الاستعداد للتدريب على استخدام المرحاض
أولاً يجب أن تتحلى بالهدوء
الجميع يتحدثون عن مدى استعداد الطفل لأن يدرب على استخدام المرحاض، ولكن الأبوين يجب أن يكونا مستعدين أيضا؛ فالعديد من الآباء والأمهات يشعرون بالقلق من الموضوع برمته، فربما قد سمعنا عن أطفال بلغوا الرابعة أو الخامسة من أعمارهم ويرفضون استخدام المرحاض، أو عن أطفال أصغر سنا لا يستطيعون الانضمام إلى برامج رعاية الطفل؛ لأنهم ما زالوا يعتمدون على الحفاضات. فمن السهل أن ينظر الأبوان إلى التدريب على استخدام المرحاض بإصرار وثبات على أنه اختبار يخشون ألا ينجحوا فيه، ولكن على الجانب الآخر قد ينتابهم القلق من أن إصرارهم على محاولة تمرين الطفل على ذلك قد يجعله يتمرد عليهم، أو يسبب له مشكلات وجدانية.
لا يوجد شيء في الواقع يدفعك للقلق في الغالب، فأغلب الأطفال يتعلمون كيف يستخدمون النونية (القصرية) أو المرحاض فيما بين عامين ونصف أو ثلاثة أعوام ونصف، وبعضهم يبدأ في تعلم ذلك مبكرا عند الشهر الثامن عشر، والبعض الآخر قد يتأخر إلى الشهر السادس والثلاثين. وعلى المستوى الجماعي لا ينتهي الأطفال الذين يبدءون المران على استخدام المرحاض مبكرا قبل غيرهم، وتنتهي الفتيات من تعلم هذا الأمر قبل الأولاد بشهرين أو ثلاثة. أيا ما كان العمر الذي يبدأ فيه الأبوان تمرين الطفل على استخدام المرحاض يجب أن يتجنبا الإفراط في الشدة أو اللين، فالعقاب القاسي قد يأتي بنتائج عكسية، وعدم اتخاذ أي رد فعل تماما ربما يجعل الطفل يقرر أن يختار الحفاضات بدلا من المرحاض. ولكن إذا اتبع الأبوان منهجا وسطيا وقاما بتعديل طريقة المران وفقا للدوافع التي تحرك الطفل ومستوى نضجه فغالبا ما ستسير الأمور معهما بشكل جيد على المدى الطويل.
رأي طبيب: يعتقد أغلب الناس أن الطريقة الوحيدة التي يتمكن الأطفال بها من استخدام المرحاض تعتمد على الجهود الكبيرة التي يبذلها الآباء والأمهات، وهذا الاعتقاد خاطئ؛ فبشكل عام يتمكن الأطفال تدريجيا من السيطرة على التبول والتبرز كلما كبروا.
علاقة استخدام المرحاض بالنمو
التدريب على استخدام المرحاض يأتي بصورة طبيعية في الوقت الذي يبدأ الأطفال فيه اكتساب الشعور بأنفسهم كأفراد. وفي ذلك العمر -في العام الثاني أو الثالث تقريبا- يرغب الأطفال في الاستقلالية، وفي السيطرة على كل ما يقومون به. فهم يتعلمون ما هي الأشياء التي تخصهم وأنه بإمكانهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيحتفظون بها أو سيتخلون عنها. ويكون لديهم اهتمام فطري بالأشياء التي تخرج من أجسامهم، ويسعدون كثيرا بقدرتهم المتنامية على السيطرة على الوقت الذي تخرج فيه هذه الأشياء، والمكان الذي يخرجونها فيه.
يكتسب الأطفال بتعلمهم كيفية استخدام المرحاض السيطرة على فتحتي الجسم اللتين كانتا تعملان من قبل بصورة آلية. وإحساسهم الجديد بالسيطرة يجعلهم يشعرون بالفخر، وفي البداية يكون شعورهم هذا بالفخر كبيرا للغاية لدرجة أنهم يحاولون أن يذهبوا إلى المرحاض مرة كل بضع دقائق. فبتعلمهم استخدام المرحاض يقبل الأطفال أول مسئولية حقيقية يكلفهم بها الآباء والأمهات. وإذا نجح الأطفال والآباء والأمهات في التعاون معا لإتمام هذا المشروع فسوف يكتسبون شعورا جديدا بالثقة في بعضهم البعض؛ فالطفل الذي كان يستمتع من قبل باللعب بالطعام والفضلات أصبح يفضل النظافة ويرتاح إليها.
ربما تعتقد أن هذه النقلة تعني في الأساس أنك لن تضطر إلى تغيير حفاضات متسخة بعد الآن، وأنا أتفق معك أن ذلك شيء مهم. ولكن أن يصبح طفلك شخصا يفضل النظافة فهذا يعني أكثر بكثير من أن حفاضته لن تتسخ؛ فذلك يعد هو الأساس الذي يبني عليه طوال حياته رغبته في ألا تكون يداه متسختين، وأن تكون ملابسه نظيفة وبيته مرتبا، وأن يعمل بشكل منظم. فالتمرين على استخدام المرحاض له دور كبير في رسم ملامح شخصية الطفل. وإذا استثمرت رغبة طفلك الفطرية في أن يصبح أكثر نضجا وأكثر اعتمادا على النفس فسوف تكون عملية التمرين أسهل بالنسبة لكليكما.
