هذا البرنامج مدته 10 أيام، سيطلب منك فيها أداء 10 مهام. سوف تؤدي في كل يوم مهمة تجعلك تنظر إلى نفسك وإلى حياتك وأفكارك بطريقة مختلفة. إن تبني منظور جديد يمنحك الفرصة لكي ترى ما إذا كنت تحصل على ما تريده وتحتاجه من حياتك أو لا. وعندما تكون قادراً على التفكير بوضوح، يصبح حل المشكلات مسألة أكثر سهولة، كما أنك عندما تركز على النقاط المهمة، ستصبح قادراً على اتخاذ قراراتك بسرعة أكبر.
قم بتنفيذ هذه الخطة إذن، حتى لا تفارق الابتسامة وجهك، وحتى تصبح قادراً على أن تشعر في هذه الحياة بالسعادة والرضا.
اليوم 1: ابتسم
يضحك الأطفال حوالي 400 مرة في اليوم، بينما يحاول الكبار مجرد الابتسام 15 مرة في اليوم.
من المؤسف أن شيئاً في غاية البساطة يبدو أحياناً غاية في الصعوبة. لقد تخلصنا من عادة الابتسام لأن هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي نفكر فيها، والكثير من الأشياء المهمة والجادة الأخرى والتي يصعب معها الابتسام. ولكننا إذا نظرنا إلى المسألة من ناحية أخرى، فسنجد أنه من الأفضل بكثير أن نقوم بعمل الأشياء المهمة بابتسامة. فإذا كنت تطلب من أحد فعل شيء ما، فالابتسامة تجعل المهمة تبدو أسهل وأكثر إمتاعاً بكثير. وإذا كنت تبتسم وأنت تفعل مهمة معينة، فستبدو هذه المهمة أخف بطريقة ما، وأقل إرهاقاً.
وعندما نقابل الآخرين بابتسامة ودودة وجذلة، فمن الصعب ألا يردوا على الابتسامة بابتسامة مماثلة، وهذا يجعلنا نشعر بمشاعر طيبة أيضاً. وإذا كانت الضحكة لا تفارق وجوهنا، فسيصبح كل شيء أقل صعوبة، وأقل تعقيداً.
من اليوم إذن، وهو أول يوم في برنامجك، يجب أن تفكر في ابتسامتك.
• ابتسم لجارك، وقل له “صباح الخير”، أو ألقِ عليه التحية بابتسامة عريضة.
• ألقِ التحية على أول شخص تقابله في الطريق، بابتسامة على وجهك.
• عندما تجيب على الهاتف، فاذكر رقمك أو اسمك وأنت تبتسم.
• إذا قام أحد بفتح الباب لك، فاشكره بابتسامة.
• إذا احتجت أن تقرأ أي شيء، أو أن تتصفح مستنداً، فتأكد من أن تبتسم وأنت تفعل ذلك، بدلاً من تلك النظرة الجادة الصارمة، وبهذه الطريقة ستصبح عملية القراءة أكثر إمتاعاً إلى حد كبير.
• اكتب يومياتك وأنت تبتسم. فكر في كل الأشياء الرائعة التي فعلتها، وفي الأشخاص الذين قابلتهم. ابتسم، وستجد أن مهامك اليومية العادية سوف تتحول إلى أشياء مبهجة.
والابتسام يجذب الآخرين إليك، كما أنه أمر معدٍ؛ فليس هناك شيء يجعلك تضحك أكثر من شخص يضحك. وليس هناك ما يمكن أن يجعلك تبتسم أكثر من شخص يبتسم في وجهك ابتسامة عريضة. حاول كل يوم أن تجد شيئاً يجعلك تضحك بينك وبين نفسك.
والشيء المهم الذي يجب أن تتذكره بخصوص الابتسام هو أن ابتسامتك يجب أن تكون صادقة. فإذا وقفت أمام المرآة في بداية اليوم، أو في فترة المساء، وحاولت ببساطة أن ترسم على وجهك ابتسامة، فسترى أنك ستبدو بشعاً. كما أنك ستدرك أن هذه الابتسامة تشبه تلك التي تراها على وجه البائع المجهَد، أو التي يقابلك بها شخص لا يرغب حقيقة في أن يبتسم ولكنه يشعر بأنه مضطر إلى أن يبدو على الأقل أكثر سعادة. إن الابتسامة يجب أن تكون صادقة وحقيقية، ومثل هذه الابتسامة هي ما ستجعل وجهك مشرقاً، وعينيك تلتمعان، وستجعلك تشعر بمشاعر رائعة. حاول أن تبتسم إذن في بداية اليوم، بهدف أن تذكر نفسك كم تبدو رائعاً عندما ترسم على وجهك البسمة، وعندئذ ستصبح مستعداً تماماً لليوم الذي ينتظرك.
اليوم 2: تعلم مهمة تقنية
اهتم بقراءة دليل الاستخدام الخاص بما لديك من أجهزة أو أدوات، وحاول أن تتقن التعامل معها. ابدأ بأن تختار جهازاً لم تتعلم أبداً كيفية استخدامه، أو وظيفة أو خاصية معينة في أحد الأجهزة. على سبيل المثال:
• الفيديو
• المقلاة، العصارة، الخلاط
• ذاكرة الهاتف
• غسيل الأقمشة الرقيقة والناعمة في الغسالة الأوتوماتيكية
• تخزين الأسماء على هاتفك المحمول
• إعداد خدمة الرد الآلي في هاتفك المحمول
• اختبار الزيت والماء في محرك سيارتك
• ضبط عداد الوقت في أداة تنظيم الحرارة في نظام التدفئة المركزية
• تعلم توصيل القابس
• برمجة قفل حقيبتك
وبعد أن تختار جهازاً أو أداة معينة، وتقوم بتحديد إحدى خواصه أو وظائفه التي لم تتقن أبداً التعامل معها، أو دائماً ما تعتمد على شخص آخر في أدائها، حاول ببساطة أن تتعلم كيفية أدائها بنفسك. سوف تجد في دليل الاستخدام الخاص بالجهاز شرحاً بسيطاً في خطوات متدرجة، وإذا لم تنجح من أول مرة، فخذ نفساً عميقاً، وحاول ثانية.
نصائح مهمة
تأكد من أن لديك كافة الأجزاء والمكونات الأساسية للجهاز والموصوفة في كتيب الاستخدام؛ حيث إنك ستجد صعوبة كبيرة في الحصول على أي نتائج إذا كانت هناك قطعة مهمة مفقودة أو مكسورة، وستصبح عملية التعلم غير شيقة ومزعجة بالفعل.
