كانت منى في الثانية والثمانين من عمرها عندما أتت إلى عيادتي. عندما دخلت من الباب، حسبت أنني أنظر إلى شبح. كانت منى في كرسي مدولَب (كرسي المقعدين) وكان لعابها يسيل. كانت عاجزة عن الكلام ولم يكن لديها أية فكرة عمّن كانت أو من كان بصحبتها، رغم أن ابنتها نفسها كانت ترافقها. وحتى بدون إجراء اختبار بصمة عمرٍ كامل، أدركت بأن سرعة دماغها قد تضاءلت كلياً وأنّ عمر دماغها كان أكبر من دماغ امرأة تبلغ المائة من العمر. الأسيتيل كولين هو المرسل أو الناقل الكيميائي الرئيسي الذي يبدع دماغاً أفتى وأسرع.
فكَّرت بدايةً بأنّ معالجة خرَف منى ستكون مهمة شبه مستحيلة. ومع ذلك، كنت مصمِّماً على إحداث بعض التحسينات، ورجوت سراً أن تتمّ ابنتها برنامجنا للوقاية من الخرف لأني اعتقدت بأن الطريقة الأفضل للتمكّن من مساعدة الأم كانت بمعالجة الابنة أيضاً. لم تكن منى قضية ضائعة. أخضعتها على الفور لبرنامج عكس خرفٍ كامل يتألّف من عدة هرمونات طبيعية: هرمون النمو البشري (HGH)، والإستروجين الطبيعي، والديهايدرو إبياندروستيرون (DHEA)، والكالسيتونين، وهرمون الدريقية. وعلى نفس القدر من الأهمية في خطة علاجها كانت المغذِّيات بما فيها الكولين choline، والهوبرزين أ huperzine A، والدينول deanol، والأسيتيل كارنيتين acetylcarnitine، والفوسفاتيديل سيرين phosphatidyl serine، وحمض الليبويك lipoic acid، وزيت السمك، والغليسرول فوسفوكولين glycerol phosphocholine (GPC)، والمانغنيز، وحمض اللينوليك المقترن conjugated linoleic acid (CLA)، والجنكة ginkgo biloba. تمّ استخدام الإكسيلون exelon، وهو دواءٌ يُستخدم غالباً لمعالجة أعراض الخرَف، ليكمِّل هذه العلاجات الطبيعية.
في غضون شهرين ومع بعض التغييرات القليلة جداً في نظامها الموصوف، بدأت منى على نحوٍ مدهش بالتكلّم فعلياً والتواصل بصورة معقولة مع عائلتها. كانت كلماتها الأولى لي: “شكراً لك، دكتور بريفرمان”. أصابني الذهول. لم أشهد أبداً من قبل مثل هذا التحوّل اللافت للنظر في المرحلة الأخيرة من الخرف.
وبينما تقدّمنا في العناية الطبية بها، نقصت بصمة عمرها من 100 إلى 90، ورغم أنني ما كنت لأعتبر ذلك عكساً كاملاً للخرف، إلا أنني كنت أكثر من سعيد لأشهد العكس الجزئي لخرفها. أصبحت منى قادرة على مشاركة أبنائها بأفكارها وذكرياتها. كانت مرة أخرى تعيش ما يعتبره معظم الناس حياةً سعيدة لأنّ أبناءها لم يكونوا يتألمون لحالتها، وكانت هي قادرة على التواصل معهم.
الإياس: بداية تراجع القوة / شيخوخة / كهولة / ضعف
تفكير سيّئ، صحة سيّئة
مع تقدم الاستنساخ، وإصلاح الخلية الجذعية، والعقاقير المتقدِّمة، وتقنيات التصوير الجديدة، يمكن أن نتصوَّر أنّ العديد منا سيكون قادراً على إطالة حياته إلى عمر 120 سنة. لماذا إذاً، تُظهر الدراسات واحدةٌ تلو الأخرى بأنّ ما يقارب الخمسين بالمائة منا سيكون خرِفاً وبالكاد قادراً على القيام بوظائفه في سن الخامسة والثمانين؟ لأننا بينما نتقدّم في السن، تبطؤ سرعة أدمغتنا، ونفقد المعرفة الدماغية. تشمل العواقب انحداراً عقلياً وتدهوراً جسدياً. وبالتالي، فإنّ مسألة فقدان سرعة الدماغ لا تتعلّق فقط بخسارة عقلك، ولكنها ترتبط بقضية بقائك الكلي.
فكّ شيفرة التقدم بالعمر: لا تُسقط كرات الذاكرة
يرتبط فقدان المعرفة الدماغية مباشرةً بفقدان الناقل العصبي، الأسيتيل كولين، الذي ينظِّم قدرتنا على معالجة المعلومات الحسِّية المُدخَلَة والوصول إلى المعلومات المخزَّنة: يتعلّق الأمر أساساً بالتذكُّر. يمكن أن يحدث نقص الأسيتيل كولين بطريقتين. فأنت إما لا تصنع ما يكفي من هذا الناقل العصبي القوي ويبدأ دماغك وجسمك بالجفاف، أو أنّ دماغك يعمل بشكلٍ سريعٍ جداً بحيث أنك تحرقه فعلياً. وهكذا، عندما لا يكون لديك ما يكفي من الأسيتيل كولين، ستبدأ بالتباطؤ جسدياً وعاطفياً وستفقد مهارات دماغك المعرفية. ستعجز عن تمييز متى تكون جائعاً، أو حزيناً، أو متألِّماً. ستعجز عن الاهتمام بحاجاتك اليومية أو التواصل بشأنها مع الآخرين.
