لعلك قد قرأت مصطلح مرض القلب التاجي Coronary artery disease مرات عديدة، ولكن هل تفهم معناه فعليًّا؟ في البداية، سنتناول وصفًا لبنية القلب السليم ووظيفته.
بنية القلب ووظيفته
القلب عبارة عن مضخة عضلية، ويقع إلى اليسار قليلًا في تجويف الصدر. ويحميه القفص الصدري، أو العظام والضلوع الموجودة في منطقة الصدر، ويأخذ هيئة شكل مخروطي مقلوب. ويكون قلب الشخص البالغ بحجم قبضة اليد، ويزن نحو 340 جرامًا. ويشكل القلب وسائر الأوعية الدموية للجسم جهاز القلب الوعائي. وضخ الدم من خلال الأوعية الدموية هو الوظيفة الرئيسية للقلب؛ كي يصل الدم إلى جميع أعضاء الجسم وأنسجته. ويعمل القلب على ضخ ما بين خمسة لترات إلى ستة من الدماء خلال الجسم في الدقيقة الواحدة. ويضخ قرابة 13 لترًا في الدقيقة الواحدة خلال التدريبات القوية.
وينقسم القلب إلى قسمين، وفي كل قسم توجد حجيرتان، ومن ثم يحتوي القلب على أربع حجيرات: الأذينين الأيمن والأيسر في أعلى القلب، والبطينين الأيسر والأيمن في أسفل القلب. ويستقبل القسم الأيمن من القلب الدماء التي تحتوي على نسبة قليلة من الأكسجين، ويضخها إلى الرئتين. ويقوم الجانب الأيسر من القلب باستقبال الدم الغني بالأكسجين من الرئتين، ويضخه إلى باقي أجزاء الجسم عبر الشريان الأورطي، الذي هو أكبر الأوعية الدموية في الجسم. وبه الكثير من الفروع التي تمد جميع أجزاء الجسم بالدم، كما أن القلب يحتاج إلى الدماء أيضًا، ويحصل عليها من الشريانين التاجيين الأيمن والأيسر، وهما متفرعان من الشريان الأورطي.
يبين الرسم التالي حجيرات القلب المختلفة والاتجاه الذي يسلكه الدم:
ما مرض القلب التاجي؟
يُعرف أيضًا بمرض الشريان التاجي، وهو النوع الأكثر انتشاراً بين أمراض القلب. وتصلب الشرايين هو السبب في الإصابة بمرض القلب التاجي؛ حيث تتكون اللويحات داخل الشرايين التي تغذي القلب بالدم. وتتكون تلك اللويحات من الدهون، والكوليسترول، والكالسيوم، وخلايا العضلات الملساء، وخلايا المناعة، وغير ذلك من المواد. ومع تراكم اللويحات تضعف قدرة الدم على الوصول إلى القلب، وأحيانًا ما يؤدي نقص تدفق الدم إلى القلب إلى حدوث آلام بالصدر أو الذبحة الصدرية.
وتحدث الأزمة القلبية عندما ينخفض تدفق الدم إلى القلب بشدة أو يتوقف. ويشير الأطباء إلى الأزمة القلبية باسم احتشاء عضلة القلب. وقد تنفجر اللويحة التي تم تكوينها في الشرايين، أو تتمزق، أو تنفتق في النهاية؛ مُحدثةً جلطة دموية تؤدي إلى انسداد الشريان. وإذا توقف إمداد القلب بالدم أكثر من بضع دقائق، فإن الخلايا العضلية للقلب يمكن أن تصاب وتموت بشكل دائم. وقد تكون الأزمة القلبية مميتة، وذلك يعتمد على مدى تضرر عضلة القلب وتلفها.
وقد لا تكون هناك أعراض تشير إلى الإصابة بمرض القلب التاجي، أو قد تكون قليلة للغاية. وتظهر هذه الأعراض في العادة بسبب النشاط البدني، والإجهاد، والتعرض للطقس البارد.
الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض القلب التاجي
• ألم في الصدر (وهو شعور بوجود ثقل أو اعتصار في الصدر)
• ألم في الرقبة، أو الكتف، أو الذراع، أو الفك، أو البطن
• وجود ضعف وضيق في عملية التنفس
• الغثيان مع احتمالية القيء
• التعرُّق
اختلاف الأعراض لدى النساء
أظهرت الدراسات الحديثة أن أعراض أمراض القلب تختلف تمامًا بين الرجال والنساء؛ فهناك 30% فقط من السيدات اللائي يعانين مرض القلب التاجي يظهر لديهن ألم في الصدر، أما الأعراض الشائعة للإصابة بأمراض القلب لديهن، والتي يمر بها 70% من النساء، فهي التعب غير المعتاد، واضطرابات النوم، وضيق التنفس. ولا تكون آلام الصدر لديهن بحدة آلام الصدر نفسها لدى الرجال.
إن تصلب الشريان ليس هو السبب الوحيد والمحتمل للإصابة بالأزمة القلبية؛ حيث إن الشريان التاجي قد ينكمش، أو يضيق، أو يصاب بتشنجات؛ ما يعوق تدفق الدم إلى القلب. ولا يُعرف السبب الحقيقي لتشنجات الشريان التاجي، ولكن المغنيسيوم مفيد للغاية في مساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء.
إن الأمراض الدماغية الوعائية عادةً ما تكون نتيجة تراكم اللويحات داخل الشرايين، التي تمد المخ بالدم. ويمكن للأمراض الدماغية الوعائية أن تسبب نوبة نقص تروية عابرة، أو تسبب السكتة الدماغية. وتحدث نوبة نقص التروية العابرة، عندما يتوقف المخ بشكل مفاجئ عن أداء وظائفه، ولكنه يتعافى تمامًا في غضون 24 ساعة. وتعد السكتة الدماغية النزفية نوعًا مغايرًا من أنواع السكتات الدماغية، حيث ينفجر أحد الأوعية الدموية الموجودة في المخ.
الأعراض المحتملة للسكتات الدماغية ونقص التروية العابرة
• وجود ضعف أو شلل نصفي
• صعوبة في التحدث أو عدم القدرة على فهم الكلام
• ضعف التنسيق
• وَهَن في العضلات
• عجز إحدى العينين عن الرؤية
• شلل في عضلات الوجه
• الشعور بدوار
• حركة العين السريعة واللاإرادية
عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بمرض القلب التاجي والأمراض الدماغية الوعائية
• تدخين السجائر
• ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم
• السِّمنة أو الوزن الزائد
• التقدم في العمر
• أن يكو ن الفرد ذكراً
• وجود تاريخ مَرضي للإصابة بأمراض القلب داخل الأسرة
• التوتر
• قلة ممارسة التمارين الرياضية
• مرض السكر