يُجري الطب التقليدي أبحاثًا على عدة أدوية لتحسين حالة الكبد الدهنية، وتتكون هذه الأدوية من حمض يورسوديكوليك Ursodeoxycholic Acid (نوع من أنواع ملح العصارة الصفراوية) وأدوية خفض السكر والأدوية المصنوعة من مادة الجليتازون.
بعض هذه الأدوية يمكن أن تقلل مقاومة الجسم للأنسولين، وقد تساعد المرضى الذين لا يريدون أن يغيروا نمط تغذيتهم وأسلوب حياتهم؛ ومع ذلك لا توجد أدوية أثبتت قدرتها على إصلاح تلف الكبد، ويمكن أن يكون للعديد من هذه الأدوية آثار عكسية على الكبد؛ لذلك لا أعتقد أنها طريقة مثلى لعلاجها.
وتستجيب الكبد بشكل جيد للعلاج الغذائي وبقليل من الحماس والإلهام والدعم المستمر، وحتى أكثر الشخصيات عنادًا بيننا ستجد أنه ليس من الصعوبة إجراء بعض التعديلات الضرورية في نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم؛ لذا من المهم اتخاذ إجراء استباقي وعدم السماح لمرض الكبد الدهنية بأن يتطور.
إذا تم تشخيص إصابتك بالكبد الدهنية، فمن الضروري أن تتبع برنامجًا محددًا وفعالًا للتخلص من الدهون التي أصابت كبدك.
إن الكبد تتميز بالقدرة على معالجة نفسها وإنتاج خلايا كبد جديدة تتمتع بالصحة، وخلال سنة واحدة أو اثنتين ستستطيع أن تتعافى من التلف الذي أحدثته الدهون في كبدك والحصول على كبد سليمة.
وإذا كنت تعاني السمنة، فستفقد الكثير من الوزن خلال عدة أشهر؛ إلا أن الكبد ستستغرق فترة لتتعافى بشكل تام، ولكن لا تفزع لهذا الأمر؛ فمن خلال معالجة كبدك ستكتسب حياة جديدة.
مبادئ أساسية للتعافي من الكبد الدهنية
١. اتبع نظامًا غذائيًّا يحتوي على كربوهيدرات أقل
النظام الغذائي الذي يحتوي على كربوهيدرات قليلة يمنع تناول السكر والدقيق النقي و/أو المُبيضات والأغذية التي تحتوي على هذه المكونات. تجنب كل الأغذية التي تحتوي على السكر المضاف.
إذا كنت تعاني السمنة وتجد صعوبة في إنقاص الوزن، فمن المفيد أن تبتعد عن كل الحبوب على الأقل لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وأن تتبع نظامًا غذائيًّا يمنع تناول أية حبوب غذائية. ويمكنك استبدال البقوليات (كالفول والعدس والحمص) والبذور والمكسرات بهذه الحبوب، والحبوب التي عليك الامتناع عن تناولها هي القمح والشيلم والشعير والشوفان والأرز.
الكربوهيدرات التي يجب الامتناع عن تناولها:
سكر المائدة، والأطعمة المحلاة بالسكر أو مادة المالتودكسترين، ومادة البولي ديكستروز وشراب الذرة عالي الفركتوز، وشراب الصودا ودبس السكر والمربى المضاف إليها السكر والأطعمة المحفوظة التي يدخل السكر في صناعتها، والمصاصات، والحلوى السكرية، والشيكولاتة (باستثناء الشيكولاتة الداكنة)، والمثلجات والفطائر المستديرة والكعك والبيتزا والبسكويت المملح والكيك والبسكويت، وأفضل نوع شيكولاتة يناسب مرضى الكبد الدهنية هي الشيكولاتة الداكنة الغنية بالكاكاو.
الكربوهيدرات التي يجب خفضها:
الدقيق والخبز والحبوب الجاهزة المعلبة والخبز المحمص والمكرونة والشعيرية والوجبات الخفيفة والبسكويت.
٢. استخدم النباتات غير المطبوخة بكميات كبيرة في أثناء النظام الغذائي
الخضراوات والفواكه غير المطبوخة هي أكثر الأطعمة فاعلية في شفاء الكبد؛ تلك الأطعمة غير المطبوخة تساعد على تنظيف وإصلاح مصفاة الكبد حتى يمكنها التقاط المزيد من الدهون والسموم في مجرى الدم والتخلص منها. تناول كمية وافرة من الخضراوات (سواء المطبوخة أو التي على هيئة سلطة غير مطبوخة).
في أثناء محاولتك التعافي من الكبد الدهنية والتخلص من الوزن الزائد، اعمل على تناول ثمرتين من الفواكه على الأقل يوميًّا.
تناول طبقًا كبيرًا من السلطة يوميًّا، بل والأفضل أن تتناول طبقًا كبيرًا من السلطة مرتين يوميًّا مع إضافة صلصة لذيذة مصنوعة من الزيوت المعصورة على البارد وخل التفاح أو عصير الليمون. بعض الناس لا يتناولون السلطة إلا في الصيف فلقد نشأوا على ذلك؛ دعك من هذه العادة، فكبدك بحاجة يوميًّا للأغذية غير المطبوخة!