يمكن أن تؤدِّي المستويات الأقل من الأسيتيل كولين إلى أعراض كثيرة جداً:
التغيّرات المعرفية
= كثرة نسيان مستجدِّة
= صعوبة في فهم اللغة الملفوظة والمكتوبة
= صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة قبل التكلّم
= نسيان حقائق عامة
= تَيَهان (فقدان الإحساس بالمكان والزمان)
= صعوبات في الانتباه
= تهوّر
= تناقض ذاتي
أعراض نفسية
= انطواء على النفس
= خمول (جمود الحسّ)
= اكتئاب
= قلق
= خوف
= ذُهان كبريائي (بارانويا)
= هلوسة
تغيّرات في الشخصية
= اهتياج
= لامبالاة
= انطواء اجتماعي
= غنج زائد وغير ملائم
= إحباط سهل
= نوبات متفجِّرة
سلوك منطوٍ على مشاكل
= تجوال
= ضجيج
= تململ
= سقوط عند النهوض من السرير ليلاً
= أرق
تغيّرات في الحياة اليومية
= صعوبة في القيادة
= تيَهَان
= إهمال العناية بالنفس
= إهمال الأعمال المنـزلية اليومية
= صعوبة تدبّر المال
= القيام بأخطاء بسيطة في مكان العمل
= صعوبة في التسوّق
هل أنت في طريقك لفقدان عقلك؟
إذا كنتَ (أو أي شخص تعرفه) تختبر هذه الأعراض، فراجِع طبيبك على الفور من أجل فحص الحالة العقلية. الانحدار المعرفي هو مرضٌ مثل أي مرضٍ آخر، كلما اكتشفته أبكر، كلما تمكَّنت من عكسه على نحوٍ أسهل وأكثر فاعلية.
فقدان المعرفة هو واحدٌ من معجِّلات العمر الرئيسية
يمكن حتى أن يكون فقدان الأسيتيل كولين مدمِّراً أكثر من فقدان الدوبامين. إنّ فقدان سرعة دماغك هو واحدٌ من أكثر معجِّلات العمر عدوانيةً، حيث يؤدِّي بسرعة إلى انحدارٍ معرفي، وخرف، وغالباً إلى داء الزهايمر. وثَّقت الدراسات العالمية للراشدين الأكبر سناً نسبةَ حدوثٍ تراوحت بين 15 و25 بالمائة للاضطرابات العقلية الخطيرة لاحقاً في حياتهم، والتي ارتبطت مباشرة بالانحدار المعرفي وفقدان الأسيتيل كولين. سيؤثّر داء الزهايمر وأمراض الخرف المرتبطة به على 10 بالمائة تقريباً من تعداد السكان الذين هم فوق سن الخامسة والستين، وعلى نسبة تصل حتى 40 بالمائة من أولئك الذين هم فوق سن الخامسة والثمانين. تريك هذه الأرقام بأنك (أو شخصاً تعتني به) قد تعاني مستقبلاً من الخرَف.
يجفّ الجسم عندما تنحدر سرعة الدماغ
عندما يبدأ عقلك بالتلف، تتداعى بقية صحتك أيضاً. في هذه الحالة، يرسل دماغك، الذي استُنفِد من الأسيتيل كولين، شيفرة موتٍ إلى الأعضاء وغدد الجسم المنتِجة للهرمونات تفيد بأنه يخسر هذا الناقل العصبي الحيوي أو أنه فقده نهائياً.
تؤثِّر هذه الخسارة مباشرة على حالات الإياس الأخرى:
= إياس العظام: التهاب المفاصل، ضمور العضلات والعظام (ترقق العظم)
= انقطاع الطمث: انحدار في النشاط الجنسي نتيجة للجفاف المهبلي
= إياس الذكور
= إياس الأوعية الدموية: الداء السكري واضطرابات العين
= إياس القلب: كوليسترول مرتفع
= إياس العضلات: التصلّب المتعدد المرتبط بفقدان هرمون النمو، والذي يؤثِّر أيضاً على الذاكرة، والسرعة العصبية العضلية، والقوة
بالمقابل، يمكن لوجود هذه العلل الطبية نفسها أن يتلف المعرفة الدماغية وقد تمّ ربطها جميعاً بتقدّم الخرف. هل هذا جزءٌ آخر من الأحجية؟ دعابة الدجاجة والبيضة؟ لا! إنّه يظهر فقط بوضوح مدى ارتباط العقل والجسد. قد تكون هذه الحالات الطبية موجودة قبل 10 إلى 20 سنة من بدء اختبارك لعناصرها العقلية. لقد تمّ الآن إشعارك مقدَّماً. ستصيبك هذه الأعراض إذا لم تعِر انتباهاً إلى حالات الإياس وبصمة عمرك.
عندما ينطلق الجسد، ينطلق الدماغ (والعكس صحيح)
أُجريت دراسة حديثة لتحديد ما إذا كانت التحسينات في السيطرة الأيضية على سكر الدم والإنسولين يمكن أن تساعد في التغلّب على التفكير الضعيف المرافق للداء السكّري. تُظهر النتائج بأنّ التحسّن المعرفي – تحديداً من خلال رفع مستويات الأسيتيل كولين – كان ممكن الإحراز بالمداخلات الدوائية الموجَّهة إلى مستويات السكر في الدم. النقطة الجوهرية: تتحسّن عملياتنا الفكرية عندما يتمّ الحفاظ على مستويات السكر في دمنا. بتحسين المعرفة الدماغية، ستنجح في إيقاف نمط شيخوخة دماغك!
ثِقْ بالقدماء
مارس الطبيب والفيلسوف العظيم جالينوس الطب في كامل أنحاء العالم القديم حوالى العام 150. حتى في ذلك الحين، فهم جالينوس معجِّلات العمر والدور الذي تلعبه في الصحة والموت. اعتاد أن يقول إن كل شخص يجفّ في النهاية. لم يكن يعرف بأنه يتحدث عن الأسيتيل كولين، ولم يكن لديه وصولٌ إلى وسائل منع هذا الجفاف من الحدوث. ولكن نحن لدينا هذا الوصول!
اختر طول العمر بتغيير أسلوب حياتك
سينتج الدماغ طبيعياً كميةً أقل من الأسيتيل كولين بينما نتقدّم في السن. يُولَد بعض الناس بأدمغة هرِمة. وهؤلاء تكون سرعة أدمغتهم بطيئة دوماً وهم أكثر احتمالاً بكثير لأن يُصابوا بالخرَف في سنّ مبكرة. نحن أيضاً نعبث دون وعي منا بسرعة أدمغتنا من خلال اختيارنا لطريقة حياتنا.
فيما يلي اختيارات أسلوب الحياة التي نقوم بها أو الحالات التي نعاني منها والتي تحرق أدمغتنا:
= ظروف العمل السيئة
= إدمان الخمور (الكحولية)
= الاكتئاب
= العقاقير أو الإدمان
= الافتقار إلى النشاطات الفكرية
= الافتقار إلى النوم
= الافتقار إلى النشاطات الاجتماعية
= النيكوتين
= النظام الغذائي الضعيف
= التقاعد
= أسلوب الحياة القليل الحركة
= التعرّض للسموم أو الفطريات
كلّ عصبٍ مغلَّفٌ بعازل يُدعى النخاعين (المَيَلين)، والذي يُصنع من نوعٍ من الكولين (الأسيتيل كولين). عندما يترسّخ المرض، ينحلّ العازل ويحترق الدماغ، خاصةً عندما نتقدم في السن. نحن نُصاب بالتجفاف ولا نستطيع إخماد النار.
