حين تقوم بأمر ما ولا تكون راضياً عنه، فقد يكون رد فعلك الأول هو محاولة إقناع نفسك والآخرين بأن ذلك لم يكن خطأك. مثلاً، أنت غير راضٍ في الواقع عن كونك عنيفاً وسيئ الطباع، وتعرف أن ذلك خطأ، ولكنك تحاول أن تنكر مسؤوليتك عن سلوكك.
تجد فيما يلي طرائق شائعة ينكر من خلالها الناس مسؤوليتهم عن سلوكهم الغاضب
– لوم الضحية: “لقد أثارتني”، “هو حملني على فعل ذلك”، “إنها لا تغلق فمها”، “لو أنه لم يكن أحمقَ بهذا الشكل”، “أنت تعرف كيف هنّ النساء”.
– تبرير العنف والتعاطي: “كان الحق معي”، “لم يكن لدي خيار آخر”، “كنت مضطراً”، “كان ذلك ضرورياً بشكل مطلق”، “هي ضربتني أولاً”.
– إلقاء اللوم على عامل خارجي: “كان لدي سبب مقنع للشرب”، “كان يومي فعلاً سيئاً”، “لا أملك أي مال البتة”، “الأطفال…”، “والداها…”، “لو لم يكن لأجل…”.
– تصغير الوقائع: “لقد كانت مجرد صفعة وحسب، ولم يكن عنفاً بالفعل”، “خلال السنين كلها التي كنا فيها متزوجين، لم أفقد أعصابي سوى هذه المرات القليلة”، “ليس ذاك بالأمر المهم جداً”.
إنكار المسؤولية عن أمرٍ ما هو محاولة لنقل اللوم إلى شخص آخر؛ فتصبح بشكل ما أنت الضحية وليس المعتدي. ولكن حين تنظر إلى نفسك كضحية- إلى شريكك، إلى النظام، إلى المجتمع، أو إلى الظروف الجارية – فإنك تلغي قوتك الشخصية. في الحقيقة أنت تتحكم بنفسك وتختار انفعالاتك، أعمالك، وردود أفعالك على الظروف وعلى سلوك الآخرين.
أنت تختار أن:
– تردّ على الآخرين أو على تجارب الحياة بطريقة سلبية.
– تبقى ضمن علاقة صعبة أو هدامة.
– تسمح لنفسك أن تصبح غاضباً.
– تسمح لنفسك أن تصبح مؤذياً أو عنيفاً.
مع ذلك، يمكنك بالسهولة نفسها أن تختار أن:
– تردّ على الآخرين أو على خبرات الحياة بطريقة إيجابية.
– تترك العلاقة الصعبة أو الهدامة.
– تُحجم عن أن تصبح غاضباً.
– تُحجم عن أن تصبح مؤذياً أو عنيفاً.
بالرغم من أنك لست مسؤولاً عن كل ما يحدث لك، فأنت مسؤول عن ردود أفعالك. وحين تتحمّل مسؤوليات أفعالك، تضع نفسك في موضع القوة، وتزيد من قدرتك على توجيه نفسك وإدارة حياتك.
سبع خطوات لتحمّل المسؤولية:
إن إحدى أفضل الطرائق لإيقاف الغضب قبل أن يبدأ، هي أن تتحمل مسؤولية نفسك وسلوكك. يمكنك أن تحقق ذلك من خلال الخطوات السبع التالية:
1. التزم بالتغيير: الخطوة الأولى في الرحلة هي تعريف التغييرات التي تريد أن تحققها، وأن تتخذ قراراً بأن تلتزم بالبرنامج لتحقيق هذه الأهداف.
2. اطلب العلاقات والأنشطة الإيجابية: حين تكون راضياً عن حياتك، ستكون بشكل تلقائي أقل سلبية وغضباً.
3. اعتنِ بنفسك: تقع العناية بالذات في قلب تحمل مسؤولية نفسك. امنح اهتماماً لحاجاتك الجسدية، والعقلية، والانفعالية، والروحية.
4. وسّع مصادرك ونظام الدعم: أحِط نفسك بأناس داعمين يريدون لك أن تبقى صاحياً. استفد من أشكال الدعم المتوفرة: من العلاج الفردي، والعلاج الجماعي، إلى برامج الاثنتي عشرة خطوة، وغيرها.
5. أعطِ نفسك الحق بقول لا:ارسم الخطوط الفاصلة بوضوح، وضع الحدود لحماية نفسك وصحتك الجسدية، والانفعالية، والمالية. لا تقم بفعل أشياء فقط لترضي الآخرين. وإلا، فإنك غالباً ستشعر أن أحداً ما قد استغلك، وأساء معاملتك، وأنك مستاء، وغاضب.
6. ضع أهدافاً واقعية، يمكن الوصول إليها: فكّر فيما أنجزته بسهولة في الماضي، ثمّ ضع هدفك التالي جاعلاً إياه أبعد خطوة واحدة مما سبق وحققت. وحين تصل إلى هذا الهدف ضع هدفاً آخر واجعله أبعد بعض الشيء. لا تجعل الكمال غاية لك إن أنت لم تتجاوز عثرات الطريق كلها. واحرص على تشجيع نفسك كلما حققت هدفاً.
7. دع الأمور تسير: اعقد سلاماً مع نفسك فيما يتعلق بالمواقف التي لا تستطيع أن تسيطر عليها ودعها تمضي. هذا مهم بشكل مضاعَف حين تختار البقاء في المواقف سهلة السيطرة. تذكّر أنك قادر على السيطرة على نفسك وحسب.