الحساسية الموسمية (حمى القش)
من المحتمل أنك تعرفين بعض الأشخاص المصابين بحمى القش. عندما تتطاير حبوب اللقاح في الرياح، يبدأ هؤلاء الأشخاص في العطس ويشعرون بحكة في أنوفهم بجانب سيلانها. وتعتبر حبوب اللقاح الخاصة بالأشجار هي السبب المعتاد لهذه الحالة في فصل الربيع، بينما تكون عشبة الرجيد هي السبب في فصل الخريف (نادرا ما تتسبب الأزهار في الإصابة بحمى القش؛ لكبر حجم حبوب اللقاح الخاصة بها، حيث لا يمكنها التطاير لمسافات؛ بل تنتقل من مكان إلى مكان بواسطة الحشرات والكائنات الأخرى).
عادة ما تصيب حمى القش الأطفال بعد بلوغهم ثلاث أو أربع سنوات، وغالبا ما تكون حالة متوارثة داخل العائلة. كذلك، من المرجح أن تكون دموع العينين والشعور بحكة فيهما باستمرار من أعراض الحساسية، ويمكن للطبيب التأكد من تشخيص الحساسية بناء على الأعراض والفحص البدني ومعرفته بطبيعة حبوب اللقاح الأكثر شيوعا وانتشارا في منطقتك في مختلف أوقات العام.
الإصابة بحساسية الأنف على مدار العام
يعاني الكثير من الأطفال من حساسية عثة الغبار أو العفن (أكثر مسببات الحساسية شيوعا)، أو شعر الحيوانات الأليفة ووبر فرائها، أو ريش الإوز، أو غيرها من المواد الأخرى. وتتسبب هذه الحساسية طوال العام في انسداد الأنف أو سيلانه لفترات تمتد لأسابيع، كما تتسبب في استمرار تنفسهم المزمن من الفم ووجود سوائل داخل الأذنين في أغلب الأحوال أو تكرار الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية.
قد تزداد الأعراض سوءا في فصل الشتاء؛ لأن إغلاق النوافذ والأبواب يحافظ على وجود مسببات الحساسية داخل المنزل وعدم دخول الهواء النقي والمنعش بالمنزل. تتضمن العلامات البدنية للإصابة بالحساسية وجود هالات داكنة اللون وتجاعيد أسفل العينين وحول قصبة الأنف، وغالبا ما يجد الأطفال المصابون بالحساسية المزمنة صعوبة في الانتباه والتركيز على المستوى الدراسي؛ بسبب شعورهم بالإرهاق، أو عدم القدرة على السمع بوضوح، أو عدم الارتياح ببساطة.
علاج حساسية الأنف
بالنسبة لعلاج حمى القش، أحيانا ما تكون بعض الخطوات البسيطة كافية؛ مثل مراعاة إغلاق النوافذ أثناء القيادة والنوم، واستخدام مكيف الهواء قدر المستطاع، والبقاء في المنزل عندما تزداد أعداد حبوب اللقاح. بالنسبة لحالات الحساسية طوال العام، غالبا ما تحدد تحاليل الدم أسبابها، وأحيانا ما يستوجب على الشخص المصاب أن يجري اختبار وخز الجلد.
إذا كان سبب الحساسية هو ريش الإوز، فيمكنك تغيير الوسادة، وإذا كان السبب هو الكلب الموجود بالمنزل، فيمكنك البحث عن تربية غيره من الحيوانات الأليفة. بالنسبة لعثة الغبار، تنظف بعض الأمهات منازلهن باستخدام المكنسة الكهربائية عالية الكفاءة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، بينما تعمل أخريات على إزالة السجاد والستائر وتنظيفها، خاصة الموجودة بحجرة نوم الأطفال، ويمكنك التخلص من دمى الحيوانات المحشوة (حيث تعيش عثة الغبار)، أو غسلها بماء ساخن كل أسبوع أو أسبوعين، ويمكنك تغليف المراتب والوسائد الخاصة بطفلك داخل أغطية بلاستيكية محكمة الغلق ذات سحابات (سوستة)، مع وضع شريط لاصق على السحابات لحبس مسببات الحساسية داخل هذه الأغطية. كذلك، يتسبب الحفاظ على معدل رطوبة الحجرة لأقل من 50 في المائة في الحد من عثة الغبار والعفن، ويمكن أن تساعد أجهزة تنقية الهواء الكهروستاتيكية كثيرا في هذا الصدد. إذا لم يفلح أمر تجنب مسببات الحساسية في العلاج؛ فهناك عدة أنواع من الأدوية التي يمكن تجربتها.
تقضي مضادات الهستامين (يعد بينادريل إحدى ماركاتها) على فاعلية الخطوة الرئيسية لرد الفعل التحسسي، وقد تم تداول هذه الأدوية منذ وقت طويل، فهي رخيصة الثمن وآمنة، ولكنها غالبا ما تسبب النعاس للأطفال وتؤثر على يقظتهم بالمدرسة. من ناحية أخرى، تتسم مضادات الهستامين الأحدث (كلاريتين وزيرتك وغيرها الكثير) بأنها أغلى ثمنا ولها نفس الفاعلية، إلا أن آثارها الجانبية تكون أحيانا أقل من غيرها. ومع ذلك، تجدر تجربة مضادات الهستامين القديمة أولا. وتوجد مضادات الهستامين في صورة شراب وحبوب وبخاخات.
تمنع الأدوية الأخرى المضادة للحساسية فاعلية الخطوات المختلفة بالنسبة لاستجابة الحساسية أو تقلل من الاستجابة المناعية بوجه عام. كذلك، يمكن أن تساعد أدوية مثل مونتيلوكاست (سينجويلاير وغيره من الأسماء الأخرى) أو الفلوتيكازون (مثل فلونيز) في العلاج بالرغم من احتياج تناولها لإشراف طبي شديد لمراقبة الآثار الجانبية لها. بالنسبة للحالات الحادة من الحساسية التي لا تستجيب للأدوية؛ من الممكن أن يساعد العلاج المناعي (حقن الحساسية) على الشفاء، ولكنك ستحتاجين لموازنة المنافع في مقابل التكلفة والآلام التي سيتم تحملها قبل الإقدام على هذا العلاج.
سبل الوقاية من الحساسية
تعد حالات الإصابة بالحساسية أكثر شيوعا في الدول الغنية عن الدول النامية. ربما يتعلق أحد أسباب ذلك بالطفيليات المعوية؛ فحالات الإصابة بالحساسية تحدث بسبب النشاط المفرط للجزء نفسه من الجهاز المناعي الذي يتصدى للطفيليات، ففي الأماكن التي استطاعت بها الخدمات الحديثة للصرف الصحي أن تتخلص من الطفيليات لم يعد أمام الجهاز المناعي سوى معدل أقل من التهديدات الخطيرة -كحبوب اللقاح أو فراء القطط- التي تم تجاهلها تماما. ولا نعلم ما إذا كانت هذه النظرية –أو ما يعرف بالفرضية الصحية– صحيحة أم لا بالرغم من منطقيتها، فربما كان التعرض لقدر معين من الأتربة والقاذورات والكائنات التي تزحف أمرا جيدا حقا للأطفال. وإذا كان الأمر كذلك، فإن سبل الوقاية من الحساسية ستكون إذا سببا آخر جيدا لترك طفلك يلعب خارج المنزل.