ونقصد بالتسريب أي عدم إغلاق الصمام بإحكام، مما يسمح بارتجاع الدم إلى الوراء باتجاه القلب backward blood flow، وهذا يؤدي إلى الشعور بالتعب وصعوبة بالتنفس، لأن الدم لا يصل إلى كافة أجزاء الجسم بكفاءة.
إن خيارات العلاج تعتمد على مدى شدة الحالة والعلامات والأعراض. ففي الحالات الخفيفة قد لا تحتاج إلى أي علاج، أما في الحالات الشديدة فيجب إجراء جراحة لإصلاح أو استبدال الصمام.
يهدف العلاج إلى تحسين وظيفة القلب. إن إهمال العلاج سيؤدي في نهاية المطاف إلى قصور أو فشل القلب واضطراب نظم القلب.
أسلوب المراقبة Observation
بعض المرضى لا يحتاجون إلى أي علاج، ولا تظهر عليهم أية أعراض، ومع ذلك، سيقوم الطبيب بمراقبة الصمام والارتجاع الحاصل والعلامات والأعراض بشكل دوري حتى لا يتأخر في إجراء الخيار المناسب للعلاج.
العلاج الدوائي Medications
لا يمكن للدواء أن يعالج مشكلة ارتجاع الصمام الميترالي، لكنه سيساعد في معالجة المشاكل المصاحبة للحالة، ومن أمثلة هذه الأدوية
– مدرات البول: وتهدف إلى منع تراكم السوائل في الرئتين والساقين.
– ادوية ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى جعل تسرب الصمام أسوء حالاً، لذا، يصف الطبيب أدوية تساعد على خفضه.
– نظام غذائي منخفض الأملاح: لمنع تراكم السوائل وخفض ضغط الدم.
العلاج الجراحي Surgery
إذا كنت تشعر بصحة جيدة، فقد يشير عليك الطبيب إجراء جراحة اصلاح أو استبدال للصمام التاجي وذلك ضمن جراحة القلب المفتوح.
ربما ترغب في تأجيل هذه الجراحة لأنك خائف أو لا تشعر بأية أعراض، وهذا أمر طبيعي، فالقلب لديه القدرة على مواجهة المشاكل الناتجة عن تسريب الصمام والتكيف معها. لكنك إذا انتظرت طويلاً، فإن قلبك سوف يصبح ضعيفاً ولا تعود حتى قادراً على إجراء الجراحة. لذا، من المهم عدم التأجيل لتجنب مشاكل القلب في المستقبل.
يتطلب إصلاح أو استبدال الصمام إجراء جراحة القلب المفتوح open-heart surgery تحت التخدير العام.
في هذه العملية يتم عمل شق جراحي على طول عظمة الصدر (القص) لفتح الصدر، ثم يتم توصيل القلب بجهاز أو ماكينة تسمى المجازة القلبية الرئوية heart-lung machine والتي ستؤدي وظيفة القلب والرئتين خلال العملية.
ستحتاج إلى المكوث في وحدة العناية المركزة ليوم واحد أو أكثر لمراقبة وظائف القلب بشكل دقيق.
جراحة إصلاح الصمام Valve repair
تجرى هذه الجراحة ضمن ثلاثة طرق
1. التعديل على الصمام الأصلي نفسه لمنع تدفق الدم إلى الوراء، وتسمى بـ رأب الصمام valvuloplasty
2. إعادة وصل وربط وريقات الصمام leaflets أو إزالة الأنسجة الزائدة، حتى يغلق الصمام بإحكام
3. استبدال حلقة الصمام annuloplasty
من الضروري اختيار جراح ذو خبرة كافية لإجراء هذه العملية.
جراحة استبدال الصمام Valve replacement
يتم اللجوء إلى جراحة استبدال الصمام في حالة تعذر إصلاحه، حيث يتم استبداله بإحدى أنواع الصمامات الصناعية التالية:
– صمام ميكانيكي Mechanical valve: مصنوع من المعدن، ويستمر لفترة طويلة، لكنه معرض لخطر تكوين الجلطات الدموية التي قد تتشكل على الصمام أو تنتقل إلى الدماغ فتسبب السكتة أو إلى شرايين القلب فتؤدي إلى الذبحة الصدرية. لذلك، ستحتاج إلى تناول أدوية مضادة للتخثر (مميع الدم) مدى الحياة مثل الوارفارين warfarin.
– صمام نسيجي Tissue valve: ومصدره من الأنسجة الحيوانية، وتسمى بـ الصمامات الصناعية الحيوية bioprostheses. وميزة هذا الصمامات أنك لن تحتاج إلى تناول مميعات الدم لفترة طويلة، لكنك ستضطر إلى استبدالها مع مرور الوقت.
تقنيات بتدخل محدود Less invasive techniques
يستخدم الآن بعض الجراحين تقنيات أقل تدخلاً (دون الحاجة إلى جراحة القلب المفتوح)، مما يعني مضاعفات وألم أقل، وفترة تعافي ونقاهة أقصر، وعودة أسرع إلى ممارسة النشاطات اليومية.
1. قسطرة القلب heart catheterization: يتم إدخال القسطرة دون الحاجة إلى عمل شق أو فتح الصدر.
2. تقنية الروبوت (جراحة القلب بواسطة الانسان الالي Robotic Cardiac Surgery):
تعتبر هذه التقنية الثورية أداة مساعدة للجراح، فهي تمتاز بـ
– الدقة والثبات مقارنة مع يد الجراح الحقيقي (إصلاح أفضل وتضاءل احتمالات الأخطاء البشرية).
– المرونة في الدوران (دوران بزاوية 540 درجة).
– الحرية في الحركة (أذرعة الرجل الالي أنحف من يد الجراح)
– الرؤية الواضحة مقارنة مع العين البشرية (كاميرا الروبوت توفر تكبير 10 مرات).
– الثقب الجراحي الذي تتركه في الصدر أصغر بكثير من العمليات الأخرى (تعافي أسرع).
اسأل عن المراكز الطبية التي توفر هذا النوع من التقنيات واستشر طبيبك إذا كانت تصلح لك.