كيف تبدو أعراض نزلات البرد الشائعة؟
إذا وجدت طفلك مصابا بنزلة برد أثناء الأشهر الستة الأولى من عمره أو ما شابه، فمن المرجح أن تكون نزلات خفيفة. ربما يبدأ طفلك المصاب بالعطس، ليسيل بعدها أنفه أو يصبح مليئا بالمخاط أو مسدودا بحيث لا يمكنه التنفس منه. كذلك، قد يسعل الطفل قليلا، إلا أنه ليس بالضرورة أن تصاحب الحالة أي حمى أو ارتفاع في درجة حرارته. عندما يكون أنف طفلك مليئا بالمخاط الخفيف الذي يشبه الفقاعات؛ فقد ترغبين في أن تمخطي أنف طفلك بنفسك لتنظيفه، إلا أن هذا الأمر سيضايقه على ما يبدو. من ناحية أخرى، إذا كان أنف طفلك مسدودا بالمخاط غليظ القوام، فقد يتسبب ذلك في انزعاجه بشدة؛ حيث سيحاول الطفل مرارا إغلاق فمه ليتملكه الغضب عند عدم قدرته على التنفس. قد يضايقه انسداد أنفه بشكل أكبر عند محاولته الرضاعة سواء طبيعيا أو صناعيا، حتى إنه قد يرفض الرضاعة تماما في بعض الأحيان، ولكنه بعد مرور بضعة أيام سيبدأ في التحسن، ليعود خلال أسبوعين إلى حالته الطبيعية.
قد يصاب الأطفال الأكبر سنا بنفس نزلات البرد الخفيفة أو نزلات البرد الأشد وطأة. وإليك فيما يلي التسلسل المعتاد لحالات الإصابة؛ حيث يكون الطفل في عامه الثاني على ما يرام في الصباح، ولكن يبدو عليه التعب قليلا في وقت الغداء، كما يصبح أقل شهية مما هو معتاد، فيستيقظ من غفوته وهو غاضب بشدة، وتلاحظ الأم ارتفاع درجة حرارته، وعند قياس الأم درجة حرارة طفلها تجدها حوالي 38 درجة مئوية، وعند الذهاب إلى الطبيب وأثناء فحصه يجد الطبيب أن درجة حرارته تتجاوز 40 درجة مئوية؛ حيث يكون الخدان أحمرين، وتكون العينان شاحبتين، ولكنه لا يبدو مريضا بشكل واضح. قد لا يقبل على الطعام على الإطلاق، أو لا يتناول منه سوى القليل، كذلك قد لا يكون لديه أي أعراض للبرد، ولا يجد الطبيب أي عرض محدد باستثناء وجود احمرار بسيط في الحلق. لكن في اليوم التالي ترتفع لديه درجة الحرارة قليلا، ويبدأ أنفه في السيلان (الرشح)، وربما يسعل أحيانا. وبعد ثلاثة أو أربعة أيام يتغير شكل المخاط في الأنف فيتحول من اللون الأبيض إلى الأصفر أو الأخضر. وربما يتقيأ الطفل مرة أو مرتين. ومع ذلك، تظل نزلة البرد خفيفة عند هذا العرض لتأخذ دورتها وتستمر لمدة أسبوع أو اثنين.
ماذا يحدث أثناء الإصابة بنزلة البرد؟
تحدث نزلات البرد بسبب الإصابة بفيروس واحد من حوالي مائة فيروس مختلف أو غيرها من الجراثيم. ومن أكثر المسببات شيوعا للإصابة بالبرد الفيروسات البيكورناوية (وهي فيروسات الحمض النووي الريبوزي الصغيرة)، وتشمل الفيروس الأنفي. الجدير بالذكر أنه لا يترتب على الإصابة بهذه الفيروسات إحداث الكثير من الضرر للجسم، ولكن الجهاز المناعي للطفل هو الذي يتسبب في الإصابة بأعراض للبرد.