التدريب المبكر على استخدام المرحاض
في العام الأول لا يكون لدى الرضيع سوى درجة ضئيلة للغاية من الوعي بالتبرز، فعندما يمتلئ المستقيم -خاصة بعد تناول وجبة تكون الأمعاء خلالها نشطة- تضغط الفضلات على الصمام الداخلي لفتحة الشرج فينفتح بشكل جزئي ويؤدي ذلك إلى إثارة حركة ضاغطة لعضلات البطن مما يؤدي إلى دفع الفضلات إلى الأسفل، وبمعنى آخر فإن الرضيع لا يقرر أن يدفع بالفضلات خارج جسمه كما يفعل الشخص البالغ أو الطفل الأكبر سنا، ولكن عملية دفع الفضلات تحدث بشكل آلي، وبالنسبة للمثانة فهي تعمل أيضا بشكل تلقائي يتشابه كثيرا مع طريقة عمل الأمعاء.
وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار لا يدركون عملية التبرز والتبول ولذا لا يستطيعون التحكم في توقيتهما؛ فإنه من الممكن أن تمرنهم على التبول والتبرز في الوقت المناسب؛ فالتمرين المبكر هو أسلوب متبع في الكثير من مناطق العالم، ويكون له فائدة كبيرة عندما لا تتوافر الحفاضات بسهولة، وإذا كانت الأمهات يقمن بحمل الأطفال معظم الوقت تقريبا. لقد شهدت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية طرقا مماثلة للتدريب كانت شائعة على مدار أجيال سابقة. إنها عملية بسيطة للغاية، عندما تشعر الأم بأن طفلها على وشك التبرز (غالبا بعد بضع دقائق من تناوله الطعام) تقوم بوضعه على النونية أو المرحاض، ومع الوقت سيقوم الرضيع بالربط بين الجلوس على النونية وبين انبساط عضلة فتحة الشرج.
ويمكن اتباع طريقة مماثلة لتدريب الطفل على التبول في الوقت المناسب، فعندما تشعر الأم بأن طفلها على وشك التبول يمكن أن تمسك بالطفل في وضع معين (أن تجلسه على حافة المغسلة مثلا) وتقوم بعمل صوت يشبه صوت خروج البول، وبذلك سيتعلم الرضيع أن يربط ما بين ذلك الوضع والصوت الذي تصدره أمه وبين فعل خروج البول، وعندما تمسك به الأم في ذلك الوضع وتصدر الصوت الذي اعتاد على سماعه سوف يتبول الطفل بصورة لا إرادية.
هذه الطريقة تعد «تمرينا» بالفعل على استخدام المرحاض وليس تعلما لاستخدامه؛ لأن الطفل لا يكون مدركا لما يفعله، على الأقل في البداية. ويحتاج تمرين الطفل بهذه الطريقة إلى الكثير من الانتباه والصبر، ومن المهم للغاية أن تظل الأم (أو الأب) محافظة على هدوئها، وأن تتصرف بشكل إيجابي؛ لأنها إذا أصيبت بالإحباط أو فقدت صبرها فسوف ترتبط هذه المشاعر السلبية في ذهن الطفل بفعل الجلوس على النونية، وهو الشيء الذي لا ترغب الأم –بالطبع- في أن يحدث.
التحكم في التبرز فيما بين الشهر الثاني عشر والشهر الثامن عشر
في ذلك العمر يبدأ الأطفال يدركون تدريجيا متى تخرج فضلاتهم، فربما نجدهم يتوقفون لبرهة عن اللعب، أو قد تتغير تعبيرات وجوههم للحظة، ولكن ذلك لا يعني أنهم مستعدون -بأي حال من الأحوال- لتنبيه الأم أو الأب لذلك.
وبينما يحدق الطفل النظر في إعجاب لفضلاته الموجودة بداخل الحفاضة فمن المحتمل أن يشعر أنها أحد ممتلكاته؛ فهي تجعله يشعر بالفخر الشديد بها بوصفها أحد إنجازاته الفردية، وربما يشم الطفل رائحتها بإعجاب مثلما علمه والداه كيف يشم رائحة الزهور. ذلك الشعور الإيجابي بالفخر بتلك الفضلات وبرائحتها والاستمتاع باللعب فيها -إذا سنحت الفرصة- يعدان من ردود الأفعال التي تميز هذه المرحلة.