٣. تناول بروتين الدرجة الأولى مع كل وجبة أو كوجبة خفيفة
المصادر الجيدة للبروتين تشمل:
– الزبادي الخالي من الإضافات والطعم (ليس بالضرورة أن يكون قليل الدسم) والزبادي الخالي من المواد الصناعية هو الأفضل
– البيض – بيض المزارع المفتوحة أو بيض الدجاج الذي يتغذى على الأغذية العضوية هو الأفضل
– جميع المأكولات البحرية الطازجة أو المعلبة (تجنب تناول المأكولات البحرية المدخنة أو المقلية)
– الجبن – الجبن القريش و الفيتا والبيكورينو وجبن ريكوتا ورومانو والجبن الشيدر القديم والجبن البارميزان، وجميعها أنواع جيدة
– الدواجن – دواجن المزارع أو التي تتغذى على الأغذية العضوية هي الأفضل
– اللحم الأحمر الطازج الخالي من الدهن
– بروتين مصل اللبن
– مزيج من البقوليات (الفول والعدس والحمص) والمكسرات والبذور غير المطبوخة؛ عليك أن تمزج البقول مع نوع معين من البذور والمكسرات في الوجبة نفسها أو في الوقت نفسه، حيث إن ذلك من شأنه أن يزود الجسم ببروتين ممتاز يحتوي على جميع الأحماض الأمينية اللازمة، فإذا ما تناولت الفول أو المكسرات كل على حدة، فلن تحصل على البروتين الممتاز الضروري للتحكم في جوعك ومستوى السكر في الدم. لهذا نجد أنه من الشائع بالنسبة للنباتيين المتشددين أن يجدوا صعوبة في التحكم في وزنهم ويعانوا عدم استقرار مستوى السكر في الدم واشتهاء السكريات. على الجانب الآخر، النباتيون الذين يتناولون البيض والجبن وربما بعض المأكولات البحرية، يجدون سهولة في التحكم في وزنهم.
فوائد البروتين تشمل:
– لا يرفع مستوى الأنسولين وبالتالي لا يتسبب في زيادة تخزين الدهون
– يسد الجوع لفترة طويلة
– يقلل من حاجة الجسم لتناول الكربوهيدرات
– يمكن أن يستخدمه الجسم كمصدر للطاقة
– يبني العضلات
– يعمل على تحسين كيمياء المخ لتقليل التغييرات المزاجية والشعور بالاكتئاب
٤. تناول الدهون المفيدة
كثير ممن يعانون السمنة أو الكبد الدهنية لديهم اعتقاد خطأ أنهم بحاجة لاتباع نظام غذائي منخفض الدهون. في الواقع، من الضروري أن تتناول الدهون المفيدة حتى تعزز وظائف الكبد الصحية وعملية أيض فعالة.
جسمك وكبدك بحاجة للكوليسترول حتى يحافظا على صحتيهما، وإن لم تتناول أية أطعمة تحتوي على الكوليسترول فسوف ينتج كبدك الكوليسترول حتى يحافظ على حياتك، فجسدك بحاجة للكوليسترول حتى ينتج فيتامين د وأملاح الصفراء والهرمونات الجنسية والهرمونات الستيرويدية للغدة الكظرية، وحتى يحمي مخك. إنني لا أؤمن بأن مستوى الكوليسترول المنخفض أمر صحي؛ فالمرضى الذين يتناولون جرعات كبيرة من أدوية خفض الكوليسترول عادة ما يعانون آثارًا جانبية كالذاكرة الضعيفة وألم العضلات وضعف مستوى الطاقة وضعف الرغبة الجنسية. بشكل عام، إذا كان كبدك بصحة جيدة، فسوف ينتج الكوليسترول الدهني مرتفع الكثافة الجيد، والذي يتحكم في مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة والضار.
الدهون الضارة هي دهون تالفة بسبب تدخل الإنسان أو البيئة في طبيعتها الكيميائية و/أو البنائية، والدهون الضارة موجودة في جميع الأطعمة المقلية واللحوم الجاهزة والمعلبة وشحوم الحيوانات والزيوت النباتية المقطرة والمهدرجة جزئيًّا والأحماض الدهنية المتحولة الموجودة في السمن الصناعي أو زيوت الطعام رخيصة الثمن. تجنب الزيوت المهدرجة الموجودة في الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة (اقرأ الملصقات الموجودة على علب الأطعمة حتى تعرف إذا ما كانت تحتوي على زيوت نباتية مهدرجة أم لا).
يمكن استخدام الزبدة بكميات صغيرة ولكن لا تبالغ في استخدامها، فبالرغم من أن الزبدة أفضل كثيرًا من جميع أنواع السمن الصناعي، إلا أنها أيضًا مرتفعة الدهن وسرعان ما تفسد. تجنب جبنة القشطة وتناول كميات صغيرة من القشطة فحسب ، حيث إنها تكون دسمة كثيرًا بالنسبة لمن يعانون الكبد الدهنية وعادةً ما تتسبب في زيادة حصوات المرارة، وتجنب شرائح الجبن المطبوخ رخيصة الثمن؛ حيث يضاف إليها زيوت نباتية مهدرجة وألوان وإضافات صناعية.
ليس عليك أن تتبع نظامًا غذائيًّا منخفض الدهون، وبالطبع عليك أن تتناول الدهون الصحية الموجودة في المأكولات البحرية وزيت الزيتون والزيوت النباتية المعصورة على البارد، والبيض والمكسرات والبذور غير المطبوخة. بعض الناس بحاجة ماسة للأحماض الدهنية الأساسية للأوميجا ٣ والموجودة في الأسماك الزيتية والجوز وبذر الكتان.
بالنسبة لي، أتناول يوميًّا ٣ ملاعق كبيرة من زيت السمك المصفى والمضاف له نكهة حمضية، حيث إنني أعلم جيدًا الفوائد العظيمة لتدفق أحماض أوميجا ٣ الدهنية في كل جزء من جسدي بما في ذلك كبدي. تعمل الأحماض الدهنية الموجودة في الأوميجا ٣ على إصلاح أنسجة الخلايا التالفة في الكبد، وتقلل مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية، كما تساعد على سيولة الدم، الأمر الذي يقلل كثيرًا من مخاطر الإصابة بجلطات الدم التي تتسبب في السكتات الدماغية والنوبات القلبية والموت المفاجئ، وبرغم أنني أتناول السمك بانتظام، فإنني أجد أنني بحاجة إلى المزيد من زيت السمك يوميًّا حتى أشعر بصحة جيدة وأتجنب الإصابة بالصداع. زيت السمك النقي أكبر نفعًا من كبسولات زيت السمك، حيث إنه أكثر سهولة في تناول جرعات كبيرة تكون ضرورية للحد من الالتهاب والعمل على سيولة الدم. من المهم حفظ زيت السمك في الثلاجة وتناوله قبل الوجبة مباشرة.