عادة ما تدخل فيروسات البرد داخل الجسم عبر الأنف أو العينين، وغالبا ما ينتقل معظمها من خلال يد الطفل الحاملة لها، كما أنها تنتقل عبر الهواء من خلال العطس. فبمجرد دخول هذه الفيروسات جسم الطفل تظل موجودة داخل خلايا بطانة الأنف أو الحلق، وتبدأ في التكاثر بالطريقة التي تتكاثر بها الفيروسات، فيصدر الجسم استجابات من خلال إطلاق مواد كيميائية تجعل الأوعية الدموية تسرب سوائل داخل الأنسجة؛ مما يترتب عليه حدوث تورم. تتضمن الاستجابات المناعية الأخرى تحفيز إنتاج المخاط وحدوث الحمى، ليظهر بعدها دور كرات الدم البيضاء كي تبدأ في مهاجمة الفيروسات.
وعلى الرغم من ذلك لا يكون الأمر دوما كما وصفنا بهذه الطريقة المثيرة؛ فغالبا ما يصاب الأطفال والبالغون بفيروس البرد على حد سواء، إلا أنه لا تظهر لديهم أي أعراض تذكر، ولكن يظل لديهم إمكانية نقل الفيروس للغير، ليعاني الشخص الذي انتقلت إليه العدوى من جميع الأعراض المعتادة.
عندما تتعقد الأمور
لا تتسم نزلات البرد بالخطورة في حد ذاتها، ولكنها أحيانا ما تؤدي إلى الإصابة بعدوى أسوأ وأشد وطأة. يمكن لفيروسات البرد أن تقلل من مقاومة الجسم ضد أكثر أنواع البكتيريا خطورة مثل المكورات العقدية، والمكورات العقدية الرئوية. وغالبا ما تعيش مثل هذه البكتيريا في أنف وحلق الأشخاص الأصحاء خلال فترة شهور الشتاء والربيع، ولكنها لا تسبب لهم أي ضرر بسبب تصدي جهاز المناعة لها، ولا يتسنى لهذه البكتيريا الأخرى فرصة التكاثر والانتشار إلا بعد سيطرة فيروس البرد على الجسم؛ فتتسبب هذه البكتيريا بعدها في حدوث عدوى بالأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى)، أو عدوى بالجيوب الأنفية (التهاب الجيوب الأنفية)، أو الرئتين (التهاب رئوي).
يمكنك تحديد توقيت حدوث هذه العدوى الثانوية بسبب ازدياد اعتلال الطفل؛ حيث يفقد شهيته وتصبح طاقته واهنة، كما قد تبدأ لديه نوبات من الحمى وارتفاع في درجة حرارته، ولكنها لا تكون مقلقة على وجه الخصوص في أول يوم للإصابة بنزلة البرد، ولكن معاودتها بعد التعافي من نزلة البرد تعد -في الغالب- علامة على بدء الإصابة بعدوى أسوأ. من العلامات الأخرى المقلقة في هذا الصدد الشعور بألم في الأذن أو الوجه، أو ازدياد السعال سوءا، أو التنفس السريع، ويجب عند الشعور بأي من هذه التغيرات استشارة الطبيب على الفور.
يعتقد الكثير من الأطباء أن أي رشح بالأنف يدوم لأكثر من أربعة عشر يوما يجب أن تتم معالجته مثل العدوى البكتيرية للجيوب الأنفية باستخدام المضادات الحيوية. ومع ذلك، أحيانا ما تستمر نزلات البرد لأكثر من أسبوعين مثل حالات الإصابة بالحساسية. ولا يعد تحول المخاط من اللون الشفاف إلى اللون الأخضر علامة أكيدة على التهاب الجيوب الأنفية؛ بل إنها تعد علامة على نشاط جهاز المناعة ومقاومته ببساطة. ومع ازدياد المخاوف بشأن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أصبح الأطباء أكثر اهتماما بعدم صرف هذه الأدوية مطلقا إلا عند الحاجة الملحة إليها.
حالات تتشابه مع نزلات البرد ولكنها ليست كذلك
غالبا ما تمتد معظم نزلات البرد لمدة أسبوع أو أسبوعين، وأحيانا ما تستغرق ثلاثة أسابيع، وقد لا يكون رشح الأنف الممتد أسبوعا تلو الآخر نزلة برد على الإطلاق؛ بل يكون علامة على الإصابة بحساسية الأنف، كما يعتبر الشعور بحكة العين أو سيلان دموعها مع وجود مخاط خفيف شفاف اللون علامات أخرى دالة على الإصابة بالحساسية.