ببلوغك حالة أصغر سناً، ستتجنّب الحالات السبع للانحدار المعرفي
الانحدار المعرفي | المراحل السبعة
هناك سبع حالات من الانحدار المعرفي التي تحدث – غالباً بسبب نقص الأسيتيل كولين – قبل الوصول إلى الخرف الكامل أو داء الزهايمر.
المرحلة 1: فقدان سرعة معالجة المعلومات في الدماغ
كلُّ فكرةٍ تعبِّر عنها أو قرارٍ تتخذه يجب أن يستغرق بين 0.3 و1 ثانية. بسبب نقص الأسيتيل كولين، تبدأ الغالبية العظمى منا بخسارة نحو 10 ميليثانية لكل عقد من الزمان منذ سن العشرين.
إذا كنت تشعر بأنك تفقد سرعة دماغك بالفعل، فأنت بحاجة لأن تتخذ إجراءاً فورياً لتكتشف بالضبط مدى سرعة تفكيرك.
إذا كان دماغك في صحة جيدة، فإن سرعته القصوى تبلغ 300 ميليثانية مُضافة إليها سنوات عمرك. على سبيل المثال، سرعة الدماغ المثالية لشخصٍ في العشرين من عمره تساوي 320 ميليثانية. لن تتغيّر هذه السرعة مع العمر فقط، بل أيضاً عندما تكون هناك اختلالات وظيفية أو حالات لا سوية مثل فقدان الذاكرة، أو الاكتئاب، أو غيرها من القضايا النفسية بما فيها اضطرابات التفكير.
فيما يلي سرعات المعالجة النموذجية للدماغ عند أعمارٍ مختلفة:
العمر الزمني / سرعة الدماغ / التعريف
20 / 280 – 320 ميليثانية / حالة معرفية نابضة بالحياة
30 / 300 – 330 ميليثانية / طبيعية
40 / 330 – 340 ميليثانية / المراحل الأولى للانحدار المعرفي. تغيّرات طفيفة في الذاكرة والانتباه والقدرة على التعلّم
50 – 80 / 340 – 370 ميليثانية / فقدان متزايد للوظيفة المعرفية واختبار تغيّرات ملحوظة في الذاكرة والانتباه
90 – 100 / 370 – 410 ميليثانية / نقص معرفي وخيم وخرف واضح
المرحلة 2: غفلات في الذاكرة وكثرة النسيان
ليست المعاناة من غفلات الذاكرة نتيجةً حتمية للشيخوخة، وهي غالباً نتيجة لفقدان الأسيتيل كولين. هذه الغفلات هي مؤشِّرات ملموسة على نقص العمليات الكيميائية للدماغ ويمكن عكسها. إذا اختبرت أية مشاكل بذاكرتك، فلا تتجاهلها.
اختبار الذاكرة هو الـ EKG (التخطيط الكهربائي) للرأس وهو صميم شيفرة الدماغ. غالباً ما تنقل اختبارات الذاكرة نتائج هي في كثير من الأحيان غير واضحة. على سبيل المثال، أظهر اختبار الذاكرة لإحدى مريضاتي نتائج متناقضة جداً بحيث أنني شككت باختباري. كارلي هي امرأة في الستين من عمرها وقد حضرت إليَّّ تشكو من مشاكل في الذاكرة، وهكذا أخضعتها لاختبارات ذاكرة متنوعة. وضعتْها نتيجةُ ذاكرتها اللفظية في المدى الممتاز. خلال الاختبار، كانت كارلي قادرةً على تذكُّر كمٍّ هائل من المعلومات. ومع ذلك، فقد كانت نتيجتها منخفضة جداً في جزء الذاكرة البصرية من الاختبار. كانت عاجزة عن تذكّر أو وصف الصور أو الوجوه أو الأرقام التي شاهدتها مؤخراً. وبما أن الذاكرة البصرية تتمّ معالجتها في النصف الأيمن من الكرة الدماغية والذاكرة اللفظية في النصف الأيسر، فمن الممكن أن نتصوّر أنّ جانباً واحداً من دماغها كان يعمل أفضل بكثير من الجانب الآخر. الأخبار السارة لكارلي هي أنّ مشاكلها كانت قابلة للعكس كلياً. حالما اتبعت نظام الذاكرة الجديد المؤلّف من التستوستيرون الطبيعي ومكمِّلات الزنك المغذِّي الذي عزَّز مستوياتها من الأسيتيل كولين، تحسّنت ذاكرتها البصرية بصورةٍ عظيمة.
المرحلة 3: فقدان الانتباه
يُحسَب عادةً أنّ مشاكل الانتباه ترتبط بالأطفال، ولكن هذه المشاكل لا تستمر فقط خلال سنوات الرشد لدى الأطفال المُصابين بها، ولكنها يمكن أيضاً أن تكشف عن نفسها بينما يتقدم الناس في العمر. يتوقع اختبار الكمبيوتر لدينا نقصاً في الانتباه بالإضافة إلى أمورٍ تتعلّق بسلامة القيادة واحتمال الحوادث. إذا كنت كثير النسيان لاحقاً، أو تبدو بشكلٍ خاص معرَّضاً للحوادث، أو تعجز عن التفكير بوضوح، أو تشعر فجأة إما بالنشاط المفرط أو الخمول، أو تجد أن الانسجام مع العائلة أو الأصدقاء والزملاء أمر صعب، فقد تكون المشكلة متعلّقة بانتباهك ومستوياتك من الأسيتيل كولين.
النساء والخرف: تُصاب النساء بالخرف أكثر من الرجال بسبب الفقدان الهرموني المبكر.