٥. لا تتناول وجبات كبيرة
إذا كنت تعاني الكبد الدهنية، فتناول وجبات كبيرة سيجعلك تشعر بالإعياء والامتلاء. بعد تناول وجبة كبيرة قد تعاني ارتجاعًا وحموضة.
٦. تناول مقويًّا للكبد يوميًّا
مقويات الكبد المناسبة تحسن من عملية إصلاح خلايا الكبد التالفة وتسهل وظائف الكبد من حرق للدهون وإزالة السموم؛ كما يمكن أن تسرع من عملية إنقاص الوزن.
لقد اكتشف الباحثون أن السيليمارين – وهي مادة عضوية فعالة قابلة للتحلل ومضادة للتأكسد موجودة في الأشواك اللبنية النباتية – يمكنها أن تساعد كبدك على استبدال خلايا أخرى جديدة وصحية بخلاياها التالفة أو الميتة.
إن الأبحاث التي أجراها مركز تشخيص أسباب السرطان والوقاية منه في مركز إيه إم سي لأبحاث السرطان بمدينة دنفر بولاية كولورادو، تفيد أيضًا بأن الأشواك اللبنية تمثل مصدرًا للوقاية من المواد المسرطنة التي تؤثر على الأعضاء الأخرى.
٧. تناول كثيرًا من المشروبات المرطِّبة
أعرف الكثير من الناس يعانون جفافًا مزمنًا؛ لأنهم لا يتناولون كميات مناسبة من المشروبات المفيدة، والمشروبات المرطِّبة تشمل الماء والشاي العشبي والشاي الخفيف وعصائر الخضراوات، وعلى الجانب الآخر، فالسوائل التي تسبب الجفاف تشمل المشروبات الكحولية والقهوة والمشروبات المحلاة بالسكر ومشروبات الحمية.
إذا كان جسمك مشبعًا بالسوائل المفيدة، فستسير دورتك الدموية على نحو جيد، وستؤدي جميع خلاياك وظائفها بشكل أكثر فاعلية، وسوف تتحسن وظائف كبدك وكليتك بمساعدة المشروبات المرطبة، وسوف تحافظ على ضغط دمك في مستواه الطبيعي. كما أن توازن الأحماض في جسدك سيصبح أفضل حالًا وسيكون جسدك أكثر قلوية، ما يحسن من عملية إزالة السموم ويقلل من مخاطر نمو خلايا سرطانية داخل جسدك.
تذكر أن الكبد هي جهاز تصفية وتنقية مجرى دمك، وتعمل كوقاية لجهازك المناعي، وإذا اعتدت إبقاء جسدك رطبًا بشكل جيد، فستعمل كبدك بشكل أكثر فاعلية في تنقية جسدك داخليًّا، كما أنه أسلوب آخر لرفع مستوى الأيض وتيسير عملية إنقاص الوزن.
٨. برنامج لإجراء التمارين الرياضية بشكل منتظم أمر مهم
إجراء التمارين الرياضية بشكل منتظم يسرِّع من عملية الأيض ويقلل مستوى الأنسولين؛ لذا يمكنك أن تشترك في صالة ألعاب رياضية أو أن تشتري آلة رياضية تساعدك على القيام بتمارين رياضية للحفاظ على الوزن، كما يمكنك دمج ممارسة رياضة المشي والسباحة والرياضات الترفيهية داخل أسلوب حياتك.
إذا كنت تعاني زيادة كبيرة في الوزن وانعدام اللياقة، فأفضل التمارين التي يمكنك البدء بها هي المشي الخفيف والسباحة؛ حيث إنهما لن يتسببا في تلف مفاصل جسدك.
رجاءً، استغرق الوقت اللازم للقيام بهذه الأمور واضعًا، في اعتبارك أن صحتك أهم من الوفاء بمواعيد إنجاز المهام في العمل أو المنزل.
لقد قمت بإنشاء صالة ألعاب رياضية صغيرة في مرآب منزلي، حيث وضعت بها مشاية كهربائية ودراجة تمارين وجهاز المشي للقيام بتمارين على الجزء العلوي من الجسد، وأنا أجد الأمر يدعو للاسترخاء عندما أشاهد التليفزيون أو أستمع إلى برامج الإذاعة الشائقة بينما أقوم بالتمرينات الرياضية، فجميعنا بحاجة لتخصيص وقت نقضيه وحدنا بحيث يمكننا التواصل مع أجسادنا.
فور أن تتحسن وظائف كبدك، ستجد أنك تتمتع بطاقة جسدية أكبر وأن حالتك النفسية والمزاجية أصبحت بحال أفضل، وهكذا ستتمتع بالمزيد من الطاقة لتقوم بالتمارين وتحقيق الأمور التي كنت تعاني في السابق من أجل تحقيقها.
الشهية والشبع
بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالإدمان على تناول الطعام، عليهم أن يعرفوا أن أكثر الأطعمة الإدمانية هي الغنية بالكربوهيدرات وخاصة السكر النقي، كما سيجد بعض الناس أن الأطعمة التي تحتوي على الحبوب إدمانية بالنسبة لهم. يمكن تسمية الأطعمة الإدمانية ” الأطعمة المحفزة”؛ حيث تحفز الشخص على الإسراف في تناولها وفقدان التحكم في الشهية.