عندما تشتد نوبات السعال بشكل ملحوظ، فانتبهي لإمكانية الإصابة بالسعال الديكي (أو عدوى الشاهوق). ولا تنخدعي؛ حيث ليس من الضرورة أن يصدر عن جميع المصابين بالسعال الديكي صوت السعال المعتاد، خاصة إذا كان الشخص المصاب بالعدوى طفلا أكبر سنا أو فردا بالغا. عند استمرار نوبات السعال الجاف أو سماع أزيز عند التنفس بجانب سيلان الأنف (الرشح)، ربما يتم تشخيص المشكلة هنا على أنها حالة إصابة بالربو. الجدير بالذكر أن فيروسات البرد تعد مسببا قويا للإصابة بالربو. ومن الضروري وضع هذه الإمكانية في الاعتبار بسبب توافر علاج فعال للربو على وجه الخصوص. كذلك، يمكن أن يرجع أمر الإصابة بنوبات السعال وأزيز التنفس عند ازدياد حدتهما إلى أشكال أخرى من العدوى مثل الإصابة ببكتيريا «المايكوبلازما» –وهي بكتيريا سلبية الجرام تفتقر للجدار الخلوي، وتكون عصية على بعض المضادات الحيوية- التي تستدعي علاجا محددا؛ ولذا، قد يحتاج الطبيب إلى سماع صدر طفلك أو الاطلاع على صورة من أشعة إكس لتشخيص الحالة.
فتبدأ الإصابة بالمرض عند سيلان الأنف (الرشح)، ووجود نوبات سعال وحمى، إلا أن هذه الأعراض تنتقل بعدها إلى الأمعاء مع استمرار القيء والإسهال عدة أيام. غالبا ما تكون الفيروسات المختلفة سببا في الإصابة بمثل هذه العدوى (غالبا الفيروسات الغدية) والتي تكون أشد وطأة بسبب تأثر معظم الجسم بها. إذا كانت نوبات الصداع أو آلام العضلات والشعور بالوهن وفقدان القدرة على القيام بأي شيء هي الأعراض الرئيسية بجانب الحمى؛ فقد تكون الإصابة عبارة عن إنفلونزا.
علاج نزلة البرد
إننا لا نعرف حتى الآن كيفية القضاء على فيروسات البرد داخل الجسم، ولحسن الحظ أننا لسنا مضطرين لذلك؛ فالجسم يتحسن عند الإصابة بنزلات البرد بمفرده ومن تلقاء نفسه، ويكمن أساس العلاج في الحد من الشعور بالألم في تلك الأثناء التي يتصدى فيها جهاز المناعة لدى طفلك للإصابة.
محقنة الأنف
تكمن الخطوة الأولى بالنسبة للرضع والأطفال الصغار في إزالة احتقان الأنف. يمكنك استخدام محقنة الأنف لشفط المخاط منه. اضغطي على المحقنة، ثم أدخلي طرفها في الأنف، وفكي الضغط برفق. تذكري أن الأنسجة داخل الأنف حساسة جدا؛ لذا لا تبالغي في دفع المحقنة داخل الأنف، ومن الأفضل لك شراء محقنة أنف بطرف بلاستيكي واسع يسهل إدخاله في فتحة الأنف، مع مراعاة عدم ملاءمة مقاس هذا الطرف بالضبط مع التجويف الداخلي للأنف، فهذا النوع سيعمل بشكل أفضل؛ لأن الغطاء المحكم الموجود بين فتحتي الأنف وطرف المحقنة يسمح بالضغط على المحقنة بسهولة لشفط كل الهواء من خلف الأنف، وباستخدام المحقنة المناسبة لن يساورك القلق بصدد إثارة الأنف أثناء تنظيفه.
نقط الأنف
بالنسبة للمخاط غليظ القوام، ضعي نقطة أو نقطتين من المحلول الملحي في كل فتحة أنف، واتركيها لمدة خمس دقائق لتخفيف قوام المخاط قبل شفطه. الجدير بالذكر أن الأطفال يكرهون هذا الأمر، ولكنهم يشعرون بمزيد من التحسن بعدها. يمكنك إعداد المحلول الملحي بنفسك (بإذابة ربع ملعقة شاي من الملح في 235 مللي من الماء)، أو شراء نقط المحلول الملحي المتوافرة بالصيدليات؛ وهي رخيصة الثمن وتأتي معها قطارة سهلة الاستخدام.
