التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

تجديد قوة العظام | عكس شيخوخة وهرم العظام

بينما نتقدَّم في العمر تجفّ أجسامنا، وسنبدأ بالشعور بآلام متواصلة خفيفة. يؤثِّر الجفاف الداخلي مباشرة على عظامنا وعضلاتنا التي تتطلّب جميعاً الكثير من الرطوبة لتبقى مرنة. بدون الكميات الملائمة من الرطوبة، ستصبح عظامنا أضعف وأكثر هشاشة، وستصبح عضلاتنا متوترة ومؤلمة.

الإياس: بداية تراجع القوة / شيخوخة / كهولة

لا يبدأ هذا الجفاف الداخلي بين ليلة وضحاها. مثل معظم إشارات الشيخوخة الأخرى، إنه شيفرة تبدأ قبل أن نلاحظ أية أعراض. تبدأ العظام حتماً بالضعف بعد سن الثلاثين، وخاصةً لدى النساء. ومن ثمّ يتطوَّر الأمر إلى مجموعة من الأعراض تشمل تكسر العظام على نحوٍ متكرِّر عندما نكون أصغر سناً، وفقداناً للطول وألماً في المفاصل وكسوراً انضغاطية عندما نصبح أكبر سناً. وفي النهاية، سيعجز هيكلك العظمي الهشّ عن إسناد جسمك مؤدِّياً إلى حالةٍ مؤلمة وموهنة تُعرَف بترقق العظم.

إنّ ثمانين بالمائة من جميع مرضى ترقق العظم هم من النساء، ومع ذلك سيختبر ثلث الرجال أعراض هذا المرض مع بلوغهم سن الخامسة والسبعين. هو مرض عديم الألم يتقدَّم ببطء إلى أن تصبح عظامك عاجزة عن القيام بوظيفتها والتي تتمثَّل في إبقائك منتصباً. قد تؤدِّي الإصابات التي تحدث بسبب هذا المرض إلى إضعاف نوعية حياتك، لأنّ أبسط المهام تصبح صعبة التدبُّر بدون قوة العظام. وعلاوة على ذلك، غالباً ما يكون ترقق العظم مُضاعفاً بمشكلة هرمونية. وهذا صحيح تحديداً لدى النساء بعد سنّ الإياس، واللواتي انخفضت مستوياتهن من الإستروجين والبروجستيرون، مؤثِّرةً بشكلٍ ملحوظ على خسارة العظم.

تتأثر عظامك وعضلاتك بثلاث حالات إياسٍ منفصلة: إياس العظام، وإياس الغدة الدرقية، وإياس العضلات. يتمّ التحكّم بكل حالةٍ من حالات الإياس هذه بواسطة عناصر كيميائية دماغية محددة وهرموناتها النظيرة. ترسل كل حالة إياس شيفرة الموت الخاصة بها إلى بقية الجسم ليتوقّف عن الأداء، وكلٌّ منها قابلٌ للعكس كلياً.

جاءت إلى عيادتي امرأة مفعمة بالنشاط والحيوية في الثانية والستين من عمرها تشكو من عددٍ متزايد من الآلام والأوجاع المؤلمة. كشف مسح كثافة العظم انخفاضاً ملحوظاً في كثافة عظمها بالنسبة لامرأة في سنها. كان هذا مفاجئاً، بالنظر إلى أنها كانت تتمرَّن تكراراً بالسير لمسافات طويلة بالقرب من مكان سكنها والجري وراء أحفادها النشطين. كما أنها كانت تقوم عادةً باختيارات حكيمة في ما يتعلّق بالطعام وقد اتَّبعت نظاماً غذائياً سيفخر به أي طبيب. كانت السيدة تقوم بكل الأمور الصحيحة لتُبقي جسدها الذي تجاوز سن الإياس، وتحديداً عظامها، في حالة صحيةٍ سليمة. ومع ذلك، لسبب ما، كانت عظامها تخذلها.