الأطعمة المحفزة تتسبب في حدوث تغيرات كيميائية في الجسد مثل:
– ارتفاع نسبة الأنسولين
– عدم استقرار نسبة السكر في الدم
– انخفاض مستوى الدوبامين في المخ
تلك التغيرات الكيميائية تزيد من الشعور بالجوع وتقلل من الشعور بالشبع؛ وهكذا تكون بحاجة لتناول كميات أكبر من هذه الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات حتى تشعر بالشبع والسعادة، وتلك الأطعمة المحفزة الغنية بالكربوهيدات تدفع بعض الناس لتناول كميات كبيرة منها حتى يصلوا إلى نقطة عدم وجود مكان في معدتهم للمزيد من الطعام، ولكن تظل لديهم حالة اختلال التوازن الكيميائي والجوع؛ لهذا يكون من الواجب على من يعانون إدمان تناول الأطعمة الكربوهيدراتية أن يتجنبوا تناول السكر المكرر وجميع أنواع الحبوب.
وعلى العكس، الأطعمة التي تحتوي بالدرجة الأولى على البروتين لا تتسبب في حدوث تلك التغيرات الكيميائية الإدمانية داخل جسدك، كما أن الناس لا يميلون للإسراف في تناول الأطعمة الغنية بالبروتين. كبدك ستقوم بتحويل البروتين إلى طاقة؛ وهكذا لن تشعر بالإجهاد إذا ما تجنبت تناول السكر والحبوب. إن الأطعمة البروتينية تحتوي على الحمضين الأمينين المهمين: التريبتوفان والتيروسين، اللذين يستخدمهما المخ لصنع المواد الكيميائية المسئولة عن السعادة (الناقلات العصبية). مادة السيروتونين التي يفرزها المخ تُصنع من الحمض الأميني تريبتوفان، وتُصنع مادة الدوبامين التي يفرزها المخ من الحمض الأميني تيروسين، والدوبامين بشكل خاص له أهمية كبيرة لحالتك النفسية، فهو المادة الكيميائية التي يفرزها المخ حتى يجعلنا نشعر بالارتياح والتحقق والدافعية.
لذا بعض من يعانون الإدمان على الطعام يجدون أن تناول مكملات التيروسين تساعدهم على رفع مستوى الدوبامين في المخ، الأمر الذي يوقف شعورهم بالجوع المفرط. يمكن لمكملات التيروسين أن يكون لها تأثير فعال كمضاد للاكتئاب، ويمكن تناول التيروسين على هيئة مسحوق أو أقراص، ويمكن أخذه بالماء أو العصير أو مع فنجان شاي أو قهوة، ولا ينبغي أخذه في نفس وقت تناول الأطعمة البروتينية؛ حيث إن هذا سيؤثر على امتصاص التيروسين في المخ.
البروتين هو أفضل أصدقاء من يحاولون التخلص من الوزن الزائد.
بعض حميات التخلص من الوزن الزائد تحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات، وتقوم بشكل أساسي على البروتين والخضراوات الورقية، ورغم أن هذه الحميات قليلة الكربوهيدرات فعالة جدًّا في التخلص من الوزن الزائد، فإنها ليست ذات فاعلية على المدى الطويل؛ حيث إنها تؤدي إلى الإصابة بالإمساك وزيادة حامضية الجسم لأن تلك الحميات محصورة جدًّا، فالأشخاص الذين يتبعونها لمدة شهور تتكون لديهم دفاعات ضد بعض الفيتامينات والمعادن الموجودة في العديد من الأطعمة.
من الصعب الاستمرار في اتباع حمية طويلة المدى من البروتين الحيواني والخضراوات الورقية، حيث ستمتنع عن تناول الكثير من الأطعمة اللذيذة، وستبدأ في الشعور بالحرمان والتوتر.
إذا كنت تعاني حالة شديدة من الكبد الدهنية، فمن الأفضل أن تتجنب تناول جميع الحبوب والسكر لمدة ١٢ شهرًا، وبالنسبة لمن يعانون حالة متوسطة الشدة من الكبد الدهنية، من الأفضل أن يتجنبوا تناول الحبوب والسكر لمدة ٦ أشهر، وبعض الأشخاص يجدون أنه من الأسهل أن يمتنعوا عن تناول الحبوب والسكر حتى يتخلصوا من كل الوزن الذي يريدون إنقاصه.
عدم استقرار مستوى السكر في الدم يجعل شهيتك مفتوحة للكربوهيدرات الخطأ
بجانب الإسراف في تناول المشروبات الكحولية، فمتلازمة الأيض إكس بشكل عام هي سبب الإصابة بالكبد الدهنية، ويصاحبها ارتفاع في مستوى الأنسولين، والذي يتسبب في جعل الكبد تقوم بتخزين الدهون التي تستخرجها من الكربوهيدرات الغذائية، والإصابة بمتلازمة الأيض إكس تؤدي إلى عدم استقرار مستوى السكر في الدم والذي يتذبذب كثيرًا.
إذا كان مستوى السكر في دمك يتذبذب من الارتفاع الشديد إلى الانخفاض الشديد، فربما تكون بحاجة لمكملات إضافية حتى تسيطر على مستوى السكر؛ ما سيقلل من شهيتك لتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. وعندما يقل السكر (الجلوكوز) في الدم إلى مستويات شديدة الانخفاض، قد تحدث بعض الأعراض المزعجة والمعطلة للقدرات.
