التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

استمرار استيقاظ الطفل أثناء الليل في الشهر السادس

استشارة طبية: “مازالت طفلتي تستيقظ مرتين ليلا ولاتعود للنوم بدون رضاعة. فهل سنتمكن من الحصول على أي قدر من النوم؟”.

سوف تستمر طفلتك فى الاستيقاظ عدة مرات ليلا بقية حياتها كما نفعل جميعا. ولكن إلى أن تتعلم كيف تخلد للنوم وحدها، فلن تستطيعي أنت أو هي الاستمتاع بنوم ليلي جيد.

إن مساعدتك على العودة إلى النوم. سواء من خلال تقديم الثدي لها، أو زجاجة إرضاع، أو مصاصة، أو بالهزهزة أو التربيت، أو التدليك، أو الغناء، أو شرائط النوم – لن يؤدي سوى إلى تأجيل تعلمها كيفية القيام بذلك بنفسها، وسوف تأتي هذه اللحظة حين ترين أنه لم يعد من المفيد أو من الممكن بالنسبة لك أن تكوني رجل الرمال الذي يوقع النعاس في عينيها حسبما تقول الأسطورة. وإذا وصلت إلى هذه اللحظة الآن، لن تحصلي على مزيد من النوم فحسب، بل سوف تحصل هي أيضا على نوم أكثر.

قبل أن تبدئي، سوف تحتاجين لإلقاء نظرة عن كثب على عادات النوم الخاصة بطفلك، ومن ضمنها ما إذا كانت تغفو لفترة أطول من اللازم أثناء النهار، هناك خطوة أولى أخرى مهمة وهي فطام طفلتك من جميع رضعات منتصف الليل. فإذا كانت طفلتك تنام على الثدي أو زجاجة الإرضاع، حاولي تأسيس روتين لفترة ما قبل النوم يضع وجبة فترة النوم قبل الحمام والطقوس الأخرى، وبهذه الطريقة، سوف تستطيعين وضعها في سريرها مستيقظة، مما سوف يساعدها على بدء عملية تعلم الاستسلام للنوم بمفردها.

بعد ذلك سوف تحتاجين لتحديد الأسلوب الذي سترغبين في اتباعه لوضع طفلتك على الطريق نحو الاستقلال في النوم ولكن ضعي في اعتبارك أن اتباع نفس الأسلوب لن يجدي مع كل أم وكل طفل. لذا اقرئي عنها جميعاً قبل تحديد الأسلوب الذي سيؤدي إلى نوم أفضل لعائلتك حينئذ عليك الاحتفاظ بمرونتك، فإذا لم ينجح الأسلوب الذي وقع اختيارك عليه بالنسبة لك ولعائلتك (ولكن بعد أن تكوني منحته محاولة جادة)، سوف تحتاجين للانتقال إلى الخطة التالية.

تصنّع البرود

إن ترك الطفل يصرخ، يجدي بشكل شبه دائم بالنسبة للآباء والأمهات اليائسين والعازمين على نيل هذا النوم الليلي الجيد في أقرب وقت، وعلى الرغم من توصية البعض بالاستفادة من هذه الطريقة من الشهر الثالث، فإن من الأفضل الانتظار حتى يقترب الطفل من الشهر السادس. فعند هذه السن، يكف معظم الأطفال عن الحاجة لتغذية منتصف الليل – ما لم يكونوا قد ولدوا مبكراً ولا يزالون يرضعون، وبينما يعمد الرضيع الأصغر سنا إلى البكاء لنقل احتياجاته الأساسية للآخرين، فإن الأطفال الأكبر سنا يصبحون أكثر خبرة وتطورا في دوافعهم فما دام البكاء يسفر عن حملهم وهزهزتهم وإرضاعهم، سوف يستمرون فيه، أما حين يجدون أنه لم يعد مجديا، فسوف يقلع معظمهم عن نوبات البكاء الليلي خلال ثلاث أو أربع ليال في الغالب.(انظري أدناه للتعرف على طرق لتسهيل التكيف على البكاء وتحمله).

