الخضار والفواكه غذاء للقوة والحياة النشيطة. فالأطعمة النباتية كالخضار والفواكه وخضار البحر مصدر غني للمغذيات. عندما تأكل خضاراً وفاكهة تتلقى قوة الحياة من النبات. ولأن الأطعمة النباتية تحتوي على الألياف فإن الأشخاص الذي يستهلكون كميات كافية من الأطعمة النباتية لديهم معالم أمعائية نظيفة وتوازن أفضل من البكتيريا النافعة مع قلة من النفايات متجمعة في القولون حيث تنتج النفايات السامة. لقد لحظت هذه النتائج عبر أربعين سنة من الخبرة لدى قيامي بفحوص مجوافية لأكثر من 350.000 شخص. معاينة واحدة للبراز كافية للإيضاح. براز الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة النباتية لا رائحة كريهة له وهو ناعم وغالباً ما يطفو على سطح الماء. أنا أعتقد أن غذاء غنياً بالأطعمة النباتية يحتوي على قوة أكبر لتغذية الحياة البشرية وإضفاء الصحة على الجسم والعقل من غذاء أكثره حيواني. ستدعم الأطعمة النباتية قوة حياتك لكي تتمكن أن تعيش حياة ناشطة وحيوية حتى بلوغ الشيخوخة. في الأساس تعتمد صحتنا على أحوال أمعائنا، وتتحسن تلك الأحوال مع غذاء يحتوي على 80 بالمئة من الأغذية النباتية.
الأغذية النباتية تساعد في توفير الماء للجسم
أحد الأسباب التي جعلتني أوصي بطعام من الخضار والفواكه الطازجة هو أن الأطعمة النباتية تحتوي على 70–90 بالمئة من وزنها ماء. أكل الأطعمة النباتية يساعد الجسم على الحصول على ماء من نوعية جيدة. بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء النقي، احثُك على استهلاك الفواكه الطازجة أو العصير الطازج للخضار والفواكه. خلال النهار، من الأفضل تناول الفواكه الموسمية بكميات قليلة بدل تناول الكعك المحلى والكراميل. استهلاك الفواكه جزء من الصيام الصغير الذي ذكرته سابقاً. وعندما يؤخذ 30–40 دقيقة قبل الوجبة يساعد على منع مأخوذ مفرط من الكربوهيدرات. غير أنه يجب تجنب الفاكهة بعد الأكل لأن لها مفعولاً عكسياً يؤدي إلى مأخوذ مفرط من الكربوهيدرات.
الماء مغذ هام
أكثر الناس لا يشربون ما فيه الكفاية من الماء. ثمانون بالمئة من خلايانا مياه، وأعتقد أن أي مشكلة جسمية تتحسن من جراء شرب كمية كافية من المياه الجيدة.
لا يمكننا البقاء على قيد الحياة دون ماء بغض النظر عن عدد المغذيات التي نأخذها بتوازن جيد. يقال إننا نزيل 2.5 ليتر من الماء يومياً عبر التبول والعرق. ما لم تغسل أجسامنا بهذه الطريقة تتدهور الأحوال الصحية في داخلنا وتتكون مواد خطرة في أمعائنا تؤكسد جميع سوائل الجسم. الاستسقاء والإمساك وغيرهما من الأمراض المختلفة تتأتى من نقص الماء. من أجل منع هذه الحالة يجب شرب الكثير من الماء الجيد. شرب المياه الجيدة يساعد في شطف الماء الوسخ وتحسين دوران سوائل الجسم. المياه الجيدة تصبح سوائل جيدة في الجسم تزيل السوائل الوسخة من خلايانا.
ما هي المياه الجيدة؟
والآن وبعد أن أدركنا أهمية الماء، ما هو نوع الماء الذي يجب أن نشرب؟ ماء الصنبور يحتوي على كميات كبيرة من الكلورين، الذي يستعمل للتعقيم، وغيره من المواد الخطرة المعروفة بتريهالومثان وهي مواد مسرطنة تتوالد خلال عملية التعقيم. ويمكن أن تكون مياه الصنبور ملوثة بالمبيدات والأسمدة الزراعية والفضلات الصناعية وغيرها من بقايا معالجة المياه المبتذلة التي تنتهي إلى الخزانات والمياه الجوفية. تُفحص المياه بالتأكيد ولكن، حتى ولو كانت هذه المواد ضمن المقادير المسموح بها لدى الحكومة، فإنها ليست المياه الملائمة لتغذية جميع خلايا جسمنا.