المرحلة 4: تغيّرات في الشخصية والمزاج
لا يجب أن يثير دهشتك أن شخصيتك ومزاجك يتمّ تنظيمهما أيضاً بمستوياتك الحالية من الدوبامين والأسيتيل كولين وحمض غاما أمينوبوتريك (غابا) والسيروتونين، أي الناقلات العصبية الأربعة الرئيسية. تستمد هذه الناقلات العصبية كل حياتها من كهرباء دماغك. لا تنسَ بأن الحياة نور، وبالتالي فإنّ الحياة الحقيقة للجسم هي شيفرة الدماغ الكهربائية. اعتماداً على مستوياتك من كل واحدٍ من هذه العناصر الكيميائية الحيوية، قد تكون منطوياً أكثر منك منبسطاً، وحدسياً أكثر منك عملياً، ومنطقياً أو مندفعاً في اتِّخاذ القرارات، أو منظَّماً أو منطلقاً بحرية. تُملي كيمياء دماغك الفريدة أوجهاً معيَّنة من شخصيتك، ولهذا لا شيء من هذه السمات هو أفضل من غيره.
مع ذلك، إذا فكَّرت بنفسك دوماً كنموذج شخصية واحدة، ووجدت أنك تفكِّر أو تشعر مثل نموذجٍ آخر، فقد تكون آخذاً في فقدان سرعة دماغك. إنّ تغيّراً إجمالياً متطرِّفاً في الشخصية يمكن أن يكون مرحلةً من الخرف المبكر، والذي هو على الأرجح نتيجة مستويات منخفضة من الأسيتيل كولين. هذه اللاتوازنات الشخصية يمكن تصحيحها أيضاً، خاصةً إذا كان باستطاعتك أن تكتشفها باكراً.
الدماغ الفتيّ المُعافى هو دوماً شيء مفيد
تزداد سماكة القشرة الخارجية للدماغ خلال الطفولة وتأخذ في النقصان خلال سنوات المراهقة. ومع ذلك، لوحظ بأنّ الأطفال ذوي الذكاء المتميز غالباً ما يشتركون بشيء واحد: تبلغ قشرتهم مرحلتها الأكثر سماكة بعد سنتين من بقية الأطفال. وفي حين لا يعلم أحد على وجه التأكيد سبب حدوث هذا، إلا أنّ التأخير قد يحدث لأنّ الأطفال ذوي الذكاء الأعلى هم ’أصغر سناً‘ من نظرائهم. ولأنهم يعالجون معلومات أكثر تعقيداً بينما تستمر أدمغتهم في النمو والسماكة، فقد يكون لذلك بدون قصد تأثير مضاد للشيخوخة.
المرحلة 5: لست ذكياً بقدر ما اعتدت أن أكون
لا يعيِّن حاصل الذكاء IQ الخاص بك مدى ذكائك فقط. إنه يقيس أوجهاً مختلفة تتعلّق بطريقة قيامك بوظائفك في عالم الحياة اليومية. هناك أربع فئات رئيسية للذكاء والتي يبدأ كلٌّ منها في عمر المدرسة (3 إلى 10 سنوات) ولكنها تصل إلى الذروة، وتنضج، وتضعف بطرق مختلفة خلال كامل حياتنا. من الشائع تماماً أن تكون متطوِّراً إلى درجةٍ عالية في مجالٍ معين وضعيفاً في مجالٍ آخر. أيّ انحدار ملحوظ في أيٍّ من مجالات الذكاء الأربعة هذه، سيُعتبَر ’انحداراً معرفياً‘ وهو سمة مميزة أكيدة على أنك تفقد سرعة دماغك.
= حاصل الذكاء IQ المجرَّد أو التقليدي (الجهد الكهربائي/الدوبامين): أفضل ما يعبِّر عنه قول الكاتبة ماريا مانيس بأنّ الذكاء المجرَّد هو “القدرة على السيطرة على الانفعالات بتطبيق العقل (سلامة التفكير)”. يُعرَّف الذكاء المجرَّد بقدرتك على إتقان أعمالك المدرسية، بما فيها العمليات الحسابية والتهجئة والقراءة والكتابة. قد تفكِّر في شخصٍ يحرز نتيجةً عالية في هذا المجال بأنه العبقري النموذجي، ولكنّ هذا الشخص قد يكون رديئاً كلياً في مجالات أخرى.
= حاصل الذكاء IQ الإبداعي (السرعة/الأسيتيل كولين): اعتقد ف. سكوت فيتزجيرالد بأنّ الذكاء هو القدرة على الاحتفاظ بفكرتين متناقضتين في العقل في نفس الوقت والاحتفاظ مع ذلك بقدرة العقل على العمل. بالنسبة لي، يعبِّر هذا عن العملية الإبداعية: أن تكون قادراً على التفكير خارج العلبة، وأن تدمج أفكار الأناس الآخرين وتغيِّر وجهة نظرك العالمية. عادةً ما يكون الأفراد ذوو حاصلات الذكاء الإبداعية العالية متعاطفين جداً.
= حاصل الذكاء IQ العاطفي (التماثل/حمض غاما أمينوبوتريك GABA): أول ما جُلِب إلى الإدراك العام بواسطة المؤلِّف دانييل غولمان، وأفضل ما يمكن تلخيصه باقتباس العالم النفساني روبرت ستينبيرغ، “القدرة على إدارة النفس”. هو يشمل أيضاً القدرة على أن تكون حساساً تجاه الآخرين وأن تحتمل علاقات طويلة الأمد.
= حاصل الذكاء IQ المنظوري أو الحسّ السليم (التزامن/السيروتونين): أفضل ما يعبِّر عنه قول الفيلسوف جورج سانتايانا بأن الحسّ السليم هو “سرعةٌ في رؤية الأشياء كما هي (على حقيقتها)”.
المرحلة 6: تلف فكري خفيف، لا خرف
يبدأ التلف الفكري الخفيف نموذجياً بعد سنّ الثلاثين وهو حالة انتقالية بين التغيّرات المعرفية للتقدم الطبيعي بالعمر والمشاكل الأكثر خطورة المرتبطة بداء الزهايمر. قد تلاحظ بأنك تنسى أشياء على نحوٍ أكثر تكراراً، وتخطئ في وضع الأشياء في أماكنها الصحيحة، أو تكرِّر أفعالاً لا تذكر بأنك قد قمت بها بالفعل. ومع ذلك، لا تزال المهارات المنطقية والقدرة على أداء النشاطات اليومية سليمة في هذه المرحلة، ولهذا قد لا تدرك بأن دماغك قد فقد سرعته. إذا لاحظت أياً من هذه الأعراض، فإنّ هذه المرحلة هي الوقت الحاسم لكي تخضع لفحص طبي عام من قِبَل طبيب.
