التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

التطعيمات | كيف تصنع، المخاطر والفوائد، جدول التطيعمات، التعامل مع الإبر

في السابق كان الآباء يقلقون فيها قلقا بالغا على أطفالهم المصابين بشلل الأطفال. فلقد قتل هذا المرض قرابة خمسة وعشرين ألف نسمة، معظمهم من الأطفال، كل عام؛ ومن ثم، كان يتم تحذيرنا بألا نشرب من صنابير المياه العامة لتجنب الازدحام والتكدس في فصل الصيف، وأن نقلق بشدة من أي عدوى فيروسية، ولكن لم يعد الأمر كذلك؛ فبطبيعة الحال، لم يعد هناك في الولايات المتحدة الأمريكية أي حالة مصابة بشلل الأطفال منذ عام 1979. وعلى الرغم من أن باقي دول العالم متخلفة قليلا عنا، فإنها تمشي على الخطى نفسها، أما مرض الجدري فلقد تخلصنا منه بالكامل في مختلف الأرجاء. فالتخلص من مثل هذه الأمراض لا يوصف بأقل من كونه معجزة طبية، وأحد الإنجازات العظيمة التي قدمتها البشرية، وقد حدث ذلك بفضل اللقاحات vaccination.

كيف تعمل اللقاحات في جسم الإنسان؟

عندما يقاوم الإنسان أي عدوى، يتذكر الجهاز المناعي هذه العدوى وتصبح مقاومتها أسهل في المستقبل، وتتمثل مهمة اللقاحات في إنشاء ذاكرة مناعية ولكن دون التعرض للمرض؛ فيستجيب الجسم للقاحات بإنتاج أجسام مضادة، أي بروتينات تتعرف على البكتريا والفيروسات المسببة للمرض وتستهدفها؛ مما يساعد على التخلص منها في الجسم قبل أن تسبب المرض بالفعل.

الأمراض التي تحول اللقاحات دون الإصابة بها

في الوقت الحالي يتم تطعيم معظم الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية ضد سبعة عشر مرضا مختلفا في وقت بلوغهم الثانية عشرة من أعمارهم. وأصبح الآن الكثير من هذه الأمراض نادرا بفضل اللقاحات على وجه التحديد، ولكن في أي وقت تنحسر هذه التحصينات تعود الأمراض من جديد على الأرجح، كالأعشاب الضارة في حديقة مهملة.

وتعطى التطعيمات بصورة شائعة ضد الأمراض التالية:

  • الخناق أو الدفتيريا، وفي تلك الحالة تتكون أغشية سميكة في الحلق تؤدي إلى اضطرابات حادة في التنفس.
  • السعال الديكي، وهي حالة مرضية تسبب نوبات سيئة جدا من السعال، تجعل الطفل غير قادر على الأكل أو النوم أو التنفس جيدا لمدة أسابيع (ويطلق على الحالة أيضا اسم «الشاهوق»).
  • التيتانوس (الكزاز)، ويحدث فيه تشنج للعضلات على نحو يصعب كثيرا من عملية التنفس. ويمكن أن يسبب التيتانوس أيضا نوبات تشنجية وشللا، وقد يؤدي إلى الموت.
  • الحصبة، وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، والالتهاب الرئوي، وإصابة المخ بالعدوى، بالإضافة إلى الطفح الجلدي الذي يعرفه الجميع أنه من أعراضها.
  • التهاب الغدة النكافية، ويمكن أن تسبب هذه الحالة ارتفاعا في درجة الحرارة، والصداع، والصمم، وانتفاخا في الغدد، وانتفاخا في الخصيتين والمبايض على نحو مؤلم.
  • الحميراء (الحصبة الألمانية)، وغالبا ما تصيب الأطفال على نحو معتدل، على الرغم من أنها قد تسبب تشوهات خلقية خطيرة بسبب الانقباضات التي تحدث أثناء الحمل.
  • شلل الأطفال، الذي يسبب الشلل أو ضعفا حادا، وحتى بعد تعافي الأطفال يمكن أن تعود الأعراض بعد ذلك بعشرات السنين.
  • المستدمية النزلية (النوع ب)، وينبغي ألا يتم الخلط بينها وبين الإنفلونزا، حيث إن المستدمية النزلية يمكن أن تؤثر على المخ (فتصيب المريض بالتهاب السحايا)؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالصمم أو النوبات التشنجية، وقد تصيب القصبة الهوائية أيضا بالعدوى فيصاب المريض بالاختناق.
  • مرض المكورات السحائية، ويمكن أن يسبب عدوى مفاجئة وخطيرة في المخ (التهاب السحايا)، ويمكن أيضا أن يوقف تدفق الدم إلى اليدين والقدمين؛ مما يتسبب في بتر الأطراف، وفي أحيان كثيرة يؤثر المرض على طلاب الجامعات الذين يعيشون في بيوت الطلبة.
  • التهاب الكبد (ب)، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بالفشل الكبدي، أو ارتفاع خطورة الإصابة بسرطان الكبد.
  • التهاب الكبد (أ)، هو سبب شائع للإصابة بالإسهال الحاد (الذي يستمر لفترة قصيرة).
  • الفيروس العجلي (فيروس الروتا)، هو من الأسباب الأخرى للإصابة بالإسهال الخطير المعدي.
  • الجرثومة العقدية الرئوية، التي تسبب الإصابة بالكثير من حالات عدوى الأذن، بالإضافة إلى إمكانية تسببها في التهاب السحايا والالتهاب الرئوي وغيرهما من أنواع العدوى الخطيرة المتعددة. • الحماق (الجدري)، ويسبب في أحيان كثيرة الإصابة بطفح جلدي مصحوب بحكة، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى الالتهاب الرئوي الحاد، وانتفاخ في المخ، ومتلازمة راي.
  • الإنفلونزا، وبطبيعة الحال تسبب ارتفاعا في درجة الحرارة، وآلاما في العضلات، وصداعا، وقيئا؛ بل ويمكن أن تؤدي أيضا إلى الإصابة بالتهاب رئوي حاد قد يسبب الوفاة.
  • فيروس الورم الحليمي البشري، وهو المسئول عن حالات كثيرة مصابة بسرطان عنق الرحم، والثآليل التناسلية، وسرطان الحلق.

تعمل اللقاحات -إلى جانب حماية الطفل الذي حصل على التطعيم- على تقليل خطر إصابة الأفراد الآخرين عن طريق تقليل عدد المعرضين للإصابة الذين يمكنهم نقل المرض من خلال التواصل العادي. وعلى الجانب الآخر؛ إن رفض عدد كبير من الناس أخذ اللقاحات، فإن هذه “المناعة الجماعية” سوف تبدأ في الانهيار؛ مما يسمح بإصابة المزيد والمزيد من الأفراد بالمرض.

تحصينات خاصة

التطعيمات | كيف تصنع، المخاطر والفوائد، جدول التطيعمات، التعامل مع الإبر

بالإضافة إلى اللقاحات ضد الأمراض المذكورة أعلاه؛ فإن هناك لقاحات أخرى للأطفال ذوي الجهاز المناعي الضعيف، أو الذين تعرضوا لأمراض شائعة خارج الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن أن يخبرك الطبيب المسئول عن الرعاية الصحية لطفلك ما إذا كان طفلك في حاجة إلى تطعيمات خاصة.

