إنّ النزف من إحدى جهتي القناة الهضمية قد يكون مدعاة للقلق. ففي بعض الأحيان، ينجم النزف عن مشكلة بسيطة، كمرض في اللثة أو بواسير. أما في حالات أخرى، فيشكل النزف إنذاراَ بوجود مرض أكثر خطورة كالقرحة أو السرطان. وفي جميع الحالات، يستحسن اللجوء إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن.
دم في القيء أو اللعاب
تشتمل الحالات التي قد تسبب ظهور دم في القيء أو اللعاب على:
● قرحة المعدة.
● تمزق في بطانة المريء.
● نسيج ملتهب في المريء أو المعدة أو المعي الدقيق.
● سرطان المريء أو المعدة.
يكون الدم عادة أحمر فاتحاً. غير أنه قد يبدو في بعض الأحيان أسود أو بني داكن شبيهاً بتفل القهوة، مما يشير إلى أنه قد هُضم جزئياً في المعدة أو الاثني عشر. وغالباً ما يشير هذا العارض إلى مشكلة خطيرة.
النزف المستقيمي
يعتبر التمزق أو الشقّ الشرجي والبواسير السببين الأكثر شيوعاً للنزف المستقيمي.
ويظهر الدم عادةً على فوط الحمام أو في ماء المرحاض، ويكون أحمر فاتحاً.
وتشتمل الأسباب الأخرى للنزف المستقيمي على التهاب القولون الناجم عن التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون. وقد يشكل النزف في هذه المنطقة أيضاً إشارة إلى أورام غير سرطانية (سليلات) في القولون أو إلى السرطان. وغالباً، وليس دوماً، يكون هذا الدم أدكن لوناً وممزوجاً بالبراز، فيعطي برازاً أسود أو بلون خشب الماهوغانى.
بواسير مزعجة ولكنها غير مؤذية
في بعض الحالات قد لا يعلم المصاب بوجودها. غير أنه في حالات أخرى، يكون النزف أو الحكاك أو الألم المحرق دليلاً كافياً على الإصابة بالبواسير.
والبواسير هي عبارة عن أوردة محتقنة بالدم في أسفل المستقيم. وينجم هذا الاحتقان عن تعرض الأوردة لضغط يؤدي بها إلى تكوين أكياس دقيقة. ويعتبر داء البواسير مرضاً شائعاً، إذ يصاب به نصف البالغين بعد سن الخمسين.
لا تسبب البواسير الداخلية الألم عادةً، إلا أنها تنزف أحياناً، بعكس البواسير الخارجية التي تكون مؤلمة.
ويعتبر الإمساك والإسهال من أبرز الأسباب المؤدية إلى تكون البواسير. فالضغط المتكرر لإخراج أجزاء صغيرة وصلبة من البراز يضاعف الضغط على الأوردة. وهذا ما ينجم أيضاً عن طرد البراز بشكل مفاجئ أثناء الإسهال. ومن الأسباب الأخرى، رفع الأغراض الثقيلة، الحمل أو الجلوس لفترات طويلة.
ويمكن علاج معظم حالات البواسير بزيادة معدل الألياف والماء في الغذاء وذلك لتليين البراز. كما أنّ غمر الشرج في وعاء دافئ من 10 إلى 15 دقيقة لثلاث أو أربع مرات يومياً يساعد على تخفيف التورم والألم. ومن شأن مراهم البواسير غير الموصوفة أن تخفف التورم والألم أيضاً، غير أنه لا يستحسن استعمالها سوى مؤقتاً.
من جهة ثانية، يجدر تجنب فوط الحمام الجافة والخشنة لأنها قد تهيج البواسير. بالتالي، اعمد بعد التبرز إلى تنظيف الشرج برفق بواسطة قماشة رطبة دافئة أو فوطة طبية.
أما بالنسبة إلى البواسير المزعجة التي لا تزول بسهولة، فقد يصف الطبيب أحد العلاجات التالية:
• رباط مطاطي: يوضع الرباط المطاطي حول قاعدة البواسير داخل المستقيم. ويعمل هذا الرباط على قطع الدورة الدموية عن التورم حتى يزول.
• المعالجة التصلُّبية: يتم حقن محلول كيميائي حول الوعاء الدموي لتقليص البواسير.
• التخثير بالليزر أو التخثير الضوئي ما تحت الأحمر: تستعمل حرارة الكهرباء أو الليزر أو الضوء ما تحت الأحمر لحرق نسيج البواسير وتدميره.
• إستئصال البواسير: تعتبر الجراحة أكثر الطرق فعالية من أجل إزالة البواسير المنتشرة أو الحادة.