التصنيفات
جهاز المناعة

التعب، البدانة، الاكتئاب، اضطرابات في النوم: الضرر الناتج عن الالتهاب ج6

ماذا يعني عندما لا يكون لديك ما يكفي من الطاقة لتكمل نهارك؟ وعندما تشعر بالتعب والإرهاق بدون أن يظهر أي خطب طبيا فتأتي نتائج تحاليل الدم طبيعية ويعجز الطبيب عن معرفة ما خطبك. هذه المشكلة أكثر شيوعا مما تتصور. سئم الأشخاص من كل الطبقات من المرض والتعب ويشعرون بالإحباط في محاولاتهم للقيام بأي شيء حول الموضوع.

يجب أن لا تتفاجأ الآن عند إدراك أن الالتهاب قد يكون السبب في ذلك.

التعب

الجميع يعاني من التعب من وقت إلى آخر. وخير مثال على ذلك هو العمل الليلي وهو أمر مألوف بالنسبة إلي نظرا لمهنة الطب التي أزاولها. كما أن الموسيقيين المتجولين الذين يؤدون حفلة في مدينة مختلفة كل ليلة وأحيانا لأشهر عدة بدون انقطاع يشعرون بالتعب ويصبح الأمر أكثر سوءا عندما تطول مدة الجولة. بحلول نهاية المباريات الفاصلة لفرق الجمعية الوطنية لكرة السلة، يبذل اللاعبون الذين حققوا سلسلة بطولات جهدا كبيرا لتجاوز التعب بعد مرور موسم طويل. كذلك، يمكن أن تختبر أم المولود الجديد التي تستيقظ عدة مرات في الليل لإرضاعه شعورا عميقا بالتعب. إن أنواع التعب هذه طبيعية ومتوقعة.

ما نتكلم عنه ههنا هو تعب من نوع آخر. تعب غير عادي. تعب طاغ. يشعر البعض بالتعب الشديد بعد الراحة في الفراش طيلة النهار فيعجزون عن النهوض وإعداد العشاء. وبدل أن يشعروا بالنشاط في الصباح التالي بعد قضاء يوم من الراحة، يعجزون عن النهوض من الفراش مجددا من جراء التعب. ويستمر هذا الحال يوما بعد يوم، وعام بعد عام. والأسوأ من ذلك هو أن هذه الحالة شائعة نسبيا. يقدر أن التعب المزمن المضعف يصيب أكثر من شخص من أصل عشرة في أميركا. من الصعب إدراك الوقع الكبير لهذا النوع من التعب إلى أن تختبره بنفسك. تذكر المرة الأخيرة التي أصبت فيها بحالة حادة من الإنفلونزا عندما شعرت حينئذ بعدم القدرة على النهوض من الفراش مجددا. والأن تخيل أنك تستيقظ خائر القوى كل يوم فلا تشعرك أي راحة بحال أفضل ولا أدوية تستطيع أن تعالج هذه الحالة.

ليس التعب بلغز بل جزء من عدة حالات طبية معروفة. يمكن أن يعاني مرضى السرطان من التعب الشديد نتيجة المرض والعلاج. كما ويشكل التعب جزءا أساسيا من حياة العديد من مرضى التصلب المتعدد، التهاب المفاصل الرثواني، الذأب وغيرها من الأمراض المنيعة للذات. حتى الأمراض الأكثر شيوعا مثل الخمج والأرج تشمل التعب كعارض شائع. إن كان بالإمكان معالجة الداء الضمني، عادة ما يزول التعب المصاحب له.

والرابط المشترك لكل هذه الحالات هو بالطبع الالتهاب. مهما كان سبب هذا الأخير، فلدى المواد التي تطلقها الخلايا والمرتبطة بالالتهاب أثر عميق على الدماغ مؤدية بذلك إلى التعب والنعاس. غالبا ما يقال أنه متى عانيت من تعب حاد فهذا يعني إصابة جزء من الجسم بالالتهاب. لهذا السبب، حتى الأمراض الخفيفة مثل الرشح الشائع حدوثه يمكن أن تشعرنا بالإرهاق ولكن ما يجعلنا نشعر بالتعب هو الالتهاب وليس المرض.

يجب أن يقود التعب الحاد الذي لا تفسير له إلى البحث عن اضطرابات في الجسم مرتبطة بالالتهاب ولم يتم تشخيصها. مثلا، إن الذين يقيمون أو يعملون في مبان ملوثة (مليئة بالملوثات الهوائية أو المواد السامة البيئية) يشعرون في أغلب الأحيان بتعب مزمن كعارض أولي. عندما تؤدي الغازات المهيجة في المباني الملوثة إلى الالتهاب في المسلك الهوائي العلوي، ينطلق السيتوكين المؤيد للالتهاب في الجسم. بالإضافة إلى بعض أعراض المسلك الهوائي الثانوية، يشعر الكثيرون بالتعب في كامل الجسم والذي يضعف قواهم ويتطلب ذهابهم إلى الطبيب. للأسف، لا يربط معظم الأطباء بين المواد السامة البيئية والتعب فيعود المريض أدراجه محبطا بدون الحصول على تشخيص. ويقال لبعض المرضى أن مشكلتهم عبارة عن مجرد “هواجس”. إلا أن التعب حقيقي وله وقع كبير على الأشخاص الذين يعانون منه.

