التصنيفات
صحة ورعاية الطفل الأسنان، الفم و اللثة

صحة وأمراض الفم ونمو الأسنان للطفل

في خضم الدور الذي تقوم به كوالد، يمكنك أن تطبق هذه النصيحة على أبنائك، بحيث تضمن أن أسنانهم تتمتع بالصحة والنضارة. تظهر الأبحاث -على نحو متزايد- أن صحة الفم ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة العامة، فنحن لم نعد ننظر إلى تجاويف الأسنان على أنها مصدر إزعاج فحسب؛ وإنما نضعها في إطارها المضبوط بكونها: التهابات مزمنة تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة. على سبيل المثال، يواجه الأطفال الذين يعانون من تسوس الأسنان صعوبة في التركيز في المدرسة، وقد تتأثر جودة نومهم. فيما بعد، يزيد تسوس الأسنان من مخاطر الولادة المبكرة والإصابة بالنوبات القلبية. الوقاية هي الحل، وهي تبدأ حتى قبل أن تظهر أسنان طفلك.

نمو الأسنان

الأسنان اللبنية: كيف ومتى تظهر أسنان طفلك؟ قد تظهر الأسنان الأولى في أحد الرضع عند الشهر الثالث، في حين لا تظهر في رضيع آخر حتى الشهر الثامن عشر.

وفي كلتا الحالتين يكون الرضيع طبيعيا ومعافى تماما. يعتمد موعد بداية التسنين في الرضيع على نمط النمو الفردي الخاص به، فقط في حالات نادرة جدا يؤثر المرض في ظهور الأسنان.

عادة ما تكون القواطع السفلية المركزية أول ما يظهر، والقواطع هي الأسنان الأمامية ذات الحواف الحادة القاطعة، وتظهر القواطع العليا الأربعة بعد بضعة أشهر، بحيث يحتوي فم معظم الرضع في السنة الأولى على ست أسنان: أربع في الفك العلوي واثنتين في الفك السفلي، بعد ذلك تمضي عدة أشهر هادئة قبل الطلوع القادم، بعد ذلك تظهر ست أسنان بسرعة: القاطعان السفليان المتبقيان والضروس الأربعة اللبنية. لا تظهر الضروس بجانب القواطع؛ بل إلى داخل الفك، تاركة مساحة للأنياب.

يتوقف ظهور أي أسنان جديدة لأشهر معدودة بعد ظهور الضروس الأولى، ثم تظهر الأنياب لتملأ المساحة بين القواطع والضروس عادة بين الشهر الثامن عشر والرابع والعشرين. وتشبه الأنياب أسنان «الكلب» المدببة، أو تشبه «العين». وتكون آخر أسنان الطفل في الظهور هي الضروس اللبنية الثانية، التي تظهر خلف الضروس الأولى، عادة في السنة الثالثة. تذكر؛ من الطبيعي أن تظهر أسنان الطفل في أوقات مبكرة أو متأخرة عن هذه الأعمار المتوسطة.

الأسنان الدائمة: بين السادسة والرابعة عشرة، تبدأ أسنان الطفل الدائمة في الظهور. تظهر ضروس السنة السادسة خلف ضروس الرضيع، وتسقط الأسنان اللبنية بنفس الترتيب الذي ظهرت به تقريبا، فتكون أولى الأسنان في السقوط عادة القواطع السفلية المركزية، حيث تدفعها القواطع الدائمة التي تحتل مكان جذور الأسنان اللبنية المتحللة. في النهاية تتخلخل جميع الأسنان اللبنية وتسقط.

تسمى الأسنان الدائمة التي تأخذ مكان ضروس الرضيع: الطواحن الأمامية. تأتي ضروس سن الثانية عشرة (الضروس الثانية الدائمة) خلف ضروس السنوات الست. قد تكون الضروس الثالثة (ضروس سن الثامنة عشرة أو ضرس العقل) مدفونة بالفك، وقد تحتاج إلى الخلع حتى لا تسبب ضررا للأسنان المجاورة أو لعظام الفك. تتميز الأسنان الدائمة بحوافها الخشنة التي تتآكل مع الوقت، أو يهذبها طبيب الأسنان. كذلك تتميز الأسنان الدائمة باصفرار لونها.

