التصنيفات
الطب البديل والتكميلي

ماكروبيوتيك | الصحة البديلة

يين ويانغ أو الماكروبيوتيك الصحة البديلة

ارتكزت الماكروبيوتيك على المفهوم الشرقي للتكاملية “يين – يانغ” (المبادئ الرئيسية للفلسفة الطاوية الصينية وهي فلسفة دينية مبنية على تعاليم “لاوتسو” الصيني في القرن السادس قبل الميلاد).

تم تصنيف الأغذية حسب موقعها على السلم الذي يبدأ من الطرف “يين” وينتهي بالحد “يانغ”.

تقع الحبوب – تبعا للمنظر “جورج أوشاوا” – في موضع متوازن على هذا السلم، وهي مميزة.

تعتبر الماكروبيوتيك أن الخضار تمدد وتوسع بينما اللحم يشد ويضيق. وتعتبر الثمار المائية والسكريات ومعظم الألبان – “يين” جدا – ضارة. يحتوي النظام العائلي (لكل الناس) %70 حبوب (زروع)، %30 خضار [خضرة] (من بينها البقليات) و%10 حساء مركز (ثريدة).

نميز وجود عشرة مستويات من هذا النظام الغذائي، ويضم أحد هذه المستويات: %10 زروع (حنطة، ذرة، أرز… إلخ)، %30 خضار، %10 حساء مركز، %30 لحم (أو سمك أو بيض)، %15 سلطة و%5 تحلية (حلويات بدون سكر). نوع آخر من هذا النظام يشمل: %5 زروع (ذرة، حنطة، أرز وما شابه)، %30 خضار، %10 حساء مركز، و%20 لحم.

هناك نظام غذائي مؤلف %100 من الزروع، وحتى المشروبات (السوائل) محددة ومقيدة.

حاليا، ابتعدت أنظمة الماكروبيوتيك كثيرا عن المفهوم الأصلي لأوشاوا. فنحن أحرار بتقليل كمية الزروع (الحنطة، الأرز، الذرة، الشعير) أو بالتركيز على كمية الخضار النيئة.

يستفيد من نظام الماكروبيوتيك، ذلك الشخص الذي يستطيع التوفيق بين قواعد هذا النظام الغذائي واحتياجاته. فبعض الأشخاص استطاعوا تحسين وضعهم الذي يعاني من عدم كفاية غذائية معينة. أما على المدى الطويل، فإنه من النادر ألا يصاب الشخص المعني بنقص غذائي ما، خصوصا، إذا اتبع مستويات النظام الماكروبيوتيكي التي تستثني من وجباتها البروتينات الحيوانية. لقد تمكن جورج أوشاوا من تحسين الحالة الصحية للعديد من الأشخاص.

مضار ومساوئ هذا النظام:

هذه الطريقة التي تعتمد على الإسراف في تناول الزروع (الإفراط منها)، تقود إلى إضعاف حالة توتر (قوة) العضلات والميل إلى زيادة الوزن والبدانة.

تشكل هذه الطريقة أيضا نقصا في الخضار النيئة ومحتوى عاليا من الملح في الكثير من الأحيان.

كما لاحظنا لدى الفتيان نقصا في البروتينات، الكالسيوم، الفيتامين D وB12. ونقصا في الأنزيمات (الخمائر) عند الأطفال والكبار.

خلاصة استنتاجية حول الماكروبيوتيك

الماكروبيوتيك هو نظام غذائي مؤلف من أوراق كبيرة وحبوب صغيرة، ببساطة وباختصار شديد. هكذا عرفه بصورة كاريكاتورية بعض المؤلفين.

وتساءل البعض الآخر: هل نمتلك بعد كل هذا، أي بعد معرفة ماهية هذا النظام وفلسفته كطريقة ونمط للحياة، روح الماكروبيوتيك؟

في الواقع، إن الماكروبيوتيك، هو نظام تغذوي يتخطى إطار وحدود الصحن اليومي أي الوجبة الغذائية، نحو اتجاهات أرحب وأوسع.

