البوليكوزانول عبارة عن مكمل غذائي، يزداد الانتباه إليه، ويكتسب شهرة بين الأطباء ومشرفي الرعاية الصحية والمتحمسين للطب الطبيعي في كل أنحاء العالم، هذا المكمل الغذائي الذي يزداد شعبية يستطيع أن يخفض الكوليسترول إلى المستوى الطبيعي، بشكل مشابه للعقاقير الدوائية التي تفعل ذلك. يستطيع البوليكوزانول أن يخفض بعض عوامل الخطورة الأخرى المترافقة مع المرض القلبي. ومن المستغرب أنه يقوم بهذا العمل المفيد دون أدنى آثار جانبية.
لقد أظهر البوليكوزانول مقدرة فائقة على تخفيض كولستيرول (LDL) الضار بنسبة 25-30%، ورفع من مستوى كولستيرول (HDL) المفيد بنسبة 15-25%. والأفضل من ذلك، أن هذا المركب يمنع أكسدة كولستيرول (LDL)، ويخفض من البروتين الشحمي (LPA lipoprotein)، ويقلل من احتمال حدوث الجلطة الدموية، ويعزز الدورة الدموية، ويقلل حدثيات الالتهاب في جدران الشرايين.
ما هو البوليكوزانول؟
البوليكوزانول مركب موجود بشكل طبيعي، ويستخلص من شمع قصب السكر sugar-cane wax، وشمع العسل beeswax، وشمع نخالة الأرز rice-bran wax. معظم الدراسات التي أجريت على البوليكوزانول تمت على النوع المستخرج من شمع قصب السكر. لقد تم الكشف عن المركب لأول مرة وتمت دراسته في كوبا، كمادة طبيعية فعالة في تخفيض مستويات الكوليستيرول المرتفع في الدم.
البوليكوزانول عبارة عن خليط من سلاسل طويلة من كحولات دهنية long-chain fatty alcohol. أحد هذه الكحولات الدهنية هو أكتاكوزانول octacosanol. وهذا الكحول الدهني استعمل على مدى قرون كمكمل غذائي آمن، يحسن من قدرة تحمل الجسم، ويزيد من إنتاج الطاقة. يوجد هذا الكحول الدهني في لحاء وأوراق فواكه الحمضيات.
يحتوي البوليكوزانول على كحولات دهنية طويلة السلاسل الأخرى. وكما يدل الاسم (بولي Poli تعني عديد الكحولات)، وهي تعمل معاً في تآزر داخل الجسم، حتى تحقق صحة مثالية للجهاز القلبي الوعائي.
الكحولات الدهنية المفيدة
إن سماع كلمة كحولات دهنية قد لا يعطي الانطباع الجيد عن مفهوم الصحة. ولكن هذه الكحولات ببساطة ما هي إلا مفردة من مفردات الكيمياء الحيوية، تُعَبِّر عن مركب يحتوي على مجموعة كحول (-OH) موجودة في نهاية سلسلة كربونية.
في واقع الأمر يستعمل الجسم هذه الكحولات الدهنية لإنتاج مركبات عازلة حول الألياف العصبية (تسمى نخاعين Myelin)، بجانب مواد أخرى في الجسم. من ناحية أخرى هذه الكحولات الدهنية نفسها تتحول داخل الجسم إلى حموض دهنية أساسية لها فوائدها المتعددة لصحة الفرد.
آلية عمل البوليكوزانول
تختلف آلية عمل البوليكوزانول عن معظم الستاتينات statin، وهي العقاقير الصيدلانية التي توصف من أجل تخفيف الكولستيرول، مثل الميفاكور Mevacor، والبرافاكول Pravachol، والزوكور Zocor.
تعمل الستاتينات عن طريق تثبيط إنزيم كبدي يسمى ريدكتاز HMG-CoA reductase. يساعد هذا الإنزيم الخلايا الكبدية في تصنيع الكولستيرول.
لسوء الحظ، فإن لهذا العمل المفيد ثمنه، ويقف على رأس القائمة حدوث انسمام للخلية الكبدية من هذه الستاتينات. من ناحية أخرى فإن هذا الإنزيم بالذات يساعد أيضاً في تصنيع مساعد الانزيم Q10، وهي مادة هامة جداً لعمل القلب، بل لجميع خلايا الجسم، حيث إن الانزيم المساعد كيو 10 يلعب دوراً كبيراً في إنتاج الطاقة.
يعمل البوليكوزانول على إحصار أو منع تصنيع الكولسترول، ولكن بطريقة مختلفة عن أدوية الستاتينات. حيث يبدو أن البوليكوزانول يعزز تحطيم كولسترول (LDL) السيء.