ويحكي الآباء والأمهات، الذين نجحوا في أن يستشعروا توقيتات التبرز لدى أطفالهم، عما اكتشفوه في بداية العام الثاني من جوانب توضح شعور الطفل بأن تلك الفضلات هي شيء يخصه، أحد هذه الجوانب يتمثل في إحجام الطفل عن التخلي عن هذه الفضلات وإيداعها بداخل النونية أو إعطائها للأم أو الأب، وأيضا قد ينتاب الطفل شعور بالقلق الشديد عندما يرى فضلاته تختفي بفعل مياه المرحاض، فبالنسبة لبعض الأطفال الصغار يعد هذا الإجراء مزعجا للغاية وكأنهم رأوا المرحاض يبتلع ذراعا من أذرعهم. وبعد فترة -وبحلول الشهر الثامن عشر تقريبا- يتحول الشعور بالامتلاك لدى الطفل بصورة تلقائية إلى رغبة في أن يكون نظيفا. فنحن لن نحتاج لأن نعلم الطفل أن يشعر بالاشمئزاز من إحدى وظائف جسمه، فرغبته الفطرية في أن يصبح نظيفا سوف تدفعه إلى تعلم استخدام المرحاض والحفاظ على تطبيق ما تعلمه.
المؤشرات غير المباشرة على استعداد الطفل لتعلم استخدام المرحاض
في بداية العام الثاني تظهر بعض الجوانب الأخرى الدالة على استعداد الطفل لهذه العملية، ولكننا عادة لا نربطها بالتدريب على استخدام المرحاض، فالأطفال في هذا العمر تكون لديهم رغبة في تقديم الهدايا، ويشعرون بالارتياح الشديد عندما يقومون بذلك حتى وإن كانوا يرغبون –عادة- في استردادها مرة أخرى. وربما تظهر هذه المشاعر المتناقضة عندما يعطون شخصا يزور المنزل إحدى ألعابهم ولكن يرفضون أن يأخذها معه، وفي ذلك العمر يستمتع الأطفال بوضع الأشياء داخل الأوعية المختلفة وهم يشاهدونها تختفي وتظهر مرة أخرى، ويشعر الأطفال بعد العام الأول بالفخر الشديد عند تعلم أي مهارة يمكنهم القيام بها دون مساعدة، ويستمتعون كثيرا عندما يثني الآخرون على إنجازاتهم. ويبدءون تدريجيا في تقليد الأنشطة التي يقوم بها أبواهم وإخوتهم وأخواتهم الأكبر سنا، ورغبتهم في تقليد ما يقوم به الكبار يمكن أن يكون لها دور مهم في تدريبهم على استخدام المرحاض.
الامتناع المفاجئ عن قضاء الحاجة
عادة ما يمتنع الطفل الذي اعتاد الجلوس على النونية عن قضاء الحاجة فجأة في بدايات العام الثاني، حيث إنه يجلس برغبته ولكن لن يخرج ما لديه من براز ثم، بعد أن ينهض من على النونية مباشرة يتبرز في أحد أركان الغرفة أو في ملابسه. في بعض الأحيان يعتقد الأبوان أن الطفل قد نسي ما تعلمه، ولكنني لا أعتقد أن الأطفال ينسون مثل هذا الشيء بسهولة، ولكن قد تكون مشاعر الامتلاك التي تنتابهم نحو برازهم قد أصبحت أقوى بصورة مؤقتة؛ ولذا لا يكونون على استعداد للتخلي عن البراز، وفي بدايات العام الثاني تكون لدى الأطفال رغبة قوية في القيام بكل شيء يخصهم وبطريقتهم الخاصة، وفكرة استخدام المرحاض تبدو لهم فكرة نابعة من الأبوين؛ ولذا يمتنعون عن التبرز على الأقل حتى يتمكنوا من الابتعاد عن النونية أو المرحاض الذي يرونه رمزا للتخلي عن برازهم والخضوع لآبائهم وأمهاتهم.
إذا استمرت مقاومتهم لأسابيع عديدة فربما يمتنع الأطفال عن التبرز، ليس فقط عندما يجلسون على النونية أو المرحاض؛ ولكن لبقية اليوم إذا تمكنوا من ذلك، وهذا يعد من حالات الإمساك التي يكون سببها نفسيا. يمكن أن يحدث الامتناع المفاجئ عن قضاء الحاجة في أي مرحلة من مراحل التدريب على استخدام المرحاض، ولكنه غالبا ما يحدث فيما بين الشهر الثاني عشر والشهر الثامن عشر أكثر من حدوثه بعد الشهر الثامن عشر. وربما يكون الامتناع المفاجئ هو إشارة لك لكي تتوقف عن تمرين طفلك لبضعة أشهر على الأقل، حتى تمكنه من أن يشعر أنه هو الذي قرر أن يتحكم في عملية التبرز والتبول، وأنه لا يفعل ذلك فقط استجابة لرغبات أبويه.
استعداد الطفل للتعلم فيما بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين
في هذا العمر يظهِر معظم الأطفال مؤشرات محددة أكثر على مدى استعدادهم لتعلم استخدام المرحاض، فهم غالبا ما يعبرون عن رغبة لم تكن موجودة لديهم من قبل؛ هي رغبتهم في إرضاء الأبوين وتحقيق ما يتوقعانه منهم، وذلك الشيء سيكون له فائدة عظيمة في عملية المران. في هذا العمر يبدأ الأطفال يشعرون بالفخر الشديد عند تعلم أي مهارة جديدة يمكنهم القيام بها وحدهم، ويشعرون بالمتعة عندما يثني الآخرون على إنجازاتهم، ويتعلمون أيضا أن هناك أشياء معينة لها أماكن محددة ويبدءون في الاهتمام بوضع ملابسهم وألعابهم في أماكنها.