المقصود بالأمر، إن الماكروبيوتيك، يعني التمتع بحالة روحية وبرغبة البحث عن حياة أفضل ومنفتحة وأجمل ومتوازنة مقارنة بالبيئة الخارجية المحيطة بنا.

وكما أسلفنا في بداية الكتاب، فإن ماكروبيوتيك مشتقة من كلمتين:

ماكرو أي كبير وبيوتيك أي حياة. وبالتالي، الماكروبيوتيك يعني العيش أو الحياة بشمولية وفي إطار أكبر وأرحب. كيف نحصل على ذلك؟

الجواب واضح وبسيط:

من خلال تناول الأطعمة المعروضة على الطبق اليومي لنظام الماكروبيوتيك ومن خلال القيام بالحركات والتمارين الرياضية (الفيزيائية).

من جهة المطبخ، تعرف الماكروبيوتيك على الإنسان المتناول لكل شيء، فشده وجذبه نحو “النباتية”، أي نحو تناول النباتات.

التشخيص المرتكز على تركيب الكائن البشري يشير إلى أن لدى الإنسان معيا طويلا جدا، أي قليل التوافق مع امتصاص اللحوم التي تفسد بسرعة. بينما يمتلك المقتات باللحوم معيا أقصر بكثير، كما يؤكد المعالج الطبيعي ومسؤول مركز الماكروبيوتيك في جنيف بسويسرا، السيد “فرانسوا جيزيل”.

كما يؤكد أيضا بأنه فيما يتعلق بأسنان الشخص المعني، تكمن مهامها ووظائفها بما يلي:

–   بواسطة الأنياب الأربعة يتم تمزيق الأطعمة.
–   بواسطة القواطع الثمانية لقرش وقضم المآكل.
–   بواسطة الأضراس الطواحن العشرين يتم جرش وهرس ومضغ الأكل.

لذلك، يجب أن تتكون وجبة الطعام، بشكل رئيسي، من الحبوب، وبمعدل الربع من الأطعمة النباتية، واللحم أو السمك بمقدار ثمن الوجبة.

إذا، الماكروبيوتيك، هو بمثابة فن المزج الدقيق العلمي أي بكل تبصر ومعرفة للغذاء.

من هنا، يشير “فرانسوا جيزيل”، أنه انطلاقا من الفكرة القائلة بأن للأطعمة طاقة خاصة بها، وبأنها تنقلها إلينا خلال تناول الأكل، يبقى الهم الأساسي، معرفة وكيفية تأمين توازن هذه الطاقة.

لبعض الأطعمة تأثير ممدد أو موسع داخل الجسم، بينما البعض الآخر يمتلك تأثيرا قابضا ومضيقا.

هكذا، يتمثل الاتجاهان الحاسمان للماكروبيوتيك: “يين” و”يانغ”. كيف ندرك ونعرف إلى أية فئة تنتمي النباتات؟

يكفي النظر كيف تنمو هذه النباتات. مثلا: الجزرة التي تنزل جذورها وتنغرس في الأرض، تتلقى وتستقبل طاقة جابذة (مندفعة نحو المركز) كبيرة، إذا هي بالتالي “يانغ”.

بينما ضلع السلق (نبات عشبي بقلي من فصيلة السرمقيات وهو يؤكل)، بأوراقه الطويلة التي تنمو وتنبت باتجاه السماء، تكون أكثر توسعية وتمددا، أي “يين”.

الكل يكمن إذا، بتزاوج “يين” و”يانغ” لإيجاد التوازن في الوسط (في المركز) وتفادي الأطراف، مهما كانت، فيزيائية، نفسية أو انفعالية.

يجب اتباع تناسق وتناغم الفصول، فلا فائدة من تناول الفاكهة الدخيلة (الغريبة) في عز الشتاء. الأفضل، أكل تفاحة من الحديقة أو قضم العنب الجاف.