عندما أنبأتها بأنها من الممكن جداً أن تُعاني من كسر في الورك أو غيره، أصابها الرعب. كانت قد عايشت بالفعل ما عانته أمها بسبب كسر وركها والذي لم تشفَ منه أبداً على نحوٍ تام. ورغم أني كتبت لها وصفةً طبية من المكمِّلات المماثلة حيوياً، إلا أنها اختارت أن لا تتبعها. بدلاً من ذلك، اختارت أن تغيِّر نمط حياتها. بدأت بالخطو بحذرٍ أكثر، وتوقَّفت عن العناية بأحفادها، وقلَّلت من خروجها من البيت. وفي غضون أسابيع قليلة، لاحظت بأنّ أوجاعها وآلامها قد أخذت بالتلاشي، وهو ما حدث أيضاً لنوعية حياتها.

رأيت السيدة بعد ذلك بثمانية أشهر واختبرت كثافة عظمها مرة أخرى. كانت النتائج لا تزال هي نفسها. ولكنّ ما تغيَّر كان وزنها ودهن جسمها. ففي غضون بضعة أشهر فقط، اكتسبت ما يعادل 7 بالمائة من وزن جسمها الإجمالي وزادت دهن جسمها بنسبة 3 بالمائة، وقد أدَّى الأمران معاً إلى مضاعفة الخطر المحتمل ليس فقط للصحة الضعيفة بل لمزيد من كسور العظم أيضاً. بعد هذه الأخبار المجفلة، قرَّرت السيدة أنّ الإجراء الذي اتَّبعته لم يكن يحقِّق أية نتيجة، ووافقت على المعالجة الطبية لعظامها. أوصيت أن تبدأ بمعالجة الغدة جنيب الدرقية لتخفض مستوياتها المرتفعة قليلاً من هرمون جنيب الدرقية ولتزيد من كثافة عظمها. هرمون جنيب الدرقية هو واحدٌ من الهرمونات القليلة التي تزيد مع العمر. عندما يتمّ إعطاء حقنة من هذا الهرمون، فإن الغدة تعيد مستوياته إلى المدى الطبيعي.

بعد تناولها الفورتيو Forteo لمدة سنة واحدة، تمَّ مسح كثافة العظم مرة أخرى للسيدة وكان هناك تحسّن ملحوظ. وربما ما هو أهم من ذلك أنّها قد عادت مرة أخرى لطبيعتها. أصبحت تمشي يومياً مرة أخرى وتستمتع بصحبة أحفادها. وأسفر اختيارها للمعالجة الطبية عن جعلها أصغر سناً بحيث تمكَّنت من الاستمتاع بعائلتها وحياتها على نحوٍ كامل.

الاختبار العضلي الهيكلي

الشيخوخة العضلية الهيكلية هي مسألة دقيقة. يمكن للأحداث اليومية أن تؤثِّر ببطء ولكن بصورةٍ مباشرة على صحة هيكلك العظمي وما يصيبه من بلى وتمزّق. أجب عن الأسئلة التالية لترى إن كنت قد بدأت تشعر بتأثيرات هذا النوع من شيفرة التقدم بالعمر:

1. هل تقف أو تمشي على سطوح صلبة لأكثر من أربع ساعات يومياً؟
2. هل تشارك بانتظام في أي لعبةٍ رياضية جسدية (كرة سلة، بيسبول، تنس، غولف، بولنغ.. إلخ)؟
3. هل أصبت يوماً ركبتك، أو ظهرك، أو عنقك؟
4. هل تعاني من صعوبة في ممارسة الرياضة البدنية؟
5. هل يبلى حذاؤك بشكلٍ غير متعادل عند الكعبين أو مقدِّمة الحذاء؟