من مصادر التعب “الضمنية” الأخرى نذكر صداع الشقيقة، الفيروس والأرج. إن نوبات صداع الشقيقة التي يعتقد حاليا أنها ناتجة عن الالتهاب العصبي تمتاز بالتعب. يعاني أكثر من 80% من المصابين بداء الشقيقة المزمن من التعب الحاد ويتوافق الثلثان حاليا مع تعريف متلازمة التعب المزمن.

يمكن أن تؤدي الأمراض الفيروسية مثل الرشح الشائع أو الإنفلونزا إلى التعب خلال المرض. للأسف، من الممكن أن ينتج عن العدوى الفيروسية تعبا حادا لمدة طويلة حتى بعد إنقضاء المرض. أصيب الكثيرون بالتعب المزمن بعد انتشار أوبئة الإنفلونزا الكبرى في السنوات الأولى من القرن العشرين لدرجة ابتكار تشاخيص مثل الوهن العضلي بعد الإصابة بفيروس. أظهرت البحوث الحديثة أن الذين يصابون بتعب حاد بعد التعرض لعدوى فيروسية يسجلون معدلات مرتفعة من السيتوكين إنترفيرون-غاما المؤيد للالتهاب ونخر الورم من العامل ألفا في الدم.

في أوج موسم الطلع، يمكن أن يعاني الشخص المصاب بحساسية حادة من غبار الطلع من مشاكل متعلقة بالالتهاب غير مشكلة الأنف المسدود. يظن الباحثون أن ردود الفعل الأرجية تفرز مواد كيميائية ومنبهات عصبية تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك الدماغ. أظهرت الدراسات أن المصابين بالتهاب الأنف الأرجي (التهاب المسالك الأنفية) يعانون من التعب، المزاجية ونوع خفيف من الاكتئاب يسمى القلق. وتزيد حدة هذه الأعراض خلال موسم الطلع.

أصبح التعب غير المفسر شائعا جدا لدرجة حصوله على تشخيص خاص – وهو متلازمة التعب المزمن. ويتسم هذا الاضطراب بالتعب الشديد لأكثر من ستة أشهر في غياب أي داء آخر. تفسد حياة المصابين بمتلازمة التعب المزمن بسبب التعب الحاد ولكن يجهل العلماء كيفية بدء المرض أو التغييرات التي يسببها في الجسم. أظهرت بعض الدراسات زيادة في البروتين التفاعلي الالتهابي C في دم المصابين بالتعب المزمن ومعدلات أكثر ارتفاعا في نوع من البروتين المنيع يدعى ميكروغلوبولين بيتا-2 ولكن لا تظهر هذه النتائج باستمرار.

غالبا ما يعاني المصابون بمتلازمة التعب المزمن من التهاب الأنف. 78% من المصابين بمتلازمة التعب المزمن يعانون من التهاب الأنف مقارنة مع 23% فقط من عدد السكان العام. هل من الممكن أن يكون الالتهاب المرتبط بالتهاب الأنف هو المسبب بطريقة ما للتعب الحاد في متلازمة التعب المزمن؟ نعلم أن بعض مواد السيتوكين المؤيدة للالتهاب تطلق خلال عملية الالتهاب، لذا قرر العلماء اختبار آثار إحدى مواد السيتوكين على التعب. وقد تم اختيار مادة السيتوكين إنترلوكين-6 (إل-6) (IL-6) لأنها تنتج أعراضا تشبه الإنفلونزا وقد تكون معدلات (إل-6) (IL-6) المرتفعة من أحد الأسباب التي تجعل المصابين بالإنفلونزا يشعرون بالتعب والفتور والأعراض الأخرى. في دراسة أجريت في معاهد الصحة الوطنية، قدم الباحثون (إل-6) (IL-6) لمجموعة من المصابين بمتلازمة التعب المزمن ولمجموعة من الأصحاء. وقاموا بمراقبة المجموعتين لرصد حالات من التعب، الفتور، آلام العضل وصعوبات في التركيز والذاكرة. ظهرت الأعراض لدى المشاركين في المجموعتين ولكن بانت الأعراض لدى المصابين بمتلازمة التعب المزمن بشكل أسرع وأكثر سوءا معتبرين أنهم كانوا أكثر حساسية تجاه آثار السيتوكين. إذا، من المحتمل أن يعاني المصابون بالتعب الحاد من اضطراب ضمني آخر قد يكون خفيفا مثل الأرج أو العدوى الجيبية ولكنهم يعانون من رد فعل مفرط تجاه المواد الكيميائية الالتهابية المفرزة في أجسامهم.