بحسب المكان الذي تعيش فيه ربما ترتأي استعمال مطهر للمياه لإزالة الكلورين وغيره من المواد الضارة لكي تشرب ماء أكثر ما يكون التصاقاً بحالته الطبيعية الصحية. منذ ثلاثين سنة كان اليابانيون، قلقين بشأن كمية المطر الحامض الذي نشربه مع الماء. اجتمع فريق من العلماء والمهندسين والأطباء بمن فيهم أنا لمناقشة ما نستطيع فعله لإنقاذ مياهنا. نتج عن هذا الاجتماع طريقة تقنية لمعالجة المياه وجعلها أكثر قلوية. قام فريق بصنع ماكينة تقوم بهذا العمل توضع في البيوت. وبما أنني طبيب، لم أشترك بهذا العمل التجاري ولكنني منذ ذلك الوقت أصبحت أشرب من هذه المياه القلوية التي أطلقنا عليها اسم مياه كانغن. مع الوقت تقدمت تقنية إنتاج مياه كانغن وأصبحت أكثر تعقيداً كما أصبحت ماكينات مياه كانغن متوفرة في الولايات المتحدة. لديّ ماكينة مياه كانغن في عيادتي في نيويورك، وهذه هي المياه التي أقدمها إلى مرضاي. بالإضافة إلى تنقية المياه من الملوثات فإن لدى مياه كانغن قوة تساعد الجسم على الاحتفاظ بحالة قلوية ممتازة.
بوجه عام يخسر الرجل البالغ أو المرأة البالغة 2.5 ليتر من الماء كبول أو عرق يومياً ولذلك ينشأ لديه نقص في الماء إلا إذا أخذ كمية مماثلة لتلك التي خسرها خلال اليوم. وإذا افترضنا أن كمية الماء المتوفرة في الطعام اليومي تبلغ ليتراً واحداً، نظل بحاجة إلى ليتر ونصف على الأقل يجب تأمينها من الشرب. ويجب أخذ كمية أكبر أيام الصيف الحارة أو لدى زيادة التمارين الرياضية. يجب أن تحاول شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً لكي نؤمن بعض الاحتياط. إذا كنت لا تستطيع شرب هذه الكمية من الماء فذلك يعني أن لديك نقصاً مزمناً في الماء. الخلايا التي تشكل جسمنا ودمنا والسوائل اللمفوية تؤيض بفعل الماء الذي نشرب ولذلك فإن الإكثار من الماء يساعد على الحفاظ على نضارة الجلد ونشاط الخلايا. ويجب، بالطبع، أن تكون المياه من النوعية التي شرحتها سابقاً.
الجسم ليس بحاجة إلى الشاي أو المشروبات الرياضية أو الكحول
لا تحتسب كميات الشاي والمشروبات غير الكحولية والقهوة والكحول في كمية ما تشربه من ماء. وتركك للماء لتشرب المشروبات الرياضية بعد قيامك بالتمارين ليس فكرة صائبة إذ إنه وإن تكن هذه المشروبات تحتوي على المعادن والحوامض الأمينية الضرورية للجسم فإنها ربما تحتوي أيضاً على كميات كبيرة من السكر. وعندما يستهلك هذا السكر يرتفع مستوى الغلوكوز ويفرز البنكرياس كميات كبيرة من الأنسولين مما يشكل عبئاً على الجسم فيشعر بعدها بالإرهاق والتعب.
للشاي صورة صحية أفضل من تلك التي للمشروبات غير الكحولية ولكن عندما يشرب الناس الشاي كل يوم ويتم فحصهم بالمجواف يتبين أن غشاءهم المخاطي قاسٍ. وأعتقد أن سبب ذلك هو التينين، المادة المرة في الشاي. منذ العصور القديمة كان عدد كبير من الناس يصابون بتقرح المعدة أو بسرطان المعدة في الحضارات حيث شرب الشاي عادة يومية كما في اليابان. وعلاوة على ذلك كمية الكافيين في الشاي أكثر منها في القهوة. وللكافيين مفعول مدرٌ للبول، ويمر الماء الموجود في الشاي مروراً عابراً في الجسم دون أن ينعش الخلايا. بكلام آخر، ربما تشرب الشاي ظناً منك أنك تروي عطشك بينما في الواقع تفعل العكس.