إياس العظام: أنت تملك عظاماً هرِمة

يشير إياس العظام إلى الضعف الحاصل في العظام ويُفهَم على نحوٍ شائعٍ أكثر بأنّه ترقق العظم، أو فقدان كثافة العظم. عندما يحدث هذا، تبدأ العظام في كامل أنحاء الجسم – وتحديداً ضمن العمود الفقري – بالضعف. يساعد الدماغ الأصغر سناً والجسد الأصغر سناً على تأجيل إياس العظام، حيث يرسل الدماغ الفتي المزيد من الرُسُل الكيميائية الحيوية لإنتاج الهرمونات طبيعياً، ويستطيع الجسد الفتي أن يمتص على نحوٍ أفضل المغذِّيات والهرمونات التي تحتاجها العظام لتبقى لدنة.

يتأثَّر عمر الدماغ بحشدٍ من المتغيِّرات، بما فيها الكميات الصحيحة من الهرمونات والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى العمر، والوزن، واستعمال العقاقير، والوراثة. تحدِّد جميع هذه العوامل مدى سرعة أو بطء شيخوخة عظامنا. إنّ مجرّد كون عمرك الزمني مساوياً لثلاثين سنة لا يعني بأنك فتيّ. أنت شابٌّ فقط بقدر أكبر أجزائك سناً.

حساب عمر عظامك الحقيقي

يمكن تحديد عمر عظامك من خلال بصمة عمرك. كما يمكن قياسه أيضاً بتحديد كثافة العظام. العظم هو نسيج حي مؤلَّف من مركز مسامي طري مغطَّى بسطح خارجي صلب. يحدث ترقق العظم عندما تكون كثافة المركز المسامي أقلّ بكثير من السطح الخارجي، ويتداعى العظم فعلياً على نفسه. يتسبَّب هذا في جعلنا نفقد الطول مع التقدم في السن. فالفقرات المؤلَّفة بالكامل من العظم الأطرى والأكثر مسامية، تتضامّ عندما تفقد كثافتها وتتقلّص.

يظهر فقدان الطول بوضوح بعد حدوث النقص في كثافة العظم. غالباً ما يتفاجأ مرضاي بمدى التلف الذي يمكن أن يحدث قبل أن يلاحظوا أية أعراض. إنهم منذهلون باستمرار لنتائج اختبارات كثافة العظم، حيث كثيراً ما أجد كسوراً انضغاطية فقارية متعددة والتي هي السبب وراء فقدان الطول. إنّ عشرين بالمائة من النساء اللواتي أراهن يعانين من كسورٍ انضغاطية فقارية، كما هو الحال مع 10 بالمائة من الرجال فوق سن السبعين هم عديمو الأعراض، وغافلون كلياً عن وجود مشكلة.

تُحسَب كثافة عظمك بإشارات سالبة وموجبة: +1 ستعني عظاماً عمرها 40 سنة، و+2 ستعني عظاماً عمرها 50 سنة، و+3 ستعني عظاماً عمرها 60 سنة، وهكذا. لقد عاينت مرضى بلغت كثافة عظمهم +4 وهم لا يزالون في العقد الرابع من العمر، والذين يعانون من فصال عظمي مكافئ لعظام عمرها 70 سنة.

كثافة العظم المعدنية / العمر

-1 / 20: عظام متينة صلبة
0 / 30: مثالية، لا خسارة في العظم
+1 / 40: بداية خسارة العظم
+2 / 50: قلّة العظم
+3 / 60: ترقق العظم
+4 / 70: ترقق عظم وخيم مع احتمال الكسر
+5 / 80 – 90: عظام ميِّتة، مرجَّحة الكسر
+6 / 90 – 100: معدّل كسر العظم يبلغ 50% تقريباً في السنة. موت أو تجفاف وخيم

هذه المرة، يمكنك أن تلوم الـ DNA

ربما أنت لستَ ما تأكله، على الرغم ممّا يُحتمل أن تكون جدّتك قد أخبرتك به. بالرغم من أنّ الأطعمة التي تختارها تُسهم في تكوُّن العظام وصيانتها، إلا أنّ عدداً مريعاً منا قد وُلِد بأعضاء عرضة للخطأ وراثياً. يتناول بعضنا الكثير من مكمِّلات الكالسيوم والفيتامين D، ومع ذلك يكون تركيبنا الجيني العظمي ضعيفاً، تماماً كما أنّ العديد منا يأكل على نحوٍ صحيح ولكنه يكتسب وزناً بالرغم من ذلك لأنه ينحدر من عائلة ذات أيض بطيء.