تبدو الأمراض المنيعة للذات مختلفة. وجد الباحثون الذين عاينوا المصابين بالتصلب المتعدد أو الذأب أن التعب غير مرتبط بمعدلات السيتوكين المرتفعة. سجل 80% من مرضى الذأب حالات من التعب ولكن لم يتم رصد أي سبب بعد البحث عن عدد من الأسباب المحتملة بما في ذلك المتغيرات الإجتماعية السكانية، الأدوية، فعالية المرض، سيتوكين المصل، المضادات المنيعة للذات وشذوذ في أي فحص دم روتيني. إذا، لم ترتبط مواد السيتوكين الالتهابية بالتعب عند الإصابة بالفيروس أو بمتلازمة التعب المزمن ولكن ليس عند الإصابة بالأمراض المنيعة للذات؟ لا أحد يعلم ولكن نظرا لطبيعة الأمراض المنيعة للذات الغامضة بشكل عام، لا يفاجئنا هذا الاكتشاف. على الأرجح أن آليات فيزيولوجية مختلفة ترتبط بالموضوع. لا تنتقص هذه النتيجة من أهمية الالتهاب كمصدر للتعب في الأمراض المنيعة للذات ولكنها تقترح أن الروابط معقدة في حالة الأمراض المنيعة للذات أكثر مما هي عليه في الأمراض الأخرى.

هناك ثلاثة أسباب أخرى محتملة للتعب وهي السمنة الزائدة، الاكتئاب والأرق. أحيانا، يصعب علينا في حياتنا اليومية حل اللغز الصحي. فلا تبدو الروابط واضحة دائما وقد تكون أحيانا محرجة. يتم إحالة معظم المرضى الذين يذهبون إلى الطبيب لمعالجة التعب إلى طبيب أو معالج نفساني أو يتم مداواتهم بمضاد الاكتئاب. يشعر البعض بالانزعاج لأن الطبيب لا يؤمن بأعراضهم الفيزيولوجية. تنجح مضادات الاكتئاب في مساعدة بعض المصابين بمتلازمة التعب المزمن وليس جميعهم. أظهر اختبار التعمية المزدوجة باستعمال دواء غفل لمضاد اكتئاب يدعى موكلوبيمايد، تحسنا في صفوف  51% من المصابين بمتلازمة التعب المزمن مقابل تحسن لدى 33% فقط من المصابين بالداء ذاته والذين تناولوا دواء الغفل.

يرتبط كل من التعب والبدانة والاكتئاب والأرق ارتباطا وثيقا لدرجة يستحيل فيها تحديد آثار هذه الحالات وعلاقاتها الفردية. بالطبع، لا يشعر كل البدينين بالتعب أو الاكتئاب فيما يحتاج الكثير من المصابين بالاكتئاب إلى زيادة في الوزن بدل إنقاصه. ولكننا نعلم أن عددا من الأمراض المختلفة (بما في ذلك داء القلب، الأمراض المنيعة للذات، الحالات الأرجية، الربو وداء السكر) يرتبط بطريقة ما إلى البدانة، التعب، الاكتئاب والأرق.

البدانة

تشكل البدانة مشكلة حادة ومتزايدة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفي أنحاء العالم. في عملية تقص أجريت عام 2000، ظهر أن ثلث البالغين الأميركيين مصابون بالبدانة فيما يعاني حوالى ثلثين من الوزن الزائد. (البدانة هي الوزن الزائد بشكل ملفت بحسب مؤشر كتلة الجسم – راجع فقرة “هل تعاني من الوزن الزائد؟”) هذه الشريحة الكبيرة من السكان هي عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة. أظهرت الدراسات أن البدانة تستطيع مضاعفة حالة الموت المبكر كل عام بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ويحل التدخين في المرتبة الثانية كسبب للموت المبكر.

ما زال العلماء يناقشون سبب إصابة المزيد من الأشخاص حاليا بالوزن الزائد أكثر من أي وقت مضى. بالطبع، لا يعود السبب إلى التغييرات الجينية البشرية لأن التحولات الجينية لا تحدث بسرعة كبيرة لدى السكان. هل أصبحنا فجأة نشاهد التلفاز أكثر ونتناول المزيد من المأكولات السريعة؟ هل تم إدخال بعض المواد الكيميائية إلى بيئتنا فتعارضت مع قدرة أجسامنا على ضبط الوزن؟ هل يعقل أن يكون نمطنا الغذائي الذي تارة نتبعه وتارة نلغيه السبب في عدم موازنة أيضنا؟ لا أحد يعلم والأجوبة معقدة.

ما ندركه حقا هو أن الوزن الزائد عبارة عن حالة التهابية. فهو يرفع معدل بعض المواد الكيميائية المؤيدة للالتهاب في الجسم ويزيد من خطر التعرض لأمراض أخرى متعلقة بالالتهاب بما في ذلك داء القلب، بعض أنواع السرطان، داء السكر، الربو والتهاب المفاصل.

