فيما يلي علاجات طبيعية لتحسين وظائف الكبد والتداوي من أمراضه
بذور الزبّاد
تستخرج بذور الزباد من نبات هندى يسمى بلانتاجو أوفاتا Plantago Ovata. ويستخرج الزبّاد نفسه من قشور البذور وهو عبارة عن ألياف صمغية قابلة للانحلال. وإذا تناولت ما معدله ملعقة صغيرة واحدة من الزبّاد لثلاث مرات يومياً، فسوف تستطيع تقليل معدلات الكوليسترول بما يتراوح من 14 إلى 20 % بعد ثمانية أسابيع. ويمكن للزبّاد أيضاً أن يقلل من الشهية المفرطة لتناول الطعام، وبمزج ملعقة صغيرة من مسحوق الزبّاد بكوب من العصير وشربها قبل الوجبات ستشعر بالامتلاء نسبياً قبل أن تبدأ فى تناول الوجبات.
وغالباً ما يجد هؤلاء الذين يعانون خمول وظائف الكبد صعوبة فى التمثيل الغذائي للدهون، وقد ترتفع لديهم معدلات الكوليسترول. ويكون الزبّاد مفيداً فى هذه الحالات.
إن أكبر التجارب التى تم إجراؤها لفحص آثار ألياف الزبّاد فى جامعتي نيوكاسل وسيدني بأستراليا أثبتت أنه من أفضل مخفضات الكوليسترول وأن أثره أكبر من أثر ألياف الشوفان، وهو مصدر غني بالألياف القابلة للانحلال، والتى من المعروف جيداً أنها تلعب دوراً حيوياً فى منع وعلاج ارتفاع معدلات الكوليسترول. ويستحسن تناول الزبّاد عند بداية الوجبات.
التورين Taurine
يعد التورين أحد الأحماض الأمينية التى لا يعرفها الكثيرون منا وهو يؤدى أدواراً عدة مهمة فى الجسد، كما أنه أحد المكونات الضرورية لأغشية الخلايا، حيث يقوم بمهمة تنظيم نقل المواد الغذائية عبر أغشية الخلايا، ويزودها بالحماية ضد السموم.
ويلعب التورين دوراً كبيراً فى تحسين وظائف الكبد عبر تكوينه لأحماض الصفراء والمواد الطاردة للسموم. ومن الشائع لدى كثير من المرضى بأمراض الحساسية المختلفة أو الحساسية الكيميائية أن تكون معدلات التورين لديهم منخفضة انخفاضاً غير عادى. إن التورين هو الحمض الأمينى الرئيسى الذى يحتاجه الكبد للتخلص من الكيماويات السامة، وليقوم بطردها من الجسد. وهو ضرورى كذلك من أجل تفاعل العقاقير مع المواد الناتجة عن التمثيل الغذائى فى الكبد من خلال عملية التأسيل، فما إن يحدث هذا الاقتران بينهما حتى تطرد السموم الكيماوية من الجسد كمركب من مركبات الصفراء وأيضاً فى صورة أسيتات ذائبة فى الماء الذى يخرج بدوره على شكل بول. إن التورين هو المكون الأساسى لأحماض الصفراء التى تفرز فى الكبد. بما أن الكوليسترول يدخل فى تركيب الصفراء، لذا فإن الخلل فى الصفراء قد يؤدى إلى ارتفاع معدلات الكوليسترول.
إن التورين أحد مضادات الأكسدة الأساسية التى تحمي الجسم ضد الإفراز المفرط لأيون الهايبوكلورايت ؛ لأنه إذا لم تتم السيطرة على ذلك فسوف يؤدى إلى تفاقم حاد للحساسية الكيماوية. إن الخلل فى تركيب التورين الموجود فى الجسم من شأنه التقليل من قدرة الكبد على التخلص من السموم والمواد الكيماوية المتواجدة فى البيئة المحيطة بنا مثل الكلورين، والكلورايت (المبيض)، الألدهيدات (والتى تفرز نتيجة للإفراط فى تناول الكحوليات)، والمواد الكحولية، والمذيبات البترولية، والأمونيا. إن الأشخاص الذين يعانون نقصاً فى التورين غالباً ما يختل انتقال المعادن عبر أغشية الخلايا لديهم، مما يخل بإفراز السوائل المتأينة الموصلة للتيار الكهربائى، ويؤدى إلى تقليل قدرة الكبد على التخلص من المواد الملوثة عبر قنوات الإخراج المتمثلة فى القولون والكلى.