إنها لفكرة سيئة أن تزدرد شراب الشعير المثلج عندما تكون عطشاناً. ربما تشعر بالزهو مع زيادة دوران الدم بسبب الكحول ولكن بعد بضع ساعات تنقبض شرايينك وتجعل من الصعب تزويد الخلايا بالأوكسجين والمغذيات كما تثقل كاهل الجسم في التخلص من الفضلات.
الكحول، كالشاي مدرّة للبول فهي تزموه ولا تزيد الماء في الجسم. شراب الشعير بعد الرياضة لا يحل مشكلة نقص الماء بعد التعرق. ربما قمت بالتمارين من أجل تحسين الصحة وزيادة الأيض ولكن إذا انتهت تمارينك بكوب أو أكثر من شراب شعير، فذلك، بالفعل، يسهم في زيادة شيخوخة خلاياك.
من المهم أن تقلل من شرب المشروبات غير الكحولية والمشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة والكحول والشاي وألا تقارن هذا النوع من المشروبات بشرب الماء. خلاياك تحتاج إلى الماء. اشرب كوباً أو كوبين بفواصل وقت منتظمة خلال النهار. بهذه الطريقة تحفظ الرطوبة في خلاياك وتحمي نفسك من تدهور الخلايا ومن الأمراض.
عصير الفواكه المعلب ربما يكون خالياً من الأنزيمات
مع أن الفواكه والخضار جيدة لصحتك يجب ألاَّ تبدل الماء بعصير الفواكه المعلب. وعندما ترى ملصقاً كتب عليه 100 بالمئة عصير فواكه، حدِّق لترى أيضاً إذ يفيد أنه مصنوع من المواد المركزة. الأنزيمات من الفئة (أ) تضيع في عملية التسخين لإيجاد عصير مركز. الأفضل أن تأكل ثماراً كاملة أو تعصرها بنفسك. الخضار يمكن أن تستهلك كعصير أو سلطة أو مخللات. عندما تفكر بقوة حياة قوتك تدرك لماذا من الضروري أن يكون طعامك طازجاً ولماذا الطعام المزروع في أتربة جيدة دون أسمدة كيماوية هو الأفضل.
الشاي والقهوة ليسا ماءً
هناك سبب آخر لماذا لا أوصي بشرب القهوة أو الشاي أو المشروبات غير الكحولية بدل الماء. بالنسبة إلى الشاي والقهوة، استهلاك الكافيين الزائد مضر بالصحة. كذلك القهوة المباعة في السوق غالباً ما تحتوي على الحليب والسكر المكرر. يقال إن مادة الكاتيشين في الشاي ملائمة للصحة ولكن مشاهداتي عبر الفحوصات بالمجواف تشير إلى أن استهلاكها الزائد ربما يؤدي إلى سرطان المعدة. عدد كبير من المشروبات المشبعة بثاني أوكسيد الكربون، في رأيي، هي مياه ملوثة مشبعة بالسكر الذي ربما يؤدي إلى داء السكر. ربما تظن أنك تلبي حاجة جسمك من السوائل عندما تستهلك هذه المشروبات، غير أنها لن توفر منافع المياه الجيدة. يمكنك أن تقوم بتغيير بسيط في نمط حياتك لتحسين صحتك وهو أن تجعل من الماء مشروبك المفضَّل في الحالات التي كنت تشرب فيها شراب الشعير أو القهوة أو الشاي أو المشروبات الرياضية أو الصودا.