المرحلة 7: الخرف: معجِّل العمر النهائي للأسيتيل كولين
يُعرَّف الخرف بأنه الحالة السريرية التي يصبح فيها فقدان الذاكرة والمعرفة وخيماً بما يكفي ليعوق الوظائف الاجتماعية والمهنية. يصيب الخرف الكامل أكثر من 4 ملايين شخص فوق سن الخامسة والستين، مع 40 إلى 75 بالمائة منهم فوق سن الخامسة والثمانين. يمكن أن يبدأ الخرف في أي عمر، رغم أنه عادةً ما يصيب كبار السن. بإمكانك أن تحلّ شيفرة داء الزهايمر بالأدوية الحديثة والتغذية، طالما أنك تبدأ العلاج في المراحل الأولى منه.
لا يؤثِّر الخرف على قدرتك على التذكّر فحسب، ولكنه يؤثِّر أيضاً على تقديرك، وتفكيرك المجرّد، وشخصيتك، ومزاجك، ويغشِّي إحساسك بالزمان والمكان. إليك مجموعة من النصوص الكلامية (السيناريوهات) كي تتمكَّن من أن ترى بوضوح الاختلاف بين الشيخوخة الطبيعية والمرحلتين 6 و7 من الخرف:
شيفرة الخرف / المرحلة 2: كثرة النسيان / المرحلة 6: تلف معرفي خفيف / المرحلة 7: تلف معرفي وخيم
- تلف الذاكرة القصيرة والطويلة الأمد / “والآن، ما الذي جئت لجلبه من المطبخ؟” / “كيف أعدّ الباوند كيك المفضَّل لدى عائلتي؟” / “حرقت يدي وأنا أصنع الباوند كيك لأنني نسيت أن أستخدم حامل القِدر وأنا أُخرج الكيك من الفرن”.
- مشاكل لغوية (الحُبْسَة) / “ما الكلمة التي أبحث عنها؟” / “أستعمل ذلك الشيء لفمي”. [بدلاً من قول “فرشاة الأسنان”]. / “ما اسم ذلك الحيوان الفَرْوي الذي ينبح؟”
- مشاكل بالمهارات الحركية رغم القدرة الجسدية السليمة (لاأدائية أو خَرَق) / “أنا أُسقط مفاتيحي دوماً”. / “لا أستطيع أن أُدخل مفاتيحي في الباب الأمامي”. / “لا أستطيع أن أتذكَّر كيف أفتح الباب الأمامي”.
- تقدير (رأي) ضعيف / “لا يمكنني أن أتذكّر لماذا اشتريت آلةً ثانية لتحضير الطعام”. / “لماذا ارتديت أربع طبقات من الثياب ودرجة الحرارة في الخارج 20؟” / “لا أستطيع أن أتذكَّر من سينال إرثي؟”
- تلف في التفكير المجرّد / “عليَّ فعلاً أن أحتفظ بسجلات أفضل. موازنة دفتر الشيكات الغبي هذا صعبة جداً”. / “موازنة دفتر شيكاتي تستغرق ضِعف المدة التي كانت تستغرقها سابقاً”. / “كيف أستعمل حتى كل هذه الأرقام؟”
- الإخفاق في تمييز أو تعيين أشياء مألوفة بالرغم من الوظيفة الحسِّية السليمة (عدم الدراية أو العَمَه) / “أخطأت مرة أخرى في وضع مفاتيح سيارتي في مكانها الصحيح”. / “غالباً ما أجول في مواقف السيارات لأني لا أستطيع أن أتذكّر أين أوقفت سيارتي”. / “لماذا أجد مفاتيحي في المرشّة؟”
- تغيّرات في الشخصية / “لم أعد ودّياً بقدر ما كنت سابقاً”. / “لا تستطيع زوجتي أن تتعامل مع تقلّباتي المزاجية”. / “الناس في الخارج لينالوا مني”. / فكّ شيفرة داء الزهايمر؛ التشكيل الأولي للخرف
هل لاحظت تغيّرات مثل هذه لدى شخصٍ تعرفه؟
= ينسى الأشياء في معظم الأحيان
= يعاني من صعوبات لدى قيامه بأشياء مألوفة
= يضع الأشياء في أماكن غريبة
= ينسى كلمات معتادة أو يستخدم الكلمات الخطأ
= يعاني من صعوبات متكرِّرة عند قيامه بمهام معقّدة
= انتابه تغيّر هام في الشخصية (مرتبك، أو كثير الشك، أو خائف)
= مرتبك بشأن مكانه (أو في أي وقتٍ من النهار هو)
= فقد المتعة في عمل الأشياء (أو يفقد المتعة بسرعة إذا لم يتمّ تشجيعه)
= طرأ عليه تغيّر مفاجئ في المزاج أو السلوك
= يقوم بأشياء لا تبدو مفهومة
قمْ بإجراء: كيف تحسِّن معرفتك الدماغية
تماماً كما أنت شابٌّ فقط بقدر أكبر أجزاء جسمك سناً، فإنّ قدرتك على التعلّم والنمو هي سليمةٌ فقط بقدر أضعف أجزائه. نحن جميعاً بحاجةٍ لأن نركِّز على تحسين أجزائنا الضعيفة. على سبيل المثال، قد يكون للاعب التنس ساعدٌ رائع، ولكن من أجل أن يفوز باستمرار إنه بحاجة لظاهر يدٍ قويٍ أيضاً. إنّ معرفة بصمة عمرك واطِّلاعك على مناطق الضعف في جسمك هما المفتاح لفكّ شيفرة الدماغ.
الطرق التالية هي الأفضل لاختبار سرعة الدماغ المنحدرة:
= اختبار بصمة العمر هو بداية سريعة وسهلة نحو فهم كيفية عمل دماغك.
= يقيس اختبار BEAM سرعة الدماغ بدقة. BEAM هو واحدٌ من أشكال عديدة من القياسات الكهربائية المحوْسبة للدماغ والتي تقيس سرعة الدماغ، وجهده الكهربائي، ونسقه، وتزامنه. وهو يشتمل على اختبارات إجهاد تفكيري بصرية وسمعية للدماغ. كما يشتمل أيضاً على تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) الذي يمكن أن يحدِّد ما إن كان الناس في العقد السادس والسابع من العمر سيُصابون بالخرف في السنوات العشر التالية.
= يمكن لمسح MRI أن يكتشف ضمور الدماغ بالإضافة إلى الأورام الوعائية الدموية والأورام الخبيثة، وأيضاً الإصابة بالتصلّب المتعدد.
