المياه المعدنية الطبيعية لابد وأن تكون نابعة من مصدر تحت الأرض. ولا يمكن إضافة أو إزالة شيء من هذه المياه، ولكن ينبغي التخلص من البكتريا الموجودة فيها. وليست هناك شروط معينة خاصة بالحد الأدنى من محتوى المعادن فيها، ولكن من المحتم الحفاظ على محتوياتها. ويمكن إضافة الكربون إلى هذه المياه. في بعض البلدان، تكون المياه المعدنية الطبيعية هي نفسها مياه الينابيع. فمثلاً، ماء الينابيع في إيطاليا وفرنسا يخضع لنفس الشروط التي تخضع لها المياه المعدنية في بريطانيا. واستخدام كلمة “معدنية” يعود إلى أن الماء يكون قد انتقل عبر طرق عديدة تحت الأرض حتى وصل إلى الزجاجة. لقد انتقل لأعلى ولأسفل وعبر العديد من التكوينات الصخرية المختلفة، وكل نوع من أنواع الصخور تلك يسهم في المحتوى المعدني للماء. وتلك “الطرق” التي يسلكها الماء هي التي تستخدم عموماً لمحاولة إقناعنا بنقاء أو مذاق أو المحتوى المعدني للماء وجعلنا نشتريه.
وأياً كان المصدر، فإن الأملاح المعدنية في المياه المعدنية هي في الواقع عالية القيمة جداً في نظامنا الغذائي ومن أجل صحتنا العامة. فإذا اخترت أحد أنواع المياه المعدنية من أجل التخلص من السموم بواسطة الماء بحيث يكون بمثابة مكمل لأي معادن تحتاج للحصول عليها من طعامك، فإن تلك ميزة كبيرة.
الأملاح المعدنية الأكثر شيوعاً وفوائدها الصحية
الكالسيوم
الكالسيوم عنصر ضروري من أجل نمو وقوة العظام والأسنان. كما أنه يساعد المخ على التواصل مع الجسم والعضلات. ويمكننا الحصول على الكالسيوم من المياه المعدنية اليومية التي نشربها بنفس الكمية التي نحصل بها عليه من اللبن، وهو مزيل تماماً للسموم.
الماغنسيوم
الماغنسيوم يفيد أيضاً في تقوية العظام والأسنان. كما أنه يدعم صحة القلب والدورة الدموية. وهو يستخدم في الجسم من أجل أعظم نشاط للخلايا، وهو أيضاً ضروري من أجل عمل الكالسيوم بشكل صحيح.
الصوديوم
إننا نعلم أن الصوديوم يفيد في موازنة مستويات السوائل في الجسم. والمشكلة الرئيسية هي أن أجسامنا تحتوي على قدر كبير للغاية منه، لذا فمن الأفضل أن يكون الصوديوم منخفضاً في نوع المياه المعدنية الذي تختاره.
البوتاسيوم
يعمل البوتاسيوم مع الصوديوم على تنظيم محتوى الجسم من الماء. وهو مفيد في التخلص من الصوديوم الزائد، وهو ما يفيد بدوره في منع ضغط الدم المرتفع.
الكلور
يعمل الكلور مع الصوديوم والبوتاسيوم على تنظيم مستويات الماء في الجسم.
البيكربونات
تساعد في تنظيم التوازن في الرقم الهيدروجيني pH في الجسم.
الكبريتات
يقال إنها تدعم التوازن الجيد للهرمونات، وتساعد في امتصاص الفيتامينات والبروتينات. وقد أظهرت الأطعمة الغنية بالكبريت أيضاً قدرة على خفض احتمالات الإصابة بالسرطان والجلطات الدموية.
