“إنني متعبة جدا!”، تلك واحدة من أكثر الجمل تكرارا في أثناء الحمل، حيث تشعر غالبية النساء بالتعب في أثناء فترة الحمل أكثر من المعتاد؛ ففي الأشهر الأولى من الحمل، يعمل الجسم بنشاط، حيث يفرز الهرمونات وينتج الكثير من الدم لنقل المغذيات إلى الجنين، كما أنه يزيد من سرعة القلب من أجل التلاؤم مع الزيادة في جريان الدم؛ هذا، بالإضافة إلى تغيير طريقة استهلاك الماء والبروتينات والكربوهيدرات والدهون، فضلا عن أن ارتفاع مستوى البروجستيرون يؤدي إلى الشعور بالنعاس بطريقة مباشرة، كما أن حمل الوزن الزائد للطفل في الأشهر الأخيرة من الحمل أمر متعب أيضا.
وبالإضافة إلى تلك التغيرات الفيزيائية، فإن الحامل تتعامل مع مجموعة مختلفة من المشاعر والهموم والتي قد تستنزف طاقتها وتزعج نومها؛ كما أنه من الطبيعي أن تشعر الحامل بمشاعر مضطربة حول الحمل، سواء أكان ذلك الحمل مقررا أم لا أو أنه الحمل الأول أو الرابع؛ وحتى عند الشعور بالابتهاج الزائد، فإن الحامل قد تواجه إجهادا عاطفيا زائدا، وربما تشعر بالخوف بشأن ما إذا كان الطفل سيكون سليما أم لا، أو بالقلق حول كيفية التلاؤم مع مرحلة الأمومة والزيادة في النفقات، كما أن الحامل قد تقلق بشأن إمكانية بقائها منتجة خلال فترة الحمل إذا كانت وظيفتها تتطلب جهدا.
وبالرغم من أن تلك المخاوف تعد أمرا عتياديا وطبيعيا، إلا أنه يجب التيقن بأن تلك الانفعالات تلعب دورا في الصحة البدنية للحامل.
الوقاية والرعاية الذاتية في حالة التعب
تذكري بأن الشعور بالتعب أمر طبيعي في أثناء الحمل، وهو إشارة يرسلها الجسم ليعلمك بحاجتك إلى المزيد من الراحة، لذا لا تجهدي نفسك، واتبعي الوسائل اللاحقة لكيلا يحرمك التعب من تقديم الأفضل:
● الراحة. لابد من تقبل الحقيقة القائلة بحاجتك إلى راحة إضافية خلال هذه الأشهر التسعة ورسم خطة للحياة وفقا لذلك؛ لذا، يجب أخذ فترات من الراحة قدر المستطاع في أثناء النهار، كما أن قضاء بعض الوقت في الراحة في أثناء العمل مع رفع القدمين من شأنه أن يجدد من حيويتك؛ وأما إذا لم تستطيعي الراحة في أثناء النهار، فربما تستطيعين ذلك بعد العمل أو قبل تناول العشاء أو القيام بالأنشطة المسائية؛ كما يجب الالتزام بالنوم عند الساعة السابعة مساء إذا كان ذلك ضروريا من أجل راحتك، وقد يكون من المفيد تجنب شرب السوائل قبل عدة ساعات من وقت النوم لكيلا تضطر الحامل إلى الذهاب إلى دورة المياه (المرحاض) بشكل متكرر في أثناء الليل.
● تجنب تحمل مسؤوليات إضافية. يجب التوقف عن الأعمال التطوعية ومقاطعة الأحداث الاجتماعية إذا كان ذلك يرهقك.
● طلب الدعم اللازم. يمكنك الطلب من شريكك أو أحد أطفالك تقديم ما يستطيعونه من المساعدة.
● القيام بالتمارين بانتظام. تزيد الأنشطة الفيزيائية المنتظمة من مستوى الطاقة، وقد تجعلك التمارين المعتدلة كالمشي لمدة 30 دقيقة يوميا تشعرين بحيوية أكبر.
● الغذاء الجيد. إن النظام الغذائي المتوازن والمغذي أكثر ضرورة في هذا الوقت من أي وقت مضى، لذا يجب التأكد من الحصول على كمية كافية من السعرات الحرارية والحديد والبروتين، لأن التعب يمكن أن يتفاقم إذا كان الغذاء قليل الحديد أو البروتين.
الرعاية الطبية في حالة التعب
لا يوجد عقار آمن أو مؤثر لعلاج التعب خلال فترة الحمل، ويجب تجنب المنبهات مثل الكافيين والتي قد تكون الجرعات الكبيرة منها ضارة.