لا يتوقف الأمر على تخفيض الكولستيرول فقط
إن ما يثير الإعجاب حول بمفعول البوليكوزانول (بغض النظر عن تأثيره الهام في تعديل مستوى الكولستيرول نحو المجال السوي)، هو أن له تأثيرات مفيدة كثيرة نحو عوامل الخطورة الأخرى للمرض القلبي، وسنعطي لمحة عنها فيما يلي:
تقليل إمكانية حدوث الجلطة الدموية
لقد أظهرت دراسة حديثة أن البوليكوزانول خفّض بشكل واضح آلية تكدس الصفيحات. إن الصفيحات الدموية هي تلك الجزيئات الخلوية اللصوقة التي تُكوِّن الخثرة الدموية، فإذا أمكن منع تكدس هذه الجزيئات عن طريق البوليكوزانول مثلاً، يقل حدوث الخثرات الخطيرة.
تكدس الصفيحات Platelet Aggregation
هو قابلية الصفيحات أن تلتصق معاً، وبالتالي تحفز عمل الجلطة الدموية
يمكن تشبيه آلية تمييع الدم التي يحدثها البوليكوزانول، بالآلية التي يحدثها الأسبرين في هذا المجال. لقد تبين أن بعد استعمال البوليكوزانول ولمدة أسبوعين، يحدث انخفاض في مستوى الثرومبوكسينات في الدم. ووجد أن مادة الثرومبوكسان Thromboxane تحدث تقبضاً وعائياً وتساعد عملية التجلط، وكلاهما يمكن أن يساعد في حدوث الجلطة الدماغية والنوبة القلبية.
دعم سلامة وصحة الشرايين
إن سماكة جدران الشرايين تعيق جريان الدم المثالي. تحدث سماكة الشرايين حينما يحدث تكاثر سريع للخلايا. وقد أظهرت الأبحاث أن البوليكوزانول يحدُّ من سرعة التكاثر كما تفعل أدوية الستاتينات.
أظهرت الدراسات على حيوانات التجارب أن البوليكوزانول يوقف حدوث آفات الشرايين. تابعت إحدى هذه الدراسات ما يحدث للأرانب بعد إطعامهم غذاءً غنياً بالكولستيرول، ووجد الباحثون أن معظم الأرانب التي أعطيت البوليكوزانول، لم يتطور لديها تصلب الشرايين، بمعنى آخر قللت من بناء اللويحات على جدران الشرايين.
لقد تبين أيضاً أن البوليكوزانول له مقدرة فائقة مضادة للأكسدة وخاصة على الكولستيرول (LDL)، وقد أثبتت هذه الأبحاث أن هذه العملية تبدأ الحدثيات الالتهابية التي تنتهي ببناء اللويحات على بطانة الشرايين.
لا يؤدي البوليكوزانول إلى خفض مستوى كولستيرول (LDL) السيء فقط، ولكنه أيضاً يمنع أكسدته، وهذه الآلية أهم تأثيراً من الكمية الكلية للكولستيرول (LDL).
البوليكوزانول يخفض من مستويات البروتين الشحمي (a)
يعتبر البروتين الشحمي (a) واسماً (علامة) هاماً للدلالة على المرض القلبي. وقد وجد أن البوليكوزانول واحد من قلة من المواد الطبيعية التي أظهرت الدراسات أنها تخفض من مستويات البروتين الشحمي (a).
نعيد فنذكِّر أن بعض الدراسات أظهرت أن بعض الأدوية المشهورة التي تساعد على تخفيض الكولستيرول مثل الميفاكور والزوكور، ربما ترفع مستويات البروتين الشحمي (a).
البوليكوزانول والدراسات العلمية
توجد وفرة من المكملات الغذائية (nutritional supplements)، كل منها مصحوب بكم هائل من التقارير التي تضفي عليه آثاراً صحية رائعة، ولكن لا يوجد ضمن هذه الوفرة من المكملات ما يستطيع أن يتفوق على البوليكوزانول من حيث الدراسات العلمية التي أجريت عليه. بل تكاد تكون الأبحاث على هذا المكمل الغذائي تعادل – من ناحية الكم – ما يجري على العقاقير الصيدلانية المطروحة في الأسواق.
