هو من نوع الخضار الخيمية (Umbelliferous vegetables)، وتسمى هكذا لأن أوراق هذه الخضار تشبه إلى حدّ ما الخيمة أو المظلة التي تظلّل ما تحتها، ومن هذه المجموعة الجزر والشمّار وكذلك البقدونس والكزبرة.
والكرفس ليس فقط إضافة لذيذة للأكلات الشعبية بل إنّ فيه مركبّات كيميائية ذات قدرة كبيرة على تخفيض ضغط الدم الشرياني المرتفع وهذا ما يؤيّد استعمال الكرفس لعقود من الزمن في القارة الآسيوية كوصفة شعبية فعّالة لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
هذا مضافا إلى أنّه مصدر مهم للألياف والأملاح المعدنية والفيتامينات الأساسية لسلامة الجسم وتقوية مناعته.
وليس غريبا أن الكرفس يستعمل كصنف رئيسي مضافا إلى الجزر في أنواع مختلفة من الحساء واليخنة في منطقة دول حوض البحر المتوسط، هذه المنطقة التي تتميّز بغذائها المثالي الصحي مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى في العالم.
يمتاز الكرفس برائحته القوية المميّزة، وهو لهذا يعتبر ركنا أساسيا في بعض الأطباق المتوسطية كحساء (minestrone) الإيطالي حث يترافق مع الجزر في هذه الوصفة اللذيذة كما في وصفات أخرى كالوصفة الفرنسية المعروفة «الكرفس والجزر على الطريقة البروفانسية»، وفيها يطبخ الكرفس والجزر ببطء معا في قدر مغطاة بالكامل، وهذه هي الطريقة المثلى لطبخ الكرفس مع الاحتفاظ بخواصه كاملة.
فوائد الكرفس
• لتخفيض ضغط الدم الشرياني
• لمحاربة الأورام السرطانية
• منوّم ومهدّئ للأعصاب
• مضاد للباكتيريا والفطريات
المركّبات الدوائية الفعّالة
Volatile oils
Flovonoids
Limonene
Quercetin
Beta-selinene
Chlorogenic acid
3-butyl phthalide
Acetylenics
Potassium
Quercetin
Calcium
مكوّنات الكرفس
يحتوي الكرفس على الزيوت الطيارة (Volatile oils) وأهمها الليمونين (Limonene) والبيتا – سيلينين (beta-selinene) ومجموعة الفتاليدات (phthalides) ومنها 3 – بيوتيل فتاليد (3-butyl phthalide)، وهو المركب الفعّال والمؤثر في خفض ضغط الدم الشرياني. ويحتوي الكرفس أيضا على الفلافونوئيدات (Flavonoids) أو الحوامض الفينولية (phynolic acids) وأهمها الكيرسيتين (quercetin).
وقد اشتهرت هذه المركّبات الفينولية بقدرتها الكبيرة على محاربة أمراض القلب والشرايين وكذلك مرض السرطان. ومما يحويه الكرفس أيضا الكلوروجنيك أسيد (chlorogenic acid) ومركبات الأسيتيلينيك (Acetylenics) المضادة للسرطان.
هذا غيض من فيض من المركبات الكيميائية الدوائية الموجودة في الكرفس، وهو مضافا لما يحتويه من فيتامينات ومعادن أساسية كالبوتاسيوم (320 ملغ في الحصة أي ما يوازي ثلاثة عيدان كرفس) والكالسيوم، هو واحد من أهم الأدوية الطبيعية النافعة في محاربة أمراض القلب والشرايين والسرطان على أنواعه.
الكرفس: مخفّض لضغط الدم الشرياني
يحتوي الكرفس على مادة كيميائية (phytochemical) ذات قدرة فاعلة في تخفيض ضغط الدم الشرياني المرتفع. هذه المادة المعروفة ب 3 – بيوتيل فتاليد (3-butyl phthalide) هي واحدة من مجموعة الفتاليدات (phthalides) الموجودة في أوراق، بذور وجذور الكرفس بوفرة.
أظهرت دراسة أجريت في جامعة شيكاغو تم فيها حقن الحيوانات المخبرية بمادة 3 – بيوتيل فتاليد (3-butyl phthalide) انخفاضا ملحوظا في مستوى ضغط الدم الشرياني بنسبة تقارب 14% أقل، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من إجراء الاختبار.