تأكد من أن تجد مشكلة ترغب في حلها. فإذا كنت لا تستخدم الفيديو أبداً، أو لا تحتاج أبداً إلى تشغيل الفرن بضبط عداد الوقت، فلن تجد متعة كبيرة في تعلم ذلك. وفي هذه الحالة، يمكنك أن تختار بدلاً من ذلك أن تتعلم برمجة هاتفك لتسهيل التعامل مع كل الأرقام التي تستخدمها أكثر من غيرها.
فكر كيف أن المهارة الجديدة التي ستتعلمها ستجعل حياتك أكثر سهولة وأقل تعقيداً:
• يمكنك أن تشاهد برامج أكثر؛ حيث إنك تستطيع الآن أن تقوم بتسجيل البرامج المهمة التي تعرض في وقت واحد لكي تشاهدها فيما بعد.
• يمكنك أن تؤدي المزيد من الأعمال المنزلية الروتينية في عطلة نهاية الأسبوع، وفي نفس الوقت تستمتع بحفلات الشواء مع الأهل والأصدقاء.
• يمكنك أن تتصل بأصدقائك هاتفياً، وتخبرهم بكل أخبارك، بدون الحاجة إلى البحث أولاً عن أرقامهم في دفتر الهاتف.
• لن تحتاج إلى المرور على إحدى محطات الخدمة أثناء رحلة طويلة لتزود سيارتك بالماء، والأهم من ذلك أن الوقود لن ينفد منك أبداً، وبالتالي لن تتلف محرك السيارة.
• يمكنك عندما ترجع إلى بيتك أن تجده دافئاً بشكل رائع في الشتاء.
• يمكنك أن تفتح حقيبتك بثقة واطمئنان لأنك تعرف أنها لازالت تحتفظ بمحتوياتها الأصلية.
اكتب قائمة بأشياء أخرى يمكنك القيام بها في مجال المهارات والمهام التقنية، من أجل جعل حياتك أكثر سهولة، وحدد موعداً لذلك.
اليوم 3: أفسح حيزاً في ذهنك
نحن جميعاً لدينا تلك الهواجس والظنون التي تزدحم بها عقولنا، ودائماً ما ينشغل بالنا بتلك الأفكار المضطربة: “ماذا لو”، “أتساءل”، “يجب أن”، “فقط لو”، إلخ.
ولو أننا قد استخدمنا هذا الوقت بفعالية أكبر، أي في عمل شيء تجاه ما يخيفنا ويقلقنا، بدلاً من مجرد القلق والخوف، لكنا قد أفسحنا في عقولنا مجالاً أكبر للتفكير في أشياء مفيدة، ولجعلناها تنعم بمزيد من السلام والطمأنينة.
وعندما نواجه مشكلة معينة، ويسيطر علينا الاعتقاد في أنه ليس هناك ما يمكننا فعله لحلها، فإنها تستحوذ على عقولنا، ونظل نفكر فيها مراراً وتكراراً، ونستخدم أثناء ذلك حيزاً مهماً وقيماً من عقولنا، كان من الأفضل أن نستخدمه في التفكير في شيء إيجابي وبناء.
نستطيع اليوم أن نتخلص من هذه الأفكار والهواجس، أو أن نقوم بتخزينها بحيث يمكن أن نستخدمها في الوقت الذي “نختار” فيه أن نستخدمها، بدلاً من أن تظل هذه الأفكار والهواجس تطرأ على أذهاننا، في أوقات يكون فيها هذا هو آخر ما نحتاج إليه.
الخطوة الأولى هي أن تقوم بتدوين كل الأشياء التي:
• تعتقد فعلياً أنك لا تستطيع فعل أي شيء حيالها، ولكنك ترغب في ذلك من أجل أن تطرحها بعيداً عن ذهنك.
• تفكر فيها باستمرار، وتريد أن تفعل شيئاً حيالها.
يمكنك الآن أن تبدأ في عمل التعديلات اللازمة وفي تنقية ذهنك. تناول كافة المواقف والأشخاص واحداً واحداً، واكتب لكل منهم خطاباً. تأكد من أن تغطي في خطاباتك كل النقاط والجوانب المهمة، وتأكد من أن توضح فيها بكل دقة مشاعرك تجاه الموقف. قم كذلك بتضمين أي شيء نتج عن هذا الموقف، وأي عواقب ترتبت عليه. تناول كل فكرة تتسلل إلى عقلك، وقم بتدوينها على الورق.
وأياً كان ما تقرر أن تفعله بهذه الخطابات (حفظها، أو إحراقها، أو إعادة قراءتها، أو حتى إرسالها)، فبإمكانك الآن أن تتأكد تماماً من أن كل أمورك المضطربة والمعلقة قد تم حلها وتسويتها. لقد واجهت كل أفكارك ومخاوفك، وإن لم تختفِ هذه الأفكار وتتبدد نهائياً، فقد استطعت أن تسيطر عليها، ويجب أن تشعر بالتفاؤل والإيجابية؛ لأنك قد قمت بفعل شيء حيالها.
من الآن فصاعداً، تأكد من أن “تعالج” أفكارك قبل أن تصبح مدمرة للغاية. وإذا استطعت أن تعبر عما تشعر به من قلق أو مخاوف، فعبر عنه مباشرة، بحيث لا تتفاقم هذه المشاعر. وإذا لم ترغب في التعبير عنها، فاكتب خطاباً على الفور وقم بإرساله. وكلما أسرعت في الكتابة، قل ما لديك لتقوله؛ لأنك لم تتح لنفسك الوقت لكي تطيل التفكير في المسألة، ولكي تصنع كما يقولون من الحبة قبة. ولكن فكر قبل أن تكتب، لأنه بمجرد أن تبعث بخطابك، تكون قد قلت ما تريده، ولا مجال للتراجع عنه!
إن تدوين أفكارك في خطاب يمكنك من قول أي شيء لأي شخص وفي أي وقت. وكلما أسرعت في وضع أفكارك على الورق، توقف ذهنك بصورة أسرع عن التفكير فيها وتأملها.
اليوم 4: أدخل على حياتك بعض التجديد
افعل شيئاً مختلفاً، وبدّل بين الأشياء التي تفعلها، وانظر كيف ستبدو الأمور. انظر للأشياء من منظور جديد هذا اليوم. في الأحوال العادية، ستجد نفسك تقول…
• أصحو من نومي في نفس الوقت
• أتناول نفس الطعام في الإفطار
• أذهب إلى مكتبي
• أتناول الغداء
• أنهي عملي في نفس الوقت كل يوم
• أرجع إلى البيت
• أشاهد التليفزيون
• أقوم بإعداد العشاء
• أذهب إلى النوم
• أصحو من نومي في نفس الوقت…
لا مجال هنا لأي إبداع أو تجديد. إنني أعرف ما يحدث ومتى يحدث على مدار يومي، وبالتالي فأنا لست بحاجة إلى التفكير في أي شيء؛ لأنه ببساطة يحدث بنفس الطريقة المعتادة! وفي ظل هذا الموقف، إذا أردت الآن أن أغير كل شيء، فسأكون بحاجة إلى التفكير الواعي من أجل إنجاز كل مهام اليوم في نفس الفترة الزمنية.