تظهر الأسنان الدائمة في بعض الأحيان معوجة، أو خارج مكانها السليم، ولكنها في النهاية قد تصطف في أماكنها مع حركة عضلات اللسان والشفتين والخدين. إذا لم تصطف الأسنان -إذا كانت متزاحمة أو معوجة، أو إذا كانت محاذاة الفك غير طبيعية- فقد تحتاج لعلاج تقويم الأسنان لتحسين عملية المضغ.

التسنين

أعراض التسنين: تختلف أعراض التسنين باختلاف الأطفال؛ ففي حين تظهر على أحد الأطفال أعراض عض الأشياء، الحنق، سيلان اللعاب، صعوبة النوم حتى تصبح حياة الأسرة مأساوية لشهر أو اثنين مع كل سن تظهر في فمه، تظهر الأسنان في طفل آخر دون أي معاناة، وسواء بأسنان أو دون أسنان، يظهر لعاب الرضع في الشهر الثالث إلى الرابع، حيث تنشط الغدد اللعابية. فلا تنخدع بأن سيلان اللعاب دائما ما يعني ظهور الأسنان.

بما أن الرضع يظهر لهم عشرون سنا في السنوات الثلاث الأولى؛ فمن السهل أن نفهم لماذا يبدون لنا دائما في حالة تسنين مستمرة، ولماذا من السهل إلصاق أي علة بالتسنين. قبل اكتشاف الفيروسات والبكتيريا، كان الناس يعتقدون أن التسنين يسبب البرد والإسهال والحمى. في الواقع، بعض الرضع تظهر عليهم أعراض احمرار الوجه، وسيلان اللعاب، والاضطراب، وفرك الأذن، والقيء، ودرجات حرارة مرتفعة نسبيا (أقل من 38 درجة مئوية) أثناء التسنين، إلا أن الكحة والاحتقان والقيء والإسهال لا تعد من أعراض التسنين في المقام الأول. إذا كان طفلك مريضا، فتحدثي إلى الطبيب، ولا تتوقعي أن التسنين هو السبب.

المساعدة أثناء التسنين: أي سن قد تسبب اضطرابا للرضيع، ولكن الضروس الأربعة الأولى – التي تظهر خلال الفترة من الشهر الثاني عشر إلى الثامن عشر – تسبب مشاكل أكبر من الأسنان الأخرى عادة. ماذا عليك أن تفعلي؟ أولا، دعي الرضيع يمضغ! وفري له أشياء مناسبة للمضغ من حيث الملمس واللين، بحيث لو سقط الرضيع حاملا إياها في فمه، لن تسبب له أي ضرر. تأتي حلقات المطاط (العضاضات) المناسبة لفترة التسنين بأشكال متعددة، وهي مناسبة لهذا الغرض. ابتعدي عن الألعاب المصنوعة من البلاستيك الرفيع الهش الذي قد يتلف مسببا الاختناق، أو الأشياء المطلية بألوان تحتوي على الرصاص (أي شيء مطلي قبل عام ١٩٨٠، والأشياء المستوردة من الخارج). وتعد الكتب المصنوعة من الكرتون المقوى آمنة للرضع للمضغ؛ فهي خالية من الرصاص، ومع أنها تبتل فإنها لا تتفكك إلى قطع يمكن أن تخنق الرضيع. تفيد الأشياء الباردة في الغالب. يمكنك أن تجربي قطعة من الثلج أو التفاح في قطعة من القماش، أو جربي القماش الرطب البارد وحده.

بعض الآباء يعطون أطفالهم قطع الخبز المجمدة أو قطع الموز المجمدة. لتكوني مبدعة! بعض الرضع يحبون أن تفرك لثتهم بشدة. لا تقلقي حيال الجراثيم التي قد تكون على حلقات التسنين أو قطعة القماش، فطفلك يضع كل الأشياء في فمه على أي حال، وجميعها تحتوي على جراثيم. بالطبع فكرة جيدة أن تغسل حلقة التسنين بعد سقوطها على الأرض أو تلويثها.