ويزداد في هذا العمر أيضا إدراكهم لأجسامهم ووظائفها؛ ولذا يتمكنون -بشكل أفضل- من استشعار اقتراب عملية خروج البراز، أو استشعار تلك العملية نفسها، وربما يتوقفون عن اللعب للحظات، أو يتصرفون بشكل يظهر أنهم منزعجون بعد أن تتسخ حفاضاتهم، وربما يحاولون أن يخبروا الأمهات أو الآباء من خلال حركة أو صوت ما بأن حفاضتهم قد اتسخت، وكأنهم يطلبون منهم أن يقوموا بتغييرها، ويمكنك في تلك المرحلة أن تساعد الطفل من خلال تذكيره برفق بأن يخبرك إذا حدث وتبرز. في البداية سيخبرك الطفل بعد فوات الأوان، ولكن مع التدريب سيلاحظ أنه يشعر بضغط في المستقيم عندما يكون على وشك التبرز، ومن دون إدراكه لهذا الأمر سيكون من الصعب أن يتدرب على استخدام المرحاض بمفرده.
بالإضافة إلى أن قدرة الطفل على الحركة في هذا العمر تكون قد تحسنت كثيرا، حيث يستطيع أن يتحرك ويتسلق على كل شيء تقريبا، ومن المؤكد أنه يكون قادرا على الوصول إلى النونية والجلوس عليها بثبات، ويستطيع الطفل أيضا أن ينزل حفاضته أو بنطلونه إلى الأسفل بمفرده.
الطفل الذي يكون قد وصل إلى امتلاك هذه القدرات الرئيسية الدالة على النمو يكون مستعدا -في الغالب- لتعلم فن التحكم في التبول والتبرز.
طريقة التدريب برفق
التدريب دون إجبار
إذا انتظرت حتى يكون أطفالك مستعدين لعملية التدريب فسيكون بإمكانهم أن يتعلموا استخدام المرحاض دون إجبار. فتدريب الأطفال بعد أن يصبحوا مستعدين لذلك يجعل عملية المران أكثر هدوءا، وأكثر متعة، وبلا كثير من الصراعات من أجل إثبات القوة. والأطفال الذين يتمرنون بهذه الطريقة غالبا ما ينتهي بهم الحال وهم يشعرون بالفخر بأنفسهم، ويكونون على استعداد لخوض التحدي التالي الذي ينتظرهم في رحلة نموهم وتقدمهم. في الخمسينيات من القرن الماضي أشار توماس بيري برازلتون إلى أن هؤلاء الأطفال نادرا ما يتعرضون لمشكلات التبول والتبرز الليلي (اللاإرادي)، إذ إن مثل هذه المشكلات كانت شائعة بين الأطفال الذين تعرضوا لأساليب تدريب أكثر شدة وتحكما من الأساليب التقليدية التي كانت شائعة آنذاك.
وباتباع طريقة التدريب التي تعتمد على الرفق يتوقف معظم الأطفال عن استخدام الحفاضات عند الثانية والنصف تقريبا، ويحافظون على جفاف فراشهم في الفترة ما بين ثلاثة وأربعة أعوام تقريبا. النقطة المهمة التي تحققها هذه الطريقة هي أن الأطفال يقررون بمحض إرادتهم أن يتحكموا في التبول والتبرز عندما يصبحون قادرين على ذلك؛ لأنهم يريدون أن يصبحوا أكثر نضجا، وتتطلب هذه الطريقة من الآباء والأمهات أن يثقوا في رغبة أطفالهم في أن يصبحوا أكثر نضجا، وأن يكونوا مستعدين للانتظار دون أن يفقدوا صبرهم.
ولكن علينا أن نتذكر أن ذلك لا يعني ألا يكون لدى الأبوين أي توقعات من الطفل، فبمجرد أن يقررا أن طفلهما سيتدرب على استخدام المرحاض فيما بين العامين والعامين ونصف يجب أن يظل موقف الأبوين ثابتا؛ وهو أنهما يتوقعان منه -برفق وعلى طول الخط- أن يستخدم المرحاض مثلما يفعل الأطفال الأكبر سنا والكبار. ويعبر الأبوان عن ذلك من خلال الثناء عليه بصورة غير مبالغ فيها عندما ينجح في ذلك، وليس من خلال الغضب منه وانتقاده عندما يرفض أن يلتزم بذلك، أو يخفق -دون قصد- في إحدى المرات.
هل أستخدم المرحاض العادي أم نونية الأطفال؟
يمكنك أن تشتري واحدا من مقاعد المرحاض المخصصة للأطفال والتي توضع فوق المرحاض العادي، ولكن مثل هذه المقاعد تبعد أقدام الأطفال كثيرا عن الأرض وذلك الوضع يكون مزعجا للغاية عندما يحاول الطفل إرخاء عضلة الشرج ليخرج البراز. عليك أن تبحث عن مقعد يكون به مكان لوضع القدمين، وتشتري مقعدا من البلاستيك صغيرا يكون قويا بحيث يتمكن الطفل من استخدامه كدرجة سلم، ويصعد عليه للوصول إلى مقعد المرحاض.