حدد يوماً، وقرر فيه أن تفعل كل الأشياء المعتادة بطريقة مختلفة، وليكن اليوم الذي تختاره أحد تلك الأيام التي تسير في المعتاد بطريقة روتينية صرفة، وقم بقلبه رأساً على عقب:
• استيقظ قبل أو بعد وقت استيقاظك المعتاد
• غادر فراشك من الجانب الآخر
• خذ دشك أو حمامك قبل الإفطار أو بعده، المهم أن تخالف المعتاد
• قم بارتداء زي مختلف تماماً. فإذا كنت معتاداً على ارتداء الألوان الداكنة، فتخير أي شيء لديك ذي ألوان فاتحة، والعكس بالعكس. ويمكن مثلاً أن تتخلى عن ارتداء ربطة العنق، ويمكن أن تضع أزرار الزينة على كمي القميص. والمرأة مثلاً يمكن أن ترتدي عباءة بدلاً من التنورة، وأن تحمل حقيبة يد مختلفة الطراز
• المرأة المعتادة على وضع زينة معينة يمكن أن تتخلى عنها في هذا اليوم
• إذا كنت في العادة لا تستخدم كولونيا لترطيب وجهك، فافعل ذلك
• استخدم الأتوبيس بدلاً من سيارتك، أو استخدم سيارتك بدلاً من القطار
• تناول الشاي بدلاً من القهوة وأنت في طريقك إلى العمل
• استخدم السلالم بدلاً من المصعد
• إذا كنت معتاداً على تناول الشاي، فتناول الشاي العشبي أو القهوة بدلاً من ذلك
• إذا كنت معتاداً على الخروج لتناول الغداء، فقم بشراء الساندويتشات وتناولها في مكتبك، أو قم بشراء وجبة غداء جاهزة
• إذا كنت تتصل بأصدقائك على الهاتف بعد الظهر، فاتصل بهم في الصباح
• غادر عملك متأخراً عن المعتاد، أو اذهب إليه مبكراً عن المعتاد
• اسلك طريقاً مختلفاً في طريق عودتك إلى البيت
• إذا كنت تتناول عشاءك في البيت في المعتاد، فتناوله في الخارج، أو قم بإعداد أحد الأصناف التي لم تجربها من قبل، أو قم بدعوة صديق لإعداده
• شاهد التليفزيون إذا كنت معتاداً على القراءة، أو اقرأ إذا كنت معتاداً على مشاهدة التليفزيون
• اتصل بوالديك اليوم بدلاً من يوم الجمعة
• قم بجولة التسوق الأسبوعية يوم الجمعة مساءً وليس صباحاً
• خذ حماماً أو دشاً قبل أن تنام
• اقرأ في أحد الكتب أو تحدث مع شريكة حياتك عن أحداث اليوم بدلاً من الذهاب للنوم مباشرة
• استخدم كريماً مرطباً إذا كنت لا تفعل هذا في المعتاد، ثم قم بإطفاء النور.
إن أي نشاط من الأنشطة السابقة يمكن أن يجعلك تنظر إلى يومك بطريقة مختلفة تماماً. ربما ترغب في تغيير بعض الأشياء بصورة دائمة، أو ربما تقرر العودة إلى روتينك المعتاد، وهذا أمر متروك لك. ولكن اليوم بالتحديد، كن مختلفاً ومتجدداً وملهماً.
اليوم 5: تحدث إلى نفسك
اليوم يجب أن تخصص بعض الوقت لكي تعرف “ذاتك”. قد تعتقد أن هذه فكرة غريبة؛ فأنت بالتأكيد تعرف عن “نفسك” كل شيء يمكن أن تعرفه عنها. وهذا صحيح. ولكن، وكحال أي شيء مألوف، من المرجح أنك لا تقدر ذاتك حق قدرها.
أنت في كل يوم تنفذ مهام وتنجز أعمالاً. ولكن ما مشاعرك الحقيقية تجاه هذه المهام والأعمال؟ هل أصغيت من قبل إلى مشاعر جسدك؟ وهل تعرف ما مشاعرك الحقيقية تجاه نظامك الغذائي، وقوامك، وعقلك، وحميتك المبنية على ممارسة التمرينات، وروتينك اليومي، إلخ، إلخ؟
وما أقصده بالحديث إلى نفسك هو أن تصغي إلى ذاتك بالفعل، ثم تبحث بعد ذلك عن ردودك على ما تقوله، وبعبارة أخرى، أن تبدأ في إجراء حوار أو محادثة مع ذاتك. نحن نفعل الكثير من الأشياء التي ما كنا لنفعلها، أو كنا لنفعلها بطريقة مختلفة، لو أننا منحنا أنفسنا الوقت لكي نصغي إلى مشاعرنا الحقيقية تجاهها. فلو أن أحداً اتصل بك هاتفياً، وأخبرك أنه بحاجة إلى مساعدتك للاهتمام بأطفاله في الفترة المسائية، فستجيبه على الفور قائلاً: “حسناً، ليست هناك مشكلة”. ولكنك إذا توقفت لكي تفكر وتصغي إلى ذاتك، فربما تكتشف أن اليوم كان مشحوناً بالعمل، وأن المناسب لك أكثر ألا تلبي طلبه، وأن تحاول التوصل معه إلى حل بديل.
وإذا كنت عائداً من عملك متعباً، ولكنك تعتقد أنك يجب أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية حتى تحافظ على لياقتك البدنية، فستجهز حقيبتك، وتجر قدميك لكي تذهب إلى التدريب. ولكنك إذا أصغيت إلى جسدك، فربما تكتشف أنه من الأفضل أن تؤجل التدريب إلى الغد؛ فبهذه الطريقة، تكون قد أتحت لعضلاتك الوقت الكافي لكي تتعافى بعد جلسة التدريب السابقة، كما أن عقلك سيكون أكثر طاقة ونشاطاً. إن التمرن “الآن” سيكون محنة عليك أن تخوضها، ولكن التمرن “غداً” سيكون أمراً باعثاً على النشاط والقوة والحيوية.
(ملحوظة: الإصغاء إلى ذاتك لا يجب أن يكون مبرراً لعدم فعل الأشياء التي تكرهها ولكنك بحاجة إلى فعلها!!! فإنك إذا أصغيت لذاتك بالفعل، فستعرف أن إنجاز هذه الأشياء أمر واجب).
والإصغاء إلى ذاتك يجب أيضاً أن يمنحك فهماً أكثر عمقاً لمشاعرك تجاه ذاتك. وحتى تطبق برنامج تخليص العقل من السموم بشكل صحي، فأنت بحاجة إلى أن تبدأ في الإصغاء إلى ذاتك بطريقة مختلفة قليلاً، وهي طريقة سوف تجعلك تكتسب عادة الإصغاء التام في المستقبل. أنت بحاجة لأن تبدأ في الكتابة إلى نفسك، فهذه طريقة ناجحة بحق، وسوف تدهشك هذه الخطابات.