أعراض انخفاض السكر في الدم قد تشمل:
– الشعور بالدوار والدوخة
– التعرق وتسارع نبضات القلب
– الإعياء
– ضبابية الرؤية
– تقلب المزاج
– التشوش العقلي
– النعاس
– ضعف التركيز
– الإصابة المتكررة بالصداع
– رغبة شديدة في تناول السكريات والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات
حالة الانخفاض الشديد في مستوى السكر في الدم تسمى نقص سكر الدم، ويمكن التحقق منها باستخدام تحليل دم يسمى اختبار تحمل الجلوكوز
ونقص سكر الدم كثيرًا ما يعقبه ارتفاع في نسبة السكر، وهكذا تظل نسبة السكر في حالة عدم استقرار.
يمكن أخذ المكملات الطبيعية لتحسين عمل الأنسولين وتثبيت نسبة الأنسولين في الدم؛ ما يؤدي إلى الحد من أعراض نقص سكر الدم.
أكثر المكملات الطبيعية فاعلية:
– أعشاب جيمنيما سيلفستر ونبات الشمام المر
– بيكولينات الكروم الثلاثي
– حمض الليبويك
– حمض كارنتين فيوماريت
– الماغنسيوم
– المنجنيز والزنك
– المكمل الغذائي Glucemic Balance ، الذي يحتوي على جميع هذه المكونات في كبسولة واحدة؛ ويُفضل تناول كبسولة أو اثنتين مع كل وجبة.
وهناك أعشاب ومكملات وأطعمة أخرى تساعد على التحكم في سكر الدم، ويمكن استخدامها في الطبخ أو أخذها كمكملات غذائية؛ وتشمل:
– القرفة
– جوزة الطيب
– الحلبة
– الكزبرة
– الكركم
– خل التفاح
بدائل السكر
إذا كنت تعاني رغبة مستمرة في تناول السكريات، فيمكنك استخدام بدائل خالية من السعرات الحرارية وخالية من الكربوهيدرات – وأفضل نوعين هما نباتا ستيفيا والهندباء البرية. ستيفيا
ستيفيا هو نبات يستخدم للتحلية الطبيعية، ولا يؤثر على سكر الدم وخال من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، وهو متوافر على هيئة مسحوق وأقراص وقطرات، ويمكن للمصابين بداء السكري أن يستخدموه بأمان، كما أنه رائع بالنسبة لمن يحاولون إنقاص وزنهم ولكن مذاقه شديد الحلاوة، وهناك بعض الأنواع التجارية التي يكون لها مذاق مر بعض الشيء في نهايتها. بعض الأشخاص يحبون ستيفيا بينما لا يحب بعضهم الآخر طعمه على الإطلاق، ويمكن شراء ستيفيا من متاجر الأطعمة الصحية والعديد من المتاجر الكبرى، ومسحوق بروتين Synd X محلى بمادة ستيفيا فقط، وهو مصل اللبن الغني بالبروتين والأقل في الكربوهيدرات وله مذاق حسن، كما أنه صحي.
الهندباء البرية
تحتوي الهندباء البرية على ألياف حلوة تسمى أنسولين تباع على هيئة مسحوق أبيض تحت اسم justlikesugar ، وهذا المسحوق ذو المذاق الحلو يمكن استخدامه كبديل للسكر لتحلية المشروبات وللطبخ. والأنسولين الموجود في نبات الهندباء البرية لا يحتوي على كربوهيدرات أو سعرات حرارية، كما أنه أفضل كثيرًا بالنسبة لمن يعانون الكبد الدهنية أو الوزن الزائد.
السكريات الكحولية
الزيليتول سكر كحولي يحتوي على ٤٠٪ سعرات حرارية و٧٥٪ كربوهيدرات أقل من السكر؛ وهو يشبه في مذاقه السكر ويترك طعمًا رائعًا على اللسان.
الإريثريتول سكر كحولي يحتوي على ٩٥٪ سعرات حرارية أقل من السكر، ونسبة منخفضة من الكربوهيدرات، ومذاقه السكري يعادل ٧٥٪ من مذاق السكر، كما أنه يترك مذاقا حلوا على اللسان، وهو مفيد لأصحاب الوزن الزائد ومرضى السكري، كما أنه ليست له أعراض جانبية على سكر الدم أو الأنسولين.
وسيجد هؤلاء الذين يدمنون المُحلِّيات الصناعية، خاصة الأسبارتام وأسيسلفام البوتاسيوم ، أن استخدام تلك البدائل الطبيعية للسكر سيقلل إدمانهم تلك المحليات، ومن الممكن أن تمثل تلك المحليات الصناعية خطرا على هؤلاء الذين يتناولون كميات كبيرة منها بصفة مستمرة، خاصة إذا كانوا يتبعون نظاما غذائيًّا غير صحي.
الطرق الطبيعية لعلاج الكبد
يمكن لمشكلات الكبد، بما في ذلك الكبد الدهنية، أن تسبب أمراض العصر الحديث مثل:
– السمنة المفرطة
– السكري
– أمراض القلب
– التعب المزمن
– التهاب الزائدة
– المناعة الذاتية
– أمراض الجهاز الهضمي
بدأ الطب التكاملي يدرك أن تلك الأمراض يمكن معالجتها عن طريق تحسين وظائف الكبد، وأدى هذا إلى ازدهار الطرق العلاجية الطبيعية المتاحة التي تستهدف علاج الكبد، وهو أمر جيد، إذ إن كثيرًا من الأشخاص يجدون أن الاستخدام طويل المدى للأدوية القوية التي تساعد على إزالة أعراض المرض له كثير من السلبيات والمخاطر.
بالنسبة لمريض الكبد الدهنية من الصعب عليه أن يقرر نوع منشط الكبد الأكثر فاعلية. هذه حقيقة؛ لأن اعتبار الكبد الدهنية مرضًا قد تختلف مراحله من متوسطة إلى متقدمة.