تجنبي نقط الأنف العلاجية؛ فمع أنها تعمل على انقباض الأوعية الدموية بالأنف وتقليل الإفرازات، إلا أن مفعولها لا يستمر لفترة طويلة، حيث تقل فاعليتها بعد عدد قليل من مرات الاستعمال، وفي نهاية الأمر، غالبا ما يصبح الأنف معتمدا بشكل كبير عليها، وتزداد الإفرازات بمجرد التوقف عن استخدامها؛ وبالتالي يصبح العلاج هنا أسوأ من المرض، علاوة على ذلك، يظهر على بعض الأطفال آثارا جانبية خطيرة نتيجة استخدام هذه الأدوية.
أجهزة البخار والترطيب
يمكن أن تؤدي الرطوبة الزائدة داخل الغرفة إلى جعل الإفرازات أخف، أو على الأقل تحافظ عليها من الجفاف، ولا يهم هنا كيفية إضافة رطوبة إلى الغرفة، ففي الشتاء كلما كان منزلك أكثر دفئا، ازداد جفاف الهواء به. وقد يشعر الطفل المصاب بنزلة البرد بمزيد من الراحة في درجة حرارة الغرفة 20 درجة مئوية أكثر من درجة حرارة 24 درجة مئوية. تبدأ أسعار أجهزة ترطيب الهواء من 40 دولارا حتى 400 دولار، ويعتبر جهاز الترطيب المعتاد الذي يمرر في الهواء رذاذ الماء البارد -ولا تتجاوز تكلفته 30 دولارا– وافيا بالغرض. وأيا كان نوع جهاز ترطيب الهواء المستخدم؛ تأكدي من تنظيف خزان الماء به مرة واحدة أسبوعيا على الأقل لمنع نمو العفن والبكتريا باستخدام كوب من الكلور المبيض المخفف بجالون (30 لترا) من الماء.
يعتمد جهاز البخار الكهربائي على عنصر التدفئة الكهربائية لغلي الماء، ولكن البخار لا يعد أفضل من رذاذ الماء البارد عند إضافة الرطوبة إلى الهواء. علاوة على ذلك فإنه عند استخدام البخار قد يتعرض طفلك لخطر اللسع عند وضع يده أو وجهه في البخار، أو إذا سقط عليه الجهاز. إذا اشتريت أحد أجهزة البخار فابحثي عن الحجم الكبير الذي يحتوي على ربع جالون أو أكثر وبه إمكانية الغلق الذاتي عند غليان الماء. قد تتعرض أوعية الماء بالمبرد للسكب، ومن ثم فإنها لا تسهم بإضافة الكثير من الرطوبة إلى الهواء.
المضادات الحيوية
تعمل المضادات الحيوية المعتادة (مثل الأموكسيسيلين) على قتل البكتيريا، ولكن لا يكون لها أي فعالية تجاه الفيروسات المسببة لنزلات البرد. قد لا يؤدي تناول المضادات الحيوية عند الإصابة بالبرد إلى أي أضرار لطفلك وقتها ما لم يكن لديه حساسية ضدها، أو ما لم تسبب له الإسهال. ولكن على مدار الوقت، وحتى مع استخدامه مع جميع الفئات العمرية، يكون ضرر تناول المضاد الحيوي خطيرا، فالمبالغة في استخدام المضادات الحيوية تتسبب في نمو سلالات من البكتيريا لديها مناعة ضد هذه المضادات؛ وهذا يعني أن المرة القادمة التي يكون فيها طفلك (أو أي شخص آخر) مريضا بحق، من الأرجح ألا تكون للمضادات الحيوية المعتادة أي فاعلية.