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

يعد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري جديدا نسبيا؛ فلقد تم التوصل إليه بعد اكتشاف أن سرطان عنق الرحم والثآليل التناسلية يمكن أن تحدث الإصابة بهما بعدوى من فيروس ينتقل بالعلاقة الجنسية. وربما يسبب هذا الفيروس نفسه الإصابة بنوع من السرطان، شديد الخطورة، في حلق الإنسان؛ ومن ثم، يمنع اللقاح العدوى التي تحدث بسبب معظم سلالات الفيروس المسببة للسرطان، وليس جميعها. وإذ يقتل سرطان عنق الرحم آلاف السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية والملايين في جميع أنحاء العالم، فإن اللقاح يعمل على تقليل خطورة الإصابة بهذا النوع من السرطان، شريطة أن تأخذه السيدة قبل تعرضها للمرض. بالإضافة إلى ذلك، يعمل أحد أنواع هذا اللقاح (رباعي التكافؤ المعروف بلقاح HPV4) على تقليل خطورة الإصابة بالثآليل التناسلية في الذكور، بالإضافة إلى تقليل خطورة انتقال الفيروس من الرجل المصاب؛ وبذلك، ينصح الصبية والفتيات بأخذ اللقاح بدءا من العام التاسع. وعلى الرغم من أنه يصعب على كثير من الآباء التفكير في أن أطفالهم البالغين من العمر تسعة أعوام يمارسون الجنس؛ فإننا نعرف أن كثيرا من المراهقين يمارسون أنشطة جنسية. علاوة على ذلك، لا داعي للتفكير في أن أخذ اللقاح يشجع المراهقين على الجنس، أو أن عدم أخذه يمنعهم عن ممارسته. ومن الجدير بالذكر أن الحماية الكاملة تتطلب ثلاث جرعات على مدار ستة أشهر أو أكثر.

لقاح الإنفلونزا

تنتقل سلالات كثيرة ومختلفة للإنفلونزا في جميع أنحاء العالم طوال الوقت عبر الأشخاص؛ ولكن سلالة معينة تنتشر في أي موسم للإنفلونزا بسرعة شديدة مسببة وباء. وإن تبين أن الفصيلة الوبائية المتفشية حادة أو خبيثة، فلسوف ينتشر المرض والموت في جميع الأنحاء؛ ولذا، يحاول العلماء التنبؤ بأي السلالات سوف يتحول إلى وباء متفش لصنع لقاح ضدها. وفي عام 2009 ظهرت سلالة فيروس H1N1 بعد التوصل إلى لقاح الإنفلونزا لهذا العام.

وكنتيجة لذلك؛ احتاج الناس إلى أخذ اللقاح الموسمي المعتاد، ولقاح H1N1، وتسبب ذلك في أزمة لوجيستية. وفي العام التالي، تم تضمين هذه السلالة في اللقاح المعتاد، ومن التوصيات الحديثة أن يأخذ كل طفل أكبر من ست سنوات لقاح الإنفلونزا كل عام.

مخاطر التطعيمات

الموازنة بين المخاطر والفوائد

يتاح قدر كبير من المعلومات حول مخاطر التطعيمات، ولسوء الحظ أيضا أن هناك كثيرا من المعلومات المغلوطة بالمثل؛ ولذا يراود القلق الكثير من الآباء، ويشعر بعضهم بالخوف لهذا السبب، ولكن القاعدة الأساسية الواجب الالتفات إليها تتمثل في أن فوائد منع الإصابة بالأمراض السابقة تفوق مخاطر اللقاحات إلى حد بعيد. ويؤكد كل الخبراء وكل مسئول طبي صحة هذا الاستنتاج.

تدبري مثلا مرض المستدمية النزلية (النوع ب)؛ فقبل إنتاج اللقاح المضاد له كان يصيب قرابة عشرين ألف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، وكان واحد من أول الأطفال الذين قابلتهم في كلية الطب طفلا فقد حاسة السمع بسبب الإصابة بعدوى المستدمية النزلية. ولكن على مدار العشرين عاما المنصرمة، أضحى هذا المرض نادرا في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل اللقاح المضاد له. على الرغم من ذلك، أصيب خمسة أطفال في مينيسوتا بالمرض ولقي أحدهم حتفه في الآونة الأخيرة بسبب نقص اللقاح الذي حدث بصورة مؤقتة.