لا أعتقد شخصيًّا أن من الجيد تناول منشطات الكبد في صورة صبغة شعبية تحتوي على كحول، خاصة إذا كان ذلك بشكل يومي، وعلى المدى الطويل؛ لأن الكحول الموجود بها ضار بالكبد.
وبعد بحث مكثف وجدت أن منشطات الكبد التي تأتي في صورة بودرة أو كبسولات نباتية سهلة الامتصاص ومناسبة لمن يعانون مشكلات في الهضم.
يتناول كثيرون من الناس اليوم أدوية مضادة للحموضة لتخفيف أعراض عسر الهضم الحمضي؛ لكن تلك الأدوية للأسف تقلل من قدرتك على تكسير الطعام وهضمه، كما أنها تمتص الأحماض الأمينية من الأطعمة البروتينية؛ لذلك من المهم تناول منشطات الكبد سهلة الامتصاص وغير الضارة للجهاز الهضمي.
منشطات الكبد
ما دور منشطات الكبد في مرض الكبد الدهنية؟
إذا كنت مصابا بالكبد الدهنية فيمكن لمنشط الكبد الجيد، سواء في صورة بودرة أو كبسولات، أن يحسن من وظائف الكبد؛ حيث تساعد هذه المنشطات على تحسين عملية تخلص الكبد من السموم وحرق الدهون وإصلاح خلايا الكبد المدمرة. الكبد هي العضو الأكثر أهمية في الجسد؛ ولذلك فإن الجميع، حتى الأصحاء، يجب أن يهتموا بأكبادهم.
منشطات الكبد مفيدة من أجل:
– حرق الدهون وإنقاصها
– تقليل نسبة الكوليسترول أو الدهون الثلاثية
– معالجة ضعف المرارة وحصوات المرارة
– معالجة احتباس السوائل وانتفاخ المعدة
– معالجة الإمساك (بودرة منشطات الكبد أكثر فاعلية من الكبسولات من أجل تأثيرها الملين)
– معالجة متلازمة القولون العصبي
– معالجة اضطرابات الجهاز الهضمي
– معالجة رائحة الفم الكريهة وجفاف اللسان
– تخليص الجسم من النفايات عن طريق الأمعاء
– معالجة الكبد الدهنية الناجمة عن تناول الكحوليات أو سوء التغذية
– تدعم من يعانون خللًا في عملية تخلص الجسم من السموم
– معالجة متلازمة إكس ومرض السكري
– زيادة حماية هؤلاء الذين يعملون في مهن عالية المخاطر مثل: عمال الطلاء ومصففي الشعر ومقلمي الأظافر والمهندسين والميكانيكيين والمزارعين وعمال المسابك والسباكين وعمال الكهرباء وعمال المصانع ووسائل النقل، وبعض العمال الذين يتعرضون لمواد مسممة للكبد، مثل البتروكيماويات والمبيدات الحشرية والمذيبات.
احرص على اتباع ممارسات العمل الآمنة، بما في ذلك ارتداء القفازات والأقنعة، لحماية كبدك، إذا كنت تعمل في بيئة مضرة بالكبد.
ردود فعل سلبية
إذا كان جسم المريض مليئًا بالسموم فإن الاستخدام المبدئي للجرعة الكاملة من منشط الكبد الفعال قد تتسبب في فرط التخلص من السموم؛ ما يؤدي إلى الشعور بالصداع أو الغثيان أو تقلصات المعدة أو الإسهال. لذلك من المهم البدء بتناول جرعة مخففة لتجنب ردود الفعل السلبية هذه. ومن المهم أن تتناول على الأقل ١٠ أكواب من الماء خلال اليوم.
أحماض الكبد الأمينية
هي أحماض ضرورية لحماية الكبد وتعزيز وظيفتها في إزالة السموم، ومن أهمها:
الجلوتامين Glutamine
يحتوي الكبريت العضوي على نسبة عالية من الحمض الأميني الجلوتامين، اللازم للخطوة الثانية في مسارات إزالة السموم من الكبد التي يتحلل خلالها ويزيل المخدرات والمواد الكيميائية السامة، وهو يتحول في الجسم إلى حمض الجلوتاميك، الذي يتحول مع الأحماض الأمينية السيستين والجلايسين إلى الجلوتايثون، وهو يحمي الكبد بشدة.
حمض التورين Taurine
هو حمض أميني ضروري لتكوين أحماض الصفراء، والكبد يستخدم التورين لطرد السموم من الجسم عن طريق أحماض الصفراء. ويساعد التورين الكبد على خفض نسبة الكوليسترول في الجسم؛ ولذا فهو يسهم في التحكم في الوزن ومنع تصلب الشرايين، ويطلق على التورين الحمض الأميني الطارد للسموم، وهو يدخل أيضا في تركيب الليفاتون بلس
الجليسين Glycine
هذا الحمض الأميني ضروري لإفراز الأملاح الصفراوية، وتستخدمه الكبد للتخلص من السموم الكيميائية خلال الخطوة الثانية من تخلص الكبد من السموم.
السيستين Cystine
يوجد هذا الحمض الأميني بنسبة عالية في الكبريت العضوي وهو ضروري للخطوة الثانية لتخلص الكبد من السموم، ويؤدي السيستين إلى تكوين الكلوتاثيون، كما أنه يحيد المركب العضوي الألدهيد، وهو مركب سام ينتج عن تناول الكحوليات والدهون المزرنخة.
مضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة الأكثر أهمية للكبد فيتامين إيه وسي، والكاروتينات، والسيلينيوم والشاي الأخضر الغني بمواد مضادة للأكسدة. تمنع مضادات الأكسدة الشوارد الحرة من أكسدة الأغشية الخلوية في الكبد، وهذا يؤدي بدوره إلى حماية الخلايا من التلف. خلال تخلص الكبد من المواد السامة، والمخدرات، والمواد الكيميائية، تتكون داخلها كميات هائلة من الشوارد الحرة؛ وهنا يأتي دور مضادات الأكسدة في منع تلك الشوارد من تدمير الكبد، وقد ثبت أن فيتامين إيه يقلل التشمع في الكبد، والذي قد يؤدي إلى التليف الكبدي.
