استشارة طبية: “أنا حامل في الشهر الثامن. كيف يمكنني معرفة وضعية طفلي؟ أرغب في التأكد من اتخاذه الاتجاه الصحيح للولادة”.
لعبة “خمن ما هذا البروز” (محاولة معرفة الأكتاف والمرافق والمؤخرة) قد تكون ممتعة للغاية، ولكنها ليست الطريقة الأدق لتخمين وضعية طفلك. يستطيع طبيبك إعطاءك فكرة أفضل من خلال تحسس بطنك لمعرفة أجزاء الطفل، وموقع ضربات قلب الطفل هو دليل آخر لوضعية طفلك: إذا كان رأس الطفل في المقدمة، فستقع ضربات القلب في النصف السفلي من بطنك – سيكون الصوت أعلى إذا كان قد ظهر الطفل في اتجاه بطنك. إذا كان لا يزال يراودك أي شك، فالمسح بالموجات الصوتية يقدم لك الرؤية الأكثر موثوقية عن وضعية طفلك.
ألا تستطيعين مقاومة لعب دور آخر في لعبتك الليلية المفضلة ( أو مقاومة تحسس هذه الأجزاء الدائرية الصغيرة)؟ العبي – وحتى تضفي متعة أكثر (والمساعدة في إعطائك أدلة أفضل) جربي البحث عن هذه العلامات في المرة القادمة:
• ظهر الطفل هو شكل منحنٍ ناعم على الجانب الآخر من مجموعة من الأشياء المختلفة، وهي “الأجزاء الصغيرة” – اليدان والقدمان والمرفقان.
• في بداية الشهر الثامن أحيانًا، يضع الطفل رأسه بالقرب من حوض الأم – وهي دائرية وصلبة، وعند الضغط عليها ترتد دون تحرك بقية أجزاء الجسم.
• مؤخرة الطفل هي الشكل الأقل انتظامًا، وأكثر ليونة من الرأس.
الطفل المقعدي
“في أثناء زيارتي الأخيرة قبل الولادة، أخبرني الطبيب بأنه يشعر برأس طفلي قرب ضلوعي. هل هذا يعني أن مؤخرته متجهة لأسفل؟”.
حتى بعدما يضيق منزله عن آخره، ينجح طفلك في أداء بعض الحركات البهلوانية في الأسبوع الأخير من تواجده داخل رحم الأم. في الواقع، بالرغم من أن معظم وضعيات الأجنة تكون الرأس لأسفل بين الأسبوع 32 و 38 (تنقلب وضعية الطفل في أقل من 5٪ من فترة الحمل الكاملة)، وفي بعض الوضعيات لا يدري أي شخص وضعية اتجاه الطفل حتى الأيام الأخيرة قبل الولادة. أي أن اتجاه مؤخرة طفلك للأسفل الآن لا تعني بالضرورة أنها ستظل متجهة للأسفل عندما يحين موعد الولادة. ماذا لو استمر طفلك على وضعه مع اقتراب موعد الولادة؟ استمري في القراءة لمعرفة ذلك.
إذا كان طفلي مقعديًّا، فهل يمكن فعل أي شيء لتعديل وضعه؟
توجد عدة طرق يمكن تجربتها من أجل دفع مؤخرة الطفل للاتجاه للأعلى. بعيدًا عن التقنيات، قد يقترح عليك طبيبك بعض التدريبات البسيطة، وهناك خياران آخران في مجال الطب التكميلي والبديل: أحدها هو الكي، حيث تستخدم أحد أشكال الوخز وحرق الأعشاب للمساعدة في تغيير اتجاه الجنين (ومع ذلك أظهرت الدراسات انخفاض نسبة نجاحه).
والخيار الآخر هو تقنية ويبستر (وكذلك ممارسات مقوم العمود الفقري). من الواضح أن زيارة متخصص خبير في الطب التكميلي والبديل، تحقق الكثير من النجاحات باستخدام هذه العلاجات لعكس اتجاه الأطفال، كما عليك استشارة طبيبك حول نوع العلاج الذي تفكرين في الخضوع له.
إذا كان طفلك مصرًّا على عدم تدوير اتجاهه، فقد يقترح عليك الطبيب منهجًا يعتمد على التكنولوجيا أكثر، ومع ذلك يعتمد على استخدام الأيدي في التلاعب بطفلك في تغييره إلى وضعية اتجاه الرأس لأسفل: تغيير وضع الرأس الخارجي. وتغيير وضع الرأس الخارجي يُجرى ابتداءً من الأسبوع 36 إلى 38، أو في وقت مبكر للغاية من المخاض عندما لا يزال الرحم مسترخيا نسبيًّا، وقبل تمزق غشاء الجنين. ويجرى دائمًا في مستشفى للتصرف في حالة الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية طارئة (وهو نادر الحدوث).
ونظرًا لضرورة ارتفاع حجم السائل السلوي لتسهيل عملية تغيير وضع الرأس الخارجي بأمان، تفحص مستوياته أولًا بواسطة الموجات فوق الصوتية. كما يمكن أن تستخدم الموجات فوق الصوتية كذلك لإرشاد الطبيب خلال عملية تغيير وضع الرأس الخارجي، وتخضع ضربات قلب الطفل لمراقبة الجنين الإلكترونية للتأكد من سلامته قبل العملية وبعدها.