أثبتت الاكتشافات الحديثة أن التورين إحدى المواد الغذائية المسئولة بشكل أساسى عن تخلص الجسم من السموم والمواد الضارة والعقاقير، وأنه يجب الاستعانة به عند علاج كل المرضى الذين يشكون الحساسية للمواد الكيماوية، ويجب أن تحتوى كل مقويات الكبد على التورين.
يتوافر التورين فى البروتين الحيوانى، واللحوم العضوية، والكائنات البحرية اللافقارية، وغالباً ما تقل نسبته لدى الأشخاص النباتيين. والعوامل التى تجعل الجسم يفتقر إلى التورين هى اتباع نظام غذائى نباتى، الإصابة بداء الصرع، الحميات المؤقتة المقصود منها إنقاص الوزن السريع، وإدمان الكحول، وتناول حبوب منع الحمل، العلاج بالكورتيزون، التعرض لمستوى عال من الضغوط، أو فى حالات تعاطى جرعات عالية من الجلوتومات أحادية الصوديوم.
الجرعات اليومية التى ينصح بتناولها من التورين تتراوح ما بين 200 إلى 500 ملجم يومياً.
الهندباء البرية Chicory
استخدمت جذورها للتداوى من مشكلات الكبد وداء الصفراء. ومن المسجل تاريخياً أن استخدامها الطبى بدأ منذ القرنين العاشر والحادى عشر الميلاديين حين أوصى بها الأطباء العرب البارزون، وفى بريطانيا خلال القرن السادس عشر تم اعتمادها رسمياً كعقار فى الصيدليات تحت اسم هربا تراكساكون، وصار نباتاً طبياً رائجاً لمداواة الكبد والأعضاء المسئولة عن عملية الهضم. وقد استخدم الألمان هذا العشب منذ القرن السادس عشر استخداماً متوسعاً فى “ تنقية الدم “ وفى حالات احتقان الكبد. إنها حقاً عشبة عالمية ولا تزال حتى الآن متوافرة فى الصيدليات الرسمية فى كل من سويسرا، وبولندا، والمجر، وروسيا. وما أكثر الأبحاث التى أجريت فى عدة بلدان أوروبية حول الآثار الغذائية والطبية للهندباء البرية، ولقد تم استخدامها كعشب طبى على مدى قرون فى الصين، والهند، ونيبال، لعلاج أمراض الكبد وهى تستخدم حالياً على نطاق واسع كمقوٍ للكبد فى كل من أمريكا الشمالية وأستراليا وبلاد الشرق وأوروبا.
وتعود الخصائص العلاجية للهندباء البرية جزئياً إلى المواد المرة الموجودة بها وهى “ التاراكساسين “ و” الإنيولين “ وهى أنواع مرة من الجلايكوسيد). وهناك مكونات أخرى تدخل فى تركيبها وهى: (التاراكسانثين، والسيسكوتيربينز، والفلافونويدز، والليفولين، والبكتين، والأحماض الدهنية، والمعادن، والفيتامينات.
إن المواد المرة مثل تلك الموجودة فى الهندباء البرية تحفز الغدد الهاضمة والكبد وتنشط إفراز الصفراء.
وإلى جانب النشاط الإيجابى الذى تمنحه الهندباء البرية للكبد فإنها كذلك تعمل كمقو عام للجسد، فهى تعمل كملين لعملية الإخراج، وكمدر للبول، وكمضاد للالتهابات، وهو يساعد على إفراز العصارة الصفراوية، مما يكون له أثر مفيد على الكبد والمرارة فى حالات الالتهاب والاحتقان، وكذلك فى حالات الإصابة بداء الصفراء. ويمكن استخدامه فى المراحل الأولى من حالات التليف الكبدى، مثل حالات التليف نتيجة لإدمان الكحوليات.