أو يمكنك أن تلوم دماغك

ترتبط صحة العظام والعضلات أيضاً على نحوٍ وثيق بنقص الأسيتيل كولين. يؤدِّي كل النقص في الأسيتيل كولين إلى تجفاف الدماغ والجسد. وحالما يبدأ دماغك بالجفاف، لا يعود بإمكانه أن ينظِّم جهازك المناعي. وأكثر من هذا، عندما نتقدّم في السن ونبدأ في خسارة الأسيتيل كولين، يستحثّ الدماغ الهرِم جهاز المفاصل ليشيخ باكراً (التهاب المفاصل). ومن ثمّ يبدأ الدماغ باستنفاد مصادر الكالسيوم في العظام لإضافة الرطوبة إلى الجهاز، مؤدِّياً بذلك إلى جفاف العظام أيضاً (ترقق العظم).

يمكنك تعزيز دماغك بزيادة إنتاجك من الأسيتيل كولين والوصول إلى حالةٍ أصغر سناً. إذا كان بمقدورك أن تُبقي دماغك فتيّاً، فبإمكانك أن تتدبّر عملية الشيخوخة هذه وتستعيد استعمال العظام والعضلات الضامرة. لقد رأيت مرضى انتقلوا من حياة مُقعدة مقيّدة بالسرير إلى اكتساب الحركة الكاملة مجدَّداً. يمكن لدماغٍ قوي سليم أن يتدبَّر ترقق العظم أفضل من دماغ مُخفِق. ولكن بدون المعالجة الهرمونية البديلة، فحتى أقوى الأدمغة ستنهار عاجلاً أم آجلاً، مع تداعي أساس بيت الدماغ.

التهاب المفاصل

التهاب المفاصل هو حالة أخرى مرتبطة بنقص الأسيتيل كولين والتي تحدث عندما نجفّ داخلياً. يؤثِّر التهاب المفاصل على الغضروف الذي يُفترَض به أن يحمي أطراف عظامنا، فاصلاً بعضها عن بعض. عندما يجفّ هذا الغضروف، يبدأ بالترقق ويتفسَّخ أخيراً. بدون الغضروف الذي يمنع التصاق عظامك بعضها ببعض، ستبدأ هذه العظام بالاحتكاك معاً. لا يعبِّر لفظ الاحتكاك فعلياً عمّا يحدث حقيقةً: فالعظام تبدأ فعلياً بطحن بعضها البعض، مسبِّبةً ألماً وتيبّساً.

التهاب المفاصل هو السبب الأول لتقييد الحركة بين كبار السن وسببٌ رئيسي للعجز. يعاني تقريباً كل من هو فوق سن الخمسين من هذا المرض بدرجة معينة، إلا من كان ذكياً واعتنى بعظامه طوال حياته. عند وجود التهاب المفاصل في اليدين يتوقع إذاً مشاكل لاحقة في الركبتين والوركين.