ولتسألي طبيب الأطفال قبل إعطاء أي دواء يخص التسنين. هناك الكثير من أنواع الهلام الخاصة بالتسنين في السوق، قد تعطي راحة لرضيعك، ولكنها تحتوي على مواد قد تكون خطيرة. تساعد جرعة من الأسيتامينوفين في تسكين ألم التسنين من آن إلى آخر، ولكن حتى هذا الدواء الآمن يمكن أن يكون ضارا إذا استخدم بكثرة أو لعدة أيام.

ما الذي يقوي الأسنان؟

التغذية لأسنان قوية: تحتاج مرحلة نمو الأسنان إلى تغذية سليمة تحتوي على عناصر الكالسيوم، والفسفور، وفيتامين د، وفيتامين ج. يبدأ نمو الأسنان فعليا قبل الولادة؛ ولهذا تحتاج السيدات الحوامل للتأكد من أنهن يحصلن على جميع هذه العناصر الغذائية. توجد المصادر الجيدة للكالسيوم والفسفور في الخضراوات والحبوب والعصائر التي تحتوي على مكملات الكالسيوم واللبن. توجد المصادر الجيدة لفيتامين (د) في الحليب المدعم وقطرات الفيتامين وأشعة الشمس. وتوجد المصادر الجيدة لفيتامين ج في معظم الفواكه (خاصة الحمضية) وقطرات الفيتامين والطماطم النيئة والكرنب ولبن الأم.

كذلك يعد التوقيت مهما، حيث تؤدي الوجبات الخفيفة العديدة خلال اليوم إلى تسوس الأسنان. يحتاج الفم إلى وقت لينظف نفسه بين الوجبات. يحتاج الأطفال الصغار إلى ثلاث وجبات رئيسية وثلاث وجبات خفيفة، في حين يحصل الأطفال الكبار على وجبة خفيفة واحدة أو لا شيء. تغذي الأطعمة السكرية التي تلتصق بالأسنان البكتريا التي تسبب التسوس.

الفلورايد: يحتاج الأمر إلى قليل من الفلورايد فقط في غذاء الأم الحامل وفي غذاء الطفل؛ لجعل الأسنان مقاومة للتسوس. إن الفلورايد معدن طبيعي يوجد فينا جميعا؛ في أسناننا وعظامنا، يجعل الفلورايد مينا الأسنان مقاومة لنشاط الأحماض.

من النادر تسوس الأسنان في المناطق التي تحتوي المياه فيها على نسب عالية من الفلورايد الطبيعي، كذلك يؤدي الفلورايد المضاف إلى الماء في معظم مدن الولايات المتحدة إلى نفس النتيجة، والنسبة الكافية من الفلورايد هي ٠.٧ إلى ١ جزء من المليون. إذا أردت أن تعرف هل تحتوي المياه الخاصة بك على كمية كافية من الفلورايد، فيمكنك الاتصال برقم المعلومات الموجود على فاتورة الماء وطلب هذه المعلومة. إن كنت تملك بئرا خاصة يمكنك الاتصال بقسم الصحة في مدينتك طلبا للنصيحة.

لو كانت المياه تحتوي على نسبة منخفضة من الفلورايد، أو لو كانت عائلتك تشرب المياه المعدنية غالبا، أو لو كنت تستخدم جهاز ترشيح للمياه يسحب الفلورايد والمعادن الأخرى جميعها، فمن المنطقي أن تستخدم أنت وأولادك مكملا غذائيا للفلورايد (قطرات أو حبوبا). من المفيد أيضا أن تضع الفلورايد مباشرة على الأسنان على هيئة معجون أسنان أو غسول الفم أو التركيبات الخاصة التي يستخدمها أطباء الأسنان.

الفلورايد للرضع والأطفال: إذا كنت تقومين بالرضاعة الطبيعية وتشربين المياه المحتوية على الفلورايد، فلن تحتاجي إلى إعطاء طفلك المزيد من الفلورايد. لو كانت المياه لا تحتوي على الفلورايد، فمن المهم أن تفكري في تزويد طفلك بفيتامين مناسب للرضع يحتوي على الفلورايد. لا يحتوي اللبن الصناعي على كمية كافية من الفلورايد، ولكن إن كنت تخلطين اللبن بماء به فلورايد فإن طفلك يحصل على كمية وفيرة من الفلورايد. إن لم يكن، فمن المهم أن تفكري في إضافة قطرات من الفلورايد.