وهناك حل أفضل؛ هو أن تستخدم النونية البلاستيكية الصغيرة، فالأطفال يشعرون بالألفة أكثر تجاه هذه القطعة البلاستيكية الصغيرة التي يمكنهم أن يجلسوا عليها وحدهم، وتكون أقدامهم مثبتة على الأرض بحيث لا يكون هناك أي ارتفاع يشعرهم بعدم الأمان. وبالنسبة للذكور لا تستخدم القطعة البلاستيكية التي تثبت على حافة النونية لتمنع خروج البول منها؛ فهي غالبا ما تؤلم الطفل عند الجلوس على النونية أو النهوض من عليها، وتجعله لا يرغب في استخدامها مرة أخرى.
المرحلة الأولى
في البداية اجعل طفلك يتعرف على النونية ويتعود عليها من دون أي ضغط. إذا سمحت لطفلك بأن يراك وأنت تستخدم المرحاض فسيعرف الهدف من استخدامها، وربما يرغب في تقليد هذا السلوك الذي يقوم به الكبار. يمكنك أن تستخدم الاقتراحات اللبقة والمديح، ولكن لا تستهجن طفلك أبدا إذا أخفق في ذلك. إذا ذهب طفلك للجلوس على النونية فلا تجعله يجلس عليها لوقت أطول مما يريد هو؛ فأنت بذلك تؤكد له أن النونية نوع من العقاب. اجعله يتعود على استخدام النونية لبضعة أسابيع -على الأقل- من خلال الجلوس عليها -حتى وهو بكامل ملابسه إن أراد ذلك- وكأنها قطعة أثاث جديدة، وليست أداة غريبة تأخذ منه فضلاته.
المرحلة الثانية
عندما يتقبل طفلك استخدام مقعد النونية يمكنك أن تقرح عليه – بصورة عفوية – أن يرفع غطاءه للأعلى عندما يتبرز مثلما يفعل أبواه عند استخدام المرحاض. تظاهر بأن ذلك الأمر لا يعنيك كثيرا؛ فالأطفال في هذا العمر ينزعجون بسهولة عندما يدفعهم الآخرون نحو المواقف غير المألوفة بالنسبة لهم. يمكنك أن تريه كيف تجلس أنت على مقعد المرحاض العادي، ويمكنه أن يجلس على مقعد النونية بينما تجلس أنت على المرحاض.
اسمح لطفلك بالنهوض من على النونية فورا إذا رغب في ذلك، فتجربة الجلوس عليها -في حد ذاتها- ستفيده مهما كانت قصيرة. ويجب ألا ينظر الطفل إلى جلوسه على النونية بوصفه نوعا من التقييد، ولكن كعادة يفعلها طواعية وتشعره بالفخر.
إذا أبدى الطفل عدم استعداده للجلوس على النونية بدون حفاض فلا تقترح عليه أن يفعل قبل مرور أسبوع تقريبا. يمكنك أن تشرح له كيف يستخدم أبوه وأمه -وربما طفل أو اثنان من المعارف أو الأصدقاء- المرحاض بهذه الطريقة. وغالبا ما يجدي أن يشاهد طفلك أحد الأصدقاء وهو يفعل ذلك (إذا كان لديه أخ أو أخت أكبر منه سنا فغالبا ما سيكون قد شاهد ذلك).
بعد أن تكون شرحت له فكرة أن النونية هي مكان استقبال البراز والبول يمكنك أن تخلع حفاض الطفل عندما يقترب وقت تبرزه وترشده إلى النونية وتقترح عليه أن يجربها، لا بأس من الثناء على الطفل أو إعطائه مكافأة صغيرة حتى نشجعه على أن يجلس على النونية، ولكن يجب ألا نقضي وقتا طويلا في دفعه أو حثه على ذلك إذا لم يكن يرغب، فلنحاول في وقت آخر أو في يوم آخر. في يوم ما عندما تنزل فضلاته داخل النونية سيتمكن من الفهم بصورة أفضل، وربما يكون مستعدا لأن يتعاون مع أبويه.
بعد أن يتبرز الطفل في الحفاض خذ بيده إلى النونية واجعله يراك وأنت تفرغ الفضلات داخل النونية، واشرح له مرة أخرى أن أمه وأباه يجلسان على المرحاض ويفرغان فضلاتهما بداخله، وأنه لديه مرحاضه الخاص، وأنه يوما ما سيفعل مثلهما ويفرغ فضلاته بداخله.
إذا لم تنجح في معرفة توقيت التبرز والتبول فأوقف عملية التدريب لبضعة أسابيع، ثم حاول مرة أخرى -برفق أيضا- وليكن أسلوبك مفعما بالتفاؤل والأمل من دون أن تبالغ في الأمر أو تضغط كثيرا على طفلك.