لكن نحن لسنا مضطرين لأن نعاني بسبب المفاصل المؤلمة: توجد مكمِّلات فعّالة أصفها طوال الوقت والتي تمنح مرضاي المُصابين بالتهاب المفاصل راحةً طويلة الأمد. إنّ قاتلات الألم الموضعية هي مفيدة، كما هو المكمِّل غلوكوزامين (السكر الأميني للغلوكوز). ستساعد زيوت السمك وغيرها من الأطعمة الطبيعية المضادة للالتهاب والغنية بالفيتامين D على تخفيف الألم أيضاً. عملياً، جميع أنواع التهاب المفاصل عبارة عن مجموعة مؤلفة من خسارة العظم، وتجفاف المفاصل، والالتهاب، والتكلّس وستنتهي مع العلاجات الجديدة المتوفرة اليوم للعظام الهرِمة.

سيدة في الثانية والسبعين من عمرها جاءت إليَّّ تشكو من ألم في المفاصل والركبة والظهر. أخضعتها لبرنامج هرموني مؤلَّف من المعالجة الهرمونية البديلة (HRT) (هرمونات الإستروجين، والبروجستيرون، والتستوستيرون الطبيعية)، والفيتامين D، وزيوت السمك، والمغذِّيات والأدوية المعزِّزة للسيروتونين، والتي أدَّت جميعها إلى جعلها قادرة مرة أخرى على الحركة بسهولة. يمكن للبعض أن يجد راحة من التهاب المفاصل بتعويض الإستروجين فقط، ويتطلَّب البعض الآخر برنامجاً كاملاً عاكساً لترقق العظم.

من أجل فك شيفرة صحة عظمك، أجرِ اختبارات الدم التالية:

مستويات الدم / الوظيفة

كالسيتونين / الهرمون المشترِك في أيض الكالسيوم. يساعد في صيانة العظام

هرمون جُنيب الدرقية / تنتجه الغدة الدريقية. ينظِّم مقدار الكالسيوم في سوائل الجسم (مستويات الدم الأقل من 30 هي مثالية)

ببتيدات البول الانتهائية / وَسَمة لارتشاف العظم. تزداد لدى بعض مرضى ترقق العظم وسرطان العظم الانبثاثي

الفيتامينان D2، D3 / يساعدان في الحفاظ على مستويات الدم الطبيعية من الكالسيوم

البورون والسترونتيوم / تُسهم المستويات المنخفضة من البورون والسترونتيوم في ترقق العظم

الفيتامين K / له خواص الكالسيوم الرابطة في الدم

أوستيوكالسين Osteocalcin / بروتين موجود في الدم، وواسمٌ لتحوّل العظم

الكالسيوم المؤيَّن / أشكال فعالة فسيولوجياً من الكالسيوم

مساعد – T/كابح – T / يمكن أن تسم الالتهاب في العظم

Antigliadin Abs IgG, IgA / وَسَمة للمرض البطني وسوء امتصاص الكالسيوم

الدماغ يسيطر على ألم الظهر Brain over Back pain

العقل يسيطر على ألم الظهر هو كتاب طبي كلاسيكي غير متخصص من تأليف الدكتور جون سارنو. هو يزوِّد مرضى ألم الظهر المزمن بعلاجٍ رائع يشتمل على تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعد في خفض دهن الجسم، وتعزيز المزاج، وتقليل مستوى الإجهاد، وتنظيف الشرايين، وتحسِّن من الداء السكّري. كما يناقش أيضاً كيفية تحسين مناعتك وحياتك الجنسية وزيادة حدّة ذهنك. ولكن في الواقع، هو لا يعلِّم بأن العقل يسيطر على ألم الظهر، بل إنّ الدماغ يسيطر على ألم الظهر. إنّ صحة الدماغ تبني ببساطة صحةً إجمالية أفضل. بغضّ النظر عن المصدر، نحن لسنا مضطرين لأن نعيش مع ألم ترقق العظم أو مشاكل الأقراص.