اكتب لنفسك خطاباً وتحدث فيه عن مشاعرك. وفيما يلي مثال على ذلك…
دائماً ما أنتظر عطلة نهاية الأسبوع بفارغ الصبر، ولكن بمجرد أن يأتي يوم الخميس، أجدني منهاراً من تعب الأسبوع، وبدون أن أدري، أجد مساء الجمعة قد حل من جديد، بدون حتى أن ألاحظ كيف انقضت العطلة.
سيكون من الجميل أن ألغي كل ارتباطاتي وأستريح لبعض الوقت. أعرف أن هناك ضغوطاً تضطرنا إلى إنجاز الأمور، ولكن عاجلاً أو آجلاً سيصبح إنجاز الأمور هو شغلنا الشاغل في الحياة، وليست هذه طريقة جيدة للعيش. إنني أشعر بالتعب، وأحتاج أن أخصص لنفسي بعض الوقت.
وبعد أن تنتهي من الكتابة إلى نفسك، يجب دائماً أن تعطي جسمك فرصة للرد. وفيما يلي الرد الذي شعرت صاحبة الخطاب السابق أن جسدها يمكن أن يكتبه لها:
هذا أمر جيد. فأنا بالفعل بحاجة إلى الراحة، ولكنك لست مضطرة إلى التوقف عن كل شيء. إن ما يمكن أن يمتعني بالفعل هو أن أحظى بجلسة في أحد بيوت التجميل -لعمل الباديكير والمانيكير والتدليك- مع تناول المثلجات والطعام الذي أحبه، وبعدها سوف أشعر بالنشاط والحيوية، وبأنني قد خصصت لنفسي بعض الوقت.
وكانت النتيجة أن الصراع الذي لا يرحم الذي كان بداخلها، بين رغبتها في الاستمتاع بحياتها من ناحية، ورغبتها في إنجاز أعمالها من ناحية أخرى، قد تم حله ببساطة، من خلال تخصيص بعض الوقت لمعرفة ما يمكن أن يعيد إليها النشاط والحيوية مرة ثانية.
وهذا معناه أن حياتها كانت تحتوي على حيز كبير يمكنها فيه عمل أشياء أخرى، وقد استطاعت أن تخلص عقلها من التشوش والفوضى.
قبل أن تبدأ
سوف تحتاج إلى غرفة هادئة دافئة لمدة ساعة، بالإضافة إلى قلم ومجموعة أوراق. ربما ترغب في سماع موسيقى هادئة من أجل أن تشعر بالاسترخاء، ولكن احرص على أن تكون هذه مجرد موسيقى وليست أغنيات، فالأغنيات من المحتمل أن تتداخل مع أفكارك وتعوق تدفقها. أو يمكنك بدلاً من ذلك أن تقوم بتشغيل شريط كاسيت يشرح خطوات تمرين للاسترخاء. وفي تلك الحالة، يمكنك أن تتتبع هذه الخطوات ببساطة أثناء سماعها. وإذا لم ترغب في ذلك، يمكن أن تطبق التمرين الذي سنعرضه بعد قليل.
سوف تكتب اليوم خطاباً واسع النطاق؛ حيث ستحدث “نفسك” فيه عن مشاعرك، وعن رغباتك ومخاوفك، وعن أي شيء آخر يشغل بالك، أو يدور في ذهنك في الوقت الحالي.
وحتى تحصل على أفضل نتيجة من وراء “التحدث إلى ذاتك”، يجب دائماً أن يسبق جلسة الكتابة تمرين للاسترخاء. ويجب ألا تستغرق منك العملية بأكملها أكثر من ساعة، ولكن من المهم أن تحتوي على تمرين الاسترخاء؛ فستحصل منه على فائدة كبيرة.
الاسترخاء والتنفس العميق
تمدد في وضعية مريحة، على أن تجعل ظهرك مستوياً على الأرض أو السرير أو السجادة. وإذا كنت تعاني من مشكلات في ظهرك، فضع وسادة صغيرة تحت فخذيك وركبتيك، وهذا سيدعم ظهرك بصورة طبيعية.
ضع ذراعيك بتراخٍ على الجانبين، وباعد بين ساقيك. احرص على أن تكون كتفاك في حالة استرخاء، وأن تكون رقبتك مستقيمة.
حتى تتأكد من استرخاء جسمك بالكامل، ابدأ بأن تعصر كل عضلة في جسمك بأقصى قوة ممكنة، واستمر على هذا الوضع لأربع عدات، ثم اترك جسمك ليسترخي على الأرض.
حتى تتأكد من أنك تتنفس بطريقة صحيحة، قم ببساطة بإرخاء عضلات بطنك، وخذ شهيقاً من أنفك ببطء، واستنشق الهواء حتى تشعر كما لو أن بطنك قد امتلأت به.
توقف لحظة، ثم أخرج هواء الزفير من الفم.
عندما تستطيع أن تشعر بالهواء “في بطنك”، فهذا يظهر أنك قد أرخيت عضلة الحجاب الحاجز، مما يعني أن رئتيك قد تمددتا تماماً، وأنك قد أخذت شهيقاً بأقصى قدرة ممكنة. قد يبدو هذا غريباً في البداية، ولكن يفترض سريعاً أن تصبح هذه هي طريقتك الطبيعية في التنفس، وستتم بتلقائية بعد ذلك بدون أن تفكر فيها.
كتابة خطاب إلى نفسك
تناول قلمك الآن، واكتب إلى نفسك خطاباً. كن صادقاً وأميناً تماماً. إذا كنت تشعر بمشاعر سيئة، فضع كل هذه المشاعر على الورق، وإذا كنت تشعر بمشاعر طيبة، فضع كل هذه المشاعر على الورق أيضاً. إذا كنت تحب شيئاً، فعبر عن ذلك، وإذا كنت تكره شيئاً، فعبر عن ذلك أيضاً. لا تحاول تفسير مشاعرك، وإنما ضعها كما هي ببساطة. وتذكر أن هذا الخطاب لن يطلع عليه أحد غيرك، فهو ملك لك وحدك.