في تلك المرحلة لا تشد مياه المرحاض فوق الفضلات التي أفرغتها من الحفاض حتى يفقد الطفل اهتمامه بالأمر ويذهب ليفعل أي نشاط آخر؛ فمعظم الأطفال ما بين العامين الأول والثاني قد ينجذبون عندما تنساب مياه المرحاض في البداية، ويرغبون أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، ولكن بعد ذلك قد يصيب بعضهم الخوف من الطريقة العنيفة التي تزيح بها المياه الفضلات إلى الأسفل، ويشعرون بالخوف من الجلوس على مقعد المرحاض، فهم غالبا ما يخشون من أن يسقطوا داخل المرحاض وتأخذهم المياه بعيدا مثلما تفعل بالفضلات، فحتى بلوغ الطفل العامين والنصف من الأفضل أن تفرغ محتويات النونية في المرحاض وتشد عليها المياه بعد أن يغادر طفلك الحمام.
المرحلة الثالثة
عندما يبدأ طفلك يظهر اهتمامه وتعاونه خذه إلى النونية أو مقعد المرحاض مرتين أو ثلاثا في اليوم، خاصة إذا أعطى لك أي إشارة -ولو صغيرة- على أنه يريد أن يتبول أو يتبرز، وبالنسبة للذكور فأنا أقترح أن يتبولوا وهم جالسون في تلك المرحلة، وليس وهم واقفون. وإذا نجح الطفل في أن ينزل بعض البول أو ينزل البراز في المكان الصحيح فامدحه لأنه أصبح كبيرا «مثل بابا» أو ماما أو أخيه أو أخته أو صديق له يحبه، ولكن لا تبالغ في ذلك؛ فالطفل لا يحب أن يمدح كثيرا جدا في هذه السن.
عندما تتأكد من أن طفلك جاهز للمرحلة التالية -وهي الذهاب للجلوس على النونية بمفرده- اجعله يلعب لفترات بلا بنطلون أو سروال داخلي، وضع النونية بالقرب منه
داخل المنزل أو بالحديقة الخارجية، وقل له إن بإمكانه أن يذهب ويجلس عليها بمفرده عندما يحتاج إلى ذلك. إذا لم يبدِ مقاومة فيمكنك أن تذكره كل ساعة تقريبا بأنه قد يرغب في الجلوس على النونية، أما إذا شعر بالملل، أو بدأ يقاومك، أو نسي وتبول على الأرض فألبسه الحفاضة مرة أخرى وانتظر بعض الوقت.
هل هذه هي الطريقة المناسبة لك؟
كل من يتابع إصدارات الكتب يعرف أن هناك هذه الأيام عددا قليلا من الإصدارات يتحدث عن التدريب على استخدام المرحاض، والكثير منها يعد الآباء والأمهات بنتائج سريعة، فلم تنتظر في صبر إذا كان بإمكانك أن تنهي عملية التدريب تلك في غمضة عين؟ ولم لا تختصر الطريق وتخبر طفلك بما تريده وتتوقع أن يقوم به؟
إذا كان طفلك مطيعا بشكل كبير فربما يستجيب لك إذا طلبت منه ببساطة أن يستخدم المرحاض، ولكن إذا كان طفلك يحاول غالبا أن يقاوم تنفيذ رغباتك -وهو سلوك شائع جدا لدى الأطفال بعد العام الأول والأطفال في عمر ما قبل المدرسة- فمن السهل أن يصبح استخدام المرحاض قضية صراع من أجل إثبات القوة.
وفي هذا الصراع ستكون –حتما- أنت الخاسر، فالأطفال الصغار يتمتعون بموقف أقوى من موقف والديهما عندما يكون الأمر متعلقا بشيئين: ما يدخل إلى أجسامهم، وما يخرج منها. فإذا عقد الطفل العزم على ألا يأكل الطعام الموجود أمامه أو ألا يقوم بعملية إخراج البراز، فلن يتمكن الأب أو الأم من فعل الكثير بشأن ذلك الأمر. عندما يحجم الطفل عن الإخراج يصبح البراز صلبا؛ ولذا يكون إخراجه مؤلما، وعندها يكون هناك دافع آخر يدفع الطفل لمقاومة استخدام المرحاض وتزداد المشكلة سوءا.
الكثير من الآباء والأمهات يشعرون أن عليهم أن يمرنوا أطفالهم على استخدام المرحاض مبكرا حتى يتمكنوا من الالتحاق ببرامج الرعاية النهارية، ولكن مقدمي الرعاية في هذه البرامج غالبا ما يكون لديهم الكثير من الخبرة في هذا الأمر، ويمكن أن يكونوا ذوي نفع كبير للأبوين، فالتمرين على استخدام المرحاض يعد نموذجا جيدا للتحديات التي يواجهها الطفل خلال نموه والتي يصبح التعامل معها أسهل عندما يعمل الأبوان مع مقدمي الرعاية كفريق واحد.