هناك نوعان من البدانة: البدانة الأنثوية والبدانة الذكرية. البدانة الأنثوية هي عندما يتخذ الجسم شكل الإجاصة فتكون كمية الدهون غير متجانسة حول الوركين بالنسبة إلى الخصر. وهذا النوع من البدانة أكثر شيوعا لدى النساء منه لدى الرجال وخاصة قبل فترة سن اليأس. أما البدانة الذكرية فهي عندما يتخذ الجسم شكل التفاحة فتكون الدهون متجمعة حول الخصر أكثر من الوركين. ومعدة بير المدرسية هي خير مثال على نوع البدانة الذكرية. وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص يمكن أن يعرفوا “نوع” البدانة المصابين بها من خلال المعاينة البصرية، إلا أن الطريقة التي يعتمدها الأطباء هي قياس معدل الخصر بالنسبة إلى الوركين. لتحديد معدل خصرك بالنسبة إلى وركيك، قس محيط خصرك بواسطة مازورة ثم محيط الوركين (عند النقطة الأوسع). إقسم قياس خصرك على قياس وركك. إن كانت النتيجة أقل من 0,75 يكون نمط توزيع الدهون أنثويا؛ وإن كانت النتيجة أكبر من 0,85 تعتبر البدانة من النمط الذكري.

يمكن أن تطلعك طريقة القياس البسيطة هذه الكثير عن مخاطرك الصحية. إن المعدل الذي يتجاوز 1 لدى الرجال و0,9 لدى النساء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بداء القلب. يبدو أن أمرا ما يتعلق بالدهون المتجمعة حول الخصر أو الوسط يحدث مخاطر صحية إضافية. إن الجسم الذي يتخذ شكل التفاحة (البدانة الذكرية) لدى النساء هو أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، داء القلب وداء السكر. أظهرت دراسة أن معدل الالتهاب أكثر ارتفاعا لدى النساء اللواتي تتخذ أجسامهن شكل التفاحة مما هو عليه بالنسبة إلى النساء اللواتي تتخذ أجسامهن شكل الإجاصة بما في ذلك قياس نشاط خلايا الدم التي تدعى الصفيحات. كلما زاد نشاط الصفيحة، كلما زاد خطر تخثر الدم وهو السبب الأساسي لحدوث السكتة الدماغية وداء القلب. عندما تخسر هذه النساء الوزن، تنخفض واسمات الالتهاب لديهن.

هل تعاني من الوزن الزائد؟

إن الطريقة الحالية التي يتبعها الأطباء لتحديد الوزن الزائد أو السمنة الزائدة هي مؤشر الكتلة الجسدية المتمثل بقياس معدل الوزن بالنسبة إلى الطول. يحسب ذلك عبر أخذ الوزن (بالكيلوغرام) وقسمته على الطول التربيعي (بالمتر). (كبديل لذلك، يمكنك أخذ وزنك (بالباوند) ومضاعفته بالعدد 704,5 ثم قسم الرقم على طولك التربيعي (بالإنش)). لتسهيل الأمور، وضعنا جدولا بمؤشر الكتلة الجسدية لكل طول ووزن. جد وحسب وزنك المناسب في الصف العامودي على اليسار وحدد طولك في العامود الأفقي الأعلى. يشكل مكان إلتقاء الصف والعامود الرقم الذي يمثل مؤشرك التقريبي. تمثل الأرقام تقييمات معيارية لجميع البالغين:

تقييم البالغين

مؤشر الكتلة الجسدية أقل من 17: مصاب بفقدان الشهية
مؤشر الكتلة الجسدية من 17 إلى 18: ما دون المعدل المناسب
مؤشر الكتلة الجسدية من 19 إلى 25: مثالي
مؤشر الكتلة الجسدية من 26 إلى 30: زيادة في الوزن
مؤشر الكتلة الجسدية من 31 إلى 40: زيادة في السمنة
مؤشر الكتلة الجسدية أكثر من  40: زيادة مفرطة في السمنة

خلال العقد الأخير، تم اكتشاف عدد من العلاقات ما بين السمنة والالتهاب. تفرز الدهون بحد ذاتها مواد السيتوكين المؤيدة للالتهاب. أظهرت بعض البحوث أن أكثر من 30% من مادة السيتوكين إل-6 (IL-6) المتعلقة بالالتهاب في الدم تتأتى من النسيج الشحمي. كما تفرز الخلايا الدهنية مادة سيتوكين التهابية فعالة أخرى مسماة بورم النخر عامل ألفا. هذا يعني أن الدهون وحدها محرضة للالتهاب وبالتالي قد تقلب موازين الالتهاب بطريقة تزيد من خطر الإصابة بالتصلب العصيدي وغيره من الأمراض المتعلقة بالالتهاب.