كما أن العديد من الدراسات أظهرت أن المعدن المضاد للأكسدة الذي يسمى السيلينيوم يقلل من التهاب النسيج الخلوي، ومن خطر الإصابة بالكثير من أنواع السرطان، ووجدت أيضا الأبحاث التي أجريت مؤخرا أن السيلينيوم يساعد على قتل الخلايا السرطانية، ويقلل أيضا من استنساخ الفيروسات في الجسم، وهو ضروري لمن يعانون التهاب الكبد الفيروسي المزمن.
السيلينيوم التكميلي ضروري للمعرضين لخطر الإصابة بسرطان الكبد
هناك حقيقة فسيولوجية مهمة ينبغي أن تعرفها، وهي أن الجلوتاثيون لا يستطيع حماية الكبد بطريقة فعالة إذا لم تكن هناك كمية كافية من السيلينيوم في الكبد، ويمكن تسمية الجلوتاثيون ب “محارب الكبد” الذي يقاتل لحماية خلاياها من التلف، ويمكن أن نطلق على السيلينيوم السيف الذي يحتاج إليه المحارب (الجلوتاثيون)، فدون سيف لا يستطيع المحارب خوض المعارك.
فيتامين ب
يحتوي ليفاتون بلس على مجموعة فيتامين ب، وهي ب١، وب٢، وب٣، وب٥، وب٦، وب١٢، وحمض الفوليك، والبيوتين، والإينوزيتول. هذه الفيتامينات ضرورية لإنتاج الطاقة وحدوث عملية الأيض في الكبد، إذ إن هؤلاء الذين يعانون مشكلات في الكبد يشعرون بإجهاد شديد. الكبد مصنع التمثيل الغذائي للجسم؛ ولذا فإن تعزيز وظائفها ضروري لكي تشعر باستمرار بالحيوية والنشاط، ومجموعة فيتامين ب ضرورية لخطوات عملية التخلص من السموم في الكبد، والكثير من الذين يتناولون كميات زائدة من الكحوليات أو يعانون ضغط الدم تفتقر أجسامهم إلى فيتامين ب؛ وهذا يزيد من خطر تلف الكبد.
فيتامين ب١٢ مهم للكبد كي تجري عملية المثيلة التي تقلل من الإفراز الزائد لهرمون الإستروجين الطبيعي والصناعي الذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان.
تفتقر أجسام الكثير من النباتيين إلى فيتامين ب١٢ والحمض الأميني التورين؛ وهذا قد يؤدي إلى ضعف وظائف الكبد.
السلبين المريمي (الخرفيش) Silybum marianum
العنصر النشط لعشب الخرفيش يسمى السيليمارين Silymarine.
يستخدم عشب الخرفيش على مدار أكثر من ٢٠٠٠ عام لمعالجة أمراض الكبد؛ إذ إنه عشب آمن وغير سام، فجرعاته ليست لها آثار جانبية؛ حيث إن أوراقها النضرة كانت تستخدم كطعام في أوروبا في بعض الأزمنة.
ويحمي عنصر السيليمارين الموجود في الخرفيش أغشية خلايا الكبد عن طريق خصائصه الفعالة المضادة للأكسدة ويحفز تكوين الخلايا الجديدة لتحل محل الخلايا التالفة، وهو يساعد الكبد أيضا على التخلص من السموم، كما يمكنه أن يزيد من إفراز البروتين والجلوتاثين الذي يحمي الكبد.
الطرخشقون (الهندباء) Taraxacum
استخدمته ثقافات مختلفة لعقود لعلاج من يعانون مشكلات في الكبد والمرارة، وقد أثبت أنه فعال وآمن؛ فهو يحفز تدفق الصفراء؛ لأنه يحتوي على مواد مريرة، وكذلك يقاوم الأكسدة في الكبد، كما أنه ملين ومدر للبول، وهو ما يجعله مفيدًا للكبد ومضادًّا لالتهاب المرارة.
الخرشوف السكوليمي Cynara cardunculus
منشط للكبد، وقد أثبتت الدراسات فاعليته في خفض الكوليسترول في الدم والمخلفات النيتروجينية الناتجة عن عملية الأيض، ويستخدم الخرشوف السكوليمي في حالات ضعف وظائف الكبد، وسوء الهضم، وحصوات المرارة، وهو يستخدم منذ عقود لتعزيز إفراز الأحماض الصفراوية التي تشبه في دورها ما يقوم به المنظف عند غسل الأطباق المتسخة بالشحوم والدهون. فدون منظف، لن تستطيع إزالة الشحوم وستبقى الأطباق متسخة، ودون الأحماض الصفراوية لن يستطيع الجهاز الهضمي التخلص من الدهون التي يمكن أن تلحق الضرر بالأمعاء والشرايين.
الليسيثين (فسفاتيديل) Lecithin
يساعد الكبد على أيض الدهون ويقلل من الكوليسترول، ويتكون الليسيثين من مركب الكولين، وحمض اللينولييك، والإينوزيتول. ويؤدي نقص مركب الكولين إلى تدمير الكبد، وهو ما يمكن الوقاية منه بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الليسيثين، وهو مفيد لمن يعانون الكبد الدهنية وارتفاع الكوليسترول، كما أنه يحمي خلايا الكبد من التصلب ويقلل من تراكم الدهون التي قد تؤدي إلى انسداد الشرايين.