الانحدار المعرفي وإياس العظام

هل رأيت أبداً مريضاً بداء الزهايمر ثقيل الوزن؟ الجواب هو لا، لأنّ الانحدار المعرفي وإياس العظام هما قضيّتان مرتبطتان بالأسيتيل كولين. عندما يصاب الدماغ بالنشفان، يفقد طاقته (الإياس الكهربائي)، ويبدأ التدهور المعرفي. عندما يفقد الجسم رطوبته، يبدأ إياس العظام ونُصاب بالهزال والضعف. غالباً ما يحدث التدهور المعرفي والتهاب المفاصل وخسارة العظم في آنٍ واحد بينما نتقدّم في السن. فالدماغ يعطي تعليماته للجسم بسحب الرطوبة المُخزَّنة في عظامه وعضلاته كاحتياطي. أنت ببساطة لا تستطيع أن تملك هيكلاً عاجزاً بسبب الشيخوخة وتكون في ذروة حدَّتك الذهنية.

العظام الهرِمة هي عظام دهنية

حين نصبح في الثلاثين من العمر، يكون أكثر من نصف خلايانا العظمية قد تحوّل إلى دهن. وأولئك الذين لديهم بصمة عمرٍ مرتفعة لإياس العظام يكون لديهم دهنٌ أكثر في عظامهم من أولئك الذين يملكون عظاماً أصغر سناً. إنّ مقداراً من الفيتامين D3 يصل إلى 5,000 وحدة دولية، سيساعد في تحويل هذا النوع من الدهن إلى عظم مرة أخرى، عاكساً بذلك شيفرة العظم.

إليك العلاج. بيَّنت إحدى الدراسات بأن مدخول البوتاسيوم كان لدى الخاضعين للدراسة الذين كانت لديهم معرفة طبيعية مقارنةً بأولئك الذين كان لديهم ضعف معرفي خفيفٌ. إنّ نظاماً غذائياً يحتوي على مصادر الكربوهيدرات الغنية بالبوتاسيوم، مثل الفواكه والخضار كالبرتقال والطماطم والموز والبطاطا، قد يساعد في تحسين الوظيفة المعرفية.

حالات الإياس الأخرى تُسهم في إياس العظام

إذا كانت بصمة عمرك تُظهر بأنّ عظامك تشيخ على نحوٍ أسرع من عمرك الزمني، أو إذا كنت قد عانيت أو تعاني حالياً من أيٍّ من الاضطرابات أو الأعواز التالية، فربما أنت تختبر المراحل المبكرة من ترقق العظم. كما سترى، العديد من الحالات المُنذرة بترقق العظم ترتبط بحالات إياس محددة، ممّا يجعلها جزءاً من شلال مرضي واحد كبير.

= وزن جسم في مرحلة الرشد أقل من 63 كلغ بغضّ النظر عن الطول، هو غالباً بسبب الإياس الكهربائي

= حدوث الداء السكّري، ممّا يستحثّ إياس الأوعية الدموية

= ظهور مبكر لسن اليأس (انقطاع الطمث)، مع فقدان مبكر للإستروجين

= استهلاك متكرر للكحول والسجائر، ممّا يؤدِّي إلى الإياس الحيوي للدوبامين

= فرط الدريقية الناشئ عن نقص الكالسيوم، والمؤدِّي إلى إياس الدريقية

= فقدان هرمون الغدة الدرقية والمؤدِّي إلى إياس الغدة الدرقية

= علاج الستيرويد طويل الأمد، والتهاب المفصل الرثياني (الروماتويد)، وزرع الأعضاء، ممّا يحثّ الإياس المناعي

إياس العظام يجعلك تشيخ

تضرّ العظام الهشّة بصحتنا الإجمالية الجسدية والعقلية. يعتمد الاستقرار العاطفي على الصحة العضلية الهيكلية. حالما تبدأ عضلاتك وعظامك بالتدهور، فإنّ باقي أجزاء الجسم لا تلبث أن تتبعها. الشلال الذي يبدأ بإياس العظام يمضي على هذا الشكل:

= القلب: العظام والعضلات الضعيفة تعني أسلوب حياة قليل الحركة، وهو ما يضرّ بالقلب ومحيط الخصر.