أما إذا كنت معارضة لهذا الأسلوب من الناحية الفلسفية، فلا تعمدي إلى تجربته. فاسلوب التربية الذي يسير ضد الغرائز الأبوية نادرا ما ينجح. بدلا من ذلك، زودي طفلتك بحافز يشجعها على العودة إلى النوم مثل موسيقى تحث على النوم، أو مصاصة أو رضعة. أو أي شيء آخر تختارينه. طالما كان ذلك ضرورياً أو انتقلي إلى الخطة التالية :

الانسحاب التدريجي

إذا كنت لا تشعرين بالارتياح مع أساليب خطة تصنع البرود، هناك طرق “تكيفية” أخرى تعمل بنفس الطريقة إلى حد كبير ولكنها تتبع لك ولطفلك التحرك بمزيد من البطء، وإليك عينة من بضعة أساليب مختلفة لذلك :

• أسلوب فيربر

ويعمل على النحو التالي: في الليلة الأولى ضعي طفلتك في سريرها مستيقظة واربتي عليها برقة وهمهمي لها قائلة : ” طابت ليلتك. أحبك”، ثم اتركي الحجرة. لا تبقى معها فترة تكفي لتستسلم للنوم، ولا ترفعيها من فراشها فإذا ما بدأت في البكاء، وهو ما سوف تفعله بالتأكيد، اتركيها تبكي لمدة خمس دقائق، ثم عودي إليها واربتي عليها وبثي الطمأنينة داخلها مرة أخرى. (وإذا كانت الأم مشغولة بالرضاعة، فقد يكون من الأفضل أن يتولى الأب مهمة التهدئة).

كرري ذلك طالما ظلت تبكي، مع تمديد الفترات التي تتركينها فيها بمفردها بمقدار خمس دقائق أو نحو ذلك في كل مرة إلى أن تخلد للنوم، احرصي على تمديد الفترات التي تقضيها بمفردها بضع دقائق أكثر كل ليلة.

سوف يكون تحمل البكاء أسهل بعض الشيء إذا حجبت بعضاً منه، جربي سدادات الأذن، أو الضوضاء البيضاء الصادرة عن طنين المروحة، أو تشغيل موسيقى خلفية، أو تشغيل التلفاز أو المذياع بصوت منخفض، أو أي شئ آخر يمكن أن يخفف من حدة البكاء، دون أن يحجبه تماما.

وإذا كان لديك نظام اتصال داخلي بغرفة الطفلة، اخفضي الصوت حتى لا يكون ملء السمع. ولكن إذا تغير بكاء طفلتك في أي وقت، تفحصي الأمر للتأكد من أنها لم توقف نفسها و أصبحت معتلية سور السرير وغير قادرة على النزول مرة أخرى أو تعرضت لأي مشكلة من نوع آخر، فإذا كانت في مشكلة بالفعل، حاول تهدئتها مرة أخرى، وامنحيها تربيتة حانية وبعض الكلمات الرقيقة ثم اتركيها.

وتتضاءل فترة البكاء الليلي بشكل عام على مدى ثلاث ليال. وفيما بين الليلة الرابعة والسادسة. إذا كنت محظوظة، وسوف يكون هذا هو الحال بالنسبة لمعظم الآباء والأمهات. فقد لا تسمعين سوى قليل من التهيج أو بكاء لبضع دقائق (لا تذهبي إليها إذا حدث ذلك).

هناك تنويع آخر على نفس المفهوم يجدي بشكل أفضل مع الرضع الأكبر سنا ويوفر مزيدا من الراحة لبعض الآباء والأمهات وهو تهدئة طفلتك وبث الطمأنينة داخلها من كرسي خلف سريرها إلى أن تستسلم للنوم كل ليلة (مرة أخرى، بدون رفعها منه). حركي الكرسي المسافة أبعد قليلا كل ليلة إلى أن تصلي إلى مدخل الغرفة، وفي النهاية أخرجيه من باب الغرفة. وهي النقطة التي يجب أن تتمكن عندها طفلتك من النوم وحدها بدون وجودك. ولكن ضعي في اعتبارك أن بعض الأطفال لن يغيب آباؤهم وأمهاتهم عن عقولهم مالم يكونوا بعيدا عن أنظارهم ؛ وفي هذه الحالة لن يفلح هذا الأسلوب بالتأكيد.

