هل المكملات الغذائية من الفيتامينات ضرورية حقا خلال فترة الحمل؟ هل الفيتامينات إضاعة للمال؟ هل اتباعي لنظام غذائي صحي سوف يُغنيني عن تناول أي نوع من المكملات الغذائية؟
كيف تعزز الفيتامينات والمعادن صحتك خلال فترة الحمل
تتساءل الكثير من النساء عن أهمية تناول المكملات الغذائية من المعادن و الفيتامينات خلال فترة الحمل، وربما يخطر ببالك أنت أيضا بعضا من تلك التساؤلات مثل:
– لماذا يجب عليك تناول المكملات الغذائية؟
– هل يجب عليك أن تتناولي المكملات الغذائية بشكل يومي؟
– ما هي الأنواع التي يجب تناولها من المكملات الغذائية؟
– هل يكفي الطعام الذي تتناولينه ليغطي احتياجاتك من الفيتامينات والمعادن؟
أنت تحتاجين لكمية أكبر من العناصر الغذائية خلال فترة الحمل
عندما تكونين في فترة الحمل فإن احتياجات جسدك لمعادن وفيتامينات معينة يزداد بهدف دعم نمو الجنين بداخلك. وعادة نستطيع الحصول على هذه الفيتامينات والمعادن عن طريق الالتزام بنظام غذائي صحي متكامل. ولكن من هو الذي يستطيع الإلتزام بنظام غذائي صحي بشكل مستمر ودائم؟
فترة الحمل هي الفترة التي تحتاجين فيها أن يكون نظامك الغذائي صحي ومتكامل، ومع ذلك هي نفسها الفترة التي تشعرين فيها بتغير المزاج وتغير الشهية مما يجعل الإلتزام بنظام غذائي صحى أمرا صعبا (بسبب الرغبة الشديدة في تناول أطعمة قد لا تكون صحية) وأحيانا لا يستفيد جسدك أصلا من الطعام الذي تتناولينه بسبب الاستفراغ أو الشعور بالغثيان الصباحي.
صحيح أن النظام الغذائي الصحي سيعطيك حصة كبيرة من العناصر الغذائية التي تحتاجينها للمحافظة على صحتك خلال فترة الحمل، ولكن قد لا يكون بإمكانك المحافظة على تناول الغذاء الصحي طوال فترة الحمل، وهناك الكثير من الأمور التي قد تجعل ذلك أمرا يصعب تحقيقه.
كم عدد العناصر الغذائية الموجودة في طعامك؟
لنفترض أنك تتبعين نظاما غذائيا صحيا مثاليا. فأنت قد تحاولين بجهد المحافظة على تناول الفواكه والخضروات طوال أشهر الحمل التسعة بهدف الحصول على العناصر الغذائية الضرورية خلال فترة الحمل. ولكن الأمر الطبيعي أن معدل العناصر الغذائية في جسدك لن يكون بنفس المستوى طوال فترة الحمل. على سبيل المثال: لا يمكنك أبدا معرفة مقدار فيتامين سي (C) الذي تحصلين عليه من تناول برتقالة واحدة، حيث يعتمد ذلك على الفترة الزمنية التي مضت منذ تم قطف البرتقالة، المكان الذي زرعت فيه، درجة امتصاصها في جسمك، وأمور أخرى. لذا وحتى لو كنت تتناولين طعاما صحيا متكاملا فلا يمكنك الاعتماد على ذلك فقط.
وبسبب الطريقة التي تتبع هذه الأيام من حصاد الثمار قبل نضجها وتخزينها لفترات طويلة، فإن تلك الفواكه والخضروات حين تصل إلى صحنك قد تكون فقدت الكثير من الفوائد والعناصر الغذائية التي كانت موجودة فيها وقت قطفها. بل إن الفواكه والخضار الطازجة تفقد جزءا من عناصرها الغذائية من اللحظة التي تُقطف فيها. إضافة إلى أن كمية العناصر الغذائية الموجودة في محاصيل معينة تعتمد بشكل كبيرعلى نوعية التربة التي زرعت فيها.
انتبهي إلى أسلوبك في الطهي – ذلك أن الأسلوب الذي تطهين به طعامك له تأثير على كمية العناصر الغذائية التي ستبقى في الطعام والتي سيستفيد منها جسدك. فبعض أساليب الطهي خاصة تلك التي تعتمد على استخدام درجات حرارة عالية تؤدي إما إلى تدمير العناصر الغذائية الموجودة في الطعام وتكوين السموم مثل القلي العميق للطعام أو أنها تؤدي إلى تسرب العناصر الغذائية من الطعام مثل غلي الطعام لفترة طويلة. لذا من المهم أن تدركي أن أسلوب الطهي إما أن يحافظ على العناصر الغذائية في الطعام أو يتسبب في تلاشيها.