وعندما تكمل خطابك، اسند ظهرك إلى الوراء، وخذ نفساً عدة مرات، ثم اقرأ ما كتبته ببطء. سوف يتطلب هذا الخطاب رداً. اكتب ردك عليه، وتحدث فيه عن مشاعرك بعد قراءة الخطاب. كيف شعرت تجاهه؟ هل فاجأك أو كان بمثابة صدمة لك؟ هل اكتشفت من خلاله مشاعر معينة بداخلك لم تكن تعرف أنها موجودة؟
وبعد أن تنهي مهمة اليوم، ستشعر باختلاف كبير. ستكون قد اكتشفت نفسك أكثر، وستكون قد تخلصت من الأشياء التي عرفت الآن أنها غير مناسبة، واحتفظت بالأشياء التي قررت أنها مهمة. لن تكون كل مشاكلك قد حلت، ولكنك على الأقل أصبحت تراها الآن من منظور جديد…
استرخِ. لا تحاول أن تغير الأشياء. نحن نعمل وفق إيقاع طبيعي، وسنصل إلى النتيجة المرجوة في الوقت المناسب. تخلص من مشاعر الاضطراب وعدم الاستقرار، ودع الأشياء السيئة تعادل الأشياء الحسنة، ولا تفرض على نفسك “مزيداً من التحكم والسيطرة”. استشعر السعادة لأنك أصبحت تعمل أنت وذاتك معاً، ولأنه مهما كان ما يحدث، فهو ليس صواباً أو خطأ. قل لنفسك إنك سوف تصغي أكثر إلى متطلباتها وإشاراتها، بدون الضغط عليها، أو محاولة تغييرها…
اليوم 6: قم بخوض مخاطرة واضحة
حاول أن تضع “منطقة ارتياحك” في اختبار، واستشعر الإثارة.
لو أن شيئاً من شأنه أن يثير الذهن، فهو أن تتعرض لجرعة صغيرة من الخوف الشديد! ومثل هذه التجربة لا تجعل عقلك مركزاً فحسب، ولكنك في اللحظة التي ترى فيها حياتك بأكملها “تمر أمام عينيك كالوميض”، تصبح قادراً على أن تلقي على ذاتك نظرة طويلة، وهو أمر مذهل ومثير للاهتمام. سوف تكتشف في لحظات قليلة فقط الكثير والكثير عن نفسك، وعن مشاعرك وردود أفعالك.
وفكرتنا في هذا البرنامج ليست أن نعرضك لأي مخاطرة، فهي أبعد ما يكون عن ذلك. إن فكرتنا ببساطة هي أن نجعلك تنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، حتى تخلص عقلك من الصغائر والتوافه، وتحتفظ بالأشياء المهمة. وخوض تجربة حادة (مع اتخاذ كافة تدابير السلامة والأمان، بحيث لا تكون هناك أي مخاطرة “فعلية”) هو طريقة ممتازة لاكتشاف الأشياء المهمة بالنسبة لك.
ويمكن خوض مثل هذه المخاطرات الأكيدة من خلال جهات يعمل بها أشخاص محترفون مؤهلون لجعلك تخوض تجربة شديدة الصعوبة، وفي نفس الوقت يراقبون كافة القواعد والإرشادات الصحيحة الخاصة بالسلامة والأمان. كما أنهم سيقيمون في البداية مدى لياقتك وقدرتك على تنفيذ المهمة، بدون تعريض نفسك لأي خطر. وفي ظل هذه الظروف، ستكون المخاطرة الحقيقية داخل رأسك فحسب!
وهذه بعض صور المخاطر التي نتكلم عنها:
• القفز بالمظلة
• تسلق الصخور
• الطيران
• ركوب الأمواج
• ركوب المنطاد
• ركوب طائرة شراعية
• الإمساك بإمساك بحشرة أو حيوان زاحف
• تسلق الجبال بالدراجة
• استكشاف أحد الكهوف
• المزايدة في المزاد
• الغوص
• التحدث على الملأ
والقائمة طويلة… ومن الصعب أن نشير إلى كل شيء يندرج تحت هذه النوعية من التجارب المثيرة، ولكنك بحاجة إلى أن تجد شيئاً يعتبر القيام به شيئاً جديداً ومثيراً بالنسبة لك.
من الواضح أن هذه المهمة أصعب من أن تنجزها في يوم واحد، ولكن المهم هو أن تبدأ في التفكير في هذه الخطوة، وتحدد الوقت الأمثل لخوض التجربة التي اخترتها. أتمنى لك حظاً سعيداً.
وبعد أن تنجح في خوض هذه التجربة، هل سيكون هناك شيء لا تستطيع بلوغه؟
نصائح مهمة
ما تراه صعباً ومثيراً للتحدي قد لا يراه شخص آخر بهذه الصورة بالضرورة، ولهذا، يكفي أن يكون ما تفعله مثيراً للتحدي بالنسبة لك أنت. لا تهتم بآراء الآخرين فيما يمكن اعتباره أكثر الأشياء رعباً وإثارة. حدد بنفسك ما ترى أنه تجربة مثيرة، وعندما تشعر بأنك مستعد لخوضها، ابدأ في عمل الترتيبات اللازمة.
وبمجرد أن تجد شيئاً ترغب في تجربته، ومناسباً لميزانيتك وللوقت المتاح لك، فبادر بحجز مكانك فيه.
اليوم 7: اسمح لنفسك بالاستغراق في أحلام اليقظة
اليوم لديك مطلق الحرية في أن تستغرق في أحلام اليقظة بشأن أي شيء ترغبه. يمكنك أن تفكر في كل الأشياء التي تتمناها، وكل الأشياء التي تحلم بها. أنت اليوم في حل تام من عالم الواقع. يمكنك أن تتمنى “أي شيء”.
ابدأ بكتابة عشر أمنيات أو عشرة أحلام. وكطبيعة كل شيء في هذا البرنامج، يجب أن تكون هذه الأمنيات أو الأحلام شخصية تماماً، حتى وإن وصفت بالأنانية. كما يجب أن تتعلق بأشياء تشغل بالك في الوقت الحالي، وتفكر فيها ملياً في بعض الأحيان.
كن صادقاً مع نفسك، وعبر عن أحلامك وأمنياتك الحقيقية. على سبيل المثال:
• أرغب في الذهاب في رحلة إلى القمر
• أرغب في الطيران حول العالم على متن منطاد
• أرغب في أن يصبح طولي 6 أقدام
• أرغب في أن يكون حاصل ذكائي 2000
• أرغب في أن أحكم العالم
وبمجرد أن تنتهي من وضع هذه القائمة، ارجع بظهرك إلى الوراء، واستمتع بها. تخيل أنك تحكم العالم. تخيل أنك تحمل في جيبك تذاكر السفر إلى القمر، وأن أصوات الجماهير لازالت عالقة في ذهنك من حفل ليلة أمس الذي غنيت فيه مع إلفيس. تخيل أنك تنتظر أن يحدد لك القصر الملكي موعداً لتتويجك. أشياء رائعة، أليس كذلك؟ وأنا على ثقة من أن الابتسامة لم تفارق وجهك وأنت تتخيل هذه الأشياء، هذا إن لم تجعلك تضحك بملء فمك.
في خيالك، بمقدورك أن تكون وأن تفعل أي شيء تريده. افعل ذلك إذن. احلم وتمن.