إذا كنت تقومين بإعطاء قطرات الفلورايد فمن المهم استخدام الكمية المناسبة، حيث إن الكميات الكبيرة من الفلورايد قد تؤدي إلى بقع بيضاء وبنية غير جذابة على الأسنان. يمكن لطبيب الأطفال أو طبيب الأسنان أن يخبرك عن الكمية المناسبة. يقوي معجون الأسنان المحتوي على الفلورايد مينا الأسنان، إلا أن كمية كبيرة من الفلورايد قد تتسبب في تغيير طباشيري أو بني في لون الأسنان. قد يحصل الأطفال الذين يأكلون معجون الأسنان (أي معظم الأطفال الصغار) على كمية كبيرة من الفلورايد؛ لهذا يفضل استخدام معجون أسنان لا يحتوي على الفلورايد حتى يصل طفلك إلى السن التي يستطيع فيها المضمضة والبصق. بمجرد البدء في استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، ضعي كمية صغيرة كحبة البازلاء على فرشاة الأسنان. من الأفضل أن تضعي معجون الأسنان بعيدا عن الأطفال الصغار الذين قد يدركون أن طعمه لذيذ حقا.

الزيارات المبكرة لطبيب الأسنان

من المفيد أن تبدئي في اصطحاب طفلك إلى طبيب الأسنان بمجرد أن تبدأ السن الأولى في الظهور. تساعد الزيارات الوقائية المبكرة لطبيب الأسنان في اكتشاف المشاكل في المرحلة التي يمكن علاجها فيها بسهولة ودون ألم. إن الطفل الذي يحظى بخبرات إيجابية في عيادة طبيب الأسنان يتوق إلى زيارات طبيب الأسنان، لا يكرهها. تكون معظم الزيارات المستقبلية ذات طبيعة وقائية بدلا من جلسات الحشو المعتادة التي تطارد ذكريات الطفولة عند كثير من البالغين.

تعد العناية المبكرة مهمة، خاصة إن كنت قد عانيت من مشاكل في الأسنان. عادة ما تنتقل مشاكل تسوس الأسنان واللثة من الآباء إلى الأبناء، وتساعد الرعاية المبكرة ابنك على أن يتخذ طريقا مختلفا. إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في الأسنان فمن المهم أن توطد علاقتك بطبيب أسنان تثق به. يرى الكثير والكثير من أطباء الأسنان أن وظيفتهم هي توفير «رعاية طبية منزلية» لعلاج الأمراض؛ ومن ثم، إذا كانت مشاكل الأسنان متوارثة في عائلتك فإن الرعاية الطبية المنزلية للأسنان هي –بالتأكيد- ما يحتاجه طفلك.

تسوس الأسنان

البكتيريا والترسبات (الجير): كيف يحدث تسوس الأسنان؟ تجتمع البكتيريا التي تعيش في الفم مع بقايا الطعام مكونة مادة تسمى الجير تلتصق بالأسنان. تقوم البكتيريا بإصدار حمض يعمل على تحليل المعادن التي تكون الأسنان؛ مما يدمر الأسنان في النهاية. كلما زادت ساعات اليوم التي يلتصق فيها الجير بالأسنان، زادت كميات البكتيريا وزادت كمية الحمض الذي تفرزه.

تتغذى البكتيريا على السكر والنشا؛ لهذا فإن أي شيء يبقي السكر في الفم يكون مفيدا للبكتيريا وضارا للأسنان؛ ولهذا فإن الوجبات الخفيفة المتعددة تساعد في تسوس الأسنان. تعد المصاصات والحلوى التي تلتصق بالأسنان، والفاكهة المجففة، والمشروبات السكرية (الصودا والعصير)، والحلويات مثل البسكوت والكعك التي تعلق بالأسنان ضارة بشكل خاص.

يحتوي اللعاب على مواد تساعد الأسنان على مقاومة هجوم البكتيريا، وبما أن الجسد يفرز لعابا أقل في أثناء النوم، تعد ساعات الليل الأنسب لحدوث تسوس الأسنان. عندما يذهب الأطفال للنوم وأسنانهم تلتصق بها بقايا الأطعمة والجير؛ تسنح الفرصة للبكتيريا للقيام بعملها المدمر طوال الليل؛ ولهذا من المهم تنظيف الأسنان قبل النوم وتجنب الأطعمة السكرية وقت النوم.