الطول 1,50م 1,52 1,55 1,75 1,60 1,63 1,65 1,68
الوزن
41 كلغ
18 18 17 17 16 15 15 15
43 كلغ 19 19 18 17 17 16 16 15
45 كلغ 20 20 19 18 18 17 17 16
50 كلغ 22 21 21 20 19 19 18 18
54 كلغ 24 23 23 22 21 21 20 19
59 كلغ 26 25 25 24 23 22 22 21
64 كلغ 28 27 26 26 25 24 23 23
68 كلغ 30 29 28 27 27 26 25 24
73 كلغ 32 31 30 29 28 27 27 26
77 كلغ 34 33 32 31 30 29 28 27
82 كلغ 36 35 34 33 32 31 30 29
86 كلغ 38 37 36 35 34 33 32 31
91 كلغ 40 39 38 37 35 34 33 32
95 كلغ +40 +40 40 38 37 36 35 34
100 كلغ +40 +40 +40 40 39 38 37 36
104 كلغ +40 +40 +40 +40 40 39 38 37
109 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 40 39
113 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40 40
118 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40
122 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40
127 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40
132 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40
136 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40 +40
الطول 1,70 1,73 1,75 1,78 1,80 1,83 1,85 1,88 1,90
الوزن
41 كلغ
14 14 13 13 13 12 12 12 11
43 كلغ 15 14 14 14 13 13 13 12 12
45 كلغ 16 15 15 14 14 14 13 13 12
50 كلغ 17 17 16 16 15 15 15 14 14
54 كلغ 19 18 18 17 17 16 16 15 15
59 كلغ 20 20 19 19 18 18 17 17 16
64 كلغ 22 21 21 20 20 19 18 18 17
68 كلغ 23 23 22 22 21 20 20 19 19
73 كلغ 25 24 24 23 22 22 21 21 20
77 كلغ 27 26 25 24 24 23 22 22 21
82 كلغ 28 27 27 26 25 24 24 23 22
86 كلغ 30 29 28 27 26 26 25 24 24
91 كلغ 31 30 30 29 28 27 26 26 25
95 كلغ 33 32 31 30 29 28 28 27 26
100 كلغ 34 33 32 32 31 30 29 28 27
104 كلغ 36 35 34 33 32 31 30 30 29
109 كلغ 38 36 35 34 33 33 32 31 30
113 كلغ 39 38 37 36 35 34 33 32 31
118 كلغ +40 39 39 37 36 35 34 33 33
122 كلغ +40 +40 40 38 38 36 36 34 34
127 كلغ +40 +40 +40 40 39 38 37 36 35
132 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 39 39 37 37
136 كلغ +40 +40 +40 +40 +40 40 40 38 38

كذلك، ترتبط خسارة الوزن بالانخفاض في الواسمات الالتهابية. في دراسة ما، انخفضت معدلات الدم لواسمة الالتهاب بروتين C التفاعلي بنسبة 23% لدى مرضى السمنة الزائدة الذين خسروا الوزن. اكتشف محققون أوستراليون وجود علاقة مباشرة بين معدلات الدهن وبروتين C التفاعلي. لذا، كلما زاد مؤشر الكتلة الجسدية لدى الشخص، كلما ارتفع معدل بروتين C التفاعلي في الدم. والخبر الجيد هو أن معدلات هذا البروتين تنخفض مع خسارة الوزن. أظهرت دراسة أن خسارة حوالى 18 باوندا فقط (أي 8 كيلوغرامات) تؤدي إلى إنخفاض معدلات بروتين C التفاعلي بنسبة 26%. وحتى الأشخاص الذين خسروا الوزن عبر عملية جراحية سجلوا انخفاضا في معدلات بروتين C التفاعلي. نصادف هذه الأنواع من العلاقات مرارا وتكرارا في عالم الطب. كانت معدلات الدم لمادة السيتوكين المحرضة للالتهاب إنترلوكين –18 (إل-18) (IL-18) أكثر ارتفاعا لدى النساء السمينات، ثم نخفضت إلى المعدل الطبيعي مع خسارة الوزن.

كما وينشأ عامل آخر ألا وهو متلازمة الاستقلاب التي تسمى أحيانا بمتلازمة X أو المتلازمة الاستقلابية. وهذا الاضطراب هو مزيج من السمنة البطنية وارتفاع الضغط والكولسترول والسكر في الدم مما يعرض المرء لمزيد من خطر الإصابة بداء السكر من النمط 2 والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. يعاني 47 مليون أميركي تقريبا – أي بمعدل شخص واحد من كل أربعة – من متلازمة الاستقلاب، و10 إلى 15 مليون أميركي مصاب بداء السكر من النمط 2 يعانون جميعا من هذه المتلازمة.

