يطرأ ألم البطن وحده أو يصاحب عوارض هضمية أخرى. وغالباً ما تنشأ آلام البطن العرَضية عن فرط الأكل أو الإكثار من الأطعمة المضرّة كالمأكولات الدهنية أو المسببة للغازات أو مشتقات الألبان بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يحتملون اللاكتوز. وعادة يزول الألم خلال بضع ساعات أو يدوم ليوم أو يومين في حال وجود إنتان فيروسي أو بكتيري.
أما ألم البطن المتكرر الذي يدوم ويكون حاداً أو مصحوباً بعلامات وعوارض أخرى فقد يشير إلى خطورة محتملة. ومن شأن موقع الألم أن يساعد الطبيب على تضييق لائحة الأسباب المحتملة. غير أنّ مكان الألم قد يكون مضللاً في بعض الأحيان.
ألم قرب منطقة السرة:
غالباً ما ينجم الألم قرب السرة عن اضطراب في الأمعاء الدقيقة أو عن التهاب الزائدة. والزائدة هي عبارة عن جيب دودي الشكل بارز إلى خارج القولون، من شأنه أن ينسدّ ببقية الطعام مما قد يؤدي به إلى الالتهاب والتورم والامتلاء بالقيح. وفي حال لم يتلقّ المصاب العلاج اللازم، قد تنفجر الزائدة مسببة إنتاناً خطيراً (التهاب الصِّفاق). وتشتمل عوارض التهاب الزائدة أحياناً، إضافة إلى الألم في الجهة اليمنى من أسفل البطن، على غثيان وتقيؤ وفقدان الشهية مع حمى خفيفة وحاجة إلى إخراج الريح أو التبرز.
ألم فوق السرة:
تعلو السرة مباشرة منطقة تدعى المنطقة الشرسوفية. وهذا هو المكان الذي يجب أن يشعر فيه الإنسان بالألم المقترن بأحماض المعدة. كما أنه من شأن الألم المتواصل في هذا الموضع أن يشير إلى وجود خطب في الجزء الأعلى من المعي الدقيق (الإثنا عشري)، أو البنكرياس أو المرارة.
ألم تحت السرة:
قد يدل الألم الذي يبدأ من تحت السرة ويمتد إلى الجانبين على اضطراب في القولون. ولدى النساء، ثمة أسباب أكثر شيوعاً للألم في هذه المنطقة، تتمثل في الإصابة بإنتان في القناة البولية أو بمرض التهاب الحوض.
ألم في الجهة اليسرى من أعلى البطن:
ليس من الشائع الشعور بالألم في هذه المنطقة. ولكن في حال أحسست بذلك، قد يكون الأمر عائداً إلى مشكلة في القولون أو المعدة أو البنكرياس.
ألم في الجهة اليمنى من أعلى البطن:
غالباً ما يكون الألم الحاد في هذا الموضع مرتبطاً بالتهاب المرارة (نوبة مرارة). ومن شأن الألم أن يمتد إلى وسط البطن وأن يخترقه إلى الظهر. وفي بعض الأحيان، قد ينجم الألم في هذه المنطقة عن التهاب البنكرياس أو الاثنا عشري.
ألم في الجهة اليسرى من أسفل البطن:
في أغلب الحالات، يشير الألم هنا إلى وجود مشكلة في القولون النازل، حيث يتم طرد بقية الطعام. وتشتمل الاضطرابات المحتملة على إنتان في القولون (التهاب الرتج) أو التهاب القولون (مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي).
ألم في الجهة اليمنى من أسفل البطن:
من شأن التهاب القولون أن يسبب ألماً في هذه المنطقة أيضاً. غير أنه ثمة احتمال آخر أكثر خطورة هو التهاب الزائدة.
الألم المهاجر:
إنّ إحدى خصائص ألم البطن غير المعتادة هي قدرته على الارتحال عبر ممرات عصبية عميقة والظهور في مواضع بعيدة عن مصدر المشكلة. فالألم الناجم عن التهاب المرارة مثلاً، بإمكانه الامتداد إلى الصدر وعظم الكتف الأيمن حتى أعلى الكتف الأيمن. أما الألم المرتبط باضطراب في البنكرياس، فقد يمتد إلى الأعلى بين عظم الكتفين. وهذا ما يدعى بالألم الرجيع.
ونظراً لكثرة عدد الأعضاء الحيوية في البطن والإشارات المعقدة التي ترسلها، من المستحسن استشارة الطبيب إن عانيت من:
● ألم حاد أو متكرر أو متواصل.
● ألم يزداد سوءاً على ما يبدو.
● ألم مصحوب بحرارة مرتفعة أو نزف أو تقيؤ.