= الجهاز الوعائي: خسارة العظم تعني زيادة مستويات الرصاص التي تزيد من الخطر المُحتمل للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

= الجهاز المناعي: ترتبط خسارة العظم بأنواع معينة من السرطان، بما فيها السرطان المَعِدي.

= الوظيفة المعرفية: يرتبط فقدان الأسيتيل كولين مباشرة بقضايا الذاكرة وفقدان الانتباه.

= الجلد: ستؤدِّي الخسارة العظمية والعضلية إلى تدلِّي جلدك بعيداً عن هيكلك، ابتداءً من وجهك ونـزولاً إلى ذراعيك ورِجليك.

ليس ترقق العظم مشكلة صحية خاصة بالنساء فقط

إنّ ترقق العظم لدى الذكور هو وباء. فمن بين العشرة ملايين أميركي المُصابين بترقق العظم، هناك مليونان تقريباً من الرجال. ومع ذلك، لا يدرك معظم الرجال بأنهم معرَّضون لخطر الإصابة بترقق العظم. وقد أظهرت الأبحاث في الواقع أنّ عدداً قليلاً جداً من الرجال الأكبر سناً الذين يعانون من كسور وركية دالّة على ترقق العظم قد تمّ فحصهم أو معالجتهم من مرض ترقق العظم، حتى بعد أن تمّت معالجة كسورهم. مات اثنان وثلاثون بالمائة من الرجال الذين خضعوا للدراسة خلال سنة من إصابتهم بالكسور من جرّاء عِلل مرتبطة بالحالة المُضعِفة لكونهم عاجزين عن الحركة. كان من الممكن تفادي تلك الوفيات بمعالجة ترقق العظم أو الحالات التحتية التي يمكنها أن تتسبَّب به. يمكن لمسحٍ بسيط يستغرق 15 دقيقة أن يعيِّن أولئك الذين هم في خطر مُحتمل للإصابة بترقق العظم. والآن، هل ستحدِّد موعداً لاختبار كثافة العظم؟ جيد، لقد حسبت ذلك.

خسارة العظم ليست حتمية

لا تتبع قِيَم خسارة العظم أي معايير مرتبطة بالعمر. فأيّ تدهور بالعظم يُعتبَر غير سويّ في أي عمرٍ كان. وينطبق الأمر نفسه على فقدان الذاكرة، وفقدان الكتلة العضلية، وغيرهما من الانحدارات التي غالباً ما يتمّ قبولها على أنها عواقب لا بدّ منها للتقدم في السن. نحن الآن نملك المعرفة لتشخيص ومعالجة كل هذه الانهيارات، أو حالات الإياس، التي تحدث في الجسم الهرِم.

إنَّ حصولك على الكتلة العظمية المُثلى في مرحلة الرشد المبكرة هو دفاعك الأفضل للوقاية من ترقق العظم لاحقاً في الحياة.

إياس الغدة جُنيب الدرقية (الغدة جارة الدرقية)

هرمون جُنيب الدرقية هو أهم منظِّم صمّاوي للكالسيوم. يُفرَز هذا الهرمون من خلايا الغدد جُنيب الدرقية ويجد خلاياه المُستهدَفة الرئيسية في العظام والكليتين. تتمثَّل وظيفته في المحافظة على مستويات الكالسيوم في كامل أنحاء الجسم.

