التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

النوم الآمن للطفل الرضيع

ما عدد الساعات التي ينبغي أن ينام خلالها الطفل؟

الطفل هو الوحيد القادر على الإجابة عن هذا السؤال؛ فأحدهم يحتاج إلى ثماني عشرة ساعة من النوم، والآخر يحتاج إلى اثنتي عشرة ساعة فحسب. فما دام الأطفال قد حصلوا على وجبتهم الغذائية جيدا، واستمتعوا بالهواء النقي، وخلدوا إلى النوم في مكان بارد، فثقي أنهم سيحصلون على عدد ساعات النوم التي يحتاجونها.

ينام معظم الأطفال في الشهور الأولى من حياتهم في الفترة بين الرضعة والتي تليها، إن حصلوا على القدر الكافي من الطعام ولم يصابوا بعسر الهضم. بيد أن هناك منهم من يستيقظ منذ بدء الرضعة على نحو غير طبيعي، دون أن يكون السبب وراء ذلك أي شيء خطأ. فإن كان وليدك من هذا النوع، فحاولي أن تجعلي بعض أوقات استيقاظه أكثر تنبيها له -عن طريق الحديث واللعب والنظر إلى الأشياء معا- واحرصي على جعل غيرها من الأوقات هادئة.

عندما يكبر الرضع قليلا، فإن أوقات استيقاظهم تطول تدريجيّا ويبدءون في الحصول على قدر أقل من الغفوات خلال اليوم. ومن الطبيعي أن تلاحظي في البداية أنهم يظلون مستيقظين بصورة أكبر خلال فترة ما بعد الظهيرة. واعلمي أن كل طفل له نظام خاص به فيما يتعلق بأوقات استيقاظه، كما يفضل البقاء مستيقظا في هذه الأوقات كل يوم.

عادات النوم

يعتاد الكثير من الأطفال فكرة ذهابهم دوما إلى الفراش بعد الوجبات؛ بينما يكون بعضهم مستعدّا بصورة أكبر إلى الاندماج مع الآخرين. وبإمكانك اختيار أيهما يناسب نظام عائلتك على نحو أفضل.

ينام حديثو الولادة أينما كانوا، ولكن بعد قرابة ثلاثة أو أربعة أشهر، من المفيد مساعدتهم في الاعتياد على الخلود إلى النوم في أسرّتهم، دون صحبة (ما لم تخططي لنومه معك لفترة طويلة). وتلك إحدى الطرق التي تساعدك في منع حدوث مشكلات لاحقة متعلقة بالنوم. فالطفل الذي يعتاد أن يتم حمله وأرجحته حتى ينام يميل إلى الرغبة في الحصول على الاهتمام نفسه لمدة شهور بل وسنوات؛ أي عندما يستيقظ في الليل، يتوقع أن يتم التعامل معه بالطريقة نفسها.

يمكن أن يعتاد الأطفال إما على المنزل الهادئ أو الصاخب، ولذا لا داعي للمشي على أطراف الأصابع والهمس في جميع أنحاء المنزل. فالرضيع المعتاد على صخب المنزل العادي عادة ما ينام على الفور خلال زيارة من أحد الأصدقاء الثرثارين الضاحكين، أو أثناء أحد البرامج الإذاعية أو التليفزيونية المضبوط صوتها إلى حد معقول. مع ذلك، فإن بعض الرضع لديهم حساسية مفرطة للأصوات، فيفزعون بسهولة لسماعهم أقل صخب، ويبدون في قمة سعادتهم عندما يسود الهدوء. فإن كان وليدك من هذا النوع، فسوف تحتاجين في الغالب إلى سيادة الهدوء في المنزل في أوقات نومه، وإلا فسوف يستيقظ باستمرار، ويحدث جلبة كنوع من الاعتراض.