تعاني من متلازمة الاستقلاب إن كنت مصابا بثلاث من هذه الخاصيات الفيزيولوجية أو أكثر:

•  السمنة البطنية: محيط الخصر أكثر من 102 سنتيمتر (40 إنشا) لدى الرجال؛ أكثر من 88 سنتيمترا (35 إنشا لدى النساء).

•  ارتفاع معدل ثلاثي الغليسريد (الدهون) في الدم: يساوي 150 ملغ/دل.

•  انخفاض معدل البروتينات الشحمية العالية الكثافة: أقل من 40 ماغ/دل لدى الرجال؛ أقل من 50 ملغ/دل لدى النساء.

•  ارتفاع ضغط الدم: يساوي 130/85 ملم زئبق.

•  ارتفاع معدل الغلوكوز في الدم عند الصائم: يساوي 110 ملغ/دل.

تبين أن المصابين بمتلازمة الاستقلاب يعانون من التهاب مزمن منخفض المعدل من النوع الذي يسبب التصلب العصيدي. وأظهرت الدراسات أن المصابين بمعدل مرتفع من مؤشر الكتلة الجسدية هم أكثر عرضة للالتهاب المزمن ومتلازمة الاستقلاب. هذا يعني أن الذين يعانون من الوزن الزائد يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بالأمراض المهلكة كلها مثل داء القلب والسكتة وداء السكر بسبب العلاقة مع الالتهاب. إن خسارة الوزن تقلص معدلات الالتهاب وبالتالي تخفف تلقائيا من مخاطر الداء.

وتستمر الدراسات. إن مسألة ارتباط الالتهاب والسمنة لا جدال فيها. فقد أظهرت بعض البحوث أن الدهون بحد ذاتها تزيد معدلات الالتهاب في الجسم. ولكن لا أحد يعلم شيئا عن الخيار الآخر أي هل يؤدي الالتهاب إلى السمنة؟ على الرغم من عدم توفر أجوبة وافية حاليا، إلا أنه يمكننا الاطلاع على الدراسات التي تشمل أمراضا أخرى لحل اللغز. أظهرت دراسة جرت في كوريا أنه كلما زاد مؤشر الكتلة الجسدية لدى المرء زاد احتمال تعرضه للإصابة بالأمراض المتعلقة بالالتهاب مثل الربو، التهاب الأنف، التهاب الملتحمة أو الإكزيمة. كذلك، إن تنشق الدخان بطريقة غير مباشرة والتعايش مع المواد الكيميائية السامة يزيدان من خطر الإصابة بهذه الأمراض. نعلم أن الدخان غير المباشر وأبخرة السجاد يمكن أن تسببا ردود فعل التهابية. من خلال تجربتي السريرية، فإن العديد من بين الذين يعملون في أماكن ملوثة (حيث يتنشقون الأدخنة السامة) يكسبون كميات كبيرة من الوزن. لذا، من الممكن أن تكون العوامل التي سببت التهاب المسلك الهوائي أدت أيضا إلى زيادة الوزن ومن ثم سببت هذه الأخيرة التهابا إضافيا. نرى مجددا إنحدار مستوى الالتهاب الذي يقودنا إلى المرض إلا إذا استطعنا استعادة التوازن والسيطرة على العوامل المتعلقة بالالتهاب في حياتنا.

من المؤكد أن خسارة الوزن مهمة أيضا. والافتراض السائد حول السمنة هو أننا نكسب الوزن بسبب تناول الكثير من أنواع المأكولات غير الصحية وممارسة القليل من الرياضة. نتناول المأكولات المحتوية على الطاقة التي يتم قياسها بالوحدات الحرارية. وتخزن كل وحدة حرارية كدهون أو تحرق كوقود. إن حرقنا وحدات حرارية أكثر مما تناولنا، عندئذ نستعمل الدهن المخزون ونخسر الوزن. وإن أدخلنا وحدات حرارية إلى جسمنا أكثر مما حرقنا منها، تخزن الطاقة على شكل دهون فنكسب الوزن.

يبدو الأمر غاية في البساطة إلا أن الجسم البشري بالغ التعقيد. خذ بعين الاعتبار كل العوامل المتعلقة بتحديد كمية الطعام التي نتناولها وكمية الوحدات الحرارية التي نحرقها. يحدد وزننا جزئيا كل من علم الوراثة والعوامل الإجتماعية والبيئية والفيزيولوجيا. يسري عامل السمنة في العائلات ليس بسبب وراثة جينات “الدهون” وحسب ولكن لأن بعض العائلات تفضل الطعام على ممارسة الرياضة. تختلف معدلات الاستقلاب في العضلات والأنسجة الأخرى عند الراحة لدى المصابين وغير المصابين بالسمنة. لذا، نحرق الوحدات الحرارية بمعدلات مختلفة سواء أكنا نعدو، نرتاح أو ننام. وحتى فعالية امتصاص الدهون الغذائية والمواد الغذائية الأخرى يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر. وقد يكون هناك عوامل أخرى مثل الأمكنة الملوثة المذكورة سابقا والتي تسهم في زيادة الوزن. إن خسارة الوزن مهمة كجزء من ضبط التوازن الكلي للالتهاب ولكن يجب أن يدرك الذين تحبطهم محاولاتهم لخسارة الوزن أن عملية خسارة الوزن قد تصبح أسهل إن أزيلت مصادر الالتهاب الأخرى. (راجع الفصول الممتدة من 9 إلى 12 للمزيد من المعلومات حول التغييرات التي يمكنك القيام بها للتخفيف من الالتهاب).