أدوية السعال والبرد
ليس هناك دليل جيد على الإطلاق يؤكد حقا على فاعلية أدوية السعال والبرد المتاح شراؤها بالصيدليات دون وصفة طبية؛ ولكننا الآن أدركنا خطورتها، خاصة على الرضع والأطفال الصغار. لا تدع الإعلانات تخدعك؛ فهناك الكثير من الماركات، ولكن القليل منها يكون له الفاعلية المعلن عنها، بينما لا يتسم أي منها بأي أمان أو فاعلية بالنسبة للأطفال دون العامين.
بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، يمكن أن يتسبب العلاج قصير الأمد أحيانا (لمدة يومين أو ثلاثة أيام) باستخدام مزيلات الاحتقان -مثل سودوإفيدرين- إلى تخفيف الضغط في الجيوب الأنفية المحتقنة. كذلك، غالبا ما يكون استنشاق البخار من وعاء يحتوي على ماء ساخن أمرا مجديا أيضا. من ناحية أخرى، تفيد مضادات الهستامين في حالات الحساسية، ولكنها لا تكون ذات فاعلية عند الإصابة بنزلات البرد، كما أنها من الممكن أن تسبب النعاس للأطفال؛ بل وأحيانا ما تزيد من عصبيتهم ونشاطهم بشكل مفرط. أما عن أدوية السعال التي تحتوي على ديكستروميتورفان (وغالبا ما يشار إليه بالاختصار DM)؛ فإنها غير ذات فاعلية، والأكثر من ذلك أنها من الممكن أن تتسبب في حدوث آثار جانبية خطيرة، كما أحيانا ما يسيء المراهقون استخدامها بحثا عن النشوة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن عسل النحل يعد من أفضل مضادات السعال.
الفيتامينات والمكملات الغذائية والأعشاب
ليس هناك دليل على أن الجرعات الكبيرة من فيتامين (ج) يمكن أن تمنع الإصابة بنزلات البرد أو تسهم في الشفاء منها بشكل أسرع؛ فقد كان عنصر الزنك من فترة ليست بعيدة -على ما يبدو- علاجا ممكنا، إلا أن الكثير من الأبحاث أظهرت أنه غير ذي فاعلية ما لم يكن الأطفال أصحاء. على الرغم من ذلك، فإن الأشخاص الذين تنخفض لديهم مستويات الزنك من المحتمل أن يفيدهم تناول مكملات الزنك الغذائية، وقد يساعد عشب الإشيناسيا (وأحيانا ما يعرف باسم عشب القنفذية أو الردبكية) في حالات الإصابة بنزلات البرد لدى البالغين، ولكن ليس هناك أي دليل على فائدته بالنسبة للأطفال. وهناك أنواع كثيرة ومختلفة من عشب الإشيناسيا، كما أن المنتجات المعدة منه ليست لها نظم ولوائح منظمة كما ينبغي؛ ومن ثم، سيصعب عليك معرفة ما يتم تناوله، واعلمي أنه ليس لمجرد كونه عشبا طبيعيا أن يكون آمنا بالضرورة.
العلاجات الأخرى غير الدوائية
قد يحتوي حساء الدجاج على مادة تقلل من أعراض البرد حقا. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا بأس من تناوله ساخنا للشعور بالراحة، كما أنه يساعد باعتباره سائلا في تجنب تعرض الأطفال للجفاف وجعل أجسامهم رطبة. كذلك يفيد الملح الموجود بالحساء كثيرا بسبب احتوائه على خاصية التوازن الإليكتروليتي، بجانب تلك القيمة الغذائية لكل من عنصري البروتين والدهون المتوافرين بالحساء؛ ومن ثم، لا يمكن حقا أن يكون لحساء الدجاج أي ضرر من تناوله على الإطلاق. كذلك تفيد السوائل الدافئة -من أي نوع- الجسم عند الإصابة بالبرد، ويؤدي تدليك الظهر والصدر إلى الشعور بالراحة، إلا أن التدليك بزيت النعناع ربما لا يكون مفيدا؛ بل إنه قد يزيد من الأمر سوءا، ويفيد تدليك الجبهة ومنطقة أسفل العين برفق (بتحريك اليدين في اتجاه الأنف وأسفله) عند احتقان الجيوب الأنفية، ولا يوجد هناك دليل قوي على أن شرب اللبن يزيد من كثافة الإفرازات، إلا أنه لا ضرر من تجنب تناوله لعدة أيام قليلة (إذا لم يرغب طفلك في تناوله). ويعد مشروب العسل والليمون الدافئ –سواء مع الشاي أو دونه– مضادا للسعال ذا فاعلية تفوق فاعلية أي دواء آخر متاح بالصيدليات يتم صرفه دون وصفة طبية. وعلى الرغم من ذلك، يجب عدم إعطاء العسل للأطفال قبل إتمام عامهم الأول بسبب خطورة التعرض لتسمم غذائي.
