غالبا ما يكون من السهل اكتشاف الاكتئاب لدى الطفل أو المراهق إذا كنت تعرف ما الذي يجب أن تبحث عنه. قد يبدو الطفل الصغير للغاية فاتر الهمة ويضرب عن الطعام، أما في سن المدرسة فقد يصاب بآلام في المعدة والرأس تتسبب في غيابه من المدرسة لأيام (بالطبع أول شيء يجب أن تقوم به هو أن تطلب من الطبيب أن يتحقق مما إذا كان الطفل مصابا بأمراض أخرى). لا يكون الطفل المصاب بالاكتئاب حزينا، ولكنه يكون سهل الاستثارة ويستاء دائما من أقل الأشياء. ومثلهم مثل الكبار يفتقد الأطفال شغفهم بالأشياء التي اعتادوا أن يجدوها ممتعة ويصبح لا شيء يثيرهم. وربما يفتقدون الطاقة والقدرة على التركيز في الأعمال المدرسية، وغالبا ما تنخفض تقديراتهم المدرسية. وغالبا ما يتناولون كميات أكبر من الطعام وينامون لفترات أطول من المعتاد، ولكن قد يحدث العكس أيضا. وإذا سألت الطفل برفق فقد يعترف بأنه يظن أنه هو السبب في أن كل الأمور سيئة، وأنه على يقين من أنه لا أمل في أن تتحسن الأمور، وأنه ربما فكر في أن يتخلص من حياته.
إن الاكتئاب مرض متوارث في العائلات، ومن الضروري أن تعرف ذلك، لأنك قد تصبح أكثر تيقظا لعلامات المرض. يتأثر الفتيان والفتيات على السواء بهذا المرض عندما يكونون صغارا، ولكن الفتيات هم الأكثر تأثرا في مرحلة المراهقة. والفتيان المراهقون بالولايات المتحدة عندما يصابون بالاكتئاب يكونون أكثر عرضة بشكل خاص للتفكير في التخلص من حياتهم، خاصة إذا كانوا يتعاطون الكحوليات أو المواد المخدرة، وغالبا ما يختارون المسدسات كوسيلة لذلك. لن نستفيد كثيرا إذا ما وضعنا المسدسات والذخيرة في مكان منفصل وأغلقناه جيدا، لأن ذلك الأمر لن يقف عقبة أمام طفل مراهق واسع الحيلة، ولكن لا يجب أبدا أن تكون هناك أي مسدسات بالمنزل الذي يكون به طفل أو مراهق يعانيان من الاكتئاب.
في أحيان نادرة يتنقل الطفل الأكبر سنا بين فترات من الاكتئاب وفترات تكون خلالها طاقته الشعورية عالية للغاية يشعر خلالها بأن لديه إحساسا غير طبيعي بالسعادة، وبأنه يتمتع بالقوة والذكاء والجاذبية بشكل خارق، وهذا الاضطراب يعرف بالاضطراب ثنائي القطب أو بالهوس الاكتئابي. وقد يصاب الأطفال الصغار أيضا بهذا الاضطراب، ولكن الأعراض تكون مختلفة، وقد يختلف الأطباء النفسيين في تشخيص المرض.
إن الاكتئاب مرض يمكن علاجه، وينجح في ذلك نوعان من العلاج الكلامي، وهما: العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بين الأشخاص. قد يستفيد المريض أيضا من تناول الأدوية، ولكن هناك بعض المخاوف من أن الأدوية المضادة للاكتئاب قد تزيد من خطورة الميل إلى الانتحار، ولكن العديد من الخبراء يشعرون أن العكس هو الصحيح، وعلى أي حال أنت لست بحاجة لأن تقرر ما إذا كنت ستلجأ إلى الدواء مباشرة، فمعظم الأطفال يتعافون بطرق العلاج الأخرى، ومع ذلك فالاكتئاب يرتد غالبا، ويحتاج للعلاج مرة أخرى.