الاكتئاب

الاكتئاب هو اضطراب في الدماغ فيشعر المرء بالحزن والكرب. تختفي الرغبة في الحياة وفي الحالات القصوى، يصبح ضحايا الاكتئاب تواقين إلى الانتحار. كان أحد انتصارات الطب في القرن العشرين إدراك أن الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والفصام ليست مجرد “أوهام” بل اضطرابات جسدية حقيقية حيث تتعطل وظيفة الدماغ. لا يمكن أن يختار المرء أن يعدل عن الشعور بالاكتئاب والنصيحة بالابتهاج لا يمكن أن تغير التركيبة الكيميائية في الدماغ.

في منتصف القرن المنصرم، ظهر دواء يدعى ريسيربين RESERPINE في الأسواق لمعالجة ارتفاع ضغط الدم. هذا الدواء المستخرج من كرمة في الهند وذات الاستخدام الطبي منذ القدم، يخفض ضغط الدم عبر إعاقة وظيفة الناقل العصبي نوربينفرين norepinephrine في الدماغ. أصيب حوالى 15% من الذين تلقوا العلاج بالاكتئاب ووصلت حالة البعض منهم إلى الذهان (اختلال التصرفات) والانتحار. قد يشكل ذلك أساسا فيزيولوجيا للاكتئاب. إن أدت الأدوية التي أعاقت عمل النوربينفرين في الدماغ إلى الاكتئاب، إذا يجب أن تكون الأدوية التي حسنت عمل النوربينفرين قادرة على معالجة الاكتئاب. هذا ما حدث تماما.

يشكل الاكتئاب مشكلة خطيرة في الصحة العقلية في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم. وقد زاد عدد المصابين بالاكتئاب بشكل مثير في العقود القليلة الأخيرة. ويأتي ذلك بموازاة الارتفاع في التلوث البيئي، السمنة، داء القلب وداء السكر. ولن نعلم أبدا سبب تزايد حالة الاكتئاب. من الممكن أن يكون هناك اليوم وعي أكبر لهذا الداء في صفوف الأطباء والعامة وعلاجات أفضل تجعل الأشخاص أكثر لجوءا إليها أو أساليب حياة أكثر إرهاقا. من المحتمل أن تكون حالة الاكتئاب في إزدياد بسبب ازدياد كل عوامل الالتهاب الأخرى وقد يكون الاكتئاب داء آخر مرتبطا بالالتهاب.

الأدلة موجودة حول عملية الارتباط بالالتهاب. وتبين أن الاكتئاب مرتبط بعدد من الأمراض الأخرى المتعلقة بالالتهاب. نعلم أن الالتهاب يشكلأ سببا أساسيا للتعب وغالبا ما يختبر المصابون بالاكتئاب شعورا غامرا بالتعب. في الواقع، التعب شائع جدا في صفوف المصابين بالاكتئاب لدرجة اعتباره جزءا من المرض. كما أن المكتئبين أكثر عرضة للإصابة بداء السكر وزيادة الوزن. تنتشر هذه المشاكل جميعا بشكل متزايد وترتبط بفرط ضغط الدم والنوبة القلبية وتزايد حالة الوفاة. ويضاعف الاكتئاب وحده خطر الإصابة بداء القلب.

يرتبط الاكتئاب بالتهاب المسلك الهوائي من جراء الأرج أو الحساسية تجاه العناصر المهيجة في الهواء. أظهرت دراسة أن الكل ما عدا واحدا من بين 96 مصابا بالاكتئاب خضعوا لفحوصات حساسية البشرة وكانت النتيجة إيجابية ولكن كان نصف عددهم فقط مدركين لأعراض الحساسية. ووجدت دراسة أخرى اضطرابات أرجية لدى 33% من المرضى النفسيين المصابين بالاكتئاب ولكن لدى 6% فقط من مرضى الفصام. تبين هذه البحوث احتمال ارتباط الاكتئاب والالتهاب بشكل وثيق. ولكن من المرجح عدم ارتباط الفصام بالالتهاب.