وبعد أن تستمتع بمثل هذه التخيلات، وتستشعر لذتها، يمكنك أن تبدأ يومك العادي، وتجعل منه أفضل وأمتع يوم صادفته؛ ولماذا لا يكون كذلك، وهو “يوم الأحلام”؟ إن كل شيء تفعله اليوم سيكون مرتبطاً بتلك الأحلام.
غادر قصرك في الصباح الباكر لتتوجه إلى استوديوهات “ماسترمايند”. وفي طريقك، قم بمساعدة بعض طلاب الجامعة على إعداد أطروحاتهم.
اترك لإلفيس ملحوظة تشير فيها إلى نجاحه كنجم لموسيقى البوب. قابل بعض أصدقائك القدامى لتناول الغداء، وقرر أن تتفرغ في فترة ما بعد الظهر بالكامل للتسوق من أجل شراء كافة الأشياء التي تحتاجها. وبعد أن تقل الأطفال من المدرسة، سوف تذهب لمقابلة ميكي ماوس والذي قد اتصل بك ليخبرك بأنه سيكون بدون ارتباطات لمدة ساعة تقريباً وأنه يستطيع أن يأتي إلى البيت لتسلية الأطفال، بينما تقوم بإعداد وجبة العشاء الفخمة واللذيذة.
وبعد تناول العشاء، يخبرك أطفالك بأنهم يرغبون في النوم لأنهم متعبون، أما أنت وزوجتك، فتطيران بالمنطاد إلى ساحل البحر لمشاهدة شروق الشمس. وبعد أن تعودا، يمكنك أن تعطي لجليسة الأطفال أجرها، ثم تذهبان للنوم. وعندما تستيقظان، يكون بانتظاركما إفطار شهي يتكون من سلطة الفاكهة الطازجة والعصير الطازج والبيض المسلوق مع التوست الفرنسي… هل وصلتك الصورة؟
كما ترى، إن لدي كل شيء وأي شيء أريده، وفي كل يوم من أيام حياتي. كل ما علي هو أن أحلم لمدة 5 دقائق، ليتحقق كل ما أتمناه، وأشعر بالسعادة والنشوة، وبدون أن أتكلف أي شيء.
و”الحالمون” و”أصحاب الأمنيات” عادة ما نعتبرهم أشخاصاً تعساء يائسين؛ فليس لديهم هدف حقيقي في الحياة، أو أنهم لا يستطيعون الانسجام والتكيف مع واقعهم. ولكن إذا كان هؤلاء يعرفون أنهم يحلمون أو يتمنون، ويفعلون ذلك بصورة واعية، ويشعرون بالسعادة لأنهم يعودون من أحلامهم إلى عالمهم الواقعي وهم في حالة من النشاط والحيوية والتجدد، بعد أن قضوا وقتاً ممتعاً ومسلياً ومثيراً، فأعتقد أن هؤلاء الحالمين أو المتمنين هم على الأرجح الوحيدون الذين لديهم فكرة حقيقية عما يحدث حولهم. إنهم على وعي بالعالم الحقيقي، وكذلك بعالمهم الشخصي الخاص؛ عالم خيالهم وأحلامهم. ونحن جميعاً نعرف أنه إذا حدد الإنسان أحلامه ورغباته، فبمقدوره أن يفعل أي شيء.
اليوم 8: أنفق وقتاً، لا مالاً
إذا استيقظت من نومك وفكرت في نفسك قائلاً: “ماذا يجب أن أفعل (أو نفعل) اليوم؟”، فإن من أهم الأشياء التي توضع في الاعتبار قبل الرد على هذا السؤال هو مقدار ما لدينا من مال الآن. فإذا كان لدينا الكثير، في بداية الشهر مثلاً، فستكون أمامنا خيارات أكثر مما لو كنا في آخره، إذ يصبح المال شحيحاً. وإذا لم يكن معنا أي مال على الإطلاق، فنميل إلى الاعتقاد أننا لا نستطيع فعل أي شيء، أما إذا فزنا بالجائزة الكبرى أو باليانصيب، فبوسعنا أن نفعل كل شيء على الإطلاق.
غير أن امتلاك المال أحياناً ما يمنعنا من التفكير في كل الخيارات المتاحة أمامنا. فنحن في هذه الحالة نميل إلى تجاهل الخيارات البسيطة المباشرة، ونبحث عن الخيارات الأكثر تعقيداً. لقد تعلمنا جميعاً أن المرء لا يستطيع أن يستمتع إلا إذا امتلك المال. وهذا ليس صحيحاً. فإذا فكرنا قليلاً واستخدمنا عقولنا، فسنجد أن هناك ملايين الأشياء التي يمكننا فعلها لنشغل أوقاتنا أو لنتعلم أشياء جديدة أو لنتسلى، وكلها أشياء لا تكلف شيئاً.
سوف تخصص يوماً كاملاً أثناء تطبيق هذا البرنامج (أثناء عطلة نهاية الأسبوع أو إحدى الإجازات) وستقضيه في تخليص عقلك من كل الأسباب المختصرة والأساليب السريعة للسعادة، وفي التفكير في كيفية قضاء وقتك بدون أن تنفق أي مال.
وأنت لن تقضي هذا اليوم بدون استعداد سابق، فقد أشرنا في قائمة المراجعة التي عرضناها في بداية هذا البرنامج أن عليك أن تحتفظ بالصحف والجرائد المحلية التي ترد إلى بيتك طوال الأسابيع التي تسبق اتبعاك لبرنامج التخلص من السموم، وتحتفظ كذلك بجداول مواعيد الأتوبيسات المحلية والقطارات، فهذا هو الوقت الذي ستفيدك فيه هذه الأشياء. وربما يكون من المفيد أيضاً أن تراجع مكتب البريد، والمجلس المحلي، والمركز الاجتماعي المحلي، ولوحة إعلانات المركز الرياضي المحلي.
سوف تحتاج إلى تجميع كل مصادر هذه المعلومات معاً، وبعد ذلك، كل ما تحتاجه هو قدرتك على التخيل، وكل ما ستتكلفه هو 5 دولارات لكل شخص بالغ، و 3 لكل طفل.
والحقيقة هي أن المال ضروري في الظروف الطارئة فقط، أما في الظروف العادية، فستحظى باكتشاف أشياء أخرى إذا لم تنفق شيئاً أثناء اليوم.
بداية، هذه قائمة بالأنشطة التي من غير المسموح أن تمارسها بعد الآن، إما لأنها ستكلفك مالاً، وإما لأنها لا تعتمد على أي شكل من أشكال التخيل أو إعمال العقل. إنك إذا لم تفكر أبداً في كيفية قضاء وقتك، فسيمر الوقت هباءً فحسب، وستجد أنك قد كبرت قبل أوانك، وبدون الاستفادة من وقتك بأي صورة.