لا غنى عن الأنزيمات في جميع نشاطات الحياة
لا يمكن الاستغناء عن الأنزيمات في جميع أنشطة حياتنا لأنها تعمل كوسطاء في جميع التفاعلات الكيماوية في الجسم. إنها تدعى حفَّازات وبدونها لا تحصل أية تفاعلات كيماوية. وتقوم الأنزيمات بتحليل الطعام في المعدة، والأنزيمات التي تحلّل البروتين هي غير تلك التي تحلّل الكربوهيدرات. لكل تفاعل أنزيمه الخاص المحدد ولا يمكن تبديل أنزيم بأنزيم آخر. هناك 3.000–5.000 نوع من الأنزيمات في الجسم البشري وربما أكثر. وبما أن حياتنا تتألف من عدد كبير من التفاعلات الكيماوية، نستطيع القول إن الأنزيمات هي مصدر الحياة. لا ضرورة للقول إن الأنزيمات معنية بإزالة السموم من الخلايا. هناك ما يقارب 60 نوعاً من الأنزيمات معنية بعملية التأكل الذاتي المزيلة للسموم، وأنا أسمي هذه الأنزيمات بالأنزيمات التجديدية المجددة للشباب. عندما تعمل هذه الأنزيمات التجديدية بشكل ملائم تكون الخلايا بصحة جيدة ومليئة بالرطوبة. ولو لم تكن الأنزيمات موجودة لما تمكنا من الحفاظ على حياتنا للحظة واحدة، إذ إن الأنزيمات تتدخل في الهضم والامتصاص وإزالة السموم والتنفس والحركة ووظيفة القلب وأنشطة الدماغ.
الأنزيمات التي تعيد الشباب
الأنزيمات هي مصدر الحياة ولا غنى عنها لأنشطة حياتنا. وهي موجودة أيضاً في النباتات. مثلاً 90 بالمئة من الخلايا النباتية أعضاء تشبه الأكياس وتحتوي على جويفات. هذه الأكياس لا تحتوي فقط على الماء إنما على أنزيمات عديدة مزيلة للسموم. والأنزيمات القادرة على إزالة السموم تصنف أنزيمات مجددة للشباب؛ أنزيمات تجديدية. الخضار والثمار تبدو نضرة بسبب الماء في جويفاتها ولكن هذا الماء يمتلئ سريعاً بالنفايات (مواد فاسدة وخطرة) إذا ترك على حاله. غير أن الأنزيمات التجديدية داخل الجويفات تقوم بمعالجة هذه النفايات فتحفظ نضارة الثمار والخضار، وهي تقوم أيضاً بإنضاج وتحلية الفواكه. لدى ثمار الأناناس والكيوي والبابايا والتين أنزيمات تجديدية لها قدرة كبيرة على تحليل نفايات الخلايا. عندما تكون مصاباً بالزكام أو تعباً تشعر بالانتعاش لدى تناول الفاكهة، والسبب هو أنك تزود جسمك بالأنزيمات مجدداً. ونحصل أيضاً على الفيتامينات والمعادن التي تدعم الأنزيمات دون أن تكون قادرة على العمل بمفردها، إذ من الضروري أن تحصل على تفاعل متعاون مع الأنزيمات.
استهلك أطعمة نيئة
كلما أكثرت من الطعام المطبوخ كلما أصبح لديك صعوبة في توفير الأنزيمات. حتى ولو أخذت فيتامينات ومعادن من مثل هذا الغذاء لن تستمد فوائد الأنزيمات. ملصقات الطعام السريع أو الأطعمة المصنعة تفيد أنها تحوي نفس كمية المغذيات التي في الأطعمة النيئة ولكن الأنزيمات وقوة الحياة لن تكون ذاتها.
كيف تختار متمماً للأنزيمات؟
مفاعيل متممات الأنزيمات على الجسم تختلف كثيراً بحسب اختلاف طرق إنتاجها. ليس هناك تعريف مثبت وواضح لمتمم الأنزيم وستدهش ربما إن علمت أن هناك بعض المنتجات في السوق تحمل لاصقات متممات أنزيم لا تحتوي حتى على أنزيمات.
يجب إنتاج متممات الأنزيم من الخضار والثمار المخمرة مع متعضيات مجهرية. الأنزيمات ليست مقاومة للحرارة وإذا ارتفعت حرارتها خلال عملية إنتاجها إلى 48 درجة أو أكثر تنهار فعاليتها إلى الصفر، ولا يبقى منها غير الأنزيمات غير العاملة.