= يكتشف مسح CT نـزيف وضمور الدماغ.
= يُظهر مسح PET فقدان الأيض نتيجة الخرف والتلف الناشئ عن العلاجات الإشعاعية للدماغ.
حلَّ سامر شيفرة داء الزهايمر
يعيش سامر حالياً بعمرٍ أصغر سناً بسبب الاكتشاف المبكر. رغم أنّ الأمر لم يكن مُلاحَظاً بعدْ لعائلته وأصدقائه، أدرك سامر في سن الرابعة والخمسين بأنه كان ينسى أشياء. شرحتُ لسامر بأننا بحاجةٍ لأن نعيِّن عمر دماغه وأن نحدِّد إن كان قد فقد بالفعل سرعة المعالجة في الدماغ. بعد أن خضع لهذا الاختبار التوسّعي، تمكّنت من أن أحدِّد عمر دماغه بنحو 68. كان سامر محقّاً: كانت وظيفته العقلية آخذةً في التباطؤ.
بعد اتِّباعه لخطة إستعد شبابك المكيَّفة وفقاً له، والتي اشتملت على تمارين ذهنية، وتغيير في النظام الغذائي، والتكملة بالمغذِّيات والهرمونات الطبيعية، تمكَّن سامر من عكس عمر دماغه الذي يبلغ عمره الآن 32. أصبح تفكير سامر أكثر وضوحاً ممّا كان عليه خلال سنوات، كما أنّ نتائجه في اختبارات الذاكرة والانتباه تضعه في قمة معرفية لرجلٍ بمثل عمره. سامر هو أفضل مثال يُظهر كيف أنّ الاكتشاف المبكر للخرف يمكن أن يضيف سنوات إلى عمرك.
عزِّز سرعة دماغك من أجل مستقبل خصب
الطريقة الأكثر فاعلية لفكّ شيفرة الأسيتيل كولين هي أن تعمل على زيادة مستوياتك من الأسيتيل كولين وعلى تحسين معرفتك الدماغية. تعمل المقاربة المتعددة الأشكال التي تشمل الأدوية، والهرمونات، ومكمِّلات المغذِّيات، واقتراحات غذائية محددة، على زيادة قوة دماغك.
بإمكانك أن تختار تنوُّعاً من الطرق لزيادة معرفتك الدماغية، إمّا عن طريق الأدوية الموصوفة والهرمونات المماثلة حيوياً، أو عن طريق المغذِّيات والمكمِّلات، أو الحمية. يمكن أن يكون اختيارك معتمداً على مقدار النقص لديك. إذا كانت شيفرة عمر الأسيتيل كولين لديك أكبر من عمرك الزمني بعشرين إلى أربعين سنة، فبإمكانك أن تبدأ بتغيير نظامك الغذائي والتكملة بالمغذِّيات. إذا كانت نتيجتك أكبر بنحو أربعين إلى ستين سنة من عمرك الزمني، فقد يتعيَّن عليك أن تضيف الهرمونات المماثلة حيوياً وربما الدواء. أما إذا كانت شيفرة عمرك تتجاوز عمرك الزمني بنحو ستين إلى ثمانين سنة، فهي تتطلّب مجموعة من كل هذه العلاجات بجرعات أعلى.
أدوية فعّالة لفك الشيفرة
العديد من العقاقير التي يمكنها أن توقف المزيد من فقدان الذاكرة ويمكنها أن تحسّن الوظيفة الإجمالية للدماغ، تتوافر بالفعل في السوق. تعالج هذه الأدوية المرضى بتعزيز قوة إشاراتهم الدماغية الموجودة. وفي حين أنّ هذه العقاقير يمكن أن تعكس الأعراض، إلا أنها لا تعالج المرض. والأسوأ من ذلك أنّ التحسّن في المعرفة والقدرة على القيام بالنشاطات اليومية قد لا يدومان.
يظهر في وسائل الإعلام على نحوٍ منتظم العلاج الجيني والتلقيح ضد الخرف، ولكنهما فقط في المراحل التجريبية المبكرة جداً ومن غير المحتمل أن يكونا متوفِّرين للاختبار البشري قبل سنوات عديدة. لا تزال التدابير الوقائية التي تبدأ بمعرفة بصمة عمرك هي دفاعك الأفضل.
تستطيع الأدوية التالية أن تعكس مشاكل المعرفة الدماغية:
العلاج التقليدي / الجرعة النموذجية المقترحة
Donepezil دونِبِزيل / 5 – 10 ملغ
Neostigmine bromide نيوستيغمين بروميد / 15 – 30 ملغ
Tacrine تاكرين / 40 – 160 ملغ
Rivastigmine ريفاستيغمين / 3 – 12 ملغ
Razadyne رازادين / 8 – 24 ملغ
statin drugs عقاقير الستاتين / 5 – 80 ملغ
قد لا يتحسَّن ضغط دمك ولكن دماغك قد يفعل
راقب العلماء لست سنوات مجموعة مؤلَّفة من 3300 شخص فوق سن الخامسة والستين والذين كانوا يتناولون أدوية متنوعة لخفض ضغط الدم. لقد وجدوا أنّه بتناول أي نوع من أدوية ضغط الدم، خفض هؤلاء المشاركون في الدراسة احتمال إصابتهم بداء الزهايمر بنسبة 36 بالمائة. أظهر الخاضعون للدراسة الذين كانوا يتناولون مدِّرات للبول الانخفاض الأعلى الذي بلغت نسبته 74 بالمائة في بعض الحالات. وممّا يثير الدهشة أنّ هذه النتائج القوية تمّ بلوغها بغضّ النظر عمّا إذا كان هناك تأثيرٌ للدواء على ضغط دمهم أم لا. إذا كنت تكافح ضغط الدم المرتفع، فقد لا تكون قادراً على تناول قدر ما تريد من الكيك، ولكنك ستتذكّر على الأقل لون طبقته الخارجية المزيّنة.
الهرمونات الطبيعية لتحسين المعرفة الدماغية
وُصِفت التكملة بالهرمونات من قِبَل الأطباء كعلاج وقائي ضد الإصابة بالخرف، بغضّ النظر عمّا إذا بدت هذه الهرمونات ناقصة أم لا. إذا كشف اختبار بصمة عمرك الإجمالي بأنّك تعاني من نقصٍ فعلي في أيٍّ من هذه الهرمونات، فإنّ حماية نفسك من فقدان الذاكرة والخرف هي سبب آخر لتعزيز محلِّل الشيفرة المعيَّن ذاك. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة في جامعة كولومبيا على النساء بعد الإياس (انقطاع الطمث) أنّ تعزيز مستويات الإستروجين يمكن أن يؤخِّر ظهور داء الزهايمر حتى 20 سنة.