• التليفزيون
• السينما
• تناول العشاء في الخارج
• التسوق
• الإجازات
• التجول بالسيارة بدون هدف
• مقابلة الأصدقاء لتناول القهوة
• شراء الأيس كريم والمثلجات
• الذهاب إلى النادي
أما الأنشطة التالية فلن تكلفك شيئاً، وهي بالتأكيد مسموحة لك من الآن:
• أخذ حمام طويل، والاسترخاء وعمل الكثير من علاجات التجميل المنزلية (مثلاً: وضع أكياس الشاي فوق العينين، وضع شرائح الخيار فوق العينين، صنفرة الجسم بالملح، أخذ دش بارد)
• عمل كعكة/دعوة الأصدقاء للعشاء/دعوة الأصدقاء للغداء المعد من الأطعمة والمأكولات التي بحوزتك في البيت
• إزالة الأعشاب الضارة من الحديقة
• المشي أو التنزه على القدمين في بلدتك أو في منطقتك
• ترتيب إحدى الغرف أو خزانة الملابس
• زيارة أحد المتاحف أو المعارض المجانية
• تصفح الصحف المحلية بحثاً عن معارض للمصنوعات اليدوية، وزيارة أحد هذه المعارض بغرض المشاهدة وليس الشراء!
• حضور الندوات المجانية
• زيارة المكتبة المحلية والقراءة عن أي شيء ترغبه
• قضاء يوم في العمل التطوعي
• فرز كل ملابسك القديمة وتقديمها إلى الجمعيات الخيرية المحلية
• وضع كل صورك الفوتوغرافية في ألبوم الصور، أو على الأقل فرزها والتخلص من كل الصور غير الواضحة أو المظلمة
• قراءة كتاب
• زيارة صديق لم تره منذ مدة طويلة، رغم أنه يسكن قريباً منك جداً
• خياطة ما فقد من أزرار في كافة ملابسك، وهو الأمر الذي كنت تؤجله باستمرار
إلخ، إلخ. والحقيقة هي أن قائمة الأشياء التي لا تكلف شيئاً أطول من ذلك بكثير، كما أنها أكثر تشويقاً من قائمة الأشياء التي تكلف الكثير!
نصائح مهمة
حاول ألا تعد كثيراً لهذا اليوم. اجمع الصحف وجداول مواعيد الأتوبيسات المحلية والقطارات، ولكن لا تلقِ نظرة عليها إلا في صباح اليوم الذي اخترته لتقوم فيه بالأنشطة التي حددتها. سيعني هذا أنك ستكون مضطراً إلى استخدام عقلك بصورة أكبر من أجل التوصل إلى شيء مثير أو مثمر تفعله في هذا اليوم.
إنك إذا أمعنت التفكير مقدماً فيما ستفعله في هذا اليوم، فربما ستقوم بدون قصد بإحضار أشياء إلى البيت ستساعدك على تسلية نفسك، في حين أن التحدي الحقيقي هو أن تتوصل بصورة عفوية إلى الأشياء التي ستفعلها.
حاول في هذا اليوم أن تمارس حياتك الاجتماعية كالمعتاد، ولا تظن أن عليك أن تظل وحيداً لمجرد أنك لن تنفق مالاً اليوم. شجع أصدقاءك على مشاركتك هذا التحدي. ويجب أن يكون هؤلاء الأصدقاء أشخاصاً تستطيع أن تقضي معهم وقتاً ممتعاً، وليسوا مجرد أشخاص تنفق معهم المال.
فكر في طريقة تعاملك مع المواقف التي لا تتوافر معك فيها الموارد المالية. هل تثير أعصابك وتجعلك تشعر بالتوتر، أم أنك تجدها مثيرة للتحدي؟ هل تتحدث أكثر مع أصدقائك أثناء المشي أو المقابلات أكثر مما تفعله في المعتاد، أم أن الوضع سواء؟ هل تنظر للأمور بطريقة مختلفة؟ هل من المجهد أكثر أن تكون مضطراً إلى استخدام عقلك لتسلية نفسك، أم أن هذا يجعل حالتك المعنوية تتحسن؟ هل استطعت أن تنجز أموراً كانت معلقة أو مؤجلة منذ فترة طويلة، أو استطعت أن تستخدم وقتك في تجريب أشياء جديدة تماماً؟
اليوم 9: انسحب إلى الصمت
يجب أن تختار لهذه المهمة أحد الأيام التي تقضيها بعيداً عن العمل، كأحد أيام الإجازات أو عطلة نهاية الأسبوع، لأنك ستقضيه في صمت تام.
إن معرفة ما يدور برأسك وحقيقة أفكارك وطبيعة ردود أفعالك تصبح مسألة سهلة جداً في الوقت الذي لا تتفاعل فيه مع أشخاص آخرين. إذا كان الحوار الوحيد الذي تنخرط فيه طوال اليوم هو حوارك مع نفسك، فبإمكانك أن تكتشف الكثير. إن الأمر يشبه أن تكون حبيساً في حجرة مع شخص واحد، مع مطلق الحرية في أن توجه إليه أي سؤال تريده. إن اختلاءك بنفسك ربما يكون تجربة شديدة الأثر وغاية في الحدة، وستمنحك إجابات على الكثير من أسئلتك.
وهناك أماكن كثيرة تصلح للعزلة والخلوة بالنفس، وهي أماكن يتوجه إليها الناس لقضاء بعض الوقت في التفكير والتأمل. وأنت هنا لن تشترك في أي حوار مع أحد، وبالتالي يمكنك أن تظل مركزاً على أسباب مجيئك إلى هذا المكان. ويمكنك أن تصنع مثل هذا الجو الهادئ في بيتك، وتقضي بعض الوقت في التفكير في أشياء تخصك: إعداد قوائم، وكتابة خطابات، ومعالجة بعض الأمور جسدياً أو عاطفياً أو عقلياً.
سوف تحتاج إلى الاستعداد لهذا اليوم بأن تعزل نفسك عن العالم الخارجي، وعن أي مثير خارجي. قم بفصل هاتفك، أو بتشغيل جهاز الرد الآلي. لا تفتح باب بيتك لأي طارق، ولا تفتح صندوق الخطابات. وبالطبع لن يكون هناك راديو أو تليفزيون أو فيديو أو صحف أو كتب. تأكد من أن تستمر هذه العزلة ليوم كامل، أي لمدة 24 ساعة؛ مثلاً من الحادية عشرة مساء اليوم، إلى الحادية عشرة مساء الغد. ستقضي الكثير من هذه الساعات في النوم، والحقيقة هي أنك لو قمت باستغلال هذا اليوم لتعوض عن قلة ساعات نومك في المعتاد، فسيكون هذا مفيداً جداً في حد ذاته.