في الولايات المتحدة أكثرية الأنزيمات المعروضة في السوق هي متممات أنزيمات هضمية مثل البروتياز (أنزيم مذوب للبروتين)، والأميلاز (أنزيم مذوب للكربوهيدرات)، والليباز (أنزيم مذوب للدهن)، وتنتج جميعها باستعمال حرارة متدنية أو بدون حرارة على الإطلاق لكي لا تتلف الأنزيمات بفعل الحرارة.
لقد استعمل اليابانيون الأنزيمات لأغراض صحية شتى، وإنتاج الأنزيمات عبر عمليات التخمير هو فن قائم بذاته. تجار الخمور من الطراز الأول يرعون بدقة زريعة متعضيات مجهرية خاصة لسنوات عديدة للتأكد من أنها أقوى وأفضل زريعة. هذه الزريعة تستعمل بعد ذلك لتحفيز عملية تخمير خضار وفواكه مزروعة طبيعياً. الأنزيمات المنتجة بهذه الطريقة هي أنزيمات فاعلة ولا تعالج أبداً بالحرارة. إن أفضل متممات الأنزيم تعالج لكي تحتفظ بكمية صغيرة من الماء في مسحوق الأنزيم من أجل الحفاظ على قوة الحياة فيها بحالة معلقة إلى حين تستيقظ حين تؤخذ داخل الجسم. هذا النوع من الأنزيمات لديه امتياز إضافي هو تزويد متعضيات مجهرية فاعلة. لقد كنت مهتماً في زريعة الأنزيمات لسنوات عديدة وساعدت في تطوير أنزيم خاص أدعوه شينزايم. هذا الأنزيم ليس أنزيماً مهضماً بل يدعم عملية إزالة السموم من الخلايا ومن جهاز المناعة.
نقص المعادن – أزمات نمط حياتنا في أيامنا الحاضرة
بادئ ذي بدء، دعنا نبحث في وظيفة الفيتامينات والمعادن في المجموعة ب. هذه المغذيات تتمم وظائف الأنزيمات ولذلك يشار إليها بمساعدات الأنزيمات. للأنزيمات دور قيادي في أنشطة الحياة، والمعادن والفيتامينات، وهي مساعدة الأنزيمات، تنسق مع الأنزيمات لتسهيل العمل الهادئ لأعضاء الجسم وأنظمته.
المعادن هي: الصوديوم والمغنيزيوم والفوسفور والكالسيوم والكروميوم والمنغنيز والحديد والنحاس والزنك والسيلينيوم والموليبدينوم والأبودين وغيرها. مقادير هذه المعادن في جسمنا صغيرة جداً ولكن عندما تنقص يتدهور عمل الأنزيمات محدثاً ضرراً لأنشطة الحياة. عندما تشعر أنك مهمل أو تعب أو قليل الحوافز، عندما تصاب بالزكام بسهولة أو تفقد السيطرة على مشاعرك بسهولة، أو بتوتر أو بإحباط، ربما يكون لديك نقص في المعادن، هذه الأعراض شائعة جداً في عالمنا الحاضر.
هناك تشكيلة من أكثر من مئة نوع من المعادن مصنفة إلى (1) المعادن الرئيسة (2) المعادن القليلة. الكالسيوم هو المعدن الرئيسي الأكثر شهرة، وهو يؤلف عظامنا. ما يقرب من واحد بالمئة من الكالسيوم في جسمنا يساعد في عمل الدم والأعصاب والعضلات ويلعب دوراً هاماً جداً في الحفاظ على صحة جسمنا وعقلنا. وظائف مثل تخثر الدم وتوازن الأعصاب وتحفيز إفراز الهرمونات وتسهيل حركة العضلات، تعتمد على هذا الكالسيوم. عندما لا يوجد ما يكفي من الكالسيوم في غذائنا لمثل هذه الوظائف الهامة، يؤمن الجسم هذا الكالسيوم بإخراجه من عظامنا. إذا أصبحت هذه الحالة مزمنة، يستنزف الكالسيوم من عظامنا ونصاب بمرض ترقق العظام. وعندما ينقص هذا الواحد بالمئة من الكالسيوم نشعر بالتوتر ونُحبط بسهولة ونفقد السيطرة على عواطفنا.