يمكن أن يبدأ إياس جُنيب الدرقية في عمرٍ مبكرٍ جداً يصل لسنّ الثلاثين، حين تبدأ الغدة جُنيب الدرقية بالإبطاء، مُسهمةً في الشيخوخة المبكرة وخسارة كثافة العظم. تتألّف الغدة جنيب الدرقية من أربع غدد أرجوانية تحيط بالغدة الدرقية ولكنها غير مرتبطة بها من الناحية الوظيفية. عندما نتقدّم في السن، ترتفع مستوياتنا من هرمون جُنيب الدرقية لأنّ الغدة تفقد قدرتها على دفع هرمونها إلى بقية أجزاء الجسم. عندما يحدث هذا، يزداد إنتاج الهرمون ممّا يتسبَّب في عجز العظام عن امتصاص الكالسيوم. ومن ثم يسري الكالسيوم في مجرى الدم، لاعباً دور الإسفنجة، ومتشرِّباً السوائل ومُلصِقاً أعضاء الجسم. تحُدث هذه العملية تلفاً بينما تستحثّ بقية حالات الإياس:

= يحدث الإياس الكهربائي عندما يسدّ الكالسيوم الدماغ مسبِّباً الخَرَف.

= يحدث الإياس القلبي عندما يملأ الكالسيوم الشرايين التاجية مسبِّباً النوبات القلبية.

= يحدث إياس الأوعية الدموية عندما يملأ الكالسيوم الشرايين السباتية مسبِّباً السكتة الدماغية.

= يحدث إياس العظام عندما يؤدِّي مستوى الكالسيوم المنخفض في العظام إلى كثافة عظمية متدنية.

= يحدث إياس الجلد عندما يتسبَّب الكالسيوم الإضافي في جفاف الجلد، متسبِّباً في المزيد من التجاعيد.

ومع ذلك، فالعلاج بسيط تماماً. بحقن نسخة مماثلة حيوياً من هذا الهرمون بطريقة النبض، يمكن لمستويات الكالسيوم وهرمون جُنيب الدرقية أن تعود لطبيعتها. تؤدِّي حُقَن هرمون جُنيب الدرقية إلى خفض مستويات هذا الهرمون، محرِّرة الغدة من عملها الزائد ومُعيدةً إياها إلى مستوياتها الطبيعية من الإنتاج الهرموني. وبفعل ذلك، تستعيد العظام قدرتها على امتصاص الكالسيوم، وتتوقّف كلّ من حالات الإياس الأخرى، ويبدأ الجسم في العودة إلى حالةٍ عمرية أكثر ملاءمة.

علاج الغدة جُنيب الدرقية

التكملة بهرمون جُنيب الدرقية المماثل حيوياً هو خيار شائع على نحوٍ متزايد لمعالجة ترقق العظم. لقد ثبتت قدرته على زيادة كثافة العظام الفقارية والوركية والإجمالية على المدى الطويل، لأنه يحاكي مباشرة كيفية عمل هرمونات الجسم الطبيعية.

تمكَّنت كاري س. من عكس كثافة عظمها بنسبة 20 بالمائة في غضون ثلاثة أشهر فقط عندما عالجتُها بمجموعة مؤلفة من هرمون جُنيب الدرقية وهرمون النمو. يوفِّر هذان الهرمونان عكساً أفضل للكثافة العظمية من أي علاجات دوائية تمّ إنتاجها أبداً. يعمل هرمون جُنيب الدرقية فعلياً على تنشيط هرمون النمو داخل العظام، وهو السبب وراء نجاحهما الجيد عندما يعملان معاً بتآزر.

لقد دأبنا أيضاً على معالجة ترقق العظم بمجموعة مؤلفة من هرمون جُنيب الدرقية وهرمون النمو البشري (HGH). استطعنا أن نعكس بنجاح عمر العظام والعضلات بمقدار وصل إلى 20 سنة. تسفر هذه المجموعة من الهرمونات عن نتائج أفضل بشكلٍ ملحوظ من العوامل المضادة للارتشاف، مثل الأكتونِل Actonel والبونيفا Boniva، والتي يمكنها أن تعكس خسارة العظم بنحو 4 سنوات فقط. مع هرموني جُنيب الدرقية والنمو الطبيعيين، أخبرني مرضاي عن تحسُّنٍ في قوتهم، ومزاجهم، والأفضل من هذا كله أنهم بدأوا باستعادة سرعة دماغهم الطبيعية.