من هذا التوضيح، يمكنك أن ترى أنه من الآمن على الأرجح أن نخلص إلى أن المياه الوحيدة التي تستحق أن تدفع فيها مالك وفقاً للاعتبارات الصحية هي المياه المعدنية الطبيعية. فمن المضمون أنك ستجد محتوى معدنياً في كل زجاجة. عليك أن تختار نوع المياه المعدنية التي ستشربها وفقاً للمذاق المفضل لديك. بعض أنواع المياه المعدنية تكون مالحة بشكل زائد عن الحد بالنسبة لي، في حين أن أنواع أخرى يكون مذاقها منعشاً ومنشطاً بحق. قم بشراء بعض الأنواع المختلفة على مدار فترة من الزمن واكتشف النكهات العديدة للماء.
أياً كان ذوقك وأياً كان طعامك، احرص دائماً على أن يكون الماء أحد الاعتبارات الرئيسية.
وبالطبع، هناك أيضاً نطاق ضخم من الزجاجات المتوفرة. قدم لنفسك شيئاً من المرح، واختر أنواع المياه المعدنية الطبيعية التي ستجربها حسب الزجاجة: زرقاء أو خضراء، طويلة أو قصيرة. زين مائدتك بزجاجة غريبة الشكل، وانظر إلى أي مدى سيفرط ضيوفك في شرب الماء. بمجرد أن تفرغ الزجاجة من الماء، استخدمها لتضع فيها شمعة وتحظى بزينة فورية لمائدتك في اللقاء التالي؛ تلك أناقة بالغة.
مسألة راحة
للمياه المعدنية ميزة أساسية أخرى. فحمل زجاجة ماء معك لضمان ارتفاع مستويات الماء لديك أسهل كثيراً في المعتاد من أن تتوقع أن تكون قادراً على أن تجد صنبوراً وكوباً في أي مكان خارج المنزل. إن حمل الماء يعني أن تكون قادراً على شرب الماء أو إعداد أي مشروب تريده بمجرد أن تريده أو بمجرد أن تشعر بالظمأ. وإبقاء الغطاء على فوهة الزجاجة يضمن بقاء الماء نظيفاً إذا تركته إلى جوار فراشك أو على مكتبك. وهذا يعني أيضاً ألا تبتل لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو مجلاتك، أو سجادة غرفة النوم بطريقة تستدعي أن تقوم بأعمال تنظيف وتجفيف كنت في غنى عنها.
واستخدام الماء المعبأ هو أيضاً طريقة جيدة لتتابع كمية الماء التي تشربها كل يوم. فمحاولتك أن تشرب 2 لتر من الماء يومياً هدف جيد، ولكن معرفة عدد أكواب الماء التي يجب أن تشربها لتصل إلى 2 لتر فهذا أمر صعب إلى حد ما. فعندما تشرب أكواب الماء في منزل شخص آخر أو تحاول أن تحسب المحتوى المائي لكل شيء استهلكته من الطعام أو المشروبات الأخرى، فالأرجح أنك ستخفق في شرب لترين كاملين من الماء.
ولكن إذا أخرجت الزجاجات سعة 2 لتر من الثلاجة كل صباح وشربتها على مدار اليوم، فلن يساورك أي شك بشأن كمية الماء التي استهلكتها. إنني لا أقول إنك بحاجة إلى أن تحمل معك زجاجات الماء سعة 2 لتر منذ بدء الصباح، ولكن يمكن أن تكون هناك زجاجة للصباح وأخرى للظهيرة. معظم زجاجات الماء الكبيرة سعتها 1.5 لتر، وتلك ثقيلة للغاية. كبديل لذلك، يمكنك أن تشتري زجاجة سعة 500 مللي كل صباح ثم تعيد ملأها من ماء الصنبور 3 مرات يومياً على مدار اليوم. ويمكنك أن تشتري زجاجة سعة 1.5 لتر من مكان قريب من العمل وتشربها خلال اليوم، ثم تستكمل الـ 500 مللي المتبقية في المساء عندما تعود إلى المنزل. وأياً كان ما ستفعله، فسترى كم سيكون من السهل بذلك أن تحصل على حصتك الكاملة المكونة من 2 لتر من الماء كل يوم.