أظهرت دراسات عديدة أن المصابين بالحساسية الكيميائية (رد فعل مرتبط بالالتهاب تجاه العناصر المهيجة البيئية) معرضون للإصابة بالاكتئاب أكثر بثلاثة أو أربعة أضعاف من غير المصابين بالحساسية. كما ويرتبط بالاكتئاب الأمراض المنيعة للذات والأمراض الالتهابية حيث يطلق فيها جهاز المناعة مجموعة محددة من الأنسجة. أما الذأب فيرتبط ارتباطا وثيقا بالاكتئاب لدرجة أن هذا الأخير كان أحد العوامل التشخيصية قبل إجراء فحص الدم للذأب. كما أن مرضى التصلب المتعدد معرضون للإصابة بالاكتئاب الذي يرتبط بحدة المرض. قد يقول البعض إنهم مكتئبون بسبب إصابتهم بالتصلب المتعدد ولكن يرجح وجود رابط أكثر عمقا وهو تعب شبيه بالاكتئاب يشكل جزءا من المرض بدل أن يكون ردة فعل عاطفية تجاه المرض. حتى الفئران المصابة بشكل اختباري من التصلب المتعدد الذي يستحثه تمنيع الميالين تظهر أعراض الاكتئاب.

اضطرابات النوم

يمكن أن تكون اضطرابات النوم امتدادا للأمراض المتعلقة بالالتهاب بما في ذلك التعب والاكتئاب ومشاكل في الوزن. وتتخذ اضطرابات النوم أشكالا مختلفة مثل الافراط في النوم، عدم القدرة على النوم، النهوض المبكر، الاستيقاظ المتكرر خلال الليل والأرق. تحدث مشاكل النوم بكثرة لدى المصابين بأمراض متعلقة بالالتهاب بما في ذلك المصابين بأمراض منيعة للذات مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الرثواني والذين يعانون من الحساسية. ويحدث إنقطاع النفس بالإضافة إلى الصعوبة في التنفس خلال النوم والنعاس خلال النهار لدى أكثر من 85% من المصابين بالسمنة.

غالبا ما يشعر بالنعاس الأشخاص الذين يعانون من الخمج. من المعتقد أن ذلك يحصل بسبب كميات متزايدة من مادة السيتوكين إنترلوكين –1 (إل-1) (IL-1) التي يتم إفرازها عند إصابة المرء بالخمج. تؤدي مادة السيتوكين المحرضة للالتهاب إلى الحمى وكذلك إلى النعاس. في الواقع، أدت حقنات (إل-1) في الفئران إلى النوم.

خلال تجربتي السريرية، تعتبر اضطرابات النوم شاملة لدى سكان الأماكن الملوثة. فغالبا ما يعاني المصابون بحساسية تجاه المواد الكيميائية من الأرق في الليل بعد تعرضهم للمواد الكيميائية في النهار. غالبا ما يعاني المصابون بمتلازمة الأمكنة الملوثة من النعاس. وبالإضافة إلى الأعراض المتعلقة بتهيج الغشاء المخاطي (مثل السعال، الاحتقان الأنفي والربو)، يعاني هؤلاء من صعوبات في التركيز والذاكرة والتفكير. قد لا تكون هذه المشاكل المعرفية ناتجة عن ضعف في الذاكرة والتفكير ولكن عن النعاس والتعب اللذين يصعبان النشاطات العقلية.

من الواضح وجود روابط بين التعب، السمنة، الاكتئاب، اضطرابات النوم والالتهاب. لا تعني هذه الروابط أن كل حالات الاضطراب مرتبطة بالالتهاب أو أن الالتهاب هو السبب الوحيد للاكتئاب، التعب أو السمنة. عوضا عن ذلك، قد تسبب الحالات الالتهابية تغييرات جسدية تؤدي إلى هذه الإعاقات. يفترض بعض العلماء أن مواد السيتوكين التي تطلق عند أي نوع من الالتهاب تؤثر في الجهاز العصبي مما يؤدي إلى التعب، اضطرابات في الوزن والنوم، والاكتئاب. بالطبع، تلعب مواد السيتوكين دورا مهما ولكن الوضع أكثر تعقيدا. الجسم كله أشبه بحلقة ردة فعل عملاقة. فالجهاز العصبي يضبط الالتهاب ويستطيع إطلاقه حتى بدون تشغيل جهاز المناعة. بدوره، يتواصل جهاز المناعة مع الجهاز العصبي عبر ناقلاته الكيميائية. بتواصل متبادل بين جهاز المناعة والجهاز العصبي، يمكن أن يتزايد الالتهاب إلا إذا انكسرت الحلقة اللامتناهية التي تنقل الحاجة إلى الالتهاب.

إلجأ إلى الطبيب إن كنت تعاني من التعب، الاكتئاب، اضطراب في الوزن أو النوم. ولكن في الوقت عينه، ابذل جهدك للتخفيف من عوامل الالتهاب في حياتك (راجع الفصول من 9 إلى 12). إنها المرحلة المثلى للسيطرة على صحتك أي عندما يعطيك جسمك إشارات بعدم الشعور بحال جيدة وقبل أن تسوء الأمور.

تأليف: د. ويليام جويل ميغز