وفي المعتاد، تعتبر مخاطر اللقاحات طفيفة جدا، أما بالنسبة لمدى الألم الذي يسببه التطعيم، فهو موجع بصورة أكبر من القرصة لكنه يقل ألما عن خبطة إصبع القدم. ويتعرض بعض الأطفال للالتهاب في منطقة الحقن، بالإضافة إلى تورم شديد أحيانا يمكن أن يستغرق زواله عدة أسابيع.

ولكن نادرا ما ترتفع درجة الحرارة، وفي حالات نادرة جدا أيضا (تحدث لطفل واحد فيما بين مائة ألف طفل) يصدر الأطفال سلوكيات مزعجة، فيبكون ساعة تلو الأخرى ولا يستجيبون بصورة طبيعية، بل وقد يصابون بنوبة تشنجية. وبالطبع، تعد هذه الاستجابات مرعبة، وتؤدي بالفعل في حالات شديدة الندرة إلى مشكلات واضطرابات خطيرة وطويلة الأمد. على الرغم من ذلك -ولن أكرر هذه المعلومة من جديد- فإن الأمراض دون التطعيم ضدها قد تكون أكثر شيوعا وأسوأ بكثير.

كيفية صنع اللقاحات

تصنع معظم اللقاحات من فيروسات أو بكتيريا تم قتلها، وتم الحفاظ عليها بعد ذلك إما كاملة أو مقطعة. وهناك لقاحات مصنوعة ضد السموم التي تنتجها البكتيريا، بينما توجد أنواع أخرى قليلة مصنوعة من فيروسات حية تعرضت للتغيير حتى لا تسبب المرض في الأطفال الأصحاء، أو قد تسببه ولكن في صورة طفيفة. على الرغم من ذلك فإن اللقاحات المصنوعة من الفيروسات الحية ليست آمنة على الأطفال الذين يعانون ضعفا في جهازهم المناعي على نحو خطير (مثل الأطفال الذين يتناولون أنواعا معينة من العلاجات ضد السرطان) أو الأطفال الذين يعيشون مع أناس يعانون بالمثل ضعفا في جهازهم المناعي.

ارتفاع نسبة الأمان في اللقاحات: فيما سبق، كان لقاح السعال الديكي مشهورا بتسببه في الشعور بالألم وحدوث التورم والاحمرار وارتفاع درجة الحرارة، ولكن الإصدار الجديد من اللقاح، واسمه «لقاح السعال الديكي اللاخلوي»، يحدث أعراضا أقل حدة. وفي الماضي، اشتملت لقاحات متعددة على مواد حافظة يطلق عليها «الثيميروسال»، وكانت تصنع من الزئبق. وعلى الرغم من أن أحدا لم يثبت قط أن «الثيميروسال» المستخدم في اللقاحات ضار فإن جميع اللقاحات المستخدمة بصورة شائعة الآن خالية من الثيميروسال؛ توخيا لعنصر الأمان. وقد ارتبط إصدار قديم من لقاح الفيروس العجلي فيما سبق بزيادة الإصابة بالانسداد المعوي، ولقد حلت هذه المشكلة في الإصدار الحالي من لقاح الفيروس العجلي، مع إحداث تغييرات في جدول التحصينات. فالاستجابات المختلفة للقاحات يتم تجميعها على المستوى المحلي؛ حتى يمكن تحديد أكثر المخاطر ندرة وتجنبها.

اللقاحات والتوحد

يبدو أن عدد الأطفال المصابين بالتوحد في ازدياد سريع، ولا يعرف أحد سبب ذلك على وجه التحديد. ولقد ركزت الكثير من النظريات والشائعات على تسبب لقاح الحصبة والتهاب الغدة النكافية والحميراء (الحصبة الألمانية) في الإصابة به. على الرغم من ذلك، عجزت الدراسات التي تم إجراؤها بدقة عن العثور على أي صلة بين اللقاح المضاد لهذه الأمراض الثلاثة والتوحد، كما أنه لا يوجد فرق في معدل الإصابة بالتوحد في الأطفال الذين أخذوا اللقاح بالمقارنة مع الأطفال الذين لم يأخذوه.