• برنامج المنظم

هناك برنامج يسمى ” المنظم ” قد يفلح مثل أسلوب ” فيربر” وإن كان قد يعمل بشكل أبطأ قليلا، ويسمح لك بتجاوز نوبات البكاء الطويلة المحتملة. احتفظي بمفكرة لنوبات الاستيقاظ الليلية لطفلتك لمدة أسبوع حتى يكون لديك فكرة عن الأوقات المعتادة التي تستيقظ فيها، بعد ذلك اضبطي المنبه قبل أول صيحة تتوقعينها من جانبها بنصف ساعة. وحين يدق المنبه، انهضي وأوقظي طفلتك وامضي فيما تفعلينه غالبا حين يكون الاستيقاظ تلقائيا (التغيير، الرضاعة، الهزهزة، أو أي شيء كان).

ترقبي كل نوبة استيقاظ بنفس الطريقة وبالتدريج مددي الفترة بين نوبات الاستيقاظ المنظمة تلك ثم ابدئي في التخلص منها وفي غضون بضعة أسابيع لا بد أن تستطيعي البدء في إلغائها تدريجيا بشكل كلي حسبما يقول مؤيدو هذا البرنامج.

• عدم ترك طفلتك حتى تصاب بإرهاق بالغ

تشمل طريقة تعزيز إيقاعات النوم عدم ترك طفلتك حتى تصاب بإرهاق بالغ. فالإرهاق هو أصل جميع مشكلات النوم طبقا لما تمليه هذه الفكرة. فإذا كنت تترقبين نعاس طفلتك الطبيعي (سواء في وقت الغفوة النهارية أو في وقت النوم الليلي) ووضعتها للنوم وفقا لذلك (في سريرها. وليس في عربة الدفع)، سوف تنام طفلتك بسهولة (لأنها ستكون مرهقه ولكن ليس بشكل مبالغ)، وسوف تنام جيدا. فالنوم يجلب النوم، ومادمت لا توقظين طفلتك النائمة (التي تتجاوز الأربعة أشهر) أبدا، حتى أثناء فترة الغفوة النهارية، فسوف تنام طفلتك جيدا أثناء الليل. وإذا كانت هناك نوبات استيقاظ ليلية، فاستجيبي لطفلتك سريعا حتى تبثي الطمأنينة داخلها ولكن دعيها تخلد للنوم بمفردها.

• افطمي طفلتك من كل الوسائل المساعدة على النوم خلال وقت النوم الليلي حتى لا تكون نوبات استيقاظ منتصف الليل صعبة بالنسبة لها. ينادي هذا الأسلوب (والذي يطلق عليه ” النسخة الأكثر لطفا ورقة من أسلوب ” فيربر”) بمساعدة الطفلة على مقاومة تلك العادات المساعدة للأمهات (زجاجة الإرضاع، الثدي، الهزهزة لمدة عشرين دقيقة) والتي كانت تساعدها على النوم حتى الآن، فبينما يتمكن بعض الرضع من الانجراف للنوم عند أخذ زجاجة الإرضاع أو الثدي أو في ذراعي الأم أو الأب في وقت الغفوة النهارية ووقت النوم الليلي ولايزالوا يتمكنون من العودة إلى النوم بدون هذه الوسائل في منتصف الليل، يفشل آخرون في ذلك.

فإذا كانت طفلتك من هذه النوعية، سوف تضطرين لتغيير الأساليب المتبعة في النوم قدمي لها الرضعات قبل غفوة متعمدة أو قبل وقت النوم ليلا، وحين يبدو عليها النعاس، ضعيها في سريرها وهي في حالة خمول ولكن مستيقظة – بعد روتين مريح لوقت النوم. في البداية سوف يواجه معظم الأطفال مشكلة في النوم بهذه الطريقة، ولكنهم جميعا سوف ينجحون بعد إتاحة الفرصة لتعلم أساليب التهدئة الذاتية. وما دامت طفلتك تخلد للنوم بمفردها، فلا بأس من الاستجابة لها أثناء نوبات الاستيقاظ الليلي، ولكن ليس برفعها أو إرضاعها. فصوتك ووجودك إلى جانب التدليك لابد أن تطمئن طفلتك إلى درجة الهدوء، ولكن ليس إلى درجة النوم. اتركي طفلتك حتى تتمكن من النوم بمفردها، وهي مهارة سوف يكون لها فائدتها في الساعات المبكرة من الصباح.