تذكَّر: الاستنفاد يعادل الخرف، ولهذا انظر في تناول هذه الهرمونات المعزِّزة للأسيتيل كولين.
العلاج الهرموني / الجرعة المقترحة في اليوم (ما لم يُشَرْ بغير ذلك)
HGH هرمون النمو البشري / 5 – 90 ملغ شهرياً
Vasopressin فازوبرِسين / 5 – 60 وحدة
DHEA الديهايدرو إبياندروستيرون / 5 – 200 ملغ
Calcitonin كالسيتونين / 200 وحدة دولية
Parathyroid هرمون الدريقية / 20 – 40 ميكروغرام
المغذِّيات التي تحرِّر قوة شيفرة الدماغ
ثبتت قدرة العديد من المغذِّيات على تحسين سرعة الدماغ. بعض الأبحاث المتعلّقة بمغذِّيات معيَّنة هي أقوى حجّةً من غيرها، ولكننا زوَّدناك هنا بقائمة كاملة. إحدى أسهل الطرق لتعزيز مستوياتك من الأسيتيل كولين تتمثَّل في إتمام غذائك بالمكمِّلات. عندما تكون مستوياتك من الأسيتيل كولين ناقصة، يحتاج جسمك إلى المزيد من كتل بنائه. يبدأ الكولين كفيتامين B ويتمّ تحويله خلال الهضم إلى أسيتيل كولين. هدفٌ آخر لنظام الأسيتيل كولين الغذائي يتمثَّل في تعزيز مستوياتك من الليسيثين lecithin، وهو أنـزيم يستخدمه الجسم لتصنيع الكولين. خذ بعين الاعتبار العلاجات الطبيعية التالية:
علاج غذائي / الجرعة المقترحة في اليوم
- كولين / 200 – 3000 ملغ
- Deanol دينول، Deanol Dimethylaminoethanol (DMAE) دينول ديميثيلامينوإيثانول / 100 – 3000 ملغ
- Acetylcarnitine أسيتيل كارنيتين / 500 – 5000 ملغ
- Phosphatidyl serine فوسفاتيديل سيرين / 100 – 300 ملغ
- Lipoic acid حمض الليبويك / 25 – 1000 ملغ
- زيوت السمك (أوميغا – 3) / 500 – 3000 ملغ
- Glycerol phosphocholine (GPC) غليسِرول فوسفوكولين / 125 – 1000 ملغ
- مانغنيز / 2 – 10 ملغ
- Conjugated linoleic acid (CLA) حمض اللينوليك المقترن / 1 – 6 غ
- بيراسيتام Piracetam (مشتق من الغابا) / 2000 – 4800 ملغ
علاج عشبي / الجرعة المقترحة في اليوم
- Huperzine A هوبرزين أ / 50 – 400 ميكروغرام
- Vinpocetine فينبوسيتين / 5 – 20 ملغ
- Ginkgo biloba الجنكة / 50 – 300 ملغ
- Bacopa monnieri باكوبا مونييري / 100 – 400 ملغ
- gotu kola غوتو كولا / 500 – 1000 ملغ
حمية قوس قزح كي تتذكَّر
عندما يرسل دماغك الإشارة التي تفيد بأنه يجفّ، تبدأ بالتوق إلى الدهون والأطعمة الدهنية، والتي تزوِّده بتعزيز فوري بالكولين. ومع ذلك، نحن جميعاً نعرف ما الذي يحدث عندما نأكل دهناً أكثر ممّا ينبغي. سيتعيَّن عليك أن تكون حذراً وأن تغذِّي احتياجاتك بتفضيل الدهون المفيدة بدلاً من الدهون المضرّة. استبدل الأطعمة التالية الغنية بالدهن بتلك المحتوية على نسبة قليلة منه متى كان ذلك ممكناً، وفكّ شيفرة الدهن بينما تعزِّز شيفرة دماغك.
استخدم القائمة التالية لتساعدك في اقتطاع الدهن من نظامك الغذائي:
أطعمة غنية بالدهن / اختيار يحتوي على دهن أقل
- حليب كامل الدسم أو مكثَّف / حليب مقشود، مخيض اللبن، حليب بودرة خالٍ من الدسم
- نقانق بولونيا، مقانق فرانكفورت / شرائح الدجاج أو الحبش الرقيقة والقليلة الدهن
- أفوكاتو / خيار، كوسا، خسّ
- أجبان قشدية أو عالية الدسم / أجبان قليلة الدسم، جبن حلوم
- مثلَّجات (آيس كريم) / حليب مثلَّج، لبن مجلَّد قليل الدسم
- Hot fudge sundae أحدية الفَدْج الساخنة / لبن مجلَّد أو حليب مثلَّج مع فاكهة معصورة أو مقطَّعة إلى شرائح
- لحم البقر المفروم / لحوم مدهنة / لحوم قليلة الدهن مع اقتطاع كل الدهن
- قشدة حامضة / لبن قليل الدسم، قشدة حامضة شبيهة
- تتبيلة السلطة المعتادة / تتبيلة السلطة القليلة السعرات الحرارية، خلّ، عصير الليمون الحامض
- قشدة / حليب مقشود
- بيض مقلي / بيض مسلوق إما بالغلي أو بفقسه في الماء المغلي، أو بيض مخبوز
- لحوم مجزَّعة / أسماك
عزِّز قوة ذاكرتك بالهليون
ثبت أنّ الهليون يعوق إنتاج إستراز الأسيتيل كولين، وهو الأنـزيم الذي يدمِّر الأسيتيل كولين. اجعل هذه النبتة الخضراء اللذيذة جزءاً من حمية قوس قزح لتساعد في إبقاء مستوياتك من الأسيتيل كولين عالية وفي إبقاء ذاكرتك حادة.
الأعشاب والتوابل التي تحسِّن المعرفة الدماغية
إذا كان منظر كشك بيع الليموناضة يثير ذكريات عامك الماضي، فاذهب واشترِ كوباً (طالما أنه خالٍ من السكر)؛ قد يساعدك على الاستمرار في تذكّر الأيام الخوالي في المستقبل. التُرُنجان هو عشبة تُستخدم عادةً في الشاي، وقد تمّت دراستها مؤخَّراً كعلاج ممكن لداء الزهايمر. التُرُنجان هو مضاد أكسدة ينبِّه مستقبلات الأسيتيل كولين، كما أنه يعمل أيضاً كمسكِّن خفيف.