وفي عام 2001 توصل فريق من الخبراء بمعهد الطب إلى أن لقاح الحصبة والتهاب الغدة النكافية والحميراء لا يمكن أن يكون مسئولا عن الغالبية العظمى من حالات التوحد، على الرغم من أن الأبحاث تركت الباب مفتوحا أمام احتمالية تسبب لقاح الأمراض الثلاثة في بعض الحالات النادرة. ومع ذلك، أوصى الفريق بأن يستمر الأطفال في الحصول على هذا اللقاح. ووافقتهم في هذا الرأي لجنتا الخبراء التابعتان للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الآونة الأخيرة، تم محو سجل الدراسات الأصلية التي زعمت وجود صلة بين التوحد ولقاح الأمراض الثلاثة من الجريدة التي نشرتها مسبقا؛ لأنه قد تبين كذب الباحث في المعلومات العلمية التي قدمها. على الرغم من ذلك، انتشر الخوف من اللقاحات الآن بين العامة كانتشار الفيروس؛ ومن ثم يمتنع الكثير من الآباء عن الاستماع إلى طمأنة الحكومة والعلماء المبجلين لهم. وفي المجتمعات التي سيطر عليها الخوف انخفضت معدلات التطعيمات والتحصينات، وانتشرت الأمراض المرتبطة بالحصبة انتشارا كبيرا.

بالإضافة إلى ما سبق، اتهمت اللقاحات أيضا بالتسبب في الإصابة بأمراض أخرى، بما فيها حالة خطيرة يطلق عليها «داء الأمعاء الالتهابي». وتارة أخرى نقول: إن الكثير من الدراسات الدقيقة لم توضح وجود أي صلة على الإطلاق بين اللقاحات وهذه الحالة. من أين يمكن الحصول على معلومات أكثر؟ يلزم القانون أي طبيب يعطي اللقاحات للأطفال بأن يقدم للمريض (أو لوالديه) ملفات معلوماتية مطبوعة؛ يطلق عليها «بيان المعلومات الخاصة باللقاحات»، وهذه الملفات -التي وضعتها مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية- مكتوبة بدقة ووضوح، ويمكنك سؤال طبيب طفلك عنها قبل وقت التطعيم حتى يمكنك قراءتها ومعرفة ما يلزم بخصوص التطعيمات التالية.

جدول التطعيمات

كثرة التطعيمات في السن الصغيرة: يعد أصغر الأطفال هم الأكثر عرضة دائما للكثير من الأمراض التي يمكن ردعها بأخذ اللقاحات؛ ولذا، فمن المنطقي أن تبدأ التطعيمات سريعا جدا على قدر الإمكان. وفي أحيان كثيرة يحتاج الأطفال إلى أكثر من تطعيم واحد باللقاح نفسه لتكوين استجابة مناعية مكتملة القوة؛ ولذلك، فإن الكثير من اللقاحات يتم توفيرها للأطفال لعدة مرات خلال العام الأول لتقديم أكبر قدر ممكن من الحماية في مرحلة مبكرة جدا قدر الإمكان.

أما عن جدول التطعيمات المعياري الذي يتبعه أغلب الأطباء فإن مصدره هو مراكز مكافحة الأمراض، بعد التصديق عليه من اللجنة الاستشارية للتطعيمات والتحصينات التابعة لوزارة الصحة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وأخيرا الأكاديمية الأمريكية لأطباء العائلة. والجدير بالذكر أنه يتم تحديث هذا الجدول بصفة سنوية.