العناصر الغذائية مهمة لمكافحة السموم
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن أساليب الزراعة الحديثة وعمليات تصنيع الأغذية ليست هي الطريقة المثلى لإنتاج غذاء صحي على النحو الأفضل.
فالمحاصيل الزراعية أصبحت معدلة وترش بأنواع مختلفة من المواد الكيميائية، كما تتم معالجة الكثير من الأطعمة مما يؤدي إلى فقدها الكثير من العناصر الغذائية. وهناك استعمال كثيف للأدوية والمضادات الحيوية للحيوانات التي يتم تصديرها للاستهلاك. كل هذا يضيف الكثير من السموم إلى جسدك مما يجعلك تحتاجين العناصر الغذائية خلال فترة الحمل أكثر من أي وقت مضى.
يُضاف إلى ذلك تأثير الملوثات البيئية والسموم الموجودة حولنا (كالتدخين، وعوادم السيارات، وحشوات الزئبق) الأمر الذي يجعل بعض العناصر الغذائية (مثل فيتامين سي والكالسيوم والزنك) عناصر ضرورية كي يقوم الجسم بمهامه الرئيسي، ناهيك عن دورها خلال فترة الحمل في المساهمة في نمو الجنين.
عندما يتعلق الأمر بتناول المكملات الغذائية من الفيتامينات خلال فترة الحمل فإن عليك أخذ بعض الأمور في الاعتبار:
● إبدأي في أقرب وقت ممكن. لا تنتظري حتى تقومي باختبار الحمل أو تذهبي لزيارة الطبيب. الأفضل أن تبدأي بتناول الفيتامينات المتعددة حتى قبل الحمل. وكلما بدأت بشكل أسرع كلما كانت الفوائد التي تعود عليك أكبر.
● اختاري الفيتامينات المتعددة التي صنعت خصيصا لفترة الحمل. ولا تستمري في تناول الفيتامينات العادية التي اعتدت على تناولها قبل فترة الحمل، ذلك أن معدلات العناصر الغذائية في الجسم تختلف في المرأة الحامل عن غيرها لذا عليك توخي الحذر.
● اختاري النوعية الجيدة من الفيتامينات المتعددة التي يمكنك أن تعتمدي عليها خلال فترة الحمل. وحين أقول النوعية الجيدة فأنا لا أعني تلك الأنواع التي تأتي بتغليف وتعبئة مكلفة وتباع بسعر مرتفع. إنما أعني الفيتامينات التي تحوي كميات جيدة من العناصر الغذائية التي ستفيدك خلال فترة الحمل. وهناك الكثير من العلامات التجارية التي تقوم بإنتاج مكملات غذائية ذات مصادر طبيعية يمتصها الجسم بدرجة أفضل ولا تسبب مضاعفات. وهي بدون شك الأفضل إذا كان بإمكانك الحصول على ما تريدين منها. وفي حال عدم معرفتك بالعلامة التجارية الجيدة فيمكنك سؤال أحد المتخصصين في التغذية.
● لا تتناولي حمض الفوليك بشكل منفرد. قد يخبرك الطبيب بضرورة تناول حمض الفوليك خلال فترة الحمل حتى تتجنبي احتمال حدوث عيوب في الجهاز العصبي للجنين. ولا أشك أن ذلك صحيح، ولكن أنصحك ألا تتناولي حمض الفوليك بشكل منفرد. ذلك أن حمض الفوليك هو فيتامين ب (B) وهو يعمل بشكل أفضل عندما يتم تناوله مع فيتامينات B الأخرى (على الأخص B3 و B6 و B12) لذا من الأفضل لك أن تتناولي حمض الفوليك كجزء من من الفيتامينات المتعددة، ابحثي عن النوع الذي يحوي ما لا يقل عن 400 ميكروجرام من حمض الفوليك.
● تعتمد كمية الفيتامينات التي يجب عليك تناولها على حالتك الصحية. فإذا كان حملك ” طبيعي ” فعليك إذا أن تتناولي الفيتامنيات بشكل يومي وتستمرين في تناولها خلال فترة الإرضاع وما بعدها. أما إذا كنت تعانين من ” مخاطر الحمل” فعليك بالطبع استشارة طبيبك. ومع هذا لا زلت أعتقد أن لتناول الفيتامينات فوائد عديدة سواءا كان الحمل طبيعيا أو غير ذلك.