الكركم – الذي أسمِّيه أنا تابل الحياة – هو تابل رائع مرتبط بالأسيتيل كولين. ثبت أنّ الكركم والكمون يساعدان في تحرير النشويد (نظير النشا amyloid)، وهو مادة شمعية تسدّ الطرق الرئيسية للدماغ عندما يكون مُصاباً بحالات مثل داء الزهايمر. بدون هذا النشويد، يكون تفكيرك أكثر وضوحاً.
فيما يلي قائمة كاملة بالأعشاب والتوابل الأخرى التي تحسِّن سرعة دماغك:
= الحبق
= الفلفل الأسود
= إكليل الجبل الليموني
= القصعين
= الكركم
= النعناع
= الناعمة (المرْيَمية)
عزِّز سرعة دماغك بهذه الاقتراحات الخاصة بقوائم الطعام:
خيارات الفطور
= كوب واحد من اللبن القليل الدسم مع طبقة فوقية من الفراولة، والعِنَبيّة، وثمُن كوب من الغرانولا، وملعقة طعام واحدة من القرفة
= وافل مصنوع من القمح الكامل أو الخالي من القمح مع نصف ملعقة طعام من زبدة الفول السوداني
= بيضتان مسلوقتان جزئياً ومغطَّتان بملعقة طعام واحدة من زيت الزيتون والخل البلسمي الممزوج مع الكمون، والفلفل الثومي، والحبق
خيارات الغداء
= سلطة قيصر مع 60غ من جبن البارميزان (احذف قطَع الخبز المحمَّص) مع طبقة علوية مؤلَّفة من 120غ من السلمون المشوي
= زبدية من حساء الدجاج مع شريحة واحدة من خبز القمح الكامل المحمَّص (توست القمح الكامل)
= سلطة توفو الخضار المتعددة الألوان مع زيت الزيتون والخل
= شطيرة سلمون مدخّن مع جبن قشدي، وخسّ، وطماطم، وبصل على خبز القمح الكامل
خيارات العشاء
= قرنبيط وجزر بطريقة القلي مع التحريك، مقدَّمة مع نصف كوب من الأرز الأسمر
= مزيج الخضار المشوية مع الفول، والكسكس، وشريحتين من لحم البقر أو العجل القليل الدهن
= 120غ من الدجاج المشوي مع سلطة الملفوف بالزبيب والبروكولي
خيارات التحلية والوجبات الخفيفة
= ربع كوب من مكسّرات الصويا المحمّصة
= بيضة مسلوقة جيداً مع جزر
= كرفس مع ملعقة طعام واحدة من زبدة الفول السوداني
= 240 ملل من عصير العنب أو نصف كوب من سوربيه العنب
السمك طعامٌ للدماغ
السمك مصدرٌ مباشر للأحماض الدهنية أوميغا – 3 التي ثبتت أهميتها للتطوّر المعرفي والوظيفة الطبيعية للدماغ. تمّ ربط استهلاك السمك منذ زمنٍ بعيد بخفض الخطر المُحتمل للإصابة بالخرف والسكتة الدماغية. أشارت الدراسات الحديثة إلى أنّ استهلاك حمض الدوكوساهكسائنويك docosahexaenoic acid (DHA) تحديداً هو مهمّ لأداء الذاكرة. في المرة المقبلة، اختر بعض السلمون في السوبرماركت قبل أن تعجز عن تذكُّر فعْل ذلك مستقبلاً.
زيادة حدّة الدماغ
الشعار القائل استعمله أو اخسره هو أقل تصريحات العالم تصويراً للحقيقة بأقل من مقتضاها عندما يتمّ تطبيقه على المعرفة. فكما أنك تحتاج تماماً أن تمارس الرياضة البدنية لتحافظ على لياقة جسمك، يحتاج دماغك إلى تدريب أيضاً. يمكن أن تكون زيادة حدة الدماغ بسيطة بقدر القراءة، أو الكتابة، أو حلّ الكلمات المتقاطعة، أو الاجتماع مع الناس، أو حضور المحاضرات، أو الاستماع إلى العظات، أو اللعب بألعاب الفيديو، أو الاشتراك في هوايات أخرى تُبقي دماغك يقظاً. في دراسةٍ نُشِرت في مجلة نيوإنغلند للطب، وُجِد أنّ القراءة، ولعب ألعاب الرقع (كالشطرنج وغيره)، والعزف على الأدوات الموسيقية، والرقص كانت من بين نشاطات وقت الفراغ الأفضل لإبقاء دماغك شاباً ومرناً.
ببقائك نشيطاً عقلياً، أنت في طريقك للاحتفاظ بدماغك الأصغر سناً. على سبيل المثال، إذا كنت تكتب باليد اليمنى، فإنّ تحدياً عظيماً للدماغ يتمثَّل في تعلُّم استعمال الأدوات والكتابة بيدك اليسرى. يمكن لتوازن جزئَي الدماغ الأيسر والأيمن أن يحسِّن سرعة الدماغ.
مرِّن جسمك، مرِّن دماغك
بإمكان التمارين البدنية أن تساعد أيضاً في الوقاية من فقدان الذاكرة. الرياضة البدنية وزيادة حدة الدماغ مرتبطتان: بتمرين جسمك أنت تزيد أيضاً من حدة دماغك. وحتى التمرين الرياضي المعتدل، مثل المشي السريع لثلاثين دقيقة أو أكثر، يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي يُبقي خلايا دماغك قوية وفعالة. الراشدون الذين يتمرّنون ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع هم أقل احتمالاً بنسبة 30 إلى 40 بالمائة لأن يصابوا بالخرف لاحقاً في الحياة من أولئك الذين لا يمارسون الرياضة. إذاً، اخرج واركض ومن ثم حاول أن تحل الكلمات المتقاطعة في الصحيفة اليومية؛ الأمر كما لو أنّ دماغك يدفع للأعلى 100 كلغ!
إذا وجدت ذلك مملاً، فإنّ قراءة أيّ من الكتب الرائعة مثل رائعة تولستوي، الحرب والسلام، يمكن أن تكون أحجية رائعة من التعقيد والتناقض لتمرين دماغك.