اختصارات اللقاحات

يشار إلى الكثير من التطعيمات بالحروف الإنجليزية الأولى للأمراض التي تمنع الإصابة بها. ولسوف يساعدك مسرد المصطلحات التالي في التعرف عليها:

• DtaP (لقاح تجميعي لمقاومة أمراض متعددة، هي الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي اللاخلوي؛ أي أنه ثلاثة لقاحات في لقاح واحد)، وهناك أيضا لقاح يسمى Tdap (ويتم إعطاؤه للمراهقين لمنع الإصابة بالتيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي).

• Hep B (لقاح التهاب الكبد (ب)) وHep A (لقاح التهاب الكبد (أ)).

• Hib (لقاح المستدمية النزلية – النوع (ب)).

• HPV (لقاح فيروس الورم الحليمي البشري).

• IPV (لقاح شلل الأطفال المعطل).

• MCV (لقاح المكورة السحائية).

• MMR (لقاح الحصبة والتهاب الغدة النكافية والحميراء؛ ثلاثة لقاحات في لقاح واحد).

• PCV (لقاح المكورة الرئوية).

• RV (لقاح الفيروس العجلي).

• Varicella (لقاح الجدري).

جدول التطعيمات

لضمان الحصول على أعلى قدر ممكن من الحماية؛ يجب أن يأخذ الأطفال التطعيمات في وقتها المحدد، ورغم ذلك يتيح الجدول بعض المرونة. فشركات تصنيع اللقاحات المختلفة تقدم مجموعة مختلفة من اللقاحات في إبرة واحدة. ويمكن أن يختار الأطباء والآباء تأخير بعض التطعيمات لمدة تصل إلى عدة أشهر، سواء لتوزيع الحقن أو لمرض الطفل أثناء وقت أحد التطعيمات. وإن تأخر الأطفال كثيرا في أخذ التطعيمات، يمكن أن يساعدهم الأطباء في إدراك الأمر سريعا، إذ يكون هدفهم هو اكتمال السلسلة الأولى من التطعيمات الأساسية

في الوقت الذي يكمل فيه الطفل عامين. ومن الضروري أن يأخذ الأطفال لقاح الفيروس العجلي RV عن طريق الفم، أما لقاح الإنفلونزا فيجب أن يتم أخذه بصفة سنوية، والجدير بالذكر أنه غير مدرج في الجدول التالي:

السلسلة الأولى من التطعيمات

العمر اللقاحات الإبر
الميلاد Hep B 1
شهران DtaP + IPV + Hib
الثلاثة في إبرة واحدة
Hep B, PCV, RV
3
4 أشهر DtaP + IPV + Hib
PCV, RV
2
6 أشهر DtaP + IPV + Hib
Hep B, PCV, RV
3
12 – 15 شهراً MMR, Varicella, PCV, Hib, hep A 5
15 – 18 شهراً DtaP, hep A 2

اللقاحات التعزيزية

لا بد أن يتغير جدول التطعيمات بظهور لقاحات جديدة والتصديق عليها. وفي الوقت الذي تقرأ فيه هذا الكتاب، ربما يتاح المزيد من اللقاحات في صور مركبات متعددة تخفض عدد الإبر المطلوبة لأخذ كل لقاح على حدة. وربما تؤخذ اللقاحات في المستقبل في صورة مأكولة دون الشعور بأي ألم على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك فعلها لمساعدة أطفالك في تحمل اللقاحات والتعامل معها بنجاح.

 

العمر اللقاحات الإبر
4 – 6 أعوام DtaP + IPV + MMR + Varicella 3
11 – 12 عاماً DtaP HPV ثلاث جرعات بدءاً من 9 أعوام 1 أو 2

التعامل مع حقن التطعيمات

الأدوية: تحدثي مع طبيب طفلك عن الدواء الذي قد يقلل من حدة الألم الناتج عن أخذ التطعيمات. ومن الإجراءات التي قد تساعدك في تخفيف الألم؛ تخدير منطقة الحقنة برذاذ ماء بارد، كما أن أخذ الأسيتامينوفين قبل وبعد التطعيم يقلل من حدة الألم (على الرغم من أن بعض الخبراء يظنون أنه قد يقلل أيضا من فاعلية التطعيم).