بذور القطونة
مصدر جيد للألياف القابلة للتحلل ويقلل من الكوليسترول في الدم بنسبة ١٤ إلى ٢٠٪ بعد ٨ أسابيع فحسب؛ لذا فإن بذر القاطونة هي الألياف الأفضل لتقليل الكوليسترول في الدم.
اختيار منشطات الكبد
حين تعاني الكبد الدهنية من الضروري أن تتناول تركيبة تحتوي على جرعة فعالة من العناصر النشطة، وينبغي أن تكون هذه العناصر مقننة ونقية حتى تستطيع تناول الجرعة الصحيحة.
لذلك عندما تختار تركيبة منشط الكبد، اختر بحكمة وافحص أنواع وكميات العناصر الموجودة في التركيبات المتاحة والمختلفة – لكنك قد تندهش من الآتي! تحتوي بعض منشطات الكبد على كميات صغيرة من الأعشاب وتخلو من الفيتامينات المضادة للأكسدة، أو المعادن، أو الأحماض الأمينية.
من المهم أيضا أن تتأكد أن منشط الكبد الذي قررت تناوله:
– تم تصنيعه في معمل حاصل على شهادة الممارسات التصنيعية الجيدة وموافقة إدارة السلع العلاجية.
– تم تصنيعه في معمل معتمد من هيئة مستقلة غير هادفة للربح؛ مثل مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية
– تم تحليله في معمل مستقل للتصديق على نقائه وكميات العناصر الموجودة به
– نباتي، حتى لا تنقل الكبسولة الجيلاتينية أمراض الأبقار
منشطات الكبد مفيدة إذا:
– كنت تتناول أدوية وصفها لك الطبيب – إذ إن الكبد ستكون عليها تكسير تلك الأدوية وتحليلها، وكثير من الناس يتناولون يوميًّا العديد من الأدوية، ما يزيد العبء على الكبد.
– كنت تتناول أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبيب، خاصة المسكنات أو الباراسيتامول– فالكبد يحلل تلك الأدوية التي من الممكن أن تكون مسممة له إذا تناولت جرعات مفرطة أو يومية.
– كنت تدخن السجائر.
– كنت تتناول السكريات، أو الوجبات السريعة، أو المضافات الغذائية الكيمائية أو الأطعمة الغنية بالدهون.
– كنت تعيش في مدينة كبيرة – حيث تتعرض لعوادم السيارات، وأدخنة المصانع، والأماكن المزدحمة والمتسخة، والمياه التي تحتوي على الكلور، والفلوريد، والمعادن الثقيلة.
– كنت تستخدم المايكروويف لإعادة تسخين أو طهو الطعام.
– كنت تعاني التهاب الكبد؛ فمئات الآلاف من الأستراليين مصابون بهذا المرض دون أن يدركوا.
– كنت قد تخطيت سن الأربعين – فكلما تقدمت في العمر يحدث انسداد للأوعية والقنوات المؤدية للكبد، وكذلك مرشح الكبد الداخلي، فهي تصبح محملة بالدهون غير الصحية، والمواد السامة، والحصوات المرارية، والرواسب، والأنسجة المتصلبة، ونفايات عملية التمثيل الغذائي. – كنت تتناول المشروبات الغازية التي تحتوي على المحليات، خاصة الإسبارتام
– كنت تتعرض للمواد الكيمائية السامة والملوثات مثل – المبيدات الحشرية، وبعض مضادات التعرق، والمذيبات، والأصماغ، والرش بالرذاذ، وبعض المنظفات، ومستحضرات التجميل، والنشادر، وصبغات الشعر، وطلاء الأظافر، والمطهرات، وما إلى ذلك – فقد تتعرض لتلك الأشياء في العمل أو المنزل.
– كنت لا تتناول كميات كافية من الماء النقي.
– كان نظامك الغذائي يفتقر إلى مضادات الأكسدة.
– كانت نسبة الكوليسترول أو الدهون الثلاثية مرتفعة.
– كانت لديك مشكلات جلدية.
هناك أسباب أخرى عديدة تدفعك لتناول منشطات الكبد بصفة منتظمة أو مرتين في العام لمدة شهرين في كل مرة، فهذه حقيقة دامغة في القرن الحادي والعشرين؛ حيث امتلأ العالم بالتلوث والازدحام، وازدادت فيه نسب الإصابة بالتهاب الكبد.
تعالج الكبد حوالي ٤٠٠ مليون كيلوجرام من المواد الكيميائية المسممة التي تطلق في البيئة كل عام، وقد تتسبب هذه الكمية في تدمير كبدك وتعرضك لمشكلات صحية.
احذر المسكنات خاصة الباراسيتامول
إذ من الممكن أن يدمر الكبد، فمن المعروف أن الإفراط في تناول هذا المسكن الشائع يمكن أن يتسبب في تلف الكبد والموت من خلال الإصابة بالنخر الكبدي والفشل الكبدي، فقد أشارت دراسة جديدة أصدرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن الجرعة الأعلى الموصى بها من دواء التايلينول (أسيتامينوفين أو باراسيتامول) يمكن أن تزيد سريعا من إنزيمات الكبد عند البالغين الأصحاء. وارتفاع الإنزيمات هو أول إشارة لتلف الكبد. فإذا كنت تتناول الكحوليات أو لديك مشكلات في الكلى، فإن نسبة خطر الإصابة بالتليف الكبدي جراء تناول الباراسيتامول ستكون مرتفعة لديك.
الكبد عرضة للهجوم ٢٤ ساعة لمدة سبعة أيام في الأسبوع؛ لذا من المهم تعزيز وظائفه وتقليل خطر تدميره. إذا كانت كبدك نظيفة وخالية من الانسدادات، فستتمتع بسنوات إضافية من الطاقة والحيوية.