سبل الوقاية من نزلات البرد
من المعتاد أن يصاب الأطفال دون سن المدرسة بنزلات البرد من ست إلى ثماني مرات في السنة؛ بل وقد يزيد هذا المعدل لدى الأطفال المعتادين الذهاب إلى دور الحضانة. في كل مرة يصاب فيها الطفل بنزلة برد يكتسب جسمه مناعة تجاه الفيروس المسبب لتلك النزلة، ولكن تظل هناك عشرات -بل مئات- من فيروسات البرد التي لا يتعرض لها الطفل. إلا أنه مع مرور الوقت يصبح جهاز المناعة لدى الطفل أكثر «خبرة» في التعامل مع الفيروسات، فتقل لديه مرات الإصابة بنزلات البرد وتتناقص حدتها كثيرا.
الفائدة الأخيرة والوحيدة: الأطفال الذين تكثر لديهم عدد مرات الإصابة بنزلات البرد في وقت مبكر من عمرهم عادة ما تقل معدلاتها لديهم فيما بعد.
أما عن أفضل الأشياء التي يمكنك مراعاتها لمنع الإصابة بنزلات البرد فهو تجنب الاتصال الفعلي عن قرب بأي شخص لديه الإصابة، ولكن القول أسهل من الفعل هنا، خاصة إذا كان طفلك ممن يضطرون للذهاب إلى الحضانة أو المدرسة. ويساعد غسل اليدين جيدا في منع الإصابة، كما يعد استخدام مطهرات اليد المحتوية على كحول أكثر فاعلية في قتل فيروسات البرد من الماء والصابون. ويجب توجيه الأطفال وتعليمهم السعال في أكمامهم (وليس أيديهم)، والتمخط في مناديل ورقية يتم التخلص منها في القمامة.
ولا يمنع البقاء في المنزل من الإصابة بنزلات البرد عندما يكون الطقس باردا؛ بل على العكس تماما؛ لأن الأطفال يعتادون البقاء في المنزل شتاء حيث تكون النوافذ مغلقة دائما؛ وهذا يؤدي بدوره إلى سهولة انتشار فيروسات البرد جدا، فالفيروسات وحدها هي التي تسبب نزلات البرد، أما الهواء البارد فيؤدي إلى سيلان الأنف فقط.
يمكنك زيادة قدرة طفلك على مقاومة نزلات البرد بمساعدته على اتباع عادات صحية جيدة في الطعام والنوم، وبمنع التدخين في منزلك؛ فالتدخين السلبي يضر بخلايا الأنف والحلق المسئولة عن التخلص من الفيروسات عبر المخاط، فالأطفال المعرضون للتدخين السلبي قد لا يصابون بالكثير من الفيروسات، ولكنهم إذا حدثت لديهم الإصابة تشتد حدتها، كما تطول مدة المرض بشكل أكبر، ويعد هذا دافعا لك للتوقف عن التدخين إذا كنت من فئة المدخنين.
يمكنك أيضا الحفاظ على منزلك خاليا من مناخ الضغط والتوتر قدر الإمكان (فيمكنك –مثلا- تقليل الصراخ بالمنزل إلى أدنى حد ممكن)، فالتوتر والضغط المزمنان يزيدان من مستويات هرمون الكورتيزول الذي يقلل –بدوره- من كفاءة الجهاز المناعي. الجدير بالذكر أن من بين كل سبعة أطفال يرث طفل واحد تقريبا تلك الجينات التي تجعله معرضا للآثار السلبية للتوتر والضغط على وجه الخصوص، ولكن سواء أكان الطفل معرضا أم لا لتلك الآثار السلبية، فإن البيت الهادئ يعد أكثر صحة للجميع.