وتعمل مادة الفتاليد هذه على انبساط العضلات الموجودة في جدران العروق ما يؤدي إلى انبساط هذه العروق وبالتالي خفض ضغط الدم الجاري فيها. كما أنها تتسبب في تخفيض نسبة هرمونات الكرب (Stress hormones) المسمّاة كاتكولامين (catcholamines) في الدم وهذا بحد ذاته يؤدي إلى خفض ضغط الدم الشرياني ومعروف ما لهذه الهرمونات من تأثيرات رافعة لضغط الدم الشرياني وذلك بسبب آثارها القابضة لجدران الشرايين.
فإذا كنت – عزيزي القارئ – تشكو من ارتفاع في ضغط الدم الشرياني، ما عليك إلا أن تتسلى بقرمشة 4 إلى 5 عيدان من الكرفس يوميا لمدة أسبوع واحد فقط ومن ثم ترتاح لمدة 3 أسابيع تكرّر بعدها هذه العملية، فإن هذا كفيل بأن يخفّض ضغط الدم لديك. ولا يجوز بأي حال من الأحوال الإكثار من تناول الكرفس دونما حساب، لأن الكرفس يحتوي على نسبة عالية من السديم (الملح) الكفيل وحده برفع ضغط الدم الشرياني في حال الإفراط في تناوله.
وفي المقابل فإن الكرفس هو من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم (Potassium) المخفّض لضغط الدم الشرياني والحامي الأول للقلب والعروق، لذلك ينصح دوما بالاستفادة من الكرفس نيئا أو مطبوخا من حين إلى آخر للإفادة من خواصه الشافية.
الكرفس العيدان المحاربة للسرطان
هل تعرف عزيزي القارئ أن التسلي بتناول عيدان الكرفس يمكن أن يبعد عنك شبح الأمراض السرطانية الخطيرة؟ فالكرفس يحتوي على عدد من المركبات الكيميائية النافعة في محاربة السرطان ومنعه من التمدّد والانتشار.
من أهم هذه المواد المحاربة للسرطان المركّبات الفينولية (phenolic compounds) التي تمنع عمل البروستاغلاندينات (prostaglandin) الشبيهة نوعا ما بالهرمونات، ويظنّ أن بعض أنواعها له دور في تحفيز نمو الخلايا السرطانية..
كما يحتوي الكرفس أيضا على مركّبات الأسيتيلينيك (acetylenics) والكلوروجنيك أسيد (chlorogenic acid) وكلاهما له دور فاعل في وقف نمو الخلايا السرطانية.
هذا بالنسبة للمركّبات الكيميائية (phytochemicals) الموجودة في الكرفس وقد أظهرت الدراسات دورها البارز في الوقاية من الإصابة بالسرطان. إلا أن الكرفس يحتوي أيضا كما بقية الخضار على عنصر البوتاسيوم (potassium)، هذا العنصر الذي كان غذاء أجدادنا الأوائل أغنى به مقارنة بغذائنا اليوم، ولعلّ هذا ما يفسر سبب زيادة أمراض خطيرة كالسرطان وأمراض القلب والشرايين في أيامنا هذه، وقد يكون هذا سبب سلامة أجسام جدودنا مقارنة بأجسامنا الضعيفة الواهنة.
الكرفس: منوّم ومهدئ للأعصاب
في التجارب التي أجريت على الحيوانات تبيّن أن للكرفس تأثيرا منوّما (Sedative) ومهدئا للأعصاب، وهذا ليس غريبا أبدا فالكرفس كان يستعمل بشكل تقليدي لمكافحة التعب والإرهاق ولتهدئة النفوس المضطربة والقلقة (prophylactic for nervous agitation).
كما ثبت أيضا أن له تأثيرات مضادة للتشنّجات العصبية (anticonvulsive effect) عند تجربته على الحيوانات في المختبر. ويستفاد من بذور الكرفس على نطاق واسع وهو موجود في الصيدليات كدواء منوّم ومهدئ.
