هاجمت الكثير من وسائل الإعلام نبات جوز الهند هجوماً عنيفاً؛ فمعظمنا بات يعتقد أنه أحد الأطعمة المسببة للسمنة، ونتجنب تناوله عندما نرغب في إنقاص الوزن، أو تقليل مستويات الكوليسترول. ويحتوي جوز الهند بالفعل على كمية كبيرة من الدهون المشبعة، ولكن نصف هذه الكمية تقريبًا تتكون من حمض اللوريك الذي تبيَّن أنه لا يرفع من مستويات الكوليسترول في الدم. بل لديه خواص مضادة للبكتيريا والفيروسات والأوالي؛ ما يساعد الجهاز المناعي على التغلب على العديد من أنواع العدوى. وتعد العدوى المزمنة عامل خطورة قويًّا للإصابة بأمراض القلب، في حين أن دهون جوز الهند يمكنها أن تساعد على تقوية جهاز المناعة حتى يتغلب على العدوى. ومن هنا نجد أن الثقافات الآسيوية التقليدية التي تعتمد بشكل كبير على جوز الهند في غذائها لا يعاني أصحابها الأمراض الشائعة في البلدان الغربية التي يُروج فيها للأنظمة الغذائية التي تحتوي على القليل من الدهون.
وهناك دراسة نُشرت عام 1981، وحلَّلت الأنظمة الغذائية التقليدية لدى السكان الذين يقطنون جزيرتين في جنوب المحيط الهادي. وقد بدأت الدراسة في ستينيات القرن الماضي، حيث لم تكن الأطعمة الغربية جزءًا من النظام الغذائي في كلتا الجزيرتين. وكان جوز الهند يمثل جزءًا كبيرًا للغاية من النظام الغذائي لكل منهما، حيث كانت الدهون المشبعة المستمدة من جوز الهند تمثل 60% من السعرات الحرارية التي يحصل عليها سكان هاتين الجزيرتين. وقد توصلت الدراسة إلى أن السكان كانوا يتمتعون بصحة جيدة نسبيًّا، ولم تظهر لديهم السمنة وأمراض القلب. وقد توصل الباحثون إلى أن “الأمراض الوعائية كانت نادرة لدى سكان كلتا الجزيرتين، ولم يظهر أي دليل يشير إلى وجود أي تأثير ضار بهؤلاء السكان بسبب كثرة تناول الدهون المشبعة”.
وهناك دراسة مثيرة للغاية تحت عنوان Choice of cooking oils – myths and realities أو “اختيار زيوت الطهو – بين الحقيقة والخرافة”, وقد أُجريت في الهند كرد فعل للتزايد الخطير في الإصابة بأمراض القلب التاجية، ومرض السكر من النوع الثاني في البلاد؛ حيث جرى تشجيع الهنود على استبدال دهون الطهو المشبعة التقليدية, مثل الزبد الحيواني، وزيوت جوز الهند، بالزيوت متعددة اللاتشبع، التي يُفترض أنها “صحية للقلب بشكل كبير”، مثل زيت دوار الشمس، وزيت الذرة، وزيت العُصفُر. وقد توصلت الدراسة إلى أن الهنود قد عرضوا أنفسهم على نحو كبير للإصابة بأمراض القلب، ومرض السكر من النوع الثاني، وذلك بسبب كثرة تناولهم الزيوت النباتية متعددة اللاتشبع التي تحتوي على دهون أوميجا 6، وقد أوصت الدراسة باستبدال الزيوت التقليدية بتلك الزيوت، فجوز الهند يعد إضافة صحية للغاية إلى نظامك الغذائي، ويمكنك استخدام حليب جوز الهند في الطهو أو صُنع العصائر. ويمكنك أن تشتري زيت جوز الهند النقي غير المُكرر من متاجر الأطعمة الصحية، وأن تستخدمه بدلًا من الزيوت النباتية في القلي السريع للخضراوات أو غيره من الوصفات الآسيوية.