هي حالة طبية نادرة ولكن خطيرة يحدث فيها تمزق في الشريان الابهر. يحدث التمزق في الطبقة الداخلية من شريان الأبهر، فيخلق مجرى دموي جديد يتدفق إلى الطبقة الوسطى مسبباً انفصال الطبقتين عن بعضهما، وإذا ما وصل التمزق إلى الطبقة أو الجدار الخارجي فإنها قد تسبب الوفاة.
أعراض تسلخ الأبهر
تتشابه الأعراض مع أمراض القلب الأخرى مثل النوبة القلبية، وتشمل الأعراض النموذجية:
– ألم شديد ومفاجئ في الصدر أو الجزء العلوي من الظهر.
– فقدان الوعي أو الاغماء.
– ضيق التنفس.
– أعراض كالسكتة الدماغية: فقدان مفاجئ للرؤية وصعوبة النطق والتعب وشلل في أحد نصفي الجسم
– التعرق.
– نبض ضعيف في ذراع واحدة.
من الضروري طلب المساعدة الطبية الطارئة إذا كانت ظهرت لديك أعراض كآلام شديدة في الصدر، الإغماء، ضيق في التنفس، أعراض السكتة الدماغية.
أسباب تسلخ الأبهر
يحدث التسلخ عادة في المنطقة الضعيفة من جدار شريان الأبهر. أما عن الأسباب فهي:
– ارتفاع ضغط الدم المزمن
– متلازمة مارفان Marfan syndrome
– حوادث السيارات: إصابة الصدر
أنواع تسلخ الابهر
يمكن تقسيم حالات تسلخ الابهر إلى مجموعتين وذلك بناءً على الجزء المصاب من الشريان الاورطي
– النوع A: وهو الأخطر والأكثر شيوعاً، ويحدث التمزق في الجزء الخارج من القلب والجزء العلوي والسفلي من شريان الأبهر الذي قد يمتد إلى البطن.
– النوع B: ويحدث التمزق في الجزء السفلي من الشريان الاورطي والذي قد يمتد إلى البطن.
عوامل الخطر
تشمل العوامل المؤهبة للإصابة
– ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، حيث وجد في ثلثي حالات تسلخ الابهر
– تصلب الشرايين atherosclerosis
– وجود حالة مسبقة لـ أم الدم الأبهرية aortic aneurysm
– خلل في الصمام الأبهري ثنائي الشرفات bicuspid aortic valve
– كنت مولوداً مع حالة تضيق الأبهر aortic coarctation
الأمراض الوراثية genetic diseases
– متلازمة تيرنر Turner’s syndrome: تسبب هذه المتلازمة ارتفاعاً في ضغط الدم ومشاكل صحية أخرى في القلب، وهذا بدوره يشكل عامل خطر على جدار الشريان الابهري
– متلازمة مارفن Marfan syndrome: في هذه المتلازمة يكون النسيج الضام ضعيفاً. (الانسجة الضامة تدعم الجلد والعظام والأوعية الدموية). كما أن المصابين لديهم تاريخ عائلي في مرض أم الدم الأبهري، حيث يكون الوعاء الدموي ضعيفاً مما يجعله عرضة للتمزق.
– متلازمة إهلرز دانلوس Ehlers Danlos syndrome: من أمراض النسيج الضام المصنفة تحت الجلد. تسبب ضعف الأنسجة الضامة ارتخاء في المفاصل وهشاشة الاوعية الدموية وسهولة اصابة الجلد بالكدمات.
– متلازمة لويز ديتز Loeys Dietz syndrome: في هذه المتلازمة، تكون الشرايين ملتوية خاصة في الرقبة، مما يؤهب خطر نشوء أم الدم وتسلخ الأبهر.
عوامل خطر أخرى
الجنس: إذا كنت رجلاً، فأنت معرض أكثر من المرأة بنسبة الضعف.
العمر: 60 – 70 سنة.
تعاطي الكوكايين: لأنه يرفع ضغط الدم.
الحمل: حالات نادرة.
المضاعفات والتعقيدات
يمكن أن يؤدي تسلخ الابهر إلى نتائج خطيرة قد تشمل على ما يلي:
– الوفاة (لا قدر الله): وذلك بسبب النزيف الداخلي الشديد، بما في ذلك النزيف في بطانة ما حول القلب (غشاء التامور pericardial sac).
– تضرر الأعضاء: مثل الفشل الكلوي أو أضرار مميتة في الأمعاء.
– السكتة الدماغية Stroke: وقد تشمل الشلل paralysis.
– تلف صمام شريان الأبهر: مثل ارتجاع صمام الأبهري aortic regurgitation.
الفحوصات والتشخيص
تكون أعراض تسلخ الأبهر مخادعة للطبيب، لأنها تتشابه مع أعراض المشاكل الأخرى للقلب.
قد يشتبه طبيبك بوجود تسلخ الابهر في حالة وجود العلامات التالية:
– ألم مفاجئ أشبه بالشعور بالتمزيق في الصدر.
– ظهور توسع في شريان الابهر في الاشعة السينية X-Ray.
– وجود فروقات في قياسات ضغط الدم ما بين الذراعين.
على الرغم أن هذه العلامات قد تشير إلى تسلخ الأبهر، إلا أنه قد تبرز الحاجة إلى اجراء المزيد من فحوصات التصوير التي قد تشتمل على:
– التصوير المقطعي المحوسب Computerized tomography scan واختصاره CT scan
– التصوير بالرنين المغناطيسي Magnetic resonance angiogram واختصاره MRA
– مخطط صدى القلب عبر المريء Transesophageal echocardiogram واختصاره TEE
خيارات العلاج
تستدعي حالة تسلخ الابهر العلاج الفوري الذي قد ينطوي على الدواء والجراحة تبعاً للمنطقة المعنية من الشريان الابهر.
النوع A:
الجراحة هي الإجراء المفضل في هذا النوع، حيث يقوم الجراح بإزالة أكبر جزء ممكن من الشريان المتضرر وإعادة بناؤه بواسطة انبوب صناعي synthetic tube (رقعة أو طعم graft).
قد تحتاج أيضاً إلى إصلاح أو استبدال صمام الابهر إذا رافقت الحالة.
النوع B:
يمكن تشمل خيارات العلاج على الدواء أو الجراحة. أما الخيار الجراحي، فهو مماثل للإجراء المطبق في النوع A.
في بعض الحالات، قد يتم وضع دعامة لإصلاح تسلخ الابهر. هذه الدعامة stent عبارة عن انبوب صغير على شكل شبكة سلكية تعمل كالسقالة.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي للنوع B، فيشتمل على أدوية خفض قوة الدم على الشريان الابهري عن طريق خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
سوف تحتاج في كلا النوعين إلى السيطرة على ضغط الدم وإجراء فحوصات تصويرية دورية بعد العلاج.
الوقاية من تسلخ الابهر
– السيطرة على ضغط الدم: من الضروري شراء جهاز قياس الضغط المنزلي لمراقبة ضغط دمك والحفاظ على معدل يقل عن 140/90.
– الاقلاع عن التدخين فوراً.
– السيطرة على الوزن: اعتمد حمية قليلة الأملاح ومارس التمارين الرياضية بانتظام.
– اربط حزام الامان: لتتجنب الاصابات في منطقة الصدر.
– أطلع طبيبك على التاريخ المرضي لعائلتك: من الضروري إعلام الطبيب في حالة إصابة أحد أفراد عائلتك بتسلخ الابهر أو اضطرابات النسيج الضام أو مشاكل في الصمام الابهري.