لقد اكتسب البروفيسير جون كنج شهرته كطبيب أمريكى بعمله على التداوى بالأعشاب، وهو ينصح باللجوء إلى الهندباء البرية فى كل من الحالات التالية: سوء الهضم، فقدان الشهية، الإمساك، وخمول الكبد.
إن تأثير الهندباء البرية المزدوج على كلٍ من نشاط الكبد والكلى يجعل منها إحدى الوصفات الممتازة للتخلص من السموم فى كلٍ من حالات النقرس، والروماتيزم، والأمراض الجلدية.
أشارت المجلة الأسترالية للتداوى بالأعشاب فى عدديها الثالث والرابع إلى دراستين تثبتان الخصائص العلاجية لأمراض الكبد الموجودة فى الهندباء البرية. فقد وجدوا أن الهندباء البرية تعد علاجاً ناجحاً لحالات التهاب الكبد، وأورام الكبد، وداء الصفراء، وسوء الهضم بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون خللاً فى إفراز الصفراء.
يمكن استخدام أوراق عشبة الهندباء البرية عند إعداد السلاطات، ويمكن استخدام جذورها مسحوقة مع مقويات الكبد الأخرى بإضافتها إلى العصائر. ويمكن تناول العشبة مجففة على صورة أقراص وتتراوح الجرعة ما بين 500 إلى 2000 ملجم يومياً. بوسعك كذلك شراء الشاى أو القهوة المضاف إليها الهندباء البرية، كما بوسعك إعداد مشروبك الخاص بإضافة ملعقة كبيرة من جذور الهندباء المجففة إلى 16 أوقية من الماء، وتغليها على نار هادئة لمدة نصف ساعة، ثم تقوم بتصفيتها وإضافة العسل ليعطيها مذاقاً ويمكن وضعها فى الثلاجة لتتناولها يومياً كمشروب منعش.
عشبة شوك مريم Silybum marianum
عرفت هذه العشبة من بين مقويات الكبد المتوارثة لقرون، وقد أعدت مئات البحوث والندوات حول قدراتها المعالجة للكبد. وهي تحمى الكبد وتجدد خلاياه، كما أنها مضاد للالتهابات، ولها خصائص مضادة للأكسدة.
يمكن الانتفاع بفوائدها فى الأحوال التالية:
· التهاب الكبد المزمن.
· التليف الكبدى.
· تلف الكبد.
· ركود تدفق العصارة الصفراوية.
· الكبد الدهني الناجم عن التلوث الكيماوى أو إدمان الكحول.
أثبتت الدراسات المعملية والطبية، إلى جانب الاختبارات التى أجريت على الأنسجة، فى كل من الحيوانات والآدميين، أن عشبة شوك مريم لها تأثيرات مفيدة فى علاج كل الحالات السابقة.
وقد ثبت أنها تقلل من الدهون المسممة التى تسبب تدهور الحالة الصحية للكبد.
لم يقتصر التأثير الطيب للعشبة على حماية الكبد وحسب، لكنه امتد أيضاً ليشمل مساعدة خلايا الكبد على إعادة تجديد نفسها بعد تلفها، كما أنها تحتوى على مادة صفراء تحمى المكونات الداخلية لخلايا الكبد (مثل الميتوكوندريا والميكروسومات) من خطر الدهون المؤكسدة ؛ وأن تأثيرها الحامى للكبد أكثر فعالية بما لا يقاس مع تأثير فيتامين (هـ E).
إن الإنزيمات القوية والطاردة للسموم الموجودة فى الكبد، والتى تعمل على تفتيت المواد الكيماوية السامة والعقاقير تسمى بالسايتوكروم p450، تقوى عن طريق أحد مكونات عشبة شوك مريم والذى يسمى بالسلبينين.
وقد توصلت إحدى الدراسات التى استغرقت ثلاثة أشهر وأجريت على 67 مريضاً مصابين بكل من التهاب الكبد المزمن، وتسمم الكبد، والتهاب المرارة إلى أن عشبة شوك مريم تقدم عوناً كبيراً لمن يعانون من أمراض الكبد تلك، وقد توصلت الدراسة نفسها إلى أن مرضى تليف الكبد الناجم عن تناول الكحوليات يمكنهم مقاومة المرض بدرجة أعلى إذا تم علاجهم بها.