من هنا، يمكنك أن تستفيد من هذه الخواص المنوّمة والمهدّئة للأعصاب للكرفس. فإذا كنت تشكو من عدم القدرة على النوم أو ترى أن أعصابك تعبة نوعا ما وتعاني من قلق واضطراب دائمين، ما عليك إلا أن تكثر الاستفادة من الكرفس وتجعله من الخضار الضرورية في المطبخ. كما يمكنك أن تستفيد من بذور الكرفس كتوابل لتنكيه الطعام، وبهذا تحسّن من قدرتك على النوم بسهولة أكبر وتهدّئ أعصابك المضطربة من دون اللجوء للحبوب المنوّمة والمهدئة للأعصاب مع ما تخلّفه من إدمان لدى المستفيدين منها وهم كثر في أيامنا هذه..
الكرفس: مضاد للباكتيريا والفطريات
لقد بيّنت الأبحاث أن الزيت الأساسي (essential oil) الموجود في الكرفس له القدرة على إضعاف الباكتيريا والفطريات ومنع تكاثرها إلى حدّ كبير.
هذا الزيت الأساسي موجود في عيدان الكرفس كما هو موجود في بذور الكرفس التي تستعمل كتوابل منكّهة للطعام. من هنا، ينصح بالاستفادة من خواص الكرفس المضادة للباكتيريا وللفطريات كلّما دعت الحاجة لذلك أو حتى بشكل دائم كمطهر عام للجهاز الهضمي وللجسم عموما.
ومن الوصفات التقليدية المتّبعة في الطب الشعبي في بعض الدول الاستفادة من الكرفس كدواء مهدئ للسعال. ولعله السبب في أن يلجأ غالبية الناس في أيام البرد لتناول الشوربات المستفاد من الكرفس والثوم وأيضا الفلفل الحر فيها بكثرة، وذلك لما يحصّلونه من راحة وتحسّن سريع لحالتهم التي قد تكون صعبة ومؤلمة في أحيان كثيرة.
كيف تحصل على أفضل النتائج؟
● كل الكرفس نيئا أو مطبوخا
من الممكن دائما أن تنتفع من الكرفس نيئا كان أو مطبوخا، فهو على خلاف عدد كبير من المصادر الغذائية التي تخسر الكثير من خواصها الغذائية إذا ما طبخت، فإن الكرفس يحتفظ بأغلب المركّبات الموجودة بداخله بحالة جيدة أثناء الطبخ لذلك يمكن الاستفادة منه في كلا الحالتين.
● استفد من الأوراق أيضا
من المتعارف عليه أن يستفاد من عيدان الكرفس في المطبخ وأن ترمى الأوراق الخضراء في القمامة، في حين أن هذه الأوراق هي الأغنى بالبوتاسيوم والكالسيوم والفيتامينات مقارنة بعيدان الكرفس التي هي أيضا غنية ومفيدة.
لذلك ينصح بالاستفادة من هذه الأوراق أيضا في الطبخ على أن تضاف قبل انتهاء مدة الطهي بدقائق قليلة.. وبهذه الطريقة تكون الوصفة أنفع و.. ألذّ..
● نكّه طعامك ببذور الكرفس
يمكنك، عزيزي القارئ، بل ينصح دائما باستعمال بذور الكرفس المتوفّرة بشكل توابل في أماكن بيع البهارات أو في المتاجر الكبرى لأجل تنكيه الطعام والأهم للاستفادة من فوائد الكرفس وخواصّه العلاجية الطبّية كتخفيض ضغط الدم الشرياني ومحاربة مرض السرطان وكذلك لتطهير الجهاز الهضمي من الميكروبات والفطريات الضارة.
ملاحظة: هل أكلت الكرفس أو لامست الكرفس ثم لاحظت وجود بقع حمراء على جلدك أو أن بشرتك صارت حسّاسة أكثر بعد التعرّض للشمس؟
إذا كان الجواب «نعم»، فإن سبب ذلك هو احتواء الكرفس على مادة البسورالين psoralen. هذه المادة التي تولّدها النبتة لتحمي نفسها من الفطريات المهاجمة، هي نفسها التي تزيد من حساسية الجلد في الشمس، ويمكن التخلص من آثارها بغسل الكرفس جيدا للتخلص من الفطريات العالقة بالنبتة.