● إذا كان لديك الخيار، فأقترح أن تختاري الفيتامينات المتعددة التي تأتي في شكل مسحوق أو في شكل كبسولات بدلا من تلك التي تأتي في شكل أقراص. فبهذه الطريقة يمكنك أن تتجنبي تلك المواد الإضافية التي تحتويها الأقراص في أحيان كثيرة. وإذا كنت تشعرين بعدم القدرة على تناول الكبسولات فبإمكانك افراغ محتوياتها في كأس من الماء ومن ثم شربها.
● تناولي الفيتامينات المتعددة مع وجبات الطعام، ولا تتناوليها أبدا على معدة فارغة. واحرصي على قراءة التعليمات المكتوبة على علبة الفيتامينات التي ابتعتيها (من حيث الكمية التي يجب تناولها.. وغير ذلك)
● هذه النصائح تتعلق بتناول الفيتامينات المتعددة الخاصة بفترة الحمل بشكل عام. ومع هذا، فإنك عندما تكونين حاملا تزيد الحاجة لبعض العناصر الغذائية بشكل محدد. كالحديد بسبب زيادة الدورة الدموية، والزنك، وفيتامين سي (C) والذي عادة ما يميل للانخفاض خلال فترة الحمل وخاصة في حال التوتر أو الإجهاد.
● تذكري ايضا ان الكثير من الفيتامينات تأتي عن طريق بعض “الأكلات الخارقة” التي لا يراها الناس كمكمل غذائي ولكن هي في الواقع كنز من الفائدة. مثل عشبة القمح أو عشبة الشعير (كبودرة أو كعصير طازج)، الشمندر، الأفوكادو، تمر العجوة، توت الغوجي، والكثير.
● تحدثي مع أخصائي التغذية أو الطبيب حول تناول كميات إضافية من الفيتامينات أو الزيوت إن كنت بحاجة لها. وليكن خيارك دائما هو المنتجات الطبيعية من المكملات الغذائية ذات المصدر النباتي وذلك لأن الجسم يمتصها بشكل أفضل.
● لا تنسي أهمية تناول الدهون الأساسية خلال فترة الحمل، فإذا كنت لا تتناولين الحصة اليومية من المكسرات والبذور النيئة أو السمك. فعليك إذاً تناول الزيوت الأساسية كأحد المكملات الغذائية. واقترح أن تتناولي الوصفات التي تحوي مجموعة من الزيوت مثل أوميغا 3 و6 و9.
● أخيرا، تذكري أن تناول الفيتامينات والمعادن لا يعني أنك معفاة من تناول الطعام الصحي. فالمكملات الغذائية يجب أن تكون مكملة لاتباع نظام غذائي صحي وليست بديلا له.
حكايا الجدة: فيتامين سي (C) يسبب زيادة حركة الجنين. صح أم خطأ؟
” لاحظت إحدى صديقاتي أني أتناول فيتامين سي (C) مع وجبة الغداء فقالت لي إنه يسبب فرط حركة الجنين داخل الرحم. لم يسبق لي أبدا أن سمعت بهذا.. ”
بالإضافة إلى أني لم أسمع بذلك من قبل أبدا، فإنني أيضا لا أوافق عليه. فأنا أتناول فيتامين سي (C) من سنيين عديدة ولم يسبب لي ولا لأي من أطفالي حدوث فرط الحركة، حتى أني في بعض الأحيان أتناول فيتامين سي (C) قبل الذهاب للنوم مباشرة ومع ذلك أنعم بنوم هاديء ومريح.
ربما تستند هذه النظرية على أن فيتامين سي (C) من الفيتامينات التي تشارك في ” توليد طاقة الخلية”. وذلك يعني أنك إذا كنت تعانين من نقص في فيتامين سي (C) فلن يكون بإمكانك تحويل الطعام الذي تتناولينيه إلى طاقة كما ينبغي. ولكن لم أسمع أبدا أن فيتامين سي يعطي طاقة زائدة.
الشيئ الذي لاحظته هو أن أكل السكر يجعل الجنين يركل بشكل أكبر. وكذلك تناول الطعام بعد فترة طويلة من الجوع. ذلك أنه غالبا ما تكون ردة فعل الجنين للطعام الذي تتناولينه هي نفس ردة فعل جسدك لذلك الطعام. فأنت عندما تتناولين الطعام بعد فترة من الجوع تبدأ الطاقة بالتدفق في جسدك ويتم توزيع السكر في الدم، ونفس العملية تتم أيضا لطفلك! عندها قد تشعرين أن ركلات طفلك قد ازدادت.