من بين الأساليب الكثيرة للتدريب السريع على استخدام المرحاض أثبتت الأبحاث صحة واحد منها فقط. ويصف عالما النفس ناثان أزرين وريتشارد فوكس الأسلوب الذي توصلا إليه بالتفصيل في كتابهما Toilet Training in Less Than a Day (التدريب على دخول الحمام في أقل من يوم)، ولكنني أعتقد أن معظم الآباء والأمهات يجدون صعوبة في اتباع التعليمات الخاصة بهذا الأسلوب، خاصة أن الأطفال -في الواقع- لا يتجاوبون مع آبائهم وأمهاتهم مثلما هو مفترض منهم، فالمقاومة ونوبات الغضب قد تشكلان مشكلتين أمام تنفيذ هذا الأسلوب، وأفضل طريقة لتنفيذ هذا الأسلوب هي أن يكون هناك أخصائي موجود لإرشاد الأبوين خلال مراحل التمرين.
الخوف من ألم إخراج البراز الصلب
أحيانا ما يعاني الطفل من كون برازه صلبا بشكل زائد؛ مما يجعل عملية الإخراج مؤلمة. نادرا ما تسبب كريات البراز الصغيرة الصلبة ألما للطفل أثناء الإخراج، ولكن الألم يحدث عندما يكون البراز عبارة عن قطعة واحدة ضخمة ذات قطر كبير. وأثناء عملية الإخراج يمكن أن يحدث البراز تمزقا صغيرا على حافة عضلة الشرج التي تكون متمددة، وقد ينتج عن هذا التمزق نزيف بسيط (إذا لاحظت وجود دم في حفاضة طفلك فعليك أن تخبر الطبيب)، وفي كل مرة يخرج الطفل البراز ينشق هذا التمزق من جديد، ويسبب ذلك مقدارا من الألم لا يستهان به، ويؤخر عملية التئام الأنسجة لأسابيع.
ويمكننا أن نرى بسهولة كيف يتولد لدى الطفل الذي أصيب بتمزق واحد فقط كرها تجاه عملية إخراج البراز، وإذا نجح الطفل في حبس البراز لعدة أيام فسيكون من المحتمل -بدرجة كبيرة- أن يكون هذا البراز كبيرا وصلبا أثناء خروجه من الجسم، وهنا ندخل في حلقة مفرغة تزيد من سوء الإمساك الذي يتعرض له الطفل أكثر وأكثر. الإمساك هو
السبب الأول الذي يدفع الأطفال الصغار إلى رفض التبرز، والمهم هنا هو أن نعالج الإمساك قبل أن نحاول أن نحقق تقدما في عملية المران على استخدام المرحاض، وخلال هذه العملية سيكون من المجدي أن تظل تطمئن الطفل إلى أنك تدرك مقدار القلق الذي يشعر به لأنه يخشى أن يؤلمه البراز عند الخروج كما حدث من قبل، وتقول له إنه لن يقلق بعد الآن؛ لأن العلاج سيبقي برازه لينا، ولكن إذا كان طفلك يعاني من إمساك حاد فستحتاج -في الغالب- إلى استشارة الطبيب.
التحكم في التبول
تزامن التحكم في التبول والتبرز
إحدى مميزات أسلوب التدريب برفق -الذي شرحناه فيما سبق- أن الأطفال عندما يشعرون أنهم مستعدون للتحكم في أجسامهم غالبا ما ينجحون في التحكم في التبول والتبرز في نفس الوقت تقريبا، ففي الفترة الأولى من العام الثالث يكون لدى الطفل قدر كافٍ من الاستعداد من حيث الإدراك والقدرة الجسدية على القيام بهذه العملية للتحكم في التبول والتبرز. كل ما يكون ضروريا وقتها هو رغبة الطفل في أن يتصرف كشخص كبير فيما يخص هذه العملية، ولكي ينجح الطفل في التحكم في التبول لا يكون مطلوبا من الأبوين سوى القليل من الجهد.
موقف الطفل من البراز والبول
هناك اختلافات مثيرة في آراء الأطفال ومواقفهم تجاه ما يخرجون من براز، وتجاه البول الذي يخرجونه من أجسامهم، فالأطفال نادرا ما يهتمون بالبول الذي يخرجونه خلال النهار، ويبدو أنهم لا ينظرون إليه بوصفه أحد ممتلكاتهم كما ينظرون إلى البراز، وبالنسبة لمعظم الأطفال يتحقق التحكم التام في التبول في نفس الوقت الذي ينجحون فيه في السيطرة على التبرز أو بعده بقليل، ربما لأن إبقاء الفضلات الصلبة داخل الجسم أسهل من السيطرة على السوائل وإبقائها داخل المثانة.
تتطور وظيفة المثانة من تلقاء نفسها بغض النظر عن الجهود التي يبذلها الأبوان لتمرين الطفل على التحكم بها. ففي العام الأول تفرغ المثانة محتوياتها بشكل متكرر، ولكن بحلول الفترة ما بين الشهرين الخامس عشر والثامن عشر تبدأ في الاحتفاظ بالبول لساعتين تقريبا حتى وإن لم يكن الطفل قد بدأ يتمرن على استخدام المرحاض، فقد يحدث بشكل عرضي أن ينجح رضيع في البقاء جافا ليلا بعد بلوغ العام الأول. تحتفظ المثانة بالبول لفترات أطول خلال النوم عن اليقظة، فربما ينجح الطفل في البقاء جافا خلال قيلولته التي تستمر لساعتين قبل أن يتمكن من تحقيق السيطرة على التبول خلال فترات النهار.