أكثر من 80000 فرد شاركوا في دراسات على البوليكوزانول، وتأثيراته على صحة الجهاز القلبي والوعائي. كثير من هذه الدراسات أجريت في كوبا حيث كانت نشأة هذا المركب. هناك أبحاث نوعية تحدث في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً وبلاد أخرى من العالم. والاهتمام الزائد بالبوليكوزانول نتج عن نشر أبحاث متعددة كل عام، وسنعطي أمثلة عليها فيما يلي:
ارتفاع الكولستيرول
الحقيقة، ليس الكولستيرول هو ذلك المجرم الذي تصوره الدعاية سواء الطبية أو الإعلامية. وبالرغم من ذلك، فإن المستويات المرتفعة منه يمكن أن تجعل من الفرد أكثر قابلية للإصابة بالمرض القلبي، خاصة إذا كان الارتفاع في الكولستيرول LDL والبروتين الشحمي (a).
لقد ذكر في مراجعة على الدراسات المحكمة، مزدوجة التعمية (double blind) التي نشرت في المجلة الأمريكية لأمراض القلب، أن البوليكوزانول قد خفض الكولستيرول الكلي بنسبة 17-21%، وكولستيرول (LDL) بنسبة 21-29%، كما رفع مستوى كولستيرول (HDL) بنسبة 8-15%، كما ذكرت المجلة أيضاً أن جرعة (10 مغ) يومياً من البوليكوزانول كافية لتخفيض الكولستيرول (LDL) مثل أدوية الستاتينات (مثل سيمفاستاتين Simvastatin، والبرافاستاتين Parvastation).
لقد وجد أن البوليكوزانول لا يؤثر بشكل فعال في تخفيض ثلاثيات الجليسيريد، إلا أن هناك مكملات غذائية أخرى (ستذكر لاحقاً في هذا الكتاب) يمكن أن تؤدي هذا الدور، بجانب تعديل نمط الحياة أيضاً.
الكولستيرول المرتفع عند المرأة بعد سن اليأس
لقد وجد أن تأثير البوليكوزانول على السيدات بعد سن الإياس له إيجابيات كثيرة. كل النساء اللاتي دخلن الدراسة كان لديهن ارتفاع في الكولستيرول الكلي، وكولستيرول (LDL)، بالرغم من خضوعهن على مدى ستة أشهر لحمية غذائية لتخفيض الكولستيرول. بإعطائهن (10 مغ) يومياً من البوليكوزانول، خفض كولستيرول (LDL) بنسبة 26.7%، والكولستيرول الكلي بنسبة 19.5%، في حين رفع كولستيرول (HDL) بنسبة 7.4%. أما النساء اللاتي أخذن حبوب الغفل (الوهمية/المزيفة) placebo فلم تتأثر مستويات الكولستيرول لديهن.
حماية المرضى المصابون بالداء السكري
بسبب ارتفاع مستويات الانسولين، والجلوكوز الذي يخلق نوعاً من عدم التوازن في مستوى الكولستيرول، فإن الأشخاص المصابين بالداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالمرض القلبي. لقد بينت الدراسات أن البوليكوزانول يخفض بشكل فعال الكولستيرول الكلي و (LDL) في مرضى الداء السكري غير المعتمدين على الإنسولين. وبينت الدراسات أيضاً أنه يرفع من مستوى كولستيرول HDL بفعالية أكبر من دواء الستاتين (ليفوستاتين) عند المرضى السكريين.
الوقاية من السكتة (الجلطة) الدماغية
يعمل البوليكوزانول على خفض مستوى الكولستيرول المرتفع، وعوامل أخرى مثل البروتين الشحمي (a) تؤهب جميعها للجلطة الدموية. ومثل الأسبرين، أظهرت إحدى الدراسات أن البوليكوزانول يقلل من تكدس وتلاصق الصفيحات الدموية، وبالتالي يقلل من احتمالات حدوث الجلطة. بمعنى آخر إذا كان من السهولة تجمع الصفيحات والتصاقها، يصبح الفرد أكثر قابلية لحدوث الجلطة التي يمكن أن تكون في الدماغ (السكتة) أو أي مكان آخر. في هذه الدراسة نفسها، وجد أن البوليكوزانول أكثر فاعلية من كثير من الأدوية المخفضة للكولستيرول مثل البرافاستاتين في مسألة تكدس الصفيحات عند المرضى المتقدمين في العمر، والذين لديهم ارتفاع في مستوى الكولستيرول.
الذبحة الصدرية Angina
هذه الحالة التي تتميز بألم عاصر، أو ضاغط في الصدر، تحدث بسبب نقص في وصول الأوكسجين إلى العضلة القلبية، أو تشنج في الشرايين المغذية لها. في دراسة مزدوجة التعمية double blind وجد أن البوليكوزانول فعال في حالات الذبحة الصدرية. إن استعماله بالمصاحبة مع الأسبرين يكون أكثر فاعلية من استعمال أي واحد منهما بمفرده.