الراحة الجسدية: يشعر الرضع بالأمان في أحضان أمهاتهم، ويبكي حديثو الولادة أثناء وخز كعوب أرجلهم لأخذ عينة من الدم بصورة أقل، كما تبدو عليهم علامات الشعور بالضيق على نحو أقل، إن كانت أمهاتهم تحملنهم بحنان. وبالنسبة للتطعيمات، فمن الأوضاع المفيدة أن يكون وجه طفلك في اتجاهك، وصدره ملاصقا لصدرك، وذراعاه وساقاه حول جسمك. ويناسب هذا الوضع الأطفال حتى سن الخمس أو الست سنوات. أما الرضع فقد يساعدهم أثناء التطعيم مص السكاتة وأرجحتهم ولمسهم برقة.

استخدام نبرة صوتك: لا يهم ما تقولين بالنسبة للرضع، ولكن نبرة صوتك تشعرهم بالأمان. أما بالنسبة للأطفال في سن تعلم المشي وقبل الالتحاق بالمدرسة، فيعد الخوف من الحقنة أسوأ من الشعور الحقيقي، ولتخفيف حدة هذا الخوف يمكنك إخبار طفلك بما سيحدث قبل أن يأخذ الحقنة. على سبيل المثال، قولي له: «سوف تشعر الآن بمسحة الكحول على بشرتك- هل تشعر ببرودة هذا المكان؟».

وقد تستخدمين أيضا كلمات غير «الحقنة» و«الإبرة»، مثل: «اللقاح» أو «الدواء»؛ فقد يعتقد بعض الأطفال في مرحلة ما قبل الالتحاق بالمدرسة -ممن يأخذون الكلام بمعناه الحرفي- أن «الإبرة» تشير إلى «إبرة الحياكة». وعندما يخاف الأطفال يتجاهلون -في الغالب- عبارات النفي؛ فإذا قالت الأم لابنتها: «لا تصرخي»، تسمعها الابنة «اصرخي». وإن قالت الأم: «توقفي عن البكاء»، لا تسمع الابنة سوى كلمة «البكاء»؛ ولذا، من الأفضل أن تستخدمي كلمات إيجابية فقط، مثل: «أنت في أفضل حال، سوف ينتهي الأمر سريعا».

عرض الخيارات على طفلك: يريد بعض الأطفال رؤية ما تفعله الممرضة أو الطبيب، بينما لا يريد البعض الآخر رؤية شيء مما يحدث؛ ولذا، فإن الطفل الذي يعرض عليه هذان الخياران يشعر بأنه يسيطر على الوضع. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إعطاء الإذن لطفلك للصياح إن كان سيساعده ذلك على التغلب على الألم، كأن تقولي له: «إن أردت الصراخ فلتفعل، شريطة أن تحافظ على ثبات جسمك دون تحرك، ولكن انتظر حتى تشعر بالوخز».

الإلهاء: من الأساليب الفعالة للغاية بالنسبة للأطفال في سن تعلم المشي والذين لم يلتحقوا بالمدرسة بعد؛ أن تقصي عليهم قصة، أو تغني لهم أغنيتهم المفضلة، أو تنظرا معا في كتاب مصور؛ فالأطفال يتمتعون بخيال خصب، والطفل الذي يتخيل نفسه يمارس نشاطا مفضلا -مثل الجري أو ركوب دراجة سريعة أو القفز من على السرير- سوف يشعر بدرجة أقل من الألم. وهناك أسلوبا إلهاء رائعان يمكنك استخدامهما مع الأطفال في المرحلة العمرية بين أربع وخمس سنوات؛ أولهما هو النفخ في المروحة الورقية، وثانيهما هو نفخ الفقاعات، فإن كان طفلك يحب الفقاعات فلتحضري له زجاجة من صابون الفقاعات وعصا بلاستيكية كلما ذهبت إلى الطبيب لإجراء الفحص الشامل. وفي الواقع، يوجد الكثير من الأطباء الماهرين الذين يوفرون هذه اللعبة لمرضاهم من الأطفال.