وحتى بعد أن ينجح الأطفال في التحكم -بشكل عام- في التبول تظل هناك حوادث متفرقة يتبولون فيها في ملابسهم، ويحدث ذلك عندما يكونون منشغلين باللعب ولا يرغبون في أن يقطعوه ويذهبوا للتبول.
السراويل سهلة الخلع
عندما يصبح طفلك قادرا على التحكم في التبول والتبرز ألبسه سروالا يستطيع أن يجذبه إلى الأسفل ويخلعه بسهولة، فعندما يخطو هذه الخطوة التالية في طريق اعتماده على نفسه فإننا بذلك نقلل من خطورة أن يتعرض الطفل للانتكاس، ولكن لا تعمد إلى استخدام هذه السراويل قبل أن يصبح طفلك قادرا -بشكل عام- على التحكم في عمليتي التبول والتبرز؛ فهي لن تجدي نفعا حينها، بالإضافة إلى أنك ستكون أهدرت قيمتها كعلامة على أن الطفل أصبح معتمدا على ذاته. السراويل الداخلية التي تستخدم لمرة واحدة أثناء التمرين على استخدام المرحاض هي حفاضات صنعت بحيث تشبه الألبسة الداخلية، وهي غالبا ما تبطئ من تقدم عملية التدريب؛ لأنها تشبع رغبة الأطفال في التخلي عن الحفاضات من دون بذل أي مجهود للتحكم في وظائف أجسامهم، ولأن تلك الحفاضات لها قدرة عالية على الامتصاص فهي تمنع الإحساس بالبلل؛ وهو الإحساس الفطري الذي يحفز الطفل على استخدام المرحاض.
عدم القدرة على التبول بعيدا عن المنزل
في بعض الأحيان يصبح الطفل عند بلوغه عامين متمرسا للغاية على استخدام نونيته أو كرسي المرحاض الخاص به لدرجة أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك في أي مكان آخر، يجب ألا تستحث الطفل على أن يفعل ذلك أو توبخه لأنه لم يفعل. في النهاية سيتبول الطفل في ملابسه؛ وهو الأمر الذي يجب ألا توبخه عليه. يجب أن تضع هذه الاحتمالية في الاعتبار عندما تسافر بصحبته وتحمل معك مقعده الخاص إن تطلب الأمر ذلك.
إذا امتلأت مثانة الطفل وأصبحت تؤلمه ولم يستطع إفراغها أثناء زيارتك لأحد الأصدقاء أو إقامتك بأحد الفنادق فاجعله يجلس في حمام دافئ لنصف ساعة، وأخبره بأنه لا بأس من التبول في حوض الاستحمام، غالبا ما ستنجح تلك الطريقة.
من الأفضل أن تعوِّد الطفل على التبول في الأماكن المختلفة منذ البداية، هناك أوانٍ محمولة للتبول مخصصة للأولاد وأخرى للبنات يمكنك أن تعوِّد الطفل على استخدامها في المنزل وتأخذها معك عندما تزور منزلا آخر، وثمة أطفال يرتاحون أكثر عندما يرتدون الحفاضات وهم خارج المنزل، وربما يكون علينا أن نحقق لهم رغبتهم.
بقاء الطفل جافا أثناء الليل
يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن الأطفال يتعلمون الحفاظ على الفراش جافا أثناء الليل فقط لأن الأب أو الأم أخذه إلى الحمام في وقت متأخر من المساء، ويتساءل الكثير منهم: «والآن بعد أن أصبح الطفل قادرا على التبول في المرحاض بشكل معقول أثناء النهار، متى يجب أن أبدأ في تدريبه على استعمال المرحاض أثناء الليل؟». التعامل مع فكرة عدم التبول الليلي على أنها شيء يشبه المهنة أو الوظيفة أمر خطأ، ولكن الأقرب للحقيقة أن نقول إن الطفل لا يتبول أثناء الليل بصورة طبيعية عندما تصبح المثانة كبيرة بما يكفي ما دام لا يشعر بالغضب أو الهياج.
معظم الأطفال يتوقفون عن التبول الليلي عند الثالثة تقريبا، ولكن يظل هناك طفل من بين كل خمسة أطفال يتبول ليلا عند الخامسة، وغالبا ما يتأخر الذكور في التوقف عن التبول الليلي عن الإناث، والأطفال الذين يتسمون بالمزاج العصبي أكثر من الأطفال الهادئين، ويعد تأخر التوقف عن التبول الليلي سمة عائلية.
رأي طبيب:
لا أظن أن هناك شيئا ضروريا يمكن أن يفعله الآباء والأمهات بخصوص التدريب الليلي أكثر من تعبيرهم طوال الوقت أنهم يتوقعون من أطفالهم أنهم سيبذلون جهدا من أجل إبقاء فراشهم جافا، فسوف تحل معظم الحالات مع النمو الطبيعي للمثانة واعتقاد الأطفال أن البول مكانه المرحاض وليس الفراش، وبالطبع سوف يستفيد الطفل بعض الشيء إذا شاركه الأبوان شعوره بالفخر عندما ينجح في الحفاظ على فراشه جافا لبعض الليالي.