النوم مع وليدك

للخبراء آراء حاسمة حيال ذلك الأمر، فهناك مميزات وعيوب. وأظن أن الأمر يتعلّق بالاختيار الشخصي. فالآباء وأبناؤهم ينامون معا في جميع أنحاء العالم، إلا أن الأم أو الأب الذي ينام نوما عميقا على نحو استثنائي، أو من يقع تحت تأثير الأدوية والمخدرات، ربما يتقلب أثناء نومه ويخنق طفله؛ إلا أن خطورة حدوث ذلك محدودة جدّا بالنسبة لمعظم الآباء. وتكمن الخطورة الأكبر في حصول الأب أو الأم على قدر غير كاف من النوم لتقديم الرعاية دوما إلى الطفل النائم بجوارهما. والحقيقة هي أنه لا يوجد دليل على أن نوم الآباء مع وليدهما -أو عدم نومهما معه- يؤثر على صحته النفسية أو البدنية. ولذا، من المنطقي أن يتم فعل ما ترينه صحيحا ومريحا لك. فإن كنت تنامين مع وليدك، من الأهمية بمكان أن تتبعي جميع إجراءات الأمان الاحتياطية الواردة أدناه.

يمكن أن ينام الأطفال في غرفة بمفردهم منذ ولادتهم، ما دام الآباء ينامون بالقرب منهم على نحو يكفل سماع أصوات بكائهم. ويمكن أن يساعد جهاز زهيد السعر لمراقبة الأطفال عن بعد. فإن كان طفلك ينام من البداية في غرفتك، فعند بلوغه شهرين أو ثلاثة أشهر يضحى من الملائم انتقاله إلى غرفة خاصة به بمفرده، إن كان ينام خلال الليل. وبعد إتمام ستة أشهر، ربما يشعر الطفل الذي اعتاد النوم في غرفة والديه بعدم الراحة عندما ينام في أي مكان آخر. وبعد ذلك، يصبح من الصعوبة بمكان نقل الطفل إلى غرفته، إن لم يكن من المستحيل.

النوم على الظهر أم على البطن؟

يتفق الجميع الآن على أن وضعية «الرقود على الظهر من أجل الخلود إلى النوم» هي الطريقة المثلى الواجب اتباعها. فينبغي أن يرقد جميع الأطفال على ظهورهم (أي وجوههم لأعلى) عند الخلود إلى النوم، ما لم يكن هناك سبب طبي لفعل عكس ذلك. فالنوم على الظهر يقلل عدد الوفيات الناتجة عن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع بنسبة 50 في المائة. ومن السهولة بمكان اعتياد معظم الرضع على النوم على ظهورهم، إن لم يعتادوا قطّ النوم على بطونهم. أما النوم على أحد الجانبين، فهو لا يوفر أمان النوم على الظهر؛ لأن الأطفال الذين ينامون على جانبهم عادة ما يتقلبون فينتهي بهم الأمر بالنوم على بطونهم. ولكن الرضع الذين يقضون معظم أوقاتهم راقدين على ظهورهم تظهر لديهم -خلف رؤوسهم- أجزاء مسطحة، ولذا من المفيد وضع وليدك على بطنه أثناء أوقات الاستيقاظ بينما تنظرين إليه.

إرشادات للنوم الآمن

1- احرصي دوما على وضعية نوم وليدك على ظهره (أي وجهه لأعلى)، ما لم ينصحك الطبيب بغير ذلك.

2- تخلصي من الأغطية والوسائد ذات النسيج الناعم، وتلك المغطاة بالريش أو الزغب، وغيرها من المستلزمات القماشية، حيث إنها تزيد من خطورة التعرض للاختناق.

3- استخدمي سريرا عاديّا أو هزازا أو سريرا ملحقا بسريرك، كما تشائين، شريطة أن تكون مواصفات الأمان متوفرة به. وإن ساورك الشك، فحاولي الاستعانة بالتوصيات التي توفرها شركات خدمات اختبار المنتجات.

4- تجنبي إلباس وليدك ملابس كثيرة أو تقميطه على نحو مبالغ فيه؛ لأن التدفئة الزائدة ترفع احتمالية الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.

5- احمي وليدك من خطر التدخين السلبي، لما له من آثار شديدة الضرر، بما فيها الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.