قم بارتداء ملابس فضفاضة مريحة تبعث على الدفء. وإذا شعرت أنك بحاجة إلى النوم لساعات أكثر في هذا الليلة لتعوض عن قلة ساعات نومك المعتادة كما قلنا، فافعل ذلك إلى أن تتمكن من الاستيقاظ. وبعد أن تستيقظ قم بارتداء ملابسك، وإذا شعرت برغبة في المزيد من النوم في أي وقت من اليوم، فعد إلى فراشك لتستريح. وفي بقية اليوم، يجب أن تحاول تجنب أنشطتك المعتادة. لا تحاول القيام بكل الأعمال المنزلية الروتينية، وتجنب الانخراط في ترتيب البيت. إن هذا الوقت الذي ستخلو فيه بنفسك يجب أن يخصص لك أنت وحدك، بل إن الأيام العشرة بأكملها -الخاصة بهذا البرنامج- يجب أن تكون لك وحدك. والاختلاء بنفسك يعني أن تمس جوهر ذاتك.
ربما يكون هذا هو أول يوم تقضيه بمفردك بالفعل. ورغم أنك قد تقضي عادة وقتاً طويلاً بمفردك، إلا أن تجربة الصمت سوف تجعلك تمعن في التفكير في ذاتك أكثر. استغل هذا اليوم لكي تجيب لنفسك عن أي أسئلة تراودك. فإذا كنت مثلاً تصادف أي مشكلات في علاقاتك بالآخرين، فاستغل هذا الوقت في بحث كل الخيارات المتاحة أمامك في هذا الصدد. وإذا كنت بحاجة إلى أن تتخذ قراراً مهماً يتعلق بوظيفتك -ليس بخصوص مشكلة في العمل، ولكن يتعلق بشخصك أنت في سياق العمل- فأمعن التفكير في هذا الأمر. إن حقيقة أنك لن تتواصل مع العالم الخارجي في هذا اليوم تعني أنك إذا توصلت إلى قرار معين، فسيتعين عليك أن تتعايش مع هذا القرار لعدة ساعات قبل أن تخبر به أحداً. وهذا ربما يعطيك وقتاً أكثر للتفكير والتروي، وللتأكد مما إذا كان هذا القرار لصالحك أو لغير صالحك. وإذا كانت حياتك مشحونة بالأحداث، فإن هذا اليوم الذي ستنسحب فيه إلى الصمت وتخلو فيه إلى نفسك ربما يساعد ببساطة على “تهدئة الأمور” قبل أن تعود إلى مواصلة حياتك كالمعتاد. إننا نحفظ الأفكار في عقولنا بحيث نستطيع الوصول إليها في وقت لاحق، وعملية الحفظ المهمة تلك يمكن أن تتم عندما تكون في حالة استرخاء.
وإذا كنت ترى أن أفكارك مرتبة ومنظمة جداً، وأنه ليس هناك ما تحتاج إلى وقت لتأمله والتفكر فيه، فقد حققت شيئاً رائعاً. فما سرك إذن؟! والحقيقة هي أنك حتى إذا كنت ناجحاً في التعامل مع كل الأمور واحتوائها، فلا يزال يتعين عليك أن تلجأ إلى العزلة والصمت أحياناً، وتستغل هذا الوقت في ممارسة تمارين الاسترخاء العميق والتنفس بطريقة صحيحة، وفي عدم القيام بأي شيء. وعدم القيام بأي شيء على الإطلاق مسألة صعبة للغاية: أصغِ إلى تنفسك، واستشعر دقات قلبك، وكن على وعي بكل جوانب عقلك وجسمك. وعندما يصلان إلى حالة من التناغم التام، قم بإعداد وجبة بسيطة من الأطعمة والمأكولات المطهرة والمنظفة، واذهب إلى النوم مبكراً في هذه الليلة. وبعد أن وصلت إلى حالة الاسترخاء، ربما تجد أن أحلامك قد أصبحت أكثر حيوية؛ وهذا لأن عقلك اللاواعي يقوم بعملية المعالجة الخاصة به.
بعد هذا اليوم الذي قضيته في صمت وعزلة، استيقظ من نومك وأنت تشعر بالنشاط والتجدد والحيوية وصفاء الذهن.
نصائح مهمة
تذكر أنه يجب عليك في هذا اليوم ألا تفعل أي شيء يتعلق بأي مثير خارجي. إن الاختلاء بنفسك معناه أنك ستركز على ذاتك وعلى عقلك فقط، فلا مجال هنا للكتب أو الصحف أو المحادثات (باستثناء ما يدور منها داخل عقلك) أو الكلمات أو التليفزيون أو الراديو أو المجلات.
كل ما هو مسموح لك هنا هو أن تطل من نافذتك على حديقة بيتك أو لتشاهد السماء، بدون النظر إلى الشارع أو الناس. وإذا كانت نوافذك تطل على إشارات مرور أو على شوارع مزدحمة بالناس، فانظر داخل بيتك، واقطع كل صلة لك بالعالم الخارجي. وإذا وجدت هناك ما يشتت انتباهك، فحاول أن تتخلص منه، ولا تركز عليه، وعد إلى أفكارك.
اليوم 10: ضع قائمة بأهدافك الشخصية العامة
وضع قائمة بأهدافك الشخصية العامة أشبه بالنظر إلى المستقبل ورؤية كيف سيكون حالك عندما تكون قد حققت كل شيء ترغب في تحقيقه. وقائمة أهدافك الشخصية العامة تعني أنك تستطيع بخيالك أن تكون حيثما تريد أن تكون، وفي أي وقت.
وكطبيعة كل شيء في برنامج تخليص العقل من السموم بشكل صحي، يجب أن تكون قائمة أهدافك العامة شخصية وخاصة بك، وأن تكون في صالحك. ويجب أن تكون هذه القائمة سهلة التذكر، وأن تضم كل شيء يمكن أن تتخيل أنك تمتلكه أو أنك قد حققته.
ويمكن أن تشمل هذه الأهداف علاقاتك بأشخاص آخرين، ويجب أن تكون قائمة إيجابية، فمن غير المفروض أن تشتمل على أي شيء سلبي، فمن المؤكد أنك لا ترغب في أن تتخيل نفسك في موقف سلبي.
اكتب ما تريده في الحياة، والغاية التي ترغب في الوصول إليها، وستجد أنك قد بلغتها في النهاية. على سبيل المثال:
• لدي عمل ناجح ومربح
• أحقق كل شيء أريده لأسرتي
• أشعر بالهدوء والاطمئنان وأنا مستعد للمضي قدماً
• لدي قدر كبير من الوقت الذي أخصصه لنفسي
• أمارس هواية جديدة تعطيني الإلهام بحق
• علاقتي بشريكة حياتي أفضل الآن مما كانت عليه، ونحن نتقارب أكثر عاماً بعد عام
• أتمتع بقدر كبير من الثقة بالنفس