يمكن تناول عشبة شوك مريم فى كبسولات تحتوى عليها مجففة، أو كواحدة من مكونات مسحوق اللايفاتون أو اللايفاتون بلاس، وتتراوح الجرعة ما بين 500 إلى 2000 ملجم يومياً.
خرشوف البستان
تعرف عشبة خرشوف البستان أيضاً باسم (سينارا سكوليموس cynara scolymus)، وهو أحد المقويات المرة بتأثيراته الحامية والمنشطة للكبد. ويستخدم أيضاً كمنق للدم. وقد أثبتت الدراسات الطبية قيمته فى تخفيض معدلات الكوليسترول بالدم، واليوريا والنيتروجين الناتجين عن عملية التمثيل الغذائى، ويستخدم أيضاً كمنشط لخلايا الكبد فى حالات قصور وظائف الكبد والتلف الكبدى وأمراض الكبد وسوء الهضم، والحصوات، والإمساك المزمن. يمكن استخدامه لمن يعانون البدانة المفرطة لتقليل معدلات الكوليسترول ثلاثى الجليسريد. ويمكن استخدامه كمنظف فى حالات الأمراض الجلدية، وحالات التنفس الكريهة الرائحة، وإفراز الجسد لرائحة نفاذة. يمكن تناول خرشوف البستان فى كبسولات كعشب مجفف أو كأحد مكونات مسحوق اللايفاتون والذى يخلط مع العصائر. تتراوح الجرعة ما بين 300 إلى 500 ملجم يومياً.
لحاء شجرة البوقيصا الغبراء
إن المسحوق الناعم الذى يتم إعداده من لحاء شجرة البوقيصا الغبراء له تأثير مهدئ ومسكن على الأغشية المخاطية الخاصة بالجهاز المعدى والمعوى. فهو يبعث على الشعور بالارتياح المؤقت من الحموضة المفرطة وترجيع السوائل الحمضية التى تنتج عن الاضطرابات فى الهضم، كما يفرز مسحوق البوقيصا الغبراء غشاء حول المناطق المتقرحة والملتهبة، لذا فهو يستخدم فى حالات التهابات الأمعاء والمعدة وأيضاً قرحات الاثنى عشر. وتلك الأنواع من مشكلات المعدة والأمعاء منتشرة بين هؤلاء الأشخاص الذين يشكون من الكبد المسمم واضطرابات فى إفراز العصارة الصفراوية، وهذا المسحوق يكون ذا فائدة قصوى فى تلك الحالات، سواء تم مزجه مع العصائر كما هو أو كأحد مكونات مسحوق مقو للكبد. تتراوح الجرعة ما بين 150 إلى 1000 ملجم يومياً، لكن بوسعك أن تتناول أكثر من هذا عند الضرورة دون خوف.
الأطعمة المفيدة للكبد
يعتبر الجزر والبنجر (الشمندر) هما أفضل الخضراوات بالنسبة للكبد، لما يحتويانه من مضادات الأكسدة مثل البيتاكاروتين، وغيره من الكاروتين، والمواد الصفراء المعالجة والتى تعطى ذلك اللون لتلك الخضراوات. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة فى هذه الخضراوات، ذات تأثير معالج ومنظف للكبد.
ويساعد الليسيثين الكبد فى عملية التمثيل الغذائى للدهون، ويعمل على خفض معدلات الكوليسترول العالية، كما أنه يحتوى على الأحماض الدهنية الضرورية وفوسفات الديلكولين وكلاهما يساعد على حفظ الأغشية المحيطة بالخلايا فى حالة صحية.
يمكن تناول كل من نبات الفصفصة (برسيم حجازي Alfalfa) وأوراق الشعير لمنح كبدك قدراً مرتفعاً من مادة الكلوروفيل، وهى الصبغة الخضراء التى تلون النباتات بهذا اللون، وتمكنها من تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة غذائية. ويعمل الكلوروفيل كمقوٍ ومنظف للكبد.