الإطعام والنوم

رضاعة طبيعية أم صناعية؟

هذا هو أول قرار متعلّق بإطعام وليدك، ويستحق التفكير فيه بدقة قبل اتخاذه. فبكلّ وضوح، تعد الرضاعة الطبيعية أفضل لصحة الأطفال، وأفضل بالمثل – على الأرجح – لنموّ المخ. ولكن عليك أيضا فعل ما ترينه مريحا لك، ولا تسمحي للخوف -سواء من الفشل، أو عدم موافقة العائلة أو الأصدقاء- بأن يمنعك عما تفضلين. فهناك الكثير من السيدات اللاتي يخترن الرضاعة الصناعية؛ لأنهن يخططن للعودة سريعا إلى الدراسة أو العمل، بيد أن الرضاعة الطبيعية -حتى ولو لفترة قصيرة- تعد هي الأفضل من الناحية الطبية، مقارنة بعدم ممارستها على الإطلاق. كما أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تستمر خلال ساعات بقائك في المنزل، حتى إن كان ذلك بعد رجوعك من العمل أو محل الدراسة. والنساء اللاتي يفضلن الرضاعة الطبيعية يتحدثن عن إحساس فريد بالقرب من أطفالهن، ينبع من تغذية وليدهن من أجسادهن. وعن نفسي أعرف كثيرا من السيدات اللاتي يرضعن أولادهن صناعيّا ممن يتساءلن عن هذا الشعور، أو يشتقن إلى تجربته على الأرجح. فإن وجدت نفسك منجذبة إلى هذا الاتجاه، فعليك اتباع ما يمليه عليك قلبك مهما يكن الثمن.

ماذا يعني الإطعام لوليدك؟ فكّري في العام الأول لوليدك على النحو التالي: يستيقظ ويبكي؛ لأنه جوعان ويريد الطعام. يتحمس بشدة عند إدخال حلمة ثديك في فمه، حتى إنه قد تنتابه القشعريرة. وعندما يبدأ الرضاعة بالفعل، يمكنك رؤية كم هي تجربة انفعالية بالنسبة له؛ فربما يتعرّق. وإن أوقفته عن الرضاعة في منتصف إطعامه، فإنه يبكي بحرقة. وعندما يحصل على القدر الذي يريده، يهدأ لأبعد حدّ ويشعر بالرضا، ومن ثم يخلد للنوم.

وحتى أثناء نومه، فإنه يبدو وكأنّه يحلم بالرضاعة في بعض الأحيان، إذ تجدين فمه يتحرك كأنه يرضع وتتحول تقاسيم وجهه لترتسم عليه إمارات السعادة المتناهية.

نستنتج من كلّ ذلك حقيقة أنّ الإطعام هو أكبر المتع التي يمكن أن يحصل عليها وليدك. فهو يكوّن الأفكار الأولى عن الناس من أمّه أثناء الرضاعة، كما يكوّن أفكاره المبكرة عن الحياة من الطريقة التي تسير بها عملية الإطعام. فعندما ترضعين وليدك، وتحملينه بين ذراعيك، وتبتسمين إليه وتحدثينه، فإنك تغذّين جسده وعقله وروحه. وعندما تسير هذه العملية على أفضل نحو، يبدو الإطعام تجربة رائعة لك ولوليدك. والجدير بالذكر أن هناك بعض الأطفال الذين يرضعون على نحو جيد منذ البداية، بيد أن آخرين يستغرقون أياما عدة حتى يبدءوا في إدراك الكيفية. وإذا ما استمرت المشكلات المتعلقة بالإطعام لمدة أطول من أسبوع أو اثنين، حتى بمساعدة العائلة أو خبرات الأصدقاء، من الحكمة أن تبدئي في طلب المساعدة المهنية.

مساعدة الطفل على التمييز بين النهار والليل

يفضّل الكثير من الأطفال النوم خلال النهار، ليستيقظوا خلال ساعات الليل. ففي الواقع، لا يهتم وليدك كثيرا إن كان الوقت نهارا أم ليلا، ما دام شبعان ويشعر بالحنان والدفء والجفاف. ويجب ألا تتفاجئي بذلك، ففي الرحم البيئة مظلمة، وفي الغالب ينشط الجنين خلال ساعات سكونك وركونك إلى الهدوء، ويكون ذلك ليلا.

كيف يمكنك تحويل هذه العادة؟

تحدثي مع وليدك والعبي معه بصورة أكبر خلال النهار. وعندما يحل الظلام، أطعميه جيدا دون صخب أو ضوضاء؛ ولا توقظيه أبدا لإطعامه ما لم يكن هناك سبب طبي يدعو إلى ذلك. ودعيه يتعلم أن ساعات النهار من الأوقات الممتعة، وأن ساعات الليل من أوقات السكون التي لا تبعث على الملل.

بعد إتمام من شهرين إلى أربعة أشهر، يكون معظم الأطفال قد بدءوا في التمييز بين الليل والنهار.