لا يمكن إنتاج المعادن داخل الجسم ولذلك يجب توفيرها عبر الطعام. لكل معدن وظيفة متميزة في أنشطة حياة جسمنا ولنقصه مفاعيل سلبية على صحتنا. المعادن القليلة مثل الحديد والزنك والنحاس والأيودين والسيلينيوم متواجدة بكميات قليلة إذا ما قيست بكميات المعادن الرئيسة مثل الكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم، ولكن ذلك لا يعني أن المعادن الرئيسة أهم من المعادن القليلة. لكل واحد من المعادن القليلة دوره ووظيفته الخاصة به بين المجموعة، ومن المهم توفيرها كلها.
كيف تحصل على المعادن التي تحتاج إليها
الأطعمة الحيوانية تحتوي على المعادن ولكنها شديدة التأثير على صحة الأمعاء. إنني أحبّذ الأطعمة النباتية مثل الخضار والفاكهة وخضار البحر والملح غير المكرر. ولكن هناك مشكلة. أكثرية زراعة اليوم تستعمل أسمدة كيماوية بدلاً من تربة غنية ممزوجة بالروث وأوراق الشجر اليابسة؛ لذلك فإن مخزن المعادن الطبيعية غير متوافر في أكثرية المحاصيل. تُركب الأسمدة الكيماوية في أكثريتها من النيتروجين والحامض الفوسفوري والبوتاسيوم. هذه المعادن جيدة لنمو النباتات ولكن عندما تشكل المكونات الرئيسة للغذاء يهتز التوازن في ميزان المعادن. بكلام آخر، تقل قوة حياة النباتات. ومن المؤكد أن قوة حياة الناس الذين يأكلون هذه النباتات ستقل أيضاً. أحد الحلول هو أن ندعم الزراعة العضوية باستهلاك الخضار والثمار المزروعة في تربة عضوية لأنها تحافظ على توازن جيد في المعادن. لا تتلف المعادن بالحرارة ولذلك نستطيع أن نأكل الخضار في الحساء واليخنات وغيرها، كما يمكننا أن نحصل على عصير الأنزيم من الجزر والملفوف والسبانخ والبقدونس وغيرها من الخضار الشهية.
متممات المعادن
إذا كنت تهتم بالحصول على كمية كافية من المعادن عن طريق الغذاء ربما تود أيضاً أن تأخذ متمماً للمعادن ذا نوعية جيدة.
البعض يقول إن الإضافات ليست طبيعية ولا يجب الاتكال عليها كلياً، ولكن بما أن المحصول الطبيعي ربما لا يحتوي على مخزون كامل من قوة الأنزيمات، من الحكمة أن نكون حذرين في انتقاء المتممات.
أحبّذ أخذ المتممات المصنوعة من مكونات طبيعية خاصة تلك المستمدة من النباتات بدلاً من تلك المركبة اصطناعياً. من المهم عدم الإكثار من مكون واحد كالكالسيوم مثلاً أو الحديد. بهذا المعنى من الأفضل أخذ المتممات المتعددة المعادن.
الفيتامينات
الفيتامينات شبيهة بالمعادن في أنها تنسق أنشطة الحياة، وتختلف عن المعادن في أنها عضوية وتتألف من عدة عناصر. أكثر من عشرين فيتاميناً مثل مجموعة A، B (B1، B2، B6، B12… إلخ) C، D وE وغيرها ثم تحديدها ولكل منها وظيفته الفريدة. الوظيفة التي سأبحثها هي عمل الفيتامين كمضاد للأكسدة، إخراج الصدأ وتجديد الجسم. العملية المضادة للأكسدة موجودة في أكثريتها في الفيتامينات C وE ومجموعة B. صدأ الجسم يدعى أكسدة – وبكلام آخر، التقدم في العمر. كلما تقدم العمر، أو تقدمت الأكسدة، يفقد الجلد والشرايين والأعضاء والدماغ حيويتها الشابة. الفيتامينات مكونات ضرورية ضد التقدم في العمر.
