التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

75٪ من الفتيات يعانين من الالتهابات الفطرية

يصاب الأطفال بأمراض عديدة إما فيروسية أو جرثومية أو فطرية وقد تحدثنا كثيرا عن
الفيروسية والجرثومية، واليوم سنتحدث عن الأمراض الفطرية التي تصيب الأطفال وكيفية
حدوثها وأسبابها وأنواعها وللمعلومية أن الامراض الفطرية تحدث عادة في الاطفال
ناقصي المناعة أياً كان نوعها وسببها ولكنها يمكن حدوثها في الاطفال ذوي المناعة
الطبيعية ولكنها قليلة ويمكن علاجها بسهولة أما في حالة ذوي المناعة الناقصة فيصعب
علاجها لتداخلها مع التهابات جرثومية أخرى.
أولاً: سنبدأ بالالتهابات الفطرية في الأطفال ذوي المناعة الطبيعية:

1 – داء المبيضات الفموي:

ويسمى أحيانا السلاق الفموي أو داء المبيضات الغشائي الكاذب الفموي وهو عبارة عن
التهاب يصيب الغشاء المخاطي السطحي والذي يصيب تقريبا من 2 – 5٪من الأطفال حديثي
الولادة الطبيعيين، حيث يكتسبون هذا الالتهاب من أمهاتهم اثناء الولادة اذا كانت
الأم مصابة بذلك وأحيانا يكون كامنا بها، ويظهر في الاطفال في الأيام العشرة الأولى
من عمر الطفل، كما ان هناك أسبابا أخرى وهو ما نحذر منه دائما وهو استخدام المضادات
الحيوية وخاصة في السنة الأولى من العمر بشكل متكرر او مستمر، تغزو لويحات السلاق
المخاطية سطحيا ويمكن أن يظهر على الشفاه وغشاء الفم واللسان والحنك حيث يمكن رؤية
ذلك بالعين المجردة من قبل الأهل وهو عبارة عن بقع أو نقط بيضاء تغطي الفم واللسان
والحنك أو أحدا منها.

يكتشف الطبيب ذلك ويتأكد منه حيث يقوم بمحاولة ازالته ولكن لا يمكن ذلك وربما ينزف
اثناء المحاولة اما اذا تم ازالته بسهولة وبدون أثر فعادة يكون بقايا الحليب وهذا
ما يجعل الأهل أحيانا اعتبار تلك النقط حليبا ويتأخرون في احضار طفلهم.

يندر حدوث هذا الالتهاب بعد السنة الأولى من العمر الا في حالة استخدام المضادات
الحيوية، واذا حدث ذلك يجب الانتباه والتأكد من مناعة الطفل أو اصابة الطفل بداء
السكري، وهذا ما نود ايضاحه للقارئ أو أحد الرسائل التي يحب هضمها.

ولحسن الحظ يكون علاج هذا الالتهاب بسيطا وذلك باستخدام مضاد الفطريات لعدة أيام،
وفي الحالات الخفيفة لا داعي للعلاج حيث يخف بعد مدة بدون علاج في الأطفال
الطبيعيين.

2 – التهاب الجلد الحفاظي:

وهو أكثر الالتهابات شيوعا ناجم من المبيضات ويبدأ عادة في مناطق الثنيات في العجان
ويتظاهر كحطاطات حمامية مندمجة مع حطاطات حمراء تابعة وربما يختلط مع التهابات أخرى
من جراء حساسية أو التهابات جرثومية لذا يجب على الطبيب التأكد من التشخيص وعدم
استخدام الطفل مضادات حيوية التي قد تكون أحد أسباب حدوث التهابات الفطريات هذه
والعلاج يتم باستخدام كريمات مضادة للفطريات واحيانا يضاف مواد مضادة للحساسية حسب
الحالة وشدتها ولكن الأهم جعل المنطقة دائما جافة ويبدل الحفاظ بشكل متكرر خاصة في
هذه المرحلة ويفضل وضع الطفل بدون حفاظات لفترات طويلة حتى تخف الحالة.

3 – الالتهابات حول الظفر:

التهاب الظفر وفطّار الأظافر يمكن أن يكون سببهما فطر المبيضات على الرغم من ان هذا
أقل شيوعا من الفطور الأخرى، وغالبا يصيب اصابع اليد ويمكن معالجته موضعيا بمضادات
الفطريات وكذلك أخذ مضادات الفطريات الفموية.