الفواكه الدخيلة تؤمن توازننا مع البيئة الأكثر سخونة وحرارة، التي ليست بيئتنا. فهي تبردنا وتجعلنا أكثر عطبا في البيئة الباردة.

إن “ثورة” الطبق الغذائي، تؤدي إلى ثورة الجسد، فبواسطة طرق ووسائل بسيطة وسهلة، مثل تمارين “دو – إن” (Do-in) أي الشهيق والزفير، “الشياتسو” و”اليوغا”، نستطيع تحقيق تلك الثورة.

إذا غصنا في عمق أفكار الماكروبيوتيك، وجدناها تهدف فقط لا غير إلى:

وضع الإنسان جيدا في بيئته بين الأرض والسماء، من أجل التمتع بحياة أفضل، هانئة، وأطول أجلا وأكثر نشاطا وصحة جيدة وسليمة.

أسئلة وأجوبة حول الماكروبيوتيك

ماذا تعني كلمة “ماكروبيوتيك”؟

أصل كلمة “ماكروبيوتيك” يعود إلى:

ماكرو: يعني كبير أو شامل.

بيوتيك: يعني حياة.

إن الحياة الكبيرة أو الشاملة هي حياة مليئة على الأصعدة الجسمية (الفيزيائية) والعقلية والروحية.

نلخص الماكروبيوتيك ببعض الكلمات:

1 – الحرية الشخصية.
2 – الاختيار الشخصي.
3 – المعرفة الكونية الشاملة.

لماذا الماكروبيوتيك؟

نحن بحاجة للماكروبيوتيك لتنمية وتقدم الصحة والسلام في العالم. الماكروبيوتيك فن حقيقي وواقعي للعيش يشمل في تطبيقاته العملية، إدراك وفهم واحترام القوانين الكونية الشاملة المختصرة والموجزة في “المبدأ الوحيد لنظام الكون”.

الماكروبيوتيك تحمي وتحافظ وتحترم جميع المظاهر والأشكال المختلفة للحياة البشرية.

كيف ننظر إلى الماكروبيوتيك في حياتنا اليومية؟

من خلال تطبيق وتنفيذ ودراسة القوانين الطبيعية “لنظام الكون” الموضوعة والمبرهنة من قبل “جورج أوشاوا”.

هل هو نظام “ريجيم”؟

لا، إنما هو فن الحياة المعتمد على قواعد غذائية.

أهو نظام نباتي؟

لا يوجد نظام ماكروبيوتيكي، إنما توجد فقط قواعد غذائية لا توحي بأطعمة نباتية أكثر من الحيوانية، بينما تدعو إلى توفير وتأمين توازن طاقوي بين مختلف مجموعات الأطعمة.

ما هو المبدأ العلمي الذي يرتكز إليه؟

الماكروبيوتيك هو التطبيق العملي بالممارسة للمبدأ الوحيد الميتافيزيائي (الفلسفي المجرد): الجدلية الشاملة الكونية (الديالكتيك)، التي تعني التفاعل الديناميكي (الحركي) بين قوة “يين” وقوة “يانغ”، حيث إن وجه وظهر كل الأشياء متبادلة التأثير والتجاذب (الانجذاب) المتبادل، مثل النهار والليل.

هل الماكروبيوتيك ديانة؟

الماكروبيوتيك هو الطريق الروحية نحو وعي أعلى وأكبر.

هل هو بدعة أو طائفة أو ملة؟

لا، على العكس، الماكروبيوتيك طريقة في التغذية، شخصية وحرة الاختيار من قبل صاحبها (مختارة بحرية).

أهو اعتقاد أم إيمان؟

لا، إنها بمثابة وعي.

هل الماكروبيوتيك خطرة على الصحة؟

النظرية بدون ممارسة غير مفيدة، لكن التطبيق بدون نظرية خطير، لكن خطره أقل من الأمراض الجينية التي يعالجها الطب العوارضي العلمي.