ما هي الأكسدة؟ قسم من الأوكسجين الذي نتنشقه داخل أجسامنا يتحول إلى جذر أوكسجين في عملية تحويله إلى طاقة داخل خلايانا. في أبسط حالاته جزيئة O2 تخسر إلكترون. هذه الإلكترونات أو الجذور الحرة هي سبب الأكسدة. البروتين داخل الخلية يتضرر من جراء جذر الأوكسجين ويصبح بروتيناً ناقصاً أو نفاية. يمكن أن يتولد جذر الأوكسجين من عوامل الضغط أو من الأشعة الإلكترومغناطيسية في الكومبيوتر والهاتف الخلوي والأشعة ما فوق الحمراء والتدخين وغيرها من العوامل البيئية.
في أكثر الأحيان يحول جذر الأوكسجين من ضار إلى عديم الضرر بواسطة أنزيمات محددة ولكن عندما يصبح حمل النفايات البروتينية المؤكسدة ثقيلاً جداً لا يعود عمل الأنزيمات كافياً. ربما يقول بعضهم إن التقدم في السن شيء طبيعي ولكن عملية أكسدة الخلايا من قبل جذور الأوكسجين تتسارع في وجود الكثير من العوامل البيئية غير الطبيعية اليوم.
الكيماويات النباتية (فايتموكيميكالز)
الوظائف المضادة للأكسدة لا تقتصر على الفيتامينات. الكيماويات النباتية في المجموعة س لها وظائف مشابهة. الكيماويات النباتية عناصر فريدة تدعم حياة النباتات. ربما قد سمعت بالكاتيشين والإيزوفلافون. إنها أعضاء من البوليتينول أحد الكيماويات النباتية. بيتاكاروتين ولوتيين تقع في مجموعة الكارتينويد من الكيماويات النباتية. الرائحة العطرية والمرارة واللون هي استراتيجيات كيماوية هامة للنباتات. مثلاً التعرض المكثف إلى الأشعة ما فوق البنفسجية يجعل الجذور الحرة تتوالد فتعطب الخلايا في النباتات والبشر على السواء. يقوم أحد الكيماويات النباتية، البوليتينول بتقليص هذا الضرر إلى الحد الأدنى. الطعم المر والروائح الخاصة من عمل الكيماويات النباتية تحمي النباتات من الحشرات والحيوانات. الكيماويات النباتية جزء من قوة حياة النبتة. أعتقد أننا قد بدأنا فقط نفهم أهمية الكيماويات النباتية لغذاء البشر وصحتهم. يمكن أن نسمي الكيماويات النباتية مساعدات للمعادن والفيتامينات وتلعب دور المنسقات.
85 بالمئة من الغذاء النباتي و15 بالمئة من الغذاء الحيواني
إن رأيي كطبيب راقب المعالم الأمعائية لسنوات عديدة هو أن أفضل غذاء يتكون من 85 بالمئة من الأطعمة النباتية و15 بالمئة من الأطعمة الحيوانية.
لتبسيط هذه النصيحة أقول: مارس صيام شينيا بشرب عصير الأنزيم في الصباح. اشرب ثمانية أكواب من المياه الجيدة باليوم الواحد وتناول فاكهة وخضاراً وبقولاً وأرزاً أسمر أو غيره من الحبوب الكاملة، زِد على ذلك كمية قليلة من السمك مرة أو مرتين في الأسبوع والأفضل سمك صغير كالسردين الذي لا يحتوي على كميات كبيرة من الزئبق:
= غذاء من الخضار والفواكه يعطيك قدرة على الاحتمال.
= الماء مغذ لا غنى عنه للحياة.
= لا يمكنك أن تحصل على أنزيمات من المأكولات السريعة.
= لا يمكنك أن تحصل على المعادن والفيتامينات من غذاء مؤلف من الأرز الأبيض واللحم.
الأرز الأسمر الغذاء الأمثل
أولى توصياتي للبروتين في غذائك هي الأرز الأسمر وفول الصويا. من مثل هذا الطعام يستطيع المرء أن يحصل على كمية كافية من الحوامض الأمينية الأساسية. إذا أضفت أنواعاً أخرى من البقول والحبوب، ستحصل على كميات أكبر من البروتين. إذا أضفت سمكاً صغيراً كالسردين أو خضاراً بحرية ستحصل على كمية من البروتين كافية دون الاعتماد على اللحوم. الأرز الأسمر مع فول الصويا وبعض الحبوب الأخرى التي تحتوي على كثير من الألياف تؤدي إلى إفراغ سهل للأمعاء وإزالة السموم منها. يجب ألا تهضم الأطعمة على التو. من الأفضل أن تأخذ عملية الهضم قليلاً من الوقت. اليابانيون الذين تناولوا أطعمة غنية بالألياف عُرف عنهم أن أمعاءهم طويلة نسبياً. من المهم أن نتساءل بأية سهولة تُمتص الأغذية بدلاً من الاهتمام بأنواع المغذيات.