العرج المتقطع Intermittent Claudication
يحدث في تلك الحالات إحساس بالألم في الساقين بسبب نقص التروية الدموية لهما.
عوامل الخطورة للإصابة بهذه الحالة تشمل الداء السكري، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولستيرول، والتدخين. كل هذه العوامل تساهم في حدوث تصلب الشرايين، عن طريق زيادة تكوين اللويحات على جدران الشرايين. إحدى الدراسات الهامة أظهرت أن إعطاء (20 مغ) يومياً من البوليكوزانول قد قلل من العرج، وزاد من المسافة التي يستطيع المريض أن يقطعها سيراً بنسبة 66%.
المقارنة بين البوليكوزانول وأدوية الستاتينات
تعتبر أدوية الستاتينات الأدوية الرئيسية في الممارسة الطبية التقليدية المستعملة في تخفيض مستوى الكولستيرول، والأمثلة المشهورة لها سيميفاستاتين (الزوكور)، واللوفاستاتين (ميفاكور). ويمكن القول أن البوليكوزانول يمكنه الوقوف كمنافس أمام هذه الأدوية، ففي حين تكون نتائج البوليكوزانول مشابهة للستاتينات في تخفيض الكولستيرول الكلي وكولستيرول LDL، فإنه يتفوق عليها بأنه يرفع كولستيرول (HDL). لقد نشر في المجلة الدولية للفارماكولوجية السريرية سنة 1999، دراسة تقارن بين البوليكوزانول واللوفاستاتين، ووجدت أن البوليكوزانول فقط هو الذي استطاع أن يرفع بشكل واضح مستوى كولستيرول (HDL).
وجدت دراسة مقارنة أخرى أن عطاء 10 مغ من البوليكوزانول يومياً خفض كولستيرول (LDL) بنسبة 24% بالمقارنة مع 22% بالنسبة للفوستاتين (ميفاكور) 20 مغ يومياً، و15% بالنسبة لسيمفاستاتين (زوكور) 10 مغ يومياً. دراسات أخرى أعطت نتائج مماثلة.
أجريت أيضاً دراسات تم فيها مشاركة البوليكوزانول مع الأدوية المخفضة للكولستيرول الأخرى حتى يتآزر الاثنان.
إحدى الميزات الأخرى للبوليكوزانول هو أنه لا يستنزف كمية الانزيم المساعد coenzyme q10 من الجسم، وهو مركب هام جداً لصحة الخلايا والقلب بوجه خاص. إحدى الدراسات التي أجريت في سنة 1993 ونشرت في مجلة الفارماكولوجي السريرية، وجدت أن استعمال أدوية الستاتينات مثل برافاستاتين وسيمفاستاتين ينقص مستوى الانزيم المساعد Q10 بما يقارب 40% بعد استعمالها مدة ثلاثة أشهر. وقد بينت دراسات كثيرة أخرى أن استعمال الستاتينات يخفض من هذا المركب الهام في الجسم.
استعمال البوليكوزانول كمكمل غذائي للحصول على نتائج مثالية
كل فرد منا شخصية مميزة عن غيرها، وبالتالي فإن استعمال البوليكوزانول يحتاج إلى تجربة لمعرفة من يمكن له الاستفادة منه. معظم الدراسات التي أعطت نتائج إيجابية كانت تستعمل جرعة تتراوح بين (10-20 مغ يومياً) من أجل تخفيض الكولستيرول ورفع مستوى (HDL).
يوصى بالبدء بجرعة مخفضة (10 مغ يومياً) من البوليكوزانول مع وجبة العشاء. ثم عليك أن تفحص دمك بعد 2-3 أشهر من بدء استعمالك للبوليكوزانول حتى تقيّم عوامل الخطورة الخاصة بالجهاز القلبي الوعائي.
إذا لم تكن الاستجابة إيجابية، فعليك أن ترفع الجرعة إلى (20 مغ يومياً) ثم يعاد فحص الدم بعد (2-3) أشهر.
بعض الأفراد يجدون أنهم باستعمالهم جرعة لا تتجاوز (5 مغ يومياً)، يحققون تجاوباً رائعاً.
يجب أن تتذكر أن البوليكوزانول لا يؤدي إلى خفض ثلاثيات الجليسيريد، فإذا كانت مرتفعة، عندها قد تستفيد من بعض التعديلات الغذائية، وأيضاً تغيير نمط الحياة، وأخيراً باستعمال بعض المكملات الغذائية مثل زيت السمك، والنياسين niacin وبنتاثين pentathine والثوم.