مساعدة طفلك الخائف: إذا كان طفلك يخاف من الحقن خوفا شديدا؛ فاطلبي منه أن يرسم صورة توضح ما يظن أنه سيحدث له، ولا تندهشي إن رسم شخصا ضئيلا جدا بجانب إبرة ضخمة ومرعبة! ولكن ساعديه في معرفة أن حجم الإبرة صغير جدا جدا بحق، فكثيرا ما يتقبل الأطفال الأشياء المرعبة من خلال اللعب؛ ولذا، أعطي طفلك لعبتين على شكل سرنجة وسماعة طبيب، واسمحي له بأن يتظاهر بأنه الطبيب الذي يعالج دمية في حاجة إلى أخذ «الدواء». وعن طريق التظاهر بأنه يعطي الدمية الحقنة، ربما يشعر طفلك بأنه مسيطر على الأمر؛ ومن ثم يقل خوفه.

إذا استمرت مخاوف الطفل الشديدة فتحدثي مع طبيبه أو الممرضة القائمة على رعايته، كما أن هناك مختصين يطلق عليهم «أخصائيو حياة الأطفال»، يعملون في معظم أقسام الأطفال في المستشفيات، ويعدون خبراء في مساعدة الأطفال على تقبل الإجراءات الطبية والتعايش معها. وحقا يستحق الأمر زيارة أحد هؤلاء الأخصائيين ليشعر طفلك بالمزيد من الراحة؛ فأخذ الحقنة وشعور الطفل بأنه على ما يرام يساعده في إدراك قدراته على التعامل مع الأشياء التي تثير خوفه، وهذا الدرس مهم بحق في أي مرحلة عمرية.

رأي طبيب

إن أفضل طريقة لجعل الطفل مستعدا لكل تحصين تتمثل في التحلي بالأمانة والبساطة قدر الإمكان أثناء شرحك لما سيحدث له، مع وضع عمره وإدراكه في الاعتبار. أخبريه –مثلا- أن الحقنة سوف تؤلمه قليلا (مثل الوخزة القوية)، ولكنها في الوقت نفسه سوف تحميه من الإصابة بمرض يمكن أن يسبب له ألما أكبر بكثير من الألم الذي تسببه الحقنة.

الاحتفاظ بسجل التطعيمات

احتفظي بسجل التطعيمات التي أخذها طفلك:

من الأفكار المفيدة أن تحتفظي بسجل (موقع من طبيبك) يشمل جميع التطعيمات التي أخذها طفلك، إلى جانب أي حساسية للدواء، مع اصطحابه دوما معك في حالة قيام العائلة برحلة ما، أو إذا ما غيرت الطبيب؛ فأكثر الحوادث التي يتعرض لها الطفل شيوعا تحدث له عندما يكون بعيدا عن المنزل ويتعرض لجرح يتطلب حماية خاصة ضد التيتانوس، وفي هذه الحالة من الأهمية بمكان أن يعرف الطبيب المعالج معرفة يقينية ما إذا كان الطفل قد أخذ تطعيمات التيتانوس أم لا. فإذا كان الطفل قد أخذها بالكامل فعدد قليل جدا من الجروح سوف يتطلب الحصول على حماية إضافية ضد التيتانوس، بالإضافة إلى ذلك، يعد سجل التطعيمات مهما جدا للأطفال الذين يلتحقون بالحضانات التي تقدم الرعاية النهارية، أو المدارس الابتدائية، أو المعسكرات الصيفية، أو الجامعة والجيش.