الأسماك
السمك، كاللحم، يحتوي على حوامض أمينية أساسية عالية الجودة. وبالإضافة يحتوي أيضاً على دهون من النوع الجيد غير موجودة في اللحم. ربما سمعت بالحوامض الأيكوسابنتيانويك والديكوساهكسانويك. إنها توجد في السمك وتدعى دهون غير مشبعة أو أوميغا 3، تنظف الدم وتخفض مستوى التريغليسريد. إحدى مشاكل تناول اللحوم هي أن الدهون الحيوانية تثخِّن الدم. السمك مصدر طعام أصح بكثير. عبر اختياراتي، أثبت أن الناس الذين يأكلون السمك لديهم معالم أمعائية أفضل بكثير من الذين يأكلون اللحوم. التهاب الرَّتج قليلاً ما يصاب به آكلو السمك. البراز والمواد السامة تتجمع في الرَّتج وإذا لم تُعالج يمكن أن تؤدي إلى بوليبات في القولون أو إلى السرطان. ولكن هناك مشكلة في أكل السمك وهي تلوث مياه البحر حيث تؤخذ الأسماك. الأسماك الكبيرة، كالطون، تحتوي على مستويات عالية من الزئبق والاستهلاك المفرط للطون ربما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي. في الحياة البحرية يأكل السمك المتوسط الحجم السمك الصغير ويأكل السمك الكبير السمك المتوسط الحجم، فيكون لدى الأسماك الكبيرة أكبر كمية من الزئبق.
السمك الصغير وفول الصويا بيت مال الكولاجين
هناك أطعمة غنية بالحوامض الأمينية وهي مادة الكولاجين. منافع الكولاجين لا تقتصر على صحة الجلد. الكولاجين يبني العظام والمفاصل والعضلات والأوتار والأوعية الدموية وغيرها من أنسجة الجسم. يعرف الكالسيوم بأنه مادة العظام. إذا شبهت عظمة ببناية، الكالسيوم هو بمثابة حائط الإسمنت. بدون الكولاجين الذي يمكن تشبيهه بهيكل البناء الفولاذي، لا يكون هناك عظمة. الرباطات والأوتار مصنوعة في أكثرها من الكولاجين. أدمة الجلد والحائط الداخلي للأوعية مصنوعة أيضاً من الكولاجين. ثلاثون بالمئة من مجمل البروتين الذي يؤلف الجسم البشري كولاجين. التوصية بالسمك الصغير كمصدر للكولاجين تعود إلى الكولاجين العالي الجودة الموجود في حراشف السمك. يقول البعض إن الكولاجين نوع من البروتين ولذلك يتحلل إلى حوامض أمينية ولا يبقى في الجسم ككولاجين. غير أنه ليس حامضاً أمينياً أساسياً ولذلك يمكن تركيبه في داخل الجسم. ثلاثون بالمئة من جسمنا مصنوع من البروتين ولذلك أوصي بإتمام الكولاجين. أحد أسباب توصيتي بفول الصويا هو لأن فول الصويا يحتوي على الحوامض الأمينية مثل الغليسين والبرولين وهما من المكونات الأساسية للكولاجين. إضافات الكولاجين المستخرجة من حراشف السمك متوفرة في الأسواق ولكن يكون من الأفضل الحصول على هذا المغذي الثمين من السمك الصغير وفول الصويا.
= المأخوذ المفرط من البروتين يتلف المعالم الأمعائية (بارومتر صحة الأمعاء).
= الأرز الأسمر وفول الصويا هما المصدران المعتمدان للبروتين.
= السمك الصغير وفول الصويا هما مصدران للكولاجين، وهو عنصر ضروري لجمال البشرة.