4 – التهاب الفرج والمهبل:

وهذه الالتهابات شائعة في البنات في سن البلوغ وبعد البلوغ ويصيب 75٪ من الاناث في
وقت ما، اما في الأطفال فيندر حدوث ذلك الا المصابات بداء السكري او بعدم استخدام
المضادات الحيوية لمدة طويلة لسبب طبي او غير ذلك، ويمكن معرفة اعراضها بوجود حكة
في الفرج واحيانا عسرة في التبول وبفحص المنطقة تبدو هناك حمامي فرجية او مهبلية
وفتحة بيضاء غامقة او كالجبنة ولويحات مخاطية تشبه السلاق.

ويمكن معالجة هذا الالتهاب بالمراهم المضادة للفطريات مع أقراص فموية لفترة من
الزمن حسب شدة الحالة.

ثانيا: الالتهابات عند الأطفال والماراهقين المضعفة مناعتهم:

هؤلاء الاطقال المضعفة مناعتهم يصابون بالتهابات عديدة ولكننا سنتحدث عن الأمراض
الفطرية وماهي هذه الفطريات وبعض الأسباب والأنواع التي أدت إلى ظهور تلك الأمراض
النادرة؟

1 – السببيات:

معظم حالات المبيضات الفطرية عند الأطفال المضعفة مناعتهم تعود إلى المبيضات البيض
«70 – 90٪» أما باقي النسبة يكون سببها فطريات كثيرة لا داعي لذكرها.

2 – التظاهرات السريرية:

إن الأطفال المرضى المضعفة مناعتهم يعانون من التهابات جلدية سطحية او ربما جلدية
مخاطية سطحية بالجهاز الهضمي او البولي أو التناسلي وربما يتطور الأمر إلى جميع
الجسم ويهدد حياة الطفل وربما يصاب بصدمة نتيجة لشدة الاصابة بهذه الفطريات أو
غيرها.

3 – أنواع وأسباب هبوط مناعة الأطفال:

أ – الأطفال المصابون بفيروس «الايدز» والذين اصيبوا به من أمهاتهم اثناء الحمل كما
ان بعض الامهات لم يعلم باصابتهن بهذا الفيروس الا بعد ظهوره في الطفل ويكون السبب
وللأسف من الأب الذي قد يكون عارفا بذلك أو قد لا يكون عارفا في البداية.

إن هؤلاء الأطفال المصابين بفيروس الايدز تظهر عليهم علامات كثيرة أهمها الالتهابات
الفطرية في الفم والتهابات الجلد الحفاظي الشديدة وعلاج هذه الالتهابات يتطلب جهدا
ودراية وتفصيلا المهم نخلص أن وجود الالتهابات الفطرية يحتاج إلى فحوصات للتأكد من
خلو بعض الأطفال من مرض الايدز.

ب – الأطفال المصابون بالسرطان:

وهؤلاء الأطفال يتعرضون للمرض نفسه والعلاج الكيماوي أو الاشعاعي والذي يؤدي إلى
ضعف مناعة الطفل ومن ثم اصابته بالفطريات.

ج – الأطفال الذين تمت زراعة أعضاء لهم:

إن هؤلاء الأطفال الذين زرعت لهم أعضاء سواء كانت كلية أو نخاعا أو كبدا يتعرضون
إلى مضاعفات الأدوية التي تؤخذ وتؤدي إلى اضعاف مناعة الطفل ونتيجة لذلك تغزو
الفطريات الجسم ولكنها تكون غالبا أخف من أمراض السرطان.

د – الأطفال الذين يتعرضون للقساطر:

ويقصد بالقساطر الوريدية المركزية وخاصة في مرضى السرطان كما أنه يمكن حدوث هذه
الالتهابات في الأطفال العاديين والذين يتم تركيب هذه القساطر الوريدية المركزية
فيساعد استخدام المضادات الحيوية القوية والواسعة الطيف مع فرط التغذية عن طريق
الوريد (عن طريق القساطر الوريدية المركزية) بما يسهل حدوث الالتهابات الفطرية
والتي تحتاج إلى علاج مكثف.

وهناك أمراض أخرى تؤدي إلى نقص مناعة الطفل منها الوراثية والمكتسبة سنتحدث عنها في
المقالات القادمة إن شاء الله