التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

درجة حرارة الغرفة والملابس والشمس للطفل الرضيع

درجة حرارة الغرفة

إنّ درجة حرارة الغرفة التي يجلس فيها الأطفال لتناول الطعام واللعب، والتي تتراوح بين 19 و20 درجة سيلزية، تعد مناسبة للأطفال الذين تزيد أوزانهم عن اثنين وربع كيلوجرام، وهكذا الحال للأطفال الأكبر سنّا والبالغين. أما الأطفال الأصغر، فإنهم يواجهون صعوبة في التحكم في درجة حرارة أجسامهم، وربما يكونون في حاجة إلى تدفئة وملابس أكثر. من ناحية أخرى، فإن الرّضّع يتحكّمون في درجة حرارة أجسامهم على نحو أفضل عندما يكونون بالقرب من آبائهم، وعلى نحو مثاليّ عندما يكونون ملاصقين لهم. وحاولي تجنب تيارات الهواء الباردة أو الساخنة أمام مكيفات الهواء أو فتحاتها.

وفي الطقس البارد، يحتوي الهواء خارج المنزل على قدر قليل جدّا من الرطوبة. وعند إدخال هذا الهواء الجاف إلى المنزل وتدفئته يعمل بمنزلة إسفنجة جافة تمتص الرطوبة من الجلد والأنف. والمخاط الجاف يمكن أن يمثّل صعوبة بالغة للأطفال فيما يتعلق بالتنفس، وربما يعمل على تقليل مقاومة الأطفال للعدوى. ولذا، فإن أي مصدر للرطوبة يمكن أن يساعدك، مثل: النباتات المنزلية، أو استخدام أوعية المياه فوق شبكات تبريد الهواء أو أجهزة ترطيب الهواء؛ فكلما ازداد جو الغرفة دفئا، ازداد جفاف الهواء فيها.

في بعض الأحيان، يشعر الآباء قليلو الخبرة بأنه لا بد من تدفئة وليدهم تدفئة كاملة. فيجعلون درجة حرارة الغرفة ساخنة، ويدثرون الطفل بطبقات كثيرة من الملابس. وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يصاب بعض الأطفال بطفح حراري في الشتاء. كما تتسبب التدفئة الزائدة في ارتفاع خطورة الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.

الملابس المطلوبة

لدى الطفل الطبيعي جهاز داخليّ جيدا لتنظيم الحرارة، تماما مثل البالغين، ما لم يغطّ بطبقات كثيرة من الملابس والبطاطين. كما أن الرضع والأطفال ممتلئي الجسم إلى حدّ ما يحتاجون إلى أغطية أقلّ من البالغين. وعلى الرغم من أن الكثير من الأطفال يرتدون ملابس أكثر مما ينبغي، فإن ذلك ليس مفيدا لهم. فإذا ارتدى المرء ملابس ثقيلة للغاية، فإن الجسم سوف يفقد قدرته على التكيف مع التغيرات في درجة الحرارة، وسوف تزيد احتمالية إصابته بالبرد. ولذا، بصفة عامة، يجب أن تلبسي وليدك ملابس قليلة، وليس كثيرة، ثم راقبي طفلك بنفسك. ولا تحاولي إلباسه المزيد من الملابس للحفاظ على دفء يديه؛ لأن أيادي معظم الأطفال تظل باردة حتى وإن ارتدوا ملابس كثيرة. تحسسي ساقيه أو ذراعيه أو رقبته، وأفضل دليل على شعوره بالدفء أو البرودة هو لون وجهه. فالرضع الذين يشعرون بالبرد يفقدون حمرة الوجنتين، ومن ثم ربما يبدءون في البكاء.

في الطقس البارد، يعد غطاء الرأس الدافئ من المستلزمات الضرورية؛ لأن الأطفال يفقدون كثيرا من درجة حرارة أجسامهم من رؤوسهم. ويجب أن يكون غطاء الرأس المخصص لأوقات النوم مصنوعا من الأكريليك المجدول؛ بحيث يستطيع وليدك التنفس من خلالها إن انزلقت ونزلت على الوجه.

إذا ما ألبست وليدك سترات وقمصانا ذات فتحات صغيرة في الرقبة، تذكري أن رأس وليدك أكثر شبها بالبيضة وليس بالكرة. ولذا، اجعلي السترة على شكل حلقة؛ وأدخليها في البداية من خلف رأس طفلك، ثم من الأمام، مع مطها أثناء تنزيلها تجاه الجبهة والأنف. بعد ذلك، ألبسي وليدك الأكمام. وعند خلعها، ابدئي بخلع الأكمام من ذراعي وليدك، واجعلي السترة على شكل حلقة أثناء خلعها من حول الرقبة. ارفعي الجزء الأمامي من الحلقة أمام الأنف والجبهة، بينما يكون الجزء الخلفي من الحلقة لا يزال عند خلف الرقبة، ثم اسحبيها تجاه خلف الرأس.

أغطية عملية

من الأفضل استخدام أغطية أو فرش مصنوعة من الأكريليك فقط، إذا كان الطفل ينام في غرفة باردة (تتراوح درجة الحرارة فيها بين 19 و20 درجة سيلزية). فتشتمل هذه المادة على ميزة الدفء وسهولة الغسيل. أما الشيلان المجدولة، فإنها تطوى وتلفّ بسهولة أكبر من الأغطية المنسوجة، خاصة إذا كان الطفل مستيقظا. ولأنها أخف، فإن بإمكانك تغيير قدر الأغطية وفقا لدرجة الحرارة بدقة أكبر مقارنة باستخدام البطاطين الثقيلة. وعلى أية حال، تجنبي الأغطية الثقيلة؛ مثل اللحاف الذي يصعب التحرك أسفل منه. وفي الغرف الدافئة (التي تزيد درجة الحرارة فيها على 22 درجة مئوية)، أو في الطقس الدافئ، لا يحتاج الطفل في الواقع إلا إلى غطاء قطني. كما أن جميع البطاطين والألحفة والملاءات يجب أن تكون كبيرة بما يكفل طيّها بإحكام أسفل مرتبة السرير، ولا تتسع أعلى وليدك وترتفع لأعلى عند وجهه وتمثل خطورة تعرضه للاختناق.