قد تحصل الأم على أدوية لإيقاف الانقباضات حتى يبقى الرحم مسترخيًا، كما يمكن أن تحصلي على تخدير موضعي فوق الجافية (وهو لا يمنع أي ألم، ولكنه يحافظ على استرخاء الرحم، ما يزيد من احتمالات نجاح تغيير وضع الرأس الخارجي. ويضع المتخصص يديه على بطنك، واحدة بالقرب من رأس الطفل، والأخرى بالقرب من مؤخرته (ستشعرين ببعض الضغط، ويحتمل بعض الألم، إلا إذا حصلتِ على تخدير موضعي فوق الجافية) وسيحاول تدوير صغيرك برفق.
ينجح تدوير وضع الرأس الخارجي في ثلثي المحاولات، وترتفع نسبة نجاحه أكثر مع السيدات اللاتي يخضعن للتخدير الموضعي فوق الجافية وكذلك اللاتي ولدن من قبل (يرجع الفضل إلى مسكنات الألم الرحمية وكذلك عضلات المعدة)، ولكن نسبة نجاحها منخفضة بالنسبة للبدينات؛ حيث تسبب ضخامة البطن صعوبة في تدوير الطفل.
وكلما ازدادت خبرة الطبيب في تدوير الأطفال، ارتفعت نسبة النجاح بشكل عام (تصل نسبة نجاح بعض الأطباء إلى 90٪). ولحسن الحظ، نسبة التعقيدات منخفضة بالمقارنة مع غيرها (أقل من 1٪ من التعقيدات الخطيرة التي قد تؤدي إلى ولادة قيصرية طارئة). يرفض بعض الأطفال الدوران تمامًا (ومع ذلك يجري الطبيب عدة محاولات)، ويستدير عدد قليل من الأجنة المقلوبة، ثم ينقلبون مرة أخرى في وضع مقعدي (في هذه الحالة قد يقترح عليك الطبيب المحاولة مرة أخرى).
هل أنت حامل بأكثر من طفل؟ أنت لست على الأرجح مرشحة لتدوير وضع الرأس الخارجي المذكور أعلاه، والأمر نفسه ينطبق على خضوعك لولادة قيصرية من قبل.
“إذا استمر طفلي في البقاء في وضع مقعدي، فهل سأكون قادرة على محاولة الولادة من المهبل؟”.
تعتمد قدرتك على محاولة الولادة من المهبل من عدمها على العديد من العوامل المتنوعة تتضمن أسلوب عمل طبيبك، ووضعك. معظم أطباء التوليد يجرون عملية قيصرية عندما يرفض الطفل تغيير الوضع المقعدي؛ لأن العديد من الدراسات ترجح أنها أسلوب أكثر أمانًا. وبعض الأطباء والقابلات يرون من المنطقي محاولة الولادة من المهبل في ظروف محددة، خاصة إذا استطاعوا من قبل توليد أطفال في وضع مقعدي من المهبل. وأفضل حالة: عندما يتخذ الطفل وضعًا مقعديًّا صريحًا (السرة في الأسفل والقدمان مستقيمتان لأعلى أمام وجهه) ومن الواضح أن حوض الأم واسع بما يكفي لإجراء ولادة من المهبل.
الخلاصة إذا استمرت مؤخرة طفلك في الاتجاه نحو الأسفل فستحتاجين إلى مرونة في خطط ولادتك. حتى إذا أعطاك طبيبك موافقته على تجربة الولادة الطبيعية، هذه هي الحال فحسب – مجرد تجربة. إذا كان طفلك في الوضع المقعدي لا يتجه إلى الأسفل نحو قناة الولادة، أو إذا طرأت أية مشكلات أخرى، فستخضعين لعملية قيصرية. استشيري طبيبك حول الخيارات المتاحة الآن، حتى تكوني مستعدة للولادة في أي يوم.
وضعية مائلة
“أخبرني طبيبي بأن الطفل في وضعية مائلة. ما هذه الوضعية، وماذا تعني بالنسبة للولادة؟”.
يستطيع الأطفال أن يلووا أنفسهم في جميع أنواع الوضعيات الأخرى غير المعتادة، والوضع المائل هو أحدها. هذا يعني أن رأس طفلك (بالرغم من اتجاهه نحو الأسفل) يتجه نحو أحد وركيك، بدلًا من الاتجاه عموديًّا باتجاه عنق الرحم. يزيد الوضع المائل من صعوبة الخروج من المهبل، لذلك قد يلجأ طبيبك إجراء تدوير وضع الرأس الخارجي أو اقتراح تقنيات أخرى لمحاولة توجيه رأس طفلك بشكل مستقيم نحو الأسفل. إذا لم تنجح أي من هذه الأشياء (حتى بعد محاولات متعددة، فسيلجأ على الأرجح في النهاية إلى إجراء عملية قيصرية).
ومع ذلك يظل الوضع العرضي هو أحد الأوضاع المقيدة التي يمكن للطفل اتخاذها. ويحدث هذا عندما يستلقي الطفل على أحد جانبيه في رحمك بدلًا من الوضع الرأسي. تنفذ تقنية تدوير وضع الرأس الخارجي أو التقنيات الأخرى مرة أخرى في محاولة لتدوير الطفل لأعلى وأسفل. إذا لم تنجح أي منها، فسيولد الطفل عن طريق عملية ولادة قيصرية.