأخذه معك.
• لا تبعد نظرك عن طفلك عند وجوده بالقرب من أي مسطح مائي حتى وإن كان هناك شخص من فريق الإنقاذ موجودا في المكان. عندما يكتسب طفلك مهارة جيدة في السباحة ويصبح لديه مقدرة على الحكم على الأمور بصورة قد تجنبه المشكلات -وذلك فيما بين العامين العاشر والثاني عشر- بإمكانه وقتها أن يسبح من دون وجود إشراف من شخص بالغ مادام يسبح برفقة أشخاص آخرين، ويجب ألا يغطس الطفل إلا إذا كان عمق الماء خمسة أقدام على الأقل، وفي وجود إشراف من شخص بالغ.
• إذا كان لديك حمام سباحة في حديقتك الخلفية فيجب أن تحيطه بسور من كل الجوانب لا يقل ارتفاعه عن خمسة أقدام (متر ونصف المتر)، ولا تزيد الفتحات بين أسياخه على أربعة إنشات (10 سم)، كما يجب أن تكون بوابته مزودة بقفل، ويجب أن تتمتع البوابة بخاصية الإغلاق الذاتي للباب واللسان، ويجب ألا نعتبر المنزل أحد أركان السور، فمن السهل للغاية أن ينزلق الطفل من أحد الأبواب أو النوافذ.
• يجب ألا تعتمد على أنظمة الإنذار الخاصة بحمامات السباحة؛ فهي غالبا لا تعمل حتى ينزل الطفل إلى الماء، وحينها ربما يكون أوان إنقاذه قد فات، ولكن من الأفضل أن تزود بوابة حمام السباحة بجهاز إنذار.
• يجب أن يبتعد الجميع عن حمامات السباحة وأي مسطحات مائية أخرى أثناء العواصف الرعدية.
• يجب تجنب البحيرات والبرك المجمدة، إلا إذا كان هناك ترخيص يجيز التزلج فوقها بوصفها آمنة.
• لا تسمح للأطفال بالتزلج بالقرب من المسطحات المائية؛ فملاعب الجولف -وهي إحدى البقاع المميزة للتزلج- غالبا ما يكون بها مسطحات مائية من الممكن أن تكون خطيرة.
• يجب أن تتمتع الخزانات والآبار بأنظمة حماية جيدة.
دروس السباحة
ربما تعتقد أن دروس السباحة قد تحمي الرضع والأطفال الصغار والأطفال في عمر ما قبل المدرسة من الغرق، ولكن ليس هناك دليل على أنها تفعل.
فحتى عند تلقي دروس في السباحة يظل الأطفال الصغار حتى الخامسة يفتقرون للقوة والقدرة على التنسيق التي تمكنهم من الطفو على سطح الماء أو السباحة بعيدا عن الخطر؛ بل إن تلقي دروس للسباحة في عمر مبكر قد يزيد من خطورة الغرق؛ لأنه يعطي للآباء والأطفال إحساسا زائفا بالأمان.