الهواء المنعش

إنّ التغيرات في درجة حرارة الهواء تساعد على تقوية نظام الجسم في التكيف مع الحرارة أو البرودة. فموظف البنك أكثر عرضة من الحطّاب للإصابة بالبرد عندما يكون في الخارج في فصل الشتاء. كما أن الطفل الذي يعيش باستمرار في غرفة دافئة عادة ما يكون وجهه شاحبا وشهيته مسدودة على الأرجح. والطفل الذي يزن 3 كيلوجرامات ونصف يمكنه الخروج بلا شكّ عندما تكون درجة الحرارة 16 درجة سليزية فصاعدا. ولا تعد درجة حرارة الهواء هي العامل الوحيد، فالرطوبة والهواء البارد أكثر برودة من الهواء الجاف في درجة الحرارة نفسها، بل إن الرياح أكثر برودة من كليهما. وحتى وإن كانت درجة الحرارة أكثر انخفاضا، فإن الطفل الذي يزن 5 كيلوجرامات ونصف يمكنه الشعور بالراحة في طقس مشمس ومكان محمي من أشعة الشمس، إن كان يرتدي ملابس مناسبة.

فإن كنت تعيش في مدينة وليس متاحا عندك فناء أو ساحة لتنزه طفلك فيها، يمكنك الخروج به في عربته. وإن كنت معتادا على حمل وليدك على حمالة صدر أو حمالة ظهر، فلسوف تكون مستعدّا استعدادا جيدا للخروج معه عندما يكبر في السن: إذ سيحب التجول بالقرب الشديد منك، وسوف يكون قادرا على النظر حوله أو النوم. ولذا، إن كنت تحب الخروج مع طفلك، فزد من خروجك معه كثيرا.

من المفيد للطفل (شأنه شأن أي شخص آخر) الخروج من المنزل للتنزه لساعتين أو ثلاث ساعات يوميّا، خاصة خلال فترة ارتفاع درجة الحرارة داخل المنزل. فلقد نشأت ومارست طب الأطفال في الجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسلم معظم الآباء -الذين يقومون بواجباتهم على أكمل وجه- جدلا بأن الأطفال والرضع يجب أن يخرجوا للتنزه لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في اليوم. فالأطفال يحبون الخروج، ويعطيهم هذا حمرة الوجنتين، بالإضافة إلى الشهية الجيدة. ولذا لا يمكنني منع نفسي عن الاعتقاد في صحة هذه العادة.

أشعة الشمس وحمام الشمس

يحتاج الجسم إلى أشعة الشمس لتولد فيتامين د. ولكن إن لم يستطع الرضع قضاء وقتهم في غرفة مشمسة أو في الخارج، فإن بإمكانهم الحصول على كل الفيتامين الذي يحتاجونه من رضعاتهم ومن قطرات الفيتامين. كما أن أشعة الشمس يمكن أن تعرّض الأطفال أيضا إلى الأشعة فوق البنفسجية التي ربما تتسبب في الإصابة بسرطان الجلد في السنوات اللاحقة. والرضع أكثر عرضة لذلك من غيرهم؛ لأن بشرتهم رقيقة، وتحتوي على قدر قليل نسبيّا من الميلانين؛ الصبغة التي تحمي من آثار الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وبالرغم من أن الأطفال ذوي البشرة الداكنة في مأمن أكثر من غيرهم، فإن ذوي البشرة الفاتحة والشّقر والصّهب أكثر عرضة لخطورة الإصابة بأضرار أشعة الشمس. ومن الأماكن التي يعد تواجد الأطفال فيها خطيرا بصفة خاصة، الشواطئ وحمامات السباحة والقوارب؛ لأن الأشعة فوق البنفسجية تنعكس من الماء، بالإضافة إلى نزولها مباشرة من أعلى.

ولذا، ينصح خبراء البشرة بأن يستخدم الأطفال والبالغون المستحضرات الواقية من أشعة الشمس، سواء الكريمات أو المستحضرات السائلة، المشتملة على معامل حماية SPF يبلغ -على الأقل- 15، أو أكثر لذوي البشرة الأكثر تحسسا من الشمس. وبالنسبة للأطفال الأقل من ستة أشهر، تتسبب المستحضرات الواقعية من أشعة الشمس في تهيج الجلد على الأرجح. ومن ثم، تجب تغطية الطفل الذي سوف يتعرض لأشعة الشمس لأكثر من بضع دقائق، عن طريق إلباسه قبعة ذات حافة واسعة مصنوعة من مادة تمنع أشعة الشمس من اختراقها، بالإضافة إلى سروال وقميص طويل الكمين. على الرغم من ذلك، فإن الطفل الأشقر -الذي راعى والداه هذه النصائح لدى خروجه في الشمس- يجب ألا يجلس بجوار حمامات السباحة لوقت طويل؛ لأن الأشعة المنعكسة لها آثار ضارة بالمثل، واعلمي أن حمام الشمس – أي التعرض للأشعة فوق البنفسجية بغرض الحصول على السمرة – ليس صحيّا في أية مرحلة عمرية.