• النوم المشترك

ألا تشعرين بحاجة لاستبعاد فكرة النوم المستقل في هذه السن المبكرة؟ هل تشعرين بنفور من فكرة ترك طفلتك تبكي، أو محاولة التلاعب بأساليب نومها الطبيعية؟ هل تفضلين التواجد مع طفلك كلما استيقظ، بدلا من الاضطرار للنهوض من فراشك بصعوبة التهدئته؟ هل تعتقدين أن السعادة (في منتصف الليل) تكمن في طفل يشع دفئا؟ إذن فقد يكون النوم المشترك هو الأصلح لك.

إن مشاركة طفلك في الفراش لا تعني التخلي عن فكرة النوم المستقل تماما (فجميع الأطفال في النهاية يتعلمون النوم بمفردهم، والبعض منهم يفعلون ذلك طواعية مع بلوغ سن الثالثة)، بل يعني مجرد إرجائها إلى أن تشعري وطفلك بالاستعداد لها. ويقول مؤيدو النوم المشترك إن الأطفال الرضع الذين ينامون مع أبويهم تتكون لديهم مشاعر إيجابية تجاه النوم (وإن كان يمكن للأطفال الذين لا يشاركون أبويهم الفراش أن تراودهم نفس هذه المشاعر أيضا). فوجود الأبوين ولمستهما ورائحتها وصوتهما يمنح الأطفال رسالة مطمئنة بأن النوم أو العودة إلى النوم بشكل عميق بعد الاستيقاظ من نوم خفيف شيء آمن وعندما يحين وقت الانتقال إلى فراشهم الخاص، لا يخافون النوم أو الظلام (وإن كان بعضهم يواجه صعوبة في فطام أنفسهم من الصحبة).

كذلك يعمل النوم المشترك الذي يعتبر جزءا من فلسفة التربية التي تعتمد على الارتباط بالطفل، على تشجيع الرضاعة الطبيعية الليلية طالما استمر الطفل في طلبها. مما يمكن أن يكون له أثره الجيد في مرحلة المشي أو حتى في سنوات ما قبل المدرسة. (ولكن ضعي في اعتبارك أن استمرار الرضاعة الليلية يمكن أن يسهم في نخر الأسنان بمجرد ظهورها). من المهم أيضاً – من أجل انسجام الأسرة – أن يكون الأبوان متفقين على فكرة النوم المشترك ؛ وإلا فمن الممكن أن يفسد الطفل العلاقة بينكما دون مبالغة.

نقاط يجب وضعها في الاعتبار

أيا كان الأسلوب الذي تختارينه لتنويم طفلتك خلال الليل، تذكري أنها جميعا تشترك في قاعدتين في غاية الأهمية : الثبات على الأسلوب الذي تختارينه ومنحه فرص ليعمل ويؤتى جدواه. فإذا لم تتمسكي به لفترة تكفي لترى فارقاً، فلن تعرفي أبدا ما إذا كان الفشل يكمن في الأسلوب ذاته أو في متابعتك لسيره. طبقي كلا من هذه الأساليب بإخلاص لأسبوعين كاملين قبل أن تتخلي عنه.

ولكن إذا تحولت من أسلوب إلى أسلوب أو فرضت أسلوباً من اختيارك بين آن وآخر فقط، فلن يؤدي ارتباك وحيرة طفلتك إلا التعقيد مشكلاتها مع النوم.

هناك نقطة أخرى يجب وضعها في الاعتبار مع قرب حلول الليل : حتى إذا كنت تعارضين مسألة ترك طفلتك لتبكي حتى تنام من تلقاء نفسها، فلا يجب أن تعتادي القفز إلى جانبها عند أول أنين يصدر منها، إذ إن ذلك قد يؤدي إلى إيقاظها بالفعل، فالأطفال عادة ما يبكون أثناء النوم الخفيف و أحيانا ما يعاودون النوم بشكل عميق دون أي مساعدة، أو يستيقظون البرهة قبل تهدئة أنفسهم مرة أخرى بمفردهم وبعض الأطفال دائما ما يبكون لبضع دقائق معدودة قبل الخلود للنوم (كوسيلة للتهدئة الذاتية)، وأيضا حين يستيقظون أثناء الليل. وما لم تنطلق طفلتك في صراخ محموم، انتظري لبضع دقائق لترى ما إذا كان أنينها سيهدأ قبل التوجه إليها لتهدئتها.