التصنيفات
جهاز المناعة

تناول القليل من الطعام لمحاربة الالتهاب ج14

لتناول كمية أقل من الطعام عبارة علمية: تحديد السعرات الحرارية. في الثقافة العلمية، ثبت أن تحديد السعرات الحرارية يزيد من متوسط العمر، يبطىء تطور التصلب العصيدي، يمنع نمو الورم، يخفف نسبة الاختلال الوظيفي الدماغي ويؤخر الشيخوخة – ولكن أجريت البحوث كلها على القوارض.

أجريت دراسات قليلة جدا على أشخاص لأن الناس غير مستعدين عادة للخضوع لمراقبة غذائية صارمة لسنوات عديدة (أو ربما على مدى الحياة).

ولكن لا يجب صرف النظر عن المعطيات المتعلقة بالفئران والجرذان. لتحديد السعرات الحرارية آثار مدهشة مضادة للشيخوخة على الحيوانات بسبب مفعوله المضاد للالتهاب. مع تقدمنا في السن، ترتفع نسبة بعض المواد الكيميائية في الجسم المرتبطة بالالتهاب مثل البروستاغلندين. إنه أمر يحدث طبيعيا. انخفضت نسبة إفراز المواد الكيميائية المثيرة للالتهاب لدى القوارض الذين تم تحديد سعراتهم الحرارية. كما أن عملية تحديد السعرات الحرارية تحد من الضرر الناتج عن الجذور الحرة (أو أنواع الأكسجين التفاعلية) التي تولد كحصيلة ثانوية لوظائف الجسم العادية أو التي تحدث بسبب إجهاد بيئي على الجسم. هذا الضرر يدعى الإجهاد المؤكسد، وهو السبب الوحيد الأعظم للإصابة بأمراض الشيخوخة والأمراض المتعلقة بالتقدم في السن. ويقاوم الإجهاد بواسطة مضادات الأكسدة (التي يمكن اعتبارها كجزيئات الإجهاد المضاد للأكسدة) وبواسطة تحديد السعرات الحرارية.

ما مدى أهمية تحديد السعرات الحرارية؟ بالنسبة إلى القوارض التي ترعرعت على تحديد السعرات الحرارية، ارتفع متوسط العمر لديها بنسبة حوالى 50% وانخفضت نسبة الإصابة بالسرطان والتصلب العصيدي فيما تحسنت الوظيفة المناعية.

على الرغم من أن معظم الدراسات تابعت حالة القوارض طيلة حياتها، إلا أن قلة من الباحثين درسوا عامل الصحة وطول العمر لدى القوارض الذين خضعوا لعملية تحديد السعرات الحرارية في منتصف العمر. وتبين هذه الدراسات أنه لا يفوت الأوان أبدا على بدء هذه العملية للمحافظة على صحة جيدة. وأظهرت دراسة أن إتباع نظام تحديد السعرات الحرارية يوميا أو الإمتناع عن الأكل مرة في الأسبوع يقلل بشكل ملحوظ نسبة خطر التعرض للسرطان لدى الفئران النزاعة إلى الإصابة به. فيما أثبتت دراسة اخرى أن عملية تحديد السعرات الحرارية لدى الفئران المتوسطة العمر تطيل عمرها بنسبة 15% وتقلل نسبة الإصابة بالسرطان.

كما أن لتحديد السعرات الحرارية آثارا إيجابية على الدماغ. لقد علمنا منذ وقت طويل أن تحديد السعرات الحرارية يحسن الذاكرة والأداء الذهني والحركي (لدى القوارض) ولكن بدا العلماء مؤخرا بالتحقق من السبب. فهناك قوارض معرضة للإصابة بما يعادل داء ألزهايمر وباركنسون لدى الحيوانات. وعندما تم دراسة الفئران الخاضعة وغير الخاضعة لعملية تحديد السعرات الحرارية، اكتشف العلماء أن تنكس الأعصاب في الدماغ ناتج جزئيا عن الإجهاد المؤكسد وأن هذا الأخير يمكن أن يجابه عبر اتباع نظام غذائي قليل السعرات الحرارية. وحصيلة كل هذه البحوث هي أن العلماء قادرون الآن على وقاية الفئران من داء ألزهايمر وباركنسون من خلال تخفيف كمية السعرات الحرارية.