استعمال البوليكوزانول مع أدوية أخرى ومكملات غذائية
إحدى الصفات الفريدة والمميزة للبوليكوزانول هو أنه لا يتداخل في استقلاب الأدوية في الكبد. لم توجد أي مضاعفات عند استعمال البوليكوزانول وأدوية القلب الأخرى مثل مميعات الدم، وحاصرات بيتا. من ناحية أخرى، لم تحدث أية مشكلة في الدراسات السريرية التي استعمل فيها البوليكوزانول وكان المرضى يستعملون في نفس الوقت أدوية أخرى مثل مضادات الكالسيوم، ومدرات البول وموسعات الأوعية، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، والمبروبامات meprobamate، والهرمونات الدرقية، والديجوكسين، ومضادات الاكتئاب، ومضادات القلق.
لقد وجدت الدراسات أيضاً أن البوليكوزانول آمن إذا أخذ بالمشاركة مع الأسبرين والستاتينات المخفضة للكولستيرول، وأدوية ارتفاع الضغط. بل وجد أنه ربما يعزز مفعول البروبنانولول، وهو دواء يستعمل في ضغط الدم المرتفع.
يبدو أن البوليكوزانول يعمل بالتآزر مع الكثير من المكملات الغذائية التي تستعمل في تخفيض مستوى الكولستيرول. يصف الكثيرون من الأطباء والممارسين البوليكوزانول بالمشاركة مع مكملات غذائية تعزز سلامة وصحة الجهاز القلبي الوعائي مثل بذر الكتان، وزيت السمك، والثوم.
قبل استعمال أي من الأدوية أو المكملات الغذائية، لابد من استشارة الطبيب كما سبق وأشرنا، وهذا ينطبق أيضاً على البوليكوزانول. فإذا كنت تستعمل أدوية لتخفيض الكولستيرول، فربما يخفض طبيبك الجرعة أو حتى يوقف هذا التداوي إذا كنت تستعمل البوليكوزانول لمدة ستة أسابيع أو أكثر.
درجة الأمان وكذلك السميّة للبوليكوزانول
حين طرح أي مكمل غذائي أو أي دواء للاستعمال، لابد من العمل على تعيين درجة الأمان التي يتمتع بها، ومقدار السمية المحتملة من تناوله. ولحسن الحظ فقد أثبت الكثير من الدراسات على البشر، وتجارب الحيوانات أن البوليكوزانول يتمتع بدرجة أمان كبيرة، لم تظهر التجارب على الفئران التي أعطيت جرعة كبيرة من البوليكوزانول (1724 ضعف الكمية التي يتعاطاها البشر) أية أعراض سمية.
في إحدى الدراسات قيّمت درجة تحمل تناول البوليكوزانول في مجموعة مكونة من 27000 مريض. جميع هؤلاء المرضى تناولوا هذا المركب لمدة شهر على الأقل، ولم يبلغ عن أي أثار جانبية إلا (86 مريضاً) (0.31%)، وأكثر هذه الأعراض الجانبية فقدان الوزن في حين توقف عن العلاج (22 مريضاً) (0.08%) بسبب آثار جانبية مفترضة.
مما يثير الدهشة، أن الدراسات مزدوجة التعمية التي استعملت فيها الحبوب الوهيمة placebo، كانت الآثار الجانبية المشاهدة فيمن يستعملون حبوب placebo أكثر من الذين يستعملون البوليكوزانول فالمجموعتان بلغتا بالتساوي عن آلام بطنية. ووجد أيضاً أن عدد من أصابتهم مشكلات متعلقة بالشرايين الإكليلية فمن يستعملون البوليكوزانول أقل ممن يستعملون حبوب الغفل.
موانع استعمال البوليكوزانول
بالرغم من أن استعمال البوليكوزانول لم يسبب عقماً، أو أي عيوب ولادية في التجارب التي أجريت على الحيوانات، فمن المستحسن عدم استعماله من قبل النساء الحوامل والسبب من ذلك، أنه بدواعي أخلاقية، لم تجر تجارب على الحوامل.
بجانب ذلك من المعروف أن الجنين يحتاج إلى الكولستيرول من أجل تطوره، وأي مادة تقلل من هذا المركب الهام يجب تحاشيها أثناء الحمل.
من ناحية أخرى، حيث إن البوليكوزانول لم تتم دراسته أثناء الحمل، فيفضل أيضاً عدم استعماله في فترة الإرضاع، بالرغم من أن مستويات الكولستيرول قد تكون أحياناً مرتفعة جداً عند الأطفال، فإن الاستعمال الآمن للبوليكوزانول في الأطفال لم يتم توثيقه بعد.