مضغ العلكة: مضغ العلكة على نحو منتظم مضر جدا للأسنان؛ لأنه يبقي السكر لفترات طويلة في الفم مما يغذي البكتيريا الضارة. أما العلكة الخالية من السكر فقصة أخرى تماما؛ تحتوي العلكة الخالية من السكر على محليات، إكسيليتول، والسوربيتول، سامة في الأساس للبكتيريا المسببة للتسوس؛ لهذا فإن مضغها أربع مرات أو أكثر خلال اليوم يمنع التسوس. إذا كان طفلك يحب المضغ فإن الاختيار واضح.

الآباء الذين لديهم أسنان معتلة: إذا كنت تعاني من تسوس الأسنان فعليك أن تعطي عناية خاصة لحماية أطفالك من البكتيريا التي تدمر أسنانك، ولترجع إلى طبيب الأسنان إن أمكن، واستخدم غسول فم معقما مرتين أو ثلاث مرات في اليوم لقتل الجراثيم. امضغ علكة خالية من السكر، خاصة تلك التي تحتوي على إكسيليتول. لا تشارك ملاعقك أو أكوابك مع طفلك، ولا تشارك الطعام مع طفلك، لا تنظف سكاتة الطفل في فمك، أو تضع أصابع طفلك في فمك، استخدم فرشاة أسنان خاصة لطفلك.

التسوس في الطفولة المبكرة (التسوس الناتج عن زجاجة الإرضاع): عندما يبقى لبن الأطفال أو لبن الثدي على أسنان الطفل يساعد السكر الموجود به على نمو البكتيريا المسببة للتسوس. هناك وقت كاف بين الرضعات لتدفق اللعاب طبيعيا لتنظيف الأسنان، ولكن حين يبقي الرضيع الحلمة في فمه لمدة طويلة تقل فرصة حدوث هذا التنظيف الطبيعي. كذلك وضع العسل على سكاتة الطفل -وهي عادة شائعة في بعض المجتمعات- يجعله عرضة لتسوس حاد في الأسنان.

تعد الأسنان العلوية الأمامية هي الأكثر عرضة للخطر؛ لأن اللسان يغطي الأسنان السفلية أثناء الرضاعة وعملية المص. يحدث أسوأ أنواع تسوس الطفولة المبكرة عندما يستغرق الطفل في النوم وزجاجة الإرضاع أو الكوب المزود بغطاء وله فوهة مسطحة لارتشاف السوائل في فمه، ويبقى اللبن أثناء نوم الطفل على أسنانه وتتضاعف أعداد البكتيريا.

يمكن للتسوس الناتج عن زجاجة الإرضاع أن يحدث قبل عيد ميلاد الطفل الأول، وفي بعض الأحيان يكون التسوس حادا؛ الأمر الذي يستوجب إزالة الأسنان المصابة؛ لهذا السبب يجب ألا ينام الرضع بأي زجاجة تحتوي على لبن أو عصير أو سائل محلى، ويعد السائل الوحيد الآمن لزجاجة النوم هو الماء. حتى السوائل المحلاة المخففة قد تساعد في التسوس، وبالنسبة للأطفال الرضع يفضل غسل اللثة والأسنان بالفرشاة بعد الرضاعة وقبل النوم.

تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط

الغسل الفعال بالفرشاة: للحفاظ على صحة أسنان طفلك تخلصي من جير الأسنان قبل أن يقوم بعمله القذر. لتنظيف أسنان طفلك الرضيع استخدمي فرشاة أسنان ذات شعيرات لينة (ليست متوسطة اللين أو الصلبة)، هناك خرافة تقول إن استخدام قطعة من الشاش أو القماش لمسح أسنان ولثة الطفل الرضيع يمنع إتلاف نسيج اللثة الرقيق، لكن هذا النسيج قوي في الواقع؛ فيمكنه سحق أي شيء يقف في طريقه.

لذلك يفضل أن تستخدمي الفرشاة، ولا تمسحي الأسنان، فالرضع يحبون هذا.