وبما أن بعض الأشخاص حول العالم يختارون تناول كمية أقل من الطعام، استطاع العلماء مقارنة نسبة تعرضهم للأمراض مع نسبة الأشخاص الذين يتناولون حصتهم الكاملة من السعرات الحرارية اليومية. وسجلت النتائج انخفاضا في نسبة الإصابة بداء ألزهايمر متى تناول المرء كمية أقل من الطعام. مثلا، يتبع سكان البلدان الآسيوية ما يسمى بالأنظمة الغذائية المحددة السعرات الحرارية ويبلغ معدل إصابتهم بداء ألزهايمر نصف المعدل الموجود في البلدان الغربية.

في بعض المجموعات الصغيرة من الأشخاص الذين يخضعون طواعية لنظام تحديد السعراتت الحرارية لفترة قصيرة، نلاحظ فرقا واضحا في الصحة. على سبيل المثال، عاش ثمانية أشخاص في محيط حيوي مسيج لسنتين في أوائل نسعينات القرن العشرين. وقد تم تحديد السعرات الحرارية في نظامهم الغذائي بنسبة 30% في معظم الأوقات التي قضوها في المعزل. وكما في الدراسات التي أجريت على القوارض، لم يخسر المشاركون الوزن وحسب (كما هو متوقع من إتباع نظام غذائي قليل السعرات الحرارية) بل أيضا سجلوا انخفاضا في معدل ضغط الدم بنسبة 23% ومعدل الكولسترول بنسبة 30% ومعدلات الإنسولين بنسبة 42%. بالطبع لا أحد يعلم ما ستكون عليه النتائج الطويلة الامد ولكن هذه النتائج شبيهة بالتغييرات الحاصلة لدى القوارض وهي بالفعل من أنواع التغييرات التي قد تخفض نسبة خطر الإصابة بالتصلب العصيدي والنوبة القلبية لدى أي كان.

مكافحو الالتهاب

•  إن رغبت في محاولة تحديد السعرات الحرارية، اهدف إلى تخفيف كمية طعامك تدريجيا بنسبة 25%. هذا يعني تناول ثلاثة أرباع ما تأكله عادة.

•  ابدأ بتجنب الوجبات الخفيفة المحتوية على السكريات. فهي غنية بالسعرات الحرارية والدهون المضرة مما يحبط محاولاتك في مراقبة السعرات الحرارية. وأول ما يجب تفاديه من مأكولات هو السكر الصافي، السكريات (مثل الحلوى، الكعك، السكاكر) والمأكولات المخبوزة بالدقيق الأبيض.

•  لن تخل المأكولات المقلية التوازن في معدل الحمض الدهني أوميغا-6: أومغا-3 وتؤدي إلى الالتهاب وحسب بل هي أيضا غنية بالسعرات الحرارية. وستكون قادرا على تفادي الكثير من السعرات غير الضرورية عبر تجنب المأكولات المقلية ومنها الرقائق والبطاطا المقلية.

•  خذ على نفسك عهدا بترك قليل من الطعام في طبقك عند كل وجبة. يصعب ذلك على من اعتاد أسلوب تناول كل ما في الطبق ولكن دع القليل فيه. لا تفكر بالأمر على أنه نوع من التبذير بل نسبة أقل من الإصابة بالتصلب العصيدي في الشرايين.

•  لا تفكر في تناول حصص إضافية. وحدهم الأشخاص النشيطون جدا (الرياضيون، عمال البناء، ناقلو الأثاث وما شابه) يحتاجون إلى أكثر من حصة واحدة من الطعام في الوجبة.