هل الماكروبيوتيك طوباوية، خيالية ومثالية؟

نعم، لكنها في الوقت عينه، هي واقعية، قابلة للتحقق والتنفيذ والبرهنة والتدقيق في سياق حياتنا.

هل يؤدي اتباع الماكروبيوتيك إلى عدد من النواقص في المواد الغذائية للجسم؟

يمكن أن يحصل عند الذين لا يتناولون الخضار والسيريال والطحالب.

هل صحيح أن الغذاء الماكروبيوتيكي فقير بالفيتامين B12؟

إن التأكيد المعروف بأن اللحم هو المصدر الوحيد لهذا الفيتامين هو اعتقاد خاطئ. فحاجة الجسم من الفيتامين B12 هي: 1 ميكروغرام (أي واحد من المليون من الغرام).

كبد البقرة هو الأغنى بهذا الفيتامين، باحتوائه على 10 – 20 ملغ في كل 100غ من الكبد وهذا أمر صحيح وحقيقي.

الطحالب “نوري” تحتوي على 13 – 29 ميكروغرام/100غ.

كذلك تحتوي على هذا الفيتامين بذرة القمح المزروعة، الطحين الطازج الكامل، كل المنتوجات السكرية – المتخمرة: “ميزو”، “تاماري”، “ناتو”، شكروت (كرنب مملح ومخلل)، إلخ، البيض، سمك السومون، الطحالب “هيزيكيس”.

أثبتت البيوكيمياء (الكيمياء الحيوية) أن جسم الإنسان ينتج ويصنع الفيتامين B12 في الأمعاء بواسطة البكتيريا اللاكتية النباتية).

لكن، نشير إلى أن تناول الأطعمة مثل الأعضاء الحيوانية الغنية بهذا الفيتامين، أخطر بكثير من اعتماد نظام غذائي فقير بهذا الفيتامين.

ما هو تعريف “الصحة” من وجهة نظر الماكروبيوتيك؟

الصحة تعني حسب “الماكروبيوتيك”:

1 – أن لا تكون أبدا متعبا:

أن تملك قدرة على التكيف بشكل يمكنك من الإجابة على كل ظرف أو حدث مستجد وغير متوقع، بروح إيجابية والنظر إلى ذلك الأمر كمغامرة منتظرة من الحياة والتصميم على حلها مهما كانت المصاعب.

2 – أن تكون لديك شهية جيدة إلى الطعام:

الشهية ضرورية والشهية هي الصحة. الشهية مطلوبة للغذاء، للوعي، للنشاط وللتجارب والتمارين، للجنس.

إن الحاجة الماسة إلى الصحة، الحرية، السعادة، الهناء، الحب لأجلك ولأجل الآخرين من حولك، هي علامات الصحة التي لا يمكن مقاربتها أبدا بالمآخذ عليها، أما التكيف والنعومة واللطافة فهي علامات الصحة الظاهرة جدا.

3 – أن تكون دائما سعيدا ومتمتعا بمزاج حسن.

4 – أن تكون نشيطا، سريعا ومنظما:

يعني أن تعيش حياة نشيطة وخصبة وأن تقبل تحديات الوجود. فالحيوية والعفوية هما تعبيران عن الحرية.

5 – أن يكون لديك ذاكرة قوية:

الذاكرة تنمو مع العمر.

6 – أن تعرف اتجاه العدالة:

وهي الاسم الآخر “لنظام الكون”. يجب أن تثق بهذه العدالة المطلقة. ولا يجب أن يراودك الشك في ذلك. حقق جميع أحلامك وأنت تضحك وتمرح.

هل الماكروبيوتيك غير منطقية وغير معقولة من الناحية الاقتصادية؟

نعم لعولمة الغذاء الزراعي.
نعم لطب الربح ورديفه الصيدلاني.
لا لخير وصحة البشر.
أي أن العكس صحيح.