يجب أن تنظف أسنان الطفل بالفرشاة بعد الإفطار وقبل النوم، وتستخدم الخيط لتنظيف ما بين الأسنان المتجاورة قبل أن تغسل أسنانه في المساء، وإن أمكن سوف يكون من المفيد أن تنظف أسنان الطفل بعد الغداء لإزالة بقايا الطعام. ولتبدئي في تطبيق هذا الروتين قبل أن يكمل الطفل عامه الأول حتى يتقبل الطفل فكرة تنظيف الأسنان بالفرشاة كجزء طبيعي من يومه (إذا لم يكن لدى طفلك أسنان بعد فأبدأ بمسح اللثة)، وإذا قاوم طفلك ذلك فلا تستسلم له، فتنظيف الأسنان بالفرشاة يجب أن يصبح أمرا إجباريا مثله مثل ربط الأحزمة أثناء ركوب السيارة.

مع بداية العام الثاني قد يصر طفلك على عمل كل شيء بنفسه، ولكن عددا قليلا من الأطفال فقط تكون لديهم المهارة اليدوية اللازمة لتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكل سليم. يمكنك أن تسمح لطفلك بأن يبدأ هو في غسل أسنانه منذ عمر مبكر، ولكن سيكون عليك أن تنهي بنفسك هذه العملية حتى تتأكد من أن كل الجير الموجود على الأسنان قد أزيل. ويمكنك بعد ذلك أن تسمح لطفلك بتولي مهمة تنظيف أسنانه بشكل تدريجي عندما يثبت أنه قادر على ذلك، ويكون ذلك غالبا ما بين العام السادس والعاشر.

التنظيف بالخيط: يتساءل معظم الآباء عن أهمية التنظيف بالخيط بالنسبة للطفل. في معظم الأحيان تتصل جوانب الأسنان الموجودة في مؤخرة الفم بعضها ببعض، وحتى بعض الأسنان الأمامية قد تكون المسافة بينها وبين الأسنان المجاورة لها ضيقة للغاية. عندما تكون المسافات بين الأسنان صغيرة بشكل كبير تتراكم بقايا الطعام والجير فيما بينها. حتى وإن قمنا بتنظيف هذه المناطق بالفرشاة بعناية وقوة فلن تتمكن الشعيرات الموجودة بالفرشاة من اختراقها وتنظيف الطعام والجير الموجودين بها، أما الخيط فيقوم بإخراج البقايا المحشورة بين الأسنان حتى تتمكن الفرشاة من تنظيفها.

من المفيد أن نجعل الطفل يعتاد على التنظيف باستخدام الخيط برفق بمجرد أن نلاحظ أن المسافات بين أسنانه أصبحت متقاربة. يستطيع طبيب الأسنان أو أخصائي صحة الأسنان أن يخبراك بكل الأساليب التي تمكنك من الإمساك بطفلك بشكل سليم حتى تتمكن من تنظيف أسنانه بالفرشاة والخيط على أمثل صورة. عندما يتمكن طفلك من استخدام الفرشاة والخيط بشكل فعال من دون مساعدتك سيكون قد اعتاد بالفعل على هذه العادة اليومية.

طبقات الفلورايد وسد الفجوات

بالنسبة للأطفال الصغار الذين لا يمكن عرضهم على طبيب الأسنان من الممكن أن يضع طبيب الأطفال أو أي طبيب مختص في الرعاية الأولية طبقة من الفلورايد على أسنانهم لحمايتها، وهذه العملية سريعة وآمنة وغير مؤلمة، ومن الممكن أن تحدث فارقا كبيرا.

أما الأطفال الأكبر سنا فيستفيدون –غالبا- من المواد السادة للفجوات، ففي العديد من الأسنان توجد شقوق صغيرة أو مناطق بها ثقوب صغيرة فى مينا الأسنان حيث يتراكم الجير وبقايا الطعام مسببا نخرا فى الأسنان على هيئة شقوق أو ثقوب، والمواد التي تسد الفجوات هي مواد صمغية سائلة تسير فوق سطح السن فتملأ الشقوق والثقوب بحيث لا تدخل بقايا الطعام فيها. لا تلتحم المواد التي تسد الفراغات بالأسنان اللبنية مثلما تلتحم بالأسنان الدائمة، وفي بعض الأحيان يقوم أطباء الأسنان بملء الفراغات الموجودة على الطواحن اللبنية، ولكن معظم تلك المواد تستخدم مع الأسنان الدائمة. تستمر المواد السادة للفراغات لعدة سنوات، ولكن تختلف الفترة باختلاف عادات الطفل الغذائية وعادات عنايته بالفم، ولكنها في النهاية تحتاج إلى الإصلاح أو الاستبدال.

إصابات الأسنان

من الممكن أن تتعرض كل الأسنان للإصابات، ولكن الأسنان الأمامية تكون أكثر عرضة للإصابة بالصدمات، ومن الممكن أن تصاب الأسنان بالشقوق أو التخلخل من مكانها أو تنخلع تماما منه. ويهتم أطباء الأسنان بالصدمات التي تتعرض لها الأسنان اللبنية كاهتمامهم بتلك التي تتعرض لها الأسنان الدائمة. ويجب أن يعود الآباء دائما للطبيب إذا أصيب الطفل بصدمة في أسنانه، فبعض الإصابات لا يمكن أن ترى بسهولة، ولكن أطباء الأسنان مدربون على تشخيص الحالة تشخيصا شاملا والقيام بالعلاج السليم.

إصابة الأسنان بالشقوق والكسور: تتكون السن من ثلاث طبقات: طبقة الحماية الخارجية المعروفة بالمينا، والهيكل الداخلي الداعم (العاج)، وقلب السن المكون من نسيج لين (لب السن)، وهذه هى الطبقة التي تحتوي على الأعصاب. عندما تتعرض السن لشق (كسر) فهذا معناه أن هذا الشق قد يؤثر على أي طبقة من هذه الطبقات الثلاث أو عليها جميعا. الكسور الصغيرة قد لا تحتاج إلا لقيام طبيب الأسنان بتنعيم سطح السن باستخدام أداة تعرف بقرص الصنفرة، أما الشقوق الأكثر عمقا فربما تحتاج إلى إعادة بناء السن لاستعادة تكوينها ووظيفتها وهيئتها. إذا حدث نزيف من سن مكسورة فهذا معناه أن الكسر قد وصل إلى لب السن الحساس، وفي هذه الحالة يجب عرض الطفل على الطبيب في أقرب وقت ممكن لإصلاح التلف والحفاظ على لب السن.

تخلخل الأسنان: فى معظم الحالات التي تتخلخل فيها الأسنان بمقدار طفيف تعود السن لتلتحم باللثة مرة أخرى من تلقاء نفسها، وتصبح ثابتة فى مكانها بعد بضعة أيام دون الحاجة إلى تلقي أي علاج خاص، ولكن فى أحيان أخرى يكون مقدار التخلخل كبيرا؛ مما يضطر طبيب الأسنان إلى تثبيت الأسنان معا حتى لا تتحرك أثناء فترة الالتئام. ربما يصف الطبيب مضادا حيويا لكي يقي لب السن والأنسجة الضامة من التعرض للعدوى، ويشجع تناول الطفل لأطعمة لينة لفترة من الوقت عملية الالتئام.

سقوط الأسنان: إذا سقطت سن طفل رضيع فمن الأفضل ألا نعيدها مرة أخرى. أما بالنسبة للأسنان الدائمة فيجب أن تزرع فى مكانها مرة أخرى في مدة أقصاها ثلاثون دقيقة حتى تكون فرصة الحفاظ على لب السن حيا كبيرة. أولا يجب أن تتأكد من أن السن من الأسنان الدائمة ومن كونها سليمة، وعليك أن تمسك السن برفق من التاج (وهو الجزء الذي يظهر داخل الفم) وليس من الجذور. قم بشطف السن برفق شديد بماء الصنبور ولا تقم بفرك أو دعك الجذر بأي شكل من الأشكال حتى لا يتلف النسيج الضام الذي سيقوم بعملية الالتحام مرة أخرى، ثم قم بوضع السن فى مكانها الطبيعي مرة أخرى. إذا لم تتمكن من إعادة غرس السن فضعها في كوب من اللبن أو في وعاء من الأوعية المخصصة لإنقاذ الأسنان التي تباع فى الأسواق. توجه إلى أقرب طبيب أسنان أو إلى قسم الطوارئ بأي مستشفى واطلب خدمة إسعاف الأسنان الطارئة. وتذكر أن الوقت عامل مهم جدا فى حالة سقوط الأسنان الدائمة، فإذا مرت ثلاثون دقيقة على السن وهي خارج الفم تضاءلت احتمالات النجاح في إعادة غرسها مرة أخرى بسرعة كبيرة.

الوقاية من إصابات الفم

يتعرض الأطفال الصغار للسقوط كثيرا وأسنانهم تقع على ارتفاع يعرضها للاصطدام بالطاولات الصغيرة وغيرها من الأشياء. حاول قدر المستطاع أن تؤمن المنطقة التي يتحرك فيها طفلك بإبعاد الأشياء التي من الممكن أن يتعثر بها، ويجب أن تتأكد جيدا من عدم وجود أي أسلاك كهربية فى متناول الأطفال الصغار يمكنهم العض عليها. لا تدع طفلك يسير في أرجاء المنزل وهو يضع فرشاة الأسنان فى فمه؛ فمن الممكن أن تصيبه الفرشاة بضرر بالغ إذا سقط.

تزداد مخاطر التعرض لإصابات الأسنان بمجرد أن يبدأ الأطفال في ممارسة الرياضة؛ فالطفل الصغير الذي يلعب الكرة قد يصطدم بها أو بعارضة الشبكة في أثناء جريه وراء الكرة هو ولاعب آخر من فريقه أو بواسطة لاعب من الفريق المنافس يجري معه فى نفس المنطقة من الملعب. وهناك حوادث مشابهة تحدث تقريبا فى كل أنواع الرياضات. يحتاج الأطفال الذين يمارسون رياضات منظمة إلى ارتداء واق للفم مريح، وهو عبارة عن خوذة تحمي الأسنان. تباع واقيات الفم في محال الأدوات الرياضية أو الصيدليات، كما يمكن أن يقوم طبيب الأسنان الخاص بك بصنع واحد يتناسب مع فم طفلك. وتحتاج أيضا الرياضات الفردية العنيفة -مثل التزلج على اليابسة والتزلج بمزلجة ذات عجلات والفنون القتالية- إلى ارتداء واقي الفم.

مشكلات الفم من الشهر الرابع وحتى الثاني عشر

السلاق (التهاب الفم الناتج عن فطريات): هو عدوى خميرية طفيفة شائعة للغاية، تشبه بقعا من رغوات الحليب ملتصقة على الوجنتين أو اللسان أو سقف الفم. ولكنه، على النقيض من الحليب، ليس من السهل مسحه، وإن قمت بحكه لإزالته ربما ينزف الجلد الذي يوجد أسفله نزيفا طفيفا ويبدو ملتهبا. وهذا الاضطراب يمكن أن يتسبب في التهاب فم الأطفال، مما يجعلهم يبكون بانفعال أثناء الرضاعة. وفي المعتاد، يمكن أن يتم العلاج عن طريق وضع العلاج الذي يصفه لك الطبيب داخل الفم لعدة مرات في اليوم، على الرغم من أن السلاق يمكن أن يعاود إصابة الطفل فيما بعد. وإن تأخرت في الحصول على النصيحة الطبية، فمن المفيد أن تجعلي الطفل يشرب نصف أوقية من الماء بعد اللبن. إذ يعمل ذلك على تنظيف الفم من اللبن، ويعطي السلاق مواد غذائية أقل يقتات عليها. ولا تنخدعي بلون الجوانب الداخلية للثة، حيث سينمو الضرس العلوي، حيث إن لون الجلد في هذا المكان من الطبيعي أن يكون شاحبا جدا، وأحيانا تنخدع الأمهات الحذرات وتظننه السلاق.

أكياس اللثة وسقف الفم: يظهر في بعض الأطفال كيس أبيض صغير متلألئ، أو كيسان، على الحافة الحادة من لثاهم. وبيد أنهما يجعلانك تعتقدين أنهما سنتان، فإنهما يتخذان الشكل الدائري الكامل، ولا يحدثان صوتا لدى ارتطام الملعقة بهما أثناء تناول الطعام. ويمكن أيضا أن تظهر أكياس مشابهة على سقف الفم، بطول الحافة المتجهة من الأمام إلى الخلف. ولكن هذه الأكياس ليست